..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
  [ 1 ]
قديم 18 Aug 2014, 09:09 PM
عضو متميز

محب الصوم غير متصل

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71207
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 2,573
معدل التقييم : 45
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
الدّر الثمين من كتاب إحياء علوم الدين



الدّر الثمين من كتاب "إحياء علوم الدين"


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله الله , وبعد :
فهذه فوائد منتقاة , من كتاب الإمام المجدد حجة الإسلام والمسلمين زين الدين أبي حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي الطابراني الشافعي رحمه الله (ت:505هــ) , الموسوم بــ:" إحياء علوم الدين" .
والطبعة التي اعتمدتها هي الطبعة الثانية الصادرة من دار المنهاج في جدة عام 1434هـ , أسأل الله تعالى أن ينفعني والقارئ الكريم , بما نقرأ , وأن يرزقنا العلم النافع ويوفقنا للعمل الصالح , ويجعلنا مباركين أينما كنا .

قال الإمام الغزالي -رحمه الله- :

1- " ولقد صنف الناس في بعض هذه المعاني كتباً ولكن يتميز هذا الكتاب عنها بخمسة أمور :
الأول : حل ما عقدوه , وكشف ما أجملوه .
الثاني : ترتيب ما بددوه , ونظم ما فرقوه .
الثالث : إيجاز ما طولوه , وضبط ما قرروه .
الرابع : حذف ما كرروه , وإثبات ما حرروه ,
الخامس : تحقيق أمور غامضة اعتاصت على الأفهام , لم يتعرض لها في الكتب أصلاً , إذ الكل وإن تواردوا على منهج واحد فلا مستنكر أن يتفرد كل واحد من السالكين بالتنبيه لأمر يخصه ويغفل عنه رفقاؤه , أو لا يغفل عن التنبيه ولكن يسهو عن إيراده في الكتب , أو لا يسهو ولكن يصرفه عن كشف الغطاء عنه صارف فهذه خواص هذا الكتاب مع كونه حاوياً لمجامع هذه العلوم " . 12/1
2- " والتلطف في اجتذاب القلوب إلى العلم الذي يفيد حياة الأبد , أهم من التلطف في اجتذابها إلى الطب الذي لا يفيد إلا صحة الجسد , فثمرة هذا العلم طب القلوب , والأرواح المتوصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد , فأين منه الطب الذي يعالج به الأجساد , وهي معرضة بالضرورة للفساد في أقرب الآماد ". 15/1
3- " { وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير } بيّن أن عظم قدر الآخرة يُعلم بالعلم ".21/1
4- " وقال صلى الله عليه وسلم : ( يستغفر للعالم ما في السموات والأرض ) , وأي منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض بالاستغفار له" 22/1
5- " وأدنى درجات الفقيه أن يعلم أن الآخرة خير من الدنيا , وهذه المعرفة إذا صدقت وغلبت عليه , برأته من النفاق والرياء ". 23/1
6- " الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم : هو العلم , فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله , وليس ذلك بقوة شخصه ؛ فإن الجمل أقوى منه , ولا بعظمه ؛ فإن الفيل أعظم منه , ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه , ولا بأكله فإن الثور أوسع بطناً منه , ولا ليجامع فإن أخس العصافير أقوى على السفاد منه , بل لم يخلق إلا للعلم ".29/1
7- " غِذَاءَ الْقَلْبِ الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ وَبِهِمَا حَيَاتُهُ كَمَا أَنَّ غِذَاءَ الْجَسَدِ الطَّعَامُ وَمَنْ فَقَدَ الْعِلْمَ فَقَلْبُهُ مَرِيضٌ وَمَوْتُهُ لَازِمٌ وَلَكِنَّهُ لَا يشعر به إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا " 30/1.
8- " وأعظم الأشياء رتبة في حق الآدمي السعادة الأبدية , وأفضل الأشياء ما هو وسيلة إليها , ولن يتوصل إليها إلا بالعلم والعمل , ولا يتوصل إلى العمل إلا بالعلم بكيفية العمل , فأصل السعادة في الدنيا والآخرة هو العلم , فهو إذن أفضل الأعمال ". 48/1
9- " من حصّل الحديث والعلم ثم تصوف .. أفلح , ومن تصوف قبل العلم , خاطر بنفسه ". 83/1
10- " من عرف الحق بالرجال , حار في متاهات الضلال , فاعرف الحق , تعرف أهله إن كنت سالكا طريق الحق ". 87/1
11- وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي رحمه الله تعالى .
فانظر إلى إنصاف الداعي وإلى درجة المدعو له وقس به الأقران والأمثال من العلماء في هذه الأعصار وما بينهم من المشاحنة والبغضاء لتعلم تقصيرهم في دعوى الاقتداء بهؤلاء." 100/1
12- " تضييع العمر الذي هو أنفس بضاعة الإنسان بغير فائدة , غاية الخسران ".141/1
13- " واعلم أنه كما يطلع الطبيب الحاذق على أسرار في المعالجات يستبعدها من لا , فكذلك الأنبياء أطباء القلوب والعلماء بأسباب الحياة الأخروية , فلا تتحكم على سننهم بمعقولك فتهلك , فكم من شخص يصيبه عارض في أصبعه فيقتضي عقله أن يطليه , حتى ينبهه الطبيب الحاذق أن علاجه أن يطلى الكف من الجانب الآخر من البدن فيستبعد ذلك غاية الاستبعاد من حيث لا يعلم كيفية انشعاب الأعصاب ومنابتها ووجه التفافها على البدن , فهكذا الأمر في طريق الآخرة وفي دقائق سنن الشرع وآدابه وفي عقائده التي تعبد الناس بها , أسرار ولطائف ليست في سعة العقل وقوته الإحاطة بها , كما أن في خواص الأحجار أموراً عجائب غاب عن أهل الصنعة علمها حتى لم يقدر أحد على أن يعرف السبب الذي به يجذب المغناطيس الحديد , فالعجائب والغرائب في العقائد والأعمال وإفادتها لصفاء القلوب ونقائها وطهارتها وتزكيتها وإصلاحها للترقي إلى جوار الله تعالى وتعرضها لنفحات فضله , أكثر وأعظم مما في الأدوية والعقاقير , وكما أن العقول تقصر عن إدراك منافع الأدوية مع أن التجربة سبيل إليها فالعقول تقصر عن إدراك ما ينفع في حياة الآخرة مع أن التجربة غير متطرقة إليها , وإنما كانت التجربة تتطرق إليها لو رجع إلينا بعض الأموات فأخبرنا عن الأعمال المقبولة النافعة المقربة إلى الله تعالى زلفى وعن الأعمال المبعدة عنه وكذا عن العقائد وذلك مما لا يطمع فيه فيكفيك من منفعة العقل أن يهديك إلى صدق النبي صلى الله عليه وسلم ويفهمك موارد إشاراته " 117/1
14- " وعلى التحقيق من تأمل عرف أن عابد الصنم ليس يعبد الصنم وإنما يعبد هواه إذ نفسه مائلة إلى دين آبائه فيتبع ذلك الميل وميل النفس إلى المألوفات أحد المعاني التي يعبر عنها بالهوى ". 127/1
15- نصيحة للوعاظ : " فليحذر الكذب وحكايات أحوال تومىء إلى هفوات أو مساهلات يقصر فهم العوام عن درك معانيها أو عن كونها هفوة نادرة مردفة بتفكيرات متداركة بحسنات تغطي عليها فإن العامي يعتصم بذلك في مساهلاته وهفواته ويمهد لنفسه عذراً فيه ويحتج بأنه حكى كيت وكيت عن بعض المشايخ وبعض الأكابر فكلنا بصدد المعاصي فلا غرو إن عصيت الله تعالى فقد عصاه من هو أكبر مني ويفيده ذلك جراءة على الله تعالى من حيث لا يدري " 132/1
16- " وأكثر ما اعتاده الوعاظ من الأشعار ما يتعلق بالتواصف في العشق وجمال المعشوق وروح الوصال وألم الفراق والمجلس لا يحوي إلا أجلاف العوام وبواطنهم مشحونة بالشهوات وقلوبهم غير منفكة عن الالتفات إلى الصور المليحة فلا تحرك الأشعار من قلوبهم إلا ما هو مستكن فيها فتشتعل فيها نيران الشهوات فيزعقون ويتواجدون وأكثر ذلك أو كله يرجع إلى نوع فساد فلا ينبغي أن يستعمل من الشعر إلا ما فيه موعظة أو حكمة على سبيل استشهاد واستئناس ". 133/1
17- " صرف ألفاظ الشرع عن ظواهرها المفهومة إلى أمور باطنة لا يسبق منها إلى الأفهام فائدة كدأب الباطنية في التأويلات فهذا أيضاً حرام وضرره عظيم فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإن ما يسبق منه إلى الفهم لا يوثق بهوالباطن لا ضبط له بل تتعارض فيه الخواطر ويمكن تنزيله على وجوه شتى وهذا أيضاً من البدع الشائعة العظيمة الضرر وإنما قصد أصحابها الإغراب لأن النفوس مائلة إلى الغريب ومستلذة له وبهذا الطريق توصل الباطنية إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها وتنزيلها على رأيهم كما حكيناه من مذاهبهم في كتاب المستظهر المصنف في الرد على الباطنية ". 138/1
18-" فكن أحد رجلين إما مشغولاً بنفسك وإما متفرغاً لغيرك بعد الفراغ من نفسك وإياك أن تشتغل بما يصلح غيرك قبل إصلاح نفسكفإن كنت المشغول بنفسك فلا تشتغل إلا بالعلم الذي هو فرض عليك بحسب ما يقتضيه حالك وما يتعلق منه بالأعمال الظاهرة من تعلم الصلاة والطهارة والصوم ".146/1
19- " ولا تستغرق عمرك في فن واحد منها طلباً للاستقصاء فإن العلم كثير والعمر قصير وهذه العلوم آلات ومقدمات وليست مطلوبة لعينها بل لغيرها وكل ما يطلب لغيره فلا ينبغي أن ينسى فيه المطلوب ويستكثر منه فاقتصر من شائع علم اللغة على ما تفهم منه كلام العرب وتنطق به ومن غريبه على غريب القرآن وغريب الحديث ودع التعمق فيه واقتصر من النحو على ما يتعلق بالكتاب والسنة فما من علم إلا وله اقتصار واقتصاد واستقصاء" 148/1
20- " واستدرك ابن مسعود على أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما فقال أبو موسى لا تسألوني عن شيء وهذا الحبر بين أظهركم
وذلك لما سئل أبو موسى عن رجل قاتل في سبيل الله فقتل فقال هو في الجنة وكان أمير الكوفة فقام ابن مسعود فقال أعده على الأمير فلعله لم يفهم فأعادوا عليه فأعاد الجواب فقال ابن مسعود وأنا أقول إن قتل فأصاب الحق فهو في الجنة فقال أبو موسى الحق ما قال وهكذا يكون إنصاف طلب الحق ولو ذكر مثل هذا الآن لأقل فقيه لأنكره واستبعده وقال لا يحتاج إلى أن يقال أصاب الحق فإن ذلك معلوم لكل أحد
فانظر إلى مناظري زمانك اليوم كيف يسود وجه أحدهم إذا اتضح الحق على لسان خصمه وكيف يخجل به وكيف يجهد في مجاحدته بأقصى قدرته وكيف يذم من أفحمه طول عمره ثم لا يستحي من تشبيه نفسه بالصحابة رضي الله عنهم في تعاونهم على النظر في الحق ". 165/1
21- " واعلم بالجملة أن من لا يناظر الشيطان وهو مستول على قلبه وهو أعدى عدو له ولا يزال يدعوه إلى هلاكه ثم يشتغل بمناظرة غيره في المسائل التي المجتهد فيها مصيب أو مساهم للمصيب في الأجر فهو ضحكة الشيطان وعبرة للمخلصين " 168/1
22- " العلم لا يُهمل العالم , بل يهلكه هلاك الأبد , أو يحييه حياة الأبد " 177/1
23- " فهذا وغيره من الأخبار يدل على عظيم خطر العالم , وأن العالم إما متعرض لهلاك الأبد , أو لسعادة الأبد , وأنه بالخوض في العلم قد حُرم السلامة إن لم يدرك السعادة " 219/1
24- " أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدورتها وانصرامها , وعظم الآخرة ودوامها وصفاء نعيمها وجلالة ملكها .. فإن من لا يعلم حقارة الدنيا وكدورتها وامتزاج لذّتها بألمها ثم انصرام ما يصفو منها , فهو فاسد العقل؛ فإن المشاهدة والتجربة ترشد إلى ذلك , فكيف يكون من العلماء من لا عقل له ؟! ". 223/1
25- " فتعليم العلم من وجه عبادةٌ لله تعالى , ومن وجه خلافة لله تعالى , وهو أجلّ خلافة ؛ فإن الله تعالى قد فتح على قلب العالم العلم الذي هو أخص صفاته , فهو كالخازن لأنفس خزائنه , ثم هو مأذون له في الإنفاق منه على كل محتاج .
فأي رتبة أجل من كون العبد واسطة بين ربه سبحانه وبين خلقه , في تقريبهم إلى الله زلفى , وسياقتهم إلى جنة المأوى ؟! ". 52/1
26- " فكم من بلدة ليس فيها طبيب إلا من أهل الذمة , ولا يجوز قبول شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام الفقه , ثم لا نرى أحدا يشتغل به , ويتهاترون على علم الفقه لا سيما الخلافيات والجدليات , والبلد مشحون من الفقهاء ممن يشتغل بالفتوى والجواب عن الوقائع ". 81/1
27- " وكم من شيء تطّلع عليه فيضرك اطلاعك ضررا يكاد يهلكك في الآخرة , إن لم يتداركك الله برحمته ". 117/1
28- " وفي حضور الجمع ما يحرّك دواعي الرياء ويوجب الحرص على نصرة كل واحد من المتناظرين نفسه , محقا كان أو مبطلا " 163/1
29-" لا يدع طالب العلم فناً من العلوم المحمودة ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته ثم إن ساعده العمر طلب التبحر فيه وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية فإن العلوم متعاونة وبعضها مرتبط ببعض ". 192/1
30- " و بالجملة : من يعمل مثقال ذرة خيرا .. يره , ومن يعمل مثقال ذرة شرا .. يره ومن قصد الله تعالى بالعلم أي علم كان , نفعه ورفعه لا محالة ." 197/1
31- " لا ينبغي أن يخاض مع العوام في حقائق العلوم الدقيقة بل يقتصر معهم على تعليم العبادات وتعليم الأمانة في الصناعات التي هم بصددها , ويملأ قلوبهم من الرغبة والرهبة في الجنة والنار كما نطق به القرآن , ولا يحرك عليهم شبهة فإنه ربما تعلقت الشبهة بقلبه ويعسر عليه حلها فيشقى ويهلك ". 213/1
32- " التلذذ بجاه الإفادة ومنصب الإرشاد , أعظم لذة من كل تنعم في الدنيا "226/1
33- " من سكت حيث لا يدري , لله تعالى , فليس بأقل أجرا ممن نطق ؛ لأن الاعتراف بالجهل أشد على النفس ". 257/1
34- " فكم من متعلم طال تعلمه ولم يقدر على مجاوزة مسموعه بكلمة وكم من مقتصر على المهم في التعلم ومتوفر على العمل ومراقبة القلب فتح الله له من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب " . 265/1
35- " والعوام العصاة أسعد حالاً من الجهال بطريق الدين , المعتقدين أنهم من العلماء ؛ لأن العامي العاصي معترف بتقصيره فيستغفر ويتوب , وهذا الجاهل الظان أنه عالم وأن ما هو مشتغل به من العلوم التي هي وسائله إلى الدنيا من سلوك طريق الدين , فلا يتوب ولا يستغفر بل لا يزال مستمراً عليه إلى الموت ". 303/1
36-" الطبع مجبول على إنكار غير الحاضر , ولو كان للجنين عقل , لأنكر إمكان وجود إنسان في متسع الهواء ". 631/1
37- " منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعية تحريف الأسامي المحمودة وتبديلها ونقلها بالأغراض الفاسدة إلى معان غير ما أراده السلف الصالح والقرن الأول ". 120/1
38- " ومن الناس من يستجيز وضع الحكايات المرغبة في الطاعات ويزعم أن قصده فيها دعوة الخلق إلى الحق , فهذه من نزعات الشيطان فإن في الصدق مندوحة عن الكذب وفيما ذكر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم غنية عن الاختراع في الوعظ" 132/1
39- " فالعلماء ثلاثة :
إما مهلك نفسه وغيره وهم المصرحون بطلب الدنيا والمقبلون عليها .
وإما مسعد نفسه وغيره وهم الداعون الخلق إلى الله سبحانه ظاهراً وباطناً .
وإما مهلك نفسه مسعد غيره وهو الذي يدعو إلى الآخرة وقد رفض الدنيا في ظاهره وقصده في الباطن قبول الخلق وإقامة الجاه ". 179/1

