..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


آخر 10 مشاركات T9mem مجموعة ألوان للأعضاء (وقله من البال ما أغيب ولا مرة) 2024    <->    اسباب بحة الصوت    <->    Momyz ما الفرق بين الهيروين والكوكايين والأفيون وما مخاطرهم الصحية؟    <->    الكبد مع الخضروات    <->    المرأة الفقيره والرجل المريض    <->    زهرة رحب بالصعوبات إن جاءتك    <->    مفروم دجاج وخضار وجبن موزاريلا    <->    زهرة صينية شرايح بطاطس بالمفروم    <->    وردة تكساس فرايز    <->    وردة محشي بطاطس    <->   
مختارات   ليس العار في أن نسقط و لكن العار أن لا تستطيع النهوض   
مواضيع ننصح بقراءتها مجموعة الوان للاعضاء وقله من البال ماغيب ولامره2024
العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > منتدى خير البشر وخاتم الرسل
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
قديم 02 Feb 2007, 11:19 PM [ 281 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




ابن السراج بسنده عن جُميح بن عُمير قال: دخلت على عائشة فسُئلتْ أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة. قلتُ: فمن الرجال؟ قالت: زوجُها، إن كان ما علمتُهُ صوَّاما قوَّاما.
مسلم: حدَّثني زُهير بن حرب قال: نا يعقوب بن إبراهيم قال: نا أبي عن أبيه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة، رضوان الله عليها، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته، رضي الله عنها، فسارَّها، فبكت. ثم سارَّها، فضحكت. فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا؟ الذي سارَّك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارَّك به فضحكت؟ قالت: سارَّني فأخبرني بموته فبكيت. ثم سارَّني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت.
وتُوفيت فاطمة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين ليلة. قاله ابن بُريدة عن أبيه. وقال عمرو بن دينار تُوفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر. وقيل : توفيت بعده بستة أشهر، وهو قول أكثر أصحاب التواريخ والآثار، وقال مسلم في الصحيح، وقال ذلك محمد بن علي أبو جعفر الباقر وابن هشام.
وقال محمد بن عمر الواقديُّ: حدَّثنا مَعْمر عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة قال: وأخبرنا ابن جُريج عن الزهري، عن عائشة أن فاطمة تُوفيت بعد النبي عليه السلام بستة أشهر. قال محمد بن عمرو: هو الثَّبت عندنا.
وقال المدائنيُّ: ماتت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاثون خلون من شهر رمضان، سنة إحدى عشرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة. وُلدت قبل النبوة بخمس سنين، وصلى عليها العباس. وقال عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة. ،قيل صلَّى عليها علي، وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس، ودُفنت ليلا. ودخل قبرها العباس وعليٌّ والفضل، وهي أول مَن غُطِّي نعشها من النساء في الإسلام. إذ حكت لها أسماء بنت عميس ما يُصنع للمرأة إذا ماتت بأرض الحبشة، فأمرتها أن تصنع ذلك لها. وكذلك صُنع بعدها بزينب بنت جحش زوج النبيِّ عليه السلام. ولم يخلَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنيه غيرها.
ويُروى أن عليَّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، لما رأى فاطمة، رضي الله عنها، مُسجَّاة بثوبها بكى حتى رُثي له. ثم قال:
لكلِّ اجتماعٍ من خليلينِ فُرقةٌ ... وإنَّ الذي دونَ المماتِ قليلُ
وإنَّ افتقادي واحداً بعد واحدٍ ... دليلً على أن لا يدومَ خليلُ
ووَلدتْ فاطمة لعلي رضي الله عنهما: الحسن، والحسين، ومحسِّناً درج صغيرا، وأمَّ كلثوم الكبرى أمَّ زيد بن عمر بن الخطاب، وقد تقدَّم ذكرها، وزينب الكبرى وكانت عند عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له جعفراً الأكبر، وعلياً، وعوناً الأكبر، وعباساً، وأمِّ كلثوم.
الحسن بن علي " رضي الله عنهما "
ولدت فاطمة الحسن للنصِّف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة قبل وقعة أحد بشهر، هذا أصحُّ ما قيل في ذلك إن شاء الله. وعقَّ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعه بكبش، وحلق رأسه، وأمر أن يتصدَّق بزنته فضة.
مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال: وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأمِّ كلثوم فتصدَّقت بزنة ذلك فضة.
وقال ابن الجارود: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغانيُّ قال: نا محمد ابن عمر القصبانيُّ قال: نا عبد الوارث عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشا كبشا؛ عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا. محمد بن إسحاق أبو بكر الصاغانيُّ شيخ ابن الجارود خرَّج عنه مسلم. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو ثبت صدوق.
وكان الحسن من المشبَّهين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك قُثَم بن العباس وجعفر بن أبي طالب.
الترمذي: بسنده عن عليّ قال: الحسن أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه النبيّ صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:20 PM [ 282 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




الترمذيُّ: نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق عن مَعمر عن الزُّهريَّ، عن أنس ابن مالك قال: لم يكن منهم أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي. قال: هذا حديث حسن صحيح. وقال: نا محمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جُحيفة قال: رأيت رسولا الله صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن بن علي يُشبهه. هذا حديث حسن صحيح.
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: " حسن مني وحسين من علي " . وقال عليه السلام: " الحسن والحسين سيَّدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما " . وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن: " إنَّ ابني هذا سيِّد. وسيُصلح الله على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . وفي حديث آخر إن ابني هذا سيِّد، وعسى الله أن يُبقيَهُ حتى يُصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . رواه جماعة من الصحابة. وفي حديث أبي بَكرة في ذلك " وإنه ريحانتي من الدنيا " . ولا أسْودَ ممَّن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدا.
وتصارع الحسن والحسين يوما بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجعل عليه السلام يقول: " إيه يا حسن، إيه يا حسن " . فقالت له فاطمة: يا رسول الله، أتحرِّض الكبير على الصغير؟ فقال: " يا فاطمة، هذا جبريل يقول إيه يا حسين، إيه يا حسين " .
وكان معاوية وهو خليفة، إذا دخل عليه الحسن يعظِّمه ويُجلُّه ويُجلسه معه على سريره، ويقول له: يا أبا محمد، كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتك لشبهك به. وحُقَّ لمعاوية أن يصنع به هذا الصنع الجميل، وما أعزُّ منه وأكرم، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم به أكبر وأعظم.
رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة من الصلوات، فركب الحسن على ظهره، فأطال السجود. قال بعض الصحابة: رفعت رأسي من السجود، لأنظر ما شأن رسول الله. فرأيت الحسن على ظهره، فرجعت إلى السجود. فلما قضى صلى الله عليه وسلم الصلاة قيل: يا رسول الله، إنك سجدت سجدة في هذه الصلاة فأطلتها. فقال: " إن ابني استرحلني فكرهت أن أعجله " .
وحدَّث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسائيُّ في مُصنَّفه قال: نا محمد بن عبد العزيز بن غزوان، وهو ابن أبي رزمة، قال: نا الفضل بن موسى عن حسين ابن واقد عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران، يعثران فيهما. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فقطع كلامه، فحملهما ثم عاد إلى لمنبر ثم قال: " صدق الله: )أموالكم وأولادكم فتنة( رأيت هذين يعثران في قميصهما، فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما " . وخرَّج هذا الحديث الترمذيُّ عن الحسن بن حُريث عن عليَّ بن حسين بن واقد، عن أبيه، وخرَّجه أيضا الحافظ أبو نعيم الأصبهانيُّ في كتاب " رياضة المتعلِّمين " . فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان: نا الحسن بن سفيان: نا أبو بكر بن أبي شيبة: نا زيد بن حُباب عن حسين بن واقد. ومدار هذا الحديث عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة.
مُسلم: عن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يُقبِّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: إنَّ لي عشرة من الولد، ما قَبَّلت واحدا منهم!. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه من لا يَرحم لا يُرحم " . مسلم: حدثنا ابن أبي عمر قال: نا سُفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جُبير بن مُطْعِم، عن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يُكلِّمني ولا أُكلمه حتى جاء سوق بني قَيْنُقاع، ثم انصرف حتى أتى خِباء فاطمة: فقال: " أثَمَّ لُكَعُ، أثمَّ لكعُ؟ " يعني حسناً. فظننَّا أنه إنما تحبسه أُمُّه لأن تَغسله وتُلبسه سِخابا. فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كلُّ واحد منهما صاحبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهمَّ إني أحبُّه فأحِبَّه، وأحبب من يحبُّه " . وخرَّج الحديث البخاريُّ.
مسلم: حدثني عبد الله بن الروميِّ وعباس بن عبد العظيم العَنبريُّ قالا: نا النَّضر بن محمد قال: نا عِكرمة، وهو ابن عمار قال: نا إياس عن أبيه قال: لقد قُدْتُ بنبيِّ الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين على بغلته الشهباء؛ حتى إذا أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قُدامَه، وهذا خلفَه.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:20 PM [ 283 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




إياس الذي روى عنه عكرمة بن عمار هذا الحديث هو إياس بن سَلمة ابن الأكوع الأسلميُّ، وأبوه سلمة من كبار الصحابة. شهد بيعة الرضوان، وظهر منه في غزوة ذي قَرَد الفعل الكريم والغَناء العظيم. وقد ذكرتهما قبل في " أسلم " من خُزاعة.
الترمذيُّ: حدثنا محمد بن بشار: نا أبو عامر العَقَديُّ: نا زمعة بن صالح عن سَلمة بن وَهْرام، عن عِكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه. فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غُلام. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " ونعم الراكب هو " .
وقال: حدَّثنا محمد بن بشار: نا محمد بن جعفر: نا شُعبة بن عديِّ بن ثابت قال: سمعت البراء بن عازب يقول: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن بن علي على عاتقه، وهو يقول: " اللهمَّ إني أُحبُّه فأحِبَّه " . وخرَّج مسلم الحديث بسنده ونصَّه.
الترمذيُّ: عن أسامة بن زيد قال: طَرقت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة. فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو. فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه، فإذا حسن وحسين عليهما السلام على وركيه. فقال: " هذان ابناي وابنا ابنتي إني أُحبُّهما فأَحبَّهما " .
وحفظ الحسن عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث، ورواها عنه. منها حديث الدُعاء في القُنوت. ومنها: " إنا آل محمد لا تحلُّ لنا الصدقة " . وكان الحسن رضي الله عنه مُحبا في النساء، كثير النِّكاح، كثير الطلاق. وكان علي يستحيي من أصهار الحسن، فخطب الناس وقال: إن الحسن مَطلاق فلا تُنكِحوه. فقام إليه رجل من همدان، فقال: يا أمير المؤمنين: والله لنُنكحنَّه فيُمسك من شاء ويطلِّق من شاء. فقال علي، وقد سُرَّ بقول الهمدانيِّ:
لِهمْدانَ أخلاقٌ ودينٌ يَزِينُهم ... وبأسٌ إذا لاقَوْا وحسنُ كلامِ
فلو كنتُ بواباً على باب جنَّةٍ ... لقلتُ لهمْدانَ: ادخُلوا بسلامِ
وكان عليٌّ رضي الله عنه، مُحَبا في هَمدان. وقال يوم الجمل في بطن منهم، وهم بنو ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بَكيل بن جُشَم بن خَيْوان بن نَوف بن هَمْدان: " لو تمَّت عِدَّتُهم ألفا لَعُبد الله حقَّ عبادته " . وكان إذا رآهم تمثَّل بقول الشاعر:
ناديتُ هَمْدانَ والأبوابُ مغلقةٌ ... ومثلُ هَمْدانَ سَنَّى فتحةَ البابِ
كالهنْدُوانيَّ لم تُفْلَلْ مَضاربُهُ ... وجهٌ جميلٌ وقلبٌ غيرُ وجَّابِ
خلافته
وولِيَ الحسن بعد موت عليٍّ عليهما السلام لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وصالح معاوية في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين. وقد قيل: في جُمادى الأولى من هذه السنة، ويُسمّى عام صلحه مع معاوية " عام الجماعة " . فكانت خلافته ستة أشهر، تمَّت بها ثلاثون سنة للخلافة.
رَوى " سفينة " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثُم تَعود مُلكاً " . ولما بويع الحسن سار إلى معاوية بجنود العراق، وسار إليه معاوية بأهل الشام، فالتقوا بموضع يقال له " مَسْكِن " بأرض الكوفة، فاصطلحوا. وسلَّم الحسن إليه الخلافة. واشترط عليه شروطا، منها أن يذهب ما بين أهل العراق وبين أهل الشام من الذُّحول والضغائن، وأن يكون له الأمرُ من بعده. فرضي معاوية كلَّ ما اشترط عليه الحسن، وكاد يطير فرحا.
البخاريُّ: نا عبد الله بن محمد. نا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال. فقال عمرو بن العاصي: إني لأرى كتائب لا توليَّ حتى تقتل أقرانها فقال معاوية: وكان والله خير الرجلين. أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء مَن لي بأمور الناس؟ مَن لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سَمُرة وعبد الله بن عامر. فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فأعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما. وقالا له، وطلبا إليه. فقال لهم الحسن بن علي: " إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإنَّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها " .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:20 PM [ 284 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




قالا له: فإنه يعرض عليك كذا كذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن ابن علي إلى جنبه وهو يُقبل على الناس مرّة وعليه أخرى، ويقول: " إن ابني هذا سيِّد، ولعل الله يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . قال البخاريُّ: قال لي عليُّ بن عبد الله: إنما ثبت عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
وحدَّث أحمد بن زهير، وهو أبو بكر بن أبي خَيثَمة قال: نا هارون بن معروف: نا ضمرة عن ابن شَوْذَب قال: لمَّا قُتل عليٌّ سار الحسن فيمن معه من أهل الحجاز والعراق. وسار معاوية في أهل الشام قال: فالتقوا. فكَرِهَ الحسن القتال، وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده. قال: فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار المؤمنين فيقول: العار خير من النار.
ودخل على الحسن بعض شيعة أبيه الناصحين له فقال: السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين بايعت معاوية ومعك أربعون ألف سيف من أهل العراق. قال: اجلس يا بن فلان، لا تقل كذلك. إنَّ أبي عهد إليَّ إنه لا بُدَّ لمعاوية أن يليَ هذا الأمر. فلو قاتلناه بالشجر والحصى والجندل لم ينفعنا ذلك. وقد سبق القضاء والقدر بولايته. ولما خرج ذلك الرجل من عند الحسن دخل على الحسين فقال: أمدُد يدك نُبايعك. فقال له الحسين أما مادام أبو محمد حيا فلا.
وكان الحسن يُكنى أبا محمد، والحسين يُكنى أبا عبد الله.
وذكر أبو عميرة بن عبد البرّ في كتاب " الصحابة " فقال: نا خلف بن قاسم قال: نا عبد الله بن عمر بن إسحاق بن مَعمر قال: نا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدِين قال: حدثني عمرو بن خالد مرارا قال: حدثني زهير بن معاوية الجَعْفيُّ قال: حدثني أبو رَوْق الهَمْدانيُّ أن أبا الغريف حدَّثهم قال: كنا في مقَّدمة الحسن ابن علي اثني عشر ألفا بمسْكِن مُستميتين، تقطُر أسيلفنا من الجدَّ والحرص على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العَمَرُّطة. فلما جاءنا صُلح الحسن ابن علي كأنما كُسرت ظهورنا من الغيظ والحزن. فلما جاء الحسن الكوفة جاءه شيخ يُكنى أبا عامر شفيق بن ليلى فقال: السلام عليك يا مُذِلِّ المؤمنين فقال: لا تقل يا أبا عامر، فإني لم أُذِلَّ المؤمنين ولكنِّي كرهت أن أقتلهم في طلب المُلك.
وحدَّث ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: لما دخل معاوية الكوفة حين سلَّم إليه الأمر الحسن بن علي كلَّم عمرو بن العاصي معاوية أن يأمر الحسن بن علي فيخطب الناس، فكره ذلك معاوية وقال: لا حاجة بنا إلى ذلك. قال عمرو: ولكني أُريد ذلك ليبدو عِيُّه، فإنه لا يدري هذه الأمور ما هي. ولم يزل بمعاوية حتى أمر الحسن يخطب. وقال له: قُم يا حسن، فكلِّم الناس فيما جرى بيننا. فقام الحسن، فتشهَّد وحمد الله وأثنى عليه وقال في بديهته: " أما بعدُ أيها الناس، فإن الله هداكم بأوَّلنا، وحقن دماءكم بآخرنا. وإنَّ لهذا الأمر مُدَّة، والدنيا دُول. وإن الله عزَّ وجلَّ يقول: )وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما تُوعَدونَ إنه يعلم الجهرَ من القول ويعلمُ ما تكتمُون وإن أدري لعله فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين(.
فلما قالها قال له معاوية: إجلس فجلس. ثم قام معاوية فخطب الناس. ثم قال لعمرو: هذا من رأيك.
وروى مُجالد بن سعيد عن الشعبي قال: لما جرى الصُّلح بين الحسن بن علي وبين معاوية. قال له معاوية: قُم فاخطب الناس وأذكر ما كنت فيه. فقام الحسن، فخطب. فقال: " الحمد لله الذي هدى بنا أوَّلكم، وحقن بنا دماء آخركم. ألا أنَّ أكيس الكيس التُّقى، وأعجز العجز الفُجور. وإنَّ هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية. إما أن يكون كان أحقَّ به مني، وأما أن يكون حقي، فتركته لله ولصلاح أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحقن دمائهم. قال: ثم التفت إلى معاوية فقال: )وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين(.
ثم نزل فقال عمرو لمعاوية: ما أردت إلا هذا.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:20 PM [ 285 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




ومات الحسن، رضي الله عنه، مسموما يُقال إن امرأته " جَعْدة " بنت الأشعث بن قيس سمَّته. دَسَّ إليها معاوية أن تسمَّه. فإذا مات أعطاها أربعين ألفا، وزوَّجها من يزيد فلما مات الحسن وفَّى لها بالمال وقال لها: ...حاجة هذا ما صنعت بابن فاطمة، فكيف تصنع بابن معاوية؟ فخسرت وما ربحت. وهذا أمر لا يعلمه إلا الله، ويُحاشى معاوية منه، وقيل: إن يزيد دسَّ إلى جعدة بذلك. وقد ذكر الخبرين أصحاب التواريخ .
وحدَّث قاسم بن أصبغ البيَّانيُّ قال: نا عبد الله بن رَوْح، نا عثمان بن عمر بن فارس قال: نا ابن عون، عن عُمير بن إسحاق قال: كنا عند الحسن ابن علي فدخل المَخْرَجَ ثم خرج فقال: سُقيت السمَّ مرارا وما سُقيت مثل هذه المرة. ولقد لفظتُ طائفة من كبدي، فرأيتني أُقلِّبها بعود معي. فقال الحسين: أي أخي من سقاك! فقال: وما تريد إليه؟ أتريد أن تقتله؟ قال: نعم. قال: لئن كان الذي أظنُّ فالله أشدُّ نقمة. ولئن كان غيره فما أريد أن يُقتل بي بريء.
ولما ورد البريد بموته على معاوية أتى ابن عباس معاوية فقال له: يابن عباس، احتسب الحسن، ولا يُحْزِنك الله ولا يسوؤك. فقال: أما ما أبقاك الله لي يا أمير المؤمنين فلا يُحزِنُني الله ولا يَسُوؤني. فأعطاه على كلمته ألف ألف وعوضا وأشياء. وقال له: خُذها واقسمها على أهلك.
وذُكر أنه لما بلغ معاوية موت الحسن كبَّر، وكبَّر من كان في مجلسه معه. وسمعت فاختة بنت قَرظَة زوجُه التكبير. فلما دخل عليها قالت له: يا أمير المؤمنين؛ إني سمعت تكبيرا عاليا في مجلسك، فما الخبر؟ فقال لها: مات الحسن. فبكت وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، سيِّد المسلمين وابن رسول الله تُكبِّر على موته؟ فقال لها معاوية: إنه والله كما قُلتِ فأقلِّي لومي ويحك.
ودخل عليه أبن عباس عشية يوم هذه القصة فقال: يا بن عباس أسمعت بموت الحسن؟ فبكى ابن عباس وقال: قد سمعت به، وبلغني يا معاوية إنك كبَّرتَ على موته، أما والله ما زاد موته في عمرك، وقد وافاه أجله، وقد زكا قوله وعمله، وصار إلى ما أعد الله له من الكرامة في دار المقامة مع جدَّه الرسول وأمَّه البتول وأبيه النفاع في الله الضَّرار، وعمه ذي الجناحين الطيار. ولئن رزئنا بفقدِ مَن هو خير منه؛ محمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت وفاة الحسن بالمدينة في شهر ربيع الأول سنةَ تسع وأربعين، وهو يومئذ ابن سبع وأربعين سنة، ودفن بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة رضي الله عنها وعن بنيها أجمعين. وصلى عليه سعيد بن العاصي والد عمرو الأشدق، وكان يومئذ أميرا على المدينة. قدَّمه الحسين للصلاة عليه، وقال: هي السَّنة، ولولا أنها سنة ما قدَّمتك.
وكان أوصى أن يُدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن تكون فتنة تُثير قتالا، فإن كانت فادفنوني بالبقيع. فلما جيء بسريره إلى المسجد منعهم مروان من الدخول وقال: والله لا، يُدفن أمير المؤمنين عثمان في البقيع وتدفنون الحسن مع رسول الله. وتنازعوا حتى دخلت بنو هاشم مع الحسين في السلاح وبنو أمية مع مروان كذلك فأصلح الناس، وأبو هريرة، بينهم. وقال أبو هريرة والله إن هذا لظلم، يُمنع الحسن أن يُدفن مع جدِّه. ثم ناشد الله الحسين وقال: يا أبا عبد الله أليس قد قال الحسن: ادفنوني بالبقيع إن كانت فتنة تثير قتالا؟ ولم يزل به حتى سكن غضبه ورضي، ودَفن الحسن بالبقيع، رضي الله عنهما.
ولما توفي الحسن عليه السلام أدخله قبره الحسين ومحمد ابن الحنفيَّة وعبيد الله ابن عباس. ثم وقف على قبره وقد اغرورقت عيناه فقال: " رحمة الله عليك أبا محمد. فلئن عزَّتْ حياتك لقد هدَّت وفاتك، ولنعم الروح روح تضمَّنه بدنك، ولنعم الجسد جسد تَضمَّنه كفنك، ولنعم الكفن كفن تضمَّنه لحدك. وكيف لا تكون كذلك وأنت حلف التُقى وجدُّك النبي المصطفى وأبوك عليِّ المُرْتضَى، وأمك فاطمة الزَّهراء، وعمُّك جعفر الطيار في جنة المأوى؟ غَذتْك أكفُّ الحقِّ، ورُبيت في حجْر الإسلام ورَضِعتَ ثدي الإيمان. فطِبتَ حياً وميتا. فلئن كانت الأنفُس غير طيِّبةٍ بفِراقك فإنها غير شاكةٍ أنه قد خير لك، وإنك وأخاك سيِّدا شباب أهل الجنة. فعليك السلام منا " .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:21 PM [ 286 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وكان الحسن والحسين رضي الله عنهما من أجواد الإسلام، ولهما ولعبد الله جعفر ولعبيد الله بن عباس ولسعيد بن العاصي أخبار مأثورة عزيزة الوجود في المبِّرزينَ في الجود.
وولد الحسن بن علي الحسن، أمّه خولة بنت منظور بن زبان الفزارية، وعمراً أمُّه ثقفيَّة، وابنه محمد بن عمرو. وروى عن جابر بن عبد الله حديث: " ليس من البَّر أن تصوموا في السفر " ،خرَّجه مسلم. والحُسين الأثرم لأمِّ ولدِ، وطلحة وأمُّه أمُ إسحاق بنت طلحة بن عُبيد الله.
فأما الحسن بنُ الحسن بن علي فولد: عبد الله، والحسن، وإبراهيم ومحمداً، وجعفراً، وداود.
وكان عبد الله بن حسن بن حسن بن حسن يُكنى أبا محمد، وكان خيِّراً.ورؤي يوماً يمسح على خفَّيه. فقيل له: تمسح؟ قال: نعم،قد مسح عمر بن الخطاب. ومَن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق. وروي أن عمر بن عبد العزيز وجَّه إلى عبد الله بن الحسن بن حسن: إذا كانت لك حاجةً فأكتب بها لك رُقعةً، فإني أستحي من الله أن يراك على بابي.
ومن ولد عبد الله بن الحسن: إبراهيم، ومحمد، وإدريس. فأما إبراهيم ومحمد فكانت لهما فطنةً وذكاء في صغرهما، وكانا من أهل البلاغة واللَسن في كبرهما.
