..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 07 Sep 2010, 01:56 AM

جواهر غير متصل

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
سلسلة مكروهات الصلاة



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكروهات الصلاة

المكره لغةً : هو المبغض .

اصطلاحاً : خطاب الشارع المتعلق بأفعال المكلفين بطلب التركـ على غير وجه الجزم .

والمكروهات في الصلاة هي :

أولاً : الاقتصار على الفاتحة في الركعتين الأوليين وعدم قراءة سورة بعدها ، ذكر بعض الفقهاء أن ذلكـ يُكره ، ولكن يُقال الراجح أن المسألة لا تخلو من حالتين هما :

1 ـ أن يتخذ المصلي ذلكـ صفة دائمة ـ أي أنه دائماً يتركـ قراءة سورة بعد الفاتحة ـ ، فقول الفقهاء أن هذا مكروه له وجه .

2 ـ أن يتركها في بعض الأحيان فلا شيء فيه ولا يكره ذلكـ ، لأن الكراهة حكم شرعي تفتقر إلى دليل ، والقاعدة الشرعية : [ أن تركـ السنة لا يقتضي الكراهة ] .

ثانياً : تكرار الفاتحة ، كما لو قرأها ثم أراد أن يُعيد قراءتها في نفس الركعة فهذا مكروه على الصحيح من أقوال أهل العلم لعدم نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمُكرِر للفاتحة للتعبد بالتكرار لا شكـ أنه قد أتى مكروهاً ، ولأن الفاتحة ركن قولي ، والزيادة القولية في الصلاة يرى بعض العلماء أنها تبطل بها الصلاة ، والذي يقرأ الفاتحة مرة ثانية يعتبر زاد ركناً قولياً ، فقالوا خروجاً من الخلاف فإنه يكره تكرار الفاتحة ، والراجح أن زيادة الركن القولي في الصلاة لا يُبطلها لكن قد يكون ذلكـ محرماً ، كما لو قرأ القرآن في حال الركوع أو السجود .

ويُستثنى من كراهية تكرار الفاتحة ما إذا كان تكرارهما لغرض صحيح كما لو نسي الإمام الجهر بها في الصلاة الجهرية وقرأها سراً ، فله إعادتها جهراً ، أو أراد أن يقرأها بتدبر وخشوع ما لم يخشَ الوسواس فإن ذلكـ لا يُكره .

ثالثاً : التفاته بلا حاجة ، والذي يكره هو الالتفات بالرأس يميناً وشمالاً ، وكذا الالتفات بالبصر يميناً وشمالاً ، لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) رواه البخاري وأحمد .

ـ ما الحكم لو كان التفاته برأسه أو بصره لحاجة مع الدليل على ذلكـ ؟

الحكم أن ذلكـ لا بأس به إذا كان ذلكـ لحاجة ، لحديث سهل بن الحنظلية قال : ( ثوّب بالصلاة ـ يعني صلاة الصبح ـ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب ) رواه أبو داوود .
ومن ذلكـ أمره صلى الله عليه وسلم للمصلي عند الوسوسة أن يتفل عن يساره ثلاثاً ويتعوذ بالله [ كما في صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ] ، وكذلكـ التفت أبو بكر رضي الله عنه لمجيء النبي صلى الله عليه وسلم ، والتفت الناس لخروجه في مرض موته حيث أشار إليهم ، ولو لم يلتفتوا ما علموا بخروجه ولا إشارته وأقرهم ، ومن ذلكـ لو كانت المرأة تصلي وعندها صبياً وخشيت عليه من شيء فالتفتت برأسها أو ببصرها إليه وهي تصلي فلا بأس بذلكـ .

ـ ما هي أقسام الالتفات في الصلاة ؟

الالتفات في الصلاة على أقسام أربعة هي :

1 ـ التفات القلب وهذا هو العلة التي لا يكاد يسلم منها أحد وما أصعب معالجتها وما أقل السالم منها ، وهذا لا يبطل الصلاة ـ لكن ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل ـ حتى لو غلبت الخواطر على أكثر الصلاة فإنه لا يبطلها .

2 ـ الالتفات برأسه يميناً أو شمالاً فهذا يكره ، لما روى أنس رضي الله عنه مرفوعاً : ( إياكـ والالتفات في الصلاة فإنه هلكة ) رواه الترمذي وصححه .
فإن كان لحاجة فلا يكره لما تقدم .

3 ـ أن يلتفت بجميع بدنه فتبطل صلاته ، لتركه استقبال القبلة لكن في شدة الخوف لا تبطل صلاته لسقوط الاستقبال في تلكـ الحال ، ومثله من يصلي في الكعبة ، لأنه إذا تركـ استقبال جهة فقد استقبل الأخرى .

4 ـ الالتفات بالبصر يميناً وشمالاً ، فهذا يكره ، لعموم النهي عن الإلتفات .

ـ ما حكم الالتفات بالبصر إلى السماء ـ أي رفع البصر إلى السماء ـ ؟

الراجح أنه محرم لكن لا تبطل الصلاة بذلكـ ، والدليل على حرمة ذلكـ حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم ) رواه البخاري .
وعند مسلم نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وجابر رضي الله عنه وفيه : ( أو لا ترجع إليهم ) ، وهذا وعيد ، والوعيد لا يكون إلا على شيء من الكبائر .

وبناءً على هذا يكون نظر المصلي إما إلى تلقاء وجهه ، وإما إلى موضع سجوده ، والمصلي يختار ما هو أخشع لقلبه إلا في موضعين :

1 ـ في حالة الخوف فإنه ينظر إلى جهة العدو .

2 ـ إذا جلس بين السجدتين أو للتشهد فإنه يرمي ببصره إلى موضع إشارته إلى إصبعه ، لما روى عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال وفي الحديث : ( ... لا يجاوز بصره إشارته ) رواه أبو داوود .

ـ ما حكم رفع البصر حال الدعاء إذا كان الإنسان خارج الصلاة ؟

الراجح في ذلكـ أنه لا يُكره ذلكـ ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقال به بعض السلف كشريح .

من مكروهات الصلاة تغميض المصلي عينيه ، قال ابن القيم رحمه الله : [ ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة ... ، وقد يدل على ذلكـ مده يده في صلاة الكسوف ليتناول العنقود لما رأى الجنة ، وكذلكـ رؤيته النار وصاحبة الهرة وصاحب المحجن ، وكذلكـ حديث مدافعته البهيمة ، ورده الغلام والجارية ... فهذه الأحاديث وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بإنه لم يكن يغمض عينيه ] .

وبناءً على هذا فالراجح أن تغميض المصلي عينيه مكروه إذا كان فتح العينين لا يخل بالخشوع ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة ، أو غيره مما يشوش عليه قلبه ، فهنالكـ لا يكره التغميض قطعاً ، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهية .

من مكروهات الصلاة حمل المصلي شيئاً يشغله عن صلاته ، وهذا من المكروهات إذا كان يشغله في صلاته ، أما إذا كان حمل هذا الشيء لا يشغله في صلاته فلا بأس بذلكـ ، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخشع الناس حمل أُمامة وهو يصلي ، كما ورد ذلكـ في حديث أبي قتادة الأنصاري : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري .

ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس : ( فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها ) رواه البخاري ومسلم .

وبناءً على هذا للمرأة أن تفعل ذلكـ ، كما لو حملت ابنها إذا قامت وإذا سجدت وضعته فلا بأس بذلكـ إذا كان لا يشغلها عن صلاتها .

ومن مكروهات الصلاة افتراش المصلي ذراعيه حال السجود ، والمقصود من ذلكـ هو أن يمدهما على الأرض ملصقاً لهما بحيث تكونان كالفراش والبساط ، ويدل على النهي عن ذلكـ حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) رواه البخاري ومسلم .

فهنا نُهي عن التشبه بحيوان وهو الكلب ، والله عز وجل لم يذكر تشبيه الإنسان بالحيوان إلا في مقام الذم كما في قوله تعالى : " مثل الذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً " [ الجمعة : 5 ] .

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يتكلم والإمام يخطب أنه كمثل الحمار يحمل أسفاراً ـ في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ

فإذا كان تشبه الإنسان بالحيوان في غير الصلاة مذموماً ، ففي الصلاة من باب أولى ، فعلى هذا يكون الافتراش مكروه ، لكن لو اعتاد ذلكـ فإنه يكون محرماً ، لأن الذم كما تقدم لا يكون إلا على فعل معصية .

من مكروهات الصلاة العبث في الصلاة ، ولا فرق هنا بين العبث بيد أو رجل أو لحية أو ثوب أو غير ذلكـ .

ماذا يفعل المأموم إذا أطال الإمام السجود وشق عليه ؟

إذا أطال الإمام السجود وشق على المأموم ذلكـ فإنه يعتمد بمرفقيه على فخذيه ، لأن في هذا تيسير على المكلف ، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : ( اشتكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا ، فقال : استعينوا بالركب ) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وصححه الحاكم على شرط مسلم .

ما هي المفاسد المترتبة على العبث ؟

ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في ـ الممتع ـ لذلكـ مفاسد ثلاثة هي :

1 ـ انشغال القلب فإن حركة البدن تكون بحركة القلب ، فإذا تحركـ البدن لزم من ذلكـ أن يكون القلب متحركاً ، وفي هذا انشغال عن الصلاة .

2 ـ أنه على اسمه عبث ولغو وهو ينافي الجدية المطلوبة من الإنسان في حال الصلاة .

3 ـ وهي الحركة بالجوارح ، وهذه الحركة دخيلة على الصلاة ، لأن الصلاة لها حركات معينة من قيام وقعود وركوع وسجود .

من مكروهات الصلاة التخصر ، ويدل على النهي عن التخصر حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل متخصراً ) رواه البخاري ومسلم .

ما هو التخصر ؟

التخصر اختلف أهل العلم في المراد بمعناه ، والراجح أنه وضع اليد على الخاصرة ، وهذا ما عليه أكثر أهل العلم ، ويدل لذلكـ حديث عائشة رضي الله عنها في قصة فقد عائشة لعقدها وفيه قالت : ( وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ) رواه البخاري .

ما هو محل التخصر ؟

الخاصرة : هي المستدق من البطن الذي فوق الوركـ ، أي وسط الإنسان .

ما هي العلة في النهي عن التخصر في الصلاة ؟

العلماء على خلاف في العلة التي من أجلها نُهي عن الإختصار :

القول الأول : أنه راحة أهل النار ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ( الإختصار في الصلاة راحة أهل النار ) أخرجه ابن خزيمة .

وقيل : أنه تشبه بالشيطان . [ وقد ورد هذا عن ابن عباس رضي الله عنه في مصنف ابن أبي شيبة ] .

وقيل : إنه تشبه باليهود . [ وقد ورد هذا عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ] .

وقيل : إنه فعل المختالين والمتكبرين .

وقيل : إنه فعل أهل المصائب .

ومن المكروهات التمطي ، قال في لسان العرب : تمطى الرجل أي تمدد ، والتمطي التبختر ومد اليدين في المشي ، ويقال التمطي مأخوذ من المطيطة وهو الماء الخاثر في أسفل الحوض .

وفي حاشية ابن قاسم قال : [ والتمطي هو التمغط ، تمطى فلان تبختر ومد يديه في المشي ، لأنه يخرج عن هيئة الخشوع يؤذن بالكسل ] .

وإنما يكره ذلكـ لأن هذا من العبث وهذا العمل يخرجه عن هيئة الخشوع .

ومن مكروهات الصلاة فتح الفم ، لأن هذا من العبث ، ولأنه يذهب الخشوع ويمنع كمال مخارج الحروف أثناء القراءة .

ومن مكروهات الصلاة استقبال صورة ، فإذا كانت الصورة مواجهة له فإنه لا يكتفي بالكراهة ، بل الأقرب في ذلكـ التحريم .

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى : [ وأما الصلاة فيها ـ أي الكنيسة ـ ففيها ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره :

المنع مطلقاً وهو قول مالكـ ، والإذن مطلقاً هو قول بعض أصحاب أحمد ، والثالث وهو الصحيح المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره أنه إذا كان فيها صورة لم يصل فيها ، لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى محى ما فيها من الصور ، وكذا قال عمر رضي الله عنه : إنا لا ندخل كنائسهم والصور فيها ] .


وفي سؤال ورد للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مفاده : أنهم يصلون في دائرة رسمية لا يستطيعون مغادرتها للصلاة في المسجد ويوجد في الصالة التي نصلي فيها صور تجاه القبلة لشخصيات كبيرة . فما حكم الصلاة في هذا المكان والحالة هذه ؟

فأجابت اللجنة ما نصه : الصلاة صحيحة ولا حرج عليهم إن شاء الله في ذلكـ إذا كانوا مضطرين للصلاة في المكان المذكور لعدم وجود مسجد قريب منهم ، ولكن يجب عليهم أن يبذلوا وسعهم مع المسئولين لإزالة الصور من هذا المكان ، أو إعطائهم مكاناً آخر ليس فيه صور ، لأن الصلاة في المكان الذي فيه صور أمام المصلين فيه تشبه بعباد الأصنام ، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة دالة على النهي عن التشبه بأعداء الله والأمر بمخالفتهم ، مع العلم بأن تعليق الصور ذوات الأرواح في الجدران أمر لا يجوز ، بل هو من أسباب الغلو والشركـ ، ولا سيما إذا كانت من صور المعظمين .

ما الحكم لو صلى إنسان في ثوب فيه صورة ؟

حكم الصلاة صحيحة لكنه يأثم إن فعل ذلكـ متعمداً ، وإن لم يكن متعمداً فلا إثم عليه ، لكن الصلاة صحيحة في كلتا الحالتين .

من مكروهات الصلاة الصلاة إلى وجه آدمي ومتحدث ونائم ، لكن الكراهة مقيدة فيما إذا كان ذلكـ يشغل المصلي ويلهيه عن صلاته ، أما إن كان لا يلهيه ذلكـ فلا كراهة ، لحديث عتبان : ( أنه دعى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أنه كبر ، فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في مكان يتخذه مصلى ، فشرع النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة يتحدثون في مالكـ بن الدخشم وأنه لا يحب الله ورسوله ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا تراه قال : أشهد أن لا إله إلا الله فإن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) متفق عليه .

فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى إليهم وهم يتحدثون .

ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة ، كاعتراض الجنازة ) رواه مسلم .

وقد عقد البخاري فصلاً : [ باب استقبال الرجل الرجل وهو يصلي ] ، ثم قال : [ وكره عثمان رضي الله عنه أن يستقبل الرجل وهو يصلي ، وإنما هذا إذا اشتغل به ، فأما إذا لم يشتغل به فقد قال زيد بن ثابت : ما باليت إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل .

أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه أبو داوود : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى النائم والمتحدث ) فهو حديث ضعيف .

ومن مكروهات الصلاةاستقبال النار أثناء الصلاة ، وذلكـ لما في ذلكـ من التشبه بالمجوس عباد النار ، لحديث سلمان رضي الله عنه قال : ( واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها ولا يتركها تخبو ساعة ) رواه أحمد .

ـ ما حكم الصلاة أمام الدفايات وهل هي داخلة في النهي أم لا ؟

أجاب عن ذلكـ الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله فقال : [ وضع الدفايات الكهربائية أمام المصلين ليس مكروهاً بل هو جائز ، ولا يدخل في استقبال النار التي ذكر بعض الفقهاء أنه مكروه ، لأن الذي ذكره بعض الفقهاء هي النار التي تشبه نار المجوس التي يعبدونها ، وهي نار مشتعلة ذات لهب ] .

ومن مكروهات الصلاة الصلاة إلى ما يلهيه ، والضابط في هذا الباب أن كل ما ألهى الإنسان عن كمال صلاته فهو مكروه ، لحديث عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة ، فلما انصرف قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ، وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) رواه البخاري ومسلم .

والخميصة : كساء مربع له أعلام ، و الأنبجانية : كساء غليظ .

ومن مكروهات الصلاة مس الحصى وتسوية التراب بلا عذر ، لحديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه ) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه .

ـ هل من العبث مس الحصى أو التراب أو الرمل أو غير ذلكـ عن موضع سجوده أو عن جبهته ؟

نعم من العبث مس الحصى أو التراب أو الرمل من جبهته أو موضع سجوده إذا كان ذلكـ بلا عذر ، لحديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً السابق ، وفي الصحيحين من حديث معيقيب مرفوعاً : ( لا تمس الحصى وأنت تصلي ، فإن كنت فاعلاً فواحدة لتسوية الحصى ) .

قال المنذر في الأوسط : [ اختلف أهل العلم في مس الحصى في الصلاة فرخصت فيه طائفة ، لأن ابن عمر رضي الله عنه كان يصلي فيمسح الحصى برجله ، وروي عن ابن مسعود أنه كان يسوي الحصى بيده مرة واحدة ، وكرهت طائفة مس الحصى في الصلاة ، روي عن ابن عمر وابن عباس ... ، وأصحاب الرأي ] .

والأقرب في ذلكـ رأي الجمهور وهو الكراهة إلا مرة واحدة عند الحاجة فلا تكره ، والأولى فعل ذلكـ قبل الصلاة .

من مكروهات الصلاة التروح بالمروحة ، لأن هذا من العبث ، والمقصود هنا المروحة التي تصنع من خوص النخل ، تخصف ويوضع لها عود ثم يتروح بها الإنسان ـ أي يتبرد بها ـ وهذا مكروه ، لأنه من العبث والحركة التي تشغل الإنسان عن صلاته ، لكن لو دعت الحاجة إلى ذلكـ كأن يكون الحر شديداً فرّوح المصلي عن نفسه من أجل تحصيل الخشوع في ذلكـ فلا بأس ، لأن القاعدة عند الفقهاء : [ إن المكروه يباح للحاجة ] .

قال الإمام أحمد : [ يكره ذلكـ إلا أن يأتي الأمر الشديد ، أو الغم الشديد ، كما أنه لو آذاه الحر أو البرد سجد على ثوبه ] وكذا قال إسحاق .

وعلى هذا التفصيل الذي ذكره الإمام أحمد يحمل ما ورد عن السلف من القول بكراهته أو إباحته .

ما الفرق بين الترويح والمراوحة ؟

الترويح : سبق بيان معناه .

المراوحة : فهي أن يعتمد على إحدى رجليه تارة وعلى الأخرى تارة إذا طال القيام .

ما حكم المراوحة ؟

المراوحة بين القدمين بحيث يعتمد على رجل أحياناً وعلى رجل أحياناً أخرى ، هذا لا بأس به لا سيما إذا طال وقوف الإنسان ، ولكن بدون تقديم إحدى رجليه على الأخرى ، فإن فعل ذلكـ فهو مكروه .

فرقعة أصابعه وتشبيكها ، والفرقعة هي : غمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت ، وسواء في أصابع اليدين أو أصابع الرجلين ، والتشبيكـ إدخال إحدى أصابع يديه بين أصابع الأخرى .

وحكمها الكراهة ، لأن فعل ذلكـ من العبث ، ولما في الفرقعة من التشويش على من حوله إذا كان يصلي جماعة .

ـ ماهي حالات التشبيكـ بين الأصابع ؟

التشبيكـ بين الأصابع له ثلاث حالات :

1 ـ أن يكون التشبيكـ حال خروجه إلى الصلاة ، وهذا ينهى عنه .

2 ـ أن يكون التشبيكـ حال الصلاة ، وهذا أشد نهياً وهو من المكروهات ، والدليل على النهي عن التشبيكـ قبل الصلاة واثناءها ما ورد في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة ) رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم .

وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يفعل هكذا ، وشبكـ بين أصابعه ) رواه الدارمي وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين .

وإذا كان يُنهى عن التشبيكـ وهو قاصداً المسجد ، ففي داخل الصلاة أولى بالنهي .

3 ـ أن يكون بعد الفراغ من الصلاة ، حتى ولو جلس المصلي في المسجد ، فهذا لا بأس به ، لما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي ـ قال ابن سيرين : وسماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا ـ قال : فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبكـ بين أصابعه ... الحديث ) رواه البخاري ومسلم .

فهنا النبي صلى الله عليه وسلم شبكـ بين أصابعه بعد ما صلى ظناً منه أن الصلاة قد انتهت ، فدل ذلكـ على جواز التشبيكـ بين الأصابع بعد الإنتهاء من الصلاة .

مس لحيته، فيكره فعل ذلكـ أثناء الصلاة ، لأن هذا من العبث .

كف ثوبه، لحديث ابن عباس رضي الله عنه وفيه : ( ولا أكف ثوباً ولا شعراً ) رواه البخاري ومسلم .

فإن كان كفه لكم ثوبه لأجل الصلاة فإنه يدخل في هذا الحديث : قال ابن حزم في المحلى : ( لا يحل للمصلي أن يضم ثيابه قاصداً بذلكـ للصلاة ) .

أما إن كان كفه ثوبه لعمل قبل أن يدخل في الصلاة ثم أقيمت الصلاة وهو على هذا الحال فلا بأس بذلكـ ولا يكره ، لأن ظاهر حديث أبي جحيفة في الصحيحين أنه إذا شمر ثيابه لعمل قبل الصلاة أنه لا يكره ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وهو مشمر ثوبه ، ومثل تشمير الثوب لف الكم أو كفه ، والأولى نقضه قبل دخوله للصلاة .

ـ بعض المصلين إذا أراد السجود كف ثوبه أو جمع ثوبه فهل يدخل هذا في النهي ؟

نعم يدخل هذا في النهي ، ولأن هذا من فعل المتكبرين .

ـ هل يعتبر طي المشلح أو الملحفة للمرأة ـ وهو ما يسمى بالجلال ـ هل يعتبر كفه إذا أراد المصلي أن يسجد من الكف المنهي عنه ؟

الراجح أنه ليس من الكف المنهي عنه ، لحديث وائل بن حجر عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلى فرفع يديه عند تكبيرة الإحرام ثم التحف بثوبه ... ) ، ولأنه يلبس عادة هكذا ، كذا ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى .

ـ بالنسبة للشماغ أو الغترة هل يعتبر نسفهما من الكف المنهي عنه أم لا ؟

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يرى أنه من كف الثوب المنهي عنه .

وأما الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله فقد سُئل عن هذا فقال : الذي أرى أنه لا يعد من كف الثوب المنهي عنه ، لأن هذا من صفات لبس الغترة أو الشماغ ، فهي كالثوب القصير كمه ، والعمامة الملوية على الرأس .

والألباني رحمه الله يرى أنه من الكف المنهي عنه ، ولذا فالأحوط أن يسدل المصلي شماغة أثناء الصلاة ... والله أعلم .

ما حكم كف الشعر في الصلاة ، هل يدخل هذا في النهي أم لا ؟

بالنسبة للرجال كانوا في الزمن الأول لهم شعور طويلة ولذا نهوا عن كفها عند الصلاة ، ولحديث ابن عباس رضي الله عنه المتقدم .

أما بالنسبة للمرأة فلا بأس من كفها لشعرها عند الصلاة ، لأن المرأة جرت العادة أن تتركه ـ أي ترسله ـ وجرت العادة أن تكف شعرها كذلكـ .

ـ ما هي الحكمة في النهي عن كف الثوب وما يلحق به ؟

ذكر الشوكاني الحكمة من ذلكـ أن الثوب يسجد معه ، وكذا فإنه يشبه عمل المتكبرين .


من مكروهات الصلاة أيضاً ..
أن يخص جبهته بما يسجد عليه ، لأن هذا من شعار الرافضة ـ أي من علاماتهم ـ التي يتميزون بها ، فإنهم يأخذون قطعة من طين من أرض مشهد الحسين يتبركون بها ، ويسجدون عليها ، فيكره أن يخص جبهته بنحو ذلكـ لما فيه من التشبه بأهل الباطل .

أن يمسح وهو في الصلاة أثر سجوده ، والراجح في هذا أنه مكروه ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : ( أن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته ) رواه ابن ماجه .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( أربع من الجفاء ، وذكر منها : أن يمسح الرجل جبهته قبل أن ينصرف ) رواه ابن أبي شيبة .

ولأنه من العبث إلا عند الحاجة ، ولذلكـ قال الإمام مالكـ رحمه الله في المدونة : [ إذا كثر التراب في جبهته فلا بأس أن يمسح ذلكـ ] ، وأما بعد الصلاة فأنه لا يكره .

الاستناد أثناء القيام في الصلاة بلا حاجة ، والاستناد لا يخلو من أحوال :

1 ـ إذا كان الاستناد لحاجة كمرض وكبر ونحو ذلكـ ، فهذا لا بأس به ، لحديث أم قيس بنت محصن : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه ) رواه أبو داوود .

2 ـ أن يكون الاعتماد لغير حاجة بحيث لو أُزيل المُعتمد عليه من عمود ونحوه لم يسقط المعتمد ، فهذا حكمه مكروه .

3 ـ أن يكون الاعتماد لغير حاجة بحيث لو أُزيل المُعتمد عليه من عمود ونحوه يسقط المعتمد عليه ، فهذا حكمه أنه تبطل صلاته ، لأن الفقهاء قالوا لا يجوز الاعتماد على شيء اعتماداً قوياً بحيث يسقط لو أُزيل .

الذكر في الصلاة إذا وجد سببه ، كما لو عطس فقال : الحمد لله ، أو جاءه خبر يسره فقال : الحمد لله ، أو حصلت له مصيبة فاسترجع ، وإنما عدّو ذلكـ من المكروهات قالوا خروجاً من الخلاف ، لأن هناكـ من العلماء من يقول ببطلان الصلاة لو فعل ذلكـ .

والراجح في ذلكـ : أن المصلي يقول كل ذكر وجد سببه في الصلاة ، كما هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الاختيارات : [ ويُستحب أن يُجيب المؤذن ـ أي وهو في الصلاة ـ ويقول مثل ما يقول ، ولو في الصلاة ، وكذلكـ يقول في الصلاة كل ذكر ودعاء وجد سببه في الصلاة ] ، وبهذا قال ابن حزم كما في المحلى .

وبناءً على هذا إذا عطس فإنه يحمد الله كما صح ذلكـ في قصة معاوية بن أبي الحكم رضي الله عنه : ( أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فعطس رجل من القوم فقال : الحمد لله . فقال له معاوية : يرحمكـ الله ، فرمى الناس معاوية بأبصارهم منكرين عليه ما قال ، فقال : واثكل أمياه ، فجعلوا يضربون أفخاذهم يسكتونه فسكت ، فلما انصرف من الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم قال معاوية : بأبي هو وأمي والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال : إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه ابن أبي شيبة .

فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على العاطس الذي حمد الله .

وإذا حصلت له مصيبة فلا بأس أن يسترجع ونحو ذلكـ ، لكن إن كان الذكر طويلاً ، فإنه لا يجيب على الصحيح .

وبناءً على هذا ، الراجح أن المصلي لا يتابع المؤذن في أثناء الصلاة ، لطول هذا الذكر ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الصلاة لشغلاً ) رواه البخاري ومسلم .

ولأنه لو تابع المؤذن وهو في الصلاة لأدى ذلكـ إلى خروج الصلاة عن مقصودها .

الصلاة بحضرة طعام يشتهيه ، لأن ذلكـ يمنع من الخشوع في الصلاة ، لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان ) رواه مسلم .