40- " معنى الاعتبار أن يعبر ما ذكر إلى غيره فلا يقتصر عليه , كما يرى العاقل مصيبة لغيره فيكون فيها له عبرة بأن يعبر منها إلى التنبه لكونه أيضاً عرضة للمصائب , وكون الدنيا بصدد الانقلاب فعبوره من غيره إلى نفسه ومن نفسه إلى أصل الدنيا عبرة محمودة ". 183/1
41- " فلا ينبغي لطالب العلم أن يتكبر على المعلم ومن تكبره على المعلم أن يستنكف عن الاستفادة إلا من المرموقين المشهورين وهو عين الحماقة , فإن العلم سبب النجاة والسعادة , ومن يطلب مهرباً من سبع ضار يفترسه لم يفرق بين أن يرشده إلى الهرب مشهور أو خامل , وضراوة سباع النار بالجهال بالله تعالى أشد من ضراوة كل سبع فالحكمة ضالة المؤمن يغتنمها حيث يظفر بها ويتقلد المنة لمن ساقها إليه كائناً من كان ". 187/1
42- " من دقائق صناعة التعليم : أن يزجر المتعلم عن سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن ولا يصرح , وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ ؛ فإن التصريح يهتك حجاب الهيئة ويورث الجرأة على الهجوم بالخلاف ويهيج الحرص على الإصرار ... ولأن التعريض أيضاً يميل النفوس الفاضلة والأذهان الذكية إلى استنباط معانيه فيفيد فرح التفطن لمعناه رغبة في العلم به ليعلم أن ذلك مما لا يعزب عن فطنته ". 210/1
43- " المتكفل ببعض العلوم ينبغي أن لا يقبح في نفس المتعلم العلوم التي وراءه , كمعلم اللغة إذ عادته تقبيح علم الفقه , ومعلم الفقه عادته تقبيح علم الحديث والتفسير وأن ذلك نقل محض وسماع وهو شأن العجائز ولا نظر للعقل فيه , ومعلم الكلام ينفر عن الفقه ويقول ذلك فروع وهو كلام في حيض النسوان, فأين ذلك من الكلام في صفة الرحمن ؟ فهذه أخلاق مذمومة للمعلمين ينبغي أن تجتنب بل المتكفل بعلم واحد ينبغي أن يوسع على المتعلم طريق التعلم في غيره وإن كان متكفلاً بعلوم فينبغي أن يراعي التدريج في ترقية المتعلم من رتبة إلى رتبة ". 211/1
44- " واعلم تحقيقاً : أن أعلم أهل الزمان وأقربهم إلى الحق أشبههم بالصحابة وأعرفهم بطريق السلف فمنهم أخذ الدين ". 294/1
45- " الحجة المحمودة في الكلام إنما هي من جنس حجج القرآن من الكلمات اللطيفة المؤثرة في القلوب المقنعة للنفوس , دون التغلغل في التقسيمات والتدقيقات التي لا يفهمها أكثر الناس , وإذا فهموها اعتقدوا أنها شعوذة وصناعة تعلمها صاحبها للتلبيس ". 361/1
46- " فتدقيق الحساب في حفظ لحظات العمر بصرفها إلى الأفضل أهم من التدقيق في أمور الدنيا بحذافيرها ". 472/1
47- " ومهما فرغ من وضوئه وأقبل على الصلاة فينبغي أن يخطر بباله أنه طهر ظاهره وهو موضع نظر الخلق أن يستحي من مناجاة الله تعالى من غير تطهير قلبه وهو موضع نظر الرب سبحانه , وليحقق طهارة القلب بالتوبة والخلو عن الأخلاق المذمومة والتخلق بالأخلاق الحميدة أولى , وأن من يقتصر على طهارة الظاهر كمن يدعو ملكا إلى بيته فتركه مشحونا بالقاذورات واشتغل بتجصيص ظاهر الباب البراني من الدار , وما أجدر مثل هذا الرجل بالتعرض للمقت والبوار ". 497/1
48- " واجب على كل عالم تصدى لدعوة الخلق إلى الله عز وجل أن يراعي من ظاهره ما لا يوجب نفرة الناس عنه ". 507/1
49- " وأن يتذكر حر النار بحرارة الحمام , ويقدر نفسه محبوسا في البيت الحار ساعة ويقيسه إلى جهنم , فإنه أشبه بيت بجهنم النار من تحت والظلام من فوق نعوذ بالله من ذلك , بل العاقل لا يغفل عن ذكر الآخرة في لحظة فإنها مصيره ومستقره فيكون له في كل ما يراه من ماء أو نار أو غيرهما عبرة وموعظة فإن المرء ينظر بحسب همته ".513/1
50- " ولا ينبغي أن يكون حظك من ممارسة الفقه أن يتميز لك السنة عن الفرض فلا يعلق بفهمك من أوصاف السنة إلا أنه يجوز تركها فتتركها , فإن ذلك يضاهي قول الطبيب : إن فقء العين لا يبطل وجود الإنسان , ولكن يخرجه عن أن يصدق رجاء المتقرب في قبول السلطان إذا أخرجه في معرض الهدية , فهكذا ينبغي أن تفهم مراتب السنن والهيئات والآداب ". 586/1
51- " وكم من معان لطيفة يفهمها المصلي في أثناء الصلاة ولم يكن قد خطر بقلبه ذلك قبله , ومن هذا الوجه كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر فإنها تفهم أمورا تلك الأمور تمنع عن الفحشاء لا محالة ". 598/1
52- " وعلى الجملة : فهمة الدنيا وهمة الآخرة في القلب مثل الماء الذي يصب في قدح مملوء بخل , فبقدر ما ندخل فيه من الماء يخرج منه من الخل لا محالة ولا يجتمعان ". 612/1
53- " الله سبحانه إذا أحب عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال , وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال , ليكون ذلك أوجع في عقابه وأشد لمقته لحرمانه بركة الوقت وانتهاكه حرمة الوقت ". 698/1
54- " وقد قال الله تعالى :{ وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية } ندب إلى العلانية أيضا لما فيها من فائدة الترغيب , فليكن العبد دقيق التأمل في وزن هذه الفائدة بالمحذور الذي فيه فإن ذلك يختلف بالأحوال والأشخاص فقد يكون الإعلان في بعض الأحوال لبعض الأشخاص أفضل ومن عرف الفوائد والغوائل ولم ينظر بعين الشهوة اتضح له الأولى والأليق بكل حال ". 40/2
55-" ودقائق هذه المعاني ينبغي أن يلحظها من يراعي قلبه , فإن أعمال الجوارح مع إهمال هذه الدقائق ضحكة للشيطان وشماته له لكثرة التعب وقلة النفع , ومثل هذا العلم هو الذي يقال فيه إن تعلم مسألة واحدة منه أفضل من عبادة سنة إذ بهذا العلم تحيا عبادة العمل وبالجهل به تموت عبادة العمل كله وتتعطل ". 91/2
56- " استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر ! .. ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى , وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها , فروح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود إلى الشرور ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل ". 115/2
57- " والفقيه بدقائق الباطن ينظر إلى أحواله فقد يقتضي حاله دوام الصوم وقد يقتضي دوام الفطر وقد يقتضي مزج الإفطار بالصوم , وإذا فهم المعنى وتحقق حده في سلوك طريق الآخرة بمراقبة القلب لم يخف عليه صلاح قلبه وذلك لا يوجب ترتيبا مستمرا ولذلك روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم وينام حتى يقال لا يقوم ويقوم حتى يقال لا ينام , وكان ذلك بحسب ما ينكشف له بنور النبوة من القيام بحقوق الأوقات " 125/2
58- " فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته ولذلك قال تعالى :{ما نثبت به فؤادك} فليقدر العبد أن الله ثبت فؤاده بما يقصه عليه من أحوال الأنبياء وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله تعالى ". 307/2
59- " وتلاوة القرآن حق تلاوته هو : أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب , فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل , وحظ العقل تفسير المعاني , وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار, فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ ". 315/2
60- " وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضا , إذ وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات , ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحمة الله عز وجل , فهذا أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يطلع البشر عليها ". 378/2
61- " والغالب على الخلق أنه لا تنصرف قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل إلا عند إلمام حاجة وإرهاق ملمة , فإن الإنسان إذا مسه الشر فذو دعاء عريض , فالحاجة تحوج إلى الدعاء والدعاء يرد القلب إلى الله عز وجل بالتضرع والاستكانة , فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات, ولذلك صار البلاء موكلا بالأنبياء عليهم السلام ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل , لأنه يرد القلب بالافتقار والتضرع إلى الله عز وجل ويمنع من نسيانه , وأما الغنى فسبب للبطر في غالب الأمور ؛فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ". 453/2
62- " فمن أراد أن يدخل الجنة بغير حساب فليستغرق أوقاته في الطاعة , ومن أراد أن تترجح كفة حسناته وتثقل موازين خيراته فليستوعب في الطاعة أكثر أوقاته , فإن خلط عملا صالحا وآخر سيئا فأمره مخطر , ولكن الرجاء غير منقطع والعفو من كرم الله منتظر فعسى الله تعالى أن يغفر له بجوده وكرمه ". 460/2
63- " وكم من عابد أحسن أحواله النوم !! وذلك إذا كان يرائي بعبادته ولا يخلص فيها فكيف بالغافل الفاسق ". 489/2
64- " ورب مسألة واحدة يتعلمها المتعلم فيصلح بها عبادة عمره ولو لم يتعلمها لكان سعيه ضائعا ".526/2
65- " اعلم أن قيام الليل عسير على الخلق إلا على من وفق للقيام بشروطه الميسرة له ظاهرا وباطنا فأما الظاهرة فأربعة : ... انظر 556/2 ".
66- " والنية إنما تؤثر في المباحات والطاعات , أما المنهيات فلا , فإنه لو نوى أن يسر إخوانه بمساعدتهم على شرب الخمر أو حرام آخر , لم تنفع النية ولم يجز أن يقال الأعمال بالنيات , بل لو قصد بالغزو الذي هو طاعة المباهاة وطلب المال انصرف عن جهة الطاعة
, وكذلك المباح المردد بين وجوه الخيرات وغيرها يلتحق بوجوه الخيرات بالنية ".63/3
67- " ويحكى عن بعض أصحاب المروءات : أنه كان يكتب نسخة بما يستحضر من الألوان ويعرض على الضيفان ". 71/3
68- من آداب المُضيّف :" وينبغي أن يعزل أولا نصيب أهل البيت ؛ حتى لا تكون أعينهم طامحة إلى رجوع شيء منه فلعله لا يرجع فتضيق صدورهم وتنطلق في الضيفان ألسنتهم , ويكون قد أطعم الضيفان ما يتبعه كراهية قوم وذلك خيانة في حقهم".74/3
69- " الأكل في السوق تواضع وترك تكلف من بعض الناس فهو حسن , وخرق مروءة من بعضهم فهو مكروه , وهو مختلف بعادات البلاد وأحوال الأشخاص فمن لا يليق ذلك بسائر أعماله حمل ذلك على قلة المروءة وفرط الشره ". 79/3
70- " قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج )
يحتمل أن جعله من النسك وتتمة له , ولكن الظاهر أنه أراد به أنه لا يسلم قلبه لغلبة الشهوة إلا بالتزويج ولا يتم النسك إلا بفراغ القلب " 97/3
71- " ولعمري في الشهوة حكمة أخرى سوى الإرهاق إلى الإيلاد , وهو ما في قضائها من اللذة التي لا توازيها لذة لو دامت , فهي منبهه على اللذات الموعودة في الجنان , إذ الترغيب في لذة لم يجد لها ذواقا لا ينفع , فلو رغب العنين في لذة الجماع أو الصبي في لذة الملك والسلطنة , لم ينفع الترغيب , وإحدى فوائد لذات الدنيا الرغبة في دوامها في الجنة ليكون باعثا على عبادة الله , فانظر إلى الحكمة ثم إلى الرحمة ثم إلى التعبية الإلهية , كيف عبئت تحت شهوة واحدة حياتان , حياة ظاهرة وحياة باطنة , فالحياة الظاهرة حياة المرء ببقاء نسله , فإنه نوع من دوام الوجود , والحياة الباطنة هي الحياة الأخروية , فإن هذه اللذة الناقصة بسرعة الانصرام تحرك الرغبة في اللذة الكاملة بلذة الدوام فيستحث على العبادة الموصلة إليها , فيستفيد العبد بشدة الرغبة فيها تيسر المواظبة على ما يوصله إلى نعيم الجنان ". 118/3
72- " وينبغي أن يكون لنفوس المتقين استراحات إلى المباحات " 128/3
73- " فالتلذذ بالمباح حصن للدين " . 164/3
74- " وفي الصبر على ذلك رياضة النفس وكسر الغضب وتحسين الخلق , فإن المنفرد بنفسه أو المشارك لمن حسن خلقه , لا تترشح منه خبائث النفس الباطنة ولا تنكشف بواطن عيوبه , فحق على سالك الطريق الآخرة أن يجرب نفسه بالتعرض لأمثال هذه المحركات واعتياد الصبر عليها , لتعتدل أخلاقه وترتاض نفسه ويصفو عن الصفات الذميمة باطنه , والصبر على العيال مع أنه رياضة ومجاهدة تكفل لهم وقيام بهم وعبادة في نفسها فهذه أيضا من الفوائد ". 137/3
75- " فالحكم على شخص واحد بأن الأفضل له النكاح أو العزوبة مطلقا قصور عن الإحاطة بمجامع هذه الأمور , بل تتخذ هذه الفوائد والآفات معتبرا ومحكما ويعرض المريد عليه نفسه ". 145/3
76- " والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء ". 158/3
77- " والغالب أن حسن الخَلق والخُلق لا يفترقان ". 160/3
78- " الطباع مائلة في مبادي النكاح ووصف المنكوحات , إلى الإفراط والتفريط وقل من يصدق فيه ويقتصد بل الخداع والإغراء أغلب والاحتياط فيه مهم ". 163/3


رد مع اقتباس
قديم 18 Aug 2014, 09:10 PM [ 2 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71207
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 1598
الردود : 975
مجموع المشاركات : 2,573
معدل التقييم : 45محب الصوم is on a distinguished road

محب الصوم غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب "إحياء علوم الدين"


79- " لا يكثر فرحه بالذكر وحزنه بالأنثى , فإنه لا يدري الخيرة في أيهما , فكم من صاحب ابن يتمنى أن لا يكون له أو يتمنى أن يكون بنتا, بل السلامة منهن أكثر والثواب فيهن اجزل ". 209/3
80- " لا يزيد مال من خيانة كما لا ينقص من صدقة , ومن لا يعرف الزيادة والنقصان إلا بالميزان لم يصدق بهذا الحديث , ومن عرف أن الدرهم الواحد قد يبارك فيه حتى يكون سببا لسعادة الإنسان في الدنيا والدين والآلاف المؤلفة قد ينزع الله البركة منها حتى تكون سببا لهلاك مالكها بحيث يتمنى الإفلاس منها ويراه أصلح له في بعض أحواله , فيعرف معنى قولنا إن الخيانة لا تزيد في المال والصدقة لا تنقص منه ". 297/3
81- " وبالجملة : كل من ينتصف لنفسه من غيره ولو في كلمة ولا ينصف بمثل ما ينتصف فهو داخل تحت قوله تعالى :{ ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون الآيات } فإن تحريم ذلك في المكيل ليس لكونه مكيلا , بل لكونه أمرا مقصودا , ترك العدل والنصفة فيه فهو جار في جميع الأعمال ". 303/3
82-"ومخالطة ضعفاء العقول تضعف العقل كما أن مخالطة العقلاء تزيد في العقل".327/3
83- " وأكثر المباحات داعية إلى المحظورات , حتى استكثار الأكل واستعمال الطيب للمتعزب فإنه يحرك الشهوة , ثم الشهوة تدعو إلى الفكر والفكر يدعو إلى النظر والنظر يدعو إلى غيره, وكذلك النظر إلى دور الأغنياء وتجملهم مباح في نفسه , ولكن يهيج الحرص ويدعوا إلى طلب مثله ويلزم منه ارتكاب ما لا يحل في تحصيله ". 375/3
84- " المباحات كلها إذا لم تؤخذ بقدر الحاجة في وقت الحاجة مع التحرز من غوائها بالمعرفة أولا , ثم بالحذر ثانيا , فقلما تخلو عاقبتها عن خطر, وكذا كل ما أخذ بالشهوة فقلما يخلو عن خطر ". 375/3
85- " المحظور والمباح تشتهيهما النفس بشهوة واحدة وإذا تعودت الشهوة المسامحة استرسلت فاقتضى خوف التقوى الورع عن هذا كله ". 376/3
86- " والتحقيق فيه : أن الورع له أول وهو : الامتناع عما حرمته الفتوى , وهو ورع العدول , وله غاية وهو : ورع الصديقين , وذلك هو الامتناع من كل ما ليس له مما أخذ بشهوة أو توصل إليه بمكروه أو اتصل بسببه مكروه , وبينهما درجات في الاحتياط فكلما كان العبد أشد تشديدا على نفسه كان أخف ظهرا يوم القيامة وأسرع جوازا على الصراط , وأبعد عن أن تترجح كفة سيئاته على كفة حسناته ". 380/3
87- " وأحكام الخلافة والقضاء والسياسات بل أكثر أحكام الفقه مقصودها حفظ مصالح الدنيا ليتم بها مصالح الدين ". 413/3
88- " وكل ما حاك في صدر المريد من هذه الأسباب فلو أقدم عليه مع حزازة القلب استضربه وأظلم قلبه بقدر الحزازة التي يجدها , بل لو أقدم على حرام في علم الله وهو يظن أنه حلال لم يؤثر ذلك في قساواة قلبه , ولو أقدم على ما هو حلال في فتوى علماء الظاهر ولكنه يجد حزازة في قلبه فذلك يضره ". 432/3
89- " الإثم حواز القلب , وحيث قضينا باستفتاء القلب, أردنا به حيث أباح المفتي أما حيث حرمه فيجب الامتناع , ثم لا يعول على كل قلب فرب موسوس ينفر عن كل شيء ورب شره متساهل يطمئن إلى كل شيء , ولا اعتبار بهذين القلبين, وإنما الاعتبار بقلب العالم الموفق المراقب لدقائق الأحوال وهو المحك الذي يمتحن به خفايا الأمور , وما أعز هذا القلب في القلوب , فمن لم يثق بقلب نفسه فليلتمس النور من قلب هذه الصفة وليعرض عليه واقعته ". 451/3
90- " وكم من شخص تعرفه وتعرف أنه قد يقتحم المعاصي ثم إذا أخبرك بشيء وثقت به " 477/3
91- " وللقلب التفاتات إلى قرائن خفية يضيق عنها نطاق النطق ". 478/3
92- " أغلب أموال السلاطين حرام في هذه الأعصار والحلال في أيديهم معدوم أو عزيز ". 517/3
93- " فأما الآن فلا تسمح نفوس السلاطين بعطية إلا لمن طمعوا في استخدامهم والتكثر بهم والاستعانة بهم على أغراضهم والتجمل بغشيان مجالسهم وتكليفهم المواظبة على الدعاء والثناء والتزكية والإطراء في حضورهم ومغيبهم .
فلو لم يذل الآخذ نفسه بالسؤال أولا وبالتردد في الخدمة ثانيا وبالثناء والدعاء ثالثا وبالمساعدة له على أغراضه عند الاستعانة رابعا وبتكثير جمعه في مجلسه وموكبه خامسا وبإظهار الحب والموالاة والمناصرة له على أعدائه سادسا وبالستر على ظلمه ومقابحه ومساوي أعماله سابعا ,لم ينعم عليه بدرهم واحد ولو كان في فضل الشافعي رحمه الله مثلا , فإذا لا يجوز أن يؤخذ منهم في هذا الزمان ما يعلم أنه حلال لإفضائه إلى هذه المعانيفكيف ما يعلم أنه حرام أو يشك فيه , فمن استجرأ على أموالهم وشبه نفسه بالصحابة والتابعين فقد قاس الملائكة بالحدادين " 531/3
94- "والتواضع للظالم معصية" 548/3
95- " من علم فسادا في موضع وعلم أنه لا يقدر على إزالته فلا يجوز له أن يحضر , ليجري ذلك بين يديه وهو يشاهده ويسكت بل ينبغي أن يحترز عن مشاهدته ". 550/3
96- " فمراعاة حشمة أرباب الولايات فيما بين الرعايا مهم ". 554/3
97- " وكل من أحاط علمه بظلم ظالم ومعصية عاص فينبغي أن يحط ذلك من درجته في قلبه , فهذا واجب عليه , لأن من صدر منه ما يكره نقص ذلك من رتبته في القلب لا محالة , والمعصية ينبغي أن تكره فإنه إما أن يغفل عنها أو يرضى بها أو يكره ولا غفلة مع العلم ولا وجه للرضا فلا بد من الكراهة فليكن جناية كل أحد على حق الله كجنايته على حقك ". 557/3
98- " وعلامة الصدق في طلب الإصلاح : أنه لو تولى ذلك الوعظ غيره ممن هو من أقرانه في العلم ووقع موقع القبول وظهر به أثر الصلاح , فينبغي أن يفرح به ويشكر الله تعالى على كفايته هذا المهم , كمن وجب عليه أن يعالج مريضا ضائعا فقام بمعاجلته غيره فإنه يعظم به فرحه , فإن كان يصادف في قلبه ترجيحا لكلامه على كلام غيره فهو مغرور ". 565/3
99- " وبالجملة : إنما فسدت الرعية بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء, فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفا من إنكارهم ". 573/3
100- " بغض الظلمة والغضب لله عليهم واجب ". 577/3
101- " وقلما يكون الصالح بحيث لو انكشف باطنه لبقيت القلوب مائلة إليه , وإنما ستر الله الجميل هو الذي يحبب الخلق إلى الخلق ". 588/3
102- " وكل مستحسن فمستلذ به ومحبوب , بل في ائتلاف القلوب أمر أغمض من هذا , فإنه قد تستحكم المودة بين شخصين من غير ملاحة في صورة ولا حسن في خلق وخلق ولكن لمناسبة توجب الألفة والموافقة , فإن شبه الشيء ينجذب إليه بالطبع والأشياء الباطنة خفية ولها أسباب دقيقة ليس في قوة البشر الاطلاع ". 26/4

103- " وليس بمستنكر أن يشتد حبك لإنسان لجملة أغراض ترتبط لك به , فإن امتنع بعضها نقص حبك وإن زاد زاد الحب , فليس حبك الذهب كحبك للفضة إذا تساوى مقدارهما , لأن الذهب يوصل إلى أغراض هي أكثر مما توصل إليه الفضة , فإذاً يزيد الحب بزيادة الغرض , ولا يستحيل اجتماع الأغراض الدنيوية والأخروية فهو داخل في جملة الحب لله ". 36/4
104- " وحدّه [ أي الحب في الله ] : هو أن كل حب لولا الإيمان بالله واليوم الآخر لم يتصور وجوده فهو حب في الله , وكذلك كل زيادة في الحب لولا الإيمان بالله لم تكن تلك الزيادة فتلك الزيادة من الحب في الله فذلك وإن دق فهو عزيز ". 36/4
105- " والمقصود أن حب الله إذ قوي أثمر حب كل من يقوم بحق عبادة الله في علم أو عمل وأثمر حب كل من فيه صفة مرضية عند الله من خلق حسن أو تأدب بآداب الشرع , وما من محب للآخرة ومحب لله إلا إذا أخبر عن حال رجلين أحدهما : عالم عابد , والآخر :جاهل فاسق , إلا وجد في نفسه ميلا إلى العالم العابد , ثم يضعف ذلك الميل ويقوى بحسب ضعف إيمانه وقوته, وبحسب ضعف حبه لله وقوته , وهذا الميل حاصل وإن كانا غائبين عنه بحيث يعلم إنه لا يصيبه منهما خير ولا شر في الدنيا ولا في الآخرة فذلك الميل هو حب في الله ولله من غير حظ ". 39/4
106- " كل من يحب في الله لا بد أن يبغض في الله , فإنك إن أحببت إنسانا لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله , فإن عصاه فلا بد أن تبغضه ؛ لأنه عاص لله وممقوت عند الله , ومن أحب بسبب فبالضرورة يبغض لضده , وهذان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر , وهو مطرد في الحب والبغض في العادات ". 43/4
107- " قلوب العوام سريعة التقلب , فإن لم ينفع النصح وكان في الإعراض عنه تقبيح لبدعته في عينه , تأكد الاستحباب في الإعراض , وإن علم أن ذلك لا يؤثر فيه لجمود طبعه ورسوخ عقده في قلبه فالإعراض أولى , لأن البدعة إذا لم يبالغ في تقبيحها شاعت بين الخلق وعم فسادها ". 54/4

