|
|||||||||||||||||
جذور العلمانية
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، نبين لكم في هذا الموضوع شرحاً وتوضيحاً عن مفاهيم العمانية seculasism وكذلك تبيان جذورها التاريخية وتعد العلمانية (فصل الدين عن الحياة) أحد الانحرافات الكبرى التي أصابت الأمة الإسلامية؛ إذ إنها حملت في طياتها مجموعة من التشوهات والمفاسد التي تغلغلت بدرجات عفي تصورات أفراد هذه الأمة وقيمهم، أو نشاطاتهم وعلاقاتهم، أو نُظُمهم ومؤسساتهم. وقبل الخوض في الموضوع هناك شي مهم يجب التنبيه إليه وهي: أن مصطلح العلمانية لا يزال يثار الجدل حوله مع العلم بأن نفوذ العلمانيين لا يزال قوياً منذ ((انعقاد كامب ديفيد)) ويزداد قوة يوما بعد يوم وما يخص معنى المصطلح فقد ناقشت لجنة اللهجات بمجمع اللغة العربية بحثي الدكتورين عبد الصبور شاهين وعدنان الخطيب وانتهت إلى أن ضبط الكلمة (العلمانية) بفتح العين لدلالة الانتماء إلى العلم، دون الانتماء إلى العلم (بكسر العين) أو الدين وقد أجمع الباحثون في اللغات الأجنبية الأوربية، وكذلك الشرقية على أن ما يقابل العلمانية في اللغات لا صلة له الجذور التاريخية للصراع بين العلمانية والإسلامية منذ بدايته كان أول ظهور للعلمانية في العالم الأسلامي في مصر، ويرا أساتذة التاريخ الحديث والفلسفة في الجامعات المصرية أن أول ظهور العلمانية بمصر كان مع حملة نابليون تعبيراً عن روح الثورة الفرنسية، وأنها اتخذت طابعا رافضا لكل ما هو ديني، ولهذا فهؤلاء المحدثون يطلقونها لتعبير عن الإطار العام الذي احتوى الأفكار التي حملها نابليون وهذا الفهم له إدراك شبيه بالمعنى نفسه لدى الجبرتي مؤرخ مصر الكبير، فقد ذكر الجبرتي المعاصر للحملة الفرنسية أوصافاً لعقيدة الفرنسيين تفيد هذا المعنى نفسه فهو يصف الفرنسيين بأنهم ((لا يتدينون بدين، ويقولون بالحرية والتسوية)) وهذا صحيح فعلى حد قول الدكتور صلاح العقاد أن الأفكار التي كان يحملها الفرنسيون إلى مصر كانت تتسم بالعلمانية، لأن أثر الفكر العلماني الذي خلفتة الثورة الفرنسية كان لا يزال قوياً ولذلك لم تصطبغ الحملة الفرنسية بصبغة دينية. ومن هنا قال فيهم الجبرتي: (إنهم لا يتفقون على دين، فكل واحد منهم ينحو دينا يخترعه بتحسين عقله) وأسماهم جمال الدين الأفغاني بالدهرية أو الطبيعيين، وذكرهم بالمصطلح الغربي النيتشتريين Naturalism وهم الذين يقصرون الوجود على الطبيعة المنظورة، وأن لا شيء خارج الطبيعة، فالطبيعة مستكفية بنفسها مستغنية عن خالق يوجدها ووصف أرنولد تويبنبي محمد علي بأنه كنابليون مثله مثل تلك القله من الرجال الذين حولوا مجرى التاريخ، وقد يرى أحد الدارسين أنما قصد تويبنبي أن يقول: أنه مثله طموحا، وقدرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها، وهذا صحيح فكلاهما لم تكن تهمه الوسائل بقدر ما كانت تعنيه الغايات، مع هذا فهو مثله أيضا أراد أن يقيم دولة علمانية ووصف رفاعة الطهطاوي الأزهري الأصل وإمام مبعوثي محمد علي إلى فرنسا ثم أمام التحديث في مصر فيما بعد بالعلمانية وأنها صفة كانت تميز مقاصدة. يقول الدكور عزت قرنى في دراسة حديثة ضمت فكر رفاعة الطهطاوي: رفاعة الطهطاوي هذا الرجل العلماني المقصد ويرى الدكتور محمد البهى أن هذا الاتجاه العلماني نشأ وتبلور في ظل الثورة الفرنسية منذ 1789م بعد أن رفض الأوربيون الخضوع للكنيسة الكاثولكية، وبدا الأنسان في هذا المجتمع يعتمد على نفسة في تفكيره ونظمه، ولم يعد ينظر إلى السماء التي توجد فيها الله وبدا ينظر الى العالم أي الى الأرض للحديث بقية . . . .