الأصمعي: عن بعض شيوخه الثقات، عن عبد الله بن طاووس.قال: أقبلت إلى عبد الله بن الحسن، فأدخلني بيتاً قد نُجِّد بالرُّهاوي وكل فرشةٍ شريفةٍ. قال: فبسطت نطعي، وجلست عليه، وأبناه محمد وإبراهيم صبيان يلعبان. فلما نظرا إليَّ قال أحدهما لصاحبه: مِيمْ. قال الآخر: جِيْمْ. فقلت أنا: نونْ واوْ نونْ. فاستُغرِقا ضحكاً، وخَرجا إلى أبيهما،فأخبراه فتبسَّم.
تُوفي عبد الله بن طاووس في خلافة أبي العباس السفاح، وروي عنه الحديث وكان من الثقات، وأكثر روايته عن أبيه. وأبوه طاووس: كان من أصحاب ابن عباس. وتوفي بمكة سنة ستٍ ومئة قبل التَّرْوية بيوم وصلى عليه هشام بن عبد الملك. وهو طاووس بن كيْسانَ مولى لأهل اليمن. وأُمُّه مولاة لحِمير. وكان يُكنى أبا عبد الرحمن. وخرَّج عنه الأئمةُ مالكّ والبخاريُّ ومسلم والترمذيُّ وغيرهم.
وخرج محمد وإبراهيم على أبي جعفر بن المنصور، وغَلبا على المدينة ومكة والبصرة. فبعث إليهما، فقتل محمد في المدينة، وقتل إبراهيم ببا خمْرا، على ستة عشر فرسخا من الكوفة.
وأما إدريس بن عبد الله أخوهما، فهو الذي صار إلى أرض البربر بالمغرب هاربا في خلافة هارون الرشيد.وولد إدريس الأصغر،ترك أمَّه حاملا به حين سُمَّ، وخبرهُ مشهور.
ومن ولد إدريس بن إدريس الشرفاء بالمغرب، والأمراء بقرطبة ومالقةَ وسبتةَ، وذلك بعد انقراض دولة المنصور محمد بن أبي عامر المعافري ودولة ولديه.
وأمُّ عبد الله بن حسن بن حسن فاطمة بنت الحسين بن علي، أخت سكينة. وكانت أجمل من سكينة. وكان الحسين رضي الله عنه أرى ابن أخيها الحسن بن الحسن ابنتيه سكينة وفاطمة، وخيَّره فيهما،فاختار فاطمة.
ومات عبد الله بن حسن في سجن أبي جعفر، وأخوته معه، وهم: حسن وداود وإبراهيم.
ومن ولد إبراهيم بن حسن ابن طباطبا وهو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسن، وهو صاحب أبي السرايا الشَّيباني وخرج ابن طباطبا على المأمون عبد الله بن الرشيد بالكوفة سنة تسع وتسعين ومئة. وهي السنة الثانية من خلافة المأمون. وبويع للمأمون عند قتل المخلوع أخيه محمد الأمين ليلاً ببغداد، وهو بخراسان لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومئة. وتولَّى قتل المخلوع طاهر بن الحسين ذو اليمينين.
ومن موالي الحسن بن علي رضي الله عنهما الحسن بن سعد: روى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. مسلم: حدثنا شيبان بن فرُّوج قال: نا مهديًّ ُ بن ميمون قال: نا محمد بن عبيد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر قال: أرْدَفَني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفَه، فأسرَّني حديثاً لا آخذ به احتراس الناس " ؟ " .
وأبو أسامة حماد بن أسامة: المحدِّث الثقة، مولى الحسن بن سعد هذا. فهو مَولى مَولى. توفي أبو أسامة بالكوفة سنة تسع ومئتين وهو ابن ثمانين سنة.
الحسين بن علي
بن أبي طالب عليهما السلام


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:21 PM [ 287 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وُلد الحسين في شعبان سنة أربع من الهجرة. ويكنى أبا عبد الله. وعلقت فاطمة بالحسين بعد وضعها الحسن بخمسين يوما. قاله الواقدي. وكان الحسين رضي الله عنه من الفقهاء العاملين بالكتاب والسنة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . هكذا حدَّث به العُمريُّ عن الزَّهريِ، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، عن الزُّهريِّ، عن سنان بن أبي سنان الدُّؤلي عن حسين بن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في ابن صائد: " اختلفتم وأنا بين أظهركم وأنتم بعدي أشدُّ اختلافا " . وحديث " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وهو ثُلُث الإسلام " . رواه أيضا أبو هريرة.
وروى سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن شريك عن بِشر بن غالب قال: سمعت ابن الزبير وهو يسأل حسين بن علي: يا أبا عبد الله، ما تقول في فكاك الأسير على مَن هو؟ قال: على القوم الذين أعانهم. وربما قال: قاتل معهم. قال سفيان: يعني يُقاتل مع أهل الذِّمَّة فيُفَكُّ من جزيتهم، قال: وسمعته يقول: يا أبا عبد الله متى يجب عطاء الصبيِّ؟ قال: إذا استملى وجب عطاؤه ورزقه. وسأله عن الشرب قائما، فدعا بلقحة له فحُلبت وشرب قائما، وناوله، وكان يُعلِّق الشاة المَصْلية فيُطعمنا منها، ونحن نمشي معه.
وكان كثير الصلاة والصيام والحج. حجَّ رضي الله عنه عشرين حجَّة، ماشيا. قال ذلك مصعب بن عبد الله الزبيريُّ. وكان رضي الله عنه متواضعا. مرَّ على قوم من المساكين، وكان راكبا، فسلَّم عليهم، وهم قد وضعوا كسرا بالأرض، وهم يأكلون. فقالوا: هلُمَّ يا ابن رسول الله. فنزل عن دابته وقال: إنَّ الله لا يحبُّ المستكبرين، ثم جلس وأكل معهم. فلما فرغوا قال: إنكم دعوتموني فأجبتكم. وإني أدعوكم إلى منزلي، فأجابوه. فلما دخلوا منزله وجلسوا قال: يا رباب هاتِ ما كنتِ تدَّخرين.