108- " فإن الأخوة كما تقتضي السكوت عن المكاره , تقتضي أيضا النطق بالمحاب , بل هو أخص بالأخوة , لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور , وإنما تراد الإخوان ليستفاد منهم لا ليتخلص عن أذاهم , والسكوت معناه كف الأذى , فعليه أن يتودد إليه بلسانه , ويتفقده في أحواله التي يجب أن يتفقد فيها , كالسؤال عن عارض إن عرض , وإظهار شغل القلب بسببه واستبطاء العافية عنه , وكذا جملة أحواله التي يكرهها , ينبغي أن يظهر بلسانه وأفعاله كراهتها , وجملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها فمعنى الأخوة المساهمة في السراء والضراء ". 99/4
109- " من ينبهك على فعل مذموم تعاطيته , أو صفة مذمومة اتصفت ؛ بها لتزكي نفسك عنها , كان كمن ينبهك على حية أو عقرب تحت ذيلك وقد همت بإهلاكك , فإن كنت تكره ذلك فما أشد حمقك ". 106/4
110- " حكي عن أخوين من السلف : انقلب أحدهما عن الاستقامة , فقيل لأخيه : ألا تقطعه وتهجره ؟ فقال : أحوج ما كان إلي في هذا الوقت , لما وقع في عثرته أن آخذ بيده وأتلطف له في المعاتبة , وأدعو له بالعود إلى ما كان عليه ". 112/4
111- "ولن يسع الجمع بين مخالطة الناس ظاهرا والإقبال على الله سرا إلا قوة النبوة فلا ينبغي أن يغتر كل ضعيف بنفسه فيطمع في ذلك ولا يبعد أن تنتهي درجة بعض الأولياء إليه ". 266/4
112- " عادة الناس كافة : التمضمض بأعراض الناس , والتفكه بها , والتنفل بحلاوتها , وهي طعمتهم ولذتهم وإليها يستروحون من وحشتهم في الخلوة , فإن خالطتهم ووافقتهم أثمت وتعرضت لسخط الله تعالى , وإن سكت كنت شريكا , والمستمع أحد المغتابين , وإن أنكرت أبغضوك وتركوا ذلك المغتاب , واغتابوك فازدادوا غيبة إلى غيبة , وربما زادوا على الغيبة وانتهوا إلى الإستخفاف والشتم ". 272/4
113- " وقال بعضهم : ( إني لأعرف أقواما كانوا لا يتلاقون ولو حكم أحدهم على صاحبه بجميع ما يملكه لم يمنعه وأرى الآن أقواما يتلاقون ويتساءلون حتى عن الدجاجة في البيت , ولو انبسط أحدهم لحبة من مال صاحبه لمنعه ) فهل هذا إلا مجرد الرياء والنفاق , وآية ذلك : أنك ترى هذا يقول : كيف أنت ؟ ويقول الآخر :كيف أنت ؟ فالسائل لا ينتظر الجواب والمسئول يشتغل بالسؤال ولا يجيب , وذلك لمعرفتهم بأن ذلك عن رياء وتكلف , ولعل القلوب لا تخلو عن ضغائن وأحقاد والألسنة تنطق بالسؤال ". 278/4
114- " مسارقة الطبع مما يشاهده من أخلاق الناس وأعمالهم , فهو داء دفين قلما يتنبه له العقلاء , فضلا عن الغافلين , فلا يجالس الإنسان فاسقا مدة مع كونه منكرا عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لأدرك بينهما تفرقة في النفرة عن الفساد واستثقاله , إذ يصير للفساد بكثرة المشاهدة هينا على الطبع فيسقط وقعه واستعظامه له , وإنما الوازع عنه شدة وقعه في القلب , فإذا صار مستصغرا بطول المشاهدة أوشك أن تنحل القوة الوازعة , ويذعن الطبع للميل إليه أو لما دونه , ومهما طالت مشاهدته للكبائر من غيره استحقر الصغائر من نفسه , ولذلك يزدري الناظر إلى الأغنياء نعمة الله عليه فتؤثر مجالستهم في أن يستصغر ما عنده, وتؤثر مجالسة الفقراء في استعظام ما أتيح له من النعم ,
وكذلك النظر إلى المطيعين والعصاة هذا تأثيره في الطبع , فمن يقصر نظره على ملاحظة أحوال الصحابة والتابعين في العبادة والتنزه عن الدنيا فلا يزال ينظر إلى نفسه بعين الإستصغار وإلى عبادته بعين الإستحقار , وما دام يرى نفسه مقصرا فلا يخلو عن داعية الاجتهاد رغبة في الاستكمال واستتماما للاقتداء ". 280/4
115- " من عرف من عالم زلة , حرم عليه حكايتها لعلتين :
إحداهما أنها : غيبة .
والثانية : وهي أعظمهما, أن حكايتها تهون على المستمعين أمر تلك الزلة ويسقط من قلوبهم استعظامهم الإقدام عليها فيكون ذلك سببا لتهوين تلك المعصية , فإنه مهما وقع فيها فاستنكر ذلك دفع الاستنكار , وقال : كيف يستبعد هذا منا وكلنا مضطرون الى مثله حتى العلماء والعباد ؟! , ولو اعتقد أن مثل ذلك لا يقدم عليه عالم , ولا يتعاطاه موفق معتبر لشق عليه الإقدام , فكم من شخص يتكالب على الدنيا ويحرص عل جمعها ويتهالك على حب الرياسة وتزيينها ويهون على نفسه قبحها ويزعم أن الصحابة رضي الله عنهم لم ينزهوا أنفسهم عن حب الرياسة وربما يستشهد عليه بقتال علي ومعاوية ويخمن في نفسه أن ذلك لم يكن لطلب الحق بل لطلب الرياسة فهذا الاعتقاد خطأ يهون عليه أمر الرياسة ولوازمها من المعاصي ". 282/4
116- " والطبع اللئيم يميل إلى اتباع الهفوات والإعراض عن الحسنات , بل الى تقدير الهفوة فيما لا هفوة فيه بالتنزيل على مقتضى الشهوة ليتعلل به , وهو من دقائق مكايد الشيطان , ولذلك وصف الله المراغمين للشيطان فيها بقوله : {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} ". 283/4
117- " فمن اعتزل قبل التعلم فهو في الأكثر مضيع أوقاته بنوم أو فكر في هوس , وغايته أن يستغرق الأوقات بأوراد يستوعبها , ولا ينفك في أعماله بالبدن والقلب عن أنواع من الغرور يخيب سعيه ويبطل عمله بحيث لا يدري , ولا ينفك اعتقاده في الله وصفاته عن أوهام يتوهمها ويأنس بها , وعن خواطر فاسدة تعتريه فيها , فيكون في أكثر أحواله ضحكة للشيطان وهو يرى نفسه من العباد , فالعلم هو أصل الدين , فلا خير في عزلة العوام والجهال , أعني من لا يحسن العبادة في الخلوة ولا يعرف جميع ما يلزم فيها ,
فمثال النفس : مثال مريض يحتاج الى طبيب متلطف يعالجه فالمريض الجاهل إذا خلا بنفسه عن الطبيب قبل أن يتعلم الطب تضاعف لا محالة مرضه , فلا تليق العزلة إلا بالعالم ". 300/4
118- " إذا عرفت فوائد العزلة وغوائلها تحققت أن الحكم عليها مطلقا بالتفضيل نفيا وإثباتا خطأ , بل ينبغي أن ينظر الى الشخص وحاله والى الخليط وحاله والى الباعث على مخالطته والى الفائت بسبب مخالطته , من هذه الفوائد المذكورة , ويقاس الفائت بالحاصل , فعند ذلك يتبين الحق ويتضح الأفضل , وكلام الشافعي رحمه الله هو فصل الخطاب إذ قال : ( يا يونس الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوة والإنبساط اليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط ) فلذلك يجب الاعتدال في المخالطة والعزلة ويختلف ذلك بالأحوال , وبملاحظة الفوائد والآفات يتبين الأفضل , هذا هو الحق الصراح وكل ما ذكر سوى هذا فهو قاصر , وإنما هو إخبار كل واحد عن حالة خاصة هو فيها ولا يجوز أن يحكم بها على غيره والمخالف له في الحال ". 320/4
119- " وكل مذكور في العلم محصل له من زمان الصحابة إلى زماننا هذا لم يحصل العلم إلا بالسفر وسافر لأجله ". 335/4

