كوارثنا من صنع أيدينا...

بسم الله الرحمن الرحيم>>

كوارثنا صنعناها بأيدينا>>

( من العاصمة وحتى بقيق شرقاً تذكرنا بطوفان جدة غرباً)>>

كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم وحجكم وصيامكم.....>>

أحسن الله العزاء لمن أصيبوا في قريب أو حبيب وعظم الله أجرهم وغفر لموتاهم وكتب الشفاء للمصابين سواء في كارثة الشاحنة في العاصمة أو كارثة الكيبل الكهربائي في عين دار ببقيق شرق الوطن الغالي....>>

بكل ألم وأسى وحزن نطالع مايورده لنا الإعلام عن كلتا الكارثتين المؤلمتين لكل مواطن غيور لاسيما أن المتوفين والمصابين إخوة لنا وعددهم كثير وأنها جاءت في فترة متقاربة وبعد العيد المبارك والمسلم أخو المسلم هكذا ديننا فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول:مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد... ويقول : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .... ونحن إخوة جميعا في هذا البلد الطيب قيادة وشعب ومواطنين ومقيمين كلنا إخوة في الدين واللغة والمصير ....>>

لقد تابعنا بكل أسى هذه الكوارث المؤلمة ولسان حالنا يردد ( يادافع البلاء يالله ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ... إنا لله وإنا إليه راجعون )...>>

وعندما نتطرق للحديث عن مثل هاتين الكارثتين فإننا أولاً نعلم يقيناً أنه قضاء الله وقدره ومشيئته وحكمته النافذة ولا راد لأمره وهو سبحانه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ....>>

ونعلم أنه لا يمنع الحذر من القدر ولكن هل تم الأخذ بالأسباب والإحتراز الذي نعذر بعده فنحن مأمورين بذلك ( وخذوا حذركم ) ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ).....>>

والحقيقة المرة المؤلمة هي لا لا لا.....>>

الحقيقة أننا نشعر بالغبن والحسرة لحدوث مثل هذه المصائب على تراب هذا الوطن الطاهر التي يرى الجميع بعين البصر والبصيرة المجردة وضوح التقصير والإهمال واللامبالاة في حدوثها من جميع الجهات وعلى كافة المستويات(...).>>

لماذا ؟>>

الجواب بكل بساطة: أنه ( من أمن العقاب ...........).>>

المسألة الأولى : كارثة عين دار لاشك أن التقصير من وجهة رأيي فيها يشمل الطرفين المواطنين والدولة على حد سواء , صحيح أن صاحب السمو الملكي وزير الداخلية سلمه الله ووفقه قد حذر قبل شهر تقريبا من إستخدام الأسلحة التي أصبحت في متناول أيدي الرعاع المطفوقين من الشباب المستهتر والغير مسؤل وخاصة المفحطين وبعض المرجفين بالأمن الوطني وهذه التصريحات من سموه هي إمتداد لبيانات وتصريحات سابقة للوزارة من عهد المرحوم بإذن الله الأمير الراحل نائف بن عبد العزيز غفر الله له , لكننا نرى أن تطبيق القوانين بحق من يثبت عليه مثل هذا المخالفات هي كما يقال مطاطية في بعض الأحيان وتدخل فيها الواسطة والوجاهات بحيث نسمع ونرى في بعض الإحتفالات وخاصة القرى إستخدام السلاح والهياط السخيف من قبل بعض السذج والمغرورين من أهل القالة الكذابة فأين رجال المباحث العامة والشرطة ومندوبين الأمارات والمحافظات والمراكز والدفاع المدني ....>>

نقول إنها الواسطة والمحسوبية التي طغت على حياتنا ونظام دولتنا هنا وهناك والمجاملات وغياب الضمير الوطني الحي وضعف المسؤلية والأمانة وعدم قدسية أوامر ولاة الأمر التي أمر بقدسيتها الشرع الحنيف وهذه النتيجة كوارث ومصائب وتهور ....>>

مع وجود إشارات غير مؤكدة عن تقصير شركة الكهرباء في سرعة معالجة الأمر وفصل التيار الكهربائي وهذا قد يكون سببه تلاعب بعض الهمج الغوغائيين في بعض الأحيان بعقول الموظفين المناوبين للشركة مما يجعل التردد سمة لدى هؤلاء الموظفين خوفاً من أن يكون الخبر كاذب ولذا نتحفظ على الحديث بخصوص تقصير الشركة المعنية والتحقيق في الأمر مطلب.....>>

>>

المسألة الثانية : كارثة إنفجار الشاحنة على أحد الجسور في العاصمة الغالية الرياض وهي أشد مرارة وخيبة أمل ...>>

أقول منذ أن عرفت العسكرية وخلال خدمة (31) سنة وأنا أعلم أن أي تحرك لمعدات تحمل مواد متفجرة يجب أن يشكل لها حماية أمنية وحملة وحراسات وأحيانا يفرغ لها الطريق وهذا هو الصحيح ...>>

أنا أتساءل هنا كيف تتحرك شاحنة محملة غاز شديد الإنفجار يعد إنفجارها أشد من إنفجار إثنين إلى ثلاثة صواريخ ( سكود) ثم تترك مع سائق ربما يكون ممن يتعاطى المخدرات أو له توجهات عدائية خفيه أو مطفوق أهوج غبي لا يعي خطورة ما يحمله فيتهور ويسرع وبكل صفاقة وهبل يعرض حياته وحياة خلق الله لمثل هذه الكارثة الشنيعة أين شركة الغاز على كبر حجمها وإمكاناتها التي مازالت في إجازة أو خارج التغطية بالأصح حتى حينه رغم المصيبة والكارثة التي سببتها شاحنتهم المشؤمة وسائقهم المتهور وحتى الآن لم يصدر عنها أي بيان يواسي المكلومين والمصابين ويشرح أو يطرح وأين سعادة مديرها العام وأمنها الصناعي الخاص وخططها الإستراتيجية الأمنية (...).>>

وأين تعاميم الدفاع المدني الصارمة ومتابعتها والإدارات الأمنية كالمرور وغيره.....>>

هل فعلاً نحن نسير بالبركة ؟ وهل فعلاً نحن في فوضى وتدابير إرتجالية وهل فعلاً من أمن العقاب قد أساء الأدب وهل فعلا مازال ضميرنا الوطني وأماناتنا وذممنا نائمة ولم تؤثر فيها كوارث وطوفانات جدة وغرق جزء من العاصمة ومتصدع جيزان ومجازر الفئة الضالة وتدميرها وإرجاف روافض العوامية .....>>

هل نحن شعب لا يتعلم من مصائب الآخرين حتى يقع فيها ولم ندرس المثل القائل ( العاقل من إتعظ بغيره )..>>

أنا أتساءل إلى متى لا نتحرك حتى تحصل الكارثة ثم فقط نجلجل وننوح ونتباكى كردة فعل ثم نخلد إلى النوم من جديد دون عمل يذكر سوى هذيان المهووسين وجعجعات الموهومين....>>

أين الإستراتيجيات الأمنية الواضحة بعيدة المدى في شتى المجالات والسبل وأين مجلس الشورى من تشريع القوانين والمطالبة بتنفيذها ومتابعتها وأين الأمن الوقائي لمثل هذه الكوارث وأين القرار الحازم الصارم بحق المستهترين بحياة المجتمع والمتلاعبين بمصيره ......>>

ألا يستحق سعادة مدير شركة الغاز ونائبه ومدير الأمن والسلامة في الشركة والمسؤل عن تحرك الشاحنات هذه أن يضربوا الباب (....) غير مأسوفاً لهم بعد التحقيق الصارم وأن يتحملوا جزءاً من تبعية الكارثة .....>>

ألا تستحق هذه الكارثتين أن نتوقف عندها ونطوي صفحات الإهمال واللا مبالاة ونبدأ بفتح صفحات العمل الجاد وتأسيس وبناء الفكر الأمني الإستراتيجي لكل منظومات حياتنا هنا وهناك على المستويين الخاص والعام وتطبيق مرئياتنا الجادة ومحاسبة المقصرين والمهملين والتشهير بهم حتى يصحو الغافل ويحذر الجاهل ....>>

أسئلة كثيرة ستبقى ما بقي الليل والنهار دون جواب سار.....>>

>>

سنصرخ عند كل كارثة ويسمع لنا بكاء وعويل ثم ننام لنفيق على صراخ إخوتنا في الجانب الآخر وبكاؤهم وعويلهم وهكذا حتى يعود لنا الدور من جديد وهو في نظرنا وتفكيرنا الباطن مصيرنا المحتوم الذي آمنّــا به ولا مناص لنا عنه وصدقنا أنفسنا وشياطيننا أنه كذلك والحقيقة خلاف ذلك فهو مجرد وهم صنعته عقولنا المقفلة التي لا تعرف سوى طريق واحد ......... >>

أبوفيصل 18/ ذو الحجة عام 1433هــ.>>

>>

من المتسبب بكل هذا؟
صحيح كل شيء بقضاء الله وقدره
ولكن يبقى الحرص مهم وعد العدة للأمان واجبة
ومحاسبة المتسبب مسئولية من ولي أمر المسلمين

ولا حول ولا قوة إلا بالله

كل شيء مقدر ومكتوب ولكن الوقاية خيرٌ من العلآج..







ششكراً لك..

ما شاء الله
ومع كل سطر كم هائل من الفوائد
سلمت يمناك على طرحك الأكثر من رائع ..
ونسأل الله ان يرحم الموتى / ويشفي المرضى

بارك الله في شاعرنا