الى الجميع تحية طيبة
في هذا الموضوع سنتحدث عن شخصية فارس وشيخ لايشق له غبار وأشهر من نار على علم نعم هو الفارس الملقب ب ( غدير الموت ) وهو :
الشيخ الفارس / برجس بن قاعد بن مجلاد بن فوزان وال مجلاد حمايل من العيد من الزبنة من العلي من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة ..
وفي هذا الموضوع سنتناول كل ما يتعلق عن شخصية هذا الشيخ والفارس الذي بالرغم لشهرته الا أن المصادر والمراجع لم تعطنا الشيء الكثير عنه وكذلك لان الفارس لم يكن شاعرا باسثناء بعض الاحديات البسيطة ، كذلك قلة التدوين أدى الى فقدان الكثير من المروث الشعبي والتاريخي لهذه الشخصية التي يحتفظ الرواة ببعض أخبارها..
ويقول منديل الفهيد في الجزء الخامس من كتابه في أثناء إستعراضه لاشجع الفرسان :
فتحدث عن شالح بن هدلال وفروسيته ..
ومن ثم عن جمل بن لبدة القحطاني وفروسيته..
ومن ثم راكان بن حثلين شيخ وفراس العجمان وفروسيته..
ثم قال ومن المشهورين بالشجاعة دخيل الفغم من شيوخ مطير أغار عليه ال هذال وهو عند إبله وحده فلما إتزى عرفه الشيخ ابن هذال فرد جماعته عن الاغارة قائلا المغنم قليل وورائه فارس شديد البأس ولو فرض أننا قتلناه بعد أن يقتل منا جماعة فإن أمثاله ممن يؤسف به على الموت
وفي دخيل يقول الشاعر :
يامن يخبر عصر الهلالي وذا الجيل=اللي نطح سبعة جموع تبـــــــارى
الا دخيل المشتهر بالمفاعيــــــــل= من نشوته ضاري لقصف العمارى
ثم قال الفهيد : ولعل أعظم هؤلاء الشيوخ والفرسان صيتا وشجاعة هو / برجس بن مجلاد ( غدير الموت ..ويقول الشاعر محمد بن عثمان بن صالح التويجري وهو من جبارة من ضنا مفرج من ولد علي من عنزة ولقب بالزناتي تشبيها له بالزناتي خليفة لشجاعته وفروسيته وكرمه ، يقول هذه الابيات في صديقه الفارس الشيخ / برجس بن مجلاد ( غدير الموت ) يصف شجاعته وفروسته :
ياما حلا الفنجال في فية البـــــال=ليا قيل يا عواد هات المعاميــــــل
يا من يخبر خيّال يسوى الف خيال=برجس غدير الموت ذيب الرجاجيل
اللي مدح برجس صدق فيه ما قال=الخوف ماله في ضميره مداخيـــــل
وربعه محددة الجمل قدم الابطــــال=لهم على جمع المعادي مصاويـــــل
كما ورد ذكر الشيخ برجس بن مجلاد في مناخ غيلان سنة 1234هـ بين قبائل عنزة ومحمد علي باشا وقواته التركية والعسكر في منطقة غيلان حيث كان الشيخ برجس بن مجلاد أحد المشاركين في هذا المناخ الذي انتصرت فيه قبائل عنزة ومن أحدياته في هذا المناخ منها :
وهنا يقصد الشيخ الفارس / برجس بن مجلاد ( غدير الموت ) أننا نحن يا عنزة عندما نركب الخيل لا نأتي بالغداري والغداري جمع غدراء وهي الليلة المظلمة أو المعتمة ، أي لانأتي ونركب خيلنا ونهاجم بالليل كالجبناء لان في ذلك غدر ويسمى الهجاد بل يقد أنه يأتي صباح على وضح النقا ثم يستطرد أن السيوف يجب أن تحنا كالحناء من دم حمران العتاري والمقصود بحمران العتاري لقب للاتراك أو وصف لهم إن صح التعبير ..
وفي هذه المعركة انهزم الباشا وجنودهو انتصرت قبيلة عنزة وقيلت أِعار وما يهمنا هنا في ذلك هو حصر الموضوع عن الشيخ برجس بن مجلاد
واستعان ابن عريعر بقبائله من بني خالد وارسل الى مغيلث بن هذال وبرجس بن مجلاد من أمراء عنزة ..... انتهى كلامه
وهنا يفيد أن ابن عريعر لمعرفته بشجاعة ال هذال مسبقا كذلك شجاعة الفارس / برجس بن مجلاد ( غدير الموت ) طلبه ليعاونه في هذا المناخ ...