وبناءً على هذا فالراجح هو قول الجمهور أن الصلاة بحضرة طعام يشتهيه أن ذلكـ مكروه ، لأن النفي هنا في قوله : ( لا صلاة ... ) ليس نفياً للصحة ، وإنما نفياً للكمال ، بدليل ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل طعاماً فدعي إلى صلاة وكانت الذراع في يده يجتز منها فطرح السكين ) رواه البخاري .

فالقاعدة : [ أن كل ما أشغل الإنسان عن حضور قلبه في الصلاة وتعلقت به نفسه إن كان مطلوباً ، أو قلقت منه إن كان مكروهاً فإنه يتخلص منه بقدر الإمكان ] .

إذا كان يدافعه الأخبثان ، والمقصود بهما البول والغائط ، وعلى هذا يكره أن يصلي وهو حاقن ( وهو محتبس البول ) ، أو حاقب ( وهو محتبس الغائط ) ، أو حازق ( وهو محتبس الريح ) ، والكراهة مذهب الجمهور وهو الراجح ، بدليل حديث عائشة السابق .

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموعة الفتاوى : [ صلاته بالتيمم بلا احتقان أفضل من صلاته بالوضوء بالاحتقان ، فإن الصلاة بالاحتقان مكروهة منهي عنها ، وفي صحتها رواياتان ، وأما صلاته بالتيمم صحيحة لا كراهة فيها بالاتفاق ] .

ـ قيد العلماء كراهة الصلاة بحضرة طعام يشتهيه بثلاثة قيود . فما هي ؟

القيود هي :

1 ـ أن يكون الطعام حاضراً ، فإذا لم يكن الطعام حاضراً ولكنه جائع فإنه لا يتخلف عن الجماعة .

2 ـ أن تتوق نفسه إليه ـ أي أن يشتهيه ـ وعدم تناوله يشغله في صلاته ، وبناءً على هذا لو كان شبعاناً لا يهتم به ، فليصلِ ولا كراهة في حقه .

3 ـ أن يكون قادراً على تناوله شرعاً وحساً .

فالشرعي : كالصائم فيصلي ولا ينتظر ، لأنه ممنوع منه شرعاً ، ولا تكره صلاته .

والحسي : كالطعام الحار ، فيصلي ولا ينتظر ، لأنه ممنوع منه ولا تكره صلاته .

ـ ما هي الحكمة في كراهة صلاة الحاقن ؟

الحكمة في ذلكـ لأمرين :

1 ـ نقصان الخشوع ، لأن المدافع لهذه الأشياء لا يمكن أن يحضر قلبه لما هو فيه من الصلاة ، لأنه منشغل بمدافعة هذا الخبث .

2 ـ لأن في هذا ضرراً بدنياً عليه ، فإن حبس البول المستعد للخروج ضرراً على المثانة .

ـ لو أن إنساناً حاقناً إذا قضى حاجته لم يكن عنده ماء يتوضأ به ، فهل يقال له اقض حاجتكـ وتيمم للصلاة ، أو صلِّ وأنت مدافع الأخبثين ؟

يُقال له اقضِ حاجتكـ وتيمم ولا تصلِ وأنتِ تدافع الأخبثين ، وذلكـ لأن الصلاة بالتيمم لا تُكره بالإجماع ، والصلاة مع الأخبثين مكروهة منهي عنها ، بل أن بعض العلماء قال بحرمة ذلكـ ، وقد تقدم كلام شيخ الإسلام حيث قال : [ صلاة بالتيمم بلا احتقان أفضل ... إلخ ] .

ـ إذا كان قضاءه لحاجته يؤدي ذلكـ إلى فوات الجماعة فهل يقضي حاجته أم يصلي مع الجماعة وهو حاقن ؟

يقال هنا بأنه يقضي حاجته ولو فاتته الجماعة .

وقد سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن ذلكـ فقال : [ يقضي حاجته ويتوضأ ولو فاتته الجماعة ، لأن هذا عذر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان ) رواه مسلم .

ـ لو ضاق الوقت بحيث لو قضى الإنسان حاجته أدى ذلكـ إلى خروج الوقت ، فهل يصلي وهو حاقن لإدراكـ الوقت أم يتخفف حتى لو أدى ذلكـ إلى خروج الوقت ؟

يقال الأمر لا يخلو من حالتين :

1 ـ إذا كانت الصلاة تجمع مع التي بعدها فإنه يقضي حاجته وينوي الجمع ، لأن الجمع في حال الحضر لا بأس به عند الحاجة ، ولا يقيد ذلكـ بالمرض أو المطر أو الريح الشديدة ونحو ذلكـ ، بل هو مشروع عند الحاجة إليه ومن ذلكـ عند الإحتقان ، أما في السفر فالأمر في ذلكـ ظاهر .

2 ـ إذا كانت الصلاة لا تجمع مع التي بعدها فالمسألة على خلاف ، والراجح أنه يقضي حاجته ويصلي حتى ولو خرج الوقت ، لأن القول بهذا أقرب إلى قواعد الشرع والتي بنيت على اليسر والسماحة ، وهذا بلا شكـ من اليسر ، والإنسان إذا كان يدافع الأخبثين يخشى على نفسه الضرر مع انشغاله عن الصلاة ، وهذا في المدافعة القريبة التي تشغل القلب عن الخشوع في الصلاة ، أما إذا كانت مدافعة خفيفة بحيث لا تشغله ولا تضره فهذا الظاهر أنه يصلي محافظة على الوقت . وأما إذا كانت المدافعة شديدة بحيث لا يدركـ ما يقول في صلاته ، ويكاد يتقطع من شدة الحصر فهذا لا شكـ أنه يقضي حاجته ثم يصلي وينبغي ألا يكون في هذا خلاف .