التعديل الأخير تم بواسطة الحاجب المنصور ; 28 Feb 2010 الساعة 04:42 PM
|
27 Feb 2010, 04:06 PM | [ 2 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
نسأل الله أن يجعل عليهم من أنفسهم عدواً لهم شاكرة لك أخي الفاضل ع مناقشة هذا الموضوع والتوغل فيه رعاك الله وكفاك السوء |
||||||||
|
|||||||||
28 Feb 2010, 09:06 PM | [ 3 ] | ||||||||||||||||||||||||||||
عضو متميز
|
أختي الفاضله ألماسة حساسة وفقها الله
أسعدني تواجدك، ونسأل الله أن يكفينا شرورهم |
||||||||||||||||||||||||||||
01 Mar 2010, 07:57 PM | [ 4 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
لا أبقى الله لهم لا أصلاً ولا جذوراً ولا أبقى على الأرض منهم أحداً أولئك هم أذناب الغرب والداعين إلى كل خزي ومنكر وقذارة لا هنت أخوي الحاجب المنصور |
||||||||
|
|||||||||
03 Mar 2010, 10:47 AM | [ 5 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أستاذي الكريم الحاجب المنصور جزاك الله خيرا وننتظر منك البقية واتمنى كتابة المصدر او المراجع التي اعتمدت عليها للإطلاع والإستفادة منها لاسيما إن كنت انت المصدر الفعلي ولك احترامي . |
||||||||
|
|||||||||
20 Mar 2010, 11:55 AM | [ 6 ] | ||||||||
عضو متميز
|
ويرى الدكتور محمد البهى أن هذا الاتجاه العلماني نشأ وتبلور في ظل الثورة الفرنسية منذ 1789م بعد أن رفض الأوربيون الخضوع للكنيسة الكاثولكية، وبدا الأنسان في هذا المجتمع يعتمد على نفسة في تفكيره ونظمه، ولم يعد ينظر إلى السماء التي توجد فيها الله وبدا ينظر الى العالم أي الى الأرض وعرف هذا الاتجاه الأرضي في محيط المجتمعات الإسلامية، بعد المخالطة الفكرية بين الغرب والشرق، باسم الاتجاه العلماني ولعله منسوبا على غير قياس إلى العالم، وهذا الاسم ترجمى للكلمة للاتنيةSaec (u) larism التي عرفت في الإنجليزية باسم seculasism كاتجاه ومذهب ولقد غزت العلمانية الشرق الإسلامي منذ وقت طويل، بتخطيط من الأوربيين، بنشر محاسنها، وإظهار تفوق أهلها، وفي الجانب الآخر إحباط كل بادرة يقظة للشعوب الإسلامية التي تغزوها. وجعلهم يحسون دائما بالقلق والفشل، والضعف وعدم القدرة على النهوض من سباتهم الطويل وواقع المسلمين على ذلك، فهم غربا في أوطانهم، مضطربون قلقون غير مستقرين على أرضهم، تختلط عليهم الآراء والأفكار والمعتقدات، وهم بين الأمم في حثالة الناس والذي خلق هذه الحالة التي يتردى فيها المسلمون اليوم عوامل القرون التي تداعت فيها حضارة المسلمين، واهتز فيها كيان العالم الإسلامي، وبخاصة في آواخر العصر العثماني، ذلك العصر الذي يمكن أن نطلق عليه أكثر العصور تداعيا وتدنيا في تاريخ الإسلام والمسلمين وصاحب انحدار المسلمين، وانهيار حضارتهم، التقدم العلمي المذهل الذي حققته أوربا ابتداء من القرن السادس عشر والذي أبتداء بإنجاز علمي كبير هو اختراع جاليليو جاليلى G-Galilei مهد لظهور عبقريات علمية في القرن الذي يليه أمثال: ديكارت، وهارفي، وباسكال، ونيوتن، ذلك القرن السابع عشر الذي تُوج بإنشاء الأكاديميات العلمية لترعى العلم والعلماء. كالجمعية الملكية البريطانية1660 وأكادمية العلوم الفرنسية1666 وبعدها أخذ العلم الأوربي يشق طريقه لا يوقفه شيء، فأحرز تقدما مذهلا، وحقق المعجزات وصاحب هذا التقدم العلمي تقدما صناعيا، واقتصاديا، ورغبة ملحة في استعمار العالم الضعيف، وامتلاكه، وإخضاعه لسيطرته، كما صاحب هذا التقدم الثورة ضد الدين فقد اقترنت سلطة المسيحية ونفوذها بتخلف أوربا، وصار الإله الجديد لأوربا: 1/ العلم 2/ الآله 3/ المال ورغبتهم كذلك في دعوتهم لمبادئهم الجديدة بين شعوب الأرض. وأقناعهم بأن ما يذهبون إليه هو الصحيح وما عداه باطل فما هي حجتهم في ذلك؟ هو أن سبب تخلفهم هو تمسكهم بدينهم مؤكدين أنهم لم يحرزو كل هذا التقدم العلمي المذهل، ألا بعد نبذ الدين والتمسك بقيم العقل والصحيح: أن الثورة قامت ضد الكنيسة لكن اليهود أستغلوا الموقف وحولوه من حرب على الكنيسة إلى حرب على الدين، وبدلا من أن تبحث الشعوب عن الدين الصحيح، جعلوا كلمة الدين الظلم والاستبدا د والرجعية والتخلف، غاية اليهود في ذلك تحرر الشعوب من العقائد الدينية، ويصبح الشعب اليهودي هو الشعب الوحيد الذي يتمتع بالقوة العقائدية، غايتهم في ذلك السيطرة على العالم كما هو واضح في بروتوكولا تهم، ثم صاغوها لقمة سائغة وسوقوها للعالم الإسلامي والعربي ولكن وللأسف في ظل هذه الطروف اهتز كيان المسلم وتزلزل، وبدأ يفقد الثقة بحضارته وفكره، وقدرته على أن يلحق بالمتحضرن الأوربيين، وصور له واقعه أنه لا سبيل للنهوض من غفوته إلا باعتناق كل ما هو أوربي، ونيذ كل ماعداه ولكن كيف حدث هذا؟ وما العوامل التي ساعدت على حدوثة؟ وماذا كان موقف الإسلاميين منه؟ للحديث بقية . . . . |
||||||||
20 Mar 2010, 12:07 PM | [ 7 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أخي السلطان أسعدني مرورك، وكان ودي لو بقي الموضوع على القسم السابق، وأنا ما أرغب وجود الموضوع في هالقسم، والسبب أن هالقسم نشيط جداً ولو تمر عقب يومين ولا ثلاث لن تراه في الصفحة الأولى، وأغلب الزوار والأعضاء أن لم يكن جميعهم لا يشاهدون مواضيع الصفحات الأخرى غير الأولى وأنا والله يهمني أن الجميع يستفيد من الموضوع رغم أن الموضوع بياخذ من وقتي كثير أخي الكريم الأستاذ القدير مطارد سحاب أبشر باللي تامرني فيه، وترا الموضوع طويل شوي والمصادر بذكرها بالختام |
||||||||
24 Mar 2010, 10:19 AM | [ 8 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أستاذي الكريم الحاجب المنصور موضوع هام كهذا ويقدم لنا بكل سلاسة وانسيابية في الطرح لايهم باي قسم يطرح لأن المواضيع المتميزة تبقى على سطح البحر حتى لو ثارت امواجه ! إلى اللقاء. |
||||||||
24 Mar 2010, 11:54 AM | [ 9 ] | ||||||||
عضو متميز
|
الله يمحقهم من الأرض هالعلمانية ولايبقي لهم بقية يااااارب الحاجب جزاك الله خيراً على ماطرحت |
||||||||
18 Dec 2010, 04:40 PM | [ 10 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: جذور العلمانية
