.
.
يَعِجُ العَالم بِالعُظمَاءْ الذيِنْ لَم يُدركوُا عَظمتهُم قَّط ! <
( د/ خَالِد المنيِفْ )
صَباحكُمْ مُشرِقْ عَابِقُ بالكَاديْ وَ الجوُريْ يَ عُظماءْ
لِكُلْ منا عَثراتُ قَد تَصيِبنا بـِ الإحباط أَو المَللْ
أَو الحُزنْ توُلَّد تِلكْ العَثراتْ نَتيِجَّة موُقفٍ نَمُر منْ
خِلالهِ أَوَ التَفكيِر بموُضوُعٍ مُجبَريِنْ عَلىْ التَفكيِر بهِ
نَستَقطِعُ كُلْ أَوقاتنَا فيهِ وَ التفكيِر العَقيِمْ !
مِنْ هُنا وِلِدَتْ فِكرَّة المُتصَفِح وَ رأىْ النوُر بِحيِثْ
تَّم إِستقطَابْ بَعضاً منْ عباراتْ تَطوُيِر الذاتْ
وَ السموُ بالذاتْ وَ معرِفة ماتُريدهُ النفسْ
و الوُقوُفْ بِجانبهَا وَ تَحمُلْ كُلْ تِلكْ
العثراتْ وَ التَصديْ لهَا بعقلْ سَليِم
وَ فِكرُ ناضج .
قِيمُكْ العُليَا لَيسَتْ قيِماً مادُمتْ تتنَازلْ عَنهَا بسهوُله ، هَلْ
الإِصرار وَ النَجاح قيِمَّة عُليَا لَديكْ ؟! لا تتَنازلْ عنْ
نجاحكَ أبداً ،
طَريقْ الحُزنْ لا يَرُد لكَ غَآئباً ، وَ لا يمنحُكَ وَ ظيفَّة وَ لا يَزيدكْ
ثَقافةً وَ لآ يُنجِح مَشروُعكْ وَ لا يمنحُكَ مَعرفَّةُ تُسَاعدكْ للوُصولْ
لأيِْ منْ هذا ، فَلِمَ تَختَارهـُ ؟!
الإنجازاتْ الصغيِرة مُهمّة ، لأنْ من شَأنها رَفع مُستوىْ إِيجابيتُكْ
وَ تحفيزُكَ وَطرد أيُ مجال لتوُهم الفشلْ لذلكْ إِنجز إنجازاً
بسيطاً كُل أسبوُع كيِْ تَشعر بِحلاوة ذلكْ ،
أَنْ تُحققْ هَدفاً صغيراً كُل يوُم يَعلوُ بِكَ درجَةُ علىْ سلّم النجاح
خيرُ لكَ من الوُقوفْ فيْ مكانك وَ إنتظار المجهوُل ،
عَليِكْ أَنْ تُعلِم نفسَكْ بنفسكْ لآ أحد سَيصعُد بِكَ إلى القِمة
مالم تُقرر ذلك ، قَرر أن تكوُن ناجِحاً ،
التفاؤلْ طاقة لا تفنىْ و لا تُستَحدَّثْ من العدَد سَاعِد نفسكْ عَلى التفاؤلْ
هَيءِْ أَجوائكْ حَتىْ وَ إِن إنعدمَّتْ الأسبَابْ إِبحثْ عنْ سَبب جَديِد ،
أُشكر لِمَّنْ أَنعَّم عَليِكْ ، وَ أَنعِم عَلىْ من شَكركْ فإِنهُ لا بقَاءْ للنعمّة
إذا كفرتْ و لا زوُالْ لَها إذا شُكرَتْ ،
( لَقد خَلقنا الإنسَآنَ فيِ أحسَّنْ تَقويِمْ ) يَعنيِْ أَنكَ تَملُكْ البِذرة الأساسيّة
للنبوُغ وَ التفوُقْ ـ فقَّط تحتَاج أَن تُعيِد إِكتشافْ الكَنز المدفوُنْ بِداخلكْ ،
نَفسُكَ الضَعيِفة هَذهـِ قَد أَنهكتَها الحيَاة وَ ظَلمهَا منْ ظَلمهْا ، فَلا تَكُنْ
عَليها أَنتَ أيضاً ؛ فَتذكرهَا بالماضيِْ وَ تخوُفها منْ القَادِم ،
إِرسُم لِهدفكْ صُورةُ فيِ عَقلكْ وَ أَعمَلْ بَعد ذلكْ لِتَكوُنْ
الصُورة حَقيقَّة ،
أَكبَّر التحديَّاتْ وَ أَعظمُها هيَّ التَحدياتْ التيْ تَقوُم بِها
لِتَحسِينْ ذاتُكْ وَ قُدراتكْ ،
البَقاءْ تَحتْ تَأثيِر وَ سُلطَّة المشَاعِر السَلبية يَسلبُكَْ
الكثيِر منْ طَاقتكْ وَقَّد يُعيِقْ تّركيزُكَ وَ يؤُثِر علىْ
إِنتاجكْ ، تَحرر منْ المشَاعر السَلبيَّة وَ إنطَلِقْ
بنفسكْ ،
لَيِسْ عَليِكْ الشُعوُر بِمشاعرُ سَيئّة لا حقيِقُة خَلفهَا ، تَخلصْ
منْ قَيِد المشَاعِر السَلبيّة ، الخوفْ مِنْ المجهوُلْ ، الإِحساسْ
بالذَنبْ تِجاهـ كُل شَيء القَلقْ المُفرِطْ ،
تَسلَّقْ الكَلِماتْ المُحبِطَه وَ أصعَّد بِوآسطِتهَا
إِلىْ القِمَّة ،
الرَغبَّة أَن تَكوُنْ عِندكْ النيَّة الصَادِقة وَ القوُيَّة وَ الأَكيِدة فيِ
تَحقيِقْ مَاتُريِد تَحقيقَّهُ ، إذا لَم تَكُن لَديِكْ الرَغبَّة فَلَّنْ
تُحقِقْ شَيِئاً ،
كَيِفْ تتَغيَّر إَذا لَم تَبذلْ مَجهوُد ؟!
كَيفْ تتغيَّر إذا لَم تَصبر وَ تتقبّلْ وَ تتعلَّم وَ تقرأَ وَ تَرضىَّْ
بأَنْ الإجتهَاد لا يذهَّبُ هَدراً سَواء جَاءْك مَاتُريد أَوُ تأخَّر ،
الهَدفْ منْ الإِطلاع على تَجارب الناجحيِنْ لَيِسْ التَعلُمْ
مِنها فَحسبْ ؛ وَ إِنما تَجنُبْ الأخطَاءْ التيِْ وَ قعوُا فيِها ،
عَليِكْ أَنْ تُصدِقْ أَنْ أهدافُكْ قَابِلة للتحَققْ بإذنْ الله فَعِندماَ
توُمِنْ حَقاً بِذلكْ فإِنْ عَقلكْ يَبحثْ عَنْ وَسائِلْ وَ طُرقْ
تَجعلهَا تتَحققْ ،
يَستطيِع الناسْ تَغييِر حَيآتهُمْ بِمُجرَّد تَغييِر وَجهَاتْ نَظرهُمْ ،
إِعطنيِْ إِنسانْ بأَهدافْ راسِخَّة سوُفْ أُعطيِكْ إِنسانُ ناجِح
إِعطنيِْ إِنسانُ بِلا أَهدافْ لَنْ أُعطيِكْ سِوُىْ الفَشَّلْ ،
أَوُقاتْ الإِكتِئابْ يَبدوُ أَنْ السَعادة عَلىْ بَعد مِئاتْ الأميِالْ لَكِنْ
يُمكِنْ أَنْ نَخدَّع العَقلْ بِالإِبتِسَام المُفتَعَّلْ أَوُ بَعضْ النَشاطاتْ
التيِْ نُحبَها لِتَحسيِنْ حَالة مِزاجناَ ،
لآ تُفسِد اليوُمْ بِالقَلقْ عَلىْ الغَد وَ الإِنشِغالْ بِهِ دوُنْ الإستمَتَاع
بِمَا بيِنْ يَديكْ ، خَطط لِحيآتُكْ جَيداً وَ بِذكاءْ لِتَضمَّنْ مُستقبلكْ
بأكملهِ دوُنْ قَلقْ وَ ثِقْ بِربكَْ قَبلْ كُلْ شَّيءِ ،
لَيِسَّتْ ظُروُفِكْ وَحدهَآ كَفيِلَّه بِتَعليِمُكْ ، عَليِكْ أَنْ تتَامَّلْ فيِْ مًصائِبْ
النَاسْ وَ مشاكلهُم ، كيِفْ نَجوُ منهَا ؟! وَ بِماذا أَخطَأَوُآ ؟! تَعلَّم
منْ الآخَّر وَ لا تُكرِر نَفسْ الخطَأ ،
نَظرتُكْ لنفسكْ هيَّ منْ تَصنعُكَْ ، فأحرِصْ أَنْ تَكوُنْ نَظرَّةُ
ذاتْ مُقوُماتْ عَاليَّة ،
إِنْ مررَّتْ بِمُشكِلَّة لآ تجزَّع ، فإّنْ المشاكِلْ بِمثابة سَاحة تَدريِبء
تَكشِفُ قُدراتكْ وَ تُكسبُكَ مَهاراتٍ جَديدة تَعطيكْ خِبرة أكبَّر
وَ مجالاً أَوسَّع للتفكيِر وَ بالتأكيِد تَزيِدكْ قُوَّة ،
قيِلْ قديِماً الحِكمة أَن تَعرِفْ مالذيْ تَفعلهُ ، وَ المهَارة أنْ تَعرِفْ
كيِفْ تَفعلهُ ، وَ النَجاح هوُ أَنْ تَفعلهُ ،
تَرتبِطُ السُخريَّة دَائِماً بأيِْ عملٍ إبداعيَّ ، أصغيِراً كَانْ أَم كَبيِراً ،
لكِنْ النَجاح لا يُحَالِفْ سِوُىْ منْ يُديِر ظَهرهُ لِمَّنْ يِثبِط عَزيمتهُ ،
نَصِفْ بَعضْ المُشكِلاتْ بأَنهَا صَعبَّة أَوُ مُعقَّدة ؛ لأَنهَا فقَّط
تَحتَاج مِنا وَقتاً أطوَّلْ أَو جُهداً أكبَّر أَو تَعامُلاً أمثَّلْ ،
لا تّكذبْ علىْ نفسكْ إذا إّكتشَفتْ بِها عيِباً ، سَاعدهَا ،
وَدربَّها علىْ التَحسيِنْ ، تَقبَّلْ فِكرَّة أَنْ كُلْ النَاسْ بِها
عيوُبْ لَكِنْ أَجَحهَّمْ منْ يُجيِد التَعامُلْ مَعهَا ،
أَحياناً وَلاَ شُعوُرياً نؤُجِلْ الشعوُر بِالسَعادة لأننَا
نَربطهُ بإِكتِمالْ أشياءْ مُعيِنَّه ، أَمِنْ المَنطِقْ أَنْ نَظِلُ
هَكذا حَتىْ تَجيءْ ؟! لِما لا تسعَّد حَتىْ فيْ
الطريِقْ إِليِها ؟! ،
لا توُجَّد مَعرِفَّة تَخلوُ منْ صُعوُبة وَ تجربة وَ تَجربه منْ
الخَطأ وَ الصَوابْ ، وَ إذاْ أَردتْ الإستمرار فيِْ المَعرِفة
عَليِكْ أَنْ تَكوُن مُستَعداً طيِلَّة حَيآتُكْ لِمواجهَّة
خُطوُرة الفَشلْ ،
سَارة الغيِد
.
.