120- " فكم من ذام نفسه وهو لها مادح بعين ذمه , فذم النفس في الخلوة مع النفس هو المحمود , وأما الذم في الملأ فهو عين الرياء , إلا إذا أورده إيرادا يحصل للمستمع يقينا بأنه مقترف للذنوب ومعترف بها , وذلك مما يمكن تفهيمه بقرائن الأحوال ويمكن تلبيسه بقرائن الأحوال ,والصادق بينه وبين الله تعالى يعلم أن مخادعته لله عز وجل أو مخادعته لنفسه محال فلا يتعذر عليه الاحتراز عن أمثال ذلك ". 352/4
121- " المفضى إلى المحمود محمود , وعلى هذا لا يحرم على الواعظ الطيب الصوت أن ينشد على المنبر بألحانه الأشعار المحزنة المرققة للقلب ولا أن يبكي ويتباكى ليتوصل به إلى تبكية غيره وإثارة حزنه " 438/4
122- " من غلب عليه عشق , نزّل كل ما يسمعه عليه سوء كان اللفظ مناسبا له أو لم يكن , إذ ما من لفظ إلا ويمكن تنزيله على معان بطريق الاستعارة , فالذي يغلب على قلبه حب الله تعالى يتذكر بسواد الصدغ مثلا ظلمة الكفر , وبنضارة الخد نور الإيمان , وبذكر الوصال لقاء الله تعالى , وبذكر الفراق الحجاب عن الله تعالى في زمرة المردودين , وبذكر الرقيب المشوش لروح الوصال عوائق الدنيا وآفاتها المشوشة لدوام الأنس بالله تعالى , ولا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط وتفكر ومهلة بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ ". 456/4
123- " المنكر قد يقدم عليه المقدم بجهله , وإذا عرف أنه منكر تركه , كالسوادي يصلي ولا يحسن الركوع والسجود, فيعلم أن ذلك لجهله بأن هذه ليست بصلاة ولو رضي بأن لا يكون مصليا لترك أصل الصلاة , فيجب تعريفه باللطف من غير عنف , وذلك لأن ضمن التعريف نسبة إلى الجهل والحمق , والتجهيل إيذاء وقلما يرضى الإنسان بأن ينسب إلى الجهل بالأمور , لا سيما بالشرع , ولذلك ترى الذي يغلب عليه الغضب كيف يغضب إذا نبه على الخطأ والجهل , وكيف يجتهد في مجاحدة الحق بعد معرفته خيفة من أن تنكشف عورة جهله ".613/4
124- " والطباع أحرص على ستر عورة الجهل منها على ستر العورة الحقيقية ؛ لأن الجهل قبح في صورة النفس , وسواد في وجهه , وصاحبه ملوم عليه , وقبح السوأتين يرجع إلى صورة البدن والنفس أشرف من البدن , وقبحها أشد من قبح البدن , ثم هو غير ملوم عليه لأنه خلقة لم يدخل تحت اختياره حصوله ولا في اختياره إزالته وتحسينه , والجهل قبح يمكن إزالته وتبديله بحسن العلم , فلذلك يعظم تألم الإنسان بظهور جهله ويعظم ابتهاجه في نفسه بعلمه ". 613/4
125- " طلب الإعادة ثقيل , والنفوس مجبولة على معاداة المعادات ". 710/4
126- " وههنا آفة عظيمة ينبغي أن يتوقاها فإنها مهلكة : وهي أن العالم يرى عند التعريف عز نفسه بالعلم , وذل غيره بالجهل , فربما يقصد بالتعريف الإدلال وإظهار التمييز بشرف العلم وإذلال صاحبه بالنسبة إلى خسة الجهل , فإن كان الباعث هذا فهذا المنكر أقبح في نفسه من المنكر الذي يعترض عليه ". 615/4
127- الاحتكام على الغير لذة للنفس عظيمة من وجهين :
أحدهما : من جهة العلم , والآخر : من جهة دالة الاحتكام والسلطنة .
وذلك يرجع إلى الرياء وطلب الجاه , وهو الشهوة الخفية الداعية إلى الشرك الخفي , وله محك ومعيار ينبغي أن يمتحن المحتسب به نفسه , وهو أن يكون امتناع ذلك الإنسان عن المنكر بنفسه أو باحتساب غيره أحب إليه من امتناعه باحتسابه , فإن كانت الحسبة شاقة عليه ثقيلة على نفسه وهو يود أن يكفى بغيره فليحتسب فإن باعثه هو الدين ". 615/4
128- " جميع آداب المحتسب مصدرها ثلاث صفات في المحتسب : العلم والورع وحسن الخلق ". 626/4
129- " فمن لم يقطع الطمع من الخلق لم يقدر على الحسبة , ومن طمع في أن تكون قلوب الناس عليه طيبة وألسنتهم بالثناء عليه مطلقة لم تتيسر له الحسبة ". 629/4
130- " وكل كذب لا يخفى أنه كذب ولا يقصد به التلبيس فليس من جملة المنكرات , كقول الإنسان مثلا : ( طلبتك اليوم مائة مرة ) , ( وأعدت عليك الكلام ألف مرة ) , وما يجري مجراه مما يعلم أنه ليس يقصد به التحقيق فذلك لا يقدح في العدالة ولا ترد الشهادة به ". 655/4
131- " فحق على كل مسلم أن يبدأ بنفسه فيصلحها بالمواظبة على الفرائض وترك المحرمات , ثم يعلم ذلك أهل بيته ثم يتعدى بعد الفراغ منهم إلى جيرانه ثم إلى أهل محلته ثم إلى أهل بلده ثم إلى أهل السوادى المكتنف ببلده ثم إلى أهل البوادي من الأكراد والعرب , وغيرهم وهكذا إلى أقصى العالم , فإن قام به الأدنى سقط عن الأبعد وإلا حرج به على كل قادر عليه قريبا كان أو بعيدا , ولا يسقط الحرج ما دام يبقى على وجه الأرض جاهل بفرض من فروض دينه , وهو قادر على أن يسعى إليه بنفسه أو بغيره فيعلمه فرضه, وهذا شغل شاغل لمن يهمه أمر دينه يشغله عن تجزئة الأوقات في التفريعات النادرة والتعمق في دقائق العلوم التي هي من فروض الكفايات ولا يتقدم على هذا إلا فرض عين أو فرض كفاية هو أهم منه". 659/4
132- " ومقصود مثل هذا الكتاب أن ينتفع به الأقوياء والفحول من العلماء , ولكنا نجتهد في تفهيم الضعفاء بضرب الأمثلة ليقرب ذلك من أفهامهم ". 25/5
133- " وأكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم , وقد حيل بينهم وبين أنفسهم , فإن الله يحول بين المرء وقلبه , وحيلولته بأن : يمنعه عن مشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين إصبعين مع أصابع الرحمن , وأنه كيف يهوى مرة إلى أسفل السافلين , وينخفض إلى أفق الشياطين , وكيف يرتفع أخرى إلى أعلى عليين , ويرتقي إلى عالم الملائكة المقربين ,


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 18 Aug 2014, 09:12 PM [ 3 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71207
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 1598
الردود : 975
مجموع المشاركات : 2,573
معدل التقييم : 45محب الصوم is on a distinguished road

محب الصوم غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب "إحياء علوم الدين"


79- " لا يكثر فرحه بالذكر وحزنه بالأنثى , فإنه لا يدري الخيرة في أيهما , فكم من صاحب ابن يتمنى أن لا يكون له أو يتمنى أن يكون بنتا, بل السلامة منهن أكثر والثواب فيهن اجزل ". 209/3
80- " لا يزيد مال من خيانة كما لا ينقص من صدقة , ومن لا يعرف الزيادة والنقصان إلا بالميزان لم يصدق بهذا الحديث , ومن عرف أن الدرهم الواحد قد يبارك فيه حتى يكون سببا لسعادة الإنسان في الدنيا والدين والآلاف المؤلفة قد ينزع الله البركة منها حتى تكون سببا لهلاك مالكها بحيث يتمنى الإفلاس منها ويراه أصلح له في بعض أحواله , فيعرف معنى قولنا إن الخيانة لا تزيد في المال والصدقة لا تنقص منه ". 297/3
81- " وبالجملة : كل من ينتصف لنفسه من غيره ولو في كلمة ولا ينصف بمثل ما ينتصف فهو داخل تحت قوله تعالى :{ ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون الآيات } فإن تحريم ذلك في المكيل ليس لكونه مكيلا , بل لكونه أمرا مقصودا , ترك العدل والنصفة فيه فهو جار في جميع الأعمال ". 303/3
82-"ومخالطة ضعفاء العقول تضعف العقل كما أن مخالطة العقلاء تزيد في العقل".327/3
83- " وأكثر المباحات داعية إلى المحظورات , حتى استكثار الأكل واستعمال الطيب للمتعزب فإنه يحرك الشهوة , ثم الشهوة تدعو إلى الفكر والفكر يدعو إلى النظر والنظر يدعو إلى غيره, وكذلك النظر إلى دور الأغنياء وتجملهم مباح في نفسه , ولكن يهيج الحرص ويدعوا إلى طلب مثله ويلزم منه ارتكاب ما لا يحل في تحصيله ". 375/3
84- " المباحات كلها إذا لم تؤخذ بقدر الحاجة في وقت الحاجة مع التحرز من غوائها بالمعرفة أولا , ثم بالحذر ثانيا , فقلما تخلو عاقبتها عن خطر, وكذا كل ما أخذ بالشهوة فقلما يخلو عن خطر ". 375/3
85- " المحظور والمباح تشتهيهما النفس بشهوة واحدة وإذا تعودت الشهوة المسامحة استرسلت فاقتضى خوف التقوى الورع عن هذا كله ". 376/3
86- " والتحقيق فيه : أن الورع له أول وهو : الامتناع عما حرمته الفتوى , وهو ورع العدول , وله غاية وهو : ورع الصديقين , وذلك هو الامتناع من كل ما ليس له مما أخذ بشهوة أو توصل إليه بمكروه أو اتصل بسببه مكروه , وبينهما درجات في الاحتياط فكلما كان العبد أشد تشديدا على نفسه كان أخف ظهرا يوم القيامة وأسرع جوازا على الصراط , وأبعد عن أن تترجح كفة سيئاته على كفة حسناته ". 380/3
87- " وأحكام الخلافة والقضاء والسياسات بل أكثر أحكام الفقه مقصودها حفظ مصالح الدنيا ليتم بها مصالح الدين ". 413/3
88- " وكل ما حاك في صدر المريد من هذه الأسباب فلو أقدم عليه مع حزازة القلب استضربه وأظلم قلبه بقدر الحزازة التي يجدها , بل لو أقدم على حرام في علم الله وهو يظن أنه حلال لم يؤثر ذلك في قساواة قلبه , ولو أقدم على ما هو حلال في فتوى علماء الظاهر ولكنه يجد حزازة في قلبه فذلك يضره ". 432/3
89- " الإثم حواز القلب , وحيث قضينا باستفتاء القلب, أردنا به حيث أباح المفتي أما حيث حرمه فيجب الامتناع , ثم لا يعول على كل قلب فرب موسوس ينفر عن كل شيء ورب شره متساهل يطمئن إلى كل شيء , ولا اعتبار بهذين القلبين, وإنما الاعتبار بقلب العالم الموفق المراقب لدقائق الأحوال وهو المحك الذي يمتحن به خفايا الأمور , وما أعز هذا القلب في القلوب , فمن لم يثق بقلب نفسه فليلتمس النور من قلب هذه الصفة وليعرض عليه واقعته ". 451/3
90- " وكم من شخص تعرفه وتعرف أنه قد يقتحم المعاصي ثم إذا أخبرك بشيء وثقت به " 477/3
91- " وللقلب التفاتات إلى قرائن خفية يضيق عنها نطاق النطق ". 478/3
92- " أغلب أموال السلاطين حرام في هذه الأعصار والحلال في أيديهم معدوم أو عزيز ". 517/3
93- " فأما الآن فلا تسمح نفوس السلاطين بعطية إلا لمن طمعوا في استخدامهم والتكثر بهم والاستعانة بهم على أغراضهم والتجمل بغشيان مجالسهم وتكليفهم المواظبة على الدعاء والثناء والتزكية والإطراء في حضورهم ومغيبهم .
فلو لم يذل الآخذ نفسه بالسؤال أولا وبالتردد في الخدمة ثانيا وبالثناء والدعاء ثالثا وبالمساعدة له على أغراضه عند الاستعانة رابعا وبتكثير جمعه في مجلسه وموكبه خامسا وبإظهار الحب والموالاة والمناصرة له على أعدائه سادسا وبالستر على ظلمه ومقابحه ومساوي أعماله سابعا ,لم ينعم عليه بدرهم واحد ولو كان في فضل الشافعي رحمه الله مثلا , فإذا لا يجوز أن يؤخذ منهم في هذا الزمان ما يعلم أنه حلال لإفضائه إلى هذه المعانيفكيف ما يعلم أنه حرام أو يشك فيه , فمن استجرأ على أموالهم وشبه نفسه بالصحابة والتابعين فقد قاس الملائكة بالحدادين " 531/3
94- "والتواضع للظالم معصية" 548/3
95- " من علم فسادا في موضع وعلم أنه لا يقدر على إزالته فلا يجوز له أن يحضر , ليجري ذلك بين يديه وهو يشاهده ويسكت بل ينبغي أن يحترز عن مشاهدته ". 550/3
96- " فمراعاة حشمة أرباب الولايات فيما بين الرعايا مهم ". 554/3
97- " وكل من أحاط علمه بظلم ظالم ومعصية عاص فينبغي أن يحط ذلك من درجته في قلبه , فهذا واجب عليه , لأن من صدر منه ما يكره نقص ذلك من رتبته في القلب لا محالة , والمعصية ينبغي أن تكره فإنه إما أن يغفل عنها أو يرضى بها أو يكره ولا غفلة مع العلم ولا وجه للرضا فلا بد من الكراهة فليكن جناية كل أحد على حق الله كجنايته على حقك ". 557/3
98- " وعلامة الصدق في طلب الإصلاح : أنه لو تولى ذلك الوعظ غيره ممن هو من أقرانه في العلم ووقع موقع القبول وظهر به أثر الصلاح , فينبغي أن يفرح به ويشكر الله تعالى على كفايته هذا المهم , كمن وجب عليه أن يعالج مريضا ضائعا فقام بمعاجلته غيره فإنه يعظم به فرحه , فإن كان يصادف في قلبه ترجيحا لكلامه على كلام غيره فهو مغرور ". 565/3
99- " وبالجملة : إنما فسدت الرعية بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء, فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفا من إنكارهم ". 573/3
100- " بغض الظلمة والغضب لله عليهم واجب ". 577/3
101- " وقلما يكون الصالح بحيث لو انكشف باطنه لبقيت القلوب مائلة إليه , وإنما ستر الله الجميل هو الذي يحبب الخلق إلى الخلق ". 588/3
102- " وكل مستحسن فمستلذ به ومحبوب , بل في ائتلاف القلوب أمر أغمض من هذا , فإنه قد تستحكم المودة بين شخصين من غير ملاحة في صورة ولا حسن في خلق وخلق ولكن لمناسبة توجب الألفة والموافقة , فإن شبه الشيء ينجذب إليه بالطبع والأشياء الباطنة خفية ولها أسباب دقيقة ليس في قوة البشر الاطلاع ". 26/4
103- " وليس بمستنكر أن يشتد حبك لإنسان لجملة أغراض ترتبط لك به , فإن امتنع بعضها نقص حبك وإن زاد زاد الحب , فليس حبك الذهب كحبك للفضة إذا تساوى مقدارهما , لأن الذهب يوصل إلى أغراض هي أكثر مما توصل إليه الفضة , فإذاً يزيد الحب بزيادة الغرض , ولا يستحيل اجتماع الأغراض الدنيوية والأخروية فهو داخل في جملة الحب لله ". 36/4
104- " وحدّه [ أي الحب في الله ] : هو أن كل حب لولا الإيمان بالله واليوم الآخر لم يتصور وجوده فهو حب في الله , وكذلك كل زيادة في الحب لولا الإيمان بالله لم تكن تلك الزيادة فتلك الزيادة من الحب في الله فذلك وإن دق فهو عزيز ". 36/4
105- " والمقصود أن حب الله إذ قوي أثمر حب كل من يقوم بحق عبادة الله في علم أو عمل وأثمر حب كل من فيه صفة مرضية عند الله من خلق حسن أو تأدب بآداب الشرع , وما من محب للآخرة ومحب لله إلا إذا أخبر عن حال رجلين أحدهما : عالم عابد , والآخر :جاهل فاسق , إلا وجد في نفسه ميلا إلى العالم العابد , ثم يضعف ذلك الميل ويقوى بحسب ضعف إيمانه وقوته, وبحسب ضعف حبه لله وقوته , وهذا الميل حاصل وإن كانا غائبين عنه بحيث يعلم إنه لا يصيبه منهما خير ولا شر في الدنيا ولا في الآخرة فذلك الميل هو حب في الله ولله من غير حظ ". 39/4
106- " كل من يحب في الله لا بد أن يبغض في الله , فإنك إن أحببت إنسانا لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله , فإن عصاه فلا بد أن تبغضه ؛ لأنه عاص لله وممقوت عند الله , ومن أحب بسبب فبالضرورة يبغض لضده , وهذان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر , وهو مطرد في الحب والبغض في العادات ". 43/4
107- " قلوب العوام سريعة التقلب , فإن لم ينفع النصح وكان في الإعراض عنه تقبيح لبدعته في عينه , تأكد الاستحباب في الإعراض , وإن علم أن ذلك لا يؤثر فيه لجمود طبعه ورسوخ عقده في قلبه فالإعراض أولى , لأن البدعة إذا لم يبالغ في تقبيحها شاعت بين الخلق وعم فسادها ". 54/4
108- " فإن الأخوة كما تقتضي السكوت عن المكاره , تقتضي أيضا النطق بالمحاب , بل هو أخص بالأخوة , لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور , وإنما تراد الإخوان ليستفاد منهم لا ليتخلص عن أذاهم , والسكوت معناه كف الأذى , فعليه أن يتودد إليه بلسانه , ويتفقده في أحواله التي يجب أن يتفقد فيها , كالسؤال عن عارض إن عرض , وإظهار شغل القلب بسببه واستبطاء العافية عنه , وكذا جملة أحواله التي يكرهها , ينبغي أن يظهر بلسانه وأفعاله كراهتها , وجملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها فمعنى الأخوة المساهمة في السراء والضراء ". 99/4
109- " من ينبهك على فعل مذموم تعاطيته , أو صفة مذمومة اتصفت ؛ بها لتزكي نفسك عنها , كان كمن ينبهك على حية أو عقرب تحت ذيلك وقد همت بإهلاكك , فإن كنت تكره ذلك فما أشد حمقك ". 106/4
110- " حكي عن أخوين من السلف : انقلب أحدهما عن الاستقامة , فقيل لأخيه : ألا تقطعه وتهجره ؟ فقال : أحوج ما كان إلي في هذا الوقت , لما وقع في عثرته أن آخذ بيده وأتلطف له في المعاتبة , وأدعو له بالعود إلى ما كان عليه ". 112/4
111- "ولن يسع الجمع بين مخالطة الناس ظاهرا والإقبال على الله سرا إلا قوة النبوة فلا ينبغي أن يغتر كل ضعيف بنفسه فيطمع في ذلك ولا يبعد أن تنتهي درجة بعض الأولياء إليه ". 266/4
112- " عادة الناس كافة : التمضمض بأعراض الناس , والتفكه بها , والتنفل بحلاوتها , وهي طعمتهم ولذتهم وإليها يستروحون من وحشتهم في الخلوة , فإن خالطتهم ووافقتهم أثمت وتعرضت لسخط الله تعالى , وإن سكت كنت شريكا , والمستمع أحد المغتابين , وإن أنكرت أبغضوك وتركوا ذلك المغتاب , واغتابوك فازدادوا غيبة إلى غيبة , وربما زادوا على الغيبة وانتهوا إلى الإستخفاف والشتم ". 272/4
