..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الشعبية > قبائل بني الحارث
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
قديم 04 Jan 2012, 01:10 AM [ 11 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


هذه قصة جميلة لتنمى المتابعة:

قدم یزید بن عبد المدان و عمر بن معد یكرب ومكشوح المرادي (وجميعهم من و فود مذحج)
على ابن جفنة في الشام (ملوك غسان) زوارا، وعنده وجوه قیس: ملاعب الأسنة عامر بن مالك، ویزید بن عمرو بن الصعق، ودرید بن الصمة.
فقال ابن جفنة لیزید بن عبد المدان: ماذا كان یقول الدیان إذا أصبح فإنه كان دیانا . فقال: كان یقول: آمنت بالذي رفع ھذه یعني السماء ، ووضع ھذه یعني الأرض ، وشق ھذه یعني أصابعه ، ثم یخر ساجدا ویقول: سجد وجھي للذي خلقه وھو عاشم ، وما جشمني من شيء فإني جاشم. فإذا رفع رأسه قال إن تغفر اللھم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما.


فقال ابن جفنة: إن ھذا لذو دین.
ثم مال على القیسیین وقال: ألا تحدثوني عن ھذه الریاح: الجنوب والشمال والدبور والصبا والنكباء، لم سمیت بھذه الأسماء؛ فإنه أعیاني علمھا؟
فقال القوم: ھذه أسماء وجدنا العرب علیھا لا نعلم غیر ھذا فیھا.
فضحك یزید بن عبدالمدان
ثم قال: یا خیر الفتیان، ما كنت أحسب أن ھذا یسقط علمه على ھؤلاء وھم أھل الوبر. إن العرب تضرب أبیاتھا في القبلة مطلع الشمس، لتدفئھم في الشتاء وتزول عنھم في الصیف. فما ھب من الریاح عن یمین البیت فھي الجنوب، وما ھب عن شماله فھي الشمال، وما ھب من أمامه فھي الصبا، وما ھب من خلفه فھي الدبور، وما استدار من الریاح بین ھذه الجھات فھي النكباء.
فقال ابن جفنة: إن ھذه للعلم یابن عبد المدان
سأل ابن جفنة القیسیین عن النعمان بن المنذر فعابوه و صغروه.
فنظر ابن جفنة إلى یزید
فقال له: ما تقول یابن عبد المدان؟
فقال یزید : یا خیر الفتیان. لیس صغیرا من منعك العراق، وشركك في الشام، وقیل له: أبیت اللعن. وقیل لك: یا خیر الفتیان، وألفى أباه ملكا كما ألفیت أباك ملكا، فلا یسرك من یغرك؛ فإن ھؤلاء لو سألھم عنك النعمان لقالوا فیك مثل ما قالوا فیه وایم الله ما فیھم رجل إلا ونعمة النعمان عنده عظیمة.
فغضب عامر بن مالك وقال له: یابن الدیان أما والله لتحتلبن بھا دما.
فقال له: ولم؟ أزید في ھوازن من لا أعرفه؟
فقال: لا بل ھم الذین تعرف.
فضحك یزید ثم قال: مالھم جرأة بني الحارث، ولا فتك مراد، ولا بأس زبید، ولا كید جعفي ، ولا مغار طيء. وما ھم ونحن الفتیان بسواء، وما قتلنا أسیرا قط ولا اشتھینا حرة قط، ولا بكینا قتیلا حتى نبئ به. وإن ھؤلاء لیعجزون عن ثأرھم، حتى یقتل السمي بالسمي. والكني بالكني، والجار بالجار.
وقال یزید بن عبد المدان فیما كان بینه وبین القیسیین :شعرا غدا به على ابن جفنة
تمالا على النعمان قوم إلیھم
موارده في ملك ومصادره
على غیر ذنب كان منه إلیھم
سوى أنه جادت علیھم مواطره
فباعدھم من كل شر یخافه
وقربھم من كل خیر یبادره
فظنوا وأعراض الظنون كثیرة
بأن الذي قالوا من الأمر ضائره
فلم ینقصوا بالذي قیل شعرة
ولا فللت أنیابه وأظافره
وللحارث الجفني أعلم بالذي
ینوء به النعمان إن خف طائره
فیا حار كم فیھم لنعمان نعمة
من الفضل والمن الذي أنا ذاكره
ذنوبا عفا عنھا ومالا أفاده
وعظما كسیرا قومته جوابره
ولو سأل عنك العائبین ابن منذر
لقالوا له القول الذي لا یحاوره
قال: فلما سمع ابن جفنة ھذا القول عظم یزید في عینه، وأجلسه معه على سریره، وسقاه بیده، وأعطاه عطیة لم یعطھا أحدا ممن وفد علیه قط.

استشفع جذامي إلى یزید عند ابن جفنة فوھبه له: فلما قرب یزید ركائبه لیرتحل سمع صوتا إلى جانبه، وإذا ھو رجل یقول
أما من شفیع من الزائرین
یحب الثنا زنده ثاقب
یرید ابن جفنة إكرامه
وقد یمسح الضرة الحالب
فینقذني من أظافیره
وإلا فإني غدا ذاھب
فقد قلت یوما على كربة
وفي الشرب في یثرب غالب
ألا لیت غسان في ملكھا
كلخم، وقد یخطئ الشارب
وما في ابن جفنة من سبة
وقد خف حلمي بھا العازب
كأني غریب من الأبعدین
وفي الحلق مني شجا ناشب

فقال یزید:
علي بالرجل، فأتي به. فقال: ما خطبك؟ أنت تقول ھذا الشعر؟ قال: لا بل قاله رجل من جذام جفاه ابن جفنة، وكانت له عند النعمان منزلة، فشرب فقال على شرابه شیئا أنكره علیه ابن جفنة فحبسه، وھو مخرجه غدا فقاتله.
فقال له یزید: أنا أغنیك .
فقال له: ومن أنت حتى أعرفك ؟
فقال: أنا یزید بن عبد المدان.
فقال: أنت لھا وأبیك؟
قال: أجل قد كفیتك أمر صاحبك ، فلا یسمعنك أحد تنشد ھذا الشعر.
وغدا یزید على ابن جفنة لیودعه؛ فقال له: حیاك الله یابن الدیان حاجتك.
قال: تلحق قضاعة الشام بغسان ، وتؤثر من أتاك من وفود مذحج، وتھب لي الجذامي الذي لا شفیع إلا كرمك.
قال: قد فعلت. أما إني حبسته لأھبه لسید أھل ناحیتك، فكنت ذلك السید.
ووھبه له. فاحتمله یزید معه، ولم یزل مجاورا له بنجران في بني الحارث بن كعب. وقال ابن جفنة لأصحابه: ما كانت یمیني لتفي إلا بقتله أو ھبته لرجل من بني الدیان؛ فإن یمیني كانت على ھذین الأمرین. فعظم بذلك یزید في عین أھل الشام ونبه ذكره وشرف.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Jan 2012, 01:11 AM [ 12 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


المســــيحيــــة فــــي نــــجــــران

سلوى بالحاج صالح - العايب


تتفق الدراسات على أن أولى عمليات التبشير الجدية في اليمن المرتكزة على أساس تاريخي صحيح تعود إلى القرن الرابع الميلادي. ويعتمد هذا الرأي على الرواية اليونانية المتعلقة بالأسقف الآريوسي تاوفيل. وتقول هذه الرواية ان الامبراطور قسطنسيون (361-337) المتشيع للآريوسية، ارسل قبل سنة 356 م وفداً من الرومان إلى ملك "حِمْيَر". وكان يترأس هذا الوفد تاوفيل، وخلال فترة وجوده بالمنطقة بشر بالدين المسيحي رغم معارضة الطوائف اليهودية. وشيد ثلاث كنائس، الأولى في حاضرة الحميريين "ظفار"، والثانية في عدن على الساحل حيث كان ينزل البيزنطيون للمتاجرة. والثالثة عند مدخل الخليج العربي في "فرضة" يُحتمل أنها "هرمز".
يؤدي بنا الاعتماد على هذه الرواية إلى بعض الاستنتاجات:
أولاً: دخول المسيحية الآريوسية إلى بلاد اليمن في القرن الرابع الميلادي.
والآريوسية من الطوائف المسيحية الشرقية التي تنسب إلى الكاهن المصري آريوس (توفي سنة 336م) الذي بدأ في نشر آرائه حول طبيعة الابن قبل سنة 320م بقليل في الإسكندرية. ولقد كفّره من أجلها مجمع عقد في الإسكندرية حوالي سنة 320-321م. كان آريوس يقول: "إن الله واحد غير مولود، لا يشاركه شيء في ذاته. فكل ما كان خارجاً عن الله الأحد إنما هو مخلوق. أما "الكلمة" فهو وسط بين الله والعالم. فالكلمة "مخلوق" بل إنه مصنوع، وإذا قيل أنه "مولود" فبمعنى ان الله "تبناه". ويؤدي ذلك غلى أن "الكلمة" غير معصوم طبعاً، ولكن استقامته حفظته من كل خطأ وزلل. فهو دون الله مقاماً". وهكذا فإن هذا المذهب يقوم على إنكار اللاهوت في المسيح وتصوره إنساناً محضاً، مخلوقاً ومهماً وعظيما. ولذلك أجمع الآباء في "نيقيه" على تكفيره وعلى الاعتراف بأن المسيح إله وأنه من جوهر أبيه وأنه مساوٍ للآب في الذات والجوهر. وخرجو بالصيغة العقدية الواضحة التي لم تزل عليها الأجيال المسيحية في سر الثالوث وهي: "إن الله واحد في ثلاثة أقانيم". وما يلفت الانتباه قول "البيروني" إن رأي الآريوسية في المسيح أقرب إلى ما عليه أهل الإسلام.
ثانياً: استناداً إلى بعض المعلومات الواردة في الرواية يمكننا تفسير دخول المسيحية إلى اليمن في هذه المرحلة باتصالها بالتجارة البحرية البيزنطية في البلاد، واتقصارها على السواحل.
ولعله لهذا السبب نتردد في تقييم نتائج هذه الحملة فيما يخص نجاح "تاوفيل" في نشر النصرانية بين عرب اليمن وملوكها خصوصاً وان المسيحية لم تتمكن من الثبات و الصمود أمام تقوي نفوذ اليهودية في تلك الفترة، مما أدى إلى خمود الحركة المسيحية لمدة قرن على الأقل (القرن الخامس الميلادي).
هذا ما تراه المصادر النصرانية اليونانية فيما يتعلق بنشر المسيحية في اليمن. اما المصادر النسطورية فلقها رأي آخر في الموضوع إذ ترجع تاريخ دخول المسيحية إلى نجران إلى بداية القرن الخامس بواسطة تاجر نجراني يدعي "حيّان" أو "حنّان"، كان قد تنصر في الحيرة ثم عاد إلى موطنه وبشّر فيه. إلا أن هذه الروايات لا تشير إلى وجود تنظيم كنسي ملموس بنجران في القرن الخامس الميلادي.
وبالرغم من تشكيك أهل الختصاص في مصداقية الروايات العربية حول جور المسيحية في اليمن ونعتها ب"السقم" و"الغموض" لاحتوائها على عناصر أسطورية لا تنكر، فإن ذلك لا يمنعنا من الاطلاع على هذه الروايات و التدقيق في أخبارها ومعرفة مدى اطلاع الطرف العربي على تاريخ المسيحية في اليمن ونوعية الحجج والأدلة التي يقدمها.
يورد "الطبري" في تاريخه روايتين حول بداية تنصر أهل نجران فحواهما أن مصدر النصرانية في هذه المدينة رجلان واحد يدعى "فيمون" من أهل الشام والآخر أحد أشراف نجران وهو عبدالله بن ثامر. وما يمكن الاحتفاظ به من هذه الروايات هو اسم نجران فهي تدل دلالة واضحة على دخول المسيحية نجران دون غيرها من مناطق اليمن. لكن مقابل ذلك، لا نستطيع استنتاج أي تحديد زمني.
وللأحباش روايات عن انتشار المسيحية في اليمن خلاصتها أن قديساً يدعى "أزقير" أقام كنيسة ورفع الصليب وبشّر بالمسيحية في نجران في النصف الثاني من القرن الخامس. ويتبين من تفاصيل الرواية الحبشية أن القبائل العربية خارج نجران عارضت عملية التبشير المسيحية.
هلك هي أهم الروايات عن بداية نتشار المسيحية في جنوب غرب شبه جزبرة العرب. وهي تؤدي بنا إلى الخروج بعدة ملاحظات، أهمها أن نجران من أقدم المراكز التي عرفت المسيحية في المنطقة. وذلك منذ بداية القرن الخامس وعلى حساب الوثنية واليهودية، لكنها لم تتغلب على اليهودية اذ بقيت مقهورة أما تقوّي هذه الأخيرة.
ومنذ القرن السادس انطلقت الحملات التبشيرية المونوفيزية (ذات الطبيعة الواحدة) في اليمن. إذ تم تعيين أسقف "مونوفيزي" في اليمن يدعى "سيلفانوس" حوالي سنة 500م من قبل الامبراطور "انسطاس" المونوفيزي (491م – 518م). ومن الشواهد على انتشار المونوفيزية في اليمن منذ أوائل القرن السادس اهتمام الآباء المونوفيزيين بأمور كنيسة اليمن مثل مار فيلكسينس المنبجي (توفي في 523م) الذي كتب رسائل عديدة إلى الحميريين وأهل نجران. وما يعقوب السروجي (توفي في 521م) الذي كتب أيضاً رسائل عديدة إلى الحميريين.
وتحق لنا الإشارة في نطاق دراستنا لتطور المسيحية في اليمن إلى اضطهاد الملك اليهودي "ذي نواس" للنصارى هناك. إن مجرد إلقاء نظرة على المصادر المتعلقة بهذا الاضطهاد والدرسات التي اهتمت به، لتبين لنا غموض الاسباب التي دفعت بذي نواس إلى تقتيل نصارى اليمن وخصوصا ًنصارى نجران والضبابية التي أحاطت بهذا الحادث الذي تم على مرحلتين الأولى في سنة 523م والثانية في سنة 524م.
لكن ما يتضح جلياً في هذا الموضوع. أن اضطهاد "ذي نؤاس" شمل مراكز مسيحية عديدة باليمن وهي "ظفار" و"مَخا" و"مأرب" و"نجران". كما شمل مناطق أخرى من جنوب غربي البلاد العربية مثل "حضرموت" و"هجرين". وعن هذا الموضع الأخير يقول ياقوت إن الأمر يتعلق بمدينتين متقابلتين في راس "جبل حصين" بحضرموت يقال للواحدة منهما "خيدون" وللأخرى "دمون". وساكن "خيدون" "الصدف" وساكن "دمون" "بنو الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار" من "كندة".


كما تجدر الإشارة إلى أن "ذا نواس" ركز على "بني الحارث بن كعب" بنجران في اضطهاده للنصارى. ومما يلفت الانتباه في شأن بني الحارث، الوصية التي تركها الشهيد الحارث بن كعب لعشيرته والتي صرح بها أما النجرانيين وأمام ذي نواس. إذ قال:"أيها المسيحيون والوثنيون واليهود اسمعوا: إذا كفر أحد بالمسيح وعاش مع هذا اليهودي، سواء أكانت زوجتي أم من أبنائي وبناتي أم من جنسي وعشيرتي، فإنه ليس من جنسي ولا من عشيرتي وليس لي أية شركة معه، وليكن كل ما أملكه للكنيسة التي ستُبنى بعدنا في هذه المدنية. وغذا عاشت زوجتي أو أحد أبنائي وبناتي بأية وسيلة كانت، ولم يكفروا بالمسيح، فليكن كل ما أملكه لهم ولنخصص للكنيسة ثلاث قرى من ملكي تختارها الكنيسة نفسها".
وسواء لحق التحريف بهذه الوصية تعمداً أو تناسياً من قبل النقالة، فإن اهميتها تكمن في إثبات تنصر بني الحارث بن كعب وفي فهم أسباب تشبثهم بالمسيحية رغم اضطهاد ذي نؤاس.
ويحق التصريح من ناحية أخرى بأن المسيحية كانت ديانة "الفَرَسانيين" بمدينة "مَخا" و"بني الصدف" و"بني الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار الكنديين" في "هجرين" بحضرموت. ومن المهم التنبيه إلى أن تنصر الكنديين ظاهرة قديمة تعود إلى عهد تسلطهم على وسط شبه جزيرة العرب وشمالها أي قبل عودتهم إلى موطنهم الأصلي (حضرموت) في النصف الثاني من القرن السادس بقيادة عمرو بن أبي كرب بن قيس بي سلمة بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار.
ولا بد هنا من التمييز بين الأحياء الندية المتنصرة العائدة إلى موطنها في منتصف القرن السادس وبين بطون كندة التي لم تهاجر في الجنوب وكانت قد اعتنقت الديانة اليهودية مثل بين الحارث الأصغر.
فترة التجديد وتغلب العقائد المونوفيزية (525 – 575م)
استولت أثيوبيا على اليمن سنة 525م وقضت على ملكها اليهودي "ذو نواس". ولقد تميز تاريخ المسيحية في اليمن خلال ولاية الحبش عليها بظاهرتين بارزتين: أولهما انتعاش المسيحية وانتشارها من جديد بسرعة كبيرة. وكما يتأكد من النقائش التي تشتمل على صيغ مسيحية صريحة ومن شواهد المصادر العربية على جهود الحبش في سبيل نشر ديانتهم وتدعيمها بين سكان اليمن. فقد أقاموا في "صنعاء"، حاضرة ملكهم، كنيسة عظيمة هي التي عرفها العرب باسم "القلّيس" وذكروها في تواريخهم ووصفوها في كتبهم.
أما الظاهرة الثانية التي تسترعي الانتباه في هذه الفترة من تاريخ المسيحية في اليمن فتخص طبيعة المذهب الذي نشره الأحباش. وهنا يحق التصريح بأن الأمر يتعلق بالمذهب المونوفيزي وبالتحديد اليعقوبي.
كما ظهرت في اليمن خلال القرن السادس فرقة مونوفيزية هرطقية هي فرقة "اليوليانية"، نسبة إلى مؤسسها "يوليانس الهاليكارناسي" أسقف "هاليكارناس" في آسيا الصغرى زمن "ساويرس" بطريرك أنطاكية. ويعود تاريخ نشأة هذه الفرقة إلى سنة 520م. وهي تتميز بالقول بالطبيعة الواحدة في المسيح (الطبيعة الواحدة بعد التجسد مثل بقية المونوفيزيين)، غلا أنها تؤمن "بلا فسادية جسد المسيح". أي أنها تعتبر جسد المسيح غير مائت. لذلك لقب أتباع هذه العقيدة ب Aphthartôlatres أو اليوليانيين.
توجد أقدم الشواهد على دخول اليوليانية إلى بلاد اليمن في التاريخ "السعرتي". فقد جاء فيه أن لاجئين من اليوليانيين هربوا إلى الحيرة في عهد الجاثليق شيلا (توفي في 521م) غير أن النساطرة أجلوهم عنها. ومضى نفر منهم إلى نجران فأقاموا فيها وزرعوا هناك العقيدة اليوليانية. أما ميخائيل الكبير فيؤكد أن العقيدة اليوليانية تمكنت من التأثير على النفوس البسيطة في بلاد البيزنطيين والفرس والحبش والحميريين. كما يخرنا في موضع آخر بإرسال الفرقة اليوليانية حوالي سنة 550م أسقفاً يدعى سرجيوس إلى بلاد حمير وبقي هناك يرعاهم لمدة ثلاث سنوات ثم خلفه أسقف آخر يدعى موسى.
اعتماداً على هذه النصوص، يمكننا التأكيد على وجود طائفة يوليانية عربية منظمة في اليمن منذ منتصف القرن التسادس إلى جانب العقيدة اليعقوبية. فهل بقيت هذه العقائد متغلبة بين صفوف مسيحيي اليمن بعد انتهاء ولاية الحبش بسبب تدخل الفرس وسيطرتهم على البلاد؟
المسيحية في اليمن في عهد الفرس وحتى ظهور الاسلام
انطلق الحكم الفعلي للفرس في اليمن سنة 597م لما نوبّوا عليه حاكماً هو "فهرز". فكيف ستكون علاقتهم بمسيحيي البلاد وموقفهم من العقائد المنتشرة فيها؟
يتبين من خلال تتبع وضعية المسيحية باليمن في عهد الفرس، أن سياستهم تجاه معتنقيها اتسمت بكثير من التسامح. وهو ما يتأكد من استمرار بناء الكنائس بالبلاد، لا سيما بناء كعبة نجران التي لا نستبعد أن تكون كنيسة تحمل تسمية وثنية. إذ لدينا من الحجج ما يؤكد ذلك. من أبز الشواهد على كون كعبة نجران كنيسة تعليق الأصفهاني في كتاب الأغاني على لفظة كعبة الواردة في شعر الأعشى، إذ قال: " والكعبة التي عناها الأعشى ها هنا يقال إنها بيعة بناها بنو عبد المدان على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران، وكان فيها أساقفة يقيمون وهم الذين جاءوا إلى النبي ودعاهم إلى المباهلة". وما يدعم هذا الرأي تسمية ياقوت كعبة نجران في معجمه ب"دير نجران"، وهي تسمية مسيحية واضحة.
وقد نسبت المصادر العربية بناء كعبة نجران إلى أشخاص مسيحيين وهم عبدالمسيح بن دارس بن عدي بن معقل إو إلى صهره يزيد بن عبدالمدان بن الديان الحارثي أحد أعضاء الوفد النجراني الذي قدم إلى الرسول محمد. ومما يدعم فكرة بناء كعبة نجران في عهد الحكم الفارسي باليمن، شهادة أحد الشعراء المعاصرين لعهد الرسول وهو الأعشى، ميمون بن قيس البكري، إذ قال في قصيد له مخاطباً ناقته:
فكعبة نجران حتم عليك
حتى تناخ بابوابها
نزور يزيد وعبدالمسيح
وقيساً هم خير أربابها
أما مسألة تأثير الحكم الفارسي على طبيعة مسيحية اليمن فحولها أكثر من رأي. "فأندري" يقر بسيطرة المسيحية النسطورية على اليمن من مدة ولاية الفرس إلى ظهور الإسلام. وقد قال في هذا الصدد ما تعريبه:" في الفترة التي ظهر فيها محمد، بدت كنيسة جنوب بلاد العرب نسطورية". وهو مدين بهذا الاستنتاج إلى ما أورده ابن العبري في تاريخه عن وجود أسقف نسطوري يدعى "إيشوعيهب" ضمن الوفد النجراني الذي حضر لدى النبي محمد للتفاوض معه. وهو الاسقف المذكور في البلاذري. لكن هنري غريغوار يرفض استنتاج تماماً ويؤكد أن أغلب النجرانيين بقوا يدينون باليوليانية إلى زمن الرسول محمد. وحجته في ذلك أن الجاثليق النسطوري تيموطاوس (780 -823) وجد النجرانيين المطرودين من موطنهم منذ عهد عمر بن الخطاب، والمستقرين بوسط العراق، على مذهب يوليان وسعى إلى إدخالهم في العقيدة النسطورية.
أما نحن فلا ندعي أننا عثرنا على حجة جديدة ترجح أحد الرأيين، لكننا تولينا تحليل النص المتعلق بالوفد النجراني الذي حضر لدى الرسول محمد، لنستقريء، ما جاء فيه من تفاصيل. عسانا نعثر على ما يفيدنا في تحديد مذهب الأسقف وهويته فضلاً عن مذهب أعضاء الوفد النجراني المرافق له.
تقول في هذا الصدد رواية بسند ابن اسحق أن الأسقف "ابا حارثة بن علقمة البكري" كان يلقي المساعدة من ملوك الروم النصارى لبناء الكنائس. وقد بسطو عليه الكرامات لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم. إن ما يمكن استخلاصه من هذه الرواية أن أبا حارثة كان ملكانياً ولا نستبعد مساعدة البيزنطيين لنصارى نجران من أجل نشر عقيدة مناهضة لسياسة الفرس الدينية القائمة على بث النسطورية. والملاحظ أن هذا الاستنتاج يدعمه قول ثان لابن اسحاق نعرضه حرفياً كما أورده ابن هشام نظراً إلى أهميته:"كانت تسمية الأربعة عشر الذي يؤول إليهم أمرهم: العاقب وهو عبدالمسيح، والسيد وهو الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة البكري أخو بكر بن وائل، وأوس، والحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبدالله، ويحسن في ستين راكباً. فكلم رسول الله منهم أبو حارثة بن علقمة والعاقب عبدالمسيح والأيهم السيد وهم من النصرانية على دين الملك.
يؤكد هذا النص مرة ثانية انتماء نصارى وفد نجران للمذهب الملكاني (الأرثوذكسية). وهكذا نكاد نوقن بأن نصارى نجران كانوا على ثلاثة أصناف عند مجيء الإسلام. مونوفيزيون (يعاقبة ويوليانيون) وملكانيون ونساطرة. وعلى ظننا أن نساطرة العراق انتهزوا فرصة دخول الفرس اليمن لينشروا هناك عقيدتهم ولعلهم كانوا يبقوا إلى بثها قبل ذلك فعززوها. وربما نجد في توجيه الرسول دعوته إلى أساقفة نجران بالجمع دليلاً على تعدد المذاهب النصرانية هناك.
وتتمثل الظاهرة الثانية التي تميزت بها كنيسة نجران عند ظهور الإسلام في بروز إكليروس محلي. ويكفي للدلالة على وجوده أسماء الاساقفة الذين احتفظت بهم ذاكرة أئمة النسب والمؤرخين وهم: الاسقف إيليا بن ذهل بن عمرو بن عامر بن ماء السماء، وعبدالمسيح بن نهد بن زيد من قضاعة. ويمكن إرجاع تاريخ تكون هذا الإكليروس إلى ما بعد ولاية الأحباش على اليمن، إذ كان أساقفة نجران وشمامستها في عهد اضطهاد النصارى من سكانها أجانب من الحيرة وفارس والحبشة والروم.
لكن ما المغزى من بروز ذلك الإكليروس المحلي؟ هل هو علامة على الاستقلالية عن الكنيسة الأم لا سيما كنيسة مصر و الحيرة والحبشة، أم هو مؤشر على فتور العلاقات بين الكنيسة الأبنة والكنيسة الأم عند ظهور الإسلام؟
نظن أن الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الواقع، غذ كان اليمن في الفترة القريبة من ظهور الإسلام تحت حكم الفرس الذين لا يهمهم كثيراً شأن المسيحية بل ربما ناهضوا تدخل الروم والحبش لأجل تدعيمها في اليمن. وربما جاز القول إن خروج الحبش من اليمن كان سبباً في انعزال المسيحيين فيه عن العالم المسيحي. وقد يكن ذلك سبباً في إضعافهم. وتجدر الإشارة عند هذا المستوى إلى إلى أن تركز النصارى بنجران لا يعني انعدامهم بالمدن اليمنية الأخرى. إذ كانت توجد كنائس في عدن وصنعاء ولاجزر المتخمة للساحل الغربي لليمن كجزيرة الفراسانيين التغالبة النصارى، إلا أن كنيسة نجران كانت أشهرها لعراقتها ونشاطها.
بعد هذا العرض يمكننا أن نخرج با لملاحظات التالية:
أولاً: دخلت المسيحية بلاد اليمن بصورة ثابتة منذ القرن الرابع الميلادي، وتواصل فيها انتشارها على مراحل عديدة خلال القرنين الخامس و السادس.
ثانياً: دخلت المسيحية هذه البلاد عبر خطوط تبشير عديدة انطلقت من سوريا ومن مصر والعراق والحبشة. واخترق بعضها الصحراء العربية وسلك البعض الآخر البحر.
ثالثاً: ارتبط انتشار المسيحية في بلاد اليمن بالعلاقات التجارية والديبلوماسية التي جمعتها بالشام والعراق وبتعرضها للاحتلال الحبشي.
رابعاً: أدى تعدد خطوط التبشير المسيحي في اليمن إلى تعدد أصول المسيحية. فهي يونانية بيزنطية.
خامساً: منيت المسيحية العربية في اليمن وحضرموت با نتكاسات شديدة على يد اليهود، لا سيما في الربع الأول من القرن السادس. ثم تجددت بفضل الحبش. ولم تقع محاولات للقضاء عليها أو مناهضتها مع الفرس لكنها دخلت في عهدهم مرحلة من الجمود والانكماش، وهو ما لاحظناه من خلال تعطل الاتصالات بين مسيحيي اليمن وكنائس مصر والشام والحبشه. وفي ضوء هذه المعطيات يتضح أن المسيحية لم تكن الديانة الأكثر انتشاراً في اليمن عند ظهور الإسلام، عدا في بعض المواطن مثل نجران وصنعاء وعدن.
ولئن كانت الأوضاع السياسية في اليمن مسؤولة عن جمود المسيحية وتوقف نموها، فإن تعدد المذاهب المسيحية والاختلافات بينها هي السبب الأول في عدم نضج الكنائس اليمنية وانصهارها في كنيسة واحدة قوية.

_________________________
المسيحية العربية وتطوراتها ، من نشأتها إلى القرن الرابع الهجري- دار الطليعة - طبعة أولى - بيروت


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Jan 2012, 01:12 AM [ 13 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


كتاب الأب حارث ابرهيم عن القديس حارث بن كعب

قيمة هذا الكتاب (1) الذي يقدمه لنا الأب حارث ابرهيم تكمن اولاً في تذكيرنا بالوجود المسيحي القديم في هذه المنطقة، ولاسيما في البلاد التي شهدت نشأة الدين الاسلامي. ولعل تسعف الذاكرة الرواية القرآنية لواقعة "اصحاب الأخدود" الواردة في سورة البروج.
الأب حارث الذي رد الحياة للرواية العربية لاستشهاد القديس حارث بن كعب ورفقائه في مدينة نجران على يد المتولي اليهودي على مملكة سبأ، او المملكة الحميرية، المدعو دنحاس، وفي الكتب العربية "ذو نواس"، هو كمن فتح فتحا مبيناً في تاريخ الكنيسة الارثوذكسية التي غاب عنها الطابع العربي طيلة قرون عدة لمصلحة سطوة يونانية انتهت مع لفظ القرن التاسع عشر انفاسه. اعاد الاب حارث اسم شفيعه الى ذاكرتنا، بعدما تهلين لزمان طويل تحت اسم "أريطا" او "أريتاس" وشتان ما بين حارث وأريتاس.
يقول احد مفسري القرآن المعاصرين في تفسيره الآيات القرآنية المتصلة بهذه الرواية "لعن الكفار الذين احرقوا جماعة من المؤمنين في أخدود باليمن، وهم نصارى نجران، الذين كانوا على دين التوحيد". ويتابع في السياق عينه قائلا: "وما انكر اليهود وعابوا على النصارى الا انهم يؤمنون بالله وحده مالك السموات والارض، فهو حقيق بالايمان به وتوحيده، والله شاهد عالم مطلع على ما فعلوه ومجازيهم".
اما ابن هشام فأورد في السيرة النبوية خبر حارث بن كعب وسيرته مطلقا عليه اسم "عبدالله بن الثامر" فيقول: "فسار اليهم ذو نواس بجنوده، فدعاهم الى اليهودية، وخيّرهم بين ذلك والقتل، فاختاروا القتل. فخد لهم الاخدود، فحرق من حرق بالنار، وقتل من قتل بالسيف، ومثّل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين الفا. وكان في من قُتل عبدالله بن الثامر رأسهم وإمامهم".
الذكرى الطيبة التي يحملها التراث الاسلامي لشهداء نجران النصارى تجعلنا نؤكد على القواسم المشتركة التي تجمعنا مسلمين ومسيحيين بدءاً من التوحيد الإلهي، التوحيد نفسه، وإن عبّر كل منا على طريقته. فالتنوّع سمة من سمات اللاهوت المسيحي المؤسس اصلاً على مقولتي "التنوّع في الوحدة" و"الوحدة في التنوّع". أما القاسم المشترك الذي يعنينا اليوم فهو الشخصيات التي يجلّها ويكرّمها المسلمون والمسيحيون على السواء. فبالاضافة الى السيد المسيح وأنبياء العهد القديم والسيدة مريم، المرأة الوحيدة المذكورة باسمها في القرآن، نستطيع ضمّ قديسي نجران، وعلى رأسهم القديس حارث، الى اللائحة. لكن إن ذهبنا الى التراث الشعبي لانذهلنا لمدى التكريم الذي يؤديه المسلمون لقديسي المسيحية، وللانبهار الروحي الذي يشد الكثيرين منّا، نحن خلاّن يسوع المسيح، الى الصوفيين الكبار في التراث الاسلامي.
الامر الثالث وهو راهن يتعلّق بمصيرنا، نحن مسيحيي المشرق العربي. القديس حارث بن كعب صورة نموذجية عن حال انساننا العربي في يومنا الحاضر. ليس مستغرباً أن يُصلب يسوع المسيح بأمر من رؤساء اليهود، إذ نعلم أنه وبّخهم لعنصريتهم البغيضة واستعلائهم على سائر الامم الاخرى. كانت تعاليمه بمجملها إدانة لهم ولسلوكهم الاستكباريّ، فقتلوه شرّ قتلة. فإن قتلوا "رب المجد" فلن يتوانوا عن قتل أتباعه. وها هم يقتلون حارث بن كعب ورفقائه في القرن السادس. والآن رؤساء اليهود، ولا أقول اليهود حتى لا يشتم في كلامي أية عنصرية أو لاسامية، أو بكلام قرآني "لا تزر وازرة وزر أخرى"، علماً أن هؤلاء الرؤساء منتخّبون ديموقراطياً بغالبية من الشعب اليهوديّ هم لا يهابون اقتراف الجرائم بحق الشعوب العربية المحيطة بهم. وفلسطين، مهد المسيحيين، تكاد أن تخلو من المسيحيين بسبب سياساتهم التمييزية وعدم اعترافهم بحق الغير بالوجود. حارث بن كعب ليس حالة منعزلة في تاريخنا، بل هو حالة مستمرة عسى أن تنتهي قبل مجيء ربنا مرة ثانية ليدين الاحياء والاموات، فلا يجد الا الاموات.


هذا الكتاب الذي يعود الفضل بنشره الى الأب حارث ابرهيم، أو حسنين بحسب سجلّه المدني، وإن كان يروي قصة قديمة لها جذور تاريخية صلبة، الاّ أنها قصة تحمل دعوة لنا، نحن أبناء هذا الزمان العصيب، "اشتروا الوقت فإن الايام شريرة" يقول الرسول العظيم بولس، كي لا نفقد الرجاء ولا الايمان ولا المحبة ولا أية قيمة أو فضيلة من فضائل المسيحية. فنشر روايات الاستشهاد بدءاً من كتاب رؤيا يوحنا الى كل الشهداء إنما غايته التربوية ان ترينا أن الرب لا ريب آت، وأنه قريب لا يردّ دعوة الضارع اليه.
ولأننا استحضرنا اسم الأب حارث المدني، حسنين، فلا يسعني الا أن أبدي سروري باسمه الثانين حارث، ولكن باسمه الاول، حسنين، ايضاً. فذلك يذكّرنا، لعل الذكرى تنفع المؤمنين، بأسماء أجدادنا في الايمان الذين حملوا الاسماء العربية نفسها التي كان يحملها المسلمون. ودونكم على سبيل المثال: سليمان بن الحسن أسقف غزّة الارثوذكسي، "الحبر البار الفاضل مار أبو علي سهل مولى قيس"، المطران أبو الحسن اليعقوبي، أبو علي بن المسيحي رئيس الطب في بغداد، الشماس أبو الحسن هبة الله النسطوري، الشاعرة زينب بنت اسحق الراسينيّ، علي بن الراهبة طبيب الخليفة المقتفي... كل هذه الاسماء وسواها الكثير كي نقول إننا، مسلمين ومسيحيين، ننتمي الى حضارة واحدة نعيش معاً حياة واحدة، وقضيتنا قضية واحدة هي خير الانسان وإعمار البلاد.
نشكر للأب حارث عمله الجاد والاكاديمي من الطراز الرفيع، ذلك أنه وضع بين أيدينا، نحن قرّاء العربية، زاداً يعيننا على الصمود، في زمن تزداد فيه الابواق الناعية الوجود المسيحي في المشرق. هذا الكتاب هو صوتنا الاصيل، صوت النبوّة الانجيلية الناقلة الينا مشيئة الله وارادته ببقائنا هنا ملحاً للارض ونوراً للأمم.
(1) الأب حارث ابرهيم (تحقيق وتقديم)، الرواية العربية لاستشهاد القديس حارث بن كعب ورفقائه في مدينة نجران، منشورات جامعة البلمند، 2007.

الأب الدكتور جورج مسّوح
المصدر: النهار


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Jan 2012, 01:13 AM [ 14 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


إسلام بني الحارث بن كعب على يدي خالد بن الوليد لما سار إليهم
قال ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ، في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى ، سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا ، فإن استجابوا فاقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم . فخرج خالد حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا . فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذلك كان أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هم أسلموا ولم يقاتلوا سيرة ابن هشام > الجزء الثاني
قدوم وفد بني الحارث بن كعب على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-
قال ابنُ إسحاق: ثم بعثَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-خالدَ بنَ الوليدِ في شهرِ ربيع الآخر, أو جُمادى الأولى سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران, وأمره أنْ يدعوهم إلى الإسلامِ قبلَ أنْ يُقاتلهم ثلاثاً, فإنِ استجابُوا فاقبلْ منهم, وإنْ لم يفعلُوا فقاتلْهم, فخرج خالدٌ حَتَّى قدمَ عليهم, فبعث الرُّكبان يضربون في كلِّ وجهٍ, ويدعون إلى الإسلامِ, ويقولُون:" أيها النَّاسُ أسلِموا لتَسْلَمُوا", فأسلم النَّاسُ, ودخلوا فيما دُعوا إليه, فأقام فيهم خالدٌ يُعلِّمهم الإسلامَ, وكتب إلى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بذلكَ, فكتبَ له رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-أن يقْبِل ويُقْبِل معه وفدُهم, فأقبل وأقبل معه وفدُ بني الحارث بن كعب, فيهم قيس بن الحُصَيْن ذي الغُصَّة(19) ويزيد بن المُحَجَّل, وعبد الله بن قُراد الزِّياديّ, وشداد بن عبد الله القناني, وعمرو بن عبد الله الضِّبابيّ.
فلما قدمُِوا على رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فرآهم, قال: (من هؤلاء القوم, الذين كأنهم رجال الهند). قيل: يا رَسُولَ اللهِ، هؤلاء رجالُ بني الحارث بن كعب؛ فلمَّا وقفُوا على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-سلَّمُوا عليه، وقالوا: نشهدُ أنَّك رَسُولُ اللهِ، وأنه لا إله إلا إلاّ الله، قالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وأنا أشهدُ أن لا إله إلاّ الله, وأنِّي رَسُولُ اللهِ)، ثم قال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (أنتم الذينَ إذا زُجِروا استقدموا)، فسكتوا، فلم يُراجعْهُ منهم أحدٌ، ثم أعادها الثانية، فلم يُراجعْهُ منهم أحدٌ، ثم أعادها الثالثةَ، فلم يُراجعْهُ منهم أحدٌ، ثم أعادها الرَّابعةَ، فقال يزيد بن عبد المَدَان: نعم يا رَسُولَ اللهِ، نحن الذين إذا زُجِروا استقدموا، قالها أربع مِرار؛ فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لو أنّ خالداً لم يكتب إليّ أنَّكم أسلمتُم ولم تقاتلوا، لألقيتُ رؤوسكم تحت أقدامكم)؛ فقال يزيد بن عبد المَدَان: أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالداً، قال: (فمن حمدتم)؟ قالوا: الله –عز وجل-الذي هدانا بكَ يا رَسُولَ اللهِ؛ قال: (صدقتُم). ثم قال لهم رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-(بم كنتم تغلبون مَن قاتلكم في الجاهلية)؟ قالوا: لم نكنْ نغلبُ أحداً. قال: (بلى), قالوا: كنا نجتمع ولا نتفرَّقُ, ولا نبدأ أحداً بظلم, قال: (صدقتم). وأمَّر عليهم قَيسَ بن الحصين فرجعُوا إلى قومِهم في بقية من شوَّال, أو في صدر ذي القعدة, فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر, حَتَّى تُوفِّي رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ
-(20). السيرة > زاد المعاد > الجزء الثالث فصل في قدوم وفد نجران عليه صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران بالمدينة فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال لما قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم السيرة > زاد المعاد > الجزء الثالث
[ ذكر أبي حارثة حبرهم ]
قال وحدثني يزيد بن سفيان عن ابن البيلماني عن كرز بن علقمة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ستون راكبا منهم أربعة وعشرون رجلا من أشرافهم والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يئول أمرهم العاقب أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بني بكر بن وائل أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدراسهم .
وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ودرس كتبهم وكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه ومولوه وأخدموه وبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم .
[ كان أبو حارثة يعلم أن محمدا النبي الموعود ]
فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال له كرز تعس الأبعد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال له أبو حارثة بل أنت تعست . فقال ولم يا أخي ؟ فقال والله إنه النبي الأمي الذي كنا ننتظره . فقال له كرز فما يمنعك من اتباعه وأنت تعلم هذا ؟ فقال ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترى فأضمر عليها منه أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك .
[ التحاج في دين إبراهيم ]
[ ظن الوفد أنه صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى عبادته ]
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال حدثني سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إلا نصرانيا فأنزل الله عز وجل فيهم يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين [ آل عمران 65 66 ] فقال رجل من الأحبار أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم ؟ وقال رجل من نصارى نجران : أو ذلك تريد يا محمد وإليه تدعونا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا أمرني فأنزل الله عز وجل في ذلك ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون [ آل عمران 79 ] ثم ذكر ما أخذ عليهم وعلى آبائهم من الميثاق بتصديقه وإقرارهم به على أنفسهم فقال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله من الشاهدين [ آل عمران 81 ] .
[ نزول فاتحة آل عمران في وفد نجران ]
وحدثني محمد بن سهل بن أبي أمامة قال لما قدم وفد نجران على رسول الله يسألونه عن عيسى ابن مريم نزل فيهم فاتحة آل عمران إلى رأس الثمانين منها .
وروينا عن أبي عبد الله الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه عن جده - قال يونس وكان نصرانيا فأسلم - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام فلما أتى الأسقف الكتاب فقرأه فظع به وذعر به ذعرا شديدا فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة وكان من همدان ولم يكن أحد يدعى إذا نزل معضلة قبله لا الأيهم ولا السيد ولا العاقب فدفع الأسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقرأه فقال الأسقف يا أبا مريم ما رأيك ؟ فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة فما يؤمن أن يكون هذا هو ذلك الرجل ليس لي في النبوة رأي لو كان من أهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي أصبح من حمير فاجلس فتنحى شرحبيل فجلس ناحية فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي أصبح من حمير فأقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل .
فقال له الأسقف تنح فاجلس فتنحى فجلس ناحية فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب فأقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل وعبد الله فأمره الأسقف فتنحى . فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعا أمر الأسقف بالناقوس فضرب به ورفعت المسوح في الصوامع وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار وإذا كان فزعهم بالليل ضرب الناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمع - حين ضرب بالناقوس ورفعت المسوح - أهل الوادي أعلاه وأسفله وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع وفيه ثلاث وسبعون قرية وعشرون ومائة ألف مقاتل فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن الرأي فيه فاجتمع رأي أهل الوادي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض الحارثي فيأتوهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ المباهلة في شأن عيسى ]
فانطلق الوفد حتى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حللا لهم يجرونها من الحبرة وخواتيم الذهب ثم انطلقوا حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه فلم يرد عليهم السلام وتصدوا لكلامه نهارا طويلا فلم يكلمهم وعليهم تلك الحلل والخواتيم الذهب فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وكانا معرفة لهم كانا يخرجان العير في الجاهلية إلى نجران فيشترى لهما من برها وثمرها وذرتها فوجدوهما في ناس من الأنصار والمهاجرين في مجلس فقالوا : يا عثمان ويا عبد الرحمن إن نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد علينا سلامنا وتصدينا لكلامه نهارا طويلا فأعيانا أن يكلمنا فما الرأي منكما أنعود ؟ فقالا لعلي بن أبي طالب وهو في القوم
ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم ؟ فقال علي لعثمان وعبد الرحمن رضي الله عنهما : أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ويلبسوا ثياب سفرهم ثم يأتوا إليه ففعل الوفد ذلك فوضعوا حللهم وخواتيمهم ثم عادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه فرد سلامهم ثم سألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له ما تقول في عيسى عليه السلام ؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى فيسرنا إن كنت نبيا أن نعلم ما تقول فيه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في عيسى عليه السلام فأصبح الغد وقد أنزل الله عز وجل إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين [ آل عمران 59 - 61 ] فأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد بعدما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين رضي الله عنهما في خميل له وفاطمة رضي الله عنها تمشي عند ظهره للمباهلة وله يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه يا عبد الله بن شرحبيل ويا جبار بن فيض قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأيي وإني والله أرى أمرا مقبلا وأرى والله إن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حتى يصيبونا بجائحة وإنا أدنى العرب منهم جوارا وإن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك فقال له صاحباه فما الرأي فقد وضعتك الأمور على ذراع فهات رأيك ؟ فقال رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا . فقالا له أنت وذاك .
فلقي شرحبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك فقال وما هو ؟ قال شرحبيل حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل وراءك أحدا يثرب عليك فقال له شرحبيل سل صاحبي فسألهما فقالا : ما يرد الوادي ولا يصدر إلا عن رأي شرحبيل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كافر " أو قال " جاحد موفق
[ كتابه صلى الله عليه وسلم لهم ]
[ رجوعهم إلى نجران ]
فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلاعنهم حتى إذا كان من الغد أتوه فكتب لهم في الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب محمد النبي رسول الله لنجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وفي كل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة وكل حلة أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه ولا يحبس رسول فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان كيد باليمن ومغدرة وما هلك مما أعاروا رسولي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسولي حتى
يؤديه إليهم ولنجران وحسبها جوار الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وتبعهم وأن لا يغيروا مما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا وافه عن وفهيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس عليهم ريبة ولا دم جاهلية ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير منقلبين بظلم
شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف والأقرع بن حابس الحنظلي والمغيرة بن شعبة وكتب حتى إذا قبضوا كتابهم انصرفوا إلى نجران فتلقاهم الأسقف ووجوه نجران على مسيرة ليلة ومع الأسقف أخ له من أمه وهو ابن عمه من النسب يقال له بشر بن معاوية وكنيته أبو علقمة فدفع الوفد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأسقف فبينا هو يقرؤه وأبو علقمة معه وهما يسيران إذ كبت ببشر ناقته فتعس بشر غير أنه لا يكني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الأسقف عند ذلك قد تعست والله نبيا مرسلا فقال بشر لا جرم والله لا أحل عنها عقدا حتى آتيه فضرب وجه ناقته نحو المدينة وثنى الأسقف ناقته عليه فقال له
افهم عني إنما قلت هذا لتبلغ عني العرب مخافة أن يقولوا : إنا أخذنا حمقة أو نخعنا لهذا الرجل بما لم تنخع به العرب ونحن أعزهم وأجمعهم دارا فقال له بشر لا والله لا أقيلك ما خرج من رأسك أبدا فضرب بشر ناقته وهو مول ظهره للأسقف وهو يقول
إليك تعدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى استشهد أبو علقمة بعد ذلك .
ودخل الوفد نجران فأتى الراهب ابن أبي شمر الزبيدي وهو في رأس صومعة له فقال له إن نبيا قد بعث بتهامة وإنه كتب إلى الأسقف فأجمع أهل الوادي أن يسيروا إليه شرحبيل بن وداعة وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونهم بخبره فساروا حتى أتوه فدعاهم إلى المباهلة فكرهوا ملاعنته وحكمه شرحبيل فحكم عليهم حكما وكتب لهم كتابا ثم أقبل الوفد بالكتاب حتى دفعوه إلى الأسقف فبينا الأسقف يقرؤه وبشر معه حتى كبت ببشر ناقته فتعسه فشهد الأسقف أنه نبي مرسل فانصرف أبو علقمة نحوه يريد الإسلام فقال الراهب
أنزلوني وإلا رميت بنفسي من هذه الصومعة فأنزلوه فانطلق الراهب بهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها هذا البرد الذي يلبسه الخلفاء والقعب والعصا وأقام الراهب بعد ذلك يسمع كيف ينزل الوحي والسنن والفرائض والحدود وأبى الله للراهب الإسلام فلم يسلم واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجعة إلى قومه وقال إن لي حاجة ومعادا إن شاء الله تعالى فرجع إلى قومه فلم يعد حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن الأسقف أبا الحارث أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه السيد والعاقب ووجوه قومه وأقاموا عنده يستمعون ما ينزل الله عليه فكتب للأسقف هذا الكتاب وللأساقفة بنجران بعده بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي إلى الأسقف أبي الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم ورهبانهم وأهل بيعهم ورقيقهم وملتهم وسوقتهم وعلى كل ما تحت أيديهم من قليل وكثير جوار الله ورسوله لا يغير أسقف من أسقفته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم ولا مما كانوا عليه على ذلك جوار الله ورسوله أبدا ما نصحوا وأصلحوا عليهم غير منقلبين بظالم ولا ظالمين
وكتب المغيرة بن شعبة فلما قبض الأسقف الكتاب استأذن في الانصراف إلى قومه ومن معه فأذن لهم فانصرفوا .
وروى البيهقي بإسناد صحيح إلى ابن مسعود أن السيد والعاقب أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يلاعنهما فقال أحدهما لصاحبه لا تلاعنه فوالله إن كان نبيا فلاعنته لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا قالوا له نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أمينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين " فاستشرف لها أصحابه فقال " قم يا أبا ****ة بن الجراح " فلما قام قال هذا أمين هذه الأمة ورواه البخاري في " صحيحه " من حديث حذيفة بنحوه .
وفي " صحيح مسلم " من حديث المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا فيما قالوا : أرأيت ما يقرءون ( يا أخت هارون وقد كان بين عيسى وموسى ما قد علمتم قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون - بأسماء أنبيائهم والصالحين الذين كانوا قبلهم
وروينا عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى أهل نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Jan 2012, 01:19 AM [ 15 ]
مؤسس شبكة الشدادين


تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2072
الردود : 91526
مجموع المشاركات : 93,598
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
فعالية ضوء عدسة

فعالية طلباتك أوامر

شكر وتقدير

فعالية مجموعات المنتدى

يوميات الأعضاء

التميز في دورة الفوتوشوب

شكر وتقدير

أجمل خط 1434 هـ


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


ونعم القبيلة جمرة العرب
ونعم النسب والانتساب
تاريخ عريق وماضٍ مشرف
وأصالة ضاربة في جذور المجد

ألف شكر لك أخي العزيز


توقيع : السلطان
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Jan 2012, 02:24 AM [ 16 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


مااعلاك زود يالقرم
ومشششششكور ع لرد اخوي السسلطان
مع تحياتي""
اخوك " الضبيعي الحارثي


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 05 Jan 2012, 01:58 PM [ 17 ]
مراقب عام


تاريخ التسجيل : Nov 2007
رقم العضوية : 4435
الإقامة : saudi arabia
الهواية : المقناص + الرياضة + الكمبيوتر
مواضيع : 573
الردود : 17982
مجموع المشاركات : 18,555
معدل التقييم : 923خيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to behold

خيال الشدادين غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 9
المشاركة في الاحتفالية السنوية

المشاركة في احتفالية العام التاسع

المراقب المتميز

الإداري المميز

عضو مخلص

الاحتفال بالعام السابع

العضو المميز

المشرف المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


الحدب
طابت ايامك بكل خير
اشكرك على نقل نسب قبيلة بني الحارث
من ماضيها حتى حاضرها من مساكنها
حتى مواقعها قبيلة عريقة اتخذت من الجزيرة العربية
موطن لها وعرف عنها شجاعتها وكرمها عرف
عنها الصدق والأخلاص والإفاء مع الكبير والصغير
من ماضيها حتى حاضرها والدليل الإرهاب
لم يدون به اسم حارثي وهذا شرف لنا
ولكن حين نجد اسماء دفاع عن الوطن
لايخلو منها اسم حارثي وهذا دليل على الوفاء
والأخلاص والولاء الصادق مع من وثقو العهود معه.
شكراً لك.


توقيع : خيال الشدادين
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 05 Jan 2012, 04:36 PM [ 18 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42480
الإقامة : qatar
الهواية : الابل × القنص
مواضيع : 93
الردود : 456
مجموع المشاركات : 549
معدل التقييم : 147ذبّاح الحدب will become famous soon enoughذبّاح الحدب will become famous soon enough

ذبّاح الحدب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 2
العضو المميز

الحضور المميز


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : خيال الشدادين
اقتباس
 

الحدب
طابت ايامك بكل خير
اشكرك على نقل نسب قبيلة بني الحارث
من ماضيها حتى حاضرها من مساكنها
حتى مواقعها قبيلة عريقة اتخذت من الجزيرة العربية
موطن لها وعرف عنها شجاعتها وكرمها عرف
عنها الصدق والأخلاص والإفاء مع الكبير والصغير
من ماضيها حتى حاضرها والدليل الإرهاب
لم يدون به اسم حارثي وهذا شرف لنا
ولكن حين نجد اسماء دفاع عن الوطن
لايخلو منها اسم حارثي وهذا دليل على الوفاء
والأخلاص والولاء الصادق مع من وثقو العهود معه.
شكراً لك.

 
 

صادز اخوي خيال الششدادين اكثر من يدافع عن الوطن لا يخلو اسم حارثي وهذا ششرف لنا واخلاص
واششكرك اخوي خيال الشدادين ع لرد


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jan 2012, 08:25 PM [ 19 ]
عضو جديد

تاريخ التسجيل : Jan 2012
رقم العضوية : 53921
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 22
الردود : 25
مجموع المشاركات : 47
معدل التقييم : 130الحارثي المذحجي will become famous soon enoughالحارثي المذحجي will become famous soon enough

الحارثي المذحجي غير متصل


رد: نسب ملوك نجران بني الحارث بن كعب المذحجي (جمره العرب)


ونعم في جمره العرب هامه مذحج ملوك نجران بني الحارث بالطايف ونجران وبيشه

الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

06:44 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com