
![]() |
[ 311 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وحدَّث قَطَن بن عبد الله الحُدَّايني قال: حدثني أبي قال: نا أبو غالب قال: كنتُ في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الخوارج، فنُصب على درج المسجد. فجاء أبو أُمامة، فنظر إليها فقال: كلاب جهنم شرُّ قتلى قُتلوا تحت ظلِّ السماء، وبكى ونظر إلي. قال: فقال: يا أبا غالب، إنك ببلد هؤلاء به كثير. قال: قلت: نعم. قال: أعاذك الله منهم. ثم قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال: )هو الذي أنزل عليكَ الكتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتشابهاتٌ( إلى قوله: )والراسخون في العلم يقولونَ آمَنَّا به(. قال: قلتُ: يا أبا أُمامة إني رأيتك تغرغرت لهم عيناك. قال: رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام، فخرجوا من الإسلام. فقال له رجل: يا أبا أُمامة، أمِن رأيك تقوله أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذا لجريء، لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع حتى عدَّ سبع مرات. أبو غالب روى هذا الحديث عن أبو أُمامة اسمه حَزَوَّر: روى عنه أزهر ابن صالح وابن عيِّنة، وحماد بن زيد. ذكره مسلم صاحب الصحيح في كتاب " الكُنى " . وأبو أُمامة: هو حُدَيُّ بن عجلان الباهليُّ صاحب النبيِّ عليه السلام. وروى الأعمش عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخوارج كلاب النار " . وقال عليه السلام فيهم: " طوبى لمن قتلهم أو قتلوه " . خبر مقتل علي رضي الله عنه ذكر عمر بن شَبَّة عن الضحَّاك بن مَخْلَد أبي عاصم النَّبيل وموسى بن إسماعيل أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن مُلجم يستحمل عليا فحمله ثم قال: أريدُ حباءهُ ويريدُ قَتلي ... عَذيري من خليليَ من مراد أما إنَّ هذا قاتلي. قيل له: فما يمنعك منه؟ قال: " إنه لم يقتلني بعد " . وأُتي علي فقيل له: إنَّ بن مُلجم يسُمُّ سيفه ويقول: إنَّه سيفتك فتكة تُحدِّث بها العرب. فبعث فيه وقال له: " لِمَ تَسُمُّ سيفك؟ " فقال: لعدوِّي وعدوَّك. فَخَلَّى عنه، وقال: " ما قَتَلَني بعد " . وكان سبب قتل ابن مُلجم لعلي أنه خطب امرأة من بني عِجل بن لُجَيم يقال لها قَطام وقال المُبرَّد: إنها قطام بنت علقمة بن تَيم الرِّباب وكانت ترى رأي الخوارج. وكان عليٌّ قد قتل أباها وإخوتها بالنَّهروان، فلما تعاقد الخوارج على قتل علي وعمرو بن العاصي ومعاوية بن أبي سفيان خرج منهم ثلاثة نفر لذلك. وكان عبد الرحمن بن مُلجم المراديُّ حليفا لهم من تَجوبَ، وقيل من السَّكون من كِندة. وقيل من حِمْير هو الذي اشترط قتل علي منهم. والثاني الحجاج بن عبد الله: وهو البُرَكُ التَّميميُّ الصَّريميُّ اشترط قتل معاوية. والثالث زَاذَوَيهِ: مولى بن العنبر بن عمرو بن تميم. اشترط قتل عمرو بن العاصي. وتواعدوا أن يكون ذلك في ليلة واحدة، وهي ليلة سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة، وقيل: ليلة تسع عشرة من رمضان. فدخل ابن مُلجم، لعنه الله، الكوفة عازما على ذلك، واشترى لذلك سيفا بألف، وسقاه السُّمَّ فيما زعموا حتى لفظه. وكان في خلال ذلك يأتي عليا، ويستحمله فيحمله. إلى أن وقعت عينه على قَطَام، وكانت امرأة رائعة جميلة، فأعجبته، وكانت معتكفة بالمسجد الأعظم بالكوفة، ووقعت بنفسه فخطبها فقالت: آليت أن لا أتزوج إلا على مهر لا أريد سواه فقال: وما هو؟ قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينَةٌ وقَتْلُ علي بن أبي طالب. فقال: والله قصدتُ لقتل علي بن أبي طالب والفَتكِ به، وما أقدمني إلى هذا المصر غير ذلك. ولكن لما رأيتك آثرت تزويجك. فقالت: ليس إلا الذي قلت. فقال لها: وما يُغنيك أو يُغني منك قتْلُ علي، وأنا أعلم إن قَتَلْتَهُ لم أفُتْ؟. فقالت: إن قتلته ونجوت فهو الذي أردت أن تبلغ شفاء نفسي، ويهنيك العيش معي. وإن قُتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها. فقال لها: لكِ ما اشترطتِ. وفي تزوُّج ابن مُلجم لقطام وما دار بينهما في قتل علي يقول شاعر الخوارج: ولم أرَ مَهراً ساقَهُ ذو سَماحةٍ ... كمهرِ قَطامٍ من فَصيحٍ وأعجمِ ثلاثةُ آلافٍ وعبدٌ وقَينةٌ ... وضربٌ عليٍّ بالحسامِ المصمِّمِ فلا مهرَ أغلى من عليٍّ وإن غَلا ... ولا فَتْكَ إلا دونَ فتكِ ابن مُلجمِ |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 312 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وقيل: إن عدوَّ الله ابن ملجم جلس مع شبيب بن بَجرَة الأشجعي بعد محاورة كانت بينهما في قتل علي قُبالة السدَّة التي يخرج منها علي إلى المسجد. فخرج علي إلى صلاة الصبح فبدره شبيب فضربه فأخطأه، وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه وقال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك. فقال علي: " فزْتُ وربِّ الكعبة. لا يفوتنَّكم الكلب " . فشدَّ عليه الناس من كلِّ ناحية. فلما همَّ الناس به حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له، فتلقَّاه المُغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب بقطيفةٍ، فرمى بها عليه واحتمله، وضرب به الأرض، وقعد على صدره، وانتزع سيفه، وكان أيِّداً. ثم حمل ابن مُلجم، وحُبس حتى مات علي، رحمه الله، فقُتِل لا رحمه الله، ورحم الله عليا والمغيرة. وقال عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السُّلميُّ: أتيت الحسن بن عليّ في قصر أبيه، وكان يقرأ عليَّ وذلك في اليوم الذي قُتل فيه علي. فقال لي أنه سمع أباه في ذلك السَّحر يقول له: " يا بُنيَّ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في نومة نمتها. فقلتُ: يا رسول الله ماذا لقيت من أُمَّتك من الأودِ؟ فقال: ادعُ الله عليهم. فقال: اللهمَّ أبدلني بهم خيرا منهم، وابدلهم بي مَن هو شرٌّ منِّي " . ثم انتبه، وجاء مؤذنه بالصلاة، فخرج، فاعْتَوَره الرجلان. فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق. وأما الآخر فضربه في رأسه. وذلك في صبيحة يوم الجمعة لسبعَ عشرة من رمضان، صبيحة بدر. وروى أبو رؤوف عبد الله بن مالك قال: جُمع الأطباء إلى علي رضي الله عنه يوم جُرِح، وكان أبصرهم بالطِّبِّ أُثَيِّر بن عمرو السكونيُّ: وكان يُقال له: أثيِّر بن عُمَريَّا، وكان صاحب كرسي يتطبَّب. وهو الذي تُنسب إليه صحراء أثيِّر فأخذ أثير رئة شاة، فتتبَّع عرقا منها، فاستخرجه وأدخله في جراحة عليٍّ، ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض، وإذا الضربة قد وصلت إلى أمَّ رأسه. فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك، فإنك ميِّت. وفي ذلك يقول عمران بن حَطَّان الخارجيُّ: يا ضَربةً من تَقيٍّ ما أرادَ بها ... إلا ليبلُغَ مِن ذي العرشِ رضْوانا إني لأذكرُهُ حيناً فأحسِبُهُ ... أوفَى البريَّةِ عندَ اللهِ مِيزاناً كَذَبَ أبعده الله. وقال بكر بن حماد التاهرتيُّ مناهضا له: قُل لابنِ مُلجمٍ والأقدارُ غالبةٌ ... هدمتَ ويلكَ للإسلامِ أركانا قَتلتَ أفضلَ مَن يمشي على قدمٍ ... وأوَّل النس إسلاماً وإيمانا وأعلمَ الناس بالقرآنِ ثمَّ بِما ... أسنَّ الرسولُ لنا شَرعاً وتِبْيَانا صِهرُ النبيِّ ومولاهُ وناصرُهُ ... أضحتْ مناقبه نوراً وبُرهانا وكانت منهُ على رغم الحسودِ لهُ ... مكانَ هارونَ من موسى بن عِمْرانا وكان في الحرب سيفاً صارماً ذَكَراً ... ليثاً إذا لقِيَ القرانُ أقرانا ذكرتُ قاتلَهُ والدمعُ مُنحدِرٌ ... فقلت: سُبحان ربِّ العرش سُبحانا إني لأحسِبُه ما كَانَ من بشرٍ ... يَخْشى المعاد ولكن كان شيطانا أشقَى مُرادٍ إذا عُدَّت قبائلُها ... وأخسرُ الناس عند اللهِ مِيزانا كعاقِر الناقةِ الأولى التي جَلبتْ ... على ثمودَ بأرضِ الحجْرِ خُسرانا قد كان يُخبِرهُم أنْ سوفَ يَخضِبُها ... قبل المنيَّة أزماناً فأزمانا فلا عفا اللهُ عنه ما تحمَّله ... ولا سَقَى قَبرَ عِمرَانَ بن حِطَّانا لقولهِ في شقيٍّ ظلَّ مُخْتبلاً ... ونالَ ما نالَهُ ظلما وعُدوَانا يا ضَربةً من تَقيِّ ما أرادَ بها ... إلا ليبلغَ من ذي العَرشِ رضوانا بل ضربةً من شقيٍّ أورَدَتْه لظىً ... مُخَلَّدا قد أتى الرحمنَ غَضْبانا وروى ابن الهادي عن عثمان بن صهيب، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " مَن أشقى الأولين؟ " قال: الذي عقر الناقة. قال: " صدقت. فمن أشقى الآخرين؟ " قال: لا أدري. قال: " الذي يضربك على هذه " يعني لحيته. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 313 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وكان علي، رضي الله عنه، كثيرا ما يقول: ما يمنع أشقاها، أو: ما ينظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا " ويشير إلى لحيته ورأسه " خضاب دم ولا خضاب عطر وعبير. وذكر النَّسَّائيُّ من حديث عمار بن ياسر عن النبي عليه السلام أنه قال لعليٍّ: " أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه " ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه " يعني لحيته " . وذكره الطبري وغيره، وذكره ابن إسحاق في " السيرة " عن عمار في غزوة ذي العُشَيرَة. وروى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحِمَّانيُّ، سمع عليَّ ابن أبي طالب يقول: " والذي فلق الحبَّة، وبرأ النسمة، لتخضَبنَّ هذه من دم هذا " يعني رأسه. وقال بكر بن حمَّاد الناهرتي، رحمه الله: وهزَّ عليٌّ بالعراقينِ لحيةً ... مُصيبتُها جلَّت على كلِّ مُسلمِ فقال: سيأتيها من الله حادثٌ ... ويَخضِبُها أشقَى البرية بالدَّمِ فباكرَهُ بالسيف شَلَّتْ يمينُه ... لشؤم قَطامٍ عند ذاكَ ابنُ مُلجِمِ فيا ضربةً من خاسرٍ ضلَّ سعيهُ ... تَبوَّأ منها مَقْعداً في جهنمِ ففازَ أميرُ المؤمنينَ بحظِّهِ ... وإن طَرقتْ فيه الخطوبُ بِمَعْظَمِ ألا إنما الدنيا بلاء وفتنةٌ ... حلاوتُها شِيْبتْ بصابٍ وعَلقمِ وقال أبو زَبيد الطائيُّ: إنَّ الكرامَ على ما كانَ من خُلُقٍ ... رهطُ امرئ خارهُ للدّين مُختارُ طَبِّ بصير بأَضعانِ الرجال ولم ... يُعدل بِحَبْرِ رسولِ اللهِ أحْبارُ وقَطرةٌ قَطرتْ إذ حانَ موعدُها ... وكلُّ شيء لهُ وقتٌ ومِقْدَارُ حتى تنَصَّلها في مسجدٍ طُهْرٍ ... على إمامِ هُدىً إنُ معشرٌ جاروا حُمَّت ليدخُلَ جنَّاتٍ أبو حسنٍ ... وأوجِبَتْ بعدَه للقاتلِ النارُ وقال الكُمَيت: والوصيُّ الذي أمالَ التَّجوبيْ ... به عرش أمَّةٍ لانهِدامِ قَتلوا يومَ ذَاكَ إذ قتلوهُ ... حَكَماً لا كغابرِ الحكَّامِ الإمامَ الزكيَّ والفارسَ المُعْ ... لِمَ تحتَ العجاج غيرَ الكَهامِ راعياً كانَ مُسْجِحاً فَفَقدْنا ... هُ وفَقْدُ المُسيمِ هُلُك السَّوامِ وكان قتادة، رحمه الله، يقول: قُتل علي رضي الله عنه على غير مال احتَجْنَه، ولا دنيا أصابها. وذُكر أن ابن مُلجم لما ضرب عليا، رضي الله عنه، أُدخل منزله فاعترته غَشية، ثم أفاق، فدعا الحسن والحسين فقال: " أوصيكما بتقوى الله تعالى، والرغبة في الآخرة، والزُّهد في الدنيا، ولا تأسفا على شيء فاتكما منها. واعملا الخير، وكونا للظالمين خصما، وللمظلوم عونا " . ثم دعا محمدا فقال: " أما سمعت بما أوصيت به أخويك؟ " قال: بلى. قال: فإني أوصيك به. وعليك ببرِّ أخويك، وتوقيرهما، ومعرفة فضلهما. ولا تقطع أمرا دونهما " . ثم أقبل عليهما فقال: " أوصيكما به خيرا، فإنه سيفكما وابن أبيكما. وأنتما تعلمان أن أباه كان يحبُّه فأحبَّاه " . ولما أُدخل ابن مُلجم، عدوُّ الله، على عليٍّ رضي الله عنه، قال له الذين أدخلوه: يا عدوَّ الله، لا بأس على أمير المؤمنين. قال: فعلام تبكي إذا أمُّ كلثوم؟ والله لقد ضربته ضربة لو كانت بأهل مِنىً لوسعتهم. ولقد سقيت سيفي السُّمَّ حتى لفظه، وما كان ليخونني. ولما مُثِّلَ بين يدي عليّ قال: " احبسوه، واحسنوا إساره، فإن أعيش فسأرى فيه رأيي في العفو أو القِصَاص. وإن أمُتْ فقتلُ نفس بنفس، ولا تمثِّلوا به " . ولما دُفن علي رضي الله عنه أراد الحسن أن يقتل عدوَّ الله ابن ملجم بضربة واحدة. فقال عبد الله بن جعفر: كلا والله حتى أذيقه العذاب الأليم. فقطعه عضوا عضوا حتى مات، لعنه الله. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 314 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وروي أن البُرَك الصَّريميُّ وزادوايهِ فارقا ابن ملجم من الكوفة على ما تعاقدوا عليه. فذهب البركُ إلى الشام إلى معاوية للفتك به، فضربه على إليته، وهو في الصلاة. فأمر به، فحُبس، وأراد قتله. فقال له البَرْك: لا تعجل واحبسني فإن في هذه الليلة قُتل علي. فقال: ويلك، وما يُدريك؟ قال: إنا تواعدنا ثلاثة لقتل علي وقتلك وقتل عمرو بن العاصي. فإن وجدت الأمر على خلاف ما قلتُ فاضرب عنقي. فوصل الخبر إلى معاوية بقتل علي، كما ذكره البرك فأطلقه بعدما قطع يده ورجله. ثم قتله بعد ذلك زياد بن سُميَّة بالكوفة. ودعا معاوية بالطبيب فقال له: إنَّ الضَّربة مسمومة فاختر لي إحدى خَصلتين؛ إما أن تصبر على الكيِّ، وأما أن أسقيك شربة تقطع عنك الولد. فقال: لا صبر لي على النار، ولي يزيد وعبد الله كفاية. فسقاه الشربة، فلم يولد له بعدها. وذهب زَاذَويهِ إلى مصر للفتك بعمرو بن العاصي. فدخل المسجد فضرب خارجة بن حُذافَة السَّهميُّ، حين كبَّر للصلاة، فقتله. فقبض عليه الناس بعد جولة. وكان عمرو بن العاصي مريضا يشتكي بطنه: فقَدم خارجة ليصلي بالناس. فلما أُدخل الخارجيُّ على عمرو، ورأى الناس يسلمون عليه بالإمرة قال: أو ما قتلتُ عمروا؟ قالوا: لا إنما قتلتَ خارجة. فقال: أردتُ عمرا وأراد الله خارجة، فأمر به عمرو، فقُتِل. وفي عمرو وخارجة يقول الكاتب الأديب أبو محمد عبد المجيد بن عبدون الأندلسيُّ الطليوسيُّ من قصيدة: وليتَها إذ فَدَتْ عَمراً بخارجةٍ ... فدت علياً بمن شاءتْ من البشرِ ومات عليٌّ رضي الله عنه ، ليلة إحدى وعشرين من رمضان سنة أربعين. ودُفن في قصر الإمارة بالكوفة عند مسجد الجماعة. وصلى عليه الحسن، هذا قول أبي اليقظان. وقال الواقديُّ: دُفِن ليلاً وعُمِّي قبره. وروي عن أبي جعفر محمد بن علي أن قبر علي جُهل موضعه. وكانت ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وقال ابن قتيبة في " المعارف " . وقالت عائشة، رحمها الله، لما بلغها قتلُ علي: لتصنع العرب ما شاءت، فليس أحد ينهاها. وقال الحسن صبيحة ليلة دفن علي في المسجد الأعظم: " أيها الناس، إنكم فقدتم رجلا لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون. وكان إذا شهد الحرب اكتنفه جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره. ولم يترك إلا ثمان مئة درهم. أو سبع مئة درهم فضلت من عطائه، كان يُعدُّها لخادم يشتريها لأهله. وقال الفضل بن العباس بن عنبة بن أبي لهب يرثي عليا رضي الله عنه: ما كنتُ أحسبُ أن الأمر مُنصرفٌ ... عن هاشمٍ ثم منها عن أبي الحَسنِ أليسَ أولَ مَن صلَّى لِقِبلتهِ ... وأعلمَ الناس بالقرآنِ والسُّننِ؟ وقالت أمُّ الهيثم بنتُ العُريان النَّخعيَّة ترثيه: ألا يا عينُ وَيْحكِ أسعِدِينا ... ألا تَبكي أميرَ المؤمنيِنا تُبكِّي أمُّ كلثومٍ عليهِ ... بعَبْرتِها وقد رأت القِينا ألا قُل للخوارج حيثُ كانوا ... فلا قَرَّتْ عيون الشامِتينا أفي شهرِ الصِّيام فَجعتُمُونا ... بخيرِ الناسِ طُرّاً أجْمعينا؟ قَتَلتم خيرَ مَن ركب المطايا ... وذَلَّلَها ومن رَكب السفينا ومن لبسَ النعالَ ومَن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمِئِينا وكلُّ مناقبِ الخيراتِ فيهِ ... وحبُّ رسولِ ربِّ العالمينا لقد علمتْ قريشٌ حيث كانتْ ... بأنكَ خيرُها حَسَباً ودِينا إذا استَقْبَلتَ وجه أبي حُسينٍ ... رأيتَ النورَ فوقَ الناظرينا وكنا قبلَ مقتلهِ بخيرٍ ... نرى مولى رسول الله فينا يُقيمُ الحقَّ لا يرتابُ فيه ... ويَعدِل في العِدا والأقربينا وليس بكاتمٍ علماً لديهِ ... ولم يُخْلقْ من المتجبِّرينا كأنَّ الناس إذا فقدوا علياً ... نَعامٌ حارَ في بلدٍ سِنينا فلا تَشْمتْ معاويةَ بن صَخرٍ ... فإنَّ بقيةَ الخلفاء فينا قاضي عليِّ: شُرَيح. كاتبه: عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. حاجبه: قُنْبُر مولاه. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 315 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() نعته: كان رضي الله عنه عظيم العينين أدعَجَهُما، عظيم البطن، عريض المنكبين، حسن الوجه، أغيَد، كأنًَّ عنقه إبريق فضَّة، آدم، شديد الأُدمة، أصلع ليس في رأسه شعرٌ إلا من خلفه، لا يتبيَّن عضده من ساعديه، قد أُدمجت إدماجا، شديد الساعد واليد. إذا أمسك بذراعه رجل أمسك بنفسه، فلم يستطع أن يتنفَّس. إذا مشى إلى الحرب هرول ثَبْتَ الجَنان، قويا، شجاعا، منصورا على من لاقاه، أبيض الرأس واللحية، لا يُغيِّر شَيبَه. ورأتهُ امرأة بالكوفة فقالت: مَن هذا الذي كأنه كُسِر ثم جُبِر؟ عمره: خمس وستون، وقيل: ثلاث وستون، قاله أبو نُعَيم الفضل بن دُكَين وغيره. وقيل: ثمان وخمسون، قاله أبو جعفر محمد بن عليّ. واختلفت عنه الرواية في ذلك، رضي الله عن عليّ وعلى آله الأكرمين الطاهرين المنتجبين، آمين. قال المؤلف: غفر الله له: لقد ذكرتُ من صحيح الآثار والأخبار في مناقب الخلفاء الأربعة ما يملأ الآذان حُسنا، ويمنح مَن سلك سبيلها الزِّيادة والحُسنى، والحمد لله على ما وفق ليه وأعان بفضله عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنواجذ " . وفضائلهم رضي الله عنهم ليس لها نفاد، ولا يحصرها تعداد، إذ هم أئمة الهدى، ومصابيح الدُّجى، وأرباب التُّقى، وواضحوا سُبُل سنَّة نبيِّنا محمد المصطفى، نفعنا الله بمحبَّتهم، وحشرنا في زمرتهم آمين. ذكر الستة الباقية من العشرة رضوان الله عليهم أبو عبد الله الزبير بن العوام أبو عبد الله الزبير بن العوام ابن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصيٍّ بن كلاب بن مُرَّة بن كعب ابن لؤي. يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب. وينتسب الزبير أسديا إلى أسد بن عبد العُزَّى بن قُصيٍّ وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم، رضي الله عنه، وهو ابن خمس عشرة سنة. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة بن وَقش. وهو حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. مسلم: حدثنا عمرو الناقد قال: نا سفيان بن عُيينة، عن محمد بن المُنْكدر، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: ندب رسول الله الناس يوم الخندق. فانتدب الزبير ثم ندبَهُم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " لكلِّ نبيٍّ حواريُّ وحواريِّ الزبير " . مسلم: حدثنا إسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن ابن مُسهِر قال إسماعيل: نا عليُّ بن مُسهر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بتن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النِّسوة في أطمِ حسَّان، فكان يُطاطئ لي مرة فينظر كنت أعرف أبي إذا مرَّ على فرسه في السلاح إلى بني قريظة قال: وأخبرني عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير، قال: فذكرت ذلك لأبي فقال: ورأيتني يا بُنَيِّ؟ قلتُ: نعم. قال: أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبويه. فقال: فداك أبي وأمي. مسلم: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا ابن نُمَير وعبدة قالا: نا هشام عن أبيه قال: قالت لي عائشة: أبوك والله من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. وقال عليه السلام: " الزبير ابن عمَّتي وحواريِّ من أُمَّتي " . وسمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن الحواريِّ، فقال: إن كنت ابن الزبير وإلا فلا. وقال محمد بن سلاَّم: سألت يونس بن حبيب عن قوله عليه السلام: " حواريِّ الزبير " . قال: " خُلْصانُه " . وقال غيره: الحواريُّ الناصر.. وذكر قول الأعور الكلابي: ولكنَّه ألقى زِمامَ قَلوصِهِ ... فيحيل كريماً أو يموت حَوَارِيَّا وقال محمد بن عبد السلام الخُشنيُّ: نا محمد بن بشار: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق السَّبيعيَّ قال: سألت مجلسا فيه أكثر من عشرين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن كان أكرم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: الزبير وعليُّ بن أبي طالب. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 316 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وجاء في صحيح الآثار أنه كان مُعتمرا بعمامة صفراء يوم بدر، فيقال: إنه نزلت الملائكة يوم بدر على سيما الزبير. وروى أبو إسحاق الفزاريُّ عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن الزُّبير. قال: كان على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر. ونزلت الملائكة عليها عمائم صُفر. وكان الزبير تاجرا مجدودا في التجارة. وقيل له يوما: بِمَ كنت في التجارة وما أدركتَ؟ فقال: لأني لم أشتر عيبا ولم أرُدَّ ربحا، والله يبارك لمن يشاء. وقال حسان بن ثابت يمدحه: أقام على عهدِ النبيِّ وهديهِ ... حواريُّهُ والقولُ بالقول يُعدَلُ أقام على مِنْهاجِهِ وطريقِهِ ... يُوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ هو الفارسُ المشهورُ والبطلُ الذي ... يصولُ إذا ما كانَ يومٌ مُحجَّلُ وإنَّ امرأ كانت صفيةُ أمَّه ... ومِن أسدٍ في بَيتهِ لَمُرَفَّلُ لهُ من رسول اللهِ قُربى قَريبةٌ ... ومن نُصرةِ الإسلامِ مجدٌ مؤثَّلُ فكم كُربةٍ ذَبَّ الزبيرُ بسيفهِ ... عن المصطفى واللهُ يُعطي ويُجزِلُ إذ كشَّفتْ عن ساقِها الحرثُ حشَّها ... بأبيضَ سبَّاقٍ إلى الموتِ يُرقلُ فما مثلُه فيهمْ ولا كانَ قبلَهُ ... وليس يكونُ الدهرَ ما دامَ يَدْبُلُ وحضر الزبير رضي الله عنه يوم اليرموك وأبلى فيه. قال عروة ابن الزبير: إنَّ أصحاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشدَّ فَنشدَّ معك؟ قال: إني أخاف إذا شددتُ كذبتُم. قالوا: لا نفعل. فحمل عليهم حتى شقَّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد منهم. ثم رجع مُقبلا، فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه، بينها ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير. وحضر، رضي الله عنه، فتح مصر مع عمرو بن العاصي، بعثه عمر بن الخطاب من المدينة مددا لعمرو. وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها، وقُتل بوادي السباع راجعا من حرب الجمل. وذكر الإمام الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبريُّ في تاريخه الكبير عن قتادة قال: سار عليٌّ من الزاوية يريد الزبير وطلحة وعائشة، وساروا من الفَرضَة يريدون عليا، فالتقوا عند موضع قصر عبيد الله بن زياد في النِّصف من جمادى الآخرة سنة ستٍّ وثلاثين يوم الخميس. فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه السلاح. فقيل لعلي: هذا الزبير. فقال: أما إنه أحرى الرجلين إن ذُكِّر بالله أن يذكر. وخرج طلحة فخرج إليهما علي، فدنا منهما حتى اختلف أعناق دوابِّهما. فقال علي: لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتم أعددتما عند الله عُذراً فاتَّقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثا، ألم أكن أخاكما في دينكما تحرِّمان دمي وأحرِّم دمائكما، فهل من حدث أحلَّ لكما دمي؟ قال طلحة: ألَّبتَ الناس على عثمان. قال علي: يومئذ يُوفِّيهمُ اللهُ دينهم الحقُّ ويعلمون أن الله هو الحقُّ المبين. يا طلحة تطلب بدم عثمان؟ فلعن الله قتلة عثمان. يا زبير أتذكر يوم مررت بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فناظر إليَّ فضحك وضحكت إليه، فقلت: لا يدعو ابن أبي طالب زهوه. فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس بمُزْهٍ، ولتُقاتلنَّه، وأنت له ظالم " ! فقال اللهمَّ نعم، ولو تذكَّرت ما سرتُ مسيري هذا. والله لا أقاتلك أبدا. فانصرف على إلى أصحابه فقال: أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ألاَّ يقاتلكم. ورجع الزبير إلى عائشة فقال لها: ما كنتُ في موطن منذ عقِلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا. فقالت: فماذا تريد أن تصنع؟ فقال: أريد أن أدعهم وأذهب. فقال له ابن عبد الله: جمعت هذين العارين حتى إذا حدَّد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب أحسستَ رايات ابن أبي طالب، وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد؟ قال: إني قد حلفت أن لا أقاتله. فأحفظه ما قال له: كفِّر عن يمينك وقاتل. فدعا غلاما له يقال له " مكحول " فأعتقه. فقال رجل من شعرائهم: يُعتِقُ مَكحولاً لصَونِ دينهِ ... كفَّارةً للهِ عن يمينهِ والنَّكثُ قد لاحَ على جبينهِ وقال آخر: |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 317 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() لم أَرَ كاليومِ أخَا إخْوانِي ... أعجبَ من مُكفِّرِ الأيمانِ بالعِتقِ في مَعْصِيَةِ الرَّحمنِ وقال الطبري في خبر آخر مُسند إلى من شهد يوم الجمل قال: لما انهزم الناس عن طلحة والزبير، مضى الزبير حتى مَرَّ بعسكر الأحنف. فلما رأوه وأخبر به قال: والله ما هذا بجبان. فقال للناس: من يأتنا بخبره؟ فقال عمرو بن جرموز لأصحابه: أنا. فتبعه، فلما لحقه نظر إليه الزبير وكان شديد الغضب. فقال: ما وراءك. قال: إنما أردت أن أسألك. فقال غلام للزبير يُدعى عطيَّة كان معه: إنه مُعد. فقال: ما يهولك من رجل. وحضرت الصلاة، فقال ابن جرموز: الصلاة. فقال الزبير: الصلاة. ويستدبره ابن جرموز، فطعنه من خلفه في جربَّان درعه، وأخذ فرسه وخاتمه وسلاحه، وخلَّى عن الغلام، فدفنه بوادي السباع، ورجع إلى الناس بالخبر. فأمَّا الأحنف فقال: والله ما أدري أأحسنت أم أسأت. ثم انحدر إلى عليٍّ، وابن جرموز معه فدخل عليه، فأخبره. فدعا بالسيف فقال: سيف طالما جلَّى الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعث بذلك إلى عائشة. وقال الطبريُّ أيضا: حدثنا محمد بن عمارة الأسديُّ قال: أنا فُضَيل عن شقيق بن