113- " وقال بعضهم : ( إني لأعرف أقواما كانوا لا يتلاقون ولو حكم أحدهم على صاحبه بجميع ما يملكه لم يمنعه وأرى الآن أقواما يتلاقون ويتساءلون حتى عن الدجاجة في البيت , ولو انبسط أحدهم لحبة من مال صاحبه لمنعه ) فهل هذا إلا مجرد الرياء والنفاق , وآية ذلك : أنك ترى هذا يقول : كيف أنت ؟ ويقول الآخر :كيف أنت ؟ فالسائل لا ينتظر الجواب والمسئول يشتغل بالسؤال ولا يجيب , وذلك لمعرفتهم بأن ذلك عن رياء وتكلف , ولعل القلوب لا تخلو عن ضغائن وأحقاد والألسنة تنطق بالسؤال ". 278/4
114- " مسارقة الطبع مما يشاهده من أخلاق الناس وأعمالهم , فهو داء دفين قلما يتنبه له العقلاء , فضلا عن الغافلين , فلا يجالس الإنسان فاسقا مدة مع كونه منكرا عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لأدرك بينهما تفرقة في النفرة عن الفساد واستثقاله , إذ يصير للفساد بكثرة المشاهدة هينا على الطبع فيسقط وقعه واستعظامه له , وإنما الوازع عنه شدة وقعه في القلب , فإذا صار مستصغرا بطول المشاهدة أوشك أن تنحل القوة الوازعة , ويذعن الطبع للميل إليه أو لما دونه , ومهما طالت مشاهدته للكبائر من غيره استحقر الصغائر من نفسه , ولذلك يزدري الناظر إلى الأغنياء نعمة الله عليه فتؤثر مجالستهم في أن يستصغر ما عنده, وتؤثر مجالسة الفقراء في استعظام ما أتيح له من النعم ,
وكذلك النظر إلى المطيعين والعصاة هذا تأثيره في الطبع , فمن يقصر نظره على ملاحظة أحوال الصحابة والتابعين في العبادة والتنزه عن الدنيا فلا يزال ينظر إلى نفسه بعين الإستصغار وإلى عبادته بعين الإستحقار , وما دام يرى نفسه مقصرا فلا يخلو عن داعية الاجتهاد رغبة في الاستكمال واستتماما للاقتداء ". 280/4
115- " من عرف من عالم زلة , حرم عليه حكايتها لعلتين :
إحداهما أنها : غيبة .
والثانية : وهي أعظمهما, أن حكايتها تهون على المستمعين أمر تلك الزلة ويسقط من قلوبهم استعظامهم الإقدام عليها فيكون ذلك سببا لتهوين تلك المعصية , فإنه مهما وقع فيها فاستنكر ذلك دفع الاستنكار , وقال : كيف يستبعد هذا منا وكلنا مضطرون الى مثله حتى العلماء والعباد ؟! , ولو اعتقد أن مثل ذلك لا يقدم عليه عالم , ولا يتعاطاه موفق معتبر لشق عليه الإقدام , فكم من شخص يتكالب على الدنيا ويحرص عل جمعها ويتهالك على حب الرياسة وتزيينها ويهون على نفسه قبحها ويزعم أن الصحابة رضي الله عنهم لم ينزهوا أنفسهم عن حب الرياسة وربما يستشهد عليه بقتال علي ومعاوية ويخمن في نفسه أن ذلك لم يكن لطلب الحق بل لطلب الرياسة فهذا الاعتقاد خطأ يهون عليه أمر الرياسة ولوازمها من المعاصي ". 282/4
116- " والطبع اللئيم يميل إلى اتباع الهفوات والإعراض عن الحسنات , بل الى تقدير الهفوة فيما لا هفوة فيه بالتنزيل على مقتضى الشهوة ليتعلل به , وهو من دقائق مكايد الشيطان , ولذلك وصف الله المراغمين للشيطان فيها بقوله : {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} ". 283/4
117- " فمن اعتزل قبل التعلم فهو في الأكثر مضيع أوقاته بنوم أو فكر في هوس , وغايته أن يستغرق الأوقات بأوراد يستوعبها , ولا ينفك في أعماله بالبدن والقلب عن أنواع من الغرور يخيب سعيه ويبطل عمله بحيث لا يدري , ولا ينفك اعتقاده في الله وصفاته عن أوهام يتوهمها ويأنس بها , وعن خواطر فاسدة تعتريه فيها , فيكون في أكثر أحواله ضحكة للشيطان وهو يرى نفسه من العباد , فالعلم هو أصل الدين , فلا خير في عزلة العوام والجهال , أعني من لا يحسن العبادة في الخلوة ولا يعرف جميع ما يلزم فيها ,
فمثال النفس : مثال مريض يحتاج الى طبيب متلطف يعالجه فالمريض الجاهل إذا خلا بنفسه عن الطبيب قبل أن يتعلم الطب تضاعف لا محالة مرضه , فلا تليق العزلة إلا بالعالم ". 300/4
118- " إذا عرفت فوائد العزلة وغوائلها تحققت أن الحكم عليها مطلقا بالتفضيل نفيا وإثباتا خطأ , بل ينبغي أن ينظر الى الشخص وحاله والى الخليط وحاله والى الباعث على مخالطته والى الفائت بسبب مخالطته , من هذه الفوائد المذكورة , ويقاس الفائت بالحاصل , فعند ذلك يتبين الحق ويتضح الأفضل , وكلام الشافعي رحمه الله هو فصل الخطاب إذ قال : ( يا يونس الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوة والإنبساط اليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط ) فلذلك يجب الاعتدال في المخالطة والعزلة ويختلف ذلك بالأحوال , وبملاحظة الفوائد والآفات يتبين الأفضل , هذا هو الحق الصراح وكل ما ذكر سوى هذا فهو قاصر , وإنما هو إخبار كل واحد عن حالة خاصة هو فيها ولا يجوز أن يحكم بها على غيره والمخالف له في الحال ". 320/4
119- " وكل مذكور في العلم محصل له من زمان الصحابة إلى زماننا هذا لم يحصل العلم إلا بالسفر وسافر لأجله ". 335/4
120- " فكم من ذام نفسه وهو لها مادح بعين ذمه , فذم النفس في الخلوة مع النفس هو المحمود , وأما الذم في الملأ فهو عين الرياء , إلا إذا أورده إيرادا يحصل للمستمع يقينا بأنه مقترف للذنوب ومعترف بها , وذلك مما يمكن تفهيمه بقرائن الأحوال ويمكن تلبيسه بقرائن الأحوال ,والصادق بينه وبين الله تعالى يعلم أن مخادعته لله عز وجل أو مخادعته لنفسه محال فلا يتعذر عليه الاحتراز عن أمثال ذلك ". 352/4
121- " المفضى إلى المحمود محمود , وعلى هذا لا يحرم على الواعظ الطيب الصوت أن ينشد على المنبر بألحانه الأشعار المحزنة المرققة للقلب ولا أن يبكي ويتباكى ليتوصل به إلى تبكية غيره وإثارة حزنه " 438/4
122- " من غلب عليه عشق , نزّل كل ما يسمعه عليه سوء كان اللفظ مناسبا له أو لم يكن , إذ ما من لفظ إلا ويمكن تنزيله على معان بطريق الاستعارة , فالذي يغلب على قلبه حب الله تعالى يتذكر بسواد الصدغ مثلا ظلمة الكفر , وبنضارة الخد نور الإيمان , وبذكر الوصال لقاء الله تعالى , وبذكر الفراق الحجاب عن الله تعالى في زمرة المردودين , وبذكر الرقيب المشوش لروح الوصال عوائق الدنيا وآفاتها المشوشة لدوام الأنس بالله تعالى , ولا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط وتفكر ومهلة بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ ". 456/4
123- " المنكر قد يقدم عليه المقدم بجهله , وإذا عرف أنه منكر تركه , كالسوادي يصلي ولا يحسن الركوع والسجود, فيعلم أن ذلك لجهله بأن هذه ليست بصلاة ولو رضي بأن لا يكون مصليا لترك أصل الصلاة , فيجب تعريفه باللطف من غير عنف , وذلك لأن ضمن التعريف نسبة إلى الجهل والحمق , والتجهيل إيذاء وقلما يرضى الإنسان بأن ينسب إلى الجهل بالأمور , لا سيما بالشرع , ولذلك ترى الذي يغلب عليه الغضب كيف يغضب إذا نبه على الخطأ والجهل , وكيف يجتهد في مجاحدة الحق بعد معرفته خيفة من أن تنكشف عورة جهله ".613/4
124- " والطباع أحرص على ستر عورة الجهل منها على ستر العورة الحقيقية ؛ لأن الجهل قبح في صورة النفس , وسواد في وجهه , وصاحبه ملوم عليه , وقبح السوأتين يرجع إلى صورة البدن والنفس أشرف من البدن , وقبحها أشد من قبح البدن , ثم هو غير ملوم عليه لأنه خلقة لم يدخل تحت اختياره حصوله ولا في اختياره إزالته وتحسينه , والجهل قبح يمكن إزالته وتبديله بحسن العلم , فلذلك يعظم تألم الإنسان بظهور جهله ويعظم ابتهاجه في نفسه بعلمه ". 613/4
125- " طلب الإعادة ثقيل , والنفوس مجبولة على معاداة المعادات ". 710/4
126- " وههنا آفة عظيمة ينبغي أن يتوقاها فإنها مهلكة : وهي أن العالم يرى عند التعريف عز نفسه بالعلم , وذل غيره بالجهل , فربما يقصد بالتعريف الإدلال وإظهار التمييز بشرف العلم وإذلال صاحبه بالنسبة إلى خسة الجهل , فإن كان الباعث هذا فهذا المنكر أقبح في نفسه من المنكر الذي يعترض عليه ". 615/4
127- الاحتكام على الغير لذة للنفس عظيمة من وجهين :
أحدهما : من جهة العلم , والآخر : من جهة دالة الاحتكام والسلطنة .
وذلك يرجع إلى الرياء وطلب الجاه , وهو الشهوة الخفية الداعية إلى الشرك الخفي , وله محك ومعيار ينبغي أن يمتحن المحتسب به نفسه , وهو أن يكون امتناع ذلك الإنسان عن المنكر بنفسه أو باحتساب غيره أحب إليه من امتناعه باحتسابه , فإن كانت الحسبة شاقة عليه ثقيلة على نفسه وهو يود أن يكفى بغيره فليحتسب فإن باعثه هو الدين ". 615/4
128- " جميع آداب المحتسب مصدرها ثلاث صفات في المحتسب : العلم والورع وحسن الخلق ". 626/4
129- " فمن لم يقطع الطمع من الخلق لم يقدر على الحسبة , ومن طمع في أن تكون قلوب الناس عليه طيبة وألسنتهم بالثناء عليه مطلقة لم تتيسر له الحسبة ". 629/4
130- " وكل كذب لا يخفى أنه كذب ولا يقصد به التلبيس فليس من جملة المنكرات , كقول الإنسان مثلا : ( طلبتك اليوم مائة مرة ) , ( وأعدت عليك الكلام ألف مرة ) , وما يجري مجراه مما يعلم أنه ليس يقصد به التحقيق فذلك لا يقدح في العدالة ولا ترد الشهادة به ". 655/4
131- " فحق على كل مسلم أن يبدأ بنفسه فيصلحها بالمواظبة على الفرائض وترك المحرمات , ثم يعلم ذلك أهل بيته ثم يتعدى بعد الفراغ منهم إلى جيرانه ثم إلى أهل محلته ثم إلى أهل بلده ثم إلى أهل السوادى المكتنف ببلده ثم إلى أهل البوادي من الأكراد والعرب , وغيرهم وهكذا إلى أقصى العالم , فإن قام به الأدنى سقط عن الأبعد وإلا حرج به على كل قادر عليه قريبا كان أو بعيدا , ولا يسقط الحرج ما دام يبقى على وجه الأرض جاهل بفرض من فروض دينه , وهو قادر على أن يسعى إليه بنفسه أو بغيره فيعلمه فرضه, وهذا شغل شاغل لمن يهمه أمر دينه يشغله عن تجزئة الأوقات في التفريعات النادرة والتعمق في دقائق العلوم التي هي من فروض الكفايات ولا يتقدم على هذا إلا فرض عين أو فرض كفاية هو أهم منه". 659/4
132- " ومقصود مثل هذا الكتاب أن ينتفع به الأقوياء والفحول من العلماء , ولكنا نجتهد في تفهيم الضعفاء بضرب الأمثلة ليقرب ذلك من أفهامهم ". 25/5
133- " وأكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم , وقد حيل بينهم وبين أنفسهم , فإن الله يحول بين المرء وقلبه , وحيلولته بأن : يمنعه عن مشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين إصبعين مع أصابع الرحمن , وأنه كيف يهوى مرة إلى أسفل السافلين , وينخفض إلى أفق الشياطين , وكيف يرتفع أخرى إلى أعلى عليين , ويرتقي إلى عالم الملائكة المقربين ,


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Aug 2014, 04:18 PM [ 4 ]
مؤسس شبكة الشدادين

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2078
الردود : 91548
مجموع المشاركات : 93,626
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب إحياء علوم الدين


بارك الله فيك أخي
محب الصوم
والله يجزاك كل خير ويحفظك
ويكتب لك أجر نشر هذه الفوائد


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Aug 2014, 07:30 PM [ 5 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2013
رقم العضوية : 63996
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصميم - الرسم
مواضيع : 1565
الردود : 24676
مجموع المشاركات : 26,241
معدل التقييم : 6354ضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond reputeضياء القمر has a reputation beyond repute

ضياء القمر غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب إحياء علوم الدين


جزاك الله خير على الدر الثمين
وجعلك الله مباركا اينما كنت
وبيض الله وجهك


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Aug 2014, 10:43 PM [ 6 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71255
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 67
الردود : 262
مجموع المشاركات : 329
معدل التقييم : 25غريبة بدنيتي is on a distinguished road

غريبة بدنيتي غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب إحياء علوم الدين


جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 21 Aug 2014, 01:48 AM [ 7 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Sep 2013
رقم العضوية : 67882
الإقامة : saudi arabia
الهواية : الرسم
مواضيع : 810
الردود : 8403
مجموع المشاركات : 9,213
معدل التقييم : 1227*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of*ملاك* has much to be proud of

*ملاك* غير متصل


رد: الدّر الثمين من كتاب إحياء علوم الدين


جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه




الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

03:29 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com