ومن مناقبه ما ذكر التَّرمذيُّ بسنده عن يعلى بن مُرَّة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسين مني وأنا من حسين. أحبَّ الله من أحبَّ حسينا. حسين سبط من الأسباط " . وقال أبو هريره " أبصرتْ عيناي هاتان، وسمعتْ أذناي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بكفَّي حسين، وقدماه على قدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " تَرَقَّ عَين بَقَّة " . قال: فرَقيَ الغلام حتى وضع قدمه على صدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افتح فَاك " . ثمَّ قبَّلَه، ثم قال: " اللهمَّ أحِبَّه فإني أُحِبُّه " .
الترمذي: حدثنا عُقبة بن مُكرم العضمِّي: نا وَهَب بن جرير بن حازم: نا أبي عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دمِّ البعوض يصيب الثوب. فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا، يسأل عن دمِّ البعوض، وقد قتلوا ابن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنَّ الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا " .
ولما مات معاوية، وبويع يزيد ابنه وصل البريد ببيعة يزيد إلى المدينة، وأمر واليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بأخذ الحسن بالبيعة. فأرسل إليه ليلا، وأقرأه كتاب يزيد وطلبه بالبيعة، فقال: مثلي لا يبايع سرا، فإذا كان في غد بايعت علانيَّة. فلما همَّ بالخروج قال مروان بن الحكم للوليد وكان حاضرا معه في مجلسه لتدبير أمر بيعة يزيد: يا لها من غلطة، ما رأيت لها مثيلا، تترك الأمر مُستقبِلا، وتُبطله مُستدبِرا؟ فقال له: فما ترى أنت؟ قال: تأخذوه بالبيعة. إن أبي ضَرَبتَ عنقَه. فسمعه الحسين. فسلَّ سيفه، وهمَّ أن يضرب مروان، ثم قال له: يا ابن الزرقاء، أمِثْلُكَ يأمُر بقتل مِثْلي؟ وكان الحسين قد دعا بمواليه، وأهل بيته فأقعدهم على الباب حين دخل وقال لهم: إن ارتفع صوتي فاقتحموا عليَّ الدار، وإلا فمكانكم حتى أخرج إليكم. وحين خرج الحسين عن الوليد ارتحل من ليلته إلى مكة. وقيل: إنه ارتحل نهارا.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:21 PM [ 288 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وكان عبد الله بن الزبير كان قد خرج من أول هذه الليلة إلى مكَّة هاربا بعد ما اجتمع مع الحسين مخافة أن يؤخَذ بالبيعة ليزيد، وهرب معه أخوه جعفر ابن الزبير. ومضيا على طريق " الفرْع " ، وهي طريق غير الجادة، خوفا من الطلب، فلم يُقدَر عليهما. فلما قدم الحسين مكة كتب إليه سليمان بن صُرد الخزاعيُّ والمُسَيَّب بن نَجَبَة الفزاريُّ وغيرهما من رجال أبيه وشيعته من الكوفة: " هلمَّ إلينا يا ابن رسول الله، فأنت أحقُّ بالخلافة من يزيد الخَمُور " ، وكتبوا بيعتهم. فلما أراد الخروج من مكة جاءه عبد الله بن عمر فقال: إلى أين تسير يا أبا عبد الله؟ قال: هذه بيعة أهل العراق وكُتُبِهِم قد أتتني. قال: أتسير إلى قوم قتلوا أباك، وخذلوا أخاك، وكانت طاعتهم لهما أكثر ممَّا لك الآن؟ وجعل عبد الله يُثَبِّطه عن الخروج. فلما أبى عليه اعتنقه وقال: أستودعك الله من قتيل.
وبعث الحسين من مكة إلى الكوفة ابن عمِّه مسلم بن عقيل ليصحِّح بيعته بها، ويأخذ العهود له من أهلها. فقُتِل بعد خَطبِ " ؟ " طويل. قتله عبيد الله بن زياد، وقتل معه هانئ بن عروة المراديَّ. وقيل أن الوالي على المدينة عند بيعة يزيد بن معاوية خال بن الحكم أخو مروان. ثم عُزل وولاها عثمان بن محمد بن أبي سفيان. وهو الذي قال: لمَّا خرج الحسين عن المدينة، ولم يبايع: اركبوا كلَّ بعير بين الأرض والسماء، فاطلبوه، فطلبوه فلم يُدْرَك.
وخرج الحسين من مكة إلى العراق فلقيه الفرزدق في الطريق، فسأله عن أمر الناس، فقال: يا ابن رسول الله، القلوب معك والسيوف عليك، والنصر من السماء. وخرج عبيد الله بن زياد من الكوفة بجيشه إلى الحسين، وعلى مقدِّمته عمر بن سعد بن أبي وقاص. وكان مسلم بن عقيل لمَّا قُدِّمَ لِيُقْتَل بين يدي عبيد الله ابن زياد، وقد أُثخِن جراحا نظر، هل يرى أحد من قريش؟ فرأى عمر بن سعد، فقال: ادنُ مني. فدنا منه عمر، فقال: أنت أقرب الناس إليَّ في النسب، فإن أردت أن تفوز بشرف الدارين فابعث إلى الحسين ليرجع من الطريق، فإني تركته ومن معه، وهم تسعون إنسانا على الخروج من مكة، وإنهم الآن في الطريق، واكتب إليه بما أصابني.
فلما انصرف عنه عمر بن سعد قال لابن زياد: أتدري ما قال لي مسلم؟ قال: اكتم على ابن عمِّك. قال: الأمر أعظم من ذلك. قال: اكتم على ابن عمِّك فلما أكثر على ابن زياد قال له مسلم، قال له: قل أخبرني أن حسينا خرج في أهله وقرابته ومن اتبعه من الناس إلى الكوفة. قال له ابن زياد: أمَّا إذ أخبرتني فوالله لا خرج لقتاله غيرك. أما والله لو أسرَّ إليَّ كما أسرَّ إليك لرددتهم. ويحك ما حفظت وصية ابن عمِّك حين رآك لها أهلا؟ ثم التقوا مع الحسين بكربلاء: وهو موضع على الفرات. فأتاه عمر بن سعد فقال: ما هذا المسير يا أبا عبد الله؟ قال: سرتُ إلى قوم غرُّوني بكتبهم، ولا مردَّ للقضاء. وإني أسأل منكم إحدى ثلاث خِلال: إما أن تتركوني أرجع من حيث جئت، وأمَّا أن تُخلُّوا بيني وبين الطريق إلى الأعاجم، أُقاتل فيهم حتى أموت، وأما أن أسير إلى يزيد فأضع يدي في يده. فأخبر عمر بن سعد بذلك عبيد الله بن زياد، فقال: لا أُعطيه واحدة من الثلاث. ولكن ينزل على حُكمي. فأخبر عمر بن سعد ذلك إلى الحسين فقال: أأنزل على حكم ابن مَرجانة الدَّعِيُّ؟ والموت والله عندي دون ذلك أشهى وأحلى. ومرجانة: أمُّ عبيد الله وهي أَمَة.ولما أبي عبيد الله أن يعطي الحسين واحدة من الخلال الثلاث التي تطلب، قالت طائفة من عسكر عبيد الله: يعرض عليك ابن بنت رسول الله واحدة من ثلاث خلال فلم تسعفوه بها! لقد خاب سعيكم، وشقي من يتبعكم. فانصرفوا إلى الحسين، فقتلوا معه، رضي الله عنهم، ورحمهم.
وأبلى الحسين في ذلك اليوم بلاء عظيما، وقتل من عسكر عبيد الله أشقياء كثيرة، حتى قتل، رضوان الله عليه. وقتل معه من ولده وولد أخيه الحسن وولد عمِّه عقيل جماعة لم ينشأ في الإسلام مثلهم. وروى فطر عن مُنذر الثَّوريِّ عن ابن الحنفيَّة قال: قُتل مع الحسين بن علي سبعة عشر رجلا، كلُّهم من ولد فاطمة.
وقُتل، رضي الله عنه، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. واختلف فيمن قتله، فقيل: شَمِرُ بنُ ذي الجوْشَن الضِّبابيُّ، لعنه الله. وهو القائل لعبيد الله بن زياد:


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:21 PM [ 289 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




أوقِرْ رِكابي فضةً وذَهبا ... إني قتلتُ الملكَ المُحَحَّبَا
خيرَ عبادِ الله أمَّاً وأباً ... وخيرَهم إذ ينسُبون نَسبا
وقال مُصعبُ الزُّبيريُّ: الذي ولي قتل الحسين بن علي سنان بن أبي سنان النَّخعيُّ ،لا رحمه الله. وهو جدُّ شريك بن عبد الله القاضي، ويُصدِّق قولُ الشاعر:
وأيُّ رَزِيَّةٍ عَدلتْ حُسينا ... غداةَ تُبيرُهُ كفَّا سِنانِ
ولمَّا أدخل أهله على يزيد بن معاوية بالشام، وهم في حال سيئة، وكانوا على الأقتاب، لم يوطَّاُ في طريقهم إليه. قالت له أمُّ كلثوم بنت علي من غير فاطمةَ: يا يزيدُ، بنات رسول الله سبايا أذلَّة!! فقال: بل كرام أعزَّة. وبكى، وأمر بإدخالهم إلى حرمه.
وجعل بين يدي يزيد عليُّ بن الحسين الأصغر، وهو زين العابدين. وكان عليُّ الأكبر قُتل مع الحسين مع جملة من قتل من بنته وبني أخيه الحسن وبني عمِّه عقيل. فقرأ يزيد: )وما أصابكم من مُصيبةٍ فَبِما كسَبتْ أيديكمُ ويَعفو عن كَثير " . فقال لا تقل ذلك يا يزيد، ولكن قل: )ما أصابَ من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نُبْراها، أن ذلك على الله يسير(.
واستشار يزيد أهل الشام في من بقي من ولد الحسين وولد أخيه الصِّغار. فقال له بعض الأشقياء منهم: لا تَتَّخذُ من كلب سوء جرواً يا أمير المؤمنين. فقال النعمان بن بشير: اصنع بهم يا أمير المؤمنين ما كان يصنع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم على هذا الحال. فأمر بإنزالهم وإكرامهم. ثم قال: لو كان بينهم وبين من عضَّ بظر أمِّه نسب، يعنى ابن زياد ما قتلهم، ثم ضرب عليهم القبقاب بعدما أدخلوا الحمَّام، وأمال عليهم المطبخ، وكساهم، وأخرج لهم جوائز كثيرة، وبعث معهم من ردَّهم إلى المدينة.
وأُتي يزيد برأس الحسين عليه السلام. فلما وضع بين يديه جعل ينكت أسنانه بقضيب كان في يده ويقول: كان أبو عبد الله صبيحا. فقال النعمان بن بشير: ارفع يدك يا يزيدُ عن فم طالما رأيت رسول الله صلى الله عيه وسلم يُقبِّلُه. قال: فاستحيا يزيدُ، وأمر برفع الرأس. وما روي بعد قتل الحسين من العبر في يقظة ومنام روي عن رواة صحائح الآثار والأخبار.
الترمذي بسنده عن أمِّ سلمة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عيه وسلم " تعني في المنام " وعلى رأسه ولحيته الترابُ. فقال: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا. وحدَّث أبي بكر بن أبي شيبة قال: نا حَّماد سن سَلمة قال: نا عمار، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عيه وسلم، فيما النائم نصف النهار، وهو أشعث أغبرُ، في يده قارورة فيها دمٌ. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: " هذا دمُ الحسين، لم أزل ألتقطه منذ اليوم " فوجد قد قُتل في ذلك اليوم.
