أياماً معدودات

مـجـمـوع الأوسـمـة · توقيع : غريب

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمات أردت بها التذكير اسأل الله أن ينفع بها :
بالحديث القدسي يقول الله تعالى (كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )
قال العلماء : لم يخبر الله بقدر عظيم الجزاء على هذه الفريضة لأن كل الأعمال صُرفت لغير الله إلا الصوم , فليس لأحد طاقة أن يراقب الخلق في خلواتهم .
فالمقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى ، وتعظيم حرماته سبحانه وكسر هوى النفس ، وتعويدها على الصبر

كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يبشّر أصحابه بقدوم رمضان فيقول

جاءكم شهر رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله )
نعم , الشقي من حرم فيه رحمة الله
الشقي , من أمهله الله و أدرك الشهر و لم يغفر له
الشقي , من أعد الله له الجنة و فتح له باب الريان , لكنه يختار بجرأته على المعاصي أن تفتح له أبواب النار المؤصدة في رمضان

رمضان شهر التغيير , من لم يتغيّر حاله فيه فمتي سيتغيّر
سمّاها الله ( أياما معدودات ) فرصة لا تتكرر ولا تدري كم يوماّ ستدرك منه , وهل ستدركه في أعوام قادمة
قال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما لهم في شهر رمضان , لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان )

رمضان شهر المغفرة , ذنوب كالجبال ارتكبناها و أرهقنا حملها ألم يحن وقت توبتنا منها ؟
أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ( رغم انف امرئ ادرك شهر رمضان فلم يغفر له )
ألا نتحسر على تفويت هذه الهبات العظيمة التى أعدها الله في هذا الشهر

رمضان شهر العتق من النار , فالحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة )
خاب و خسر من ضيّع هذا الفضل و لم يبادر إلى رحمة الله وطلب العتق من النار

تقربوا إلى الله بمزيد من الأعمال التي ترجون بها رضوان الله من صيام نهاره و قيام ليله , والإكثار من تلاوة القرآن و صلة الأرحام
تقربوا إلى الله بإطعام الصائمين و الصدقة على المحتاجين و الدعوة إلى الله و التقرب إليه بالذكر و أداء النوافل

أسأل الله أن يتقبل منا الصيام و القيام و صالح الأعمال و أن يجعلني و إياكم و والدينا من عتقاءه من النار