..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الشعبية > القبائل العربية
  [ 1 ]
قديم 12 Mar 2005, 01:22 AM
عضو نشيط

وجه القمر غير متصل

تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 64
الإقامة : saudi arabia
الهواية : الحب
المشاركات : 70
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
من هم العرب؟



من هم العرب! هنا نحاول أن نجيبك على هذا السؤال المهم

ونحن هنا من خلال الأجابه نحب أن نذكر لك أننا قد أخترنا أهم وأدق المراجع التاريخيه ونختتم ماننقله بذكر مرجعه



--------------------------------------------------------------------------------

صبح الأعشى

المقصد الثاني في أنساب العرب

القسم الأول العرب البائدة

القسم الثاني من العرب الباقية

القسم الثاني من العرب الباقية; الضرب الأول العرب العاربة

القسم الثاني من العرب الباقية;الضرب الثاني من العرب الباقين علىممر الزمان العرب المستعربة

القسم الثاني من العرب الباقية; الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم









--------------------------------------------------------------------------------

أبو العرب أسماعيل عليه السلام
مولده عليه السلام

ذكر مهاجرة إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى جبال فاران وهي أرض مكة وبنائه البيت العتيق

قصة الذبيح عليه السلام

ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم ووفاته

ذكر أخبار العرب ـ نسبة العرب

ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة

خبر عدنان جد عرب الحجاز

أصول أنساب عرب الحجاز لعدنان

قريش نسبا واشتقاقا وفضلا وهم بنو النضر بن كنانة

ديانات العرب قبل الاسلام وعلومهم

ذكر حروب وأيام العرب في الجاهلية

ذكر أسواق العرب المعروفة قبل الإسلام




--------------------------------------------------------------------------------

ذكر أخبار العرب- نسبة العرب:-
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل : إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام والتحية والإكرام . و الصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، و منهم عاد و ثمود و طسم و جديس و أميم و جرهم و العماليق ، و أمم آخرون لا يعلمهم إلا الله ، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام و في زمانه أيضاً .فأما العرب المستعربة ، و هم عرب الحجاز ، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
الخلاف في نسبة حمير
و أما عرب اليمن و هم حمير فالمشهور أنهم من قحطان ، و اسمه مهزم . قاله ابن ماكولا . و ذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة : قحطان و قاحط و مقحط و فالغ .
و قحطان بن هود . و قيل هو هود . و قيل هود أخوه . و قيل من ذريته . و قيل إن قحطان من سلالة إسماعيل ، حكاه ابن إسحاق و غيره . فقال بعضهم : هو قحطان ابن الهمبسع بن تيمن بن قيذر بن نبت بن إسماعيل و قيل غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل و الله أعلم .
و قد ترجم البخاري في صحيحه على ذلك فقال : [ باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ] حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن يزيد بن أبي عبيد ، حدثنا سلمة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال : ارموا بني إسماعيل و أنا مع بني فلان لأحد الفريقين ، فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : و كيف نرمي و أنت مع بني فلان ، فقال : ارموا و أنا معكم كلكم .
تفرد به البخاري . و في بعض ألفاظه : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ، ارموا و أنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال ارموا و أنا معكم كلكم .
قال البخاري : و أسلم بن أفضى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة . يعني : و خزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم . كما سيأتي بيانه . و كانت الأوس و الخزرج منهم ، و قد قال لهم عليه الصلاة و السلام : ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته . و تأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ، لكنه تأويل بعيد إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل .

الخلاف في نسبة قضاعة
لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن و غيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .
و عندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية و عدنانية . فالقحطانية شعبان : سبأ و حضرموت . و العدوانية شعبان أيضا: ربيعة ومضر ، ابنا نزار بن معد بن عدنان ، و الشعب الخامس و هم قضاعة مختلف فيهم ، فقيل إنهم عدنانيون قال ابن عبد البر : و عليه الأكثرون . و يروى هذا عن ابن عباس و ابن عمر و جبير بن مطعم ، و هو اختيار الزبير بن بكار و عمه مصعب الزبيري و ابن هشام . و قد ورد في حديث : قضاعة بن معد و لكنه لا يصح . قاله ابن عبد البر و غيره .
و يقال : إنهم لم يزالوا في جاهليتهم و صدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان ، فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية ، و كانوا أخواله ، انتسبوا إلى قحطان ، فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له :
أبلغ قضاعة في القرطاس أنهم لولا خلائف آل الله ماعنقوا
قالت قضاعة إن من ذوى يمـــن والله يعلم مابروا ولا صدقوا
قـد ادعـوا والـداً ما نـال أمهـــم قد يعلمون ولكن ذلك الفرق
و قد ذكر أبو عمرو السهيلي أيضاً من شعر العرب مافيه إبداع في تعيير قضاعة في انتسابهم إلى اليمن . و الله أعلم .
و القول الثاني أنهم من قحطان ، و هو قول ابن إسحاق و الكلبي و طائفة من أهل النسب .
قال ابن إسحاق : و هو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان . و قد قال بعض شعرائهم و هو عمرو بن مرة ، صحابي له حديثان :
ياأيهــــا الداعي ادعنا وأبشر وكــن قضاعيــــــــاً ولا‏‏ ‏تنـــــزر‏‏‏‏
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر ‏‏‏قضاعة بن مالك بن حمــــــــــير‏‏ ‏
النسب المعـروف غــير المنكــر في الحجر المنقوش تحت المنبـر
قال بعض أهل النسب : هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير . وقال ابن لهيعة : عن معروف بن سويد ، عن أبى عشابة محمد بن موسى ، عن عقبة بن عامر ، قال : قلت يا رسول الله أما نحن من معد ؟ قال لا . قلت : فممن نحن ؟ قال : أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير .
قال أبو عمر بن عبد البر : و لايختلفون أن جهينة بن زيد بن أسود بن أسلم بن عمران بن الحاف بن قضاعة قبيلة عقبة بن عامر الجهني ، فعلى هذا قضاعة في اليمن في حمير بن سبأ.
و قد جمع بعضهم بين هذين القولين بما ذكره الزبير بن بكار و غيره من أن قضاعة امرأة من جرهم تزوجها مالك بن حمير فولدت له قضاعة ، ثم خلف عليها معد بن عدنان ، و ابنها صغير ، و زعم بعضهم أنه كان حملا فنسب إلى زوج أمه كما كانت عادة كثير منهم ينسبون الرجل إلى زوج أمه و الله أعلم .
و قال محمد بن سلام البصري النسابة : العرب ثلاثة جراثيم : العدنانية و القحطانية و قضاعة . قيل له : فأيهما أكثر العدنانية أوالقحطانية ؟ فقال : ما شاءت قضاعة ، إن تيامنت فالقحطانية أكثر وإن تعدننت فالعدنانية أكثر .
و هذا يدل على أنهم يتلونون في نسبهم ، فإن صح حديث ابن لهيعة المتقدم فهو دليل على أنهم من القحطانية و الله أعلم . و قد قال الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
قال علماء النسب : يقال شعوب ، ثم قبائل ، ثم عمائر ثم بطون ، ثم أفخاذ ، ثم فصائل ، ثم عشائر ، و العشيرة أقرب الناس و ليس بعدها شيء .
و لنبدأ أولا بذكر القحطانية ، ثم نذكر بعدهم عرب الحجاز و هم العدنانية و ما كان من أمر الجاهلية ، ليكون ذلك متصلاً بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شاء الله تعالى و به الثقة .
و قد قال البخاري باب ذكر قحطان حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه و كذا رواه مسلم ، عن قتيبة عن الدراوردي ، عن ثور بن زيد به .
قال السهيلي : و قحطان أول من قيل له [ أبيت اللعن ] و أول من قيل له [ أنعم صباحاً ] .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، عن حريز حدثني راشد بن سعد المقرائي عن أبي حيي عن ذي مخمر أن رسول صلى الله عليه و سلم قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش [ و س ى ع و د إ ل ى هـ م ] قال عبد الله : كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء ، يعني [ وسيعود إليهم ] .
قصة سبأ
قال الله تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
قال علماء النسب منهم محمد ابن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان . قالوا : و كان أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك . و كان يقال له الرائش ، لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه . قال السهيلي : و يقال إنه أول من تتوج . و ذكر بعضهم أنه كان مسلماً ، و كان له شعر بشر فيه بوجود رسول صلى الله عليه و سلم فمن ذلك قوله :
سيملك بعدنا ملكاً عظيماً نبي لا يرخص في الحــــرام
و يملك بعـــده منهم ملوك يدينـــون العبـــاد بغـــــير ذام
و يملك بعـــدهم منا ملوك يصير الملك فينــا باقتســــام
و يملك بعـــد قحطان نبي تقي ، مخبت خيـــر الأنــــــام
يسمى أحمداً يا ليت أني أعمر بعــــــــد مبعثه بعـــــام
فأعضده وأحبوه بنصري بكـل مدجج وبكــل رامـــــــي
متى يظهر فكونوا ناصريه و من يلقاه يبلغه ســـــــلامي
حكاه ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، و بالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون فمذحج و كندة و الأزد و الأشعريون و أنمار و حمير عرباً كلها و أما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسان .
و قد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث و ألفاظه هناك و لله الحمد .
و المقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، و قد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع ، و كان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم ، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، و كانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر و حضرموت تبعاً ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، و من ملك الفرس كسرى ، و من ملك مصر فرعون ، و من ملك الحبشة النجاشي ، و من ملك الهند بطليموس ، و قد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس . و قد كانوا في غبطة عظيمة و أرزاق دارة و ثمار و زروع كثيرة ، و كانوا مع ذلك على الاستقامة و السداد و طريق الرشاد ، فلما بدلوا نعمة الله كفراً أحلوا قومهم دار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : أرسل الله إليهم ثلاثة عشرة نبياً . و زعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ! فالله أعلم .
و المقصود أنهم عدلوا عن الهدى إلى الضلال و سجدوا للشمس من دون الله و كان ذلك في زمان بلقيس و قبلها أيضاً ، و استمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
ذكر غير واحد من علماء السلف و الخلف من المفسرين و غيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين ، فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جداً ، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين، و غرسوا فيهما البساتين و الأشجار المثمرة الأنيقة ، و زرعوا الزروع الكثيرة ، و يقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب و سلط إليه سبعين وادياً يفد إليه و جعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ، و مات و لم يكمل بناؤه ، فكملته حمير بعده، و كان اتساعه فرسخاً في فرسخ ، و كانوا في غبطة عظيمة و عيش رغيد و أيام طيبة ، حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار مما يتساقط فيه من نضجه وكثرته ، و ذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث و لا الدواب المؤذية ، لصحة هوائهم و طيب فنائهم كما قال تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور و كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .
فلما عبدوا غير الله و بطروا نعمته ، و سألوا بعد تقارب ما بين قراهم و طيب ما بينها من البساتين و أمن الطرقات ، سألوا أن يباعد بين أسفارهم و أن يكون سفرهم في مشاق و تعب ، و طلبوا أن يبدلوا بالخير شراً ، كما سأل بنو إسرائيل بدل المن و السلوى البقول و القثاء و الفوم و العدس و البصل ، فسلبوا تلك النعمة العظيمة و الحسنة العميمة بتخريب البلاد و الشتات على وجوه العباد ، كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .
قال غير واحد : أرسل الله على أصل السد الفأر و هو الجرذ و يقال له الخلد ، فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئاً، إذ قد حم القدر و لم ينفع الحذر كلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط و انهار ، فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول و الأنهار و انقطعت تلك الثمار ، و بادت تلك الزروع و الأشجار ، و تبدلوا بعدها بردئ الأشجار و الأثمار ، كما قال العزيز الجبار وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل قال ابن عباس و مجاهد و غير واحد : هو الأراك و ثمره البرير ، و أثل و هو الطرفاء . و قيل يشبهه ، و هو حطب لا ثمر له [ و شيء من سدر قليل ] و ذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلاً مع أنه ذو شوك كثير و ثمره بالنسبة إليه ، كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقى . و لهذا قال تعالى ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي إنما نعاقب هذه العقوبة الشديدة من كفر بنا و كذب رسلنا و خلفنا أمرنا و انتهك محارمنا .
وقال تعالى : فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق و ذلك أنهم لما هلكت أموالهم و خربت بلادهم احتاجوا أن يرتحلوا منها و ينتقلوا عنها ، فتفرقوا في غور البلاد و نجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجاز ، و منهم خزاعة ، و نزلوا ظاهر مكة ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و منهم المدينة المنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ، ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود بنو قينقاع و بنو قريطة و بنو النضير ، فحالفوا الأوس و الخزرج و أقاموا عندهم ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و نزلت طائفة أخرى منهم الشام و هم الذين تنصروا فيما بعد ، و هم غسان و عاملة و بهراء و لخم و جذام و تنوخ و تغلب و غيرهم .
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيده قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة ، و هو ميمون بن قيس :
و في ذاك للمؤتسى أسوة و مأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لــــهم حمــــير إذا جـــــاء موراه لم يرم
فأروى الزروع و أعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي لا يقدرون على شرب طفل إذا ما فطم
و قد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ، و لخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ . و يقال لخم بن عدي بن سبأ . قاله ابن هشام .
قال ابن إسحاق : و كان سبب خروجه من اليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري ، أنه رأى جرذاً يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه ، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه و لطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي . و عرض أمواله . فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله . و انتقل في ولده و ولد ولده . و قالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر . فباعوا أموالهم و خرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ،ففي ذلك قال عباس بن مرداس :
وعك بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد
قال: فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، و نزل الأوس و الخزرج يثرب ، و نزلت خزاعة مراً ، و نزلت أزد السراة السراة ، و نزلت أزد عمان عمان . ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، و في ذلك أنزل الله هذه الآيات . و قد روى عن السدي قريب من هذا .
و عن محمد بن إسحاق في روايته أن عمرو بن عامر كان كاهناً . و قال غيره : كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم ، و كأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي ساط على سدهم ففعلوا ما فعلوا و الله أعلم . و قد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في التفسير .
لم يخرج كل أهل سبأ من اليمن
و ليس جميع سبأ خرجوا من اليمن لما أصيبوا بسيل العرم ، بل أقام أكثرهم بها ، و ذهب أهل مأرب الذين كان لهم السد فتفرقوا في البلاد ، و هو مقتضى الحديث المتقدم عن ابن عباس أن جميع قبائل سبأ لم يخرجوا من اليمن ، بل إنما تشاءم منهم أربعة و بقى باليمن ستة ، و هم مذحج و كندة و أنمار و الأشعريون . و أنمار هو أبو خثعم و بجيلة و حمير ، فهؤلاء ست قبائل من سبأ أقاموا باليمن ، و استمر فيهم الملك والتبابعة ، حتى سلبهم ذلك ملك الحبشة بالجيش الذي بعثه صحبا أميريه أبرهة و أرباط نحواً من سبعين سنة ، ثم استرجعه سيف بن ذي يزن الحميري ، و كان ذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم بقليل ، كما سنذكره مفصلا قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان .
ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن علياً و خالد بن الوليد ، ثم أبا موسى الأشعري و معاذ بن جبل ، و كانوا يدعون إلى الله تعالى و يبينون لهم الحجج ، ثم تغلب على اليمن الأسود العنسي و أخرج نواب رسول الله صلى الله عليه و سلم منها ، فلما قتل الأسود استقرت اليد الإسلامية عليها في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أنتهي (سيره أبن كثير)

الرجوع إلى الأعلى

--------------------------------------------------------------------------------

ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة:-
تقدم ذكر إسماعيل نفسه عليه السلام مع ذكر الأنبياء ، وكيف كان من أمره حين احتمله أبوه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع أمه هاجر ، فأسكنها بوادي مكة بين جبال فاران حيث لا أنيس به ولا حسيس ، وكان إسماعيل رضيعا ثم ذهب وتركهما هنالك عن أمر الله له بذلك ، ليس عند أمه سوى جراب فيه تمر ووكاء فيه ماء ، فلما نفد ذلك أنبع الله لهاجر زمزم التي هي طعام طعم وشفاء سقم كما تقدم بيانه في حديث ابن عباس الطويل الذي رواه البخاري رحمه الله ثم نزلت جرهم وهي طائفة من العرب العاربة من أمم العرب الأقدمين عند هاجر بمكة على أن ليس لهم في الماء شيء إلا ما يشربون منه وينتفعون به فاستأنست هاجر بهم ، وجعل الخليل عليه السلام يطالع أمرهم في كل حين يقال : إنه كان يركب البراق من بلاد بيت المقدس في ذهابه وإيابه ثم لما ترعرع الغلام وشب وبلغ مع أبيه السعي كانت قصة الذبح كما تقدم بيان أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح .

ثم لما كبر تزوج من جرهم امرأة ثم فارقها وتزوج غيرها وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وجاءته بالبنين الاثني عشر كما تقدم ذكرهم وهم نابت وقيذر وميشا ومسمع وماشى ودما وأدر ويطور ونبش وطيما وقيذما هكذا ذكره محمد ابن إسحاق وغيره عن كتب أهل الكتاب وله ابنة واحدة اسمها نسمة وهي التي زوجها من ابن أخيه العيص بن إسحاق بن إبراهيم فولد منها الروم واليونان والأشبان أيضا في أحد القولين.

ثم جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون في أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر ، وكان الرئيس بعده ، والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم ، نابت بن إسماعيل وهو ابن أخت الجرهميين ثم تغلبت جرهم على البيت طمعا في بني أختهم فحكموا بمكة وما والاها عوضا عن بني إسماعيل مدة طويلة ، فكان أول من صار إليه أمر البيت بعد نابت مضاص بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هين بن نبت بن جرهم ، وجرهم بن قحطان ويقال : جرهم بن يقطن بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الجرهمي وكان نازلا بأعلى مكة بقعيقعان وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه في أسفل مكة وكل منهما يعشر من مر به مجتازا إلى مكة ثم وقع بين جرهم وقطوراء ، فاقتتلوا فقتل السميدع واستوثق الأمر لمضاض وهو الحاكم بمكة والبيت لا ينازعه في ذلك ولد إسماعيل مع كثرتهم وشرفهم وانتثارهم بمكة وبغيرها وذلك لخئولتهم له ولعظمة البيت الحرام ثم صار الملك بعده إلى ابنه الحارث ثم إلى عمرو بن الحارث ثم بغت جرهم بمكة ، وأكثرت فيها الفساد وألحدوا بالمسجد الحرام حتى ذكر أن رجلا منهم يقال : له إساف بن بغي وامرأة يقال لها : نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة فكان منه إليها الفاحشة ، فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما ، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد ، عبدا من دون الله في زمن خزاعة كما سيأتي بيانه في موضعه فكانا صنمين منصوبين يقال لهما : إساف ونائلة ، فلما أكثرت جرهم البغي بالبلد الحرام تمالأت عليهم خزاعة الذين كانوا نزلوا حول الحرم ، وكانوا من ذرية عمرو بن عامر الذي خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرم كما تقدم ، وقيل : إن خزاعة من بني إسماعيل فالله أعلم.

والمقصود أنهم اجتمعوا لحربهم وآذنوهم بالحرب ، واقتتلوا واعتزل بنو إسماعيل كلا الفريقين ، فغلبت خزاعة وهم بنو بكر بن عبد مناة وغبشان وأجلوهم عن البيت فعمد عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي - وهو سيدهم -إلى غزالي الكعبة وهما من ذهب وحجر الركن - وهو الحجر الأسود - وإلى سيوف محلاة وأشياء أخر فدفنها في زمزم وعلم زمزم وارتحل بقومه فرجعوا إلى اليمن وفي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن مضاض

وقائلــة والــدمع سـكب مبـادر

وقـد شـرقت بـالدمع منها المحاجر

كـأن لـم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولــم يســمر بمكـة سـامر

فقلــت لهـا والقلـب منـي كأنمـا

يلجلجــه بيــن الجنـاحين طـائر

بــلى نحــن كنـا أهلهـا فأزالنـا

صـروف الليـالي والجـدود العواثر

وكنـا ولاة البيـت مـن بعـد نـابت

نطـوف بـذاك البيـت والخير ظاهر

ونحـن ولينـا البيـت مـن بعد نابت

بعـز فمـا يحـظى لدينـا المكـاثر

ملكنــا فعززنــا فـأعظم بملكنـا

فليس لحــي غيرنــا ثـم فـاخر

ألـم تنكحـوا مـن خير شخص علمته

فأبنــاؤه منــا ونحـن الأصـاهر

فـإن تنثـن الدنيـا علينـا بحالهـا

فــإن لهـا حـالا وفيهـا التشـاجر

فأخرجنــا منهــا المليـك بقـدرة

كـذلك يـا للنـاس تجـري المقـادر

أقــول إذا نـام الخـلي ولـم أنـم

إذا العـرش لا يبعـد سـهيل وعامر

وبــدلت منهــا أوجهـا لا أحبهـا

قبــائل منهــا حــمير ويحـابر

وصرنــا أحاديثــا وكنـا بغبطـة

بــذلك عضتنـا السـنون الغوابـر

فسـحت دمـوع العيـن تبكـي لبلدة

بهـا حـرم أمـن وفيهـا المشـاعر

وتبكـي لبيـت ليس يـؤذى حمامـه

يظــل بـه أمنـا وفيـه العصـافر

وفيــه وحــوش لا تـرام أنيسـة

إذا خرجــت منــه فليس تغــادر


قال ابن إسحاق وقال عمرو بن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب أنه حدثهم أنه ذلك ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام يعني استدلاله بقوله بعد القصة فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ فقال له عمر إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه وكان يرى أنه من علمائهم قال فسأله عمر بن عبد العزيز أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلتها وآثارها في في كتابنا التفسير ولله الحمد والمنة .أنتهي (من كتاب البدايه والنهايه للحافظ أبن كثير)...

الرجوع إلى الأعلى

--------------------------------------------------------------------------------

ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم ووفاته:-
قد ذكرنا فيما مضى سبب إسكان إسماعيل الحرم و تزوجه امرأة من جرهم و فراقه إياها بأمر إبراهيم ثم تزوج أخرى ، و هي السيدة بنت مضاض الجرهمي ، و هي التي قال لها : قولي لزوجك : قد رضيت لك عتبة بابك ، فولدت لإسماعيل اثني عشر رجلاً : نابت و قيدار و اذيل و ميشا و مسمع و رما و ماش و آذر و قطورا و قافس و طميا و قيدمان . و كان عمر إسماعيل فيما يزعمون سبعاً و ثلاثين و مائة سنة . و من نابت و قيدار ابني إسماعيل نشر الله العرب ، و أرسله الله تعالى إلى العماليق و قبائل اليمن . و قد ينطق أولاد إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت . و لما حضرت إسماعيل الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق ، و زوج ابنته من العيص بن إسحاق ، و دفن عند قبر أمه هاجر بالحجر . أنتهي (الكامل فى التاريخ)


الرجوع إلى الأعلى

--------------------------------------------------------------------------------

صبح الأعشى
الجزء الأول
( 8 من 115 )


المقصد الثاني في أنساب العرب

وفيه مهيعان المهيع الأول في أمور تجب معرفتها قبل الخوض في النسب وأول ما تجب معرفته من ذلك من يقع عليه لفظ العرب قال الجوهري‏:‏ العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار والأعراب سكان البادية والنسبة إلى العرب عربي وغلى الأعراب أعرابي‏.‏

والتحقيق إطلاق لفظ العرب على الجميع وأن الأعراب نوع من العرب ثم اتفقوا على تنويع العب إلى نوعين‏:‏ عاربة ومستعربة‏.‏

فالعاربة هم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداءً فتكلموا بها‏.‏

قال الجوهري‏:‏ وربما قيل لهم المتعربة‏.‏

وقد اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هي عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وعبد ضخم وجرهم الأولى ومن في معناهم‏.‏

والمستعربة بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وبنو إسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر وإسماعيل كانت سريانية أو عبرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم كعاد ونحوهم وتعلم إسماعيل العربية من جرهم من بني قحطان النازيلين على إسماعيل وأمه بمكة‏.‏

وذهب آخرون ومنهم المؤيد صابح حماه إلى أن بني قحطان هم العاربة وأن المستعربة هم بنو إسماعيل فقط والذي رجحه صاحب العبر الأول‏.‏

ثم قد قسم المؤرخون العرب أيضاً إلى بائدة وغيرها فالبائدة هم الذين بادوا ودرست آثارهم كعاد وثمود وطسم وجديس وغير البائدة هم الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك من القحطانية‏:‏ كطيء ولخم وجذام ونحوهم ومن العدنانية كفزارة وسليم وقريش ومن في معناهم‏.‏

ثم قد عد الماوردي وغيره طبقات أنساب العرب ست طبقات‏.‏

الطبقة الأولى‏:‏ الشعب بفتح الشين وهو النسب الأبعد الذي تنسب إليه القبائل كعدنان ويجمع على شعوب وسمي شعباً لأن القبائل تتشعب منه‏.‏

الطبقة الثانية‏:‏ القبيلة وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر وتجمع على قبائل وسميت الطبقة الثالثة‏:‏ العمارة بكسر العين وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة وتجمع على عمائر وعمارات‏.‏

الطبقة الرابعة‏:‏ البطن وهي ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم وتجمع على بطون وأبطن‏.‏

الطبقة الخامسة‏:‏ الفخذ وهي ما انقسم فيه أنساب البطن‏:‏ كبني هاشم وبني أمية ويجمع على أفخاذ‏.‏

الطبقة السادسة‏:‏ الفصيلة بالصاد المهلمة‏.‏

وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس وبني أبي طالب وتجمع على فصائل والبطن تجمع الأفخاذ والعمارة تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والشعب يجمع القبائل‏.‏

قال النووي‏:‏ وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة قال الجوهري‏:‏ وعشيرة الرجل رهطه الأدنون‏.‏

وحكى أبو عبيدة عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الشعب على القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها قبل الفخذ‏.‏

وبالجملة فأكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المذكورة‏:‏ القبيلة ثم البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة وربما عبروا عن كل من الطبقات الست بالحي إما بالعموم مثل أن يقال حي من العرب وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان‏.‏

الأول‏:‏ قال الماوردي‏:‏ إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل يعني وتصير البطون عمائر والأفخاذ بطوناً والفصائل أفخاذاً والحادث من النسب بعد ذلك فصائل‏.‏

الثاني‏:‏ قد ذكر الجوهري أن القبيلة هم بنو أب واحد وقال ابن حزم‏:‏ جميع قبائل العرب راجعة غل أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي‏:‏ تنوخ والعتق وغسان فإن كل قبيلة منهم من عدة بطون وذلك أن تنوخاً اسم لعشر قبائل اجتمعوا وأقاموا بالبحرين فسموا بتنوخ أخذاً من التتنخ وهو المقام والعتق جمع اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم فظفر بهم فأعتقهم فسموا بذلك وغسان عدة بطون من الأزد نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به‏.‏

الثالث‏:‏ تخصيص الرجل من رجال العرب بانتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بأن يشهر اسمه بهم لرياسة أو شجاعة أو كثرة ولد أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه وربما انضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوته ونحوهم فيقال فلان الطائي فإذا أتى من عقبه من اشتهر منهم أيضاً بسبب من الأسباب المتقدمة نسبت إليه بنوه وجعلت قبيلة ثانية فإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينسب إلى الجميع‏:‏ فيجوز لبني هاشم أن ينسبوا إلى هاشم وغلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان فيقال في أحدهم الهاشمي والقرشي والمضري والعدناني بل قال الجوهري‏:‏ إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة‏:‏ الكلبي استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله‏.‏

وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى‏.‏

ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى‏:‏ مثل أن يقال‏:‏ القرشي العدوي وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال العدوي القرشي‏.‏

الرابع‏:‏ قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينسب إليهم فيقال‏:‏ فلان حليف بني فلان أو مولاهم‏.‏

الخامس‏:‏ إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى وأن ينسب إلى القبيلة الثانية التي دخل فيها وأن ينسب إليهما جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك‏.‏

السادس‏:‏ القبائل في الغالب تسمى باسم أبي القبيلة‏:‏ كربيعة ومضر والأوس والخزرج وما أشبه ذلك وقد تسمى القبيلة باسم الأم‏:‏ كخندف وبجيلة ونحوهما وقد تسمى باسم خاصة خصت أصل تلك القبيلة ونحو ذلك‏.‏

ورما وقع النسب على القبيلة لحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء باليمن كسعد والحارث وغيرهما‏.‏

السابع‏:‏ أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب‏.‏

أولها‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظ الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد القرى الكريم ‏"‏ وإلى عاد وإلى ثمود‏.‏

وإلى مدين ‏"‏ يريد بني عاد وبني ثمود وبني مدين ونحو ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام بخلاف البطون والأفخاذ ونحو ذلك‏.‏

وثانيها‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة‏:‏ فيقال بنو فلان وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ‏.‏

وثالثها‏:‏ أن يراد ذكر القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبين والجعافرة ونحوهما وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم‏.‏

ورابعها‏:‏ أن يعبر عنها بآل فلان‏:‏ كآل ربيعة وآل فضل وآل مر وآل علي وما أشبه ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا‏.‏

والمراد بالآل الأهل‏.‏

وخامسها‏:‏ أن يعبر عنها بأولاد فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة كقولهم‏:‏ أولاد زعازع وأولاد قريش ونحو ذلك‏.‏

الثامن‏:‏ أسماء غالب العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه إما من الحيوان المفترس كأسد ونمر وإما من النبات كنبت وحنظلة وإما من الحشرات حية وحنش وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك‏.‏

التاسع‏:‏ الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء‏:‏ ككلب وحنظلة ومرة وضرار ورب وما أشبه ذلك وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماءك كفلاح ونجاح ونحوهما‏.‏

والمعنى في ذلك ما حكي أنه قيل لأبي الدقيش الكلابي‏:‏ لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح فقال‏:‏ إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا‏.‏

يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لأنفسهم خير الأسماء‏.‏

العاشر‏:‏ إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان‏:‏ كالحارث والحارث وأحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود عبروا عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر‏.‏

المهيع الثاني في معرفة تفاصيل أنساب العرب واعلم أن العرب على قسمين‏.‏

القسم الأول العرب البائدة

وهم الذين بادوا ودرست آثارهم وانقطعت تفاصيل أخبارهم إلا القليل والمشهور منهم قبائل‏.‏

القبيلة الأولى‏:‏ عاد وهم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت منازلهم بالأحقاف بين اليمن وعمان‏:‏ من البحرين إلى حضرموت والشحر وهم الذين بعث الله تعالى إليهم هوداً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم بالريح كما ورد به القرآن الكريم‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ ثمود وهم بنو ثمود بن جاثر ويقال كاثر بالكاف بدل الجيم‏.‏

ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت منازلهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال مراعاة لطول أعمارهم‏.‏

بعث الله تعالى إليهم صالحاً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم الله بصيحة من السماء كما ورد في القرآن الكريم‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ العمالقة‏:‏ وهم بنو عمليق ويقال عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وهم أمة عظيمة يضرب بهم المثل في الطول والجثمان‏.‏

قال الطبري‏:‏ وتفرقت منهم أمم في البلاد فكان منهم أهل عمان والبحرين والحجاز وملوك العراق والجزيرة وجبابرة الشام وفراعنة مصر‏.‏

القبيلة الرابعة‏:‏ طسم وهم بنو طسم قال ابن الكلبي‏:‏ وهم بنو طسم ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وذكر الجوهري أنهم من عاد قال‏:‏ وكانت منازلهم الأحقاف باليمن‏.‏

وذكر في العبر أن ديارهم كانت باليمامة وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين إخوانهم جديس الآتي ذكرهم‏.‏

القبيلة الخامسة‏:‏ جديس وهم بنو جديس بن إرم بن سام بن نوح وقال الطبري‏:‏ جديس بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت مساكنهم بجوار طسم المقدم ذكرهم وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين المذكورين أيضاً‏.‏

القبيلة السادسة‏:‏ عبد ضخم وهم بنو عبد ضخم بن إرم بن سام بن نوح‏.‏

قال في العبر‏:‏ كانوا يسكنون الطائف فهلكوا فيمن هلك‏.‏

قال‏:‏ ويقال إنهم أول من كتب بالخط العربي‏.‏

القبيلة السابعة‏:‏ جرهم الأولى‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهم قبيلة من العرب كانوا على عهد عاد فبادوا‏.‏

القبيلة الثامنة‏:‏ مدين وهم بنو مدين بن إبراهيم عليه السلام وهم أمة كبيرة قبائل وشعوب وكانت ديارهم ديار عاد وأرض معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز قريباً من عشيرة قوم لوط بعث الله إليهم شعيباً فلم يؤمنوا‏.‏

القسم الثاني من العرب الباقية

أعقابهم على تعاقب الزمان وأكثر من تدعو حاجة الكاتب إلى معرفته من بقي أعقابه منهم متفرقة في أقطار الأرض إلى الآن وهم على ثلاثة أضرب‏.‏

الضرب الأول العرب العاربة

قال الجوهري‏:‏ ويقال فيهم العرب العرباء وهم بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن ارفحشذ بن سام وبن نوح عليه السلام وهم عرب اليمن والمشهور منهم شعبان‏.‏

الشعب الأول‏:‏ جرهم بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء وهم بنو جرهم بن قحطان وهم غير جرهم الأولى المقدم ذكرها في جملة العرب البائدة‏.‏

وكانت منازلهم أولاً اليمن ثم انتقلوا إلى الحجاز فنزلوه فأقاموا به حتى كان من نزول إسماعيل عليه السلام مع أبيه مكة ما كان فنزلوا عليه بمكة واستوطنوها على ما سيأتي ذكره في الكلام على العرب المستعربة إن شاء الله تعالى‏.‏

الشعب الثاني‏:‏ يعرب وهم بنو يعرب بن قحطان المقدم ذكره‏.‏

ويقال إن العرب إنما سميت عرباً به وهو أصل عرب اليمن الذين أقاموا به ومنه تناسلوا فولد له يشجب وولد يشجب سبأ ومنه تفرعت جميع قبائلهم‏.‏

ومرجع المشهور فيه إلى قبيلتين‏.‏

القبيلة الأولى‏:‏ حمير وهم حمير بن سبإ بكسر الحاء واسمه العرنجج‏.‏

وقد ذكر ابن الكبي‏:‏ أنه كان لحمير عشرة أولاد من عقبه وكان غالب وجل قبائل حمير من ابنيه‏:‏ الهميسع ومالك ملوك اليمن وكانت بلادهم مشارف اليمن فظفار وما حولها‏.‏

ولحمير بقايا موجودون إلى الآن ومنه غالب قبائل قضاعة ومنه غالب قبائل حمير وهو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير وقيل‏:‏ قضاعة بن مالك بن حمير‏.‏

وذهب بعض النسابة إلى أن قضاعة من العدنانية الآتي ذكرهم‏.‏

قال السهيلي‏:‏ والصحيح أن أم قضاعة وهي جكرة مات عنها مالك بن حمير وهي حامل فتزوجها معد بن عدنان فولدت قضاعة مالكاً لبلاد الشحر وقبره بجبل الشحر موجود‏.‏

ولقضاعة بقايا إلى الآن ينسب إليهم وإليهم ينسب القضاعي المصري صاحب كتاب الشهاب في المواعظ والآداب في الحديث وخطط مصر وغيرهما‏.‏

والمشهور من قضاعة سبعة أحياء‏:‏ الحي الأول‏:‏ بلي بفتح الباء وهم بنو بلي بن عمرو بن الحافي ابن قضاعة ولهم بقايا بالديار المصرية بصعيدها الأعلى ومنهم بنو ناب وغيرهم وبقايا بالحجاز وغيرهما والنسبة إليهم بلوي بزيادة واو مكسورة قبل ياء النسب‏.‏

الحي الثاني‏:‏ جهينة بضم الجيم وفتح الهاء والنون وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة وهي قبيلة عظيمة ولهم بقايا ببلاد الصعيد من الديار المصرية وبالحجاز وغيرهما‏.‏

والنسبة إليهم جهني بحذف الياء بعد الهاء‏.‏

الحي الثالث‏:‏ كلب وهم بنو كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان ابن عمران بن الحافي بن قال صاحب حماه‏:‏ وكان بنو كلب في الجاهلية ينزلون دومة الجندل وتبوك وأطراف الشام‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومنهم الآن خلق عظيم على خليج القسطنطينية مسلمون‏.‏

قال في مسالك الأبصار وبشيزر وحلب وبلادها وتدمر والمناظر أقوام منهم والنسبة إليهم كلبي‏.‏

الحي الرابع‏:‏ عذرة بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وهم بنو عذرة بن سعيد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم ابن الحافي بن قضاعة وإلى عذة هؤلاء ينسب العشق والتتيم ومنهم عروة ابن خزام صاحب عفراء أحد المتيمين وجميل صاحب بثينة‏.‏

ومن أحسن ما يحكى أنه قيل لرجل منهم‏:‏ ما بال العشق يقتلكم يا بني عذرة قال لأن فينا جمالاً وعفة وقيل لآخر منهم‏:‏ ما بال الرجل منكم يموت في هوى امرأة إنما ذلك ضعف فيكم يا بني عذرة‏.‏

فقال‏:‏ أما والله‏!‏ لو رأيتم النواظر الدعج تحتها المباسم الفلج وفوقها الحواجب الزج لاتخذتموها اللات والعزى ولهم بقايا بالدقهلية والمرتاحية من الديار المصرية وبقايا بالشام أيضاً‏.‏

الحي الخامس‏:‏ بهراء بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وألف بعد الراء المهملة‏.‏

وهم بنو بهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة ومنهم جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم منهم المقداد بن الأسود أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال‏:‏ إن خالد بن برمك من آل بهراء‏.‏

قال في العبر‏:‏ وكانت منازلهم شمالي منازل بلي من الينبع إلى عقبة أيلة ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثيرن وانتشروا ما بين بلاد الحبشة وصعيد مصر وكثروا هناك وغلبوا على بلاد النوبة وهم يحاربون الحبشة إلى الآن‏.‏

الحي السادس‏:‏ بنو نهد بن زيد بن يث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة وكانت منازلهم باليمن وإليهم كتب النبي صلى الله عليه وسلم تابه المشهور وكان منهم طائفة بالشام أيضاً فيما ذكره أبو عبيد‏.‏

ومن مشاهير نهد الصقعب قال صاحب حماه‏:‏ وكان رئيساً في الإسلام‏.‏

الحي السابع‏:‏ جرم وهم بنو جرم واسمه علاف بن زبان بن حلوان بن عمران بن الحافين بن قضاعة‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ومنهم بنو جشم وبنو قدامة ونبو عوف‏.‏

قال في العبر‏:‏ ومنهم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

قلت ووهم القاضي ولي الدين بن خلدون فجعلهم هم الذين ببلاد غزة وقد تقدم أن أولئك هم جرم طيئ لا جرم قضاعة‏.‏

وعد صاحب حماه في تاريخه منهم تنوخ بفتح التاء المثناة فوق وضم النون وخاء معجمة في الآخر قال الجوهري‏:‏ ولا تشدد نونه والتحقيق ما قاله أبو عبيد أنهم ثلاثة أبطن من القحطانية‏:‏ نزار والأحلاف‏.‏

قال‏:‏ وسموا بذلك لأنهم حلفوا على المقام بمكان بالشام والتتنخ المقام‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ ومن الناس من يطلق تنوخ على الضجاعمة وذوس الذين تتنخوا بالبحرين‏.‏

قال صاحب حماه‏:‏ وكان بينهم وبين اللخميين ملوك الحيرة حروب ولتنوخ بقايا بالمعرة من بلاد الشام فيما ذكره الحمداني‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ من القحطانية كهلان بفتح الكاف وسكون الهاء وهم بنو كهلان بن سبإ‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وشعوبهم كلها متشعبة من زيد بن كهلان وكانوا متداولين الملك باليمن مع بني حمير انفرد بنو حمير بالملك وبقيت بطون كهلان على كثرتها تحت ملكهم‏.‏

قال في العبر‏:‏ ثم تقاصر ملك حمير وبقيت الرياسة على العرب بالبادية لبني كهلان وهم أحياء كثيرة‏.‏

والمشهور منهم أحد عشر حياً‏.‏

الحي الأول‏:‏ الأزد بفتح الهمزة وسكون الزاي وبالدال المهملة قال أبو عبيد‏:‏ ويقال بالسين بدل الزاي‏.‏

قال الجوهري‏:‏ بالزاي أفصح وهم بنو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان وهم من أعظم الأحياء وأكثرهم بطوناً‏.‏

وقد قسم الجوهري الأزد إلى ثلاثة أقسام‏:‏ أحدها‏:‏ أزد شنوءة وهم بنو نصر بن الأزد وشنوءة لقب لنصر غلب على بنيه‏.‏

الثاني‏:‏ أزد السراة بإضافة أزد إلى السراة بالسين المهملة وهو موضع بأطراف اليمن نزل به فرقة منهم فعرفوا به‏.‏

الثالث‏:‏ أزد عمان بإضافة أزد إلى عمان بفتح العين المهملة وتشديد الميم وهي مدينة بالبحرين نزلها قوم منهم فعرفوا بها‏.‏

وللأزد بقايا ببلاد الشام بزرع وبصرى فيما قاله في مسالك الأبصار‏.‏

ثم الأزد بطون كثيرة منها غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة ونون في الآخر قال أبو عبيد‏:‏ وهم بنو جفنة والحارث وهو محرق وثعلبة وهو العنقاء وحارثة ومالك وكعب وخارجة وعوف ابن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ويقال البهلول بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وإنما سموا غسان لماء نزلوا عليه اسمه غسان فشربوا منه فسموا به‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهو على القرب من بلاد اليمن‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ وفي ذلك يقول بعض الأنصار‏:‏ إما سألت فإنا معشر نجب الأزد نسبتنا والماء غسان ولغسان هؤلاء كان ملك العرب بالشام بعد سليح المقدم ذكرهم إلى أن كان آخرهم جبلة بن الأيهم الذي أسلم في زمن عمر ثم ارتد ولحق ببلاد الكفر‏.‏



وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة ببلاد الأشمونين بصعيد مصر‏.‏

الأصل السابع‏:‏ قصي بني كلاب بن مرة وكان قصي عظيماً في قريش وهو الذي جمعهم بعد التفرق وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ أبوكم قصي حين يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر وارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة بعد أن كانوا انتزعوها من بني إسماعيل على ما تقدم ذكره‏.‏

ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ بنو عبد الدار وهم بنو عبد الدار بن قصي وبيد بنيه كانت مفاتيح الكعبة دون سائر بني قصي‏.‏

وذلك أن قصياً لما أخذ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي أرسلها مع ابنه عبد الدار هذا إلى البيت وقال‏:‏ يا بني إسماعيل هذه مفاتيح بيت أبيكم إبراهيم وقد أعادها الله تعالى إليكم‏.‏

فبقيت بيده من حينئذ‏.‏

ومن ولده عثمان بن صلحة الحجبي الذي انتزع النبي صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح الكعبة عام حجة الوداع حين طلبها منه لتدخل عائشة رضي الله عنها البيت ليلاً فامتنع من ذلك وقال‏:‏ إن الكعبة لم تفتح ليلاً قط فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏"‏ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ‏"‏ فأعادها إليه وقال‏:‏ ‏"‏ هي فيكم إلى يوم القيامة ‏"‏‏.‏

وقد ذكر في المسالك أن بحماه أقواماً من بني عبد الدار‏.‏

ومن بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان المقدم ذكره ابن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وهم حجبة الكعبة ومفاتيحها بيدهم إلى الآن‏.‏

وقد ذكر الحمداني أن من بني شيبة هؤلاء قوماً بصعيد مصر بسفط وما يليها من بلاد البهنسائية يعرفون بجماعة نهار‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ بنو عبد العزى وهو عبد العزى بن قصي منهم هبار بن الأسود كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم فحسن إسلامه ومدحه‏.‏

ومن بني أسد هؤلاء الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومنهم خديجة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل الذي أتته خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء النبوة حين جاءه الملك بحراء‏.‏

وقد ذكر الحمداني من بني الزبير طائفة بصعيد مصر ببلاد البهنسا وما يليها‏.‏

فمن ولد عبد الله بن الزبير بنو بدر وبنو مصلح وبنو رمضان‏.‏

ومن بني مصعب بن الزبير جماعة يعرفون بجماعة محمد بن وراق‏.‏

ومن ولد عروة بن الزبير بنو غين‏.‏

الأصل الثامن‏:‏ عبد مناف بن قصي ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم والحسب الكريم وإلى هذا أشار أبو طالب بقوله‏:‏ إذا افتخرت يوماً قريش بمفخر فعبد مناف أصلها وصميمها ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل‏.‏

القبيلة الأول‏:‏ بنو عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

ومن عبد شمس بنو أمية وهم بنو أمية الأكبر وأمية الأصغر ابني عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

فأما أمية الأكبر فكان له عشرة أولاد‏:‏ أربعة يسمون الأياص وهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص وستة يسمون العنابس وهم حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو‏.‏

ومن بني أمية الأكبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب والحكم بن العاص‏.‏

ومن ولده كانت المراونة خلفاء بني أمية‏.‏

وأما أمية الأصغر فيقال لأولاده العبلات ومن عقب أمية الأصغر الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية التي كان يشبب بها عمر بن أبي ربيعة وكان تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وفيهما يقول عمر بن أبي ربيعة‏:‏ أيها المنحك الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني وقد أختلف في النسبة إلى أمية على مذهبين أحدهما أنه أموي بضم الهمزة جرياً على اللفظ في أمية وإليه يميل كلام الشيخ أثير الدين أبي حيان في شرح التسهيل الثاني أنه ينسب إليها أموي بفتحها لأن أمية تصغير أمة فإذا نسبت رددته إلى أصله وعليه اقتصر الجوهري‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ نوفل وهم بنو نوفل بن عبد مناف ومنهم نافع بن طريب بن عمرو بن نوفل الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان نوفل وعبد شمس متآلفين فجرى بنوهما على ذلك‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ بنو المطلب وهم بنو المطلب بن عبد مناف وكان المطلب متآلفاً مع أخيه هاشم بن عبد مناف المقدم ذكره فجرى بنوهما على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لم يفترق هاشم والمطلب في جاهلية ولا إسلام ‏"‏‏.‏

ومن بني المطلب الإمام الشافعي رضي الله عنه‏.‏

الأصل التاسع‏:‏ هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وسمي هاشماً لهشمه الثريد أيام المجاعة وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف وانتهت إليه سيادة قريش‏.‏

وكان له على حاشية عمود النسب أربعة أولاد‏.‏

وهم‏:‏ نضلة وأسد وصيفي وأبو صيفي ولم يشتهروا كل الأشتهار‏.‏

الأصل العاشر‏:‏ عبد المطلب بن هاشم وكان له اثنا عشر ولداً‏:‏ عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة والعباس وضرار وحمزة وحجل وأبو لهب وقثم والغيداق الملقب بالمقوم والحارث أعمام النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف في العدد فيهم‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ والعقب منهم لستة‏:‏ حمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو لهب وأبو المطلب والحارث وعبد الله‏.‏

فأما عبد الله فمن ولده النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود وزبدة العالم‏.‏

وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر‏.‏

وأما حمزة فقد ذكر ابن حزم وغيره أن عقبه انقرض‏.‏

وأما أبو طالب فله ثلاثة أولاد وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وجعفر وعقيل فمن ولد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن والحسين عليهما السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقبهما قد ملأ الشرق والغرب وقد ذكر الحمداني أن منهم بصعيد مصر جماعة من الجعافرة بني جعفر الصادق من ولد الحسين بن علي وقال مسكنهم من بحري منفلوط إلى سملوط غرباً وشرقاً وعد من بطونهم الحيادرة وهم أنولاد حيدرة والسلاطنة وهم أولاد أبي جحيش وذكر أنه كان منهم الشريف حصن الدين بن تغلب صاحب دروة سربام من الأشمونين وبه عرفت بدروة الشريف وكان قد سمت نفسه إلى الملك في أواخر الدولة الأيوبية وبقي حتى ملك الظاهر بيبرس فأعمل له غوائل الغدر حتى قبض عليه وشنقه بالإسكندرية‏.‏

قال ومن بني الحسين قوم بحرجة منفلوط وببني الحسين هؤلاء تعرف القرية المسماة ببني الحسين‏.‏

وفي أسيوط جماعة من أولاد جعفر الصادق يعرفون بأولاد الشريف قاسم‏.‏

وذكر في مسالك الأبصار أن بسلمية وحلب وبلادهما جماعة من بني الحسين‏.‏

ومن ولد جعفر بن أبي طالب أقوام ببلاد الشام بوادي بني زيد وبصرخد وبلادها جماعة من عامر بن هلال يدعون أنهم من بني جعفر بن أبي طالب أيضاً‏.‏

وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم منهم‏.‏

وأما الحارث وأبو لهب فقد ذكر في العبر أن لهما عقباً موجوداً ولم يصرح بمحله‏.‏

الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم

وهم البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر‏.‏

قال الجوهري‏:‏ ويقال فيهم البرابرة والهاء للعجمة والنسب ولا يمتنع حذفها‏.‏

وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب ثم اختلف في ذلك فقيل أوزاع من اليمن وقيل من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل العرم قاله المسعودي وقيل خلفهم أبرهة ذو المنار أحد تبابعة اليمن حين غزا المغرب وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبإ بعث سرية ن بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر فمنعهم ملوكها من نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام‏.‏

وذكر الحمداني أنهم من ولد بربر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه ارتكب ذنباً فقال له أبوه البر البر اذهب يا بر فما أنت ببر وقيل هم من ولد بربر بن كسلاجيم بن حام بن نوح وقيل من ولد ثميلا بن ماراب بن عمرو بن علماق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح وقيل أخلاط من كنعان والعماليق وقيل من حمير ومصر والقبط وقيل من ولد جالوت ملك بني إسرائيل وإنه لما قتله داود تفرقوا في البلاد فلما غزا أفريقش البلاد نقلهم من سواحل الشام إلى المغرب وهو الذي رجحه صاحب العبر‏.‏

وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة وأكثرهم ببلاد المغرب وبديار مصر منهم طائفة عظيمة قال في العبر‏:‏ وهي على كثرتها راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما‏:‏ أحدهما البرانس وهم بنو برنس ابن بربر‏.‏

والثاني البتر وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر‏.‏

وبعضهم يقول إنهم يرجعون إلى سبعة أصول‏.‏

و هي‏:‏ اردواحة‏.‏

ومصمودة وأوربة وعجية وكتامة وصنهاجة وأوريغة‏.‏

وزاد بعضهم لمطة وهسكورة وكزولة‏.‏

وقد ذكر صاحب العبر منهم الجم الغفير والذي تدعو الحاجة إلى ذكره من ذلك طائفتان‏.‏

الطائفة الأولى‏:‏ الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة القبيلة الأولى‏:‏ الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم وهم ثلاث قبائل‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ مصمودة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر وهم بنو مصمودة بن برنس بن بربر‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم أكبر قبائل البربر وأكثرهم عدداً‏.‏

وأوسعهم شعوباً ومنهم الموحدون أصحاب المهدي بن تومرت القائم بقاياهم بأفريقية إلى الآن‏.‏

ومن مصمودة هنتاتة بفتح الهاء وإسكان النون وفتح التاء المثناة فوق وبعدها ألف ثم تاء ثانية مفتوحة وهاء في الآخر ومنهم أبو حفص أحد أصحاب المهدي بن تومرت المقدم ذكره وهو الذي ينسب إليه الحفصيون ملوك إفريقية القائمون بتونس إلى الآن على ما سيأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر وهم بطن من البتر بن البربر‏.‏

قال في العبر‏:‏ واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين ابن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش بن بربر‏.‏

ونقل ابن حزم عن بعضهم أن ضري بن شقعو بن تبدواد بن ثملا بن مادغش بن هوك بن برسق بن كداد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان ابن حام بن نوح عليه السلام‏.‏

وقيل‏:‏ جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن هريك بن جديلات بن جالود بن رديلات بن عصي بن بادين بن رحيك بن مادغش الأبتر بن قيس عيلان وحينئذ تكون من العرب العدنانية‏.‏

وقيل‏:‏ جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس فتكون من الفرس‏.‏

قال في العبر‏:‏ وتزعم نسابة زناتة الآن أنهم من حمير من التبايعة فيكونون من القحطانية وبعضهم يقول إنهم من العمالقة‏.‏

وقد تقدم عددهم في العرب‏.‏

ومن زنانة بنو مرين بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر وهم بنو مرين بن ورتاجن بن ماخوخ بن وجريج بن فاتن بن بدر بن يحفت بن عبد الله بن زرتبيص بن المعز بن إبراهيم بن رحيلك بن واشين بن نصبين بن سرا بن أحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا وهو زناتة‏.‏

ومن بني مرين هؤلاء بنو عبد الحق ملوك فاس القائمون بها إلى الآن على ما يأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك إن شاء الله‏.‏

ومن زناتة أيضاً بنو عبد الواد ملوك تلمسان من المغرب الأوسط القائمون بها إلى الآن‏.‏

القبيلة الثالثة‏:‏ صنهاجة بفتح الصاد المهملة وسكون النون وفتح الهاء وألف بعدها جيم مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو صنهاجة بن برنس بن بربر‏.‏

وقيل صنهاج بن أوريغ بن برنس بن بربر‏.‏

ويقال إنهم من حمير من عرب اليمن قاله ابن الكلبي والطبري والبيهقي والمسعودي وعبد العزيز الجرجاني‏.‏

وحكى ابن حزم‏:‏ أن صنهاج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى وليس له أب معروف وأنها تزوجت بأوريغ وهو معها فولدت له هوارة فكان صنهاج أخا هوارة لأمه‏.‏

ومن صنهاجة لمتونة بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة فوق وفتح النون وهاء في الآخر ومن لمتونة ملوك المرابطين الذين كان منهم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين باني مدينة مراكش من الغرب الأقصى وهم الذين انقرض ملكهم بدولة الموحدين‏.‏

الطائفة الثانية‏:‏ الذين منهم بالديار المصرية‏.‏

قال في العبر‏:‏ وهم قبيلتان‏:‏ القبيلة الأولى‏:‏ هوارة بفتح الهاء وتشديد الواو وفتح الراء المهملة بعد الألف وهاء في الآخر وهم بنو هوارة بن أوريغ بن برنس بن بربر‏.‏

وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام‏.‏

قال في العبر‏:‏ ونسابتهم يقولون إنهم من عرب اليمن‏:‏ فتارة يقولون إنهم من عاملة إحدى بطون قضاعة وتارة يقولون إنهم من ولد المسور بن السكاسك بن وائل بن حمير وتارة يقولون من ولد السكاسك بن أشرس بن كندة فيقولون هوار بن أوريغ بن حيور بن المثنى بن المسور وقد عد الحمداني من بطونهم بالديار المصرية بني مجريش وبني أسرات وبني قطران وبني كريب ولكنهم الآن قد اتسعت بطونهم وكثرت شعوبهم وصار لهم بطون كثيرة‏.‏

منها بنو محمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة والبروكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة‏.‏

والأهلة وزلتين وأسلين وبنو قمير والتيه والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدة وساورة وغلبان وحديد‏.‏ و السبعة‏.‏

وذكر في مسالك الأبصار أن لهم بالديار المصرية البحيرة ومن الإسكندرية غرباً إلى العقبة الكبيرة ولم يزل الأمر على ما ذكره إلى آخر المائة الثامنة في الدولة الظاهرية الشهيدية يرقوق فغلبهم على البحيرة زنارة وحلفاؤهم من بقية عرب البحيرة فخرجوا عنها إلى صعيد مصر ونزلوا به بالأعمال الإخميمية في جرجا وما حولها‏.‏

ثم قوي أمرهم واشتد بأسهم وكثر جمعهم حتى انتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص وغلى غربي الأعمال البهنسائية وأقطعوا بها الإقطاعات وصارت الإمرة في بلاد إخميم لأولاد عمر وفي أعمال البهنسا وما حولها لأولاد غريب والأمر على ذلك إلى الآن‏.‏

القبيلة الثانية‏:‏ لواثة بفتح اللام والواو والثاء المثلثة وهاء في الآخر قال الحمداني‏:‏ ويقال لواثا بالألف وهم بنو لواثا الأصغر بن لواثا الأكبر ابن رحيك بن مادغش الأبتر بن بربر‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وهم يقولون إنهم من قيس من غطفان بن سعد بن قيس عيلان‏.‏

وذكر عن بعض النسابين أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه تزوج امرأة من العماليق فولدت له أولاداً منهم لواثة‏.‏

وحكى ابن حزم عن بعض النسابة‏:‏ أن لواثة من القبط ثم قال‏:‏ وليس بصحيح‏.‏

قال الحمداني‏:‏ ولهم بمصر بطون كثيرة ومنهم بنو بلار وجد وخاص وبنو مجدول وبنو جديدي وقطوفة وبركين ومالوا ومزورة‏.‏

قال‏:‏ وبنو جديدي تجمع أولاد قريش وأولاد زعازع وهم أشهر من في الصعيد وقطوفه تجمع مغاغة وواهلة‏.‏

وبركين تجمع بني زيد وبني روحين‏.‏

ومزورة تجمع بني وركان وبني غرواسن‏.‏

ثم قال‏:‏ فأما بنو بلار ففرقتان فرقة بالبهنسائية وهم بنو محمد‏.‏

وبنو علي وبنو نزار ونصف بني شهلان‏.‏

وأما الفرقة التي بالجيزية فبنو مجدول‏.‏

وسقارة وبنو أبي كثير وبنو الحلالس‏.‏

قال‏:‏ ويقال لهذه الفرقة جد وخاص ويقال للأولى البلارية ومنهم مغاغة ولهم سملوط إلى الساقية ولبني بركين قوسنا وما معها إلى بحري طنبدى ولبني جد وخاص الكفور الصولية‏.‏

وسفط أبو جرجا إلى طنبدى وإهريت‏.‏

ومنهم بنو محمد وبنو علي المقدم ذكرهما وأمراؤهم بنو زعازع‏.‏

وأما مزورة فبنو وركان وبنو غرواسن وبنو جماز وبنو الحكم وبنو الوليد وبنو الحجاج وبنو الحرمية‏.‏

وأما بنو نزار فمن بني زرية ومنهم نصف بني عامر والحماسنة والضباعنة وهم في إمارة بني زعازع‏.‏

ومنهم أيضاً بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش ومساكنهم النويرة وبالجيزة منهم صلامس‏:‏ عرب البدرشين وبنو منصور‏:‏ عرب منية رهينة وبنو بكم‏:‏ عرب سقارة وبنو مجدول وبنو يرني وبنو يوسف وبهم تعرف الكفور الثلاثة المسماة باسمهم‏.‏

وبالمنوفية منهم بنو يحيى والسوة وعبيد ومصلة وبنو مختار‏.‏

ومن لواثة هؤلاء زنارة بضم الزاي وتشديد النون وألف ثم راء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو زنارة من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وقال‏:‏ إنه أخو هوارة وأكثر زنارة ببلاد المغرب ومنهم جماعة بالبحيرة وجماعة بالمنوفية‏.‏

وقد عد الحمداني من بطونهم بالبحيرة‏.‏

بني مزديش وهم مزداشة وبني حبون وواكدة وفرطيطة وغوجومة وطازولة ونفاث وناطورة وبني السعوية ومزداشة وبني أبي سعيد وهم عرب بدر بن سلام‏.‏

ومن لواثة أيضاً مزاتة بضم الميم وفتح الزاي والتاء المثناة فوق وهاء في الآخر وهم بنو مزاتة بن لواثة الأصغر ومنازلهم من البحيرة غرباً إلى العقبة الكبيرة ببرقة‏.‏


رد مع اقتباس
قديم 12 Mar 2005, 11:20 AM [ 2 ]
مؤسس شبكة الشدادين


تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2078
الردود : 91548
مجموع المشاركات : 93,626
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان متصل الآن


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
فعالية ضوء عدسة

فعالية طلباتك أوامر

شكر وتقدير

فعالية مجموعات المنتدى

يوميات الأعضاء

التميز في دورة الفوتوشوب

شكر وتقدير

أجمل خط 1434 هـ




والله معلومات كثيرة ومتشعبة

وبصراحة ضعت من كثر ما قرأت

لكن هناك الكثير من المعلومات أعرفها لأول مرة

أشكرك يا وجه القمر

أعجبني تفاعلك في القسم الجديد

لكن حاولي الرد على المشاركات السابقة قبل

وضع موضوع أو موضوعين في اليوم حتى يستطيع

الأعضاء الرد والتعقيب عليها

أشكرك مرة أخرى


توقيع : السلطان
التعديل الأخير تم بواسطة السلطان ; 12 Mar 2005 الساعة 11:25 AM
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 05 Apr 2005, 05:42 AM [ 3 ]
نائب المشرف العام


تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 106
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 478
الردود : 33237
مجموع المشاركات : 33,715
معدل التقييم : 25عبدالله الشدادي is on a distinguished road

عبدالله الشدادي غير متصل




كلنا تعبنا يابو نوره بس الموضوع يستاهل

التعب والحقيقه المعلومات مفيده وجيده

ومشكورررررررره ياوجه القمر


توقيع : عبدالله الشدادي
الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا علي لا جيت العرب لا تجي ديش تــرف القصص الشعبية والتاريخية 10 27 Jan 2010 04:41 AM
بيض العرب!! المستحيلة التراث والآثار والسياحة 12 15 Sep 2006 02:43 PM
اليس سام ابو العرب ؟ ولماذا يطلق على الغرب ابناء العم سام فقط عمر الشدادي القبائل العربية 6 12 Sep 2006 08:08 PM
حنا العرب صيته قصائد مختارة 8 06 Mar 2006 07:40 PM
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

11:10 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com