عُقبة، عن قُرَّة بن الحارث، عن جون بن قتادة قال قُرَّة بن الحارث: كنتُ مع الحنف، وكان جون قتادة ابن عمي مع الزبير بن العوَّام، فحدَّثني جون بن قتادة قال: كنت مع الزبير فجاء فارس يسير، وكانوا يسلِّمون على الزبير بالإمارة. فقال: السلام عليك أيها الأمير. فقال: وعليك السلام. قال: هؤلاء القوم قد أتوا مكان كذا وكذا. فلم أر قوما أرثَّ سلاحا ولا أقلَّ عددا ولا أرعب قلوبا من قوم أتوك. ثم انصرف عنه، قال: ثم جاء فارس فقال: السلام عليك أيها الأمير. فقال: وعليك السلام. قال: جاء القوم حتى أتوا مكان كذا. فسمعوا ما جمع الله من العدد والعُدَّة والجدِّ. فقذف الله في قلوبهم الرعب، فولَّوا مدبرين. قال الزبير: أيها عنك، فوالله لو لم يجد ابن أبي طالب إلا العرفَجَ دبَّ إلينا فيه. قال: ثم انصرف. قال: ثم جاء فارس، وقد كادت الخيول أن تخرج من الرَّهج. فقال: السلام عليك أيها الأمير. قال: وعليم السلام. قال: هؤلاء القوم قد أتوك، فلقيت عمارا. فقلت له، وقال لي: فقال الزبير: إنه ليس فيهم. فقال: بلى والله إنه لفيهم. قال: لا والله ما جعله الله فيهم. قال: والله لقد جعله الله فيهم. فلما رأى الرجل يخالفه قال لبعض أهله: اركب فانظر أحقٌّ ما يقول؟ قال: فركب معه، فانطلقا، وأنا أنظر إليهما حتى وقفا في جانب الخيل قليلا، ثم رجعا إلينا. فقال الزبير لصاحبه: ما عندك؟ قال: صدق الرجل. قال الزبير: يا جدع أنفاه، أو يا قطع ظهراه. قال محمد بن عمارة: قال عبيد الله: قال فُضَيل: لا أدري أيهما. قال: ثم أخذه أفكل. قال: فجعل السلاح ينتقض. قال فقال جونٌ: ثكلتني أمي، هذا الذي كنت أريد أن أموت معه، أو أعيش. والذي نفسي بيده ما أخذ هذا ما أرى إلا لشيء قد سمعه، أو رآه فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما تشاغل الناس انصرف فجلس على دابته، ثم ذهب. قال: ثم جاء فارسان حتى أتيا الأحنف وأصحابه فنزلا فأتياه فأكبَّا عليه. فناجاه ساعه ثم انصرفا، ثم جاء عمرو بن جرموز إلى الأحنف فقال: أدركته في وادي السباع فقتلته. فكان قُرَّة يقول: والذي نفسي بيده إنَّ صاحب الزبير لَلأحنف. وقال غير الطبري: كان الزبير قد انصرف عن القتال نادما مفارقا للجماعة التي خرج فيها منصرفا إلى المدينة. فرآه ابن جرموز فقال: أتى يؤرِِّش بين الناس، ثم تركهم، والله لا تركته. ثم تبعه، فلما لحق بالزبير ورأى أنه يريده أقبل عليه، فقال له ابن جرموز أذكِّرك الله. فكفَّ عنه الزبير حتى فعل ذلك مرارا. فقال الزبير: قاتله الله، يذكِّرنا الله وينساه. ثم غافصه، ابن جرموز فقتله، وذلك يوم الخميس في جمادى الأولى لعشر خلون منه، وهو ابن أربع وستين سنة، هذا قول الواقديّ. وقال أبو اليقظان قُتِل وهو ابن ستين سنة. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 318 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وقيل: إن عمرو بن جرموز لما قتل الزبير أتى بلبسه إلى عليٍّ واستأذن عليه، فلم يأذن له. وقال: بشِّروه بالنار. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بشِّروا قاتل ابن صفية بالنار " . وكيف لا يُبشَّر بالنار من قتل حواريَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غدرا؟ لقد جاء شيئا نُكرا، وباء بإثم عظيم لقتل حواريٍّ كريم. وقال ابن جرموز حين استأذن على علي رضي الله عنه فلم يأذن له وبشَّره بالنار: أتَيتُ عليّاً برأسِ الزُّبيْرِ ... أرجو لديهِ بهِ الزُّلفَةْ فبشَّرَ بالنار إذْ جئتُهُ ... فبئسَ البِشارةُ والتُّحْفَةْ وسيانِ عندي قَتلُ الزُّبِيرِ ... وضرطةُ عَيْرٍ بذي الجِحْفَةْ وتزوَّج الزبير بمكة أسماء بنت أبي بكر الصدِّيق، وهي أسنُّ من عائشة، وهي ذات النطاقين. وسميت بذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة نسيت أن تشُدَّ سِفرة الزاد بشيء، فقطعت نطاقها نصفين، فشدَّت بالواحد السُفرَة، وانتطقت بالآخر. فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة " . وزعم ابن إسحاق أن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد إسلام سبعة عشر إنسانا. وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة إلا ليالي عشرى، وقيل: عشرين، وقيل: بضعا وعشرين. وماتت وقد بلغت مئة سنة، وعُميت في آخر عُمرها. وولدت للزبير عبد الله، وبه كان يُكنى، وبه كانت تُكنى عائشة رضي الله عنها، وعروة، وعاصما، ومات عاصم وهو غلام لا عقب له، والمنذر. فأما عبد الله بن الزبير: فهو أول مولود في الإسلام من المهاجرين، هاجرت أمُّه أسماء وهي به حامل، فوضعته بقباء. مسلم: حدتنا أبو كُرَيب محمد بن العلاء، قال: نا أبو أسامة عن هاشم، عن أبيه، عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة. قالت: فخرجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتيت المدينة فنزلت بقباء. ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء يدخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنَّكه بالتَّمرة، ثم دعا له وبرَّك عليه، وكان أول مولود في الإسلام. مسلم: عن عائشة قالت: جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحنِّكه، فطلبنا تمرة، فعزَّ علينا طلبها. وخرَّج مسلم أيضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتي بالصِّبيان فيُبرِّك عليهم ويحنِّكهم. وقال الطبري: حدَّثني الحارث قال: نا ابن سعد قال: قال محمد بن عمر الواقديُّ: ولد ابن الزبير بعد الهجرة بعشرين شهرا بالمدينة، وكان أول مولود ولد من المهاجرين في دار الهجرة، فكبَّر، فيما ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، وذلك أن المسلمين كانوا قد تحدَّثوا أن اليهود يذكرون أنهم قد سحروهم، فلا يولد لهم. فكان تكبيرهم ذلك سرورا منهم بتكذيب الله اليهود فيما قالوا من ذلك. الطبري: حدثني الحارث قال: نا ابن سعد قال: أنا محمد بن عمر قال: نا مصعب بن ثابت عن أبي الأسود قال: ذُكر النعمان بن بشير عند عبد الله بن الزبير فقال: هو أسنُّ مني بستَّة أشهر. قال أبو الأسود: وُلد ابن الزبير على عشرين شهرا من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولد النعمان على رأس أربعة عشر شهرا في ربيع الآخر. وقيل: إن عبد الله بن الزبير ولد في السنة الأولى من الهجرة، ذكره ابن عبد البرِّ في " الاستيعاب " . وذكر أيضا ما قال ابن البرِّ محمد بن عمر الواقديُّ ومسلم. وقال عبد الله بن الزبير: ادخلني الزبير وأنا ابن سبع سنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعي غلمان في سنيِّ، معهم آباؤهم لنبايعه عليه السلام، فكلُّهم كعُّوا إلا أنا، فإنني تقدّمت. فلما وصلت إليه تبسَّم ومد يده فبايعته، وقال: " إنه ابن أبيه " . |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 319 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وقال مسلم: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح قال: نا شُعيبُ يعني ابن إسحاق قال: أخبرني هشام بن عروة قال: حدَّثني عروةُ بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت، وهي حُبْلى بعبد الله بن الزبير فقدمت قُباء فنُفِست بعبد الله بقُباء، ثم خرجت حين نُفستْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحنِّكه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فوضعه في حَجرهِ، ثم دعا بتمرة. قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسُها قبل أن نجدها، فمضغها ثم وضعها في فيه. فإنَّ أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه، وسماه عبد الله. ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره بذلك الزبير. فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مُقبلا إليه، ثم بايعهُ. وحدَّث أبو زرعة عبد الحمن بن عمرو والدِّمشقيُّ: نا محمد بن شَريكٍ المَكيُّ عن ابن أبي مُليكة، نع عبد الله بن الزبير قال: سُميتُ باسم جدي أبي بكر وكُنِيتُ بكُنيِته. وذُكر أنه كان يلعب مع الغلمان في أول خلافة عمر، فمرَّ عليهم عمر فتفرَّقوا، ربقي عبد الله واقفا. فلما وصل إليه عمر قال: ياعبد الله مالك لا تفرُّ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم أجْرُمْ فأخافك، ولم يكن بالطريق ضيق فأوسع عليك. وكان عبد الله مع العسكر الذي استفتح إفريقية، وكان شجاعا بئيسا مُقْدِما مثل أبيه. ويقال: إنه قتل جرجيس ملك أفريقية، ونفَّله عبد الله بن أبي سَرْح ابنة جرجيس. وبعثه ابن أبي سرح بفتح إفريقية إلى عثمان. فلما وصل إلى المدينة ودخل على عثمان، وأجبره عن الفتح قال: يا بن أخي أتقدر أن تتكلم بهذا الكلام على الناس؟ فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين أهيب في عيني منهم. فلما كان من الغد صعد عثمان على المنبر، وخطب الناس فقال: إنَّ الله قد فتح عليكم إفريقية، وهذا عبد الله يُخبرُكم خبرها إن شاء الله. ثم جلس عثمان على المنبر وأقام عبد الله إلى جنبه، فتكلم عبد الله في الفتح بكلام بليغ عجب منه الصحابةُ. فلما فرغ من كلامه قام الزبير إليه فاعتنقه وقبَّل بين عينيه وقال: يا بُنَّي إذا نكحت امرأة فانكحها على شبه أبيها أو أخيها؛ فإنها تأتيك بأحدهما، والله مازلت تنطق بلسان أبي بكر حتى صمتَّ. وشهد الجمل مع أبيه وخالته، وكان شهما شرسا ذا أنفة. ذكر الطبريُّ في تاريخه عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان لا يجيء أحد يوم الجمل فيأخذ بالزِّمام إلا قال: أنا فلان بن فلان، يا أمَّ المؤمنين. فجاء عبد الله بن الزبير فقالت حين لم يتكلم: من أنت؟ فقال: أنا عبد الله، أنا أبنك، أنا أبن أختك. قالت: وأثكل أسماء " تعنى أختها " وينتهي إلى الجمل الأشتر وعديُّ بن حاتم، فخرج عبد الله بن حكين بن عزام إلى الأشتر، فمشى إليه الأشتر، فاختلفا ضربتين فقتله الأشتر، ومشى إليه عبد الله بن الزبير فضربه الأشتر على رأسه فجرحه جرحا شديدا، وضرب عبد الأشتر ضربة خفيفة، وأعتنق كلُّ واحد منهما صاحبه، وخرَّا إلى الأرض يعتر كان. فقال عبد الله بن الزبير: اقتلوني ومالكا. فكان مالك يقول: ما أحبُّ أن يكون. قال الأشتر: وإن لي حمر النعم. وشدَّ أناس من أصحاب على وأصحاب عائشة، فافترقا، وتنقَّذ كلُّ واحد الفريقين صاحبه. وقال دينار أبو العيزار: طعن عبد الله بن حكيم بن حزام قبل أن يقتله الأشتر عديَّ بن حاتم في عينه، ففقأها. وذكر الطبريُّ أيضا عن الشعبيِّ قال: لزم الخطام يوم الجمل سبعون رجلا من قريش، كلهُّم يقتل، وهو أخذ بالخطام. وحمل الأشتر فاعترض عبد الله بن الزبير، فاختلفا ضربتين، ضربه الأشتر فأمَّه وواثبه عبد الله، فاعتنقه فصرعه. فجعل يقول: اقتلوني ومالكا.. وكان له ألف نفس، ما نجا منها شيء. وما زال يضرب في يدي عبد الله حتى أفلت. وكان الرجل إذا حمل على الجمل ثم نجا لم يعد. وجرح يومئذ مروان وعبد الله بن الزبير. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 320 ] | ||||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() وذكر الطبريُّ عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: أمسيت يوم الجمل، وبي سبعة وثلاثون جراحة من طعنة وضربة. وما رأيت مثل يوم الجمل قطُّ، ما ينهزم منا أحد، وما نحن إلا مثل الجبل الأسود، وما يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قتله. فأخذ عبد الرحمن بن عتاب فقتل، وأخذه الأسود بن أبي البختريِّ فصرع. وجئت فأخذت بالخطام، فقالت عائشة: من أنت؟ قالت: ابن الزبير. قالت: واثكل أسماء. ومرِّ بي الأشتر، فعرفته فعانقته فسقطنا جميعا. فناديت: اقتلوني ومالكا. فجاء ناس منا ومنهم، فقاتلوا عنا حتى تحاجزنا، وضاع الخطام. ونادى علي: اعقر الجمل، فإنه إن عقر تفرَّقوا. فضربه رجل فسقط، فما سمعت صوتا قطُّ أشدَّ من عجيج الجمل. وأمر علي محمد بن أبي بكر فضرب على عائشة قبَّة، وقال: انظروا هل وصل إليها شيء؟ فأدخل رأسه فقالت: من أنت ويلك؟ قال: أبغض أهلك إليك. قالت: أأنت أبن الخثعمية؟ قال: نعم. قالت: بأبي أنت وأمي الحمد الله الذي عافاك. وعن دينار أبي العيزار قال: سمعت الأشتر يقول: لقيت عبد الرحمن بن عتَّاب بن أسيد، فلقيت أشدَّ الناس وأحرقه. فما لبثة أن قتلته، ولقيت الأسود بن عوف، فلقيت أشدَّ الناس وأشجعه. فاستعلاني فما كدت أنجو، فتمنيت أني لم أكن لقيته. ولحقني جُندب بن زهير الغامديُّ فضربته، ولقيت عبد الله ابن الزُّبير فلقيت أشدَّ الناس وأروعه فعانقته فسقطنا إلى الأرض جميعا فنادى: اقتلوني ومالكا. وأوى عبد الله بن الزبير بعد الهزيمة إلى دار رجل من الأزد يُدعى وزيرا وقال: إيت أمَّ المؤمنين فأعلمها بمكاني، وإياك أن يَطَّلع على على ذلك محمد بن أبي بكر. فأتى عائشة، فأخبرها، فقالت: عليَّ بمحمد، فقال يا أمَّ المؤمنين إنه قد نهاني أن يعلم به محمد فأرسلت إليه، فقالت: إذهب مع هذا الرجل حتى تجيئني بابن أختك. فانطلق معه، فدخل الأزديُّ على ابن الزُّبير، فقال: جئتك والله بما كرهت، وأبَت أمُّ المؤمنين إلا ذلك. فخرج عبد الله ومحمد يتشاتمان حتى انتهيا إلى عائشة في دار عبد الله بن خلف. وكان عبد الله بن خلف قُتِل يوم الجمل مع عائشة في طلب من كان جريحا، فضمَّت منهم ناسا، وضمَّت مروان فيمن ضمَّت، وكانوا في البيت. نبذ من أخبارِ يوم الجمل أوجب سياقها ذكر أمِّ المؤمنين عائشة وابن أختها عبد الله بن الزبير. الطبري: عن عيسى بن حِطَّان قال: حاص الناسحيصة يعني يوم الجمل ثم رجعنا وعائشة على جمل أحمر في هودج أحمر ما شبَّهته إلا القُنفذ من النَّبل. وحدَّث ابن عون عن أبي رجاء قال: ذكروا يوم الجمل فقال: كأني أنظر إلى خدر عائشة كأنه قُنفُذ مما رُمي فيه من النَّبل فقلت لأبي رجاء: قاتلت يومئذ؟ قال والله لقد رميت بأسهم ما أدري ما صنعن. وانتهى محمد بن أبي بكر إلى الهودج ومعه عمار، وقطعا الأنساع عن الهودج واحتملاه. فلما وضعاه أدخل محمد يده وقال: أخوك محمد. فقالت: مُذمَّم. قال: يا أُخيَّةُ، هل أصابك شيء؟ قالت: ما أنت من ذاك. قال: فمن إذا الضُّلاَّل؟ قالت: بل الهُداةُ. وانتهى إليها علي فقال: كيف أنت أي أمَّه؟ قالت: بخير. قال: يغفر الله لكِ. قالت: ولكَ. وخرج محمد بعائشة حتى أدخلها البصرة فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخُزاعِّي على صفية بنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العُزَّي بن عثمان بن عبد الدار بن قُصي. وأبوها الحارث قُتل يوم أحد كافرا. قتله قُزمان، وهو أخو عثمان بن طلحة الذي دفع إليه النبيُّ عليه السلام مفتاح الكعبة في فتح مكة. وصفية هي أمَّ طلحة الطَّلحات بن عبد الله بن خلف، وهو الجوادُ الذي رثاه ابن قيس الرُّقَيَّات، وقد تقدَّم ذكره وذكر أبيه وعمِّ سليمان في بني مُليح من خُزاعة. وكان قتلى الجمل حول الجمل؛ نصفُهم من أصحاب عليٍّ ونصفهم من أصحاب عائشة: من الأزد ألفان ومن سائر اليمن خمسمئة، ومن مضر ألفان: خمسمئة من قيس وخمسمئة من تميم وألف من بني ضبَّة، وخمسمئة من بكر بن وائل. وقُتلمن بني عديِّ الرِّباب يومئذ سبعون شيخا، كلهم قد قرأ القرآن سوى الشباب، ومن يقرأ القرآن. |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الجوهرة | سطام الشدادي | القسم العام | 6 | 06 Aug 2009 03:00 AM |
الجوهرة في منزل الشدادي السعيد على قول ولد عمي سلطان | الشدادي الحزين | أخبار الشدادين | 15 | 12 Mar 2009 10:08 PM |
ميسي الجوهرة الأرجنتينية الجديدة التي ستراقبها كل الأنظار | بسمة | عالم الرياضة | 7 | 19 Oct 2007 04:53 PM |
حتى لا تنكـسر الجوهرة | الياسر | المنتدى الاسلامي | 20 | 16 Jul 2007 02:59 AM |
ناكر العشرة | هذال شري | بحور القوافي | 14 | 06 May 2005 08:08 AM |
أدوات الموضوع | |
|