احذر قلبك !

قال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى - في كتابه الماتع : ( منهاج العابدين ) :

ثم عليك بحفظ القلب وإصلاحه وحسن النظر في ذلك وبذل المجهود ، فإنه أعظم هذه الأعضاء خطرا ، وأكثرها أثرا ، وأدّقها أمرا ، وأشقّها إصلاحا ، وأذكر فيه أصولا خمسة مُقْنِعة :

الأصل الأول : قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور }
وقوله تعالى : { والله يعلم ما في قلوبكم }
وقوله تعالى : { إن الله عليم بذات الصدور }
كم ذكره وكرّر ذكره في القرآن ، وكفى باطلاع العليم الخبير تحذيرا للخواص من العباد ، لأن المعاملة مع علام الغيوب خطيرة ، فانظر ما ذا يعلم من قلبك .

الأصل الثاني : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأبشاركم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فالقلب إذن موضع نظر رب العالمين ، فيا عجبا ممن يهتم بوجهه الذي هو موضع نظر الخلق ، فيغسله وينظفه من الأقذار والأدناس ، ولا يهتم بقلبه الذي هو موضع نظر رب العالمين ، فيطهره ويزينه ويطيبه ، كي لا يطلع الرب جلّ وعلا على دنس فيه .

الأصل الثالث : أن القلب ملِك مطاع ورئيس متبع ، فالأعضاء كلها تبع له ، فإذا صلح المتبوع صلح المتبع ، وإذا استقام الملك استقامت الرعية ، يبين ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " ، وإذا كان صلاح الكل في ذلك وجب صرف العناية إليه .

الأصل الرابع : أن القلب خِزانة كل جوهر للعبد نفيس ، وكل معنى خطير ، أولها العقل ، وأجلها معرفة الله تعالى التي هي سبب سعادة الدارين ....
وحُقّ لمثل هذه الخزانة أن تُحفظ وتصان عن الأدناس والآفات ،وتُحرس وتُحرز من السراق والقطاع .

الأصل الخامس : أن له خمسة أحوال ليست لغيره من أعضاء ابن آدم :
أحدها : أن العدو - الشيطان - قاصدٌ إليه ، مقبل عليه بغوائله ملازم له .
والثاني : أن الشغل له أكثر ، فإن الهوى والعقل كلاهما فيه ، فهو معترك العسكرين .
والثالث : أن العوارض له أكثر ، فإن الخواطر له كالسهام ، لا تزال تقع فيه .
والرابع : أن علاجه عليك عسير ، إذ هو غيبٌ عنك .
والخامس : أن الآفات إليه أسرع ، فهو إلى الانقلاب أقرب ، ثم إن زلّ والعياذ بالله فزلَلُه عظيم .

جعلنا الله وإياكم من المعتبرين بالعِبَر ، المهتمين بمواضع الخطر ، الموَفقّين لإصلاحه بحسن النظر ، إنه أرحم الراحمين . انتهى كلامه . رحمه الله تعالى .

إن الذكرى تنفع المؤمنين
جزاك الله خير على التذكير

لاحرمك الله الأجر أستاذي متأمل
بارك الله فيك

المحترم أخي متأمل
طرح رائع جزاك الله خيرا واثابك

يعطيك العافيه على الموضوع الرائع
جزيت خيرآ أخي الفاضل متأمل
دمت بحفظ الله ورعايته

بارك الله فيك على طيب ونافع
ما تطرح
جعله الله في ميزان حسناتك
.ويجزاك خير الجزاء..

جزاك الله خير أخوي
وبارك فيك

حياك الله أخي العزيز
متأمل

والله يحييك ويجزاك كل خير
سعداء بتواجدك بيننا
وسعداء بمشاركتك معنا

جزااااااااك الله خير

لاهنت اخوي على الطرح