|
|||||||||||||||||
البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
عن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا. فإن صدقا وبيَّنا: بورك لهما في بيعهما. وإن كذبا وكتما: محقت بركة بيعهما" متفق عليه. هذا الحديث أصل في بيان المعاملات النافعة، والمعاملات الضارة وأن الفاصل بين النوعين: الصدق والبيان. فمن صدق في معاملته، وبين جميع ما تتوقف عليه المعاملة من الأوصاف المقصودة، ومن العيوب والنقص. فهذه معاملة نافعة في العاجل بامتثال أمر الله ورسوله، والسلامة من الإثم، وبنزول البركة في معاملته. وفي الآجلة بحصول الثواب، والسلامة من العقاب. ومن كذب وكتم العيوب، وما في العقود عليه من الصفات فهو مع إثمه معاملته ممحوقة البركة. متى نزعت البركة من المعاملة خسر صاحبها دنياه وأُخراه. ويستدل بهذا الأصل على تحريم التدليس، وإخفاء العيوب، وتحريم الغش، والبخس في الموازين والمكاييل والذرع وغيرها؛ فإنها من الكذب والكتمان. وكذلك تحريم النجش1، والخداع في المعاملات وتلقي الجلب ليبيعهم، أو يشتري منهم. ويدخل فيه: الكذب في مقدار الثمن والمثمن، وفي وصف المعقود عليه، وغير ذلك. وضابط ذلك: أن كل شيء تكره أن يعاملك فيه أخوك المسلم أو غيره ولا يخبرك به، فإنه من باب الكذب والإخفاء والغش. ويدخل في هذا: البيع بأنواعه، والإجارات، والمشاركات وجميع المعاوضات، وآجالها ووثائقها. فكلها يتعين على العبد فيها، الصدق والبيان، ولا يحل له الكذب والكتمان. وفي هذا الحديث: إثبات خيار المجلس في البيع، وأن لكل واحد من المتبايعين الخيار بين الإمضاء أو الفسخ، ما داما في محل التبايع. فإذا تفرّقا ثبت البيع ووجب، وليس لواحد منهما بعد ذلك الخيار إلا بسبب يوجب الفسخ، كخيار شرط، أو عيب يجده قد أخفى عليه، أو تدليس أو تعذر معرفة ثمن، أو مثمن. والحكمة في إثبات خيار المجلس: أن البيع يقع كثيراً جداً، وكثيراً ما يندم الإنسان على بيعه أو شرائه؛ فجعل له الشارع الخيار؛ كي يتروى وينظر حاله: هل يمضي، أو يفسخ والله أعلم. 1 هو نحو زيادة في الثمن على قيمة الحاجة من غير ربة في الشراء ليخدع المزاودين الآخرين. من كتاب "بهجة قلوب الأبرار"
|
14 Jan 2015, 11:04 AM | [ 2 ] | ||||||||
|
رد: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
حفظك الله ورعاك بارك الله فيك وجزاك ربي الجنة اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك |
||||||||
15 Jan 2015, 09:48 PM | [ 3 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
احسنت يا ملاك طرح هذا التوضيح الفقهي في معاملات البيع والشراء والله يرزقنا وإياكم ويغنينا بحلاله عن حرامه ويجزاك كل خير |
||||||||
17 Jan 2015, 03:59 AM | [ 4 ] | ||||||||
|
رد: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
جزاك الله خير حبيبتي
على التوضيح المهم كل الشكر والتقدير |
||||||||
17 Jan 2015, 03:40 PM | [ 5 ] | |||||||
<img border=
|
رد: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
|
|||||||
26 Jan 2015, 01:58 AM | [ 6 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا....
اسأل الله العظيم أن يرزقكم الفردوس الأعلى من الجنان. وأن يثيبكم البارئ خير الثواب على ردكم الطيب دمتم برضى الرحمن |
||||||||