..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
  [ 1 ]
قديم 31 Jan 2018, 05:58 PM
عضوة متميزة

سوكراَ غير متصل

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71210
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 4,681
معدل التقييم : 546
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
ضوابط لتجنب الفتن




عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّ السَّعَيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَن)) [1].

وهاهنا يتساءل كثير من الغيورين والناصحين ممن يريدون لأنفسهم الخير والسعادة ولأمتهم أمة الإسلام العلو والرفعة : بمَ تُنال هذه السعادة ؟ وكيف يُظفَرُ بهذا المقصد الجليل ؟ وكيف تُتَقَى الفتُن ؟ وكيف يجنَّبُها المرء المسلم ويسلم من أوضارها وشرورها وأخطارها ؟

ذلك لأنَّ كلَّ مسلم ناصح غيور لا يريد لنفسه ولا لأمته ، لِمَا قام في قلبه من النصيحة لنفسه ولعباد الله المؤمنين متمثلاً في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ : (( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ )) [2]. ومقتضَى النصيحة للنفس والغير أن يحذر العبد من الفتن وأن يسعَى جاهداً في البعد عنها والتخلص منها وعدم الوقوع فيها ، والتعوذ بالله من شرّها ما ظهر منها وما بطن.

وفي هذه الوقفة أُنَّبهُ على نقاط مهمَّة وأسُس عظيمة وضوابطَ قويمة يكون للمسلم بمراعاتها والتزامها التخلُّصُ من الفتن - بإذن الله تبارك وتعالى - وهي ضوابطُ عظيمة مستقاة من كتاب الله العزيز وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

1- وإنَّ أهم ما تُتَقَى به الفتن ويتجنَّب به شرُّها وضررها : تقوى الله جلّ وعلا وملازمة تقواه في السر والعلن والغيب والشهادة، والله تعالى يقول : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3] أي : يجعل له مخرجاً من كلِّ فتنة وبلية وشرٍّ في الدنيا والآخرة ، ويقول الله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [الطلاق:4] ، والعاقبة دائمًا لأهل التقوى.

ولما وقعت الفتنة في زمن التابعين أتَى نفر من النصحاء إلى طلق بن حبيب رحمه الله وقالوا : قد وقعت الفتنة فكيف نتقيها ؟ فقال رحمه الله : اتقوها بالتقوى ، قالوا : أجمل لنا التقوى ؟ قال: "تقوى الله : عملٌ بطاعة الله على نور من الله رجاء رحمة الله، وترك معصية الله على نور من الله خيفة عقاب الله" .

وبهذا يُعلم أن تقوى الله ليست كلمةً يقولها المرء بلسانه أو دعوى يدَّعيها، وإنما تقوى الله عز وجل جدٌّ واجتهاد ونصحٌ للنفس بطاعة الله والتقرب إليه بما يرضيه، ولاسيما فعل الفرائض والواجبات والبعد عن المعاصي والمنكرات، فمن كان هذا شأنه نال – بإذن الله – العاقبة الحميدة والنهاية الرشيدة .

2- ومن الضوابط المهمة لاجتناب الفتن لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما ، فإنَّ الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل العزِّ والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد قال الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة : "السنة سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تركها هلك وغرق". ومن أَمَّرَ السنة على نفسه نطق بالحكمة وسلِمَ من الفتنة ونال خيري الدنيا والآخرة.

وقد ثبت في حديث العرباض بن سارية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ))[3]

فالنجاةُ عند الاختلاف والسلامة من الفتنة إنما تكون بالتمسك بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والبعدِ عن البدع والأهواء ، وأن يحكِّم المرء السنة على نفسه، فيما يأتي ويذر في حركاته وسكناته وقيامه وقعوده وجميع شؤونه، ومن كان هذا شأنه فإنه يُعصم ويُوقَى - بإذن الله - من كلِّ شر وبلاء وفتنة ، وأما من يرخي لنفسه العِنان و يطلق لهواه الزِّمام فإنَّه يجر على نفسه الشر وعلى غيره من عباد الله .

3- ومن الضوابط العظيمة لاتِّقاء الفتن : الرفقُ والأناة وعدم العجلة والتأمل في عواقب الأمور ، فإنَّ العجلة لا تأتي بخير ، والأناة فيها الخير والبركة ، ومن كان عجولاً في أموره مندفعاً في تصرفاته ، فإنَّه لا يأمن على نفسه من الزلل والوقوع في الانحراف والخطل ، وأما من كان رفيقًا متأنيًا بعيدًا عن العجلة والتهور والاندفاع متأملاً وناظرًا في عواقب الأمور فإنَّه - بإذن الله - يصل إلى العواقب الحميدة التي يسعد بها في الدنيا والآخرة .

وقد جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: "إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتُؤَدَة ، فإنَّك أَن تكون تابعًا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسًا في الشر".

إنَّ من يندفع ويتهور في معالجة الأمور ويبتعد عن سبيل الأناة والتؤدة يفتح على نفسه وعلى غيره من عباد الله باباً من الشر والبلاء يتحمل وزره ويبوء بإثمه ويجني عاقبته الوخيمة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ)) [4].

فالعاقل يكون على حذر ناظراً في عواقب الأمور ، حليمًا رفيقًا متأنيًا، بعيدًا عن الاندفاع والعجلة والتسرع، فإنَّ العجلة والتسرع والاندفاع لا تجرُّ على صاحبها إلا العواقب الوخيمة والأضرار الأليمة والنتائج السيئة .

4- وإنَّ من الضوابط المهمة : لزوم جماعة المسلمين والبعدُ عن التفرق والاختلاف، فإنَّ الفرقة شر والجماعة رحمة، الجماعة يحصل بها لحمة المسلمين وشدة ارتباطهم وقوة هيبتهم ، وتحقق وحدتهم ، ويحصل بها التعاون بينهم على البر والتقوى وعلى ما تكون به سعادتهم في الدنيا والآخرة . وأما الخلاف فإنَّه يجر عليهم شرورًا كثيرة وأضرارًا عديدة وبلاءً لا يحمدون عاقبته ، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، في غير ما حديث الوصيةُ بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة. قال صلى الله عليه وسلم : ((الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ)) [5] ، وقال صلى الله عليه وسلم ((عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ)) [6] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ)) [7] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا)) [8] .

5- ومن الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتن واجتناب شرها : الأخذُ عن العلماء الراسخين والأئمة المحققين وترك الأخذ عن الأصاغر من الناشئين في طلب العلم المقلِّين في التحصيل منه ، يقول صلى الله عليه وسلم : ((الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ)) [9] فالبركة مع الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور ، فعن هؤلاء أمرنا أن نأخذ ، قال الله تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } [النساء:83] . فمن كان مُعَوِّلاً على هؤلاء أمن الفتنة وحمد العاقبة .

6- ومن الضوابط المهمة لتجنب الفتن : حسنُ الصلة بالله ودعاؤه سبحانه ، فإنَّ الدعاء مفتاح كلِّ خير في الدنيا والآخرة، ولاسيما سؤال الله تبارك وتعالى أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، والتعوذ به سبحانه من مضلات الفتن ، فإن من استعاذ بالله أعاذه ، ومن سأل الله أعطاه ، فإنَّه سبحانه لا يخيب عبداً دعاه ولا يرد عبداً ناداه ، وهو القائل سبحانه : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [البقرة:186] .

وإنا لنسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنِّب المسلمين الفتنَ ما ظهر منها وما بطنَ ، وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأن يقيَهُم الشرور كلّها ، وأن يُحمِّدَهم العواقب ، وأن يرزقهم المآلات الحميدة والنهايات الرشيدة ، إنه سبحانه سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .





رد مع اقتباس
قديم 31 Jan 2018, 11:28 PM [ 2 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Dec 2012
رقم العضوية : 63965
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 299
الردود : 1392
مجموع المشاركات : 1,691
معدل التقييم : 25نور الدين is on a distinguished road

نور الدين غير متصل


رد: ظوابط لتجنب الفتن


بارك الله نشاطكم وموضوعكم

وارجو المزيد من النشاط


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 01 Feb 2018, 08:47 PM [ 3 ]
مؤسس شبكة الشدادين

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2072
الردود : 91526
مجموع المشاركات : 93,598
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


رد: ظوابط لتجنب الفتن


بوركت يا مشرفتنا الفاضلة
السكرة
والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك
عنا خير الجزاء


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Apr 2018, 02:59 AM [ 4 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jun 2014
رقم العضوية : 71210
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 275
الردود : 4406
مجموع المشاركات : 4,681
معدل التقييم : 546سوكراَ is a glorious beacon of lightسوكراَ is a glorious beacon of lightسوكراَ is a glorious beacon of lightسوكراَ is a glorious beacon of lightسوكراَ is a glorious beacon of lightسوكراَ is a glorious beacon of light

سوكراَ غير متصل


رد: ظوابط لتجنب الفتن


الله يعافيكمم
نورتني ،
..............


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 21 Apr 2018, 11:14 AM [ 5 ]
عضو جديد

تاريخ التسجيل : Apr 2018
رقم العضوية : 76569
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 0
الردود : 1
مجموع المشاركات : 1
معدل التقييم : 25نهال حسن is on a distinguished road

نهال حسن غير متصل


رد: ضوابط لتجنب الفتن


مشكووووووووووووووووووووووووووووووور

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Apr 2018, 12:16 AM [ 6 ]
مراقب عام

تاريخ التسجيل : Sep 2013
رقم العضوية : 66524
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصميم
مواضيع : 1046
الردود : 7053
مجموع المشاركات : 8,099
معدل التقييم : 851شواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to beholdشواهيق is a splendid one to behold

شواهيق غير متصل


رد: ضوابط لتجنب الفتن


..
جزاك الله خيراًع الطرح القيم
بوركتي


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

11:10 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com