كما لايخفى على القاري ء أن الشيخ برجس بن مجلاد أثني عليه من ألسن أعدائه فهم شهدوا له بالفروسية ومنها الابيات الجميلة لوصف شجاعته في معركة عروى سنة 1246هـ بين قبيلة عنزة ومطير وهزمت قبيلة مطير وكان للشيخ برجس بن مجلاد الدور الاكبر في ذلك وفي هذه المناسبة تقول الدحمليه وهي موضي بنت شقير الدويش :
خيل ٍ حداها برجـــــــس=تسعين بس لحالـــــه
ياليتني مرة ٍ لــــــــــــــه=واصير انا ام عيالــــه
وهنا نجد الشاعرة تخاطب قومها علوى وهم من أحد أفرع مطير تقول لهم ارموا الغلب أي أنسوا أنكم تنتصروا ثم تقول على وطبان بن محمد بن فيصل بن وطبان الدويش أنه أتاها شارد وأنا أبا عمر وهو أبو وطبان وهو محمد بن فيصل بن وطبان الدويش يبراله أي يوازيه في الهروب ، ثم تذكر أن الخيل التي حداها برجس هي تسعين وهو لحاله ثم تتمنى أن تكون زوجة له وتكون أما ً لعياله لفروسيته وذيوع صيته..
^^
هنا ذكرت هذي القصه ولكن ثبت بأنه عندما
(( دخل القرن الثاني عشر نازعتهم مطير( أي عنزة ) ، وعزموا على إخراجهم منها ( يقصد نجد ) ، وبدأ النزاع بين الطائفتين عنزة ومطير ، وامتد ذلك النزاع حتى انقضى هذا القرن ، وكانت الانتصارات فيها لمطير )) .. وهذا الكلام للمؤرخ ابن بليهد .. ولابن خميس أيضاً كلام مشابه وقريب منه .. يقول ابن خميس : (( وفي القرن الثاني عشر نازعتهم قبيلة مطير النفوذ ( والكلام عن قبيلة عنزة ) ونشبت بينهم حروب امتدت إلى نهاية القرن الثاني عشر وفي النهاية كانت الغلبة لقبيلة مطير حيث أجلت قبيلة عنزه إلى شمال الجزيره العربية ..... الخ ))
إضافة إلى إني سمعت إن برجس المقصود بالأبيات ( خيلٍ حداها برجس ) هو الفارس برجس بن جلوي المثقابي من الملاعبة من مطير .. وسبب الأبيات كما سمعت هو إن الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين - الفارس والأمير المشهور - تزوج من إحدى بنات الشيخ جاسر بن منديل بن غنيمان - أمير الملاعبة من علوى من مطير - وبعد فترة طلبت البنت الطلاق من الشيخ راكان بحجة أنها لا تريد البعد عن أهلها .. فطلقها الشيخ راكان وتزوجها الفارس برجس بن جلوي من المثاقيب من الملاعبة .. فأرسل الشيخ راكان بعض رجاله وطلب منهم أخذ إبل الفارس برجس الملعبي وإحضارها له .. لكن الفارس برجس استطاع حماية حلاله وعندما عاد الرجال وأخبروا ابن حثلين قال لهم : يستاهل الشيخة برجس - الشيخة يعني بنت الشيخ وليست الأمارة - .
وكذلك نقف على قصة أخرى على فروسية برجس بن مجلاد حيث أثناء أحد النجعات بالشمال لقبيلة الدهامشة سمع الشيخ ابن كريدي شيخ الخزعل بقدوم قبيلة الدهامشة وعن فروسية برجس بن مجلاد وكان شيخ الخزعل وقومه على قوة عظيمة وبأخذون ممن حولهم من القائل الخوة أو الضريبة وكان يسمى ابن كريدي بابو ( كلمة ) أي اذا قال كلمة يطاع فيها ولا ترد لانها مطاع ومخيف في قومه وله هيبته ، ولكن الرجال غوالب وجائه من هو أقوى منه فعندما سمع بقدوم الدهامشة جمع قومه ليصد الدهامشة كما أنه شرب فنجال الشيخ برجس بن مجلاد وهذا من العادات اذا شرب الفارس فنجال فارس اخر وجب عليه قتله فعندما تقابلوا على ظهور الخيل ورأى ابن كريدي فعل الشيخ برجس بن مجلاد بقومه وبالفرسان الاخرين ومن ثم رأه مقبل عليه يريد قتله ذهب ابن كريدي بالهروب وأًخذ يدخل بين البيوت هربا من برجس عندما شاهد فعله وأخذ يصيح لربعه يريد أن يفكوه من الشيخ برجس بن مجلاد فلما رأت أحدى نساء الخزاعل قالت هذه الاحدية :
ابو كلمة صاح الفيــــــن=مغلوب ولد كريدي
خيلٍ حداها برجــــــــس=ما تنحسب بالايدي
وهنا تشير الى أن الشيخ ابن الكريدي المسمي بابو كلمة صاح الفين مرة يقول أنه مغلوب ولايريد القتال ثم ذكرت أن الخيل التي حداها برجس هنا لكثرتها لاتحسب بالايدي ...
