26 Jan 2007, 09:36 AM | [ 41 ] | ||||||||
عضو متميز
|
في أهل الكتاب كما سنذكرها ويدل عليه وجوه الوجه الاول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان احرص الناس على تصديقه واتباعه واقامة الحجة على من خالفه وجحد نبوته ولا سيما أهل العلم والكتاب فان الاستدلال عليهم بما يعلمون بطلانه قطعا لا يفعله عاقل وهو بمنزلة من يقول لرجل علامة صدقي انك فلان ابن فلان وصنعتك كيت وكيت وتعرف بكيت وكيت ولم يكن الامر كذلك بل بضده فهذا لا يصدر ممن له مسكة عقل ولا يصدقه أحد على ذلك ولا يتبعه أحد على ذلك بل ينفر العقلاء كلهم عن تصديقه واتباعه والعادة تحيل سكوتهم عن الطعن عليه والرد والتهجين لقوله ومن المعلوم بالضرورة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه نادى معلنا في هاتين الامتين اللتين هما أعلم الامم في الارض قبل مبعثه بأن ذكره ونعته وصفته بعينه عندهم في كتبهم وهو يتلو ذلك عليهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا في كل مجمع وفي كل ناد يدعوهم بذلك الى تصديقه والايمان به فمنهم من يصدق ويؤمن به ويخبر بما في كتبهم من نعته وصفته وذكره كما سيمر بك ان شاء الله وغاية المكذب الجاحد أن يقول هذا النعت والوصف حق ولكن لست أنت االمراد به بل نبي آخر وهذا غاية ما يمكنه من المكابرة ولم تجد عليه هذه المكابرة الاكشفه عورته وابدائه الفضيحة بالكذب والبهتان فالصفات والنعوت والعلامات المذكورة عندهم منطبقة عليه حذو القذة بالقذة بحيث لا يشك من عرفها ورآه أنه هو كما عرفه قيصر وسلمان بتلك العلامات المذكورات التي كانت عنده من بعض علمائه وكذلك هرقل عرف نبوته با وصف له من العلامات التي سأل عنها أبا سفيان فطابقت ما عنده فقال ان يكن ما تقول حقا فانه نبي وسيملك ما تحت قدمي هاتين وكذلك من قدمنا ذكرهم من الاحبار والرهبان الذين عرفوه بنعته وصفته كما يعرفون أبناءهم قال تعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال في موضع آخر الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون ومعلوم أن هذه المعرفة انما هي بالنعت والصفة المكتوبة عندهم التي هي منطبقة عليه كما قال بعض المؤمنين منهم والله لاحدنا اعرف به من ابنه ان احدنا ليخرج من عند امرأته وما يدري ما يحدث بعده ولهذا أثنى الله سبحانه على من عرف الحق منهم ولم يستكبر عن اتباعه فقال لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن |
||||||||
26 Jan 2007, 09:36 AM | [ 42 ] | ||||||||
عضو متميز
|
بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب الجحيم قال ابن عباس لما حضر اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بين يدي النجاشي وقرا القرآن سمع ذلك القسيسون والرهبان فانحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق فقال الله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون الايات وقال سعيد بن جبير بعث النجاشي من خيار اصحابه ثمانين رجلا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأ عليهم القرآن فبكوا ورقوا وقالوا نعرف والله فاسلموا وذهبوا الى النجاشي فاخبروه فاسلم فأنزل الله فيهم واذا سمعوا ما أنزل الى الرسول الايات وقال السدي كانوا اثني عشر رجلا سبعة من القسيسين وخمسة من الرهبان فلما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن بكوا وقالوا ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين قال ابن عباس هم محمد وامته وهم القوم الصالحون الذين طمعوا ان يدخلهم الله فيهم والمقصود ان هؤلاء الذي عرفوا انه رسول الله بالنعت الذي عندهم فلم يملكوا أعينهم من البكاء وقلوبهم من المبادرة الى الايمان ونظير هذا قوله سبحانه قل آمنوا به أولا تؤمنوا ان الذين أتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا قال امام التفسير مجاهد هم قوم من أهل الكتاب لما سمعوا القرآن خروا سجدا وقالوا سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا كان الله عز و جل وعد على السنة انبيائه ورسله ان يبعث في آخر الزمان نبيا عظيم الشأن يظهر دينه على الدين كله وتنتشر دعوته في اقطار الارض وعلى رأس أمته تقوم الساعة واهل الكتابين مجمعون على ان الله وعدهم بهذا النبي فالسعداء منهم عرفوا الحق فآمنوا به واتبعوه والاشقياء قالوا نحن ننتظره ولم يبعث بعد رسولا فالسعداء لما سمعوا القرآن من الرسول عرفوا انه النبي الموعود به فخروا سجدا لله ايمانا به وبرسوله وتصديقا بوعده الذي انجزه فرأوه عيانا فقالوا سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا وذكر يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه جده قال يونس وكان نصرانيا فاسلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب الى أهل نجران بسم الله ابراهيم واسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله الى اسقف نجران واهل نجران سلم انتم اني احمد اليكم اله ابراهيم واسحق ويعقوب اما بعد فاني ادعوكم الى عبادة الله من عبادة العباد وادعوكم الى ولاية الله من ولاية العباد فان ابيتم فاجزيه فان ابيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام فلما اتي الاسقف الكتاب فقرأه فظع به وزعره ذعرا شديدا فبعث الى رجل من اهل عمان يقال له شرحبيل بن وداعة وكان من همدان ولم يكن احد يدعى الى |
||||||||
26 Jan 2007, 09:36 AM | [ 43 ] | ||||||||
عضو متميز
|
معضلة قبله فدفع الاسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى شرحبيل فقرأه فقال الاسقف ما رأيك يا ابا مريم فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله ابراهيم في ذرية اسماعيل من النبوة فما نأمن من أن يكون هذا هو ذاك الرجل ليس لي في النبوة رأي لو كان امر من الدنيا اشرت عليك فيه برأي وجهدت لك فقال الاسقف تنح فاجلس فتنحي فجلس ناحية فبعث الاسقف الى رجل من اهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي اصبح من حمير فاقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل فأمره الاسقف فتنحى ثم بعث الى رجل من اهل نجران يقال له جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب فاقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل وعبد الله فامره الاسقف فتنحى ناحية فلما اجتمع الرآي منهم على تلك المقالة جميعا امر الاسقف بالناقوس فضرب به ورفعت المسوح بالصوامع وكذلك كانوا يفعلون اذا فزعوا بالنهار واذا كان فزعهم ليلا ضرب بالناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمع اهل الوادي اعلاه واسفله وطوله مسيرة يوم للراكب السريع وفيه ثلاثة وسبعون قرية وعشرون ومائة الف مقاتل فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وسألهم عن الرأي فيه فاجتمع رأي اهل الرأي منهم على ان يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونه بخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق الوفد حتى اذا كانوا في بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حللا لهم يجرونها من حبرة وخواتيم الذهب ثم انطلقوا حتى اتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلموا عليه فلم يرد عليهم السلام وتصدوا لكلامه نهارا طويلا فلم يكلمهم وعليهم تلك الحلل والخواتيم الذهب فانطلقوا يبتغون عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وكانا معرفة لهم كانا يبعثان العير الى تجران في الجاهلية فيشترى لهما من برها وتمرها فوجدوهما في ناس من المهاجرين والانصار في مجلس فقالوا يا عثمان ويا عبد الرحمن ان نبيكم كتب الينا بكتاب فاقبلنا مجيبين له فاتيناه فسلمنا عليه فلم يرد سلامنا فتصدينا لكلامه نهارا طويلا فاعيانا ان يكلمنا فما الرأي منكما أنعود أم نرجع اليه فقالا لعلي بن ابي طالب وهو في القوم ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم فقال علي لعثمان و عبد الرحمن أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ويلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودون اليه ففعل وفد نجران ذلك ووضعوا حللهم وخواتيمهم ثم عادوا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلموا عليه فرد عليهم سلامهم ثم قال والذي بعثني بالحق لقد أتوني المرة الاولى وان ابليس لمعهم ثم سألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له ما تقول في عيسى فانا نحب أن نعلم ما تقول فيه فانزل الله عز و جل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من |
||||||||
26 Jan 2007, 09:36 AM | [ 44 ] | ||||||||
عضو متميز
|
من تراب ثم قال له كن فيكون ألحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم الغد بعدما أخبرهم الخبر اقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشي عند ظهره الى الملاعنة وله يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه يا عبد الله بن شرحبيل ويا جبار بن فيض لقد علمتما ان الوادي اذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا الا عن رأيي واني والله أرى أمرا مقبلا والله لئن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حتى يصيبنا بجائحة وإنا لادنى العرب منهم جوارا ولئن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلا عناه لا يبقى على وجه الارض منا شعرة ولا ظفر الا هلك فقال له صاحباه فما الرأي يا ابا مريم فقد وضعتك الامور على ذراع فهات رأيك فقال رايي ان أحكمه فاني ارى الرجل لا يحكم شططا ابدا فقالا له أنت وذاك فلقي شرحبيل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اني قد رأيت خيرا من ملاعنتك فقال وما هو قال شرحبيل حكمتك اليوم الى الليل وليلتك الى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل وراءك احدا يثرب عليك فقال له شرحبيل سل صاحبي فسألهما فقالا ما نرد الموارد ولا نصدر المصادر الا عن رأي شرحبيل فرجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اذا كان الغد اتوه فكتب لهم كتاب صلح وموادعه فقبضوا كتابهم وانصرفوا الى نجران فتلقاهم الأسقف ووجوه نجران على مسيرة ليله من نجران ومع الأسقف أخ له من أمه وهو ابن عمه من النسب يقال له ابو علقمه فدفع الوفد كتاب رسول الله ص - الى الأسقف فيبنا هو يقرؤه وأبو علقمه معه وهما يسيران اذ كبت بابي علقمه ناقته فتعس غير أنه لا يكنى عن رسول الله ص - فقال له فقال له الاسقف عند ذلك قد والله تعست نبيا مرسلا فقال له ابو علقمة لا جرم والله لا أحل عنها عقدا حتى آتيه فضرب وجه ناقته نحو المدينة وثنى الاسقف ناقته عليه فقال له إفهم عني انما قلت هذا مخافة ان يبلغ عني العرب انا أخذنا حمقة او نجعنا لهذا الرجل بما لم تنجع به العرب ونحن اعزهم واجمعهم دارا فقال له ابو علقمة والله لا اقيلك ما خرج من رأسك ابدا ثم ضرب ناقته يقول ... اليك تعدوا قلقا وضينها ... معترضا في بطنها جنينها ... مخالفا دين النصارى دينها |
||||||||
26 Jan 2007, 09:36 AM | [ 45 ] | ||||||||
عضو متميز
|
اثنا عشر وجها تدل على أنه مذكور في الكتب المنزلة حتى اتى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل معه حتى استشهد بعد ذلك واذا عرف اهذا فالعلم بانه صلى الله عليه و سلم مذكور في الكتب المتقدمة يعرف من وجوه متعددة احدها اخبار من قد ثبتت نبوته قطعا بانه مذكور عندهم في كتبهم فقد اخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه فيجب تصديقه فيه اذ تكذيبه والحالة هذه ممتنع لذاته هذا لو لم يعلم ذلك الا من مجرد خبرة فكيف اذا تطابقت الادلة على صحة ما اخبر به الوجه الثاني انه جعل الاخبار به من أعظم أدلة صدقه وصحة نبوته وهذا يستحيل أن يصدر الا من واثق كل الوثوق بذلك وانه على يقين جازم به الثالث ان المؤمنين به من الاحبار والرهبان الذين اثروا الحق على الباطل صدقوه في ذلك وشهدوا له بما قال الرابع ان المكذبين والجاحدين لنبوته لم يمكنهم انكار البشارة والاخبار بنبوة نبي عظيم الشان صفته كذا وكذا وصفة امته ومخرجه وشأنه لكن جحدوا أ يكون هو الذي وقعت به البشارة وانه نبي آخر غيره وعلموا هم والمؤمنون به من قومهم انهم ركبوا متن المكابرة وامتطوا غارب البهت الخامس ان كثيرا منهم صرح لخاصته وبطانته بانه هو هو بعينه وانه عازم على عداوته ما بقي كما تقدم السادس ان إخبار النبي صلى الله عليه و سلم بأنه مذكور في كتبهم هو فرد من أفراد اخباراته بما عندهم في كتبهم من شأن أنبيائهم وقومهم وما جرى لهم وقصص الانبياء المتقدمين وأممهم وشأن المبدأ والمعاد وغير ذلك مما أخبرت به الانبياء وكل ذلك مما يعلمون صدقه فيه ومطابقته لما عندهم وتلك الاخبارات أكثر من أن تحصى ولم يكذبوه يوما واحدا في شيء منها وكانوا أحرص شيء على أ يظفروا منه بكذبة واحدة أ غلطة او سهو فينادون بها عليه ويجدون بها السبيل الى تنفير الناس عنه فلم يقل أحد منهم يوما من الدهر انه أخبر بكذا وكذا في كتبنا وهو كاذب فيه بل كانوا يصدقونه في ذلك وهم مصرون على عدم اتباعه وهذا من أعظم الادلة على صدقه فيما اخبر به لو لم يعلم الا بمجرد خبره السابع انه اخبر بهذا لاعدائه من المشركين الذين لا كتاب عندهم وأخبر به لاعدائه من أهل الكتاب وأخبر به لاتباعه فلو كان هذا باطلا لا صحة له لكان ذلك تسليطا للمشركين أن يسألوا أهل الكتاب فينكرون ذكل وتسليطا لاهل الكتاب على الانكار وتسليطا لاتبعاه على الرجوع عنه والتكذيب له بعد تصديقه وذلك ينقض الغرض المقصود باخباره من كل وجه وهو بمنزلة رجل يخبر بما يشهد بكذبه ويجعل اخباره دليلا على صدقه وهذا لا يصدر من عاقل |
||||||||
26 Jan 2007, 09:37 AM | [ 46 ] | ||||||||
عضو متميز
|
ولا مجنون فهذه الوجوه يعلم بها صدق ما أخبر به وان لم يعلم وجوده من غير جهة أخباره فكيف وقد علم وجود ما أخبر به الثامن انه لو قدر انهم لم يعلموا بشارة الانبياء به واخبارهم بنعته وصفته لم يلزم أن لا يكونوا ذكروه وأخبروا به وبشروا بنبوته اذ ليس كل ما قاله الانبياء المتقدمون وصل الى المتأخرين وأحاطوابه علما وهذا مما يلعم بالاضطرار فكم من قول قد قاله موسى وعيسى ولا علم لليهود والنصارى به فاذا أخبر به من قام الدليل القطعي على صدقه لم يكن جهلهم به موجبا لرده وتكذيبه التاسع انه يمكن ان يكون في نسخ غير هذه النسخ التي بايديهم فازيل من بعضها ونسخت هذه مما أزيل منه تخالف نسخ التوراة والانجيل وتناقضها الاناجيل تواريخ وقولهم ان نسخ التوراة متفقة في شرق الارض وغربها كذب ظاهر فهذه التوراة التي بايدى النصارى تخالف التوراة التي بايدي اليهود والتي بايدي السامرة تخالف هذه وهذه وهذه نسخ الانجيل يخالف بعضها بعضا ويناقضه فدعواهم أن نسخ التوراة والانجيل متفقة شرقا وغربا من البهت والكذب الذي يرجونه على أشباه الانعام حتى ان هذه التوراة التي بايدي اليهود فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم وهم يعلمون قطعا ان ذلك ليس في التوراة التي أنزلها الله على موسى ولا في الانجيل الذي انزله على المسيح وكيف يكون في الانجيل الذي أنزل على المسيح قصة صلبه وما جرى له وانه أصابه كذا وكذا وصلب يوم كذا وكذا وانه قام من القبر بعد ثلاث وغير ذلك مما هو من كلام شيوخ النصارى وغايته أن يكون من كلام الحواريين خلطوه بالانجيل وسموا الجميع انجيلا وكذلك كانت الاناجيل عندهم اربعة يخالف بعضها بعضا ومن بهتهم وكذبهم قولهم ان التوراة التي بايديهم وأيدي اليهود والسامرة سواء والنصارى لا يقرون ان الانجيل منزل من عند الله على المسيح وانه كلام الله بل كل فرهم مجمعون على أنها أربعة تواريخ الفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة ولا يعرفون الانجيل غير هذا انجيل الفه متى تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح وكتب بالعبرانية في بلد يهود بالشام وانجيل الفه مرقس الهاروني تلميذ شمعون بعد ثلاث وعشرين سنة من رفع المسيح وكتبه باليونانية في بلاد انطاكية من بلاد الروم ويقولون ان شمعون المذكور هو ألفه ثم محى اسمه من اوله ونسب الى تلميذه مرقس وانجيل ألفه لوقا الطبيب الانطاكي تلميذ شمعون بعد تأليف مرقس وانجيل ألفه يوحنا |
||||||||
26 Jan 2007, 09:37 AM | [ 47 ] | ||||||||
عضو متميز
|
تلميذ المسيح بعد ما رفع المسيح ببضع وستين سنة كتبه باليونانية وكل واحد من هذه الاربعة يسمونه الانجيل وبينها من التفاوت والزيادة والنقصان ما يعلمه الوقف عليها وبين توراة السامرة واليهود والنصارى من ذلك ما يعلمه من وقف عليها فدعوى الكاذب الباهت ان نسخ التوراة والانجيل متفقه شرقا وغربا بعدا وقربا من أعظم القرية والكذب وقد ذكر غير واحد من علماء الاسلام ما بينها من التفاوت والزيادة والنقصان والتناقض لمن أراد الوقوف عليه ولولا الاطالة وقصد ما هو أهم منه لذكرنا منه طرفا كبيرا جمعهم بين التحريف والكتمان لنعت الرسول وقد وبخهم الله سبحانه وبكتهم على لسان رسوله بالتحريف والكتمان والاخفاء فقال تعالى يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون وقال تعالى ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وقال تعالى ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وقال تعالى يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه يهديهم الى صراط مستقيم وأما التحريف فقد أخبر سبحانه عنهم في مواضع متعددة وكذلك لي اللسان بالكتاب ليحسبه السامع منه وما هو منه فهذه خمسة أمور احدها لبس الحق بالباطل وهو خلطه به بحيث لا يتميز الحق من الباطل الثاني كتمان الحق الثالث اخفاؤه وهو قريب من كتمانه الرابع تحريف الكلم عن مواضعه وهو نوعان تحريف لفظه وتحريف معناه الخامس لي اللسان به ليلبس على السامع اللفظ المنزل بغيره وهذه الامور انما ارتكبوها لاغراض لهم دعتهم الى ذلك فاذا عادوا الرسول وجحدوا نبوته وكذبوه وقاتلوه فهم الى أن يجحدوا نعته وصفته ويكتموا ذلك ويزيلوه عن مواضعه |
||||||||
26 Jan 2007, 09:37 AM | [ 48 ] | ||||||||
عضو متميز
|
ويتأولوه على غير تأويله أقرب بكثير وهكذا فعلوا ولكن لكثرة البشارات وتنوعها غلبوا عن كتمانها وإخفائها فصاروا الى تحريف التأويل وإزالة معناها عمن لا تصلح لغيره وجعلها لمعدوم لم يخلقه الله ولا وجود له البتة العاشر انه استشهد على صحة نبوته بعلماء أهل الكتاب وقد شهد له عدو لهم فلا يقدح جحد الكفرة الكاذبين المعاندين بعد ذلك قال تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهسدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب وقال تعالى قل ارأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ان الله لا يهدي القوم الظالمين وقال تعالى وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب وقال تعالى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وقال تعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين يما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون واذا شهد واحد من هؤلاء لم يوزن به ملء الارض من الكفرة ولا تعارض شهادته بجحود ملء الارض من الكفار كيف والشاهد له من علماء أهل الكتاب أضعاف أضعاف المكذبين له منهم وليس كل من قال من أشباه الحمير من عباد الصليب وامة الغضب انه من علمائهم فهو كذلك وإذا كان أكثر من من يظن عوام المسلمين انه من علمائهم ليس كذلك فما الظن بغيرهم وعلماء أهل الكتاب ان لم يدخل فيهم من لم يعمل بعلمه فليس علماؤهم الا من آمن به وصدقه وان دخل فيهم من علم ولم يعمل كعلماء السوء لم يكن إنكارهم لنبوته قادحا في شهادة العلماء العاملين بعلمهم الحادي عشر انه لو قدر انه لا ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم بنعته ولا صفته ولا علامته في الكتب التي بايدي أهل الكتاب اليوم لم يلزم من ذلك أن لا يكون مذكورا في الكتب التي كانت بايدي أسلافهم وقت مبعثه ولا تكون اتصلت على وجهها الى هؤلاء بل حرفها أولئك وبدلوا وكتموا وتواصوا وكتبوا ما أرادوا وقالوا هذا من عند الله ثم اشتهرت تلك الكتب وتناقلها خلفهم عن سلفهم فصارت المغيره المبدلة هي المشهورة والصحيحة بينهم خفية جدا ولا سبيل الى العلم باستحالة ذلك |
||||||||
26 Jan 2007, 09:39 AM | [ 49 ] | ||||||||
عضو متميز
|
بل هو في غاية الامكان فهؤلاء السامرة غيروا مواضع من التوراة ثم اشتهرت النسخ المغيرة عند جميعهم فلا يعرفون سواها وهجرت بينهم النسخ الصحيحة بالكلية وكذلك التوراة التي بايدي النصارى وهكذا تبدل الاديان والكتب ولولا أن الله سبحانه تولى حفظ القرآن بنفسه وضمن للامة ان لا تجتمع على ضلالة لاصابه ما اصاب الكتب قبله قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون الثاني عشر انه من الممتنع ان تخلو الكتب المتقدمة عن الاخبار بهذا الامر العظيم الذي لم يطرق العالم من حين خلق الى قيام الساعة أمر أعظم منه ولا شأن أكبر منه فانه قلب العالم وطبق مشارق الارض ومغاربها واستمر على العالم على تعاقب القرون والى أن يرث الله الارض ومن عليها ومثل هذا النبأ العظيم لابد أن تتطابق الرسل على الاخبار به واذا كان الدجال رجل كاذب يخرج في آخر الزمان وبقاؤه في الارض أربعين يوما قد تطابقت الرسل على الاخبار به وانذر به كل نبي قومه من نوح الى خاتم الرسل فكيف تتطابق الكتب الالهية من أولها الى آخرها على السكوت عن الاخبار بهذا الامر العظيم الذي لم يطرق العالم أمر أعظم منه ولا يطرقه أبدا هذا مالا يسوغه عقل عاقل وتأباه حكمة أحكم الحاكمين بل الامر بضد ذلك وما بعث الله سبحانه نبيا الا أخذ عليه الميثاق بالايمان بمحمد وتصديقه كما قال تعالى واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم اصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين قال ابن عباس ما بعث الله من نبي الا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وامره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به وليتابعنه نصوص الكتب المتقدمة في البشارة به وصفته ونعت أمته وإيضاح دلالتها ومطابقتها للشريعة والواقع في فصل فهذه الوجوه على تقدير عدم العلم بوجود نعته وصفته والخبر عنه في الكتب المتقدمة ونحن نذكر بعض ما ورد فيها من البشارة به ونعته وصفته وصفة أمته وذلك يظهر من وجوه الوجه الاول قوله تعالى في التوراة سأقيم لبني اسرائيل نبيا من إخوتهم مثلك اجعل كلامي في فيه ويقول لهم ما آمره به والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتكلم |
||||||||
26 Jan 2007, 09:39 AM | [ 50 ] | ||||||||
عضو متميز
|
باسمى انا انتقم منه ومن سبطه فهذا النص مما لا يمكن أحد منهم جحده وانكاره ولكن لاهل الكتاب فيه اربعة طرق احدها حمله على المسيح وهذه طريقة النصارى واما اليهود فلهم فيه ثلاثة طرق احدها انه على حذف اداة الاستفهام والتقدير أءقيم لبني اسرائيل نبيا من اخوتهم أي لا افعل هذا فهو استفهام انكار حذفت منه اداة الاستفهام الثاني انه خبر ووعد ولكن المراد به شمويل النبي فانه من بني اسرائيل والبشارة انما وقعت بنبي من اإخوتهم واخوة القوم هم بنو أبيهم وهم بنوا اسرائيل الثالث انه نبي يبعثه الله في آخر الزمان يقيم به ملك اليهود ويعلو به شأنهم وهم ينتظرونه الى الآن وقال المسلمون البشارة صريحة في النبي صلى الله عليه و سلم العربي الامي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه لا يحتمل غيره فانها انما وقعت بنبي من إخوة بني اسرائيل لا من بني اسرائيل نفسهم والمسيح من بني اسرائيل فلو كان المراد بها هو المسيح لقال أقيم لهم نبيا من أنفسهم كما قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم واخوة بني اسرائيل هم بنوا اسماعيل ولا يعقل في لغة امة من الامم ان بني اسرائيل هم اخوة بني اسرائيل كما ان إخوة زيد لا يدخل فيهم زيد نفسه وايضا فانه قال نبيا مثلك وهذا يدل على انه صاحب شريعة عامة مثل موسى وهذا يبطل حمله على شمويل من هذا الوجه ايضا ويبطل حمله على يوشع من ثلاثة اوجه أحدها انه من بني اسرائيل مثل موسى الثاني انه لم يكن مثل موسى وفي التوراة لا يقوم في بني اسرائيل مث موسى الثالث ان يوشع يكن مثل موسى وفي التوراة لا يقوم في بني اسرائيل مثل موسى الثالث ان يوشع نبي في زمن موسى وهذا الوعد انما هو بنبي يقيمه الله بعد موسى وبهذه الوجوه الثلاثة يبطل حمله على هرون مع أن هرون توفي قبل موسى ونبأه الله مع موسى في حباته ويبطل ذلك من وجه رابع ايضا وهو ان في هذه البشارة انه ينزل عليه كتابا يظهر للناس من فيه وهذا لم يكن لاحد بعد موسى غير النبي صلى الله عليه و سلم وهذا من علامات نبوته التي أخبرت بها الانبياء المتقدمون قال تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الاولين أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني اسرائيل فالقرآن نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم وظهر للامة من فيه ولا يصح حمل هذه البشارة على المسيح باتفاق النصارى لانها انما جاءت بواحد من اخوة بني اسرائيل وبنو اسرائيل واختهم كلهم عبيد ليس فيهم اله والمسيح عندهم اله معبود وهو اجل عندهم من أن يكون من إخوة العبيد والبشارة وقعت بعبد مخلوق يقيمه الله من جملة عبيده واخوتهم وغايته أن يكون نبيا لا غاية له فوقها وهذا ليس هو المسيح عند النصارى واما قول |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هداية غريبة | أخت الرجال | منتدى المرئيات والصوتيات | 8 | 16 Jul 2012 05:37 AM |
صرصور تسبب في هداية فتاة سبحان الله ..... | حنشل الجياشة | منتدى القصص والحكايات | 8 | 03 Dec 2008 04:37 AM |
أدعـيه لكل زوجة صالحة تريد هداية زوجها | شروق الأمل | الأسرة والطفل والمجتمع | 12 | 24 May 2007 06:47 PM |
أجوبة لأكثر الأسئلة ترددا حول.. ((نوم الطفل)) | شروق الأمل | الأسرة والطفل والمجتمع | 10 | 23 Feb 2007 12:27 AM |
هداية ريم وأخواتها من دين الرافضة إلى دين الاسلام ( فيديو ) | ولد الحويه | المنتدى الاسلامي | 7 | 29 Nov 2006 04:22 PM |
|