|
|||||||||||||||||
ملازمة إبليس للإنسان
ملازمة إبليس للإنسان ينبغي أن نعلم أن ملازمة إبليس للإنسان إما أن تكون لفترة محدودة ثم تنقطع الصلة بينه وبين هذا الإنسان انقطاعاً نهائياً إلي الأبد، وهي ملازمة دنيوية فقط، وإما ملازمة أبدية لا تنقطع أبداً، وهي ملازمة دنيوية ثم أخروية. فالإنسان الذي يؤمن بالله وهو مسلم تقي، يخاف الله ويرجو رضوانه في الآخرة وحسن المقام عنده هو الذي تكون ملازمة إبليس له دنيوية فقط من خلال الوساوس والأوهام التي يتسلط إبليس بموجبها، ولكن لا تجره إلي ارتكاب المعاصي والآثام والذنوب، ولا تدخله في درجات الكفر أو الكفر عامة، فهذا حين يتوفاه الله تنقطع ملازمة إبليس له من حين أن ترتفع روحه إلي بارئها، ثم يتولاه الله سبحانه بعد ذلك في رحمته، حيث إذا مات هذا الإنسان لم تعد هناك مجالات دنيوية يتسلط عليه إبليس للوسوسة فيها. أما الإنسان الذي يكون إبليس ولياً له في الدنيا، فيكون إبليس كذلك ولياً له في الآخرة، إذ يكون عليه في الدنيا صاحب أمر وهذا الإنسان ينفذ ما يأمره به، فهذا إنسان تكون ملازمة إبليس له في الحياة الدنيا، ثم في الآخرة يكون له صاحبا في نار جهنم، حيث يلحق بإبليس أولئك الذين اتخذوه ولياً في الحياة الدنيا. ويدخل إبليس إلي فؤاد الإنسان لملازمته من خلال مدخلين لا ثالث لهما. فالمدخل الأول هو الذي يتيح لإبليس الدخول للتزيين بسوء العمل، وهذا مدخل يصاحبه الفرح والسرور والغرور، بحيث كلما أتي الإنسان علي معصية أو فاحشة امتلأ صدره فرحاً وسعادة وسروراً ونشد غيرها لأنه يأتي للنفس بما يفرحها ويسرها ويشرحها ويزيل كدرها وضيقها، سواء كان ذلك بفاحشة أو معصية أو بظلم يظلم به آخر حين يرجو هذا الظلم انطلاقاً من حسد أو حقد أو مكر أو غدر، وهي بعض مناهج إبليس لتحقيق الشر ونشره بين الناس. أما المدخل الثاني فهو مدخل التخويف من السوء الذي يحيط الإنسان في أي أمر خلال مراحل سني حياته، أو في صلاحية عبادته وبطلانها، وهذا مدخل يصاحبه الهم والغم والاضطراب والقلق والحزن. وكما أسلفت فإن إبليس يبدأ بالدخول من خلال المدخل الأول وهو التزيين للإنسان بسوء العمل، فيري الإنسان سوء عمله حسناً، فيأتي به، فإذا عجز إبليس عن الإيقاع بالإنسان في الشرور من خلال هذا المدخل نتيجة قوة إيمان الإنسان وصلابته في السير نحو رضوان الله وتجنباً لغضبه دخل عليه من المدخل الثاني وهو مدخل التخويف، فيريه الحياة سوءاً، ويوهمه أن المصائب والمحن واقعة عليه لا محالة دون ذلك، فهو في هذه الحالة لا يجر الإنسان إلي الوقوع في المعاصي، ولكنه يجره إلي الوقوع في الحزن والهم والقلق والاضطراب طيلة حياته الدنيوية، وذلك من جراء تخوفه من وقوع المصائب والمحن علي رأسه، ومن جراء ترقبه وتوقعه لحدوثها باستمرار سني حياته، وربما لا تحدث، ولكن ذلك كيد إبليس، فيبقي هذا الإنسان طيلة تلك السنين في ثوب من القلق والاضطراب والحزن والنكد، لا يعرف للسعادة والفرح والسرور منفذاً، بحيث يملأ صدره بهذه الوساوس والمخاوف مادامت الآخرة مبتغي لهذا الإنسان، ومادام هذا الإنسان في الحياة يعيش، فلا ينفك عن ملازمته إلا حين يتوفاه الله. ويهدف إبليس من المدخل الثاني، وهو مدخل التخويف إلي أن يصل بالإنسان المؤمن الملتزم إلي مرحلة القنوط من رحمة الله به في الدنيا، ومن ثم يصل به إلي اليأس من الفرح والسعادة، وهما فرح وسعادة زائلان لا محالة، لأنهما من