ولكن وللأسف في ظل هذه الطروف اهتز كيان المسلم وتزلزل، وبدأ يفقد الثقة بحضارته وفكره، وقدرته على أن يلحق بالمتحضرن الأوربيين، وصور له واقعه أنه لا سبيل للنهوض من غفوته إلا باعتناق كل ما هو أوربي، ونيذ كل ماعداه ولكن كيف حدث هذا؟ وما العوامل التي ساعدت على حدوثة؟ وماذا كان موقف الإسلاميين منه؟ أولاً : تحلل المجتمع الإسلامي : تحلل المجتمع الإسلامي وكاد أن ينهار في آخر العصر العثماني، ويصور الجبرتي هذه الحقبة المظلمة في تاريخ المسلمين فيقول: (( وغالبها محن أدركناها، وأمور شاهدناها )) ووصف الجبرتي لها بهذا الوصف دليل على مدى الهوة السحيقة التي انحدرت إليها الحياة في هذا المجتمع ويصف الجبرتي طبيعة الحياة في المجتمع المصري الإسلامي ابتداء من ( 1099هـ ــ 1688م ) وهو البداية الحقيقية لأفول نور الشرق كما أنه البداية الحقيقية لبزوغ نور الغرب، فقد سيطر العثمانيون والمماليك على هذا المجتمع، وتسلطوا على الناس الذين عانوا من ظلمهم أشد المعاناة، لما اتسم حكمهم بالظلم وضيق الأفق، وعدم فهمهم لروح الأسلام. في هذا المجتمع كان العثمانيون والمماليك هم الحكام، وكان أقرب الناس إليهم علماء الدين الذين لم يكن لهم تأثير كبير على حركة المجتمع، في مجال إحياء الفكر الديني، بل كانوا من أكثر فئات المجتمع تمزقاً وتصارعاً حول اتناق مذهب فقهي بعينه، وتفرقوا إلى فرق إسلامية متنافرة، كفرق علماء المذاهب الأربعة، وفرق الأشراف وفرق المتصوفة، ولم يحاولون أن يقدموا أفكار إسلامية تساعد في حل مشاكل مجتمعهم الإسلامي، ولكنهم حرصوا فقط على حراسة مكاسبهم المادية كالتمتع بخلع الحكام عليهم، وهباتهم لهم، واغتصاب عوايد الأوقاف الإسلامية التي خصصت أصلا لرعاية المؤسسات الدينية والتي ترك لهم حق الإشراف عليها وتنسيق أمورها وتنظيمها. كانت ظروف الأمة الإسلامية السيئة في هذه العصور قد قسمت الأمة إلى حكام ومحكومين تفصل بينهم هوة واسعة لا تلتئم، فعالثمانيون والمماليك يحكمون، ولهم بلاطهم ومجتمعهم المكون من بنيات غريبة عن المجتمع الإسلامي، فهم في الأصل رقيق أجلاب خليط من أجناس شتى من أصناف منفصلة متفرقة تجمعهم المصلحة على إذلال الأمة، وعاشوا فيما بينهم على هذا الأساس، وكانت أكبر جرائمهم أنهم قصروا أعمال الجندية على أنفسهم وحرموا أصحاب الأرض من حق الدفاع عنها أو المشاركة في حراستها، وصار المدافع عن الأمة والمله هم الغرباء، وتلك أكبر الأسباب التي تنسي المواطن وطنه، وتفقده روح الغيرة عليه، وتنسيه فريضة الجهاد والحرص عليها، وتميت في نفسه كل قيمة تعلى من شأن جماعته بل وتفقده روح الأنتماء إلى الدين الذي يعتنقة، والأرض التي يملكها، والتراب الذي شب عليه. هذا من ناحية إماتة روح الانتماء والولاء للمقدسات والأرض، ومن ناحية أخرى فإن هذا الجو العسكري الغريب إسلامي المظهر فقط أما جوهره فهو لا يعترف بحقوق أي فرد في الأمة فالمحارون هم العثمانيوين والمماليك، وهم أصحاب الحقوق وأصحاب الرأي والأمر والنهي، تحكمهم شريعتهم الحربية، وإن تظاهروا باعتناق الإسلام، وما أكثر ما أشار الجبرتي إلى: (( كثرة تعدي عسكرهم وانتشارهم في القرى والبلدان، وفعل كل قبيح، وحبسهم الناس والتجار ومصادرة أموالهم وسلب ما بأيديهم )) |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكايتي مع العلمانية | كديميس | مكتبة الشدادين لروائع الكتب | 8 | 06 Jul 2008 12:31 PM |
لاتحاربوا العلمانية بل حاربوا أنفسكم | أنا كما أنا | النقاشات والمواضيع الهادفة | 14 | 29 Jun 2006 10:06 PM |
العلمانية | المستحيلة | المنتدى الاسلامي | 13 | 24 Feb 2006 04:35 PM |
أدوات الموضوع | |
|