|
||||||||||||||||||
سي السيد/ مهــــند (معذب قلوب العذارىوالمتزوجات والمطلقات والأرامل).
لطالما عجبت من قصة تأثر صويحبات امرأة العزيز بجمال سيدنا يوسف عليه السلام تأثرا أذهل عقولهن وجعلهن يقطعن أيديهن دون أن يشعرن في لحظة غياب عن الوعي الذي أصبح أسيرا بنظرة عين لجمال بشري أوتي شطر الحسن، نظرة فتكت في قلوبهن فتك السهام بلا قوس ولا وتر. لطالما استوقفتني هذه القصة مثيرة في النفس تساؤلات عديدة عن مدى تأثر النفس بالجمال وما ينتج عن ذلك من مشاعر حب وتعلق، هل الجمال جمال الوجه أم الروح؟ هل الجمال فتنة قد توقع المرء في المصائب والخطايا؟ وسبحان من ضرب لنا في القرآن من كل مثل، فما جهل وانقياد صويحبات امرأة العزيز لهواهن الا ما نشهده ونقرأ عنه هذه الأيام من حماقة بعض نساء العرب بتعلقهن بأبطال المسلسلات التركية المدبلجة وبالذات المدعو مهند في مسلسل (نور) ومطالبتهن أزواجهن بتمثل وتغيير أشكالهم لتماثل شكل مهند كشرط لاستمرار الحياة الزوجية بينهم، وتصريحهن أحيانا بالأماني الشيطانية برغبة قضاء ليلة حمراء مع مهند ولو كان من بعدها الموت، تدبير إبليسي له سابقة في تاريخ البشرية كالتي غلقت الأبواب باباً وراء باب وأحكمت الأقفال وهيأت النمارق والوسائد لتخلو بنبي الله الكريم بن الكريم وتغويه. وهذا يعيدني الى تساؤلات البداية: عن ماذا تبحث النساء في الرجال وعن ماذا يبحث الرجال في النساء؟ لقد نبهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم غير مرة عن معايير الحب والارتباط فعلم أن العين قد يستهويها جمال قد يكون فيه هلاكها، فأوصى المسلمين أن إياكم وخضراء الدمن وهي المرأة الحسنة المظهر القبيحة الأخلاق التي نشأت في منبت سوء، وعلم أن بعض النفوس قد يستهويها حسب أو نسب أو ثروة فجعل البركة والهناء بالارتباط بذات الدين، وخطب صلى الله عليه وسلم فتاة من أجمل صحابيات المدينة للصحابي جُليبيب الذي كان يُنظر اليه أنه كاسد في سوق الجمال ولكنه كان رائجا في سوق الرجولة وعلو الهمة فترك عروسه الشابة الحسناء ولبى داعي الجهاد فاستشهد لينسبه الرسول الى نفسه فيقول: جليبيب مني وأنا منه، حتى قال الصحابة: لقد وددنا جميعا أننا أصحاب هذا القبر. وقد علم الحق سبحانه أن النظرة سهم مسموم من سهام الشر ينفذ الى القلب فيقلب كيان المرء رأسا على عقب فتلطف في حكم نظرة الفجاءة على أن لا تتبعها نظرة القصد والتفحص التي توقع في الاثم فأمر سبحانه بغض البصر وجعل أجره حلاوة يجدها المؤمن في قلبه وفتحا على بصيرته، وشدد على العاقبة الأليمة لاطلاق النظر الى ما حرم الله على القلب، فقال العلماء: 'إطلاق النظر ينقش صورة المنظور في القلب والقلب كعبة والمعبود سبحانه لا يرضى بمزاحمة الأصنام'. في أزمان الخير والفضيلة كان الحب كله حلالا في النور لا يجمع بين قلبين شاردين تحكمهما الشهوات بل لقلوب طاهرة تجمع بين أسر خيّرة يقوم عليها المجتمع والحضارة.. كان الآباء