صنع إبليس، فما كان من صنع مخلوق يزول، لأن المخلوق يزول، وما كان من صنع الخالق لا يزول، لأن الخالق دائم لا يزول أبداً، فإذا بلغ الإنسان هذا الحال، ربما انتكس علي عقبيه بعد هدي وإيمان وركب موكب إبليس ابتغاء الفرح والسعادة من خلال ارتكاب المعاصي حتي ينسي تلك الهموم والأحزان، وهذا يحدث ضعفاً من الإنسان الذي لا يرجو مع الله لقاء حسناً طيباً حين النشور، ولا يرجو له مكاناً في جنة الله ونعيمه ورضوانه، فأعاذنا الله جميعاً من حال هذا الإنسان الذي يرتد بعد استقامة وهدي وحق إلي إعوجاج وضلالة وباطل. وإبليس قد ييأس منك في مجال التزيين، ولكنه لا ييأس منك في مجال التخويف أبداً، إذ يبقي ملازماً لك في مجال التخويف إلي أن تلفظ أنفاسك الأخيرة وترتفع روحك إلي بارئها العزيز الحكيم. نسأل الله أن يحمينا من شر إبليس وما يوسوس به، وما يزينه لنا، وما يخوفنا منه، ونسأله سبحانه أن يحيينا ويميتنا ويبعثنا ويحشرنا مؤمنين به مسلمين له أتقياء في شأنه، وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن اتبع هداه إلي يوم الدين.
|
07 Dec 2006, 02:34 PM | [ 2 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
قوة الصلة بين الإنسان وربه تجعله بإذن الله في حماية تامة من تلبس المردة به وعفاريت الجن ووسوسة الشياطين.. وفقك الله يا بسمة وحماك من كل سوء |
||||||||
07 Dec 2006, 06:41 PM | [ 3 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
السلطان لاشكرا على واااااااااجب يسلمووووووووووو والله على المرور الطيب,,, |
||||||||
07 Dec 2006, 09:31 PM | [ 4 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
اللهم احفظنا من اتباع خطوات الشيطان تشكري يا اختي الكريمة على الموضوع الله يلسلمك و تحيتي الطيبة لك |
|||||||
07 Dec 2006, 10:06 PM | [ 5 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
أميرة يسلمووووووووووو والله على المرور الطيب,,, |
||||||||
07 Dec 2006, 10:41 PM | [ 6 ] | |||||||
نائب المشرف العام
|
اشكرك اختي الكريمه على الموضوع الجميل |
|||||||
08 Dec 2006, 02:40 AM | [ 7 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
شكرا لك عزيزتي عطاء رائع |
|||||||
08 Dec 2006, 06:33 AM | [ 8 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
عبدالله ندى مشكورين تحيتي |
||||||||
08 Dec 2006, 02:29 PM | [ 9 ] | |||||||
عضو متميز
|
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن اتبع هداه إلي يوم الدين. بارك الله فيك اختي الكريمه |
|||||||
08 Dec 2006, 07:55 PM | [ 10 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
ابو نايف يسعدني ويشرفني.. تواصلك الجميل .. وما ينسجه أقلامك لي من ردود .. شكرا جزيلا لك مع خالص تقديري أختك بسمة |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المياه الإقليميه للإنسان | غالية الأثمان | القسم العام | 2 | 14 Oct 2010 03:22 PM |
الأبناء هبة الله للإنسان، | بسمة | الأسرة والطفل والمجتمع | 4 | 08 Aug 2008 05:26 AM |
إذا كان للإنسان ........؟! | الريّان | المنتدى الاسلامي | 20 | 13 Jul 2007 05:47 PM |
وكلاء إبليس | الصـــقار | الخيمة الرمضانية | 8 | 21 Oct 2005 09:51 PM |
صلاة إبليس | مسعد الحارثي | مرافئ البوح | 8 | 05 Sep 2005 03:04 AM |
|