واستولى برجس على جميع تلك الخيول بعد هزيمته للكريدي وقومه الخزاعل ..
ماذكر في حوادث سنة 1276هـ عن برجس غدير الموت في تاريخ " تذكرة أولى النهى والعرفان " للمؤرخ ، الشيخ ابراهيم ال عبدالمحسن يقول :
كان برجس بن مجلاد ليثا ً شجاعا ً مغوارا ً وكان معاصر لعبدالعزيز بن محمد(ال أبو عليان امير بريدة).ويروى عنه قصص تدل على شجاعته وجرأته. وكان موضعه في ناحية "بريجا" من سباخ بريدة , ومن شجاعته أن العدو أغار على سروح بريدة فأخذها , وكان العدو في عشر من الخيل وعشر من العمانيات .ولما أخذوا السروح أنطلقوا بها غنيمة باردة . وكان أخذها من الضاحي المعروف(هكذا) , وهذه عادة الأعراب ينهبون ويسلبون اذا لم يخشوا سطوة قاهرة . فأخبر برجس بالقصة وكان ممن يعد لمثلها ويلاذ به في الازمات , فقام الأسد من فوره له زئير وينتخي. وكان اذا انتخى "تبول فرسه دما ً" فسل السيف وامتطى جواده , وأرسلها كالريح العاصفة يقول:من يقابل ؟ من يقابل ؟ فلا رغبة لي في الحياة!!فأدركهم في الاسياح وهو ينتخي فأستولى عليهم الخوف والذعر . ولم يشعروا به الا وقد ضربهم من جهة اليمين وخرج من الاخرى. فقتل فارسين خرجت أعنّة فرسيهما تجران بالأرض. ورجع يريد ان يكبحهم أخرى , فطاروا شاردين , قد تركوا جميع ماتحت ايديهم ونجوا بأنفسهم.فاستاق برجس الخيل والابل والسروح ورجع بها قائلا ً :" خذ الفرسين وعشر العمانيات ورد على أهل بريدة سروحهم." .......انتهى كلامه.
وتبين هذه القصة مدى كرم واريحية برجس المجلاد , فلم يكتفي برد السروح لأهلها , بل وأهدى امير بريدة فرسين وعشر من العمانيات , وأحتفظ ببقية خيلهم ...وأتمنى من لديه العلم من هؤلاء القوم المغيرون حتى نستوضح أكثر عن هذه المعركة ..
* وأيضا هناك الشاعر داني بن عيد المطوطح من الطواطحة من الجميشات من الدهامشة قال قصيدة عندما ذهب الشيخ / برجس بن مجلاد من عين ابن فهيد بالقصيم ومن معه من الدهامشة وبقي بعض جماعته في الاسياح وعندما شاهد الشاعر منازل قومه الدهاشمة تذكرهم وقال هذه الابيات يسند على ابنه عيد :
يا عيد ما عينت ربع لنا العـــــــام=هذي منازلهم على العين خلــــوات
قطعانهم مقرها عرق لــــــــــــزام=وتبرالها جرد المهار الاصيــــــلات
ومسلافهم عسر ٍ على ربع غنــــام=ولا يلحق المطلب سلفهم الى فـــات
شالوا على الزرفات عجلات الاولام=مع السلامه يا حماة الونيــــــــــات
متحيزمين بحزت الكون بحــــــــزام=وكم فارس َضربوه والخيل عجلات
ولا يلبسون الا جديد من الشـــــــــام=ومشالح من صنع داوود حلــــــوات
توحي صليل نجورهم تقل دمـــــــام=ونيرانهم من كثر الاوقاد حيــــــات
وكم حايل خلوا شحمها تقل خــــام=يا مكرمين الضيف ستر القصيـــرات
كما ورد للشيخ برجس بن مجلاد وقائع مع قبيلة حرب ومنها قوم الشيخ شبيب بن نحيت الحربي شيخ قبيلة مزينة وقد ذكر مشاركة زايد الجلاسي ورجس بن مجلاد ومن معهم من الدهامشة وكسروا في هذا المعركة فرسان حرب وقد أخذ برجس بن مجلاد شلفا ابن نحيت وأخذ ابن نحيت شلفا برجس بن مجلاد بعد هذه الوقعة...