آخر 10 مشاركات |
مختارات | ربّ أخٍ لي لم تلِده أمي ينفي الأذى عني ويجلو همي |
|
|||||||||||||||||
حسن الظن راحة للقلب
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد. إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...". وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية. من الأسباب المعينة على حُسن الظن: هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب: 1) الدعاء: فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا. 2) إنزال النفس منزلة الغير: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61]. 3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً". وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير. 4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً. وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه. إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك: تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم 5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ. 6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]. وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49]. إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين. رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.
|
11 Sep 2011, 07:57 PM | [ 2 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
جزاك الله خيراً الغزال الشارد ، وبارك فيك . |
|||||||
11 Sep 2011, 08:10 PM | [ 3 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع جزاك الله خير ولاحرمك الاجر |
|||||||
11 Sep 2011, 09:07 PM | [ 4 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
اسعدني حضور العطر لتواضع متصفحي
ويجزينا الله جميعاً كل الخير جل شكري واحترامي لجمال عبير حضورك ورقي ردك الكريم دمتي بحفظ الله |
|||||||||||||||||||||||||||
11 Sep 2011, 09:09 PM | [ 5 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
أختي غـــــلا دائماً يكون لردودك نكهة خاصه أثابك الله ورفع الله قدرك لدعائك الطيب جل شكري وتقديري لسموك الطاهر دمتي برعاية الرحمان |
|||||||||||||||||||||||||||
11 Sep 2011, 09:42 PM | [ 6 ] | ||||||||
عضو مرشح للإشراف
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
بارك الله فيك و جزاك كل خير حسن ظن العبد بربه أولاً .. ثم بأخوانه بكل تأكيد ينطبق عليها ما قرأت و هي مرتبة تستحق أن نبتهل بالدعاء الى الله أن يرزقنا بها شكرا لك أختي |
||||||||
11 Sep 2011, 09:57 PM | [ 7 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
موضوع في مكانه ومحله إي والله يا الغزال الشارد ما أجمل أن يحسن الإنسان الظن بالآخرين وما أروع أن يكون قلبه طاهراً تجاههم وفقك الله ورعاك |
||||||||
11 Sep 2011, 10:20 PM | [ 8 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
عادل الحارثي جزانا وياك كل خير يارب سررت بتواجدك النير لمتصفحي جل شكري وفائق تقديري لك دمت برعاية الله مكللاّ برضاه |
|||||||||||||||||||||||||||
11 Sep 2011, 10:22 PM | [ 9 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
الســــلطان أسعدