..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > منتدى خير البشر وخاتم الرسل
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
قديم 11 Jun 2012, 01:12 AM [ 31 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول



فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في السلام والاستئذان
...
في (الصّحيحين) عنه: "إنّ أفضل الإسلام إطعام الطّعام، وأن تقرأ السّلام على
مَن عرفتَ ومَن لم تعرف".
وفيهما : "إنّ آدم لما خلقه الله قال له:
اذهب إلى أولئك النّفر من الملائكة
فسلّم عليهم، واستمع ما يحيّونك،
فإنّها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك. فقال: السّلام عليكم. فقالوا: السّلام عليكم ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله".
وفيهما: "أنّه أمر بإفشاء السّلام، وأنّهم
إذا أفْشَوا السّلام تحابوا، وأنّهم لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنوا حتى
يتحابوا".
وقال البخاري في (صحيحه): قال عمار:
ثلاث مَن جمعهن فقد جمع الإيمان:
الإنصاف من نفسك، وبذل السّلام للعالم، والإنفاق من الإقتار.

وقد تضمنت هذه الثّلاث أصول الخير
وفروعه، فإنّ الإنصاف يوجب عليه أداء
حقوق الله كاملة، وأداء حقوق النّاس
كذلك، ويعاملهم بما يحبّ أن يعاملوه به، ويدخل فيه إنصافه من نفسه، فلا يدّعى
لها ما ليس لها، ولا يخفيها بتدسّيه لها بمعاصي الله.
والمقصود أنّ إنصافه من نفسه يوجب
عليه معرفة ربّه، ومعرفة نفسه، وأن
لا يزاحمَ بها مالكها، ولا يقسم إرادته
بين مراد سيّده ومرادها، وهي قسمة
ضيزى

وبذل السّلام يتضمن التّواضع، لا يتكبّر
على أحدٍ، والإنفاق من الإقتار لا يصدر
إلاّ عن قوّة ثقةٍ بالله وقوّة يقينٍ، وتوكّلٍ ورحمةٍ، وزهدٍ وسخاء نفس، وتكذيب
بوعد مَن يعده الفقر، ويأمره بالفحشاء.
وثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه مرّ بصبيان، فسلم عليهم، وذكر التّرمذي أنّه
مرّ بجماعة نسوة، فألوى بيده بالتّسليم،
وقال أبو داود عن أسماء بنت يزيد: مرّ
علينا النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في نسوة، فسلّم علينا. وهي رواية حديث التّرمذي، والظّاهر أنّ القصّة
واحدةٌ، وأنّه سلّم عليهن بيده.
وفي البخاري: أنّ الصّحابة ينصرفون من الجمعة، فيمرّون على عجوزٍ في
طريقهم، فيسلّمون عليها. فتقدّم لهم
طعاماً من أصول

السّلق والشّعير، وهذا هو الصّواب في
مسألة السّلام على النّساء يسلّم على العجوز، وذوات المحارم دون غيرهن.
وفي (صحيح البخاري): "يسلّم الصّغير
على الكبير، والمارّ على القاعد، والرّاكب
على الماشي، والقليل على الكثير".
وفي التّرمذي : "يسلّم الماشي على
القائم".
وفي (مسند البزار) عنه: "والماشيان
أيّهما بدأ فهو أفضل".
وفي (سنن أبي داود) عنه: "إنّ أولى
النّاس بالله مَن بدأهم بالسّلام".
وكان من هديه السّلامُ عند المجيء إلى القوم، والسّلام عند الانصراف عنهم،
وثبت عنه أنّه قال: "إذا قعد أحدكم
فليسلّم، وإذا قام فليسلّم، فليست
الأولى بأحقّ من الآخرة".
وذكر أبو داود عنه: "إذا لقي أحدكم
صاحبه، فليسلّم عليه، فإن حال بينهما
شجرة أو جدار، ثم لقيه، فليسلّم عليه
أيضاً" .
وقال أنسّ: كان أصحاب رسول الله ـ
صلّى الله عليه وسلّم ـ يتماشون،
فإذا لقيتهم شجرة أو أكمة تفرّقوا يميناً وشمالاً، وإذا التقوا من ورائها سلّم بعضهم على بعضٍ.
ومن هديه أنّ الدّاخل إلى المسجد
يبتدئ بركعتين، ثم يجيء فيسلّم،
فتكون تحيّة المسجد قبل تحيّة أهله،
فإنّ تلك حقّ الله، والسّلام عليهم حقّ
لهم، وحقّ الله تعالى في مثل هذا أولى بالتّقديم بخلاف الحقوق المالية، فإنّ فيها نزاعاً، والفرق
بينهما حاجة الآدمي، وعدم اتّساع المال لأداء الحقّين. وعلى هذا،
فيُسَنُّ لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيّات مرتّبة:

إحداها: أن يقول عند دخوله: بسم الله والصّلاةُ والسّلامُ على رسول الله. ثم
يصلّي تحيّة المسجد، ثم يسلّم على
القوم. وكان إذا دخل على أهله باللّيل
سلّم تسليماً لا يوقظ النّائم، ويسمع
اليقظان، ذكره مسلم. وذكر التّرمذي عنه: "السّلام قبل الكلام". ولأحمد عن ابن عمر مرفوعاً: "السّلام قبل السّؤال،
فمَن بدأ بالسّؤال قبل السّلام، فلا تجيبوه".
ويُذكر عنه: "لا تأذنوا لِمَن لم يبدأ
بالسّلام".
وكان إذا أتى باب قومٍ لم يستقبل الباب،
ولكن من ركنه الأيمن، أو الأيسر، فيقول: "السّلام عليكم". وكان يسلّم بنفسه على
مَن يواجهه ويحمل السّلام للغائب،
ويتحمل السّلام كما تحمّله من الله
لخديجة. وقال للصّدِّيقة الثّانية: "هذا
جبريل يقرأ عليك السّلام" . وكان من
هديه انتهاء السّلام إلى: "وبركاته"

