..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
  [ 1 ]
قديم 29 Mar 2019, 10:31 AM
عضو متميز

نور الدين غير متصل

تاريخ التسجيل : Dec 2012
رقم العضوية : 63965
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 1,691
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
رسالة الجمعة الدينية ليوم 22 رجب 1440 هـ الموافق 2019/03/29 م



بسم الله الرحمن الرحيم





أحكام الطلاق

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله- - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما – كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:


فانطلاقا من باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم- (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))1 سنتطرق في درسنا هذا إلى الطلاق، وأحكامه، وصيغه، سائلين من الله التوفيق والسداد.



الطلاق في اللغة التخلية، يقال: طلقت الناقة: إذا سرحت حيث شاءت.

وأما حكمه: فهو يختلف باختلاف الظروف والأحوال، تارة يكون مباحا، وتارة يكون مكروها، وتارة يكون مستحبا، وتارة يكون واجبا، وتارة يكون حراما، فتأتي عليه الأحكام الخمسة.




- فيكون مباحا إذا احتاج إليه الزوج; لسوء خلق المرأة، والتضرر بها، مع عدم حصول الغرض من الزواج مع البقاء عليه.
- ويكره الطلاق إذا كان لغير حاجة بأن كانت حال الزوجين مستقيمة، وعند بعض الأئمة يحرم في هذه الحال; لحديث: ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق))2 ، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث حلالا، مع كونه مبغوضا عند الله، فدل على كراهته في تلك الحال مع إباحته، ووجه كراهته أن فيه إزالة للنكاح المشتمل على المصالح المطلوبة شرعا.






- ويستحب الطلاق في حال الحاجة إليه بحيث يكون في البقاء على الزوجية ضرر على الزوجة; كما في حال الشقاق بينها وبين الزوج، وفي حال كراهتها له; فإن في بقاء النكاح مع هذه الحال ضرر على الزوجة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا ضرر ولا ضرار))3.
- ويجب الطلاق على الزوج إذا كانت الزوجة غير مستقيمة في دينها; كما إذا كانت تترك الصلاة أو تؤخرها عن وقتها، ولم يستطع تقويمها، أو كانت غير نزيهة في عرضها; فيجب عليه طلاقها في تلك الحال على أصح القولين.




قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إذا كانت تزني; لم يكن له أن يمسكها على تلك الحال، بل يفارقها، وإلا كان ديوثا"4.
وكذا إذا كان الزوج غير مستقيم في دينه; وجب على الزوجة طلب الطلاق منه، أو مفارقته بخلع وفدية، ولا تبقى معه وهو مضيع لدينه.
وكذا يجب على الزوج الطلاق إذا آلى من زوجته; بأن حلف على ترك وطئها، ومضت عليه أربعة أشهر، وأبى أن يطأها ويكفر عن يمينه، بل استمر على الامتناع عن وطئها; فإنه حينئذ يجب عليه طلاقها، ويجبر عليه; لقوله تعالى :{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}5.




- ويحرم الطلاق على الزوج في حال حيض الزوجة ونفاسها وفي طهر وطئها فيه ولم يتبين حملها، وكذا إذا طلقا ثلاثا، ويأتي بيان هذا إن شاء الله.




ودليل مشروعية الطلاق الكتاب والسنة والإجماع:




- قال تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}6 وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}7.
- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الطلاق لمن أخذ بالساق))8، ولغيره من الأحاديث.
- وقد حكى الإجماع على مشروعية الطلاق غير واحد من أهل العلم.




والحكمة فيه ظاهرة، وهو من محاسن هذا الدين الإسلامي العظيم; فإن فيه حلا للمشكلة الزوجية عند الحاجة إليه ; قال تعالى : {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}9 وقال تعالى:{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}10.




فإذا لم يكن هناك مصلحة في البقاء على الزوجية، أو حصل الضرر على الزوجة في البقاء مع الرجل، أو كان أحدهما فاسد الأخلاق غير مستقيم في دينه; ففي الطلاق فرج ومخرج وكم تعاني المجتمعات التي تمنع الطلاق من الويلات والمفاسد والانتحارات وفساد الأسر; فمن يسر الملة وسهولة الشريعة أن أباح الإسلام الطلاق ووضع له ضوابط تحقق بها المصلحة وتندفع بها المفسدة شأنه في كل تشريعاته العظيمة المشتملة على المصالح العاجلة والآجلة، فالحمد لله على فضله وإحسانه.




وأما من يصح منه إيقاع الطلاق فهو الزوج المميز المختار الذي يعقله، أو وكيله; لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((إنما الطلاق لمن أخذ بالساق))11.




