الاستقامة على الحق

الحمد لله كله . والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد :
يستمد الدين الإسلامي تشريعاته من مصدرين أساسيين هما : القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقد أودع الله فيهما بيان جميع ما يحتاج إليه البشر في شئون دنياهم وآخرتهم فالقرآن الكريم أنزله الله مبينا لأصول الشريعة وأجرى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم سنته الطاهرة توضح القرآن وتشرح معانيه وتبين أهدافه وتوضح ما أجمل فيه من فروع الشريعة وكيفيات إقامة شعائر الله وحدوده ولم يقبض رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكمل الله الشريعة وأتم النعمة :  اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا  (المائدة : 3) وقال صلى الله عليه وسلم : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " .
وإذا كان لزاما على المسلم تعلم القرآن وتدبر معانيه وفهم أهدافه فكذلك يلزمه أن يتعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم من الأئمة الأعلام إذ هي المصدر الثاني بعد الكتاب العزيز وامتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم : " نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع " .
إن السنة المطهرة جديرة بالبحث والدراسة وإمعان النظر . لا تفنى عجائبها ولا يضل متبعها ولا غرو فهي كلام سيد الأنبياء وخاتم المرسلين ومن عصمه الله من الخطأ والزلل وألهمه جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم وجعل أمره من أمر الله فهو حينما يتكلم إنما يتكلم بأمر الله ووحيه  وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى  (النجم : 3-4) قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " واتباع أوامره طاعة الله  مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً  (النساء : 80)
عن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك . قال : " قل آمنت بالله ، ثم استقم " رواه مسلم .
يحرص الصحابة رضي الله عنهم على أن تكون أعمالهم وأقوالهم مطابقة لدين الله وشرعه مبنية على نور من الله ينير لهم الدرب ويهديهم إلى صراطه المستقيم وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما يقربهم من الله ليفعلوه ويستفسرون عما وراء ذلك فيجتنبوه . وهذا الصحابي الجليل يسجل لنا صورة من أروع صور التربية والتعليم يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله أن يعلمه ويدله على طريق جامع لأبواب الهدى والفلاح ليسير عليه ويجعله نصب عينيه ما بقى في هذه الحياة ويأتي الجواب الإلهي على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناصا على نظام أمور الحياة جامعا لصغيرها وكبيرها مبينا طريقا ونهجا واضحا لا غموض فيه " قل آمنت بالله ، ثم استقم " لا بد أن يؤمن الإنسان أولا وقبل كل شيء بربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته ويعتقد ذلك اعتقادا جازما من صميم فؤاده .
ثم يعلن هذا المبدأ العظيم الذي رضيه الله له وارتضاه لنفسه فينطق به معلنا صوت الحق وكلمة الحق : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تحتم عليه أن يجعل أعماله وأقواله وهوى نفسه منسجمة مع هذا المبدأ وهذا المنطلق ، فالإيمان ليس نية فقط ولا كلاما مجردا وإنما هو اعتقاد وقول وعمل وهذا هو معنى الأثر " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال " .
والإنسان في هذه الدنيا تعترضه التيارات الفاسدة والخرافات والبدع , والأهواء المنحرفة والنزعات المهلكة والشهوات الفاجرة ويحاول شياطين الإنس والجن صده عن سبيل الله فهو إن مال معها فقد أفسد ما عمل ولهذا كان لزاما عليه أن يحافظ على المكسب الذي كسبه والمستوى العظيم الذي وصل إليه ويجاهد نفسه على الاستقامة على طاعة الله سرا وعلانية ويلزم شريعة الله فيأتمر بأمر الله حقا وحقيقة وينتهي عن ما نهى الله عنه حقا وحقيقة في جميع شئون حياته العامة والخاصة .
ليست الاستقامة أن يحافظ المرء على جانب من جوانب دينه تاركا الجوانب الأخرى . أو أن يكون راهبا في محرابه لا يهمه إلا نفسه أو أن يحكم شريعة الله في جانب من جوانب حياته ، و إنما الاستقامة لزوم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل ميادين الحياة العامة والخاصة في السلم والحرب في القوة والضعف في الرخاء والشدة متبعين أوامر الله في كل شيء مجتنبين نواهيه في كل شيء نمشي على هديه ونوره لا نتساهل ولا نغلو  فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  (هود : 112)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل ".


طلال الشدادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكن ، وشكر لكن الجهد

أبو عبدالرحمن
جزاك الله كل خير وجعل لك بكل حرف كتبته حسنة
فقد أجدت وأفدت

دمت بحفظ الرحمن
أبو حسام

جزاكِ الله خير
وكتبها الله بميزان حسناتك
ونفعنا بما قرأنا

شكري وتقديري

اللهم أرزقنا الإستقامة في القول والفعل ..

بارك الله فيك اخوي الفاضل وجعل مانقلته في ميزان حسناتك ..

جزاكم الله كل خير .............

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	و إنما الاستقامة لزوم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل ميادين الحياة العامة والخاصة في السلم والحرب في القوة والضعف في الرخاء والشدة متبعين أوامر الله في كل شيء مجتنبين نواهيه في كل شيء نمشي على هديه ونوره لا نتساهل ولا نغلو

أثابك الله خيراً وأنار طريقك وجعلك مباركاً أينما كنت

بارك الله فيك يا ( أخت الرجال) وأنار الله طريقك ...