فيما مضى لا يلقون ببناتهم الى التهلكة ركضا وراء سراب الوجوه الجميلة التي تخفي وراءها صنوفا من الضحالة، كان الحب والزواج مشروع حياة متكاملا له شروط لا يُتنازل عنها كي يتم ويستمر، ولم يكن جمال وجه الرجل والمرأة ضمن المعطيات الأساسية فإذا وُجد كان فضلا زائدا على فضل جمال النفس والخُلق، لقد صاغ أحد الشعراء فقه الآباء في تربيتهم لبناتهم وتزويجهن قائلا: أتمنى لابنتي عقلا سليما ينبذ الوهم ويهديها السبيلا ذات علم وذكاء ونشاط وخِصال صالحات لن تزولا فإذا ما جاءني يوما جهول ساحبا في المال والجاه ذيولا وابتغى مني أمرا مستحيلا لست أرضاه بنعليها بديلا وإنا لنعجب كيف يمكن لامرأة عاقلة تربت في بيئة عربية تعترف في أقلها بالعادات والتقاليد أن تصل الى هذا الحد من الضلال والاسفاف والتعلق بالمظاهر الزائفة التي قد تدمر حياتها! هل من الممكن أن ينجذب أصحاب النفوس السوية لمظهر جميل دون أخلاق تزينه وتكمله؟ إذن أين دور العقل الذي أكرم الله به الانسان في مواجهة الغرائز التي تتأثر بما تستقبله الحواس الخمس التي يشترك بها الانسان مع المخلوقات الأخرى والحيوانات؟ وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم إذا كانت الأعراض غير حسان، فيصبح الجمال والدنجوانية هما بوابة الدخول للقلوب؟ ألا يفكر هؤلاء الناس أن جمال المظهر قد يزول بمرض أو عرض أو تقدم في العمر؟ فماذا يبقى في الرجال والنساء والأزواج والزوجات الذين تاجروا بالجمال المادي وحده؟ هل يذهب جمال العشرة الطيبة اذا ظهرت التجاعيد في الوجه؟ هل يهرب الحب والاخلاص والتفاني من الشباك اذا تغير الشكل الخارجي للرجال والنساء؟ اذن لماذا صمدت زيجات أجدادنا وجداتنا وآبائنا وأمهاتنا في مواجهة الفقر والحرب والمصائب ضاربين لنا أروع الأمثلة في الحب والعلاقات الزوجية؟ إن الذين يبحثون عن جمال وجه يوسف رجالا ونساء لم يهتموا بسيرة يوسف التي كمّلت جمال المظهر بجمال المخبر، لم يتفرسوا وهم يطلقون العيون تدقق وتتمنى الحرام في جهاد يوسف ليصرف عن نفسه الحرام مؤثرا السجن سنوات طوال دون الرضوخ لحمأة الجسد والوقوع في حبائل المنكر، لم يتفكروا في عبادته ودعوته وتبليغه للرسالة وهو في أحلك الظروف، لم ينظروا في رفضه الخروج من السجن قبل أن ترفع عنه تهمة خيانة الثقة واستحياء الأعراض، لم يتأملوا دعاء يوسف عليه السلام وقد أوتي مفاتيح الجمال والملك والولاية يتمنى نهاية الصلاح داعيا 'رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين'. إن ظاهرة التعلق بهذا المهند تذكرنا بأمس قريب استولى فيه روك هدسون الممثل الأمريكي على قلوب العذارى والنساء كرمز الجمال الرجولي في العالم ليُكشف المستور عن رجل شاذ مات بالايدز وورثه غلامه العشريني، ولا عزاء للتافهين.. إن من يتعلق بالقشور لا يحصّل الا الفُتات، أما من يبحث عن اللبّ فذلك الذي يجني الشهد ممزوجا بالعسل والجمال الحقيقي الذي يشع من الروح قبل الجسد.