- وأما من زال عقله وهو معذور في ذلك; كالمجنون، والمغمى عليه، والنائم، ومن أصابه مرض أزال شعوره; كالبرسام، ومن أكره على شرب مسكر، أو أخذ بنجا ونحوه لتداو; فكل هؤلاء لا يقع طلاقهم إذا تلفظوا به في حال زوال العقل بسبب من هذه الأسباب; لقول علي - رضي الله عنه - : "كل الطلاق جائز; إلا طلاق المعتوه"12 ، ولأن العقل هو مناط الأحكام .




- وأما إن زال عقله بتعاطيه مسكرا، وكان ذلك باختياره، ثم طلق في هذه الحال; ففي وقوع طلاقه خلاف بين أهل العلم على قولين: أحدهما: أنه يقع، وهو قول الأئمة الأربعة وجمع من أهل العلم.




- وإن أكره على الطلاق ظلما، فطلق لرفع الإكراه والظلم; لم يقع طلاقه; لحديث: ((لا طلاق ولا عتاق في إغلاق))13، والإغلاق: الإكراه، ولقوله تعالى:{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}14 والكفر أعظم من الطلاق، وقد عفي عن المكره عليه; فالطلاق من باب أولى، فإن كان الإكراه على الطلاق بحق كالمؤلي إذا أبى الفيئة; وقع طلاقه.




- ويقع الطلاق من الغضبان الذي يتصور ما يقول، أما الغضبان الذي أخذه الغضب، فلم يدر ما يقول; فإنه لا يقع طلاقه.
- ويقع الطلاق من الهازل; لأنه قصد التكلم به، وإن لم يقصد إيقاعه. والله أعلم.




أنواع الطلاق: سني وبدعي:




فالطلاق السني: هو الطلاق الذي وقع على الوجه المشروع الذي شرعه الله ورسوله، وذلك بأن يطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه ويتركها حتى تنقضي عدتها; فهذا طلاق سني من جهة العدد; بحيث أنه طلقها واحدة ثم تركها حتى انقضت عدتها، وسني من جهة الوقت; حيث أنه طلقها في طهر لم يصبها فيه ; لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}15 قال ابن مسعود - رضي الله عنه - في معنى الآية الكريمة : " يعني: طاهرات من غير جماع "، وقال علي - رضي الله عنه - :لو أن الناس أخذوا بما أمر الله به من الطلاق; ما أتبع رجل نفسه امرأة أبدا; يطلقها تطليقة،



ثم يدعها ما بينها وبين أن تحيض ثلاثا، فإن شاء راجعها يعني: ما دامت في العدة، وذلك أن الله أعطى المطلق فرصة يتمكن فيها من مراجعة زوجته إذا ندم على طلاقها، وهو لم يستغرق ما له من عدد الطلاق، وهي لا تزال في العدة، فإذا استنفد ما له من عدد الطلاق; فقد أغلق عن نفسه باب الرجعة.





والطلاق البدعي: هو الذي يوقعه صاحبه على الوجه المحرم، وذلك بأن يطلقها ثلاثا بلفظ واحد، أو يطلقها وهي حائض أو نفساء، أو يطلقها في طهر وطئها فيه ولم يتبين حملها، والنوع الأول يسمى بدعيا في العدد، والنوع الثاني بدعي في الوقت.
- والبدعي في العدد يحرمها عليه حتى تنكح زوجا غيره ، لقوله تعالى:{فَإِنْ طَلَّقَهَا} يعني : الثالثة; {فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}16.


- والبدعي في الوقت يستحب له أن يراجعها منه; لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه طلق امرأته وهي حائض، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بمراجعته17، وإذا راجعها; وجب عليه إمساكها حتى تطهر، ثم إن شاء طلقها.




ويحرم على الزوج أن يطلق طلاقا بدعيا، سواء في العدد أو الوقت; لقوله تعالى:{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} ولقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} أي: طاهرات من غير جماع، ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلا طلق امرأته ثلاثا; قال: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟! وكان عمر إذا أتي برجل طلق ثلاثا، أوجعه ضربا ولما ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض; تغيظ، وأمره بمراجعتها.




كل ذلك مما يدل على وجوب التقيد بأحكام الطلاق عددا ووقتا، وتجنب الطلاق المحرم في العدد أو الوقت، ولكن كثيرا من الرجال لا يفقهون ذلك، أو لا يهتمون به، فيقعون في الحرج والندامة، ويلتمسون بعد ذلك المخارج مما وقعوا فيه، ويحرجون المفتين، وكل ذلك من جراء التلاعب بكتاب الله.




