آيـــات للســـائلـــيـــن [ 21 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

نصائح عامة في الرؤى :

أولاً : نصيحة لطلاب العلم ألا ينشغلوا بالتعبير، وأن يكون ذلك بقدر، حتى لا يصرفهم ذلك عما هم فيه من العلم ، وأن يستثمروا - من عبر منهم للناس - تعبيرهم للرؤيا في الدعوة إلى الله جل وعلا ..

وقد التقيت بعدد من المعبرين يشكون ، لأنهم فتحوا على أنفسهم باباً عظيماً .

ولنا قدوة في الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، فقد بلغني عنه أنه كان يعبر الرؤيا - ولا غرابة في ذلك - ولكن لا يجيب أحداً .

ولذا لو تأملنا لوجدنا أن بعض المعبرين يجلس في المجلس ساعتين يعبر الرؤى ، فيقول : هذا يتزوج ، وهذا كذا وكذا ، والنتيجة أنه ما أصلح ولا غير أمراً من الأمور، نعم النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للصحابة: ( من رأى منكم رؤيا ؟ )
ولكن هذا الأمر قليل وبحدود، وليس كما يفعل البعض من الناس .

ثانياً : عدم إشغال المجالس بها ، وقد كنت في مجلس من المجالس وأراد أحد المعبرين أن يشغل المجلس بذلك ، فقام أحد طلاب العلم المعروفين وخرج من المجلس ، وقال : لا أجلس في مجلس يستثمر فيه مثل هذه الأمور .
ثالثاً : على المعبر ألا يعبر للمسلم ما يحزنه ، إلا إذا كان في ذلك مصلحة له ، كما عبر يوسف للرجل الذي صلب من أجل أن يتوب إلى الله ويدخل في الإسلام ويستعد للموت ، وكما عبر الإمامالشافعي وأبلغ الإمام أحمد بأنه سيبتلى .

رابعاً : أن من رأى رؤيا لابد عليه أن يستر على الرائي ، فإنه أحياناً قد يكون فيها أموراً خاصة في بيته أو في نفسه ، فيجب عليه الستر شرعاً .

خامساً : أنني أعجب من الذين يعبرون في القنوات الفضائية أو عبر الهاتف ؛ ولم يعرفوا أن هناك تلازماً بين الرؤيا والرائي والتعبير.

وهنا قصة لإمام ابن سيرين الذي يعتبر مضرب المثل في تفسير الرؤيا ، فقد كان جالساً فجاءه رجل وقال : رأيت كأني أؤذن ؟
فقال : تحج ، ثم جاء رجل آخر فقال له ما قال الأول ، فقال: تسرق فتقطع يدك . فقالوا له : كيف فرقت بينهما ؟
قال : رأيت على الأول آثار الصلاح والعبادة ، فتذكرت قوله تعالى : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ " ، ورأيت على الآخر سيما غير صالحة ، فتذكرت قول الله تعالى : " ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ "

إذاً فهناك تلازم بين الرؤيا والرائي ، فلينتبه لهذا .

سادساً : أنه أحياناً قد يشتهر عندنا معبر، ويبدأ الناس في المجلس يقولون : أنا عبر لي كذا ووقع لي كذا، وآخر يقول مثل ذلك! فنحن قد حفظنا ما وقع ولم نحفظ ما لم يقع ، وحفظنا ما أصاب فيه - قد يكون واحد بالمائة - ونسينا ما أخطأ فيه .
لو أن واحداً قال : ماذا تتوقع أن تلد هذه المرأة ؟
واحد منهم قال : أتوقع أنه ولد ، قال الثاني : لا ، أتوقع أنها بنت . فطلعت بنت ، هل يعلم ؟
هذا الاحتمال وارد أن يصح ، نظريات عقلية .

سابعاً : أنني قد تتبعت ما ورد في القرآن والسنة باختصار، فوجدت الترابط بين الرؤيا والتعبير، وليس فيها ألغاز وأسرار ورموز، كما يدعي بعضهم ، قال تعالى : " وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ " فهنا نجد ونلمس التلازم بين السبع السنوات الرخاء والسبع السنوات الشداد .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رأيت بقراً تذبح ) فوجدت التلازم بينهما ، وكذلك صاحبا يوسف عندما فسر لهما الرؤيا ، نجد التقارب في ذلك ، وكذلك رؤيا يوسف عليه السلام عندما قال : " إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" وجدنا التقارب في الرؤيا والتعبير ، وكذلك قول إبراهيم عليه السلام لابنه : " إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ " فتجد هناك تقارباً بين الرؤيا والتعبير.

أما بعض الناس فيخرج لنا أسراراً ورموزاً وألغازاً ، الحقيقة يكون في النفس منها شيء .

ثامناً : أن التعبير باب من أبواب الفتنة للرائي وللمعبر، فليحذر المعبرون من ذلك ، وأنبه على خطورة التعبير في الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام المختلفة .


* د . ناصر العمر

يـ كثر أحلامنا وياكثر الناس اللي تفسر

أصبح هاجس الناس تفسير الرؤيا التي يرونها

جزاك الله خير ياجواهر

وجعل مانقلتيه في ميزان حسناتك

بارك الله فيك الجازي .. وجزاك الجنة
شكرا ً لك ..

جزاك الله خير على نقل كلام الدكتور ناصر العمر
وكلام حقيقي ومفيد وجميل ,.

أنا لا أحب تفسير الرؤى نهائياً وعندما أحلُم أسكت عن حلمي وأتنساه مهما كان ,.

شكراً لكِ يا جواهر

بارك الله فيك أختي
جواهر
والله يجزاك كل خير على هذه السلسلة
الطيبة من:
آيات للسائلين
حماك الله ورعاك
ووهبك أجرها

جزاك الله كل خير عزيزتي
ونفع الله بك وبما نقلتيه ..

جزاك الله خير
والله يكتبه في ميزان حسناتك
ودي