إرضاع الكبير // بين مؤيد ومعترض .

بين الحين والأخر .. تُثار فتنة وضجة .. حول موضوع من مواضيع الدين ..

فـ ينقسم الناس إلى مؤيِّدٍ ومنافح ، و معترض وساخر ، وما بين مدافع بغير علم – يفسد أكثر مما يصلح -
ومغرض مُسْتَغِلّ يُوَظِّف المسألة لإلحاده ونشر باطله ثم ينتهي الأمر بعد ذلك لفوضى فكرية يضيع فيها الحق وسط ركام هائل من الباطل .


مثال ذلك ماأُثير حول :
حديث " رضاع الكبير "

الذي ثار حوله الفترة الأخيرة لغط كبير في بعض برامج الفضائيات
فـ تجرأ المكذبين والمستهزئين وتهاون بعض العلماء للتصدي لهذه الشبهة .

لذا من واجبنا كـ مسلمين أن ندفع عن الحديث طعن المكذبين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .

في هذا الموضوع سـ أنقل لكم الحديث وتفسيره الصحيح حتى نكون على علم وبينة ونستطيع الرد على من يحاول أن يصدنا عن الدين ويصرفنا عنه
بـ إيراد مثل هذه الشبهات .

نبدأ وبالله التوفيق ..

قصة الحديث تتلخص في :
أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالما قبل أن يبطل التبني يعني اتخذه ابنا له وصار كابنه تماما يدخل البيت وزوجة أبي حذيفة لا تحتجب عنه لأنه ابنها . فلما أبطل الله تعالى التبني صار سالم ـ وقد كبر ـ أجنبيا من " سهلة " امرأة أبي حذيفة التي جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتقول : إنَّ سالما كان أبو حذيفة قد تبناه يدخل علينا ونكلمه ، وقد بَطَلَ التبني ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (( أرْضِعيه تَحْرُمِي عَلَيه )) .

::

الرد :

أولا :
الحديث ثابت وصحيح ولا ريب فيه .
وهو في الصحيحين :
البخاري ( 4000 ، 5088 ) ومسلم ( 1453 ) ،
وهو على العين والرأس . وثبت في غيرهما من كتب السنة المطهرة . ولكنه مُشْكِل ويحتاج لإيضاح ، لأن الكثيرين ممن خاضوا فيه لم يعلموا سبب وروده ولا تصريف أهل العلم لوجوه الفهم فيه التي تتسق مع الثابت المستفيض من السنة النبوية المطهرة .

ثانياً :

(أ)
فيقال لمن زعم :
" أن من كانت حاله وحاجته مثل حاجة سالم جاز له الأمر "
إن حالة سالم مولى أبي حذيفة حالة نادرة ومرتبطة بلحظة تشريعية لن تتكرر . ومن سوى بين الحاجتين فقد أخطأ بدليل أن حاجة سالم غير ممكنة ولن تنطبق على أحد بعده ، فسالم حضر إباحة التبني وكان ابنا بالتبني لأبي حذيفة وحضر بطلان التبني !! وإلى هذا التوجيه السَّديد أشار شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
(( ليس مطلق الحاجة بل الحاجة الموازية لقصة سالم والحاجة الموازية لقصة سالم غير ممكنة لأن التبني أبطل فلما انتفت الحال انتفى الحكم )).
فمَنْ مِن الناس اليوم له مثل حكم سالم في التبني ؟ لا أحد . ثم بعد بطلان التبني احتاج سالم لهذا الحكم فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته هذه التي لا تنطبق على غيره ، فهي حالة خاصة انتهت بانتهاء أطرافها .


(ب)
ومما يؤكد هذا الجواب
- كما يبين ابن عثيمين - أن رضاع الكبير مُحَرَّم ولا يجوز :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال :
(( إيَّاكُم والدُّخول على النِّساء ))
قالوا يارسول الله ، أرأيت الحمو – وهو قريب الزوج كأخيه مثلا – قال :
(( الحمو الموت ))
رواه البخاري ( 5232 ) ومسلم ( 2172 ) .

وكلنا يعلم أن الحمو في حاجة لأن يدخل بيت أخيه إذا كان البيت واحدا ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " الحمو ترضعه زوجة أخيه " مع أن الحاجة ماسة لدخوله . فدل هذا على تحريمه للغير من باب أولى !


(ج)
إننا لو فتحنا الباب للقول بهذا الفهم - مع ما يُتَرَبَّص بالسنة من أحقاد الطاعنين على اختلاف صورهم وأشكالهم - لكان فيه مفسدة عظيمة .
ولذا قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : (( والخلاصة : بعد انتهاء التبني نقول لا يجوز إرضاع الكبير ، ولا يؤثر إرضاع الكبير بل لا بد إما أن يكون في الحولين وإما أن يكون قبل الفطام وهو الراجح ))
أي أن الرضاعة المحركة لا تكون إلا مع الطفل الذي لم يتجاوز العامين فقط .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
(( حديث سالم مولى أبي حذيفة خاص بسالم كما هو قول الجمهور لصحة الأحاديث الدالة على أنه لا رضاع إلا في الحولين وهذا هو الذي نفتي به ))



وأخيرا :
فليتق الله من يجترئ على تكذيب حديث النبي صلى الله عليه وسلم بجهله ورعونته ، وليتق الله كذلك من يحرّف حديث النبي ويؤوله على هواه فيفتن الناس في دينهم ، ولنحذر ممن يُدْخل أنفه في غير فنه ؛ فقديما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
(( من تحدَّث في غير فنه أتى بالعجائب )) .
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن . والحمد لله رب العالمين


.
.

نقلاً بـ تصرف

الفتنة اشد من القتل , فيه طلبة علم الله يصلحهم يحبون ان تثار مثل هالشبهات للجدال فقط والله يكفينا شرهم , اشكر لك يا اختي الفاضلة الادارية المميزة / سيدة الأشجان على موضوعك الجميل وتوضيحك المتميز , والله يوفقكِ لما يحبه ويرضاه .

حياك الله أخوي ..

والله يكفينا شر الفتن ماظهر منها ومابطن ..

حياك الله سيدة \\

المواضيع والجدل بين العلماء لا بد منه ويحصل
ومفيد ورحمة للناس لأنهم ينتقون الطيب ويتركون ماهو مقزز وترفضه الفطره ,,

وطلاب العلم يطرحون مثل هذه القضايا حتىتثار مره أخرى كيف يفهم العوام مثلنا
ويرون الحق حقآ ,,

وشكرا لتوضيحك وكتب الله أجركِ

جزاك الله الجنة أختي سيّدة وكتب لك الأجر ..

وكل الشكر لتوضيحك ...

هذا الرأي مخالف لأئمة المذاهب الأربعة ، وهو مخالف للإجماع ، وما خالف الإجماع لا يعتد به مهما كانت منزلة قائله .

والذي أعرفه أن الدكتور الأزهري تراجع عن فتواه ، وقدم اعتذاره .

شكرا لك على الإفادة .

حياك الله ترف ولك المثل عزيزتي ..

:
:

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	هذا الرأي مخالف لأئمة المذاهب الأربعة ، وهو مخالف للإجماع ، وما خالف الإجماع لا يعتد به مهما كانت منزلة قائله .

أي رأي تقصد يامتأمل مافهمت .!!

أعني رأي من يقول بأن رضاع الكبير يحرم ، أي : يصبح محرما به .

لكن تبين لي أن المسألة خلافية من عهد الصحابة - رضي الله عنهم - .

أما المذاهب الأربعة ، فمعتمد مذاهبهم أن الرضاعة المحرمة ما كانت في الحولين .

وكيفية الرضاعة للرجل : هو أن يحلب اللبن للكبير فيشربه ، ولا يعني أن يمص اللبن من الثدي ، لأن ثدي المرأة عورة لا يحل لمسه حتى للأخ !

والذي عليه الفتوى الآن أن إرضاع الكبير لا يجعله محرما لمن أرضعته .

والدكتور الأزهري أفتى لمن كانت تعاني الحرج في العمل ، أن ترضع زميلها حتى يكون محرما لها !!!

وقد أطاحت به هذه الفتوى ، وقدم اعتذاره ، وتراجع عن فتواه .

لعل الكلام اتضح .

مابين مسائل الحاضر و إرجاع مسائل الماضي لطرحها من جديد

لعل أحد المشايخ يقع في فخ الشبهه

وييفتك البعض من قيودها


ويأخذ بتتبع الرخص
من وجهة نظري

أي قضيه طرحت في عهد السابق

وعلق عليها احد اكبر المشايخ و العلماء الذي شهدهم عصرنا

وهم ابن عثيمين و ابن باز

لا تقبل عندي نقصا ولا زياده

صحيح البعض يقول بأنهم بشر يخطئوا ويصيبوا

اقول لهم

ربما اجتهدوا واخطئوا في اشياء قليله

ولن يحاسبهم الله عليها بعد اجتهادهم

ولكن والله اعلم

أغلب ما قالوا هو الصحيح