|
10 Aug 2008, 04:46 AM | [ 2 ] | |||||||
عضو متميز
|
والله يا أختي الكلام طويل جداً لكن المضمون واحد وقد سبق وأسهبنا فيه الكثير ومثل هولاء لايتابعونهم ألا أمثالهم فلكل ســـاقط لاقــــط تقبلي تحيتي |
|||||||
|
||||||||
10 Aug 2008, 02:53 PM | [ 3 ] | ||||||
|
حاتم الشدادي.... أشكر لك حضورك , ولكنك استنوقت الجمل . تحياتي . |
||||||
10 Aug 2008, 03:47 PM | [ 4 ] | ||||||
|
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أنا لو أشوف مهند بالليل أقراء المعوذات ...وحط رجلي ..260 لكزس البشر معادتعرف الزين من الشين..العيون خضرا.. والوجه أحمر والدقن اصفر صار قوز قزح .. مو أدمي ..لكن العيب مو في مهند العيب والله فينا..ضعف الوازع الديني وعدم التربيه الاسلاميه الصحيحه ..والفضائيات الي جابة مهند واشكالة..هي السبب .........وراء انحراف المجتمع ...........عندناأفغاني تماس في الحااااااره كربون من مهند.. بعدين الوحد لازم يقول الصدق ترئ الكذب حرااااااااام..أنا بصرااااااااحه أشوف شعبله..أحلى وأحلى من مهند ..وجهة نظر!!!! |
||||||
|
|||||||
11 Aug 2008, 03:32 PM | [ 5 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
إن ما يحدث بسبب هذا المسلسل يدل على قلة عقول الكثير من النساء والرجال اللهم عاف مبتلانا وارحمنا بترك المعاصي ونبهنا من الغفلة لكل عصر ملهياته ومشغلاته ولكن نسأل الله أن يثبت علينا العقل والدين أمين ’’ |
|||||||
|
||||||||
11 Aug 2008, 04:02 PM | [ 6 ] | ||||||
|
الناصر الجمال نسبي فمهند الذي تنظر إليه بتقزز واشمئزاز غيرك ينظر إليه بتنهد وشوق كبيرين, ولعلك تذكر شاعر الحداثة الأكبر الشاعر الفرنسي شارل بودليير (معبود النساء الفرنسى) وكيف زهد في الفتيات الفرنسيات الجميلات وأحب جان ديفال الأنثى الملوّنة العديمة الموهبة في التمثيل، وهي على شيء من الدمامة والبلاهة, وهذا الحادثة تذكرني بالطرفة المنتشرة في أوساطنا الإجتماعية وذلك عندما ركبت إمرأة دميمة مع سائق إجرة وعندما التفت إليها وفزع منها قالت له (أهم شيئ هو الأخلاق) رحماك يالله ماأشد حماقة فتياتنا. أشكر لك مداخلتك. |
||||||
11 Aug 2008, 09:51 PM | [ 7 ] | |||||||
عضو متميز
|
أنت من عالم اللامعقول هل يوجد في أرضها ذكر وأنثى ؟ وأخبرني من أيهم أنت ! |
|||||||
11 Aug 2008, 11:01 PM | [ 8 ] | |||||||
عضو متميز
|
اللهم عافنا مما ابتلى به هؤلاء القوم 0 والله اختي الكريمه هذه هي الحال والعياذ بالله من ذلك يعطيك العافيه |
|||||||
|
||||||||
12 Aug 2008, 01:36 PM | [ 9 ] | |||||||
شامخ الرأس
|
لاحول ولاقوة الابالله هذا دليل على فراغ العقول لا ادري متى نتعلم ويستقيم بنا الحال مسلسل مهند ذكرني بالمسلسلات المكسيكيه التي ظهرت في اواخر التسعينات والكل انبهر بها وانفتن اصبحت جزء من الماضي واصبحنا نبحث عن غيرها بدعوى التميز التقدم تركنا حضارتنا ومجدنا واصبحنا نستسقي من حضارة غيرنا اعذروني على الاطاله .. وشكرا لصاحب الموضوع |
|||||||
|
||||||||
12 Aug 2008, 01:47 PM | [ 10 ] | ||||||||
عضو متألق
|
شكرا اختي على الموضوع أعتقد ان الموضوع اخذ اكبر من حجمه .... نفس الموضوع أثير على المذيع سعود الدوسري ابان ظهوره في قناة أوربت ..... نحن نضخم الامور ونساهم في نشرها من غير لانعلم.... الله المستعان هذا الزمن فيه الغرائب والعجائب مالله به عليم .... نسأل الله العفو والعافية خالص التحايا |
||||||||
|
|||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أعذب ما قرأت | السلطان | قصائد مختارة | 24 | 31 Jul 2012 03:19 PM |
من أعذب اللغات . | ألماسة حساسة | القسم العام | 8 | 28 Feb 2010 01:35 PM |
أعذب قوافي الشعر | عاشـــق القـــمة | المواهب والمحاولات الشعرية | 6 | 25 Sep 2009 09:00 PM |
أعذب الأناشيد وأروعها | الأزدية | منتدى المرئيات والصوتيات | 13 | 25 Jan 2008 11:03 PM |
أعذب مـا سمـ ع ـت من الـ ك ـلام ... | عبدالله الشدادي | القسم العام | 12 | 05 Nov 2005 01:07 AM |
|