الرحمة بين الزوجين ..رقة في القلب وإرهاف في الشعور ...

قال الله تعالى (( ومن آياته أن خلق من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) صدق الله العظيم

- كثير من بيوت الزوجية تخلو من الرحمة والرأفة، فلم يعد شاذاً أن نقرأ أو نسمع أن زوجة انتقمت من زوجها أو زوجاً قتل زوجته فلماذا هذا الانتقام؟


إنه بسبب غياب التراحم في حياتهما، وهذا من شأنه أن يجعل الحياة في منتهى القسوة، فكيف تتحقق الرحمة في حياة الزوجين؟ وكيف يكتسبا خلق الرحمة؟ وما طرائق ووسائل ذلك؟ وما فوائد الرحمة عليهما وعلى الأبناء؟ هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها الأستاذة القديرة نسيبة عبدالعزيز المطوع في هذه السطور.










العواطف الوجانية :

ماذا تعني الرحمة؟ وكيف تتحقق بين الزوجين؟


- الرحمة هي رقة في القلب وحساسية في الضمير وإرهاف في الشعور تستهدف الرأفة بالآخرين والتألم لهم والعطف عليهم وكفكفة دموع أحزانهم وآلامهم وهي التي تهيب بالمؤمن أن يبتعد عن الإيذاء وينأى عن الجريمة ويصبح مصدر خير وسلام للناس أجمعين، وإذا كان هذا هو معنى الرحمة بصفة عامة فإنها بين الزوجين تعني إعداد علاقة طيبة بين الزوجين، يسودها الانسجام الوجداني، والعواطف الوجدانية التي تربطهما في ظلال من التراحم والبعد عن الانتقام، والله عز وجل يقول: ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) ويقول أيضاً ( يدخل من يشاء في رحمته، والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً)، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"، وفي حديث آخر " لا تنزع الرحمة إلا من شقي" ويقول أيضاً: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ومن هنا فالرحمة بين الزوجين تعني الرقة والعطف والرفق، وعن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه قال: أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو عند المقدرة، والقصد في الجدة، والرفق بعباد الله، وما أرفق أحد بعباد الله إلا رفق الله به.












ارحم ترحم:


وكيف تكون الرحمة بين الزوجين حافزاً نحو حياة أفضل؟

- الرحمة هي دافع لحياة أفضل ليس فقط للزوجين وإنما للجميع، وهي مشاركة نفسية تدفع لصياغة قرار عقلي للقيام بمساعدة طرف للآخر بمساعدة مادية، نفسية، ذهنية، محصلتها سعادة نفسية آنية سببها لذة العطاء واحتساب الأجر واستشعار أن الراحم يقوم بمهمة جليلة وعظيمة هذا فضلا عن توقع السعادة المستقبلية من القانون النبوي " ارحم ترحم" كما أن هذه المساعدة الآنية المنبثقة من الأصل النفسي للرحمة سيكون مكانها محفوظ في أرشيف اللاوعي في تاريخ الأحداث للمرحوم والراحم، فإذا استجلبها الراحم- سواء كان الزوج أو الزوجة- أمَدته بالسعادة والقوة النفسية لإعادة العطاء مرة أخرى، والمرحوم- سواء كان الزوج أو الزوجة- يستجلبها أيضاً للتحفزة لرحمة من رحمه في الأيام السالفة ورحمة غيره في مواقف مماثلة قد جربها بنفسه.









تهذيب النفوس الزوجية :

تنمية الرحمة وتعميقها في حياة الزوجين.. ما الطريق إلى ذلك؟

- ترقية الرحمة وتنميتها في نفوس الزوجين تكون من خلال تدريب النفس على الشعور بمشاعر الرحمة مرة بعد مرة وذلك بممارسة الأعمال التي تدفع إليها الرحمة عامة وإيقاظ كوامن الرحمة في النفس بذلك، وتركها تتلذذ بمشاعر العطف، فالتلذذ بالمشاعر كفيل بتغذية دوافعها وتنميتها مهما كانت أصولها ضعيفة في أعمال النفس.









وهناك علاج قد أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم إذ روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له: "امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين" وفي رواية للطبراني أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه فقال له: أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلين قلبك وتدرك حاجتك".









وعلى الزوجين أن يدركا أن ضمور الرحمة وتدنيها في قلبيهما يأتي نتيجة استغراق النفوس في الترف والملذات والمتع الجسدية وتنافس المترفين في التفاخر بما يملكون من مظاهر الحياة الدنيا، وهذا يجعل القلوب قاسية لا تشعر بآلام الآخرين، وعدم الشعور بآلام الآخرين والتراحم معهم قد يؤدي إلى تدني مستوى التراحم بين الزوجين0

موضوع راااائع
الله يعطيك ألف عافية

أحسنت الإختيار يا أخي أبن مهرس

وموضوع جميل ومفيد الله ينفع به كل متزوج

شكرا لك

اختي هدوء الشدادين

اسعدني تواجدك واشكر لك المرور الرائع 0 تقبلى احترامي

اخوي بندر

لاهنت على مرورك وحضورك يا بعدي 0 تقبل احترامي