أسباب الشعور بالنقص

مـجـمـوع الأوسـمـة · توقيع : بسمة

أسباب الشعور بالنقص

من الخطأ تصور أن الشعور بالنقص يرجع فقط إلى ما يعانيه الشخص من عيوب خلقية أو جسمية، في حين أن الشعور بالنقص هو إحساس سلبي يعانيه الكثيرون لأسباب مختلفة أيضاً.

ان الشعور بالنقص دائماً ما يصطحب معه الإحساس بالخجل.. النقص والخجل إنما هما نتاج طبيعي لتنشئة غير سليمة، فالتنشئة الاجتماعية والنفسية الخاطئة هي التي تؤدي إلى الشعور بالنقص ومن ثم الإحساس بالخجل والدونية.

فعلى سبيل المثال، إن الصرامة في تنشئة الطفل وكثرة التأنيب والزجر والتوبيخ والقسوة والعنف أمور تؤدي إلى إثارة مشاعر عدم الثقة في النفس وبالتالي إلى الإحساس بالنقص لدى الطفل ما يؤدي به في النهاية إلى الخجل والانزواء عن المجتمع.

وإذا كانت الصرامة والقسوة تؤديان إلى هذه العواقب الوخيمة فإن التدليل الزائد يؤدي إلى العواقب نفسها، فالطفل المدلل يتوقع أن يعامل خارج نطاق أسرته المعاملة نفسها أو المعاملة المتميزة التي يعامل بها في بيته، وبالتأكيد لن يجد هذه المعاملة التي يتوقعها من الآخرين فيضطر إلى الهرب من العلاقات المتكافئة والعلاقات التنافسية فيلجأ إلى الانطواء والانزواء، ويلازمه الإحساس بعدم الثقة، ومن ثم الشعور بالنقص والخجل.

ينبغي على الأم عدم القيام بالنقد المتواصل لابنها أو إهانته أمام الآخرين خاصة أقرانه، فالنقد الشديد والإفراط في التوجيه يشعران الطفل بأنه غير مرغوب فيه ويقعدانه عن القيام بكثير من الأعمال التي لو قام بها لضاعفت قدرته وأكسبته ثقة في نفسه وشعوراً بالتقدير لذاته.
كما يجب على الأم ألا تقارن ابنها بمن هم أكثر حظاً منه في الاستعداد الذهني أو الجسمي أو من حيث القدرات أو الاستعداد الاجتماعي أو الذكاء، إلخ، فمثل هذه المقارنات تضعف ثقة الطفل بنفسه وتؤدي به إلى الخجل.

كذلك يتعين على الأم التي لديها عدد من الأبناء عدم تمييز ابن على شقيقه، فإن التمييز يجعل هذا الشقيق عرضة لأحاسيس النقص أو الدونية، بل المطلوب منها أن تتعامل معهم جميعاً بالمساواة وعدم التميز.
وأخيراً، يجب على الأم التعرف على النواحي التي يمتاز بها ابنها عن غيره حتى تشغله هذه النواحي عن التفكير في نواح أخرى قد يكون ضعيفاً فيها.