آخر 10 مشاركات |
مختارات | إذا غامَرْتَ في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم |
|
|||||||||||||||||
ضرب الله مثلا كلمة طيبة
قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون }في هذا المثل العظيم الذي ضربه الله تعالى لعباده تنبيهات إلهية إلى أمور هامة يجب على المؤمن أن يتنبه لها ، ويرعاها حقَّها ، ليكمل له الإيمان ، ويحفظه من النقصان . الأمر الأول : أن الشجرة لا تبقى فيها حياة النمو إلا بمادة تسقيها وتنميها ، فإذا انقطع عنها السقي جفَّت ويبست ، وهكذا شجرة الإيمان في القلب : إن لم يتعاهدها صاحبها بالسقيا ، أوشك أن تيبس ، وإذا تمكن فيها اليبس طويلا ماتت والعياذ بالله تعالى . فالماء الذي يُسْقَى به شجر الأرض ليحيا وينمو هو ماء المطر والنهر والينابيع ، فيه غيثه وقوته ونموه ، وأما الغيث الذي يحيي الله تعالى به شجرة الإيمان في القلب وينميها ويقوِّيها فهو ماء الوحي الإلهي ، النازل من عند الله تعالى على سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، الوحي القرآني ، الوحي النبوي : كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . والدليل على ذلك قول الله تعالى : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حِلية أو متعٍ زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال } . الأمر الثاني : الذي يشير إليه ضرب مثل الكلمة الطيبة في القلب كمثل الشجرة في الأرض ، هو أن الزروع والأشجار قد يجتمع حولها عُشب فيه دغل ونبات غريب عنها ، ليس من جنسها ، فإن تعاهدها صاحبُها وقلع النباتات الغريبة ، والحشائش الضارة ، وأبعدها عنها ، قويت الشجرة وتم نباتها ، واستوت على سوقها ، وكان ذلك أوفر لثمرتها وطيبها ، وإن ترك الحشائش والنباتات الضارة أوشك أن تتغلب على الشجرة فتحيط بها ، وتتشبَّكَ بأغصانها فتُضعفَ من نموها ، وتفسد ثمراتها ، وتلحق بها أضرارا كبيرة ، وذلك نتيجة إهمال صاحبها . وكذلك شجرة الإيمان في القلب إذا لم يتعدها صاحبها فيحافظ عليها من الأهواء الضالة ، والشهوات الضارة ، فإن شجرة الإيمان تضعف وتنقص ثمراتها ، وربما يبست على تمادي الزمان . وقد نبَّه الله تعالى عباده إلى خطر هذين الداءين : داءِ الأهواء الضالة التي تنشأ عن الشبهات الباطلة ، وداءِ الشهوات الضارة المجاوزة حدودَ الشريعة ، فقال تعالى : { كالذين من قبلكم كانوا أشدَّ منكم قوَّة وأكثر أمولا وأولداً فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعملهم في الدنيا والأخرة وأولئك هم الخاسرون } .ففي هذا تحذير لهذه الأمة مما هلكت فيه الأمم السابقة : الشهوات المفرطة الضارة التي استمتعوا بها ، ومخاضات الشبهات التي خاضوها . الأمر الثالث : هو الذي يشير إليه قوله تعالى : { أصلها ثابت وفرعها في السماء } ففي هذا تنبيه إلى أن فروع شجرة الإيمان في القلب وثمراتها هي على حسب ثبوت أصلها في أرض القلب ، ورسوخها وتمكنها فيه . فعلى المؤمن أن يتعهد شجرة الإيمان فيما يمكنها ويقوِّيها دائما ، وذلك بالمواظبة على أوامر الله تعالى ، والبعد عما نهى عنه ، والإكثار من ذكره سبحانه . روى الإمام أحمد بإسناد حسن ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جدِّدوا إيمانكم " قيل : يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟فقال - صلى الله عليه وسلم - : " أكثِروا من قول : لا إله إلا الله " . الأمر الرابع : وهو الذي يشير إليه قوله تعالى : { تؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربها } وهذا فيه البشارة والنذارة . فيه البشارة لمن كَثُرت أقواله الطيبة وأعماله الصالحة ، وتوالت مستمرة ، يؤدي كل وقت حقَّه الذي يطالبه به شرع الله تعالى في الليل والنهار ، فكلامه الطيب يصعد إلى الله تعالى ، وأعماله الصالحة تُرفع إلى الله تعالى دائما ، وبذلك يذكر في الملأ الأعلى ، ويثني الله تعالى عليه ، ويُباهي به الملائكة الكرام ، وينال الرضوان من الرحمن ، وتسجل تلك الكلمات الطيبة والأعمال الصالحة في كتاب الأبرار ، قال الله تعالى : { كلّا إن كتب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتب مرقوم * يشهده المقربون } فالهناءة والبشارة العظمى والفرحة الكبرى لمن فاز بذلك . والنِّذارة والخيبة لمن ضعُفَت شجرة إيمانه ، فضعفت ثمراتها ، فليس له من الكلم الطيب والعمل الصالح إلا النزر القليل ؛ لأنه آثر الدنيا على الآخرة ، وشغل عقله ومداركه في الإكثار من أموال الدنيا والمكاثرة بها ، وأغفل جانب الدين والآخرة ، ولم يُقَدِّم لتلك الحياة الأبدية ما يُسعِده فيها من أقوال طيبة وأعمال صالحة ، قال الله تعالى : { كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لمّا * وتحبون المال حبّا جمّا * كلا إذا دُكت الأرض دكّا دكّا * وجاء ربك والملك صفّا صفّا * وجايءَ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسن وأنّى له الذكرى * يقول ياليتني قدَّمت لحياتي } الآيات الكريمة . فاعتبر أيها العاقل ، وأعِدَّ العُدَّة ، وتزود لدار البقاء ، قال تعالى : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يأولي الألبب } اللهم اجعلنا منهم .
|
19 Oct 2008, 09:27 AM | [ 2 ] | |||||||
المراقبة العامة
|
اسأل الله العلي العظيم أن يُطهر قلوبنا من النفاق ومن سيء الأخلاق ..
بارك الله فيك أخوي الفاضل وجعل مانقلته في ميزان حسناتك .. |
|||||||
19 Oct 2008, 09:52 AM | [ 3 ] | ||||||||
كلامه يقوطر عسل
|
جزاك الله خير أخوي متأمل ..! وبارك الله فيك ..! والله يعطيك العافيه ..! |
||||||||
19 Oct 2008, 10:24 AM | [ 4 ] | |||||||
شامخ الرأس
|
يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك جزاك الله خيرا وفي موازين حسناتك بإذن الله |
|||||||
19 Oct 2008, 10:48 AM | [ 5 ] | ||||||||
ابن جبري
|
جوزيت خيرآ وبورك فيك ,,,,, واللهــــــــــم اجعلنـــا من أصحـــــاب الدرجات العلى ,,,, مشكور أخوي متأمل ع الموضوع المتكامل ..... |
||||||||
19 Oct 2008, 03:00 PM | [ 6 ] | |||||||
|
بــاركـ اللـــه فــيــكـ أخـــوي وجعـلهــا اللــه في مـيــزان حسـنــاتـكـ |
|||||||
19 Oct 2008, 06:00 PM | [ 7 ] | ||||||||
نائب المشرف العام
|
متأمل جزاك الله كل خير وبارك الله فيك وفيما نقلت دمت بحفظ الرحمن أبو حسام |
||||||||
19 Oct 2008, 07:04 PM | [ 8 ] | ||||||
|
بارك الله فيك اشكرك على الجهد المميز |
||||||
19 Oct 2008, 07:20 PM | [ 9 ] | ||||||||
شاعر
|
متامل موضوع رائع ومكتمل من كل ناحيه تحياتي لك |
||||||||
19 Oct 2008, 08:44 PM | [ 10 ] | ||||||||
زهرة المنتدى
|
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير تحيااتي |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طريقة نطق كلمة ( أَستغفرُ الله ) | حطابي اتحادي | المنتدى الاسلامي | 5 | 01 Mar 2009 04:53 PM |
ضرب الله مثلا مابعوضه........... | بندر النايف | المنتدى الاسلامي | 10 | 12 Nov 2007 12:38 AM |
صارت مثلا ... | المستحيلة | منتدى القصص والحكايات | 23 | 23 Sep 2005 01:56 PM |
أتلا العهد به يوم عيد الفطر زل | alshalawy | بحور القوافي | 5 | 30 Jun 2005 03:24 PM |
أدوات الموضوع | |
|