وبعض الرجال يجعل الطلاق سلاحا يهدد به زوجته إذا أراد إلزامها بشيء أو منعها من شيء، وبعضهم يجعله محل اليمين في تعامله ومحادثته مع الناس; فليتق الله هؤلاء، ويبعدوا عن ألسنتهم التفوه بالطلاق; إلا عند الحاجة إليه، وفي وقته وعدده المحددين.
وألفاظ الطلاق تنقسم إلى قسمين:




القسم الأول: ألفاظ صريحة: وهي الألفاظ الموضوعة له، التي لا تحتمل غيره، وهي لفظ الطلاق وما تصرف منه; من فعل ماض; كـ ( طلقتك )، واسم فاعل ; كـ ( أنت طالق )، واسم المفعول، كأن يقول أنت مطلقة ); دون المضارع والأمر; مثل : ( تطلقين ) و(اطلقي)، واسم الفاعل من الرباعي; كـ ( أنت مطلقة ); فلا يقع بهذه الألفاظ الثلاثة طلاق; لأنها لا تدل على الإيقاع.




القسم الثاني: ألفاظ كنائية: وهي الألفاظ التي تحتمل الطلاق وغيره، كأن يقول لها: أنت خلية وبرية وبائن، وأنت حرة، أو: اخرجي والحقي بأهلك . . . وما أشبه ذلك.




والفرق بين الألفاظ الصريحة وألفاظ الكناية في الطلاق أن الصريحة يقع بها الطلاق، ولو لم ينوه، سواء كان جادا أو هازلا أو مازحا; لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة))18 وأما الكناية; فلا يقع بها طلاق; إلا إذا نواه نية مقارنة للفظه; لأن هذه الألفاظ تحتمل الطلاق وغيره من المعاني; فلا تتعين للطلاق إلا بنيته، فإذا لم ينو بها الطلاق; لم يقع; إلا في ثلاث حالات:





الأولى: إذا تلفظ بالكناية في حال خصومة بينه وبين زوجته.
الثانية: إذا تلفظ بها في حال غضب.




الثالثة: إذا تلفظ بها في جواب سؤالها له الطلاق.




ففي هذه الأحوال يقع بالكناية طلاق، ولو قال:لم أنوه; لأن القرينة تدل على أنه نواه; فلا يصدق بقوله: لم أنوه.
ويجوز للزوج أن يوكل من يطلق عنه سواء كان الوكيل أجنبيا أو كانت الزوجة; فيجوز أن يوكلها فيه، ويجعل أمرها بيدها، فيقوم الوكيل مقامه في الصريح والكناية والعدد، مالم يحدد له حدا فيه.




ولا يقع الطلاق منه ولا من وكيله إلا بالتلفظ به فلو نواه بقلبه; لم يقع،حتى يتلفظ ويحرك لسانه به; لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم))19 فلا يقع الطلاق إلا بالتلفظ به; إلا في حالتين:




الحالة الأولى: إذا كتب صريح الطلاق كتابة تقرأ، ونواه; وقع، وإن لم ينوه; فعلى قولين، والذي عليه الأكثر أنه يقع.
الحالة الثانية: التي يقع فيها الطلاق بدون تلفظ إشارة الأخرس بالطلاق إذا كانت مفهومة.




وأما عدد الطلاق: فيعتبر بالرجال حرية ورقًّا لا بالنساء; لأن الله خاطب به الرجال خاصة ، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} وقال تعالى : {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((إنما الطلاق لمن أخذ بالساق))20 فيملك الحر ثلاث تطليقات، وإن كان تحته أمة، ويملك العبد تطليقتين، وإن كان تحته حرة; ففي حال حرية الزوجين يملك الزوج ثلاثا بلا خلاف، وفي حال رق الزوجين يملك الزوج طلقتين بلا خلاف، وإنما الخلاف فيما إذا كان أحد الزوجين حرا والآخر رقيقا، والصحيح أن الاعتبار بحالة الزوج حرية ورقا كما سبق; لأن الطلاق حق للزوج; فاعتبر به.