ـ إذا كان حاقناً يدافع الأخبثين فهل يقضي حاجته ولو فاته فضيلة أول وقت الصلاة أم يصلي وهو حاقن لإدراكـ فضيلة أول الوقت ـ أي أول وقت الصلاة ـ ؟

الراجح في ذلكـ أنه يقضي حاجته ولو أدى ذلكـ إلى فوات فضيلة أول الوقت للقاعدة الشرعية وهي : [ أن مراعاة الفضل المتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة من الفضل المتعلق بزمان أو مكان العبادة ] ، ففي هذه المسألة عندنا إدراكـ فضيلة أول الوقت ، وفضيلة الصلاة بطمأنينة وخشوع ، فأيهما يُقدم ؟
يُقدم هنا فضيلة الصلاة بطمأنينة وخشوع ، لأن هذا الأمر متعلق بذات العبادة فهو يُقدم على ما تعلق بزمان العبادة وهو إدراكـ فضيلة أول الوقت ، وعلى هذا يقال بأنه يقضي حاجته ويتخفف حتى ولو أدى ذلكـ إلى فوات فضيلة أول الوقت .

مثال المكان : الرمل في الطواف وهو الإسراع في المشي مع مقاربة الخُطى ، وهذا إنما يكون في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف القدوم ، فلو كان الإنسان إذا قرب من الكعبة لا يستطيع أن يرمل لشدة الزحام ، ومعلوم أن القرب من الكعبة أثناء الطواف سنة ، وإذا بعد استطاع أن يرمل ، فهل نقول هنا أنه يقرب من الكعبة ولو فاته الرمل أم يبتعد ويرمل ؟
الراجح هنا أن الأفضل له أن يبتعد ويرمل ، لأن مراعاة الفضل المتعلق بذات العبادة وهو الرمل هنا أولى بالمراعاة من الفضل المتعلق بمكان العبادة ، وهو القرب من الكعبة .

من مكروهات الصلاة الإقعاء ، لما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث ونهاني عن ثلاث : أمرني بركعتي الضحى كل يوم ، والوتر قبل النوم ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ونهاني عن نقرة الغراب ، وإقعاء كإقعاء الكلب ، والتفات كالتفات الثعلب ) رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني .

ما هي صفة الإقعاء المكروهة ؟

الإقعاء له صور هي :

1 ـ أن يجعل ظهور قدميه على الأرض ، ويجلس على عقبيه ، وهذا مكروه لأمرين :

أ ـ لأنه يشبه من بعض الوجوه إقعاء الكلب .

ب ـ أنه متعب فلا يستقر الإنسان في حال جلوسه على هذا الوجه .


2 ـ أن يجعل أصابع قدميه في الأرض ، وتكون عقباه قائمتين ، وأليتاه بين عقبيه .

3 ـ أن يلصق أليته بالأرض ، وينصب ساقيه وفخذيه ، ويضع يديه على الأرض ، وهذا تفسير أهل اللغة ، وهي ما يعرف باللغة الدارجة ( البوبزة ) وهذه الصورة أقربها لإقعاء الكلب .

4 ـ أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه ، قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الممتع : [ وهذا ولا شكـ إقعاء ، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لما قيل له في الإقعاء على القدمين ، فقال : هي السنة ، فقلنا له : إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال ابن عباس رضي الله عنه : بل هي سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ولكن بعض أهل العلم قال : إن هذه الصورة من الإقعاء من السنة ، لأن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( إنها سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ) ، ولكن أكثر أهل العلم على خلاف ذلكـ ، وأن هذا ليس من السنة ، ويشبه والله أعلم أن يكون قول ابن عباس رضي الله عنهما تحدثاً عن سنة سابقة نسخت بالأحاديث الكثيرة المستفيضة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى ] .

لكن كما تقدم أن هذه الصفة وردت في صحيح مسلم ، ولهذا قال بعض العلماء أنها تُفعل أحياناً .

ومن مكروهات الصلاة عدّ الآي والتسبيح ، قال ابن نصر الله : [ أن يعد ذلكـ بقلبه ويضبط عدده بضميره من غير أن يتلفظ ، فإن تلفظ فبان حرفان بطلت صلاته ] .

ما حكم عد الآيات والتسبيح والتكبير ؟

عد الآي والتسبيح والتكبير له حالتان :

الأولى : أن يكون لحاجة فيجوز ، كما لو كان الإنسان لا يعرف الفاتحة وأراد أن يقرأ بعدد آياتها من القرآن ، وكذلكـ التسبيح للإمام فإن الفقهاء حددوا له التسبيح إلى عشر حتى لا يطيل على المأمومين فله عدّ ذلكـ ، ومثل ذلكـ تكبيرات العيد والاستسقاء لو عدها حتى لا يخطيء ، فهذا لا بأس به ولا يكره .

الثانية : أن يكون لغير حاجة ، فلا ينبغي ذلكـ ، وقد يكره إذا أدى إلى انشغاله عن صلاته وإذهاب خشوعه .

ومن مكروهات الصلاة الفتح على غير إمامة ، ـ أي الرد عليه إذا أخطأ ـ فلو كان الإنسان يصلي وفتح على من هو في صلاة أخرى ، أو فتح على غير من هو في صلاة فهو مكروه لأمرين :

أ ـ أنه لا ارتباط بينكـ وبينه ، بخلاف إمامكـ إذا غلط فهناكـ ارتباط بينكـ وبينه .

ب ـ أنه يوجب الإنسان بالاستماع إلى غير من يسن الاستماع إليه ، فيوجب أن تتابعه وأنت غير مأمور بهذا ، قال في الشرح الكبير مع الإنصاف وفيه : [ ويكره أن يفتح من هو في الصلاة على من هو في صلاة أخرى ، أو على من ليس في صلاة ، لأن ذلكـ يشغله عن صلاته ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الصلاة لشغلاً ) ، فإن فعل لم تبطل صلاته ، لأنه قرآن إنما قصد قراءته دون خطاب الآدمي ... فأما غير المصلي فلا بأس أن يفتح على المصلي ] .


ومن مكروهات الصلاة الحركة اليسيرة إذا كانت لغير حاجة ، ولا يتوقف عليها كمال الصلاة ، كالعبث في الصلاة .

ما هي أقسام الحركة التي ليست من جنس الصلاة ؟

الحركة التي ليست من جنس الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام :

1 ـ حركة واجبة : وهي التي يتوقف عليها الصلاة ، كما لو ذكر أن على ثوبه نجاسة ثم تحركـ لإزالتها .

2 ـ حركة مستحبة : وهي التي يتوقف عليها كمال الصلاة ، كما لو حصل بينه وبين جاره فرجة ثم تحركـ لسدها .

3 ـ حركة مباحة : وهي الحركة اليسيرة للحاجة أو الكثيرة للضرورة ، فاليسيرة كما لو كان رجل يصلي في الظل فأحس ببرودة فتقدم أو تأخر أو تيامن أو تياسر من أجل الشمس ، والكثير للضرورة كما لو تحركـ خوفاً من عدو أو سبع أو نار .

4 ـ حركة محرمة : وهي الكثيرة المتوالية لغير حاجة .

5 ـ حركة مكروهة : وهي اليسيرة لغير حاجة ولا يتوقف عليها كمال الصلاة ، كالعبث في الصلاة .



* القول الراجح مع الدليل لكتاب الصلاة من شرح منار السبيل / للشيخ خالد الصقعبي .


رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 01:58 AM [ 2 ]

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


هذه دروس كانت تُقام في منطقة القصيم مع الشيخ خالد الصقعبي
ونقلتها لكم من المذكرة الخاصة بالدروس ..


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 02:21 AM [ 3 ]
عضو جديد

تاريخ التسجيل : Sep 2010
رقم العضوية : 29520
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 3
الردود : 8
مجموع المشاركات : 11
معدل التقييم : 25ضمير مستيقض is on a distinguished road

ضمير مستيقض غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة



..جزاك الله خير...
ودي
.........


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 03:34 AM [ 4 ]

تاريخ التسجيل : Mar 2010
رقم العضوية : 26326
الإقامة : saudi arabia
الهواية : *************
مواضيع : 166
الردود : 3636
مجموع المشاركات : 3,802
معدل التقييم : 26ابن الأمير is on a distinguished road

ابن الأمير غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


جزاكِ الله خير خير اختي جوااهر



ونفعكِ الله بها...


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 04:49 AM [ 5 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Mar 2010
رقم العضوية : 26150
الإقامة : saudi arabia
الهواية : النت وبس
مواضيع : 280
الردود : 5306
مجموع المشاركات : 5,586
معدل التقييم : 31أماني is on a distinguished road

أماني غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 05:41 AM [ 6 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Nov 2009
رقم العضوية : 22437
الإقامة : saudi arabia
الهواية : .
مواضيع : 420
الردود : 16118
مجموع المشاركات : 16,538
معدل التقييم : 149السديم will become famous soon enoughالسديم will become famous soon enough

السديم غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


^
^

بارك الله فيك جواهر وجزيتي ألف خير على هذه الدروس ..


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Sep 2010, 06:29 AM [ 7 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Oct 2008
رقم العضوية : 11616
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة
مواضيع : 189
الردود : 3485
مجموع المشاركات : 3,674
معدل التقييم : 1079متأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud of

متأمل غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


جزاك الله خيرا ،
ونفع بما كتبت .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 13 Sep 2010, 05:35 AM [ 8 ]

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : ضمير مستيقض
اقتباس
 

..جزاك الله خير...
ودي
.........

 
 
وجزاك الجنة على حضورك
شكرا ً لك ..


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 13 Sep 2010, 05:36 AM [ 9 ]

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : ابن الأمير
اقتباس
 

جزاكِ الله خير خير اختي جوااهر



ونفعكِ الله بها...

 
 
وجزاك الجنة
شكرا ً لك ابن الأمير ..


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 13 Sep 2010, 05:37 AM [ 10 ]

تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


رد: سلسلة مكروهات الصلاة


 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : أمــانـــي
اقتباس
 

جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

 
 
بارك الله فيك أماني
وجزاك الجنة على حضورك ..


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصلاة الصحيحة بالصور و بعض الاخطاء فى الصلاة أبن جبري المنتدى الاسلامي 21 01 Nov 2010 08:51 PM
سلسلة دروس العقيدة 6 طلال الشدادي المنتدى الاسلامي 8 06 May 2009 10:05 PM
سلسلة دروس العقيدة 4 طلال الشدادي المنتدى الاسلامي 7 06 May 2009 03:03 PM
سلسلة الأخلاق المنسية2 al-eid منتدى خير البشر وخاتم الرسل 13 20 Nov 2008 11:15 AM
شجرة الصلاة شهرية واسبوعية لتحبيب الاطفال في الصلاة بالصور نــــــدى المنتدى الاسلامي 10 22 Jun 2005 11:17 AM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

10:17 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com