وبكى الناسُ الحسين، فأكثروا وأحسنوا. قالت الربابُ بنتُ امريء القيس الكلبية، ترثي زوجها الحسين بن علي رضي الله عنهما:
إنَّ الذي كان نوراً يُستضاء به ... بكربلاء قتيلاً غيرَ مَدْفونِ
سِبط النبيِّ جزاكَ الله صالحةً ... عنا وجُنِّبتَ خُسرانَ الموازينِ
قد كنتَ لي جَبَلاً صعباً ألوذ به ... وكنتَ تَصْحبُنا بالرَّحْم والدين
مَن لليَتَامى ومن للسائلين ومَن ... يَقي ويأوي إليهِ كلُّ مِسكنِ؟
وقال سليمان بن قنَّةَ الخزاعي، وأجاد فيما قال:
مررتُ على أبياتِ آلِ محمدٍ ... فلم أر من أمثالها حيثُ حلَّتِ
فلا يُبعِدِ اللهُ البيوتَ وأهلَها ... وإن أصبحتْ منهم برَغْمي تَخلَّتِ
وكانوا رجاء ثم عادوا رزيَّةً ... لقد عظُمتْ تلك الرزايا وجلَّتِ
وإن قتيلَ الطَّفِّ، من آلِ هاشمٍ ... أذلَّ رقاباً من قُريشٍ فذَلَّتِ
ألم ترَ أ، الأرضَ أضحتْ مريضةً ... لفقدِ حُسينٍ، والبلادُ اقشعرَّتَ
وقد أعْولتْ تبكي السماءُ لفقده ... وأنجمُها ناحتْ عليه وصَلَّتِ


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 02 Feb 2007, 11:32 PM [ 290 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




كذا قال عمر بن عبد البِّر في الاستيعاب: عن سليمان بن قنَّةَ إنه خزاعي. وقال المُبرد في الكامل: هو من تميم بن مُرَّةَ بن كعب بن لؤي. وكان منقطعا إلى بني هاشم. وقال ابن قُتيبة، في " المعارف " : سليمان بن قُنةَ هو منسوب إلى أمِّه. وهو مولى لتيم قريش. وكان مع روايته الحديث شاعرا. وهو القائل:
وقد يحرِمُ الله الفتى وهْوُ عاقلٌ ... ويُعطى الفتى.... وليس عاقلا
وهذا البيت زعموا لا يُدري قائله:
أتَرجو أُمَّةٌ قَتلتْ حُسيناً ... شَفاعةَ جدِّهِ يومَ الحسابِ؟
ولبعض المُحسنين المُجيدين يرثى الحسين رضي الله عنه:
أمرُرْ على جَدَثِ الحسي ... ن وقُل لأَعظُمهِ الزكيَّةْ:
يا أعظُماً لا زلتِ من ... وَطْفاءَ ساكبةٍ رَوِيَّةْ
وإذا مَررتَ بقبرهِ ... فأَطِلْ بهِ، وقِفِ المطيَّة'
وابكِ المطهَّرَ للمُطَهْ ... رِ والمطَهَّرةِ التَّقيَّةْ
كبكاء مُعْوِلةٍ أتَتْ ... يوماً لواحدِها مَنِيَّةْ
وقال بعض من وقذ رُزء الحسين فؤاده، وألف الحزن على مصابه الجلل واعتاده. نفعه الله بما قاله، من عثرات الذنوب أقاله:
أيا رُزء الرِّضَى الذاكي حُسينٍ ... أسَلْتَ مع الدموعِ لنا نَجيعا
ِبُقعَة كربلاء أرَيتَ سِبْطاً ... لخيرِ المرسَلين لَقًي صَريعا
رُزِئنا ابنَ البَتولِ وأيُّ رُزْءِ ... جليلٍ قد رأى خَطْباً شَنيعا
أثارَ لنا اكتئاباً وانتحاباً ... وأجَّحَ لفحُهُ من الضُّلوعا
وكَم مِن أجلهِ صبرٌ تَوَلَّى ... وكم عينٍ لها هَجَرتْ هُجوعا
وكم قلب به أضحى مَرُوعاً ... ونَفْسٍ فارقَتْ جَلَداً ورُوعا
فيا صَبْري على بَلْوى حُسينٍ ... ألا ودِّعْ فؤاداً لي جَزُوعا
وما عافَ الأسى والوجدَ مثلي ... عليهِ ولا الكآبة والخُشوعا
دَهاهُ ابنُ الدَّعيِّ بشرِّ ناسٍ ... فجدُوا الأَصلَ منهُ والفروعا
لقد خسِروا بما اكتَسَبوا فَمنْ ذا ... يكونُ لهم إذا بُعثوا شَفيعا
هُمُ وَتَروا شفيعَ الخلقِ في ابْنٍ ... لديهِ كان محفوظاً رَفيعا
فلا سقتِ الغَوادي قبرَ رجسٍ ... زَنيمٍ لِلغَرورِ غَداً مُطيعا
تَحكَّم في بني المختارِ قَسراً ... وأجرى من دِمائهمُ رَبيعا
عن ماء الفراتِ حَمَى كِراماً ... لِرَعْي حقوقِهمْ أَضحى مُضِيعًا
أتى في الذِّكرِ ذِكرهُمُ بقُدْسٍ ... فكن يا من تَلاهُ له مُذيعاً
وولد الحسينُ، رضي الله عنه، عليا الأكبر: أمُّه مُرَّةُ بنتُ عُروةَ بن مسعود الثَّقفيِّ. كذا قال محمد بن شبل في روايته غير ابن شبل هي بنت مُرة بن عروة ابن مسعود، وقُتل مع أبيه الحسين.
وولد عليا الأصغر لأّم ولد، وفاطمةَ: أمُّها أمُّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وسُكينةَ: أمُّها الربابُ بنت امرئ القيس الكلبية، وفيها كان الحسين يقول:
لعَمُرك إِنَّني لأُحبُّ داراُ ... تَحلُّ به سُكينةُ والربابُ
فأما عليٌّ الأصغر فليس للحسين عقب إلا منه، زين العابدين. وكان أفضل بني هاشم بعد علي والحسين، وأمُّه فارسية، معروفة النسب، واسمها سلافةُ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى أنو شروان بن قُباذ. وكانت سلافةُ من خيرات النساء. ويقال: إنها عمةُ أمُّ يزيد الناقص أو أختها. وكان عليُّ ابن الحسين من أبرِّ الناس بأمِّه سُلافة. وكان لا يأكل معها في صحفة واحدة، فسئل عن ذلك فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وكان يقال له " ابنَ الخِيرَتين " لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله من عباده خيرتان " . فخيرتُه من العرب قريش، ومن العجم فارس.


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجوهرة سطام الشدادي القسم العام 6 06 Aug 2009 03:00 AM
الجوهرة في منزل الشدادي السعيد على قول ولد عمي سلطان الشدادي الحزين أخبار الشدادين 15 12 Mar 2009 10:08 PM
ميسي الجوهرة الأرجنتينية الجديدة التي ستراقبها كل الأنظار بسمة عالم الرياضة 7 19 Oct 2007 04:53 PM
حتى لا تنكـسر الجوهرة الياسر المنتدى الاسلامي 20 16 Jul 2007 02:59 AM
ناكر العشرة هذال شري بحور القوافي 14 06 May 2005 08:08 AM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

08:52 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com