ويجوز الاستثناء في الطلاق ويراد به إخراج بعض الجملة بلفظ (إلا) أو ما يقوم مقامها، والاستثناء هنا إما أن يكون من عدد الطلقات; كأن يقول: أنت طالق ثلاثا إلا واحدة، وإما أن يكون من عدد المطلقات; كأن يقول:



نسائي طوالق إلا فاطمة مثلا، وعلى كل يشترط لصحته في الحالتين أن يكون المستثنى مقدار نصف المستثنى منه فأقل، فإن كان المستثنى أكثر من نصف المستثنى منه; كما لو قال: أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين; لم يصح، ويشترط أيضا التلفظ بالاستثناء إذا كان موضوعه الطلقات، فلو قال: أنت طالق ثلاثا، ونوى: إلا واحدة; وقعت الثلاث; لأن العدد نص فيما يتناوله; فلا يرتفع بالنية; لأنه أقوى منها، ويجوز الاستثناء بالنية من النساء، فلو قال: نسائي طوالق، ونوى: إلا فلانة; صح الاستثناء; فلا تطلق من نوى استثناءها، لأن لفظة – نسائي- تصلح للكل وللبعض; فله ما نوى.




ويجوز تعليق الطلاق بالشروط ومعناه: ترتيبه على شيء حاصل أو غير حاصل ب (إن) أو إحدى أخواتها; كأن يقول: إن دخلت الدار; فأنت طالق; فقد رتب وقوع الطلاق على حصول الشرط، وهو دخول الدار، وهذا هو التعليق.




ولا يصح التعليق إلا من زوج; فلو قال: إن تزوجت فلانة; فهي طالق، ثم تزوجها; لم يقع ; لأنه حين التعليق ليس زوجا لها; لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ((لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق فيما لا يملك، ولا طلاق فيما لا يملك ))21، والله تعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ }22فدلت الآية والحديث على أنه لا يقع الطلاق على الأجنبية وهذا بالإجماع إذا كان منجزا، وعلى قول الجمهور إذا كان معلقا على تزوجها ونحوه.




فإذا علق الطلاق على شرط; لم تطلق قبل وجوده، وإذا حصل شك في الطلاق، ويراد به الشك في وجود لفظه أو الشك في عدده أو الشك في حصول شرطه:




- فأما إن شك في وجود الطلاق منه فإن زوجته لا تطلق بمجرد ذلك ; لأن النكاح متيقن; فلا يزول بالشك.




- وإن شك في حصول الشرط الذي علق عليه الطلاق كأن يقول: إذا دخلت الدار، فأنت طالق، ثم يشك في أنها دخلتها; فإنها لا تطلق بمجرد الشك لما سبق.






- وإن تيقن وجود الطلاق منه، وشك في عدده لم يلزمه إلا واحدة; لأنها متيقنة، وما زاد عليها مشكوك فيه، واليقين لا يزول بالشك، وهذه قاعدة عامة نافعة في كل الأحكام،



وهي مأخوذة من قوله - صلى الله عليه وسلم - : ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))23 ومن قوله لمن كان على طهارة متيقنة وأشكل عليه حصول الناقض: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا وغيرهما من الأحاديث.
وهذا مما يدل على يسر الملة وسهولة الشريعة وكمالها، وأنها جاءت لمراعاة وحفظ مصالح العباد.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين.24


رد مع اقتباس
قديم 29 Mar 2019, 01:47 PM [ 2 ]
مؤسس شبكة الشدادين

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2072
الردود : 91526
مجموع المشاركات : 93,598
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


رد: رسالة الجمعة الدينية ليوم 22 رجب 1440 هـ الموافق 2019/03/29 م


حياك الله أخي العزيز
نور الدين
وبارك فيك وفي طيب تواجدك معنا
بهذه المشاركات الطيبة والله يجزاك كل خير


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 29 Mar 2019, 01:53 PM [ 3 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Oct 2008
رقم العضوية : 11157
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 64
الردود : 2343
مجموع المشاركات : 2,407
معدل التقييم : 45سمو الشدادين is on a distinguished road

سمو الشدادين غير متصل


رد: رسالة الجمعة الدينية ليوم 22 رجب 1440 هـ الموافق 2019/03/29 م


نسأل الله القبول لنا ولكم
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأمواتنا
وجميع أموات المسلمين وارحمنا برحمتك يا رحيم


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 01 Apr 2019, 09:46 PM [ 4 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Jan 2006
رقم العضوية : 882
الإقامة : saudi arabia
الهواية : football
مواضيع : 19
الردود : 1870
مجموع المشاركات : 1,889
معدل التقييم : 147درع الخوي will become famous soon enoughدرع الخوي will become famous soon enough

درع الخوي غير متصل


رد: رسالة الجمعة الدينية ليوم 22 رجب 1440 هـ الموافق 2019/03/29 م


جزاك الله خير يا نور الدين
وأشكرك على هذه المشاركة


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

07:53 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com