قَالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: العاقِلُ يحْلُم عَمَّن ظَلَمَ، ويَتواضَع لِمن هو دُونِه، ويُسابق إلى البِرِّ مَنْ فَوقه وإذا رَأى بَابَ بِرٍّ انْتَهزه، وإذا عرضت له فِتنة اعتصم بالله وتنكّبها
لما كان موسى يسري ليلاً
متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً . .
لم يدر بخُلده و هو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين
" فثِق بربك "
طرح إبراهيم ولده الوحيد
و استلّ سكينه ليذبحه . .
و إسماعيل يردد : افعل ما تؤمر
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة
" فثِق بربك "
لما دعا نوح ربه :
" أني مغلوب فانتصر"
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله
و أن سكان العالم سيفنون إلا هو و من معه في السفينة
" فثِق بربك "
جاع موسى و صراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسيه . . المراضع . . الحرس . . كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف
النهر مشتاقة لولدها رحمة و لطفآ من رب العالمين لها و لإبنها
" فثِق بربك "
أطبقت الظلمات
على يونس . . و اشتدت الهموم . . فلما اعتذر و نادى :
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
قال الله تعالى : فاستجبنا له و نجيناه من الغم
" فثِق بربك "
مستلقٍ عليه الصلاه و السلام في فراشه حزيناً ماتت زوجته و عمه . .
و اشتدت عليه الهموم . . فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء
. . فيسليه بالأنبياء و يخفف عنه بالملائكة
" فثِق بربك "
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن . .
و لم يأمر جدران السجن فتتصدّع . . بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء
الليل لخيال الملك و هو نائم
" فثِق بربك "
ثق بربك
و ارفع أكف الخضوع و التضرع و اعلم أن فوق سبع سماوات
رب حكيم كريم
رب رحمن رحيم
ما لنا غيرك يا الله
(*) لمّا قال يعقوب:
( وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ )
اختفى يوسف، وأصيب بالعمى ..
لأنه عليه السلام احتمل السوء
أما حين قال: ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى الله )
عاد بنيامين، ويوسف، وعيناه !
اللهم اني فوضت امري إليك
(*) يَقول إبن القيّم:
[ لو أن أحدكم همّ بإزالة جبل وهو (واثق باللّه )
لأزاله ..
اللهَم زدنا ثقٌة وحَسن الظن بِك.
(*) ‹قآل أحد السلف:
إني أدعو الله في حاجة..
فإذا أعطاني إيآهآ.. فرحتُ ( مرة ) ،
و إذآ لم يعطيني إيآهآ.. !
فرحتُ ( عشر مرآت )
لأن الأولى: " إختيآري " ..
والثانية: " اختيآر الله " علام الغيوب
- جميلة هي الثقة بـ ربّ آلعبآد
{والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
إجابه كافيه لما يحدث