هل فاكهة الجنة تشبه فاكهة الدنيا‎؟

عظ نفسك فان اتعظت فعظ الناس
وإلا فاستحي من الله

فاكهة الجنة

هل فاكهة الجنة تشبه فاكهة الدنيا , وما تفسير قوله تعالي :
( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل )
؟
*****************************

أطعمة الجنة وفواكهها وأشربتها لطيفة رقيقة خالصة صافية لا يعتريها الاستحالات ولا يكون لها أثقال منكرات , ولا روائح مكروهات , فهي إذا مغايرة لما في الدنيا , وإنما وصف الله تعالي ما في الجنة وسماها بالأسماء الموجودة في الدنيا ( كالعسل والزنجبيل والمسك والكافور والنخل والرمان والخيرات الحسان , وغير ذلك ) لتهتدي به العقول وتستأنس به النفوس , أما تصور ذلك عقلا فمستحيل لأن التصور إدراك الوهم خيال ما أدركه الحس , والذي لم يدركه الحس يعجز الوهم عن تصويره , ولو كان للخلق طريق إلي معرفة ذلك لما قال الله تعالي في حق المؤمنين الطائعين وما أعد لهم من النعيم الدائم :
( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )
وكما قال صلي الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل :
( أعدت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ) .
وقال ابن عباس ومقاتل ابن سليمان :
( ليس شئ مما يكون في الجنة من ثمرة وشراب وحلي وحلل يشبه ما في الدنيا بشئ سوي أن الله تعالي وصف ما عنده بما عندنا فسمي لنا الذهب والحرير والثياب والفواكه , ولا نعلم نحن حقائق ذلك الذي عنده )
وقد قال بعض العلماء : ( كل شئ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه , وكل شئ في الآخرة عيانه أعظم من سماعه ) .
وبالجملة فلا تشابه بين فاكهة الجنة وفاكهة الدنيا إلا في الصورة فقط ..
أما قوله تعالي :
( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل )
فهو وصف ثان للجنات التي بشر بها المؤمنون الصالحون بعد وصفها بجري الأنهار من تحتها , وإنما أخر هذا الوصف عما قبله لأن جريان الأنهار من تحتها وصف لها باعتبار ذاتها , وهذا باعتبار سكانها ووصفها ثالثا بقوله تعالي ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) إذ مجامع اللذات إما المسكن أو المطعم أو المنكح ,فوصف الله تعالي المسكن بقوله ( جنات تجري من تحتها الأنهار) والمطعم بقوله : ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ) والمنكح بقوله : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) ثم أن هذه الأشياء إذا حصلت وقارنها خوف الزوال كان التنعم منغصا , فبين الله تعالي أن هذا الخوف زائل عنهم فقال :
( وهم فيها خالدون ) فصارت الآية دالة علي كمال التنعيم وزيادة السرور لمن بشروا بذلك -- وهذه الآية تدل علي أن أهل الجنة شبهوا رزقهم الذي يأتيهم في الجنة برزق آخر جاءهم قبل ذلك , فقال فريق منهم إنه رزق الدنيا وفاكهتها , لأن لونها يشبه لون فاكهة الدنيا , فإذا أكلوها وجدوا طعمها غير طعم فاكهة الدنيا , وقال فريق آخر إن الذي رزقوا به قبل هو رزق الجنة أيضا , فإذا أتو بطعام وثمار في أول النهار فأكلوا منها , ثم أتوا منها في آخر النهار قالوا هذا الذي رزقنا من قبل , يعني أطعمنا في أول النهار لأن اللون يشبه اللون فإذا أكلوا منها وجدوا طعما غير طعم الأولي -- ولكن علي الأرجح القول الأول لما يأتي ( أولا ) أن الانسان آنس بالمألوف وأميل إلي المعهود , فإذا رأي مالم يألفه نفر عنه طبعه , ثم إذا ظفر بشئ من جنس ما سلف له به عهد ثم وجده أشرف مما ألفه أولا عظم ابتهاجه وفرحه ..
فأهل الجنة إذا أبصروا الرمانة مثلا في الدنيا , ثم أبصروها في الآخرة ووجدوا رمانة الجنة أطيب وأشرف من رمانة الدنيا كان فرحهم بها أشد , وسرورهم بها أتم .
( ثانيا ) أن ( كلما ) من أ؟دوات العموم فيتناول جميع التي منها المسرة الأولي , فلو حملنا الرزق الذي رزقوه من قبل علي رزق الجنة لم يصح قولهم :
( هذا الذي رزقنا من قبل )

لأنهم لم يرزقوا فيها قبل المرة الأولي شيئا

والله أعلم .

المرمشي
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك
وجعلنا وإياك ممن ينعمون بنعيم الجنة بفضل من الله ورحمته

وفقك الله أخي المرمشي
وبارك جهودك الطيبة وحضورك المتميز
ولا حرمك الله الأجر والثواب

مشكورين على مروركم الكريم . ولاهنتوا

اللهم لا تحرمنا الجنة ونعيمها
ولا تحرمنا صحبة أهلها
مع النبيين والصديقين والشهداء
وجزاك الله كل خير أخي المرمشي

فأهل الجنة إذا أبصروا الرمانة مثلا في الدنيا , ثم أبصروها في الآخرة ووجدوا رمانة الجنة أطيب وأشرف من رمانة الدنيا كان فرحهم بها أشد , وسرورهم بها أتم . الله يجزاك الف خير اخوي المرمشي ..

اللة لايحرمنا الجنة ونعيمها والمسلمين عامة شكرا اخي الكريم

الله يرزقنا جنته يارب ياكريم

الله يحفظك ويدخل الجنة دون حساب ولا عقاب

الله لايحرمنا من الجنة ونعيمها ..

جزاك الله خير أخوي "