وكان يبدأ مَن لقيه بالسّلام، وإذا سلّم
عليه أحدٌ ردّ عليه مثلها أو أحسن على
الفور إلاّ لعذرٍ مثل قضاء الحاجة، ولم يكن
يردّ بيده، ولا برأسه، ولا بإصبعه إلاّ في الصّلاة، فإنّه ثبت عنه الرّدّ فيها بالإشارة.
وكان هديه في الابتداء: "السّلام عليكم ورحمة الله"، ويكره أن يقول المبتدئ:
عليك السّلام. وكان يردّ على المسلم: "وعليكم السّلام "، بالواو، ولو حذف
الرّادّ الواو. فقالت طائفة: لا يسقط به

فرض الرّدّ؛ لأنّه مخالف للسّنة؛ ولأنّه
لا يعلم هل هو ردّ أو ابتداء تحيّة.
وذهبت طائفة إلى أنّه ردٌّ صحيحٌ،
نصّ عليه الشّافعي، واحتجّ له
بقوله تعالى: {قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ} ، ، أي: سلام عليكم
لا بدّ من هذا، ولكن حسن الحذف في
الرّدّ لأجل الحذف في الابتداء، واحتجّ له
بردّ الملائكة على آدم المتقدّم.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:14 AM [ 32 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول



فصل في تشميت العاطس ...



ثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه قال:

"إنّ الله يحبّ العطاس، ويكره التّثاؤب، فإذا
عطس أحدكم وحمد الله كان حقّاً على كلّ
مسلمٍ سَمِعَهُ أن يقول له: يرحمك الله، وأمّا التّثاؤب فإنّما هو من الشّيطان، فإذا تثاءب
أحدكم، فليردّه ما استطاع، فإنّ أحدكم إذا
تثاءب ضحك الشّطيان" . ذكره البخاري.
وفي (صحيحه) أيضاً: "إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل له
أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل:
يهديكم الله ويُصلح بالكم".
وفي (صحيح مسلم): "إذا عطس أحدكم
فحمد الله، فشمّتوه، وإن لم يحمد الله،
فلا تشمّتوه".
وفي (صحيحه): "حقّ المسلم على المسلم
ستٌّ: إذا لقيته فسلّم عليه، وإذا دعاك فأجبه،
وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس وحمد الله فشمِّته، وإذا مات فاتبعه، وإذا مرض فعده".
وللتّرمذي عن ابن عمر: علمنا رسول الله ـ
صلّى الله عليه وسلّم ـ عند العطاس أن نقول: "الحمد لله على كلّ حالٍ".
وذكر مالك عن نافع عن ابن عمر: إذا عطس
أحدكم، فقيل له: يرحمك الله. فليقل: يرحمنا الله وإيّاكم، ويغفر لنا ولكم.
وظاهر الحديث المبدوء به أن التّشميت فرض
عينٍ اختاره ابن أبي زيد، ولا دافع له.
ولما كان العاطس قد حصل له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة، شرع له ـ
صلّى الله عليه وسلّم ـ حمد الله على هذه
النّعمة مع بقاء

أعضائه على هيئتها بعد هذه الزّلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها.

وكان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه،
وخفض بها صوته، ويذكر عنه: أنّ التّثاؤب الرّفيع، والعطسة الشّديدة من الشّيطان.
وصحّ عنه أنّه عطس عنده رجلٌ، فقال:
"يرحمك الله"، ثم عطس أخرى، فقال له:
"الرّجل مزكوم"، لفظ مسلمٍ.
ولفظ التّرمذي أنّه قاله بعد العطسة الثّالثة.
وقال: حديث صحيح. ولأبي داود عن أبي هريرة موقوفاً: شمِّت أخاك ثلاثاً، فما زاد فهو زكام.
فإن قيل: الذي فيه زكام أولى أن يُدْعَى له!.
قيل: يُدْعى له كما يدعى للمريض، وأمّا سنّة العطاس الذي يحبّه الله وهو نعمة، فإنّه إلى
تمام الثّلاث.
وقوله: "الرّجل مزكومٌ" تنبيه على الدّعاء له بالعافية، وفيه: اعتذار من ترك تشميته.


وصحّ عنه أنّ اليهود كانوا يتعاطسون عنده
يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله. فيقول:
"يهديكم الله ويصلح بالكم".



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:17 AM [ 33 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول


فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في آداب السفر


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في آداب السّفر

صحّ عنه أنّه قال: "إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين"، الحديث

فعوض أمّته بهذا عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطّير،
والاستقسام بالأزلام، الذي نظيره هذه القرعة التي يفعلها إخوان
المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب. ولهذا سمّي استقساماً، فعوضهم بهذا الدّعاء ـ
الذي هو توحيد وتوكّل،


ولأحمد عن سعد مرفوعاً: "إنّ من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه


بما قضى الله، وإنّ من شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما

قضى الله".
فتأمّل كيف وقع المقدور مكتنفاً بأمرين: التوكّل الذي هو مضمون الاستخارة
قبله، والرّضى بما يقضي الله بعده.
وكان إذا ركب راحلته كبّر ثلاثاً، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ


لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} ، .

ثم يقول: "اللهم إنّي أسألك في سفري هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى،

اللهم هوِّن علينا السّفر، واطوِ عنّا بُعْدَهُ، اللهم أنتَ الصّاحب في السّفر،
والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا".
وكان إذا رجع قال: "آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربّنا حامدون".
وذكر أحمد عنه أنّه إذا دخل البلد قال: "توباً توباً، لربّنا أوباً، لا يغادر حوباً".
وكان إذا وضع رجله في الرّكاب لركوب دابته قال: "بسم الله" فإذا استوى
على ظهرها قال: "الحمد لله" ، ثم يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا
كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }، .
وكان إذا ودع أصحابه في السّفر يقول لأحدهم: "أستودع الله دينك وأمانتك
وخواتيم عملك" ، وقال له رجلٌ: إني أريد سفراً. قال : "أوصيك بتقوى الله،
والتّكبير على كلّ شرفٍ" . وكان هو وأصحابه إذا علو الثّنايا كبّروا، وإذا هبطوا
سبّحوا، فوضعت الصّلاة على ذلك. وقال أنس: كان النّبِيّ ـ صلّى الله عليه
وسلّم ـ إذا علا شرَفاً من الأرض أو نشزاً قال: "اللهم لك الشّرف على كلّ
شرفٍ، ولك الحمد على كلّ حالٍ". وكان يقول: "لا تصحب الملائكة رفقة
فيها كلب ولا جرس".
وكان يكره للمسافر وحده أن يسير باللّيل، وقال: "لو يعلم النّاس ما في
الوحدة ما سار أحد وحده بليلٍ"، بل كان يكره السّفر للواحد، وأخبر أن:
"الواحد شيطان والاثنان شيطانان، والثّلاثة ركب"، وكان يقول: "إذا نزل
أحدكم منْزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق. فإنّه لا يضرّه
شيء حتى يرتحل ".





وكان يقول: "إذا سافرتم في


الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتهم في السّنّة، فأسرعوا

عليها السّير، وإذا عرَّستم، فاجتنبوا الطّريق، فإنّها طرق الدّواب، ومأموى

الهوام باللّيل".
وكان ينهى عن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن يناله العدو.
وكان ينهى المرأة أن تسافر بغير محرمٍ ولو مسافة بريدٍ، ويأمر المسافر
إذا قضى نهمته من سفره أن يعجل الرّجوع إلى أهله، وينهى أن يطرق
الرّجل أهله ليلا ً إذا طالت غيبته عنهم، وإذا قدم من سفرٍ تلقى بالولدان
من أهل بيته، وكان يعتنق القادم من سفرٍ، ويقبّله إذا كان من أهله.
قال الشّبعي: كان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا قدموا من
سفر تعانقوا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:22 AM [ 34 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول



فصل: في ألفاظٍ كان صلّى الله عليه وسلّم يكره أن يقال
...
فصل: في ألفاظٍ كان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يكره أن يقال
فمنها: خبث نفسي، أو جاشت، ومنها: أن يسمى العنب كرماً،
وقول الرّجل: هلك النّاس، وقال: "إذا قال ذلك، فهو أهلكهم "، وفي معناه
: فسد النّاس، وفسد الزّمان ونحوه. ونهى أن يقال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا،
وما شاء الله وشئت.
ومنها: أن يحلف بغير الله. ومنها: أن يقول في حلفه: هو يهودي أو نحوه
إن فعل كذا.
ومنها: أن يقول للسّلطان: ملك الملوك. ومنها: قول السّيد: عبدي وأمتي،
ومنها: سبّ الرّيح، ومنها: سبّ الحمى، وسبّ الدّيك، والدّعاء بدعوى الجاهلية، كالدّعاء إلى القبائل والعصبية لها،
ومثله التّعصب للمذاهب والطّرائق والمشايخ. ومنها: تسمية العشاء بالعتمة،
تسمية غالبة يهجر بها لفظ العشاء.

ومنها: سباب المسلم، وأن يتناجى اثنان دون الثّالث، وأن تخبر المرأة
زوجها بمحاسن امرأة أخرى. ومنها: قول: اللهم اغفر لي إن شئت.
ومنها: الإكثار من الحلف، وأن يقول: قوس قزح، وأن يسأل أحداً بوجه الله،
وأن تسمى المدينة يثرب، وأن يُسأل الرّجل فيم ضرب امرأته إلاّ إذا دعت
الحاجة إليه. ومنها: أن يقول: صمتُ رمضان كلّه، وقمتُ اللّيل كلّه.
ومن الألفاظ المكروهة الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكناية عنها،
وأن يقال: أطال الله بقاءك. ونحو ذلك، ومنها: أن يقول الصّائم: وحقّ الذي
خاتمه على فمي، فإنّما يختم على فم الكافر، وأن يقول للمكوس حقوقاً،
أو لما ينفقه في طاعةٍ: خسرت كذا، وأن يقول: أنفقت في هذه الدّنيا مالاً كثيراً، ومنها: أن يقول المفتي:
أحلّ الله كذا وحرّم كذا في مسائل الاجتهاد. ومنها:
أن تسمى أدلة القرآن والسّنة مجازات، ولا سيما إذا أضاف إلى ذلك تسمية
شبه المتكلّمين قواطع عقلية، فلا إله إلاّ الله كم حصل بهاتين التّسميتين من
إفساد الدّين والدّنيا! ومنها: أن يحدث الرّجل بما يكون بينه وبين أهله كما
يفعله السِّفْلَةُ.
ومما يكره من الألفاظ: زعموا وذكروا وقالوا ونحوه، وأن يقال للسّلطان:
خليفة الله، فإنّ الخليفة إنّما يكون عن غائبٍ والله سبحانه خليفة الغائب
في أهله.
وليحذر كلّ الحذر من طغيان (أنا) و(لي) و(عندي) فإنّ هذه ابتلي بها إبليس
وفرعون وقارون فـ: (أنا خير منه) لإبليس، و(لي ملك مصر) لفرعون،
(وعلى علمٍ عندي) لقارون، وأحسن ما وضعت (أنا) في قول العبد:
أنا العبد المذنب المستغفر المعترف. ونحوه، و(لي) في قوله: لي الذّنب،
ولي الجرم، ولي الفقر، والذّلّ، و(عندي) في قوله: اغفر لي جدي وهزلي
وخطئي وعمدي، وكلّ ذلك عندي.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:27 AM [ 35 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول



فصل: في هديه صلّى الله عليه وسلّم في حفظ المنطق واختيار الألفاظ
...
فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـفي
حفظ المنطق واختيار الألفاظ
كان يتخيّر في خطابه، ويختار لأمّته أحسن
الألفاظ وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والفحش،
فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً ولا فظّاً.
وكان يكره أن يستعمل اللّفظ الشّريف في حقّ
مَن ليس كذلك، وأن يستعمل اللّفظ المكروه
في حقّ مَن ليس من أهله.
فمن الأوّل منعه أن يقال للمنافق: سيّد،
ومنه أن يسمّى العنب كرماً، ومنعه من تسمية
أبي جهل بأبي الحكم، وكذلك تغييره لاسم أبي الحكم من الصّحابة وقال: "إنّ الله هو الحكم
وإليه الحكم ".
ومنه نهيه المملوك أن يقول لسيّده: ربّي،
وللسّيّد أن ي قول لمملوكه: عبدي، وأمتي.
وقال لِمَن ادّعى أنّه طبيب: "أنتَ رفيق، وطبيبها الذي خلقها". والجاهلون يسمّون الكافر الذي
له علم بشيء من الطّبّ حكيماً.
ومنه قوله للذي قال: ومن يعصهما فقد غوى:
"بئس الخطيب أنتَ".
ومنه قوله: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان" ، وفي معناه قول مَن لا يتوقى الشّرك:
أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك،
وما لي إلاّ الله وأنتَ، وأنا متوكّل على الله
وعليك، وهذا من الله ومنك، ووالله وحياتك.


وأمثال هذه الألفاظ التي يجعل قائلها المخلوق
ندّاً لله، وهي أشدّ منعاً وقبحاً من قوله:
ما شاء الله وشئت.


فأمّا إذا قال: أنا بالله، ثم بك، وما شاء الله
ثم شئت، فلا بأس كما في حديث الثّلاثة:
"لا بلاغ لي اليوم إلاّ بالله ثم بك".
وأمّا القسم الثّاني ـ وهو أن تطلق ألفاظ الذّمّ
على مَن ليس من أهلها، فمثل نهيه عن سبّ الدّهر، وقال : "إنّ الله هو الدّهر" ، وفي ثلاث مفاسد:
أحدها: سبّ مَن ليس بأهل.
الثّانية: أنّ سبّه متضمن للشّرك، فإنّه إنّما سبّه لظنّه أنّه يضرّ وينفع، وأنّه ظالم، وأشعار هؤلاء
في سبّه كثيرة جدّاً، وكثير من الجهال يصرح
بلعنه.
الثّالثة: أنّ السّبّ إنّما يقع على مَن فعل هذه الأفعال التي لو اتّبع الحقّ فيها أهواءهم
لفسدت السّموات والأرض، وإذا وافقت
أهواءهم حمدوا الدّهر، وأثنوا عليه.
ومن هذا قوله : "لا يقولن أحدكم: تعس
الشّيطان، فإنّه يتعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: صرعته بقوتي. ولكن ليقل: باسم الله،
فإنّه يتصاغر حتى يكون مثل الذّباب".




ومثل هذا قول: أخزى الله الشّيطان، وقبح الله الشّيطان؛ فإنّ ذلك كلّه يفرحه، ويقول: علم
ابن آدم آني نلته بقوّتي. وذلك مما يعينه على إغوائه، فأرشد النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم
ـ مَن مسّه شيء من الشّيطان: أن يذكر الله، ويستيعذ بالله منه، فإنّ ذلك أنفع له، وأغيظ للشّيطان.
ومن ذلك نهيه أن يقول الرّجل: خَبُثت نفسي،
ولكن يقول:

لقسَتْ نفسي، ومعناهما واحد، أي: غَثِيَتْ
نفسي، وساء خلقها، فكره لهم لفظ الخبث
لما فيه من القبح والشّناعة.
ومنه نهيه عن قول القائل بعد فوات الأمر:
لو أنّي فعلت كذا وكذا، وقال: "إنّها تفتح عمل الشّيطان". وأرشده إلى ما هو أنفع منها،
وهو أن يقول: "قَدَر الله وما شاء فعل". وذلك
لأنّ قوله: لو كنت فعلت كذا لم يفتني ما فاتني،
أو لم أقع فيما وقعت فيه، كلام لا يجدي عليه فائدة، فإنّه غير مستقبلٍ لما استدبر، وغير
مستقيل عثرته، بلو، وفي ضمنها أنّ الأمر لو
كان كما قدره في نفسه، لكان غير ما قضاه الله، ووقوع خلاف المقدر محال، فقد تضمن كلامه
كذباً وجهلاً ومحالاً، وإن سلم من التّكذيب بالقدر، لم يسلم من معارضته بلو. فإن قيل: فتلك
الأسباب التي تمناها من القدر أيضاً؟
قيل: هذا حقّ، ولكن هذا ينفع قبل وقوع القدر المكروه، فإذا وقع، فلا سبيل إلى دفعه أو
تخفيفه، بل وظيفته في هذه الحال أن يستقبل الفعل الذي يدفع به أو يخفّف
ولا يتمنى ما لا مطمع في وقوعه، فإنّه عجز محض، والله يلوم
على العجز، ويحبّ الكيس، وهو مباشرة
الأسباب فهي تفتح عمل الخير، وأمّا العجز،
فيفتح عمل الشّيطان، فإنّه إذا عجز عما ينفعه
صار إلى الأماني الباطنة، ولهذا استعاذ النّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
من العجز والكسل،وهما مفتاح كلّ شرٍّ،
ويصدر عنهما الهمّ والحزن، والجبن والبخل، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال، فمصدرها
كلّها عن العجز والكسل، وعنوانها:
"لو"، فإنّ المتمني من أعجز النّاس وأفلسهم، وأصل المعاصي كلّها العجز، فإنّ العبد يعجز
عن أسباب الطّاعات،وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي وتحول بينه وبينها،
فجمع في هذا الحديث الشّريف أصول الشّر وفروعه، ومبادؤه وغاياته، وموارده ومصادره،
وهو مشتمل على ثمان خصالٍ،
كلّ خصلتين قرينتان، فقال:
"أعوذ بك من الهمّ والحزن" ، وهما قرينان، فإنّ المكروه الوارد على القلب إمّا أن يكون سببه
أمراً ماضياً، فهو يحدث الحزن، وإمّا توقع مستقبل، فهو يورث الهمّ، وكلاهما من العجز، فإنّ ما مضى
لا يدفع بالحزن، بل بالرّضى والحمد، والصّبر والإيمان بالقدر. وقول العبد: "قدر الله وما شاء فعل".
وما يستقبل لا يدفع بالهمّ، بل إمّا أن يكون له
حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه، وإمّا أن لا يكون
له حيلة، فلا يجزع عنه، ويلبس له لباسه من التّوحيد والتّوكّل والرّضى بالله ربّاً فيما يحبّ
ويكره، والهمّ والحزن يضعفان العزم، ويوهنان
القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد فيما
ينفعه، فهما حملٌ ثقيلٌ على ظهر السّائر.


ومن حكمة العزيز الحكيم تسليط هذين الجندين على القلوب المعرضة عنه ليردّها عن كثيرٍ
من معاصيها، ولا تزال هذه القلوب في هذا
السّجن حتى تخلص إلى فضاء التّوحيد والإقبال على الله ولا سبيل إلى خلاص القلب من ذلك
إلاّ بذلك، ولا بلاغ إلاّ بالله وحده، فإنّه لا يوصل
إليه إلاّ هو ولا يدلّ عليه إلاّ هو. وإذا قام العبد
في أيّ مقامٍ كان، فبحمده وحكمته أقامه فيه،
ولم يمنع العبد حقّاً هو له، بل منعه ليتوسل
إليه بمحابه فيعطيه، وليرده إليه وليعزه بالتّذلّل
له، وليغنيه بالافتقار إليه، وليجيره بالانكسار
بين يديه وليولّيه بعزله أشرف الولايات، وليشهده حكمته في قدرته، ورحمته في عزّته،
وإنّ منعه عطاءٌ، وعقوبته تأديبٌ، وتسليط أدائه عليه سائق يسوقه إليه.
والله أعلم حيث يجعل مواقع عطائه، وأعلم حيث يجعل رسالته.
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} ،
فهو ـ سبحانه ـ أعلم بمحال التّخصيص،
فمَن ردّه المنع إليه، انقلب عطاء، ومَن شغله عطاؤه عنه، انقلب منعاً،
والمقصود أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ استعاذ
من الهمّ والحزن، وهما قرينان، ومن العجز والكسل، وهما قرينان، فإنّ تخلف صلاح العبد
وكماله عنه إمّا أن يكون لعدم قدرته عليه، فهو عجزٌ، أو يكون قادراً لكن لا يريده، فهو كسلٌ،
وينشأ عن هاتين الصّفتين فوات كلّ خيرٍ، وحصول كلّ شرٍّ، ومن ذلك الشّرّ تعطيله عن النّفع ببدنه
وهو الجبن،وعن النّفع بماله وهو البخل، ثم
ينشأ له من ذلك غلبتان: غلبة بحقٍّ وهي غلبة الدّين، وغلبة بباطلٍ وهي غلبة الرّجال، وكلّ
هذه ثمرة العجز والكسل. ومن هذا قوله في الحديث الصّحيح للذي قضى عليه،
فقال: "حسبي الله ونعم الوكيل" ، إنّ الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس،
فإذا غلبك أمرٌ، فقل: "حسبي الله ونعم الوكيل"، فهذا قالها بعد عجزه عن الكيس
الذي لو قام به لقضي له على خصمه،
فلو فعل الأسباب، ثم غلب، فقالها لوقعت
موقعها، كما أنّ إبراهيم الخليل لما فعل الأسباب المأمور بها ولم يعجز بترك شيءٍ منها، ثم غلبه العدوّ،
وألقوه في النّار قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" ، فوقعت الكلمة موقعها، فأثرت أثرها.

وكذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
وأصحابه يوم أُحدٍ لما قيل لهم بعد انصرافهم من أُحدٍ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} ،
فتجهّزوا وخرجوا لهم، ثم قالوها، فأثرت أثرها،
ولهذا قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ، ، وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ،
فالتّوكّل والحسب بدون القيام بالأسباب المأمور
بها عجزٌ محضٌ، وإن كان مشوباً بنوعٍ من
التّوكّل، فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكّله عجزاً،
ولا عجزه توكّلاً، بل يجعل توكّله من جملة
الأسباب التي لا يتمّ المقصود إلاّ بها كلّها.
ومن ها هنا غلط طائفتان:
إحداهما: زعمت أنّ التّوكّل وحده سببٌ مستقلٌّ فعطّلت الأسباب التي اقتضتها حكمة الله.
الثّانية: قامت بالأسباب وأعرضت عن التّوكّل، والمقصود أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أرشد
العبد إلى ما فيه غاية كماله أن يحرص على
ما ينفعه ويبذل جهده وحينئذٍ ينفعه التّحسّب بخلاف مَن فرّط، ثم قال: حسبي الله ونعم الوكيل.
فإنّ الله يلومه،ولا يكون في هذه الحال حسبه، فإنّما هو حسب مَن اتّقاه، ثم توكّل عيه.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:30 AM [ 36 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول



فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الْمُصيبة


...

فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في علاج الْمُصيبة

قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ

رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}،

ثم ذكر حديث الاسترجاع، ثم قال: وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له

فإنّها تضمنت أصلين إذا تحقق بهما تسلى عن مصيبته:

أحدهما: أنّ العبد وماله ملك لله جعله عنده عارية.

والثّانية: أنّ المرجع إلى الله ولا بدّ أن يخلِّف الدّنيا، فإذا كانت هذه البداية والنّهاية،

ففكره فيهما من أعظم علاج هذا الدّاء. ومنه أن يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه،

وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ومنه: أنّ ربّه أبقى له مثله أو أفضل، وادّخر له إن صبر ما هو أفضل من المصيبة بأضعاف،

وأنّه لو شاء لجعلها أعظم مما هي.

ومنه: إطفاؤها ببرد التّأسي، فلينظر عن يمينه وعن يساره، وأنّ سرور الدّنيا أحلامٌ، إن

أضحكت قليلاً أبكت كثيراً.

ومنه: العلم أنّ الجزع لا يردّ بل يضاعف.

ومنه: أن يعلم أنّ فوات ما ضمن الله على الصّبر والاسترجاع أعظم منها.

ومنه: أن يعلم أنّ الجزع يشمِّت عدوّه، ويسوء صديقه، ويغضب ربّه.

ومنه: أن يعلم أنّ ما يعقب الصّبر والاحتساب من اللّذة أضعاف ما يحصل له من

نفع الفائت لو بقي له.

ومنه: أن يروِّح قلبه برجاء الخلف.

ومنه: أن يعلم أنّ حظّه منها ما يحدثه، فمَن رضي فله الرّضى، ومَن سخط فله السّخط.

ومنه: أن يعلم أنّ آخر صبر الجزوع إلى الصّبر الاضطراري، وهو غير محمود، ولا مثاب.

ومنه: أن يعلم أنّ من أنفع الأدوية موافقة ربّه فيما أحبّه ورضيه له وأنّها خاصّيّة المحبّة.

ومنه: أن يوازن بين أعظم اللّذتين وأدومهما لذّة تمتعه بما أُصيب به، ولذّة تمتعه

بثواب الله.

ومنه: العلم بأنّ المبتلي أحكم الحاكمين، وأرحم الرّاحمين، وأنّه لم يبتله ليهلكه،

بل ليمتحن إيمانه، وليسمع تضرّعه، وليراه طريحاً ببابه.

ومنه: أن يعلم أنّ المصائب سبب لمنع الأدواء المهلكة، كالكبر والعجب والقسوة.

ومنه: أن يعلم أنّ مرارة الدّنيا حلاوة الآخرة، وبالعكس وإن خفي عليك هذا،
فانظر قول الصّادق المصدوق: "حفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النّار بالشّهوات"،
وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق، وظهرت حقائق الرّجال.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:32 AM [ 37 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول













فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب والهم والحُزن
...
فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
في علاج الكرب والهمّ والحُزن
في (الصّحيحين) عن ابن عبّاس قال: كان
رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول عند الكرب: "لا إله إلاّ الله العظيم الحليم، لا إله إلاّ الله ربّ العرش العظيم،
لا إله إلاّ الله ربّ السّموات وربّ الأرض ربّ العرش الكريم" .
وللتّرمذي عن أنس كان رسول الله ـ
صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: "يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث".
وله عن أبي هريرة كان رسول الله ـ
صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا أهمّه أمرٌ رفع طرفه
إلى السّماء وقال: "سبحان الله العظيم "، وإذا اجتهد في الدّعاء قال: " يا حي يا قيّوم".
ولأبي داود عن أبي بكرٍ الصّدِّيق مرفوعاً:
"دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو،
فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ، وأصلح لي شأني كلّه لا إله إلاّ أنتَ" .
وله عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي
رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:
"ألا أعلّمك كلماتٍ تقولينهن عند الكرب: الله ربّي
لا أشرك به شيئاً" ، وفي روايةٍ: "سبع مرّات".

ولأحمد عن ابن مسعود مرفوعاً قال: "ما أصاب
عبداً همٌّ ولا حُزنٌ.


فقال: اللهم إنّي عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ
هو لك سمّيتَ به نفسك، أو أنْزلتَه في كتابك أو علّمتَه أحداً من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تجعل
القرآن العظيم ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي إلاّ أذهب الله همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً".
وللتّرمي عن سعد مرفوعا: "دعوة ذي النّون
لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلاّ استجيب له" ، وفي روايةٍ: "إنّي لأعلم كلمةً لا يقولها
مكروب إلاّ فرّج الله عنه كلمة أخي يونس" .
ولأبي داود أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
قال لأبي أُمامة: "ألا أعلّمك كلاماً إذا أنتَ قلته أذهب الله ـ عزّ وجلّ ـ همك، وقضى دينك؟
قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللهم إنّي أعوذ بك
من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الْجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدّين
وقهر الرّجال". قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله ـ عزّ وجلّ ـ همّي، وقضى عنِّي دَيْنِي.
ولأبي داود عن ابن عبّاس مرفوعاً: " مَن لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همٍّ فرجاً، ومن
كلّ ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب ".
وفي (السّنن): "عليكم بالجهاد، فإنّه باب من
أبواب الجنة يدفع الله به عن النّفوس الهمّ والغمّ".
وفي (المسند) أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
كان إذا حزبه أمرٌ فزع إلى


الصّلاة ويُذكر عن ابن عبّاس مرفوعاً: "مَن كثرت همومه وغمومه، فليكثر من قول: لا حول
ولا قوّة إلاّ بالله".
وفي (الصّحيحين): "إنّها كنْزل من كنوز الجنة".
وهذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من
الدّواء، فإن لم تقو على إذهاب الهمّ والغمّ والحزن، فهو قد استحكم:
الأوّل: توحيد الرّبوبية.
الثّاني: توحيد الألوهية.
الثّالث: التّوحيد العلمي.
الرّابع: تنْزيه الرّبّ تعالى عن أن يظلم عبده،
أو يأخذه بلا سببٍ من العبد يوجب ذلك.
الخامس: اعتراف العبد بأنّه هو الظّالم.
السّادس: التّوسّل بأحبّ الأشياء إلى الله،
وهو أسماؤه وصفاته، ومِنْ أجمعها لمعاني الأسماء والصّفات "الحيّ القيّوم".
السّابع: الاستعانة به وحده.
الثّّامن: إقرار العبد له بالرّجاء.
التّاسع: تحقيق التّوكّل والاعتراف بأنّ ناصيته بيده، وأنّه ماضٍ فيه حكمه، عدلٌ فيه قضاؤه.
العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن كالرّبيع للحيوان،
وأن يستضيء به في ظلم الشّبهات ويتعزى به عن كلّ مصيبةٍ، ويستشفى به من
أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، وشفاء همّه وغمّه.


الحادي عشر: الاستغفار.
الثّاني عشر: التّوبة.
الثّالث عشر: الجهاد.
الرّابع عشر: الصّلاة.
الخامس عشر: البراءة من الحول والقوّة
وتفويضها إلى الله.




الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:33 AM [ 38 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول


فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الفزع والأرق
...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
في علاج الفزع والأرق
روى التّرمذ عن بريدة قال: اشتكى خالد، فقال:
يا رسول الله ما أنام اللّيل من الأرق. فقال: "إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم ربّ السّموات السّبع، وما أظلت،
وربّ الأرضين السّبع وما أقلت، وربّ الشّياطين وما أضلت،
كن لي جاراً من شرّ خلقك كلّهم جميعاً أن يفرط عليَّ أحد منهم،
أو يبغي عليّ، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك ".
وفيه من حديث عمرو بن شعيب أنّ
رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ،
كان يعلّمهم من الفزع: "أعوذ بكلمات الله
التّامّات من غضبه، وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون".


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Jun 2012, 01:36 AM [ 39 ]

تاريخ التسجيل : Dec 2010
رقم العضوية : 34238
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التمرد ... & ... التناحة
مواضيع : 743
الردود : 18700
مجموع المشاركات : 19,443
معدل التقييم : 2011شيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond reputeشيهانة المرقاب has a reputation beyond repute

شيهانة المرقاب غير متصل


رد: الفصول في سيرة الرسول


فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في حفظ الصحة
...

فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في
حفظ الصّحّة
قال الله تعالى : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} ، ، فأرشدهم إلى إدخال
ما يقيم البدن من الطّعام والشّراب عوض ما
تحلّل منه، وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن في الكمية والكيفية، فحفظ الصّحّة في هاتين
الكلمتين.
ولما كانت الصّحّة والعافية من أجلّ النّعم،
بل العافية المطلقة أجل النّعم على الإطلاق، فحقيق بك حفظها.
ولهذا قال النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس: الصّحّة والفراغ" ، وفي التّرمذي وغيره مرفوعا: "مَن
أصبح معافى في جسده، آمناً في سربه،
عنده قوت يومه، فكأنّما حيزت له الدّنيا" ،
وفيه أيضاً مرفوعاً: "أوّل ما يسأل عنه العبد
يوم القيامة من النّعم أن يقال: ألم نصحّ لك جسمك؟ ونروك من الماء البارد".
ومن هنا مَن قال من السّلف في قوله:
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} ، ،
قال: عن الصّحّة.
ولأحمد مرفوعاً: "سلوا الله اليقين والمعافاة، فما أُوتي أحد بعد اليقين خيراً من العافية" ، فجمع
بين عافيتَي الدّين والدّنيا.
وفي (سنن النّسائي) مرفوعاً: "سلوا الله العفو والعافية والمعافاة، فما أُوتي أحد بعد اليقين
خيراً من معافاةٍ" ، وهذه الثّلاثة تتضمن إزالة الشّرور الماضية بالعفو، والحاضرة بالعافية، والمستقبلة بالمعافاة.
ولم يكن من عادته ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
حبس النّفس على نوعٍ واحدٍ من الأغذية،
فإنّه مضرّ ولو أنّه أفضل الأغذية، بل يأكل
ما جرت عادة أهل بلده بأكله.
قال أنس: ما عاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ طعاماً قطّ، إن اشتهاه أكله، وإلاّ تركه.
ومتى أكل الإنسان ما لا يشتهي، كان تضرّره به أكثر من نفعه، وكان يحبّ اللّحم، وأحبّه إليه
الذّراع، ومقدم الشّاة وهو أخفّ وأسرع انهضاماً.
وكان يحبّ الحلوى والعسل، واللّحم والحلوى والعسل من أنفع الأغذية.

وكان يأكل من كلّ فاكهة بلده عند مجيئها،
وهو من أسباب حفظ الصّحّة، فإنّ الله سبحانه بحكمته جعل في كلّ بلدٍ من الفاكهة ما يكونُ
من أسباب صحّة أهلها، وقلّ مَن احتمى عن
فاكهة بلده خشية السّقم إلاّ وهو من أسقم النّاس جسماً.
وصحّ عنه أنّه قال: "لا آكل متكّئاً" ، وقال:
"إنّما أجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل العبد" ، وفسّر بالتّربّع، وبالاتّكاء على الشّيء،
وفسّر بالاتّكاء على الجنب، والثّلاثة من الاتّكاء.
وكان يأكل بأصابعه الثّلاث، وهو أنفع ما يكون.
وكان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد،
وصحّ عنه أنّه نهى عن الشّرب قائماً.
وصحّ عنه أنّه أمر مَن فعله أن يستقيء،
وصّح عنه أنّه شرب قائما، فقيل: نسخ النّهي، وقيل: تبيّن أنّه ليس للتّحريم، وقيل: يشرب قائماً للحاجة.
وكان يتنفّس في الشّراب ثلاثاً ويقول:
"إنّه أروى وأمرأ، وأبرأ" ، أي: أشدّ ريّاً، وأبرأ:
من البرء، وهو الشّفاء، أي: يُبرئ من العطش، وأمرأ: من مري الطّعام والشّراب في بدنه:
إذا دخله وخالطه بسهولةٍ ولذّةٍ ونفعٍ، ومنه:
{فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} ، ،
هنيئاً في عاقبته، مريئاً في مذاقته.
وللتّرمذي عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:
"لا تشربوا نفساً واحداً كشرب البعير،
ولكن اشربوا مثنى، وسمّوا الله إذا شربتم، واحمدوا إذا أنتم فرغتم".
وفي (الصّحيح) عنه: "غطوا الإناء، وأوكوا السّقاء، فإنّ في السّنة ليلةً ينْزل فيها وباء، لا يمر بإناءٍ
ليس عليه غطاء ولا سقاء، ليس عليه وكاء إلاّ
وقع فيه من ذلك الدّاء".
قال اللّيث بن سعد أحد رواة الحديث: الأعاجم
عندنا يتّقون تلك اللّيلة في كانون الأوّل.
وصحّ عنه أنّه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض
عليه عوداً.
وصحّ عنه أنّه أمر عند الإيكاء والتّغطية بذكر
اسم الله، ونهى عن الشّرب من فم السّقاء،
وعن النّفس في الإناء والنّفخ فيه، وعن الشّرب
من ثلمة القدح.
وكان لا يردّ الطّيب، وقال: "مَن عرض عليه
ريحان،فلا يردّه، فإنّه طيب الرّيح، خفيف المحمل" ،
ولفظ أبي داود والنّسائي: "مَن عرض عليه طيب" ، وفي (مسند البزار) عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: "إنّ الله طيّب يحبّ الطّيّب، نظيف يحبّ النّظافة، كريم يحبّ الكرم، جواد يحبّ الجود، فنظّفوا
أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكباء في دورهم" ، ـ ألأكب: الزّبالة.
وفي الطّيب من الخاصية أنّ الملائكة تحبّه، والشّياطين تنفر عنه، فالأرواح الطّيّبة تحبّ
الأرواح الطّيّبة، والأرواح الخبيثة تحبّ الأرواح الخبيثة..




الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

10:55 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com