( رحلة الحجاز ) للمازني

هذه الرحلة من امتع الرحلات ، فاسلوب الأستاذ ابراهيم عبدالقادر المازني يستهوي النفس ويمتع القاري ، ويجذب بسلاسته وطرافته ، بحيث لايشعرالقارئ الا وقد انتهى مما يقرأه من كتبه.

وفي احد الاحتفالات بذكرى جلوس الملك عبدالعزيز ـ رحمة الله ـ الذي جرى في اليوم التاسع من شعبان سنة 1348هـ (ويصادف 9يناير 1930م) كان الأستاذ المازني ممن حضره مندوباً عن جريدة "السياسة" المصرية مع وفدٍ دعي للمشاركة في ذالك الاحتفال يضم أحمد زكي باشا ، وخير الدين الزركلي ، ومحمود أبو الفتح مندوباً عن "الاهرام" وعبدالمجيد حمدي عن "البلاغ" ومحي الدين رضا عن "المقطم" ومحمد المصيلحي عبدالله عن "كوكب الشرق" ورياض شحاتة عن جرائد المصورة ، وانيس حصلب عن بعض المجلات.

وقد أبدع المازني في وصف انطباعاته عما شاهده أثناء اقامة الاحتفال ، وفي ص 138 ومابعدها صب جام غضبه على الخطباء والشعراء ، وقال في ص140 (ان هذه المبالغات السخيفة هي داؤنا جميعاً ، واننا في مصر والشام والعراق والحجاز ـ الخ ـ أحوج الى مواجهة الحقائق ، وفتح العيون على الوقائع ، وقياس مابيننا وبين من سبقنا من الأمم ، وان من الاجرام أن نخدع أنفسنا ونغالطها في الحقائق ، ومن الجناية أن ننشيء هؤلاء الأطفال على التوهم أن بلادهم ارتفعت الى قمة العلا ، وغير ذالك من الكلام الفارغ)
ثم أمطر الشعراء بوابل من غضبه ـ ص141ـ وكان بين الشعراء رجل من الكويت شعره سخيف ، ولكن انشاده بديع ، وقد كان وهو يلقي يغني ويمثل . . . وتلاه شاعر نجدي قح ، أعوذ بالله من القائه)
ولم يكتف هذا الشاعر النجدي بهذا بل اشتط وبالغ وأوصى الحكومة بقطع ألسنة الشعراء . .
(وقمنا الى الطعام بعد هذا البلاء الشعري ، وقال المازني فيما بعد ودعى زميلنا خير الدين أفندي الزركلي فأنشد قصيدة حماسية هي كل ماخرجنا به في يومنا ، بل رحلتنا كلها من الكلام الرصين الجيد)


وفي ينبع:
حين مر بمدينة ينبع في الخامس من شعبان1348هـ كان أميرها عبدالعزيز بن فهد بن معمر وهو من خيرة الأمراء خلقاً وشهامة ونبلاً ، ولقد أراد هذا الأمير الكريم أن يعبر عن تقديرة لهذا الوفد الذي لم يتمكن من البقاء في البلدة ريثما يتناول طعام الغداء ، فما كان منه الا أن بعث عدداً من الخراف قياماً بواجب الضيافة ، ولكن هذا العمل لم يرق للأستاذ المازني فاتخذ منه موقفاً من مواقف تهكمه وسخريته: (فحرنا ماذا نصنع بهذه الخراف ، وعقدنا مؤتمراً للتشاور) . . . وامتدت سخريتة الأستاذ الى المكان الذي استقبلهم فيه الأمير: (وزرنا الأمير ، وهو شاب نجدي ، جميل الطلعة ، وسيم المحيا ، مقدود قد السيف) الى أن قال (وغرفة الاستقبال في داره كأنها مخزن سلاح لاحجرة استقبال)
وكان مما عرف من عادات العرب ارخاء شعر رؤوسهم ، وأتى الاسلام فاقر بهذا واصبح سنه متبعة ، ولكن هذا الامر لم يدركة المازني ، فحين وقف على سطح الباخرة مع رفاقة للتصوير وكان ممن انضم اليهم أحد جند الامير ، وكان قد ارخى شعر رأسة ، فاتخذ من ذالك المازني وسيلة لما ألفه واعتاده من سخريتة وقال : (وثنيت عيني الى جارتي الرشيقة ، وشعرها الوحف المظفر ، والى حور عينيها الواسعتين اللتين يزينها الكحل) وتبسم الامير من ماقالة المازني.


وفي مكة المكرمة:
حين تهيأ الوفد لمقابلة نائب الملك لم يكن المازني يدرك أن التقبيل من العادات المألوفة بين العرب منذ عصورهم القديمة ، فقال عن تلك العادة ـ ص104ـ (وقد وقف الأمير مقدماً أنفة لمن شاء ، فلما جاء دورنا وددت لو أنه كان أمامي كرسي ، اذن لفزت بتقبيل أنفه ، ولكنني ـ كما تعرف ـ فاكتفيت بان تقدمت اليه ويسراي يمسح لحيتي تنبيهاً اليها ولفتا لشيبتها ، ويمناي تمتد الى يده وتقبض عليها . . . والحق اقول: ان سلام النجديين لايعجبني لأنه بارد)
ولم يكتف المازني بهذا بل أضافوعدنا فاتفق أن لقيت في الطريق واحداً لم أشك انه نجدي ، وكان فوق نجديته قصيراً ، فاقبلت علية وقلت: كيف حالك؟ وأهويت على كتفه فجذبتها على نحو مارأيتهم يفعلون ، ومططت شفتي استعداداً لتقبيل أنفه ، وجاء الجذب أسرع وأشد مماينبغي ، فوقع فمي على فمه ، واصطدم الأنفان ، فلما أفاق من دهشته قلت له: وأنا أتلمض وأمصص شفتي: لامؤاخذة لقد أردت أن أقبل أنفك والخيرة في الواقع !! وذهبت أعدو ، ولحقت باخواني)


أما موقفه من الشعراء وحكمه وعلى شعرهم:
كان الأستاذ المازني في حكمه على بعض اؤلئك الشعراء ولم يستحسن لطريقة الالقاء قد تكون ناشئة عن الفة واعتياده للطريقة المتبعة في مصر وغيرها من البلاد من القاء الشعر بدون تغن ، وهذا بخلاف الطريقة العربية المعروفة منذ عرف الشعر وكما قيل:
تغن في كل شعرٍ انت قائله * ان الغناء لهذا الفن مضمار

ومجمل القول عن هذه الرحلة الممتعة حقا أن الاستاذ المازني لم يكن يتخذ ابراز النقائص أو ماياه نقيصه ـ لهوى في نفسه ، أو لمآرب تدفعه الى ذالك ، وانما كان كما وصفه صديقة الأستاذ خير الدين الزركلي: يتناول نقائص المجتمع بالنقد ، فاذا أورد مثلاً جعل نفسه ذالك المثل ، فاستسيغ منه مايستنكر من غيرة.

وختم الأستاذ المازني الرحلة بفصل بعنوان (خاتمة) تحدث عن مراحل النمو وماتسير عليه حكومة هذه البلاد من خطوات في سبيل تقدم بلادها واسعاد مواطنيها ، بحيث ختمها بجملة صريحة بأنها ستبلغ مرحلة من التقدم تسبق بها أقطار كانت قد تقدمتها في كثير من مختلف جوانب الحياة.


والسلام ختام اخوكم/ خالد الحارثي

حياك الله أخوي خالد

تتبع جميل للتاريخ وسرد أجمل لقصصه

تجلت في رحلة هذا المازني للحجاز ووصفه الجميل لأحداث رحلته

يعجبني فيك أخي خالد

تتبعك للتاريخ وما يتصل به من قصص وقصائد ورحلات .... إلخ

تابع فنحن لك متابعون

حفظك الله ورعاك

يعطيك العافي يا خالد ولا هنت

ومشكور يا بعدي

مشكور اخوي على هالطرح

اللي استفدنا منه كثيراً بارك الله فيك

كل الود

مشكورين على مروركم الكريم وهذا اقل شي اقدر اقدمه لمنتدانا العزيز على قلوبنا

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	حياك الله أخوي خالد تتبع جميل للتاريخ وسرد أجمل لقصصه تجلت في رحلة هذا المازني للحجاز ووصفه الجميل لأحداث رحلته يعجبني فيك أخي خالد تتبعك للتاريخ وما يتصل به من قصص وقصائد ورحلات .... إلخ تابع فنحن لك متابعون حفظك الله ورعاك

الله يحيك يالغالي فنحن مهما فعلنا لن نوفي لمنتدنا العزيز بحقه وهذا واجبي

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	يعطيك العافي يا خالد ولا هنت ومشكور يا بعدي

الله يعافيك يالغالي

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	مشكور اخوي على هالطرح اللي استفدنا منه كثيراً بارك الله فيك كل الود

الله يعافيك

مشكووور

أخـــووي والله يعطيك العافيه

يعطيك العافيه اخوي

ولاهنت على السرد الرائع للموضوع

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	مشكووور أخـــووي والله يعطيك العافيه

الله يعافيك واشكرك على مرورك الجميل

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	يعطيك العافيه اخوي ولاهنت على السرد الرائع للموضوع

الله يعافيك واشكرك على مرورك المشرف

يعطيك العافية ياأخي





وبارك الله فيك