..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
  [ 1 ]
قديم 23 Mar 2012, 01:59 PM
عضو جديد

أبو عوض غير متصل

تاريخ التسجيل : Oct 2011
رقم العضوية : 46955
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 2
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا



ـــــــــــــ الخطبة رقم1 المسيح الدجال ـــــــــــــــــ
أيها المسلمون: تكلمنا في الخطبة الماضية عن علامات الساعة الصغرى وسنتكلم اليوم بإذن الله عن أول علامة من علامات الساعة الكبرى المنذرة بالقرب الشديد لقيام الساعة.
وهذه العلامات الكبرى مجموعة في قوله ص: (إنها لن تقوم-أي الساعة- حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر : الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج وثلاث خسوفات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)
عباد الله: اعلموا أن أول علامة من علامات الساعة الكبرى ظهورا هي فتنة مخيفة ، وهي أعظم الفتن ، ليس فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تصغر أمامها، وما تكـون فتنة حتى تقوم الساعة أكبر من فتنتها. إنها فتنة المسـيح الدجال؛ (ونعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال).
لقد تواترت الأخبار، وتكاثرت الأحاديث عن نبيكم محمد [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/user/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]في التحذير منه، وبيان أوصافه، وعظم فتنته ، الدجال منبعُ للكفر والضلال، فهو أعظم فتنة في تاريخ الأرض ليس هناك فتنة أعظم منه ، أنذرت به الأنبياء أقوامها، وحذرت منه الرسل أممها، ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف البينة، وحذَّر منه نبينا المصطفى ص، وذكر له نعوتاً وأوصافاً لا تخفى.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((قام رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/user/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ألا أنذركموه؟ ما من نبي إلا وقد أنذر قومه ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبيٌ لقومه: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب))
كيف سيخرج الدجال؟؟ وما هي الأجواء والمقدمات لخروجه؟؟
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين والروم –والروم هم أوربا وأمريكا- فالمسلمين سيتحالفون مع الروم لقتال عدوا من ورائهم –لم يسمه النبي صلى الله عليه وسلم- فينتصر المسلمون والروم على هذا العدوا ثم يعدون إلى بلاد الشام فإذا وصلوا إلى منطقة في سوريا قرب حلب يحصل بين المسلمين والروم خلاف ، فيبدأ كل فريق يجمع جيشه لقتال الآخر تسعة أشهر ثم تحصل المعركة العظيمة بينهما ، وقد سماها النبي ص بالملحمة الكبرى ، ينتصر المسلمون فيها انتصارا عظيما ، فيبدأ المسلمون في فتح بلاد الغرب حتى يصلوا إلى القسطنطينية ويفتحونها ، وفي هذه الأثناء يغضب الشيطان غضبا عظيما لهزيمة الروم ، ويخاف من أن يتقدم الجيش الإسلامي أكثر فيقتل النصارى عن بكرة أبيهم ، فيقوم ويصرخ في جيوش المسلمين وهم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ يصيح فيهم الشيطان أن المسيح [ الدجال ] قد خلّفكم في أهليكم [ يريد إفزاعهم وتخويفهم ] ، فيتركون حينها ما في أيديهم ، ويُقبلون فيبعثون عشرةَ فوارس طليعة [ استكشاف ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ _ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ "
وحينما يصلون إلى بلاد الشام ليتأكدوا من صحة الخبر ، يخرج الدجال حقيقة بعد أن كان الخبر إشاعة وكذبا.
أيها المسلمون: اعلموا رحمكم الله أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها ، يغضب كيف تفتح البلاد؟! وكيف ينتصر الإسلام؟! فيغضب الدجال غضبةً فيخرج والعياذ بالله، وهو رجل من بني آدم، يدعي أولاً النبوة، ثم تظهر على يديه فتن خارقات ثم ينتشر صيته في الأرض، ثم يدعي بعد ذلك أنه هو الرب والعياذ بالله، رجلٌ قصير ، متباعد الفخذين، جعد كثير الشعر، أعور وإن ربكم ليس بأعور، الدجال لا ولد له، ولا ذرية له، رجل جسيم واسع الجبهة، عريض النحر، يخرج من بلدة تسمى: أصبهان من جهة المشرق بين الشام والعراق –وهذه البلدة موجودة الآن في إيران بين الشام والعراق-كما أخبر النبي ص- ويسكن بجوارها حاليا كثير من اليهود تحسبا لخروج الدجال ، وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيخرج معه سبعون ألفا من اليهود عليهم الطيالسة لأنهم يعتقدون بأن الدجال هو المخلص لهم من المسلمين.
ويخرج الدجال في هذا الوقت والناس في ذهول عن ذكره فيُنسى ولا يُذكر في المنابر لاشتغال الناس بالحروب والقتال.
وإذا خرج الدجال فإنه يجوب الأرض كلها شمالا وجنوبا وبسرعة مذهلة –إلا مكة والمدينة "والمسجد الأقصى في بعض الروايات" فإنها محرمة عليه-،ويبقى في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع والباقية كأيامنا.
وإذا خرج وعلم به الناس فإنهم يهربون منه في الجبال والأودية ، وإن أدركه أحد منكم فاليهرب مع الناس ولا يواجهه كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه والسلم ، بل إن بعضهم كما أخبر النبي عليه يقيد زوجته أو ابنته في بيته خشية أن يخرجن فيفتنهم.
بل إن النبي ص أخبر بأنه سيكون هناك من يعجب بعلمه وإيمانه فيظن أنه قادر على مواجهة الدجال بما معه من اليقين والعلم فما إن يلتقي به ويرى ما عنده من الفتن إلا ويكفر بالله جل في علاه،، والعياذ بالله.

عباد الله: لا تظنوا بأن فتنة الدجال بالأمر الهين ، فالمتأمل في حال بعض المسلمين في هذا الزمن تجدهم يفتنون بكلام صحفي في جريدة أو كلام مثقف أقنعهم بكم كلمة في التلفاز أو النت فغير فكرهم.
بل وتجدهم يتأثرون بأفكار مسلسل درامي يستهزء بالدين وينقل صورة سيئة عن أهله ، فتغيرت أفكارهم وعقائدهم وأخلاقهم وأصبحوا معادين للدين وأهله بسبب هذه التفاهات.
فكيف لو التقى هؤلاء بالمسيح الدجال ورأوا فتنته ، كيف سيكون الحال والمآل؟؟؟
كيف لو رأوه يأتي القوم فيدعوهم لأن يؤمنوا بأنه الله ، فإذا آمنوا به ، أمر السماء بأن تمطر فتمطر ، وأمر الأرض أن تخرج خيراتها فتخرجُ خيراتها وثمارها فينعمون بها نعيما عظيما.
وإذا هم عصوه وكذبوه أمر السماء أن تمسك مائها فلا تمطر قطرة ، وأمر الأرض أن تمسك خيراتها فتيبس أرضهم ويجفُ ماؤهم ، ويَخرجَ الدجال من عندهم وقد أصيبوا بالفقر والجوع والعطش ليس عندهم من مالهم شيء.
والناس تتداول هذه الأخبار، فتجدهم يقولون: من آمن بالدجال رزق بالخيرات، ومن كفر به حرم من هذه الخيرات، واليوم فتنة الناس ما هي؟ فتنة الناس بالدنيا، يريدون فقط الخيرات والأموال والثمرات، لا يفكرون بالإيمان بالله عز وجل أو بغيره، فكيف بأيام الدجال؟!! نسأل الله العافية
وعنده فتنة أخرى: عنده جنة ونار، فناره جنة وجنته نار، والآن أنت تسمع كلاماً، وربما تقول: أنا أعرف إن شاء الله أن جنته نار وناره جنة، لكن لو رأيت أمام عينيك النار بيده، نهرٌ من نار يلتهب جحيم ولهيب! من كفر به ألقاه فيه، ومن آمن به أدخله جنته.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام(من رأى هذا فليأت ناره، وليغمض ثم ليطأطئ رأسه ثم ليشرب ماءً بارداً)

ومن الفتن العظيمة التي يَفتن بها الناس: أنه يأتي إلى الأرض الجدباء الخاوية والألوف من الناس خلفه ، فيقول للأرض: أخرجي كنوزك ؛ فتخرج الأرض ما فيها من الذهب والكنوز فتكون كأمثال الأسطوان على ظهر الأرض ، ثم يأمر هذه الكنوز أن تمشي خلفه ، فترى هذه الكنوز تمشي خلفه كالنحل من غير أن يقودُها أحد فيُفتن الناس بهذا!! كيف لهذه الجمادات من الذهب والكنوز أن تمشي وتزحف خلف هذا الرجل في منظر عجيب ، فيه من العظمة والفتنة مالله به عليم!!

بل عنده فتنة أخرى وهي: أنه يأتي إلى الإنسان فيقول له: تؤمن بي؟ فيقول له: لا. أنا لا أؤمن بك، أنت الدجال، فيقول له: أرأيت إن أحييت أمك وأباك؟ وفي مثل هذه المواقف ، خذ في عين الاعتبار بأن الدجال ليس لوحده بل معه عشرات الألوف، جيوش تسير معه، وذهب وكنوز تزحف بين يديه ، وهو يسير كالغيث إذا عصفت به الريح، فهيبة الموقف عظيمة ، والفتنة كبيرة،يقول للرجل وهو بهذه المهابة: أرأيت لو أحييت أباك وأمك أتؤمن بي؟ فيقول: نعم؟؟ فينادي على أمه فتخرج أمه من قبرها، وينادي على أبيه فيخرج أباه من قبره، فتقول له أمه ويقول له أبوه: يا بُني! قد رأينا ما لم تر، اعبده فإنه ربك ، وهما شيطانان يتمثلان بصورة أمه وأبيه، فيا عباد الله اثبتوا).

عباد الله: في ذلك الموقف حتى جيش المهدي الرجل الصالح لا يجرؤ أن يواجه الدجال للقتال ، فيتحصنون في البيوت والجبال كغيرهم من المسلمين.
فيتوجه الدجال إلى المدينة المنورة يريد أن يَدخلها لكنه لا يستطيع، فيقف على جبل أحد ، فيرى المسجد النبوي ، فيقول لأصحابه وجنوده:أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد ، سبحان الله النبي ص يخبر الصحابة رضي الله عنهم في هذا الحديث بأن مسجده المبني من طين سيكون كالقصر الأبيض العظيم ، وهذا من أكبر دلائل نبوته ومعجزاته التي نراها الآن بأعيننا ، فإن من رأى صورةً للمسجد النبوي الآن من على جبل أحد لرآه وكأنه والله قصر أبيض –لا تعرف أصلا أنه مسجد بل تحسبه قصرا- كما أخبر به النبي ص في الحديث ، وفي هذا دلالة واضحة بأن زمن الدجال قد اقترب موعده ، لأننا رأينا بأعيننا الآن القصر الأبيض الذي سيراه الدجال بلا خلاف.
فكلما أراد الدجال دخول المدينة المنورة ، تستقبله الملائكة بالسيوف وتمنعه، فيخرج شاب من أهل المدينةمن خير الناس، فيقول للناس: هذا هو الدجال الذي حذرنا منه النبي عليه الصلاة والسلام، فيأتي إليه فيضربه الدجال بالسيف جزلتين، يقطعه نصفين، فيمشي الدجال بين هذين النصفين والناس ترى، ثم يقول له: قم، فيقوم مرة أخرى، فيقول له الدجال: أتؤمن بي الآن؟ فيقول: لاوالله أنت الدجال، ما ازددت بك إلا بصيرة، أنت الدجال الذي حذرنا منه النبي عليه الصلاة والسلام، فيريد الدجال أن يقتله مرة أخرى فلا يسلط عليه.
فهذه يا عباد الله فتنة الدجال التي حذرت منها الأنبياء كما قال [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/user/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]: ((لا فتنة أعظم من فتنة الدجال))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
.......الخطبة الثانية.....
أيها المسلمون: يسير الدجال في الأرض، يفتن الناس، ويقتل من يقتل، ويحرق من يحرق، ويفتن من يفتن، والناس معه جيوش وألوف ، وفي آخر المطاف يتوجه الدجال إلى بيت المقدس يريد أن يقتل أهله ، فيتحصن المؤمنون في بيت المقدس فيحصارهم فيه حصارا قاسيا ، فيزلزلون زلزالاً شديداً، وهو يريد أن يدخل بيت المقدسلكن لا يستطيع لدفاع الملائكة ، والناس قد زلزلوا وخافوا وارتجفوا، ماذا يفعلون؟ وماذا يصنعون؟ اليهود قد تجمعوا مع الدجال في فلسطين، يريدون أن يقتحموا بيت المقدس، والمؤمنون بداخله ، يريدون القتال في سبيل الله ولكن لا يستطيعون ،
والمسلمون في ذلك الوقت قد تجمع بعضهم في بيت المقدس ، وكثيرون منهم قد تجمعوا في دمشق، يفكرون بالجهاد، ويريدون القتال ، والمهدي رضي الله عنه حينها يكون مع الذين في دمشق ا.هـ
وفي ليلة من الليالي وقد أُذن لصلاة الفجر تحدث آية عظيمة ومعجزة باهرة من معجزات محمد صلى الله عليه وسلم ، فيها بشارة بالنصر للمؤمنين الصادقين الثابتين على هذا الدين ، وهي نزول عيسى بن مريم عليه السلام ونزوله يعد ثاني علامة من علامات الساعة الكبرى الدالة على الاقتراب الشديد لقيام الساعة ، نذكر قصة نزوله وكيف ستكون نهاية الدجال في الخطبة القادمة بإذن الله.
عباد الله: قد يسأل سائل فيقول كيف الخلاص من فتنة الدجال؟؟
فنقول بأمور عدة: أولها الدعاء فقد كان النبي ص يستعيذ بالله من فتنة المسيح الدجال بعد التشهد الآخير من كل صلاة فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جنهم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال)
ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من حفظ عشر آيات من أوائل سورة الكهف عصم من فتنة الدجال)).
وقد يقول أناس: نذهب إلى مكة أو المدينة حتى نسلم من الدجال وشره ، فنقول لا بأس، من يستطيع الفرار منكم إلى مَكة أو المدينة، فله ذلك، فهما محرمتان على الدجال أن يدخل واحدة منهما وذلك من سبل النجاة.
لكنني لا أجد لك سبيلا للنجاة أكبر وأشرف وأجل وأعظم من أن ُتوحد اللـه جل وعلا وتعرف معنى كلمة.. "لا إله إلا اللـه".. فهذا هو أصل الأصول وبر الأمان لكل مؤمن يريد الأمان حقا في الدنيا والآخرة.
ألم يقل لك النبي ص بأنه لا يقرأ كلمة كافر بين عيني الدجال إلا مؤمن موحد للكبير المتعال، وهذه من نعم الله للمؤمنين.
وإذا سمعت قول الله تعالى: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة))
فلا تظن أن الإيمان كلمة يرددها لسانك فحسب..ولا تظن أن الإيمان تصديق بالقلب فحسب ،، بل الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب"... وعمل بالجوارح ...
وقد قال الحسن : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه.
فإن أردت النجاة من فتنة المسيح الدجال ومن أي فتنة أو شدة في الدنيا أو الآخرة فاقرن العمل بالإيمان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء))
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله..

ــــــــــــ الخطبة رقم 2 :هلاك الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج ــــــــــــــــ
أيها المسلمون: تكلمنا في الخطبة الماضية عن الدجال وفتنته ، وكيف أنه يجوب الأرض يفتن الناس وأنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وكيف أن كنوز الأرض تمشي خلفه وكيف أنه يلبس على الناس بإحيائه لمواتاهم من أجل أن يكفروا بالله العلي العظيم.
وذكرنا بأنه في آخر المطاف يتوجه إلى فلسطين ونفوس الناس ممتلئةً خوفا وهلعا من الدجال وجنوده ، فيلجئون إلى المسجد الأقصى يلوذون بحماه فيحاصرهم الدجال وجنوده في المسجد الأقصى.
والمسلمون في ذلك الحين على قسمين : منهم من هو محاصر في فلسطين من قبل الدجال.
وكثير منهم مع المهدي في دمشق في سوريا ، فيجتمع المسلمون الذين في سوريا ، ويعقدون العزم في ليلة من الليالي ويأخذون العهود والمواثيق في تلك الليلة على أن يخرجوا في فجر وصبيحة ذلك اليوم إلى الدجال فيقاتلونه وجنوده حتى الموت والشهادة أو النصر والتمكين.
وبعد عقد هذا العزم يؤذن لصلاة الفجر والمهدي قد جهز المسلمين ليخرجوا بعد الصلاة لقتال الدجال ، وبعد انتهاء الأذان وقبل إقامة الصلاة يأتي الفرج من الله وتأتي الكرامة لتلك الفئة من المسلمين،
فينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرق دمشق –وهذه المنارة موجودة الآن في نفس المكان المذكور ومصورة قد بناها النصارى بأموالهم- ينزل عيسى عليه السلام في ثوبين مصبوغين بصفرة خفيفة يسيرة ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كحبات اللؤلؤ.
فلا إله إلا الله ما أجمل ساعات الفرج بعد الكرب ، وما أجمل الأمن بعد الخوف من فساد الدجال وفتنته العظيمة وظلمه الكبير ، بل ما أعظمها من كرامة أن يرى المسلمون نبي من أبياء الله ورسول من أولي العزم من الرسل الكبار ، حي يرزق بينهم يكلمونه ويجالسونه ويرون جماله بين أيديهم ويكون قائدا لهم في حياتهم.
يقول صلى الله عليه وسلم: (( ليس نبى بينى وبين عيسى بن مريم وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، إنه رجل مربوع ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بالسمين ولا بالنحيف مائل إلى الحمرة والبياض كأن رأسه يقطر ماء من غير بلل))
ونزوله يعد علامة من علامات الساعة الكبرى كما قال الله تعالى عنه وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بهاو اتبعون)
سينزل عيسى عليه السلام –يا عباد الله- ليكذب اليهود الذين زعموا أنهم قتلوه، وليكذب النصارى الذين جهلوا هذه الحقيقة فقالوا بأنه قتل وصلب ودفن في قبر ثلاثة أيام ثم رفع إلى أبيه "تعالى الله عما يقولون"
نزل عيسى عليه السلام ليبين للناس جميعا أن محمدا [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/user/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] وأن الموحدين من أمته هم أولى الناس بعيسى عليه السلام ، لأنه سيحكم العالم كله بالقرآن الكريم وليس بالإنجيل الذي أنزل عليه ، وبشريعة محمد وليست بالشريعة التي أنزلت عليه ، فهو سيصلي بصلاتنا ويحج بحجنا ويصوم كصومنا.
سينزل عيسى عليه السلام ليقتل الدجال وليزيل كل الأديان من على وجه الأرض إلا الإسلام.
قال صلى الله عليه وسلم: ((فيَهلكُ في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام، ويُهلك اللـه المسيح الدجال))
أيها المؤمنون: بعد أن ينزل عيسى عليه السلام بعد أذان الفجر وقبل إقامة الصلاة يراه الناس فيعرفونه بوصفه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيستبشرون به استبشارا عظيما ويفرحون به فرحا كبيرا ،كيف لا يفرحون برؤيته ولقائه وقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلقاه ويراه فقال عليه الصلاة والسلام: (إني لأرجو أن يطال بي العمر فألقى عيسى بن مريم، فإن عَجِل بي موتي فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام) وهذا دليل على شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا النبي الكريم.
فيسلم عليه المسلمون ويأنسون به ثم يقدمه المهدي رضي الله عنه ليصلي بهم إماما لصلاة الفجر فيضع عيسى يده بين كتفي المهدي ثم يقول له: تقدم فصلّ فإنها لك أقيمت ، فيصلى نبى اللـه عيسى عليه السلام خلف إمام المسلمين مأموما ، فهنيئا لمن سيصلي بجواره.
وبعد أن تنقضي الصلاة يتوجه نبى اللـه عيسى عليه السلام من دمشق في سوريا إلى بيت المقدس في فلسطين فإذا وصلوا إلى فلسطين يبدأ القتال ، فيخرج المؤمنون يكبرون، وإذا بالدجال يسمع بالأمر، وإذا باليهود يريدون القتال، لكنهم لما يسمعون أن عيسى بن مريم مع المؤمنين، يختبئون خلف الأحجار، ويختبئون خلف الأشجار، ويبدأ المسلمون يقتلون فيهم، حتى يقول الحجر والشجر(يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) الله أكبر! ما أعظمه من نصر وما أعظمه من فتح! ، وفي أثناء القتال يرى عيسى بن مريم الدجال من بعيد، فيبدأ الدجال يذوب، وهو يهرب ويريد الخلاص، ولكنه يبدأ يذوب كما يذوب الملح كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فيسرع عيسى ابن مريم للحاق به قبل أن يذوب بأكمله فيضربه ضربة برمحه فيقتله حتى يُبين للناس بأن الدجال قد مات وأن ربكم لا يموت ، فيقتل المسلمون كل من كان مع الدجال.
(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
وبعد هذا النصر العظيم ، والخلاص من الفتنة الكبيرة يأتي عيسى عليه السلام إلى الناس الذين عصمهم الله من الدجال فيمسح عن وجوههم بيده الشريفه ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة!! فما أطيب الحياة بعد هذه البشرى وبعد النجاح في الصبر على البلوى ، أناس يمشون على الأرض وهم يعرفون درجاتهم وأماكنهم في الجنة ،، هذه نتيجة الثبات على هذا الدين ،، فنسأل الله العلي العظيم من فضله.
بارك الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
أيها المسلمون: وبعد هزيمة الدجال وانتصار المسلمين يقول ص: (ثم يأتي عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه- أي من الدجال- فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور-أي إلى جبل الطور في سيناء- ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون )
ويأجوج ومأجوج-يا عباد الله-هم أُمَّتَانِِ من البشر من ذرية آدم عليه السلام وبعضهم يقول بأنهم من ذرية نوح عليه السلام كما في تفسير ابن كثير ، فهم بشر ولكنهم يتميزون عن بقية البشر بالاجتياح المروع والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب والإفساد في الأرض بصورة لم يَسبق لها مثيل (فهم وحوش في أفعالهم وإن كانوا بشرا مثلنا في صفاتهم)
وقد ذكر البعض أخباراً عجيبة وروايات غريبة عن يأجوج ومأجوج، فذكروا أصلهم، ونسبهم، وأشكالهم، وألوانهم، ومكانهم!!
وهذه الأخبار والروايات إنما هي مجرد خرافات وأوهام وخيالات وأساطير مكذوبه ليس لها أصل في القرآن أو السنة.
واعلموا يا عباد الله: بأن خروج يأجوج ومأجوج يعد من علامات الساعة الكبرى كما أخبر الله عن قول ذي القرنين بعد تمامه لبناء السد الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج قال ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا) وقال الله جل في علاه: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون * واقترب الوعد الحق) فخروجهم دليل على الإقتراب الشديد لقيام الساعة.
وقوله تعالى: (من كل حدب ينسلون) أي أنهم ينزلون من كل الأماكن المرتفعة وبسرعة مخيفة وبكثرة مرعبة حتى أن بعضهم يظهر على ظهر بعض من كثرتهم وسرعة مشيهم في الأرض.
فيغشونَ الناس من جهة المشرق أي من الصين حاليا، فينحاز المسلمون عنهم إلى جبل الطور كما أمر الله بذلك عيسى عليه السلام.
فيخرج قوم يأجوج ومأجوج في الأرض فلا يدعون فيها أخضرا ولا يابساً، ولا إنساناً ولا حياً إلا سفكوا دمه، فيقتلون من يقتلون، ويأكلون من يأكلون حتى يمروا على بحيرة طبرية فإذا مَرَّ أوائلهم شربوا ماء البحيرة كله فإذا مر آخرهم قال: لقد كان في هذه الأرض ماء .
حتى إذا لم يبقَ من الناس أحد إلا من كان مختبئا في حصن أو في جبل قال قائلهم: قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء!! "ثم يهزّ أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع إليه وفي رأسها دما؛ للبلاء والفتنة فيقولون: قتلنا الله!! سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
ويشتد الحصار على نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار من شدة الجوع والبؤس الذي حل بهم ، وعندها يلجأ عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الدعاء والتضرع لله جل في علاه بأن يزيل عنهم هذا البلاء.
فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل في أعناق هؤلاء القوم الذين لم يستطع أحد أن يقاتلهم ، بعث في أعناقهم النغف وهو الدود الصغير فقتلهم الله بدود صغير ولم يرسل عليهم جيشا ولا ملائكة من السماء وإنما بدود صغير حتى يعلم الجميع بأن أقوى قوى الأرض إنما هي ضعيفة بجنب الله جل في علاه.
فيبعث الله هذا الدود فيقتلهم جميعا كنفس واحدة ، أي أنهم جميعا يموتون في وقت واحد يصبحون موتى لا يُسمَع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يَفدي لنا نفسه ، فينظر ما فعل هذا العدو؟ "فيتجرّد رجل منهم محتسبا نفسه، قد أوطنها على أنه مقتول، فينزل فيجدهم موتى، بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، ألا أبشروا، إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه شحومهم ونتنهم فلا يستطيعون العيش في تلك الحالة ، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله تعالى طيرا لها أعناق كأعناق الإبل فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله عز وجل مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر إلا أصابه فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة –أي المرآة-
ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك (وهذه مكافئة للمؤمنين الصابرين) فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة الواحدة ويستظلون بقشرتها من الشمس ، ويبارك في اللبن حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الجماعة من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس
فتكثر الخيرات في زمن عيسى عليه السلام كثرة عجيبة لم يسبق لها مثيل ، ويطرح الله البركة في أرزاق السماء والأرض كما قال صلى الله عليه وسلم: (طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح، يؤذنللسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى إذا بذرت حبّك على الصفا لنبت ، ولا تشاحن ولا تحاسد، ولا تباغض)
ويُنزل الله الأمن في الأرض حتى بين الوحوش كما قال صلى الله عليه وسلم((تنزل الأمنة في الأرض حتى ترعى الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم ، فيكون الذئب مع الغنم كأنه كلبها ويمر الوليد على الأسد فلا يضره وتمر الوليدة على الحية فلا تضرها))
عباد الله: يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة يعيش هو ومن معه في هذا النعيم قد رُفع الظلم واستقر الأمن والأمان والرخاء ، ويكون عيسى عليه السلام حكما عدلا في الأرض جميعا وإماماً مقسطاً يكسر الصليب وينهي دين النصرانية فنزوله دليل على بطلانها ، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية أي أنه لا يأخذ الجزية ممن لا يريد أن يدخل في الإسلام بل إما أن تسلم وإما أن تقتل فلا بقاء في الأرض إلا للمسلمين، ويترك الصدقة لعدم وجود فقراء على وجه الأرض في زمانه ، فلا يسعى على شاة ولا بعير.
عباد الله: لا يخفى على الجميع بأنه لا بد للشمس من الغروب ولا بد للحي من وفاة ، وعيسى عليه السلام -كما تعلمون- أنه رفع إلى السماء بجسده وروحه ، فهو لا يزال حيا في السماء إلى هذه الساعة فله في الحياة حتى الآن ألفان وإثنا عشرة سنة من تاريخ ميلاده والعلم عند الله.
فبعد أن ينزل في الأرض ويعيش أربعين سنة يموت هذا النبي العظيم ويتوفاه الله جل في علاه كسائر خلقه ، (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فيموت عيسى عليه السلام ويرحل عن هذه الدنيا ويغسل ويكفن كما يغسل ويكفن سائر المسلمين ، ويصلى عليه ويقبر في مقابر المسلمين.
هذه-يا عباد الله- ثلاثة علامات من علامات الساعة الكبرى قد أوردناها لكم ، وسنورد البقية بإذن الله في الخطبة القادمة.
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبة رقم 3 الثلاث الخسوفات وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها وخروج النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر (الشام) والنفخ في الصور
.................................................. ......
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدّر فهدى، الذي أخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى، سبحانه هو أمات وأحيى، وأضحك وأبكى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على طريقهم واقتفى. أما بعد:
أيها المسلمون تكلمنا في خطب ماضية عن أشراط الساعة الكبرى وذكرنا منها خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج قوم يأجوج ومأجوج.
وبينا أن الناس في زمن عيسى سيعودون للإسلام ولا يبقى على وجه الأرض دين إلا الإسلام.
ولكنّ حال الناس في تمسكهم بالإسلام سيقل بعد وفاة عيسى عليه السلام ، ويبدأ الشر والفساد ينتشر ويعود في الأرض مرة أخرى ثم بعد ذلك تظهر بقية العلامات الكبرى.
وهنا يجب التنبيه على أمر مهم: وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ترتيبا محددا للعلامات الكبرى وإنما ذكرها غير مرتبة ، ومن أجل هذا فلا أحد يستطيع الجزم بترتيب وقوعها.
أيها المسلمون: من أشراط الساعة الكبرى الخسوفات الثلاثةالتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب كما ورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب .. إلخ)).
وهذه الخسوفات لم تقع بعد كغيرها من أشراط الساعة الكبرى التي لم يظهر شئ منها، وما حدث من بعض الخسوفات في أماكن متفرقة من الأرض وفي أزمان متباعدة ، فذلك قد يكون من أشراط الساعة الصغرى لأن الخسوفات التي هي من علامات الساعة الكبرى سيكون لها شأن عظيم وسمعة واسعة يعرفها جميع الناس من عظمها ، وهي ستكون بعد خروج المسيح الدجال.
ومن أشراط الساعة الكبرى ظهور الدخان، وهذا ثابت بالكتاب والسنة بل إن هناك سورة في القرآن سميت بسورة الدخان لذكر هذه العلامة فيها كما قال تعالى: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أليم وتأملوا يا عباد الله كيف أن الله وصف هذا الدخان بأنه عذاب أليم ، وفيه دلالة أنه ليس بالأمر الهين الذي يحل بالعباد حينها.
فهذا الدخان يا عباد الله سيملأ ما بين المشرق والمغرب ويمكث في الأرض أربعين يوماً فأما المؤمن فيصيبه منه مثل الزكام، وأما الكافر فيدخل فيه هذا الدخان فينتفخ حتى يخرج منه من كل جهة: من فمه ومنخريه وعينيه وأذنيه ودبره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه". فهو حقا عذاب أليم كما وصفه الله سبحانه ، ولا شك أن هذا ابتلاء من الله من جملة الابتلاءات لهذه الأمة في آخر الزمان، ولو تتبعنا بقية الآيات التي ورد فيها ذكر هذا الدخان لربما أدركنا شيئاً من حكمة ذلك: وهو بعد الناس حينها عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسمع وتأمل قول الله تعالى:فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ

ومن أشراط الساعة الكبرى يا عباد الله: ظهور دابة تكلم الناس، وهذه الدابة آية من آيات الله وهي مخالفة لمعهود البشر حيث أنها تتكلم وتعقل وتخاطب الناس قال الله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون .
فهذه الدابة ستخرج من الأرض وذهب عدد من العلماء أنها ستخرج من مكة وبعضهم قال من جبل الصفا بالتحديد ، كما خرجت ناقة صالح عليه السلام من الصخرة.
وفي الآية المذكورة آنفا: إشارة إلى أن خروج الدابة يكون عندما يكثر الشر ويعم الفساد، ويكون الخير قلة في ذلك الزمان، قال ابن كثير رحمه الله: وأن ذلك يكون عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يُخرج الله لهم دابة من الأرض فتكلم الناس على ذلك.
ويكون مع هذه الدابة خاتم تختم به وجوه الناس فأما المؤمن فتختم في وجهه بأنه مؤمن وكذلك الحال في الكافر.
أيها المسلمون: ومن علامات الساعة الكبرى طلوع الشمس من المغرب ثلاثة أيام ، وهذه آية عظيمة وحدث مهول يحدث هزة عظيمة في الفلك ، فهي ستخالف ما اعتاده الناس بطلوعها من المغرب ، ولكن الذي أطلعها من المشرق قادر على أن يغير مسارها فهو خالقها ومدبر أمرها سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً . وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََ: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)).
فإذا طلعت الشمس من مغربها لا يقبل الإيمان ممن لم يكن قبل ذلك مؤمناً، ولا تقبل توبة العاصي، لأنه بعد خروج الشمس من المغرب يغلق باب التوبة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)) رواه مسلم.
عباد الله: إن طلوع الشمس من مغربها آية عظيمة يراها كل من كان في ذلك الزمان، فتنكشف لهم الحقائق ، ويشاهدون من الأهوال ما يلوي أعناقهم إلى الإقرار والتصديق بالله وآياته، وحكمهم في ذلك حكم من عاين بأس الله تعالى، كما قال عز وجل: فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون . قال القرطبي رحمه الله: "قال العلماء: وإنما لاينفع نفساً إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها ، لأنه خلُص إلى قلوبهم من الفزع ما تَخمد معه كل شهوة من شهوات النفس ، وتفتر كل قوة من قوى البدن ، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة ، في حال من حضرة الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم ، وبطلانها من أبدانهم ، فمن تاب في مثل هذه الحال لم تقبل توبته ، كما لا تقبل توبة من حضره الموت". انتهى.
أيها الأحبة: إن طلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة يكون متتالياً وربما يكون في يوم واحد ، قال صلى الله عليه وسلم عن هاتان العلامتان: ((وَأَيُّهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا)) ولا يبقى بعد ذلك من علامات الساعة الكبرى إلاّ النار التي تخرج من عدن لتحشر الناس إلى محشرهم في أرض الشام وبعدها تقوم الساعة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
.... الخطبة الثانية ....
أيها المسلمون: في آخر الزمان يختل الكون وتهتز الأفلاك فالشمس تخرج من المغرب والزلازل والخسوفات في الأرض تكثر ، والكعبة تهدم ، والقرآن يرفع من الصدور والسطور فلا يبقى منه في الأرض آية ولا كلمة واحدة ، بل إن الله سيبعث ريحا من اليمن تقبض روح من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد يقول: الله الله ، فلا صلاة حينها ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا قراءة قرآن ،، وكل هذا؛ تمهيدا لقيام الساعة فإن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق والعياذ بالله.
ثم بعد ذلك تخرج نار عظيمة من اليمن وهي العلامة الأخيرة من علامات الساعة الكبرى. تخرج هذه النار تسوق الناس سوقا إلى أرض المحشر وهي أرض الشام ، فيفر منها الناس ، منهم الراكب ومنهم من الراجل ومنهم من يسرع بالفرار ومنهم من يعجز عن الحراك فتأكله النار ، وهذه النار تسير في النهار وتتوقف بالليل حتى يستريح الناس ، فهي تسير حيث ساروا وتبيت معهم حيث باتوا حتى توصلهم إلى أرض الشام.~~~
وفي ذلك اليوم يأذن الله عز وجل بنهاية هذه الدنيا، ويقضي سبحانه بأن يقفل سجل التاريخ ، فهناك يقف الزمن و ينتهي كل شيء في هذه الحياة الدنيا، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ)
على رؤوس هؤلاء القوم يأمر الله عز وجل إسرافيل عليه السلام بأن
ينفخ في الصور النفخة الأولىوهي نفخة الصعق والموت ، يأمره الله عز وجل أن ينفخ هذه النفخة فيطولها بصوته العظيم ، ويمدها مدا ، يسمعها الناس فجأة تأتيهم من السماء (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) وبسماع هذه النفخة-يا عباد الله- يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه كمن هو في الجنة من الحور العين وغلمانها.
و تأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا كما قال سبحانه: (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون -أي في أسواقهم وملاهيهم يختصمون ويتشاجرون كعادتهم- فلا يستطيعون توصية – لسرعة هذه النفخة- ولا إلى أهلهم يرجعون) قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه " ليُنفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى يَنفخ في الصور ويصعق ، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور ، بل إن الرجل ليأخذ اللقمة من صحفته فلا تصل إلى فمه إلا وقد نفخ في الصور.
أيها المسلمون: إذا نفخ في الصور هلك كل من في الأرض ومن في السماء إلا من شاء الله ، فيحل السكون في هذا الكون أربعون (لا ندري أربعون يوما أو شهرا أو سنة) لم يحدد هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك
ينفخ في الصور النفخة الثانية فيقوم جميع الخلائق من ملائكة وإنس وجن وبهائم ووحوش يقومون جميعا بعد النفخة الثانية في منظر مدهش ومذهل يقومون لربهم العظيم وخالقهم الجليل (يوم يقوم الناس لرب العالمين)
ووالله العظيم أنك ستكون أنت يا من يسمعني الآن ممن يقوم في ذلك اليوم العظيم وحينها ستقول: هذا هو اليوم الآخر وهذا هو يوم القيامة الذي كنت أسمع عنه في الدنيا ، ها أنا الآن أشاهده بعيناي ، وأعيش لحظاته حقيقة ، (يا ليتني قدمت لحياتي)
عباد الله: اليوم الآخر هو الركن السادس من أركان الإسلام الذي يجب على كل عبد أن يؤمن به ، وأن يستعد له بالأعمال الصالحة التي تنفعه في ذلك اليوم ، والتي يسر أحدنا أن يراها في صحيفته ، و يجب على كل واحد منا أن يخفف على نفسه من الأوزار التي تثقل كاهله في ذلك اليوم العظيم ، وهو يحملها على ظهره كما قال سبحانه (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا-التي نعيشها الآن- إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله..


رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2012, 02:25 PM [ 2 ]
مراقب عام

تاريخ التسجيل : Nov 2007
رقم العضوية : 4435
الإقامة : saudi arabia
الهواية : المقناص + الرياضة + الكمبيوتر
مواضيع : 573
الردود : 17982
مجموع المشاركات : 18,555
معدل التقييم : 923خيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to behold

خيال الشدادين غير متصل


رد: ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا


ابو عوض
الله يجعل خواتيم اعمالنا خيرها
............


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2012, 03:56 PM [ 3 ]
مؤسس شبكة الشدادين

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2072
الردود : 91533
مجموع المشاركات : 93,605
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


رد: ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا


ما شاء الله تبارك الله
أخي العزيز أبا عوض
أهلاً بك معنا ومرحبا

وجزاك الله كل خير وبارك فيك
على هذه الخطب الطيبة
سائلين الله أن لا يحرمك أجرها
ولا يحرمنا فائدتها


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2012, 10:55 PM [ 4 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Mar 2011
رقم العضوية : 37316
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 453
الردود : 11877
مجموع المشاركات : 12,330
معدل التقييم : 328شمس الأصيل is a jewel in the roughشمس الأصيل is a jewel in the roughشمس الأصيل is a jewel in the roughشمس الأصيل is a jewel in the rough

شمس الأصيل غير متصل


رد: ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا


بارك الله فيك على هذه المشاركة

ولاحرمك الله الأجر


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 24 Mar 2012, 11:15 AM [ 5 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Jan 2012
رقم العضوية : 54047
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 120
الردود : 1148
مجموع المشاركات : 1,268
معدل التقييم : 32الشقاوي is on a distinguished road

الشقاوي غير متصل


رد: ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا


اختي
الله يكتب لكِ الأجر
ويرزقكِ حسن الختام


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 25 Mar 2012, 01:20 AM [ 6 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 35981
الإقامة : saudi arabia
الهواية : أتنفسه كي لا أختنق ~
مواضيع : 710
الردود : 23842
مجموع المشاركات : 24,552
معدل التقييم : 807عطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to beholdعطر الياسمين is a splendid one to behold

عطر الياسمين غير متصل


رد: ثلاثة خطب جمعة جاهزة عن علامات الساعة الكبرى روعة جدا جدا جدا


بارك الله فيك أخوي..
وربي يعافيك ولا يحرمك الأجر..

,’


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

02:28 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com