"رصيف الحياة"

بمصر هنا ..
على الرصيف ترى أشياء كثيرة تمثل لك الحياة ..... نظرات أصحاب المحلات الجائعة التي تنظر لك كطريدة ورغبتهم بك كاحساس صياد يقترب من صيده ....
الشيئ نفسه ينطبق على نظرات أصحاب التاكسي ..... لا يمكن ان نلومهم , فأنت هدف لهدف اكبر هو المال الذي قد يحصلون عليه منك والذي هو هدف آخر هو الحاجات والمتطلبات التي سيستخدمونها بهذا المال ....

الهدف الأخيرة لهم ...ماهو ؟ لايعلمون وربما مفقودة ...... مجرد تحقيق اهداف رخيصة تعلموا انها هي متطلبات الحياة .

تخطيت عدة أرصفة لأصل من الاحياء الفخمة الى الأحياء الفقيرة لأتأمل الطبقات الكادحة المطحونة حيث يعيش الفقراء والعمال والمشردين والمعدمين واللصوص وحثالة المجتمع ...... حثالة المجتمع ؟

أتوقع انها غير منصفة هذه العبارة فالمجتمع هو الحثالة اما هؤلاء فهم إثبات لذلك ....
في الأنظمة الدكتاتورية لا يحتاج هذا الأمر لإثبات حيث يحتل الزعيم القمة ثم المقربين منه ثم البقية ....الخ.
أوجه عديدة لتشوهات واقعية.. اجباريا ً تسحق الفرد .

وأنا أتجول شعرت أن المجتمع الحيواني .. يبدوا اكثر عدلا ً حيث يكون هناك قائد للمجموعة أو القطيع يتمتع بمواهب طبيعية وباقي المجموعة متساوون بدون تمييز .

لا أعلم مالذي جعلني أفكر بهذه الطريقة ..؟

وقفت على أحد الأرصفة أتامل صورتي في باترينة احد المحلات ... أنظر لملابسي السوداء القاتمة ونظرات اللامبالاة في عيني .... وأقول لنفسي " هذا انا " .... انا موجود .....

جذب انتباهي شاب يسير بخطوات سريعة بيده بعض اوراق ...بدا أشبه بموظف ...
قمت بعملية تخمين لمسيرة حياته ...
تم ادخاله المدرسة وإبلاغه بأن عليه الحصول على درجات مرتفعة ليتمكن من دخول جامعة مرموقة ربما نجح في ذلك ربما العكس ... والمجتمع لايرحم ...المجتمع هو من يصنع الراكضين على أرصفة الحياة ..
لنعد للشاب وقصته .... يبدو انه اكمل الجامعة لكن درجاته لا يبدو من هيئته انها مرتفعة ولم يكن متفوقا ُ لذلك قام "كما تعود في المجتمع وتعلم من الآخرين " أن هدف الانسان بعد التخرج هو البحث عن وظيفة ويبدو انه استطاع تحقيق ذلك

هناك اهداف اخرى ربما تشغل تفكيره.. تعلمها من حياتنا في المجتمع بدون ان يقوم ولو لمرة بالتفكير في حقيقة رغباته وغاياته فقد ترك ذلك للمجتمع الذي زرع فيه الاهداف ورسم له خطواته ...

ربما أولويات أهدافه الان أن يتزوج فالمجتمع أخبرنا أن على الجميع البحث عن زوجة ثم الزواج منها او ربما هدفه التالي تحسين مستواه في العمل قبل التفكير في الزواج .....

سرت على الرصيف لأشاهد فتى وفتاة يتبادلان الكلام بهدوء ...فكرت بأن الفتاة ربما هدفها هو الزواج من الشاب لأنها تحبه , ربما الشاب يهدف لشيئ نفسه او ربما يخدعها ..... المهم أنهما يقومان بما يقوم به أي عاشقين .... تساءلت : هل فكروا في البداية هل يعلمون اهدافهم بشكل واضح ...؟ وهل فكروا في الغاية من كل مايقومون به ؟

أكملت مسيري و انا أتامل في الراكضين على رصيف الحياة ..... الراكضين حتى السقوط في دوامة النهاية بدون ان يعلموا لماذا كانوا يركضون ....
انتابني الشعور بالحزن والشفقة عليهم مرة اخرى فقد بدوا غير موجودين تماما ً وكانهم نسخ مكررة ....
بدوا في ناظري غير أحياء ...موتى يركضون بلا غاية .......

انتابني شعور بالغثيان فعدت لشقتي ..!

هذه هي الحياه مواقف .. ومحطات .. وأرصفه

هناك من يتوقف على هذه الأرصفه

وهناك من يركض مسرعاً دون مباله بغيره

وهناك من التواء في احد أركان أرصفة الحياه

وهناك من ينتظر دوره في بداية الأرصفه .. لا يعلم أي مصير ينتظره

كديميس

عاد [BLINK]الإبداع[/BLINK] عاد القلم الذي اشتقنا له ولكتاباته

اهلا وسهلا بالإمبراطور

حقيقه

أخذتنا بخيالك إلى ماذهبت إليه

عشنا خيالك خطوه .. خطوه

[BLINK]كديميس[/BLINK]

لا استطيع أن اقول شكراً

لأنك تستحق اكثر منها ولأنها لن تزيدك شيئا من تلميذ يمشي على أول رصيف الحياه

دمت لنا أيها الأمبراطور

أخي ليست هذه الأرصفة في مصر فقط

بل لو وضع خرائط لمثل هذه الأرصفة لوجدتها بكثرة

ولكننا نمني أنفسنا ونخيلها بأنها هذه الأرصفة ليست موجودة من حولنا

ولكن هل يحق لنا بإختيار الأرصفة الراقية ؟؟

نعم لا لأنا الحياة والمجتمع والأوضاع فرضتها أمامنا فلذلك لايمكن لهم تغيير أرصفتهم أيضاً

ولكن لننظر لمن يتحكم بهذه الأرصفة ورسمها على الخريطة

هنالك سوف يمكننا أن ندهن أرصفتنا بألوان زاهية ليست قاتمة كئيبة

أخي كديميس لاتتعب نفسك في النظر والتحديق بها فسوف تخرج بك لعالم لن تجد له حل

أسطر تحكي واقع حقيقي ومأساوي تشكر عليها إمبراطورنا الكريم

أسأل المولى عز وجل لك التوفيق والنجاح والعودة سالماً غانماً

نعم هذه هي الحياه

والله يعننا عليها بالطاعه ..

أخي إمبراطور الكدامسه رائع ما كتبت..

يعطيك العافيه وتقبل مروري ..

صحيح أن التجول والركض على ارصفة الحياة ممتع..

لكن أمام هذه المناظر المؤلمة للاسف تتحول هذه المتعة إلى حزن دفين .. قاسي ..

لايشعر به إلا من جرب تأمل هذه الارصفة..

وجرب أن يضع لهذه التأملات إجتهادات وتفسيرات عجيبة..

لكن يااستاذي الفاضل..

نصيحة ألتقط أنفاسك وتجنب نتائج تلك الاجتهادات والتفسيرات..

لأن على الجانب الاخر نحن بحاجة أحياناً إلى التوقف عن الركض ..

إلى الرغبة في الصمت..

وإلى الهدوء ..

وأتوقع ياكديميس أنك أستوعبت في الاخير هذا الجانب والدليل أنك عدت إلى شقتك قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه..


كديميس ..

حقق الله لك مُرادك وردك للوطن سالماً غانماً ..

دمت بأفضل حال..

وكم تعبنا ومللنا الانتظار

فوق ذاك الرصيف
رصيف الحياة
كديميس ما اصعب ان يطول
بنا على رصيف الحياة ننتظر
من غابوا عن باللقاء وجعلونا
نشعر العذاب والحزن والالم


دمت رائع ومميز
وادام الله روعه ما تطرح
لك تحيتي

رصيف الحياه
وصفت لنا الواقع ومجرياته ومافيه من تحديات وطموح واثبات للذات والحب
كلها اجتمعت على الرصيف
ماجمله من طرح ومااروعه من خيال جعلنا نعيشها بالفعل
مشكور اخوي كديميس على الطرح المميز
وفي انتظار ابداعك القادم

تقبل مروري

		المشاركة الأصلية بواسطة : غريب بدياره اقتباس
	هذه هي الحياه مواقف .. ومحطات .. وأرصفه هناك من يتوقف على هذه الأرصفه وهناك من يركض مسرعاً دون مباله بغيره وهناك من التواء في احد أركان أرصفة الحياه وهناك من ينتظر دوره في بداية الأرصفه .. لا يعلم أي مصير ينتظره كديميس عاد [BLINK]الإبداع[/BLINK] عاد القلم الذي اشتقنا له ولكتاباته اهلا وسهلا بالإمبراطور حقيقه أخذتنا بخيالك إلى ماذهبت إليه عشنا خيالك خطوه .. خطوه [BLINK]كديميس[/BLINK] لا استطيع أن اقول شكراً لأنك تستحق اكثر منها ولأنها لن تزيدك شيئا من تلميذ يمشي على أول رصيف الحياه دمت لنا أيها الأمبراطور

أهلا بالعضو الذي نحبه جميعاً " غريب بدياره"
أعجبني تعليقك وأسعدتني قراءتك لي ..
وأشكرك على مديحك لي ..!