|
|||||||||||||||||
مجالس الفقه " 4 "
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العليم ، وأزكى صلاة و أشرف تسليم على نبينا الأمين وبعد : فقد تقدم الكلام في باب " الوضوء " وتم ذكر ما يجب له ، وفروضه ، و في هذا الدرس نستكمل ما بقي من مسائل تتعلق بالوضوء : شروطه ثمانية : 1- انقطاع ما يوجبه . من خارج من السبيلين أو غيره كقيء مثلا . 2- النية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات " . أَيْ لَا عَمَلَ جَائِزٌ وَلَا فَاضِلٌ إلَّا بِهَا . 3- التمييز . فلا يصح الوضوء من غير المميز . 4- الإسلام . وهو شرط لقبول جميع الأعمال . 5- العقل . لقوله صلى الله عليه وسلم : " رُفع القلم عن ثلاثة " ثم ذكر منهم " والمجنون حتى يفيق " . 6- إزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة .كنحو شمع وعجين ، لكي يحصل الإسباغ المأمور به شرعا . 7- الماء الطهور المباح . فلا يصح بنحو مغصوب . 8- الاستنجاء أو الاستجمار قبله . تنبيه : يُشترط فيمن حدثُه دائم ، كصاحب السلس : دخول الوقت . ( وَتُسَنُّ ) النِّيَّةُ ( عِنْدَ أَوَّلِ مَسْنُونٍ وُجِدَ قَبْلَ وَاجِبٍ ) كَغُسْلِ الْكَفَّيْنِ ، إنْ كَانَ قَبْلَ التَّسْمِيَةِ ، لِتَشْمَلَ النِّيَّةُ فَرْضَ الْوُضُوءِ وَسُنَنَهُ ، فَيُثَابَ عَلَيْهَا . فإذا أراد أن يغسل كفيه ينوي عندها رفع الحدث . ويجب تقديم النية على أوّل واجب ، وهو : التسمية . صفة الوضوء : ...........................................( أَنْ يَنْوِيَ ) رَفْعَ الْحَدَثِ ،( ثُمَّ يُسَمِّي ) فَيَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ ، ( ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ) إنْ شَاءَ مِنْ سِتٍّ وَإِنْ شَاءَ مِنْ ثَلَاثٍ _ من ست ، أي : ثلاث غرفات للفم ، وثلاث للأنف ، وثلاث ، أي : كل غرفة تكون للفم وللأنف معا - ( وَ ) كَوْنُهُمَا ( مِنْ غُرْفَةٍ ) وَاحِدَةٍ ( أَفْضَلُ ) نَصَّ عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ الْأَثْرَمِ ، لِحَدِيثِ عَلِيٍّ " أَنَّهُ تَوَضَّأَ ، فَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ وَقَالَ : هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَوَاهُ أَحْمَدُ . وَيَشْهَدُ لِلثَّلَاثِ حَدِيثُ عَلِيٍّ أَيْضًا " أَنَّهُ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا بِثَلَاثِ غَرَفَاتٍ " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَيَشْهَدُ لِلسِّتِّ حَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ { : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ } رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَوُضُوءُهُ كَانَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَلَزِمَ كَوْنُهُمَا مِنْ سِتٍّ . ( ثُمَّ ) يَغْسِلُ ( وَجْهَهُ ) ثَلَاثًا وَحَدُّهُ ( مِنْ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ الْمُعْتَادِ غَالِبًا ) فَلَا عِبْرَةَ ( بِالْأَفْرَعِ ) - بِالْفَاءِ - الَّذِي نَبَتَ شَعْرُهُ فِي بَعْضِ جَبْهَتِهِ ، وَلَا ( بِالْأَجْلَحِ ) الَّذِي انْحَسَرَ شَعْرُهُ عَنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ ( إلَى النَّازِلِ مِنْ اللَّحْيَيْنِ ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا ، وَهُمَا عَظْمَانِ فِي أَسْفَلِ الْوَجْهِ قَدْ اكْتَنَفَاهُ . ( وَالذَّقَنُ ) مَجْمَعُ اللِّحْيَةِ ( طُولًا ) فَيَجِبُ غَسْلُ ذَلِكَ ( مَعَ مُسْتَرْسَلِ ) شَعْرِ ( اللِّحْيَةِ ) بِكَسْرِ اللَّامِ طُولًا ، وَمَا خَرَجَ عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ عَرْضًا ( وَ ) حَدُّ الْوَجْهِ ( مِنْ الْأُذُنِ إلَى الْأُذُنِ عَرْضًا ) أَيْ مَا بَيْنَ الْأُذُنَيْنِ فَيَدْخُلُ ) فِيهِ ( عِذَارٌ وَهُوَ شَعْرٌ نَابِتٌ عَلَى عَظْمٍ نَاتِئٍ يُسَامِتُ ) أَيْ يُحَاذِي ( صِمَاخَ ) بِكَسْرِ الصَّادِ ( الْأُذُنِ ) أَيْ خَرْقَهَا ( وَ ) يَدْخُلُ فِيهِ أَيْضًا ( عَارِضٌ و ) وَهُوَ ( مَا تَحْتَهُ ) أَيْ الْعِذَارِ ( إلَى ذَقَنٍ ) وَهُوَ مَا نَبَتَ عَلَى الْخَدِّ وَاللَّحْيَيْنِ ( وَلَا يُجْزِئُ غَسْلُ ظَاهِرِ شَعْرٍ ) فِي الْوَجْهِ يَصِفُ الْبَشَرَةَ ، لِأَنَّهَا ظَاهِرَةٌ تَحْصُلُ بِهَا الْمُوَاجَهَةُ فَوَجَبَ غُسْلُهَا كَاَلَّتِي لَا شَعْرَ فِيهَا ، وَوَجَبَ غَسْلُ الشَّعْرِ مَعَهَا ، لِأَنَّهُ فِي مَحَلِّ الْفَرْضِ فَتَبِعَهَا ( إلَّا أَنْ ) يَكُونَ الشَّعْرُ كَثِيفًا ( لَا يَصِفُ الْبَشَرَةَ ) فَيُجْزِئُهُ غَسْلُ ظَاهِرِهِ ، لِحُصُولِ الْمُوَاجَهَةِ بِهِ دُونَ الْبَشَرَةِ تَحْتَهُ ، فَتَعَلَّقَ الْحُكْمُ بِهِ ( وَيُسَنُّ تَخْلِيلُهُ ) ( ثُمَّ ) بَعْدَ غَسْلِ وَجْهِهِ يَغْسِلُ ( يَدَيْهِ مَعَ مِرْفَقَيْهِ ) ثَلَاثًا ( وَلَا يَضُرُّ وَسَخٌ يَسِيرٌ تَحْتَ ظُفْرٍ وَنَحْوِهِ ) كَدَاخِلِ أَنْفٍ ( يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ ) لِأَنَّهُ مِمَّا يَكْثُرُ وُقُوعُهُ عَادَةً ، فَلَوْ لَمْ يَصِحَّ الْوُضُوءُ مَعَهُ لَبَيَّنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذْ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ ، وَأَلْحَقَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بِهِ كُلَّ يَسِيرٍ مَنَعَ حَيْثُ كَانَ بِالْبَدَنِ ، كَدَمٍ وَعَجِينٍ وَنَحْوِهِمَا ، وَاخْتَارَهُ . ( ثُمَّ يَمْسَحُ جَمِيعَ ظَاهِرِ رَأْسِهِ ) بِالْمَاءِ ، ( ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ ) لِلْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ( ثَلَاثًا ) لِحَدِيثِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ ( إلَى الْكَعْبَيْنِ ) أَيْ : كُلُّ رِجْلٍ تُغْسَلُ إلَى الْكَعْبَيْنِ ( وَهُمَا ) أَيْ : الْكَعْبَانِ ( الْعَظْمَاتُ النَّاتِئَانِ فِي جَانِبَيْ رِجْلِهِ ) قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ . وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : { كَانَ أَحَدُنَا يُلْصِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ فِي الصَّلَاةِ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَلَوْ كَانَ مِشْطُ الْقَدَمِ لَمْ يَسْتَقِمْ ( وَيَجِبُ إدْخَالُهُمَا فِي الْغَسْلِ ) ( وَسُنَّ لِمَنْ فَرَغَ ) مِنْ وُضُوءٍ قَالَ فِي الْفَائِقِ : وَكَذَا غُسْلٍ ( رَفَعَ بَصَرَهُ إلَى السَّمَاءِ وَقَوْلُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) لِحَدِيثِ عُمَرَ مَرْفُوعًا { مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ ، فَيُبْلِغُ ، أَوْ يُسْبِغُ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ إلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيُّهَا شَاءَ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ " اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ " رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد . زَادَ فِي (الْإِقْنَاعِ) " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ " لِحَدِيثِ النَّسَائِيّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ( وَيُبَاحُ ) لِلْمُتَوَضِّئِ ( تَنْشِيفٌ ) لِحَدِيثِ سَلْمَانَ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَلَبَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ . فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ } رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ . وَتَرْكُهُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ مَيْمُونَةَ لَمَّا أَتَتْهُ بِالْمَنْدِيلِ ، بَعْدَ أَنْ اغْتَسَلَ : لَا يَدُلُّ عَلَى الْكَرَاهَةِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يُتْرَكُ الْمُبَاحَ ، مَعَ أَنَّ هَذِهِ قَضِيَّةُ عَيْنٍ . تنويه : أي نقطة غامضة أنا مُستعد لتوضيحها .
|
09 Apr 2010, 03:42 PM | [ 2 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
جزاك الله خير أخوي متأمل وكتب أجرك بالنسبة لمسألة مسح الرأس للمرأة مالمجزئ فيها؟ هل يكون المسح للرأس فقط أم للرأس والشعر حتى آخره وجزاك الله عنا خير الجزاء وغفر لنا ولك . |
|||||||
09 Apr 2010, 03:46 PM | [ 3 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
الله يجزاك الفردوس الأعلى وينفعك بما كتبت ونقلت وذكرت لا حرمك الله الأجر .. وأجزل لك المثوبة |
||||||||
09 Apr 2010, 03:46 PM | [ 4 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
ما شاء الله تبارك الله أخي العزيز متأمل وجعل الله ما تقدمه من خير في ميزان حسناتك ونفعنا وغياك بكل علم نافع وعمل صالح |
||||||||
09 Apr 2010, 06:19 PM | [ 5 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
متامل الله يجزاك خير وكثر الله من امثالك 3- التمييز . فلا يصح الوضوء من غير المميز . 8 8 8 بس وش معنى هذا ؟؟ |
||||||||
09 Apr 2010, 07:30 PM | [ 6 ] | |||||||
عضو مرشح للإشراف
|
الله يجزاك خير يا متامل والله يجعلها في ميزان حسناتك |
|||||||
09 Apr 2010, 07:40 PM | [ 7 ] | ||||||||
عضو متميز
|
الله يجزيك بالخير اخوي واساأل الله ان ينفعنا بما قرأنا |
||||||||
09 Apr 2010, 08:58 PM | [ 8 ] | |||||||
عضو متميز
|
اخوي متأمل لاهنت وسلمت يمينك ونسال الله ان لا يحرمك الاجر والمثوبة 00 تقبل احترامي |
|||||||
09 Apr 2010, 10:20 PM | [ 9 ] | ||||||||
بيوكيميائية
|
,’ بورك فيك يآ متأمل و أنا نفس تسآؤل شموخ وفي إنتظآر الرد ,’ |
||||||||
09 Apr 2010, 10:46 PM | [ 10 ] | ||||||||
عضو متميز
|
جزاك الله خير والله لايحرمك من الأجر |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجالس الفقة خاص بدروس الفاضل متأمل | شموخ شدادية | المنتدى الاسلامي | 30 | 06 Oct 2012 07:56 AM |
مجالس الفقه " 8 " | متأمل | المنتدى الاسلامي | 29 | 22 Jun 2010 09:58 AM |
مجالس الفقه " 7 " | متأمل | المنتدى الاسلامي | 19 | 27 May 2010 12:24 AM |
مجالس الفقه " 5 " | متأمل | المنتدى الاسلامي | 24 | 22 Apr 2010 07:57 PM |
مجالس الفقه " 2 " | متأمل | المنتدى الاسلامي | 25 | 28 Mar 2010 11:20 PM |
|