|
|||||||||||||||||
انما الحياة الدنيا لعب ولهو
^ ^ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ أستوقفتني هذه الآية العظيمة ,ووجدت أنها تحمل أسراراً كبيرة من أسرار الحياة ,فالأصل في الإنسان السعادة وعليه ككائن بشري أن يمرح ويزج نفسه في فقعات اللهوالمباح ,فقد خلق الله الجنة قبل النار والجنة خلقها الله مكان للمرح واللهو وتبادل تباريح السرور والأنس ,ثم جاء الإنسان لهذه الدنيا باسماً طفلاً صغيراً يلهوويلعب ويمرح في مراتع ربائات الطفولة ,ثم هو يغدو ليرى الشمس تشرق بيوم جميل باسمة ثغرها في الأفق ,والطيور في غدوها وآبها تغني جمال الخلود ,والحيوانات المفترسة على وحشتهاوشراستها تنام في ظل المرح واللعب ,والإنسان السوي يعالج نفسه بالمرح واللعب وإلا لماكان للحياة طعم ولما استقامت الدنيا ,ولمات الإنسان كئيباً وانقرض الخلق وفنيت الدنيا ,وكان الوجود عدماً ,والبقاء صراعاً بين الظلمة والظلام, فالإنسان الجامد الصلب الظالم لنفسه بالجد المتطرف لابد أن يسقط في وهلة الملل والفتور .والكون على اتساعه والدنيا على صخبها وتنوع أطيافها,والخلق في ضجيجهم وتعالي أصواتهم ,كل ذلك الازعاج يكفيه برهة من رفع الابتسامات وساعات من المرح واللعب,. الحياة الدنيا على اسمها حياة سماها ربي حياة "إنما الحياة الدنيا" فلك أن تتصور معنى الحياة ؟معنى شامل لكل معطياتها حياة بالعمل والكفاح والزراعة والبناء وتشييد الحضارات وعمارة الإنسانية .صحيح أنها حياة قصيرة ولكنها للمؤمن خالدة خلود الآبدين,فالمؤمن يتمتع بها في رضا ربه ثم يموت عنها ليعيش حياة أخرى أروع جمالاً في قبره ثم يبعث ليبقى خالداً في الجنة سعيداً نائياً عن كل مكدرات الدنيا. فالمؤمن الحق !! لايموت في معناه وإن قضى جسده خامداً بلاحراك وذهبت أيامه من الدنيا فهذا القضاء قضاء الأجساد لا الأرواح والمعاني, . قد يعيش الإنسان بلامال ,وقد يعيش بلا مأواى يأوي إليه ,وقد يعيش تحت ظل شجرة باسقة ,ولكنه لايستطيع أن يعيش بلاقلب مرح يكافح عن طريقه صخب الحياة وفايروسات الإحباط وبراثين اليأس . فصاحب القلب المرح لايعالج نفسه فقط من ضغط الدم وأمراض القلب الحسية بل يعالج ماهو أوسع من ذلك علاجاً معنوياً وحسياً . كأمراض الاكتئاب والقلق والكرب الشديد وقرحة المعدة والقولون العصبي وغيرها والحقيقة التي لاشك فيها أن القرآن أنزل على البشرية ليعالج قضاياهم النفسية والعضوية في آن واحد ,ولك أن تتأمل في كثير من نصوص القرآن كيف قّعد فنون السعادة وطرق الولوج إليها بطريقة مدهشة للغاية ربما تغنيك عن كثير من قرآت موروث الغرب في بسطهم حول النفس وجلبات أنهار الحياة إليها.ولكن الموفق من وفقه ربي لتدبر القرآن والمحروم من حرم تدبر القرآن وصدق الله حيث قال) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) :فمن جعل القرآن أنيسه كيف يشقى؟ يقول د. محمد بن إبراهيم الحمد هذه الآية استفتحت بها سورة طه - كما هو معلوم فما أروعه من استفتاح، وما أبرعه من استهلال؛ حيث تَبَيَّن من خلاله أن هذا القرآن وما فيه من أوامر، ونواهٍ، وإرشادات، وقصص، وأحكام وأخبار - إنما هو لمحض السعادة؛ لذا فإنه حقيق على المسلم الذي يؤمن بهذا القرآن ومنزله، والمنزل عليه - أن يدرك هذا المعنى العظيم، ويستحضر أن جلبَ السعادة، وطردَ الهم من أعظم مقاصد تلك السورة، بل والقرآن والشريعة عموماً. أقوال المفسرين في الآية السابقة: يقول ابن كثير:فهذا جزء من آية تكرر في موضعين في القرآن، الأول في سورة محمد صلى الله عليه وسلم في الآية رقم: 36، وتمام الآية هو: إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ . والموضع الثاني في سورة الحديد في الآية رقم: 20، وتمام الآية : اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ. قيل : اللعب ما رغب في الدنيا ، واللهو ما ألهى عن الآخرة ، أي : شغل عنها . وقيل : اللعب : الاقتناء ، واللهو : النساء. يقول الطبري: اعلموا - أيها الناس - أن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم ما هي إلا لعب ولهو تتفكهون به. يقول ابن عاشور وأشير إلى أنها ينبغي أن تتخذ الحياة وسيلة للنعيم الدائم في الآخرة ، ووقاية من العذاب الشديد ، وقد ذكر هنا من شئون الحياة ما هو الغالب على الناس وما لا يخلو من مفارقة تضييع الغايات الشريفة أو اقتحام مساو ذميمة ، وهي أصول أحوال المجتمع في الحياة ، وهي أيضا أصول أطوار آحاد الناس في تطور كل واحد منهم ، فإن اللعب طور سن الطفولة والصبا ، واللهو طور الشباب ، والزينة طور الفتوة ، والتفاخر طور الكهولة ، والتكاثر طور الشيخوخة . وذكر هنا خمسة أشياء واللهو : اسم لفعل أو قول يقصد منه التذاذ النفس به وصرفها عن ألم حاصل من تعب الجسد أو الحزن أو الكمد ، يقال : لها عن الشيء ، أي : تشاغل عنه . وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ. قال ابن عباس- رضي الله عنهما- :« هذه حياة الكافر ؛ لأنه يزجيها في غرور وباطل، وأما حياة المؤمن فتُطوَى على أعمال صالحة، فلا تكون لعبًا ولهوًا».وروي عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه- أنه قال :« الدنيا متاع الغرور إن ألهتك عن طلب الآخرة. فأما إذا دعتك إلى طلب رضوان الله تعالى وطلب الآخرة، فنعم المتاع، ونعم الوسيلة ».كما قال سيد قطب- حقيقة لا يقصد القرآن بها العزلة عن حياة الأرض ، ولا إهمال عمارتها وخلافتها التي ناطَها الله تعالى بهذا الكائن البشري، حين قال للملائكة :﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَةً ﴾ بعد نفخ الروح فيه ؛ وإنما يقصد بها تصحيح المقاييس الشعورية، والقيم النفسية ، والاستعلاء على غرور المتاع الزائل، وجاذبيته المقيَّدة بالأرض.. والحياة الدنيا تكون تافهة لا قيمة لها ولا وزن حين لا يكون وراءها غاية أكرم وأبقى.. حين تعاش لذاتها مقطوعة عن منهج الله تعالى فيها. ذلك المنهج الذي يجعلها مزرعة الآخرة ؛ ويجعل إحسان الخلافة فيها هو الذي يستحق وراثة الدار الباقية. وهذا هو الذي تشير إليه الفقرة الثانية في هذه الآية الكريمة :﴿ إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ﴾ (محمد : 36 ).
|
11 Feb 2010, 02:50 AM | [ 2 ] | |||||||
|
جزاك الله خير غاليتي
اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك وفقك الله لما يحبه ويرضى دمتي بخير وسعاده ... |
|||||||
11 Feb 2010, 02:40 PM | [ 3 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
أختي شغب .. جزاك الله ألف خير .. ويجب علينا المداومة لعبادة الله ومحاسبة النفس .. مشكورة غاليتي .. |
|||||||
12 Feb 2010, 04:38 AM | [ 4 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
جزاك الله الفردوس الأعلى ياغالية ورفع الله قدرك بطاعته ولا حرمك سكنى جنته |
||||||||
12 Feb 2010, 04:53 AM | [ 5 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
والمبتغى هي الدار الآخرة دار الخلود دار النعيم الذي لا يزول جعلنا الله وإياكم من ورثة جنة النعيم وبارك فيك أختي شغب |
||||||||
12 Feb 2010, 05:36 AM | [ 6 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
جزاك الله الف خير وجعلهاا في ميزان حسناتك تحياتي |
||||||||
12 Feb 2010, 11:50 PM | [ 7 ] | ||||||||
عضو متميز
|
جعل الله هذا الموضوع في ميزان حسناتك . أعجبني الأسلوب العلمي في الموضوع . وأما الحياة الدنيا فإنها : غرّارة ، مكارة ، تتبهرج للناظرين بزخرف الزيف ، فيا لله كم صريع لها ، وكم عاشق لها ، وكم مبتغٍ رضاها ، طامع في نيلها . كان سيدنا أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول : يا دنيا غري غيري ، طلقتك بتاتا . وكان يقول - رضي الله عنه - : أما بعد : فإن الدنيا قد ارتحلت مُدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا . فعلى العاقل أن يعتبرها محطة تزوّد من الباقيات الصالحات ، فإنها قنطرة عبور ليوم البعث والنشور . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . |
||||||||
14 Feb 2010, 04:43 PM | [ 8 ] | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
العفو حبيبتي .. ممتنه لك
الله يسلمك السلطان .. شكرا لك ..
وياك يارب .. شكرا لك
صدقت يامتأمل وأشكرك على التعليق .. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|