باب العلم قبل القول والعمل

الملف الشخصي للكاتب · 12:07 AM

السلام عليكم ورحمة الله

العقيدة : هي ما ينعقد عليه القلب .

وقد يسمي البعض هذا العلم علم التوحيد : من وحد الشيء أي جعله واحدا ً ، وذلك لأنه بهذا العلم يفرد

الله بالعبادة .

وقد يسميه البعض علم أصول الدين .

ويسمى الفقه الأكبر لأن الفقه فقهان : أكبر في الاعتقاد ، وأصغر في الفروع .

عن ماذا يتحدث هذا العلم ؟

علم العقيدة يتحدث عن الله وعن حق الله علينا وهو إفراده بالعبادة وعن الأنبياء والرسل وعن الملائكة وعن

الكتب المنزلة من الله وعن القدر والبعث بعد الموت ويوم القيامة وما فيه والجنة والنار ، وأنه يجب الإيمان بكل

ما تقدم .

أهمية هذا العلم :

1 ـ هذا العلم يتحدث عن الله ورسله وملائكته وكتبه وما يقدره ربنا من علينا من أقدار وعن بعثه لنا بعد موتنا

ومجازاته لنا بأعمالنا ، فينبغي أن يكون من أجل العلوم .

2 ـ هو حديث عن واجب والحديث عن الواجب واجب ، والتوحيد أوجب الواجبات قال تعالى : " وما خلقت

الجن والإنس إلا ليعبدون " ، وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي

صلى الله عليه وسلم على حمار فقال يا معاذ : أتدري ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟

قلت : الله ورسوله أعلم قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ً ، وحق العباد على الله أن

لا يعذب من لا يشرك به شيئا ً .

3 ـ التوحيد هو أمر خلقنا لأجله ، ولأجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب ولأجله تحق الحاقة وتطم الطامة وتقرع

القارعة وتزلزل الأرض زلزالها وتخرج أثقالها .

قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .

وقال جل وعلا : " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " .

وقال سبحانه وبحمده : " وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " .

4 ـ بالتوحيد تكفر الذنوب : عند الترمذي بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي

شيئا ً لأتيتك بقرابها مغفرة .

5 ـ بالتوحيد ينقسم الناس إلى فريقين : فريق في الجنة وفريق في السعير .

قال تعالى : " فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته " .

وقال تعالى : " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا " .

وقال تعالى : " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن افيضوا علينا من الماء أو مما

رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين " .

6 ـ بالتوحيد تحصل النجاة من النار : وهذا قد تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه في قوله صلى الله عليه

وسلم : وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ً .

7 ـ بالتوحيد دخول الجنة : عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا ً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله

وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل .

وقال الشيخ رحمه الله

اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :

الأولى : العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .

الثانية : العمل به ، الثالثة : الدعوة إليه.

الرابعة : الصبر على الأذى فيه ، والدليل قوله تعالى : { بسم الله الرحمن

الرحيم * والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } .

قال الشافعي رحمه الله تعالى : ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ) .

وقال البخاري رحمه الله تعالى : ( باب العلم قبل القول والعمل ) ،

والدليل قوله تعالى :

{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } فبدأ بالعلم قبل القول والعمل .

أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل : أي أن كل مسألة من هذه المسائل واجب تعلمها بدليل إيجاب الشرع

لكل مسألة منها على حده كما أن سورة العصر دالة على ذلك .

وهذه المسائل الأربعة :

المسألة الأولى : العلم ، وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .

قال الله تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله " .

فينبغي معرفة الله ومعرفة حق الله علينا وهو توحيده وإفراده بالعبادة .

ومعرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأنا سنسأل عن هذا في قبورنا وسيأتي لهذا مزيد عند الحديث

عن الأصل الثالث إن شاء الله .

وينبغي على المسلم أن يعرف دين الإسلام بالأدلة فيعرف توحيد الله والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله

وبالقدر خيره وشره وبالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ويعرف الصلاة وكيفية أدائها وتعرف الزكاة والصيام والحج

لأننا خلقنا لعبادة الله كما تقدم وهذه هي العبادة .

الثانية : العمل به .

فتعمل بما علمت قال تعالى : " اعملوا آل داود شكرا "

وكلمة العمل اقترنت بكلمة الإيمان في القرآن : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " .

فعلم بلا عمل لايفيد ولا ينفع .

قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله :

وعالما ً بعلمه ليس يعملن * * * معذبا ً من قبل صاحب الوثن

الثالثة : الدعوة إليه .

قال الله تعالى : " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني "

فكل من تعلم عليه التعليم قدر الوسع والطاقة .

الرابعة : الصبر على الأذى فيه .

الصبر هو حبس النفس على ما تكره .

فطالما أنك دعوت للحق لابد أن يعاديك الباطل ويحصل لك من الأذى ، وقد ابتلي أنبياء الله ورسله من قبل ،

وكلام كان كلام الله واضحً جلي : "{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } " .

والصبر ثلاثة أنواع :

صبر ٌعلى الطاعة .

وصبر ٌ عن المعصية .

وصبر ٌ على المصائب والأقدار .

وهذا النوع الثالث هو المراد هنا .

ثم قال رحمه الله : والدليل قوله تعالى : { بسم الله الرحمن الرحيم * والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا

الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } .

قال الشافعي رحمه الله تعالى : ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ) .

وقال البخاري رحمه الله تعالى : ( باب العلم قبل القول والعمل ) ، والدليل قوله تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا

الله واستغفر لذنبك } فبدأ بالعلم قبل القول والعمل .

قال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : هذا هو الدليل على المسائل الأربع ، ففي هذه السورة

العظيمة الحجة لهذه الأمور وهذا هو الدين كله ، فالدين كله إيمان وعمل ودعوة وصبر . أ . هـ من شرح

الأصول الثلاثة ص 25 .

فقد أقسم الله جل وعلا بالعصر وهو الزمان كله أو وقت العصر من اليوم الذي هو جزء من الزمان .

أقسم جل وعلا أن الإنسان لفي خسر .

وكلمة الإنسان هنا معرفة بأل ، فجنس الإنسان في خسران إلا من آمن وعمل صالحا وتواصى بالحق

وتواصى بالصبر.

قال الإمام الشافعي : وهو محمد ابن إدريس الشافعي المولود سنة مائة وخمسين للهجرة والمتوفى سنة

أربع ومائتين .

لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .

وذلك لعظمها وتضمنها الدين بأكمله من الإيمان والعمل والدعوة والصبر .

قال الإمام البخاري : هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المولود سنة أربع وتسعين ومائة والمتوفى

سنة ست وخمسين ومائتين ، وهو صاحب الصحيح الشهير أصح كتب السنة على الإطلاق .

باب العلم قبل القول والعمل .

فجعل بابا ً من أبواب كتابه العظيم صحيح البخاري ليبين فيه أن العلم ينبغي أن يكون قبل القول والعمل .

قال تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله " .

فلا إله إلا الله التي هي مفتاح الدخول في الدين تحتاج إلى علم قبل النطق بها .

توضيح //

بسم الله الرحمن الرحيم

الباء للاستعانه .

الاسم : ما دل على مسمى .

الله : عَلَم الأعَلاَم المألوه بحق وحده ، وهو الاسم المفرد الدال على الذات المقدسة .

الرحمن : اسم من اسماء الله يتضمن صفة الرحمة .

الرحيم : اسم من اسماء الله على وزن فعيل ، وهذه الرحمة الموجودة

في هذا الاسم خاصة بالمؤمنين ،

فهو سبحانه وبحمده رحمن بعباده رحيم بالمؤمنين منهم .

اعلم رحمك الله : هذا أسلوب فيه تلطف ، فجمع بين التعليم والدعاء

للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله