..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > عاصمة تحكمها النساء > تراتيل أنثى > الأسرة والطفل والمجتمع
  [ 1 ]
قديم 13 Mar 2009, 02:18 PM

ابو الندر غير متصل

تاريخ التسجيل : Mar 2009
رقم العضوية : 18856
الإقامة :
الهواية : الرياضة.عامة.
المشاركات : 233
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
وصية الأم لإبنتها ليلة زفافها



بسم الله الرحمن الرحيم
دراسة في وصية أمامة بنت الحارث ليلة زفاف ابنتها:
بقلم: د. محمد صادق
الحمد لله الذي أنزل كتابه بلسان عربي مبين، والصلاة والسلامعلى النبي الرحمة؛ الذي أُرسل إلى العالمين، وبعد..

فهذه الوصية تعد من أفضل الوصايا وأكملها في موضوعها، وهيتمثل تحفةً أثريةً فكريةً حيةً؛ تجب على الأجيال مدارستها، والتمعُّن بدقة،والتوغُّل في مراميها، وليس وقوفًا لفظيًّا عابرًا؛ لا يكشف عن عمق دلالاتها؛فالتهميش لهذا الرصيد التراثي يعدُّ قطعًا للتواصل بين ماضي الأمة وحاضرها؛ فدخولالأمة مرحلة التراجع الحضاري يعني الكف عن تجديد الهوية وبعثها، ويعمل على تشويهالمستجدات الإبداعية.

فالوصية خطوة تهدف إلى تنمية إنسان، بل جعلت تنميتهذاتأولوية مطلقة، وفيها منفعة في الحضِّ على طاعة الزوج، وحسن التبعُّل، والقيامبخدمته، وإحسان معاشرته، وإيثار ما يهواه؛ لتقتدي بذلك من النساء من بلغها خبرُ هذهالوصية حتى تتأسى بها؛ فتقر أعين أزواجهن بهن.

والوصية مظهر من مظاهر العلاقة والحث على البذل في سبيلها منتضحية نفسية ومالية؛ فالأم لم تُرِد العبودية لابنتها كما قد تتوهَّم بعضهن، أو كماشحنتهن المؤتمرات النسائية التي تُعقَد هنا أو هناك؛ فأفرغت المرأة من القيم،وعبَّأتها بأقاويل جوفاء لا يهدف مروِّجوها إلا إلى إخراج فتاة ذات سفسطة متعاليةبحقوقها وهي تهوي بها في منحدر التفكك والتيه.
وصية "أُمامة بنت الحارث".. دراسة تاريخيةتحليلية
نص الوصية:
لما حان أن تُحمَل "أم إياس" إلى زوجها "الحارث بن عمرو" ملككندة، خلَت بها أمها أُمامة بنت الحارث، وقالت تُوصيها:

أي بُنية.. إن الوصية لو تُركت لفضل أدب تُركت لذلك منك،ولكنها تذكرة للغافل، ومعونةٌ للعاقل.

ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهماإليها، كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلقن، ولهن خُلِقالرجال.

أي بنية.. إنك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت، وخلَّفت العشالذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه؛ فأصبح بملكه عليك رقيبًاومليكًا، فكوني له أمةً يكن لك عبدًا وشيكًا.
يا بنية.. احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرًاوذكرًا:

الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهدلموقع عينه، والتفقد لموضع أنفه؛ فلا تقَعْ عيناه منك على قبيح، ولا يشمَّ منك إلاأطيب ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود، والتعهُّد لوقت طعامه،والهدوء عنه عند منامه؛ فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، والاحتفاظببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله؛ فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير،والإرعاء على العيال والحشم حسن التدبير، ولا تفشي له سرًّا ولا تعصي له أمرًا؛فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، ثم اتقي مع ذلك الفرحإن كان ترحًا، والاكتئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولى من التقصير،والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له إعظامًا، يكن أشد ما يكون لك إكرامًا،وأشد ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما تكونين له مرافقة.

واعلمي أنكِ لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك،وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهتِ، والله يخيِّر لك.

الإبداع الفكري فيالوصية
1-بناء الوعي :
في بؤرة اللا شعور تحرَّكت لدى الأم نوازع فطرتها، وبكلتلقائية أسهمت في فتح دائرة الانغلاق لدى ابنتها المقبلة على حياة جديدة؛ فالانغلاقيسهم مساهمةً فعالةً في تشكيل عقلية (البعد الواحد)، فأرادت الأم إزاحة الستر الذيأحاط بابنتها طيلة حياتها حفاظًا عليها.

وها هي قد وصلت بها بعد رحلة السنين، وآن لها أن تسلِّمابنتها زمام أمرها، فتقود هي حياتها بذاتها، فأخذت توقظ في ابنتها حسَّ المسئولية،وتُلقي التبعة، وتُشعل فيها وهج "الوعي بالذات" بعدما أوقفتها عند (حدود ذاتها)،وذلك عن طريق إقامة جسور التواصل مع (القرين)؛ فالجهل بحقه وعدم إدراك الطريقةالمثلى للتعامل معه؛ سوف يحرمها جزءًا من وعيها بذاتها، أو قد تفقد سعادة هذهالذات.

"إن النجاح مع الآخرين، أو الإخفاق معهم لن ندرك حجمه إلا منخلال الانفتاح على الآخرين انفتاحًا يمكننا من رؤية نافذة إلى جوهر ما هم عليه،ويمكننا من حل الأزمات الداخلية؛ فلا بد من استيعاب كل ما يجدُّ في العلاقات، وهذاينمِّي الانسجام ويُديم أواصر الترابط"، ويكون سدًّا يمنع تسرب أي قطرة خلاف قديزداد فتغرق فيه الأسرة.

وهذا ما حاولت الأم بناءه في عقلية ابنتها، لكن بلا فلسفةغامضة ولا استغراق منطقي، فلديها حسٌّ مرهف، فهي تدلِّل باللمحة، وتُفهم بالإشارة،وتعي بالنظرة، فجاءت فلسفتها فطرية.

"وأخطر ما في الانغلاق هو تشكيل العقل الخيالي، الذي يحملالأفكار الخاطئة عن الواقع المعيشي؛ مما يجعله ينهار عند احتكاكات الحياة الجادة معمن يعيشون خارج دائرته.. إن الانطلاق يولِّد الخبرة، والخبرة تولِّد الثقة بالنفس،والمنغلقون على ما لديهم لا يستطيعون إلا أن يكونوا خائفين غرباء، والخوف والغربةمن عوامل الاضمحلال".

وهذا كله- وأكثر- أرادته الأم بذكائها الفطري الصافي؛ لذلكتأثرت الابنة بكلامها؛ "فمن طبيعة الكلام إذا أثر في النفس أن ينتظم في مثل الحقائقالصغيرة التي تلقى للحفظ".


الاتصال بين الأم وابنتهاوموضوعيته:

"أول أنواع الاتصال التي عرفها الإنسان هي الاتصال وجهًالوجه أو ما نسميه "بالاتصال الشخصي"؛ "فأبسط صور الاتصال هي التي تتم بين فردين،ولذلك فالاتصال ليس إحساسًا أو شعورًا ذاتيًّا، وإنما هو سلوك يقع خارج حدودذواتنا"؛ فالاتصال يزيد المعلومات، وبالطبع تتغيَّر وتتطوَّر آلية التفكير وبناءالذات، والاتصال وسيلة للترابط والتماسك في المجتمع، "وعن طريق الاتصال يجنيالإنسان كثيرًا من المكاسب والمعارف والتجارب التي تؤهله لتبوُّؤ مركزه اللائق بهفي مجتمعه".

"والأم تجهِّز ابنتها للذهاب لملك كندة فهي ملكة؛ ولذلك خلتبها قبل رحيلها فكان الاتصال الشخصي بينهما؛ فالاتصال له تأثير بالغ على الأفكاروما يترتب عليها".

من هنا برزت أهمية هذه الخلوة بين الأم وابنتها ليلة زفافها،وهكذا يجب أن تكون الأمهات؛ "فالاتصال فضلاً عما سبق هو ظاهرة اجتماعية مهمة للجنسالبشري؛ فهو يكرِّس سمتين رئيستين في أي مجتمع ناجح، وهما:
1- العمل على زيادة القدرة من جانب الأفراد على التكيُّفالاجتماعي المتبادل.
2- العمل على زيادة درجة اندماج الأفراد فيالجماعات".

وهذا ما نجحت الأم في إيصاله إلى ابنتها؛ فهي مقبلة على حياةجديدة لا بد من التكيف معها، لتبادل التأثر والتأثير؛ فليس المطلوب محو شخصيةالابنة، بل العمل على التكيف والتنمية، ثم على هذه الابنة أن تندمج في القبيلةوالجماعة التي أصبحت إحدى لبناتها، تحمل همهم وتفرح لفرحهم.

وعناصر عملية الاتصال هي:
1- (المرسل) وهو هنا الملقي (الأم).
2- (المستقبل) وهو المتلقي (الابنة).
3- (الرسالة) وهي هنا (الوصية).
4- (الوسيلة) وهي هنا (الألفاظ والتراكيب بدلالاتهماوالإشارات والصور).
5- (التأثير) وهي الغاية التي أرادتها الأم من الفهموالإفهام، وكل هذا في وصية الأم.

وللطبيعة الخاصة التي أحاطت نشأة "أم إياس" أرادت الأم أنتكفكف من الغلواء التي نشأت عليها ابنتها؛ فهي ابنة من لا حر بواديه.

والوصية حفظت لنا اتصالاً مع الماضي؛ فها نحن نطالع ونتدارسصفحةً من كتابه، فنظل أوفياء له، متواصلين مع امتداده، بارعين في النهل من معينه معالابتكار والتجديد.. "قال لازويل: الاتصال له ثلاث وظائف: من بينها نقل التراثالاجتماعي من جيل إلى الجيل الذي يليه"، "وليس من شك أن الاتصال يتم به نقل تراثالأجداد إلى الأحفاد، ومن خلاله تحتفظ الأمة بشخصيتها، وتقوم بنقل مناقبها، وذلكبنقل التراث الثقافي إلى الأجيال، وبمراجعة هذا التراث نرى كيف انعكست فيها قيمالمجتمع التي عززت شخصية الأمة".

2-معرفة حدود الذات:

"إذا أدرك المرء أبعاد ذاته فهو يتعامل من خلال ذلك الإدراكمع أي مشكلة أو موقع تعاملاً موضوعيًّا؛ لأن الجهل بحدود الذات يؤدي إلى الكبروالغرور والتهور، ويؤدي إلى نكران الذات، وعدم الاستفادة من إمكاناتها المقدرةلها"، وهذا ما حاولت الأم غرسه في ابنتها فقالت لها: "ولكن النساء للرجال خلقن ولهنخلق الرجال.. فكوني له أمةً يكن لك عبدًا"، و"اعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتىتؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت".. حاولت الأم كسر موروثيعوق امتداد المستقبل نحو آفاق السعادة؛ ألا وهو موروث الآبائية "لغنى أبويها، وشدةحاجتهما إليها"، فعملت على نبذ الآبائية "كثيرًا ما يكون تراث الآباء سببًا فيتعطيل العقل والاستفادة من خير جديد".

ذكًّرت الأم ابنتها باستقلاليتها الجديدة، وأنها يجب أن تعبرجسر ماضيها العائلي الذي كان مسئولاً عنها؛ فهي اليوم ستكون مسئولةً عن بيت جديد.. "أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلّفت العش الذي فيه درجت إلى وكرٍ لمتعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه؛ فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا".

نلاحظ أن الوصية "منوال تنسج عليه ضروب النشاط الاجتماعي،وليست لونًا من الترف للمسرَّة والتسلية، والأم تريد أن تتحوَّل الأفكار إلى أشياءمتمثِّلة في واقع الحياة".

-3 الإقناع بالنقل الفعالللمعلومات:

"والمعلومات التي لا نستطيع دمجها في مبادئ ونظم عامة؛ لاتجدِّد سوى جزء يسير من الوعي"؛ ولذلك شرعت الأم في الحديث عن العموميات، والصورةالكلية للموضوع "ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال" ويمكننا الإقناع بنقلالمعلومات نقلاً تفصيليًّا، منه ما يلي:

أولاً: التحدث عن التفاصيل، وربطها بالصورة الكلية للموضوعمن حين لآخر، وكان ذلك واضحًا في وحدة الموضوع، ومن مظاهر الربط والاتصال استخدامالضمائر المكنَّى بها عن الزوج بعد التصريح بكلمة "الزوج" تبادل الإظهار والإضمار؛إشعارًا بأن الزوج هو محور الحديث والاهتمام، ومن الجدير بالذكر أن ضمير الكناية عنالفتاة لا يُذكر إلا حين أمرها أو تكليفها بفعل أو نهيها وتحذيرها من شيء مما يوحيبثقل التبعة.

حقًّا.. إن الأم أعطت زوج ابنتها مكانته؛ فهو بحق أسدالعرين، والسيد: هو "الزوج" في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَاسَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ (يوسف: من الآية 25) أي صادفها زوجها زوجة بلغبها منتهى الطاعة صورة الأمَة في تخشعها، وبذلت جهدها ابتغاء مرضاة زوجها؛ فأخذتصورة الأمَة وما هي بأمَة، إن هي إلا سيدة عزيزة عاقلة، وكانت تبعيتها لزوجهاتبعيةً تستوجب عزةً، فهي تبعية التبعة والاتباع البنَّاء وليست المذلة والهوان؛فقابل الزوج ذلك بمنتهى الشفقة والرحمة فبلغ صورة العبد في لينهوسكونه.

والصورة من البلاغة بمكان؛ فالأصل (كوني له كالأمة- يكن لككالعبد) ولكن المجاز أعلى منزلةً وأسمى بيانًا، فمالت عن التشبيه الوضعي، وجنحت إلىما يوهم الاستعارة (التشبيه البليغ)؛ حيث إنه ادِّعاء أن المشبه به هو ذاته المشبه،فجاء خبرًا عنه، فهو أبلغ في الدلالة على وضوح الحال، وأبين كمالاً في رسم الصورة.
(كوني له أمةً.. يكن لك عبدًا).
فالمعادلة: "كوني له.. يكن لك
أمة.. عبدًا"
لما كانت له.. كان لها.
(كوني.. يكن)
(له.. لك)
لمَّا بادرته بـ(أمة) لبَّاها بـ(عبدًا).

استخدمت الأم التعبير الأدنى ولم تقل (كوني له سيدة يكن لكسيدًا كفؤًا) لسببين:
1- أن ابنتها ابنة "عوف بن محلّم الشيباني" سيد قومه، والزوجملك كندة، فهما ليسا بحاجة إلى ما يُعلي قدرهما.

2- أن الأم ذكَّرت ابنتها بأن ما يؤثر الرجل هو لين جانبزوجه، وليس نديَّتها له؛ فالزوجة أخلت ساحة السيادة للرجل، هنا تجري الأمور سويةً،لا يشعر بمن يزاحمه، بل يشعر بالوحشة، ويشعر بحاجته إلى من تؤنسه وتملأ قلبه حبًّا؛فيتحقق "كنت له أمة فأصبح لي عبدًا"، و"يكن" من جهة الزوج تضمين أو علاقة لزومية،وفي إطارها العام "تفاعل واستجابة" أو سببية "مجاز مرسل"؛ فالشيء يستدعينظيره.

* استخدام الترقيم في سرد ما تريدتوصيله للآخرين من معلومات؛ ففي رواية "العقد الفريد" جاءت الوصايا مرقَّمة مزدوجة (الأولى والثانية، والثالثة والرابعة)، وهكذا؛ فالتسلسل المرقَّم يوحي ببرمجةفكرية، وأن الأمر لم يكن مجرد خواطر سانحة، فالوصية ليست مجرد انطباعات إنشائية،تلقي الكلام على عواهنه؛ بل هي أفكار دفعها عقل بعدما برمجها ورتبهاوصاغها.

* استخدام أقل عدد ممكن من الكلماتالمعبرة الموجزة، جاءت الوصية عبارة عن رسائل سريعة خاطفة، وكأنها تعليمات تنفَّذ،وتوقيعات تلقى للحفظ، والمقام يقتضي ذلك.

* استخدام المقارنة والتشبيه.. كثيرًا ما استحضرت الأم المقابلة؛ لتوضيح الصورة لابنتها، وليكتمل رسمها للأمر؛فاستخدمت التقابل لتبرهن على أن بديل حسن الطاعة سيئ، وعاقبته وخيمة؛ لتحذر ابنتهامن مغبَّة تغليب هواها على هوى زوجها، وعدم طاعته في السراء والضراء، وكذلك استخدمتأعلى درجات التشبيه؛ وذلك لترسيخ جدية الأمر، وبيان خطورة عدم أخذه بما هوأهله.

4-بناء منهجية فيالتفكير:

أرادت الأم أن تسنَّ لابنتها دستورَ حياتها؛ فأخذت في وضعلبنات صرح سعادتها المستقبلية، وأولى هذه اللبنات إزالة التعصب لقبيلتها؛ فالتربيةالمتوارثة تغذي الانتماء القبلي؛ فلا مجد ولا شرف إلا للقبيلة..
وهل أنا إلا من غٌزيّة إن غَوت غويت وإن ترشد غزيةأرشد

"وحين تمتد هذه التربية عبر الأجيال فإنها تُورث مرضًاخطيرًا وهو (التركيب العقلي الأحادي)؛ الذي يكون عاجزًا عن الاستفادة من أكداسالمعلومات المتاحة له، بل قد يختص منها ما يغذي نفسيته ويسوغ له أفعاله وأفكاره ممايزيد تعصبه الأعمى".

وهذا ما دفع الأم للتعريض بخطورة استمرارية الانتماء القبليالقديم، وبيَّنت أنها مرحلة يجب تجاوزها في إطار النظرة المستقبلية الواقعية؛ "فالتكيف المتوازن يتطلب نوعًا من التجاوز عن بعض المفاهيم والآليات القديمة التيليست لها سوى قيمة وفعالية زمنية".. "أي بنية.. إنك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت،وخلَّفت العش الذي فيه درجت".

5- الواقعية:

وهي ركيزة مهمة من ركائز الموضوعية؛ فكثيرًا ما نقع أسرىحركة ترددية بين الماضي بمثله وقيمه وخبراته وبين المستقبل بآماله وخططه ومشاريعه،متجاوزين الواقع وظروفه وضروراته، أي نعيش لحظتين لا نملك واحدة منهما.. "وشدةحاجتهما إليك كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلقالرجال".

ومن مظاهر الواقعية:

أ- الانشغال بالواقع:
وهذا ما قامت به الأم فأخذت تطوف بمخيلة ابنتها نحوه "الصحبةبالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموقع عينه".

ب- تقدير العوارض وحسن التعامل معها (مهارةالتوقع):
"وكوني أشد ما تكونين له إعظامًا يكن أشد ما يكون لكإكرامًا، وأشد ما تكونين له موافقةً يكن أطول ما تكونين له مرافقةً واعلمي أنك لاتصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتوكرهت".

وهي في كل ذلك تضع التفاصيل لكل قسم، والأسباب الموجبة له؛إذ لعل ابنتها لا تدرك معنى من المعاني التي ذهبت إليه الأم؛ لأن تجربة "أم إياس" في الحياة محدودة لمَّا تصل إلى غاية الإدراك بعد.

ثم تواصل الأم في دائرة الوصايا لتختم بتحذير من مغبَّة أمريكون معه الفراق الأبدي، فتحذرها من الأمور التي تفكِّك عرى الألفة والوفاق بينالطرفين، فتصل إلى ما لا تحمد عقباه.


6-الاستدعاء الانطلاقي:

وإنما أقصد به استدعاء الكم المعلوماتي، واستحضار التجاربوالاستفادة منها عمليًّا استفادةً انطلاقيةً ينطلق بها صاحبها نحو التطور والرقي؛فطبيعة اشتغال الذهن بالمعلومات الواردة إليه تسبِّب له بعض الأضرار والمؤثراتالسلبية في منطقيته وطلاقته، والمعلومات التي لا نستطيع دمجها في مبادئ ونظم ونماذجعامة تقل الفائدة منها؛ فهي لا تجدد سوى جزء يسير من الوعي "ولكنها تذكرة للغافل،ومعونة للعاقل".

وكثافة المعلومات وتدفقها قد يوقف الإبداع، ويحول دونالاستفادة من هذا الكم إن لم يبرع في توظيفه، وكثيرًا ما يربي تابعًا مقلدًا، وهذاقصور في منهج التفكير "والشيء قد يموت بصورة ما إذا قطع عن وسطه الثقافي المعتاد؛إذ إن لغته خارج هذا الإطار تفقد معناها".

أرادت الأم لابنتها ألا تكون أسيرةَ القصور الذاتي، فترهقهاتبعات قصورها الإدراكي لطبيعة الحياة الجديدة، فتلهث خلف الحلول لما ترتب على هذاالقصور، وتكون دائرة إنتاجها العقلي هي وضع الحلول المبتسرة، أو ردود الأفعال،فعلَّمتها الأم فن القيادة وسر السيادة "كوني له أمةً يكن لك عبدًا" "ولا تفشي لهسرًّا ولا تعصي له أمرًا" "وكوني أشد ما تكونين له إعظامًا يكن أشد ما يكون لكإكرامًا".

الاحتفاظ "والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمهوعياله"، وحسن التوقع "وأشد ما تكونين له موافقة، يكن لك أطول ما تكونين لهمرافقته"، والاستشراف المستقبلي "واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاهعلى رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت"، كل هذا ذخيرة، كما قالت الأم في بدايةوصيتها: "احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرًا وذكرًا" تستدعيها ابنتها وقت الحاجة؛فالأم أعطت ابنتها درسًا هو عصارة حياتها ورسمت لها طريقها الصحيح.

الأم تهيِّئ ابنتها نفسيًّا، وتلمست الأم الوقت المناسبلإسداء النصيحة؛ فاقتنصت الفرصة السانحة، واستجمعت الأم قلبها، وألجمت عاطفتها بنورعقلها؛ فتوهَّجت نصيحتها ضياءً، وامتد عطاؤها عبر الأجيال والأزمان، في ليلة تطلقالأمهات العنان لعواطفهن ويسترسلن بكاءً، فلقد استقلَّت الابنة، وخرجت من البيتالذي ملأته أنسًا، تترك الأم فارغةَ الفؤاد، لكن أمامة طراز آخر، وجَّهت عاطفتهاالحرى، وأفرغتها حِكَمًا تُسديها لابنتها؛ فخرجت حِكَمًا واعيةً خلدها التاريخ "وجماع البلاغة التماس حسن الموقع، والمعرفة بساعات القول، وقلة الخرق بما التبس منالمعاني أو غمض"، وهذا ما فعلته الأم.

فالأم تعلم الرهبة النفسية التي تكون لدى كل فتاة هذهالليلة؛ فهي قد مرت بتلك الأحاسيس من قبل، وها هي تسكب السكينة على ابنتها حنانًاوتلطفًا وإيناسًا؛ فلقد برعت الأم في استهلال نصيحتها "أي بنية إن الوصية لو تركتلفضل أدب تركت لذلك منك".

عنصر التشويق كان من الأم؛ فعليه تقوم الرسالة، ويصاغ الخبر؛ "فخير الكلام ما شوق أوله إلى سماع آخره"، ومما برعت فيه الأم استخدام لفظة "بنية" و"يا بنية أمك" "وبعض كلمات اللغة لها معنى عاطفي وجداني، إضافةً إلى معناهاالدلالي الأساسي، ومن أمثلة الكلمات الغنية بالمعنى الوجداني أو المعنى النفسي: "أم، ابنة"، وكل كلمة من هذه الكلمات لها معنى أساسي مصحوب بشحنة غنية من العواطف،والأم هي الوالدة، وهي أيضًا رمز العطاء والفداء.

والأم هنا استخدمت "بُنية" مسبوقةً بالنداء، أو مقدرةًبالنداء، أو "يا بنية أمك"؛ ففي علم الدلالة الاهتمام بالمؤثرات الخارجية مما يوضحالمعنى ويزيد في تفهيمه واستجلائه، "فأدوار المخاطبين تقوم على العلاقة بين المتكلموالسامع تؤثر في معاني الجمل المتبادلة بينها والعلاقة السابقة هي علاقةودية".

وبدأت الأم "بإظهار ما الحسن فيه أوضح وما النفس بتقديمهأعنى"، فابنتها متوترة قلقة كأي فتاة ليلة زفافها، فأتقنت الأم زرع الثقة، ثم ومنحيث لا تشعر ابنتها آنستها إلى الإصغاء لوصاياها لأنها منحتها الرضا، وأشبعتنفسيتها ثناءً وثقةً، فزال عنها توترها؛ "فالشخص الذي يستشعر الإحباط يشعر بعدمالرضا ويكون في حالة من عدم التوازن ولذلك كان لا بد من شيء من التكيُّف لتخفيفالتوتر"، وتمكينها من تقبل الوضع الجديد والتجاوب معه.

"أرادت الأم أن تزيل عنها غربة الدار، وأن توجد الألفة بينهاوبين قرينها فأمرتها أن تتحلى بهذا الخلق وتتبع هذه الوصايا". ونجحت الأم في التوصلإلى حصول الغرض من المخاطب (ابنتها) والملاطفة (لها) في بلوغ المعنى المقصود، منحيث لا تشعر به، ويلاحظ تدرج الأم في إفراغها خبيء قلبها لابنتها حبًّا وتربيةً،ودروسًا في واقعية الحياة فما أفرغت ما عندها جرعة واحدة ولكنها تدرجت وتسلسلتتسلسلاً مركزًا، وعلى جرعات حتى تحفظ ابنتها ما تلقيه أمها وتعيه، فالتدرج والتسلسلالمركز يقي الذاكرة النسيان، ويحفظ للذهن توقده عند الاستدعاء المعلوماتي والمتلقيأكثر استعدادًا لتلقي الرسالة على جرعات، وعملت الأم على ألا يفلت زمام قلب ابنتهاالمتهدج منها، فاستخدمت الاستمالات العاطفية (أي بنية).

وفي رواية "مجمع الأمثال" (يا بنية أمك) في هذا التركيب مافيه من روعة حنان وعاطفة جياشة. "فالوصول إلى قلب المتلقي هدف من أهداف توصيلالرسالة" وقيل البلاغة هي: "إهداء المعنى إلى قلب السامع في أحسن صورة من المعنى". وقيل أيضًا إنها: "تنهي المعنى إلى قلب السامع فيفهمه".

ولا شك أن استخدام الاستمالات العاطفية واحد من التكتيكاتالمتبعة في الاتصال حاليًا.
إذ توصل "ماينفي وجرينبرج" في دراسة لهما حول تأثيرالدعاية العاطفية وكذلك توصل "هارتمان" إلى أن: "الاستمالات العاطفية في الدعايةتفوق الحجج المنطقية"، وفي صحيفة "بشر بن المعتمر" وصايا مهمة للتأثر والتأثيرمنها:

1- اختيار اللحظة المناسبة نفسيًّا لدى المستمع لتبليغالرسالة، وهذا ما قامت به الأم مع ابنتها.





2- البعد عن التعقيد لأنه يستهلك المعاني ويجهد الذهن، لذلكجاءت الوصية سهلة الألفاظ واضحة المعاني، لأن هدفها بناء الوعي وإيجاد شخصية جديدةتتناسب والمرحلة الحياتية، فالألفاظ مناسبة معبرة.

3- عملية الاتصال التي قامت بها الأم توافق فيها الحال معالمقال فحققت الرسالة هدفها.

4- علاقة المتصل (الأم) بالمستقبل (الابنة)، كانت على مستوىراقٍ، مما أنجح عملية الاتصال على المدى البعيد.

"وينبغي أن تعرف أقدار المعاني، فتوازن بينها وبين أوزانالمستمعين، وبين أقدار الحالات، فتجعل لكل طبقة كلامًا، ولكل حال مقامًا حتى تقسمأقدار المعاني على أقدار المقامات، ومقامات المستمعين على أقدارالحالات".

--------
المصادر:
1- تجديد الوعي، د. عبد الكريم بكار.
2- التفكير الموضوعي، د. عبد الكريم بكار
2- وحي القلم، الرافعي.
3- خلاصة تاريخ العرب، سيديو.
4- الاتصال الجماهيري، صالح خليل أبو إصبع.
5- مشكلات الحضارة، مالك بن نبي.
6- تفسير أبو السعود.
7- علم المعنى (الدلالة)، د. محمد عليالخولي.
8- أصول علم النفس وتطبيقاته، د. فاخرعاقل.
9- الوصايا في الأدب العربي، د. سهامالتفريح.
10- الصناعتين، لأبي هلال العسكري.
11- فصيحات العرب وبليغاتهم في الجاهلية،عبد القادر فياض حرفوش.
12- البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون.
13- الأعلام، للزركلي.
14- مجمع الأمثال، للميداني.
15- العقد الفريد، لابن عبد ربه.


رد مع اقتباس
قديم 13 Mar 2009, 10:48 PM [ 2 ]
شاعر


تاريخ التسجيل : May 2006
رقم العضوية : 10390
الإقامة : saudi arabia
الهواية : الغياب
مواضيع : 688
الردود : 19496
مجموع المشاركات : 20,184
معدل التقييم : 2155رعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond reputeرعد الجبوب has a reputation beyond repute

رعد الجبوب غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 12
فعالية رضاب القوافي

فعالية رضاب القوافي

يوميات الأعضاء

يوميات رمضانية

عضو مخلص

المراقب المتميز

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

العضو المميز

وسام الربيع

المشرف المميز




هلا بك أخوي أبو الندر
نصائح توعوية هامة وفي مكانها
ونتمنى أن تلتزم بها كل بنت ليلة زواجها


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 14 Mar 2009, 12:06 AM [ 3 ]
نائب المشرف العام


تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2191
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة
مواضيع : 1016
الردود : 10383
مجموع المشاركات : 11,399
معدل التقييم : 25الريّان is on a distinguished road

الريّان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 3
عضو مخلص

التواصل

مسابقة تعرجات قلم




أبو الندر
يعطيك العافية على هذا النقل
لهذه الدرر من الواصيا التي لو عقلتها
كل زوجة لعاشت في رغد من العيش مع شريك حياتها


دمت بحفظ الرحمن
أبو حسام


توقيع : الريّان

رحمك الله يا أمي يا تاج رأسي ومنبع ساسي
اللهم أنطق لسانه
وثبت جنانه وألهمه رشده
يااااااااااااا رب
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 14 Mar 2009, 08:53 PM [ 4 ]
زهرة المنتدى


تاريخ التسجيل : May 2007
رقم العضوية : 2893
الإقامة : iraq
الهواية : خربشات حرف
مواضيع : 431
الردود : 8278
مجموع المشاركات : 8,709
معدل التقييم : 25نور الهدى is on a distinguished road

نور الهدى غير متصل




توصياات راائعه جدا
شكرا لرووعة نقلك اخوي
دمت بوود


توقيع : نور الهدى

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 14 Mar 2009, 08:59 PM [ 5 ]
مراقب عام


تاريخ التسجيل : Nov 2007
رقم العضوية : 4435
الإقامة : saudi arabia
الهواية : المقناص + الرياضة + الكمبيوتر
مواضيع : 573
الردود : 17982
مجموع المشاركات : 18,555
معدل التقييم : 923خيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to behold

خيال الشدادين غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 9
المشاركة في الاحتفالية السنوية

المشاركة في احتفالية العام التاسع

المراقب المتميز

الإداري المميز

عضو مخلص

الاحتفال بالعام السابع

العضو المميز

المشرف المميز

الحضور المميز




ابو الندر

الله على تميز مواضيعك الله يحفظك


توقيع : خيال الشدادين
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 05 Jun 2009, 04:31 AM [ 6 ]

تاريخ التسجيل : Jun 2009
رقم العضوية : 20949
مواضيع : 0
الردود : 4
مجموع المشاركات : 4
معدل التقييم : 25المملوحه is on a distinguished road

المملوحه غير متصل




يسلمو دياتك ابو الندر

على هالموضوع المفيد

تحيتي لك

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 31 Jul 2009, 08:39 AM [ 7 ]
عضوة متميزة


تاريخ التسجيل : Mar 2008
رقم العضوية : 5976
الإقامة : saudi arabia
الهواية : قراءة روايات
مواضيع : 349
الردود : 12239
مجموع المشاركات : 12,588
معدل التقييم : 26الجــازي is on a distinguished road

الجــازي غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 12
وسام فعالية الألوان

العضو المميز

القسم المميز

التواصل

الاحتفال بالعام السابع

الاحتفال بالعام السابع

وسام صورة ومثل

فعالية: من صاحب هذا الخط؟

الخطوط الشدادية

وسام المسابقات والفعاليات




وصية رائعة جدا

اتمنى كل ام توصيها بنتها

وبذلك تكون قد ضمن السعادة لابنتها

الله يعطيك العافية اخوي ابو الندر

جزاك الله خير


توقيع : الجــازي
/

.. ضمني إليك قوم إعوجاج أضلعي فيك ..

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 31 Jul 2009, 11:00 AM [ 8 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Mar 2009
رقم العضوية : 19043
الإقامة : saudi arabia
الهواية : الكمبيوتر
مواضيع : 462
الردود : 5652
مجموع المشاركات : 6,114
معدل التقييم : 230ياسر الشدادي has a spectacular aura aboutياسر الشدادي has a spectacular aura aboutياسر الشدادي has a spectacular aura about

ياسر الشدادي غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 4
مشارك في مسابقة القرآن الكريم

العضو المميز

المشرف المميز

الحضور المميز




الله يعطيك العافية

اخووووي

تقبل مروري


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة عروس ليلة زفافها( لمن تفرح ولمن تحزن ) الحلافي منتدى المرئيات والصوتيات 16 14 Jun 2010 08:39 PM
قصة بنت تصاب بالعين في ليلة زفافها بنت الزين منتدى القصص والحكايات 7 18 Feb 2010 11:24 PM
عروس يحطمها الجوال ليلة زفافها ألماسة حساسة منتدى القصص والحكايات 23 04 Jan 2008 05:53 PM
فتاة تفقد بصرها ليلة زفافها سبحان الله العين حق ابو تركى منتدى القصص والحكايات 6 05 Jul 2007 12:51 PM
الأم احن صدر عليك (بمناسبة عيد الأم) عبووودي المواهب والمحاولات الشعرية 12 27 Mar 2006 12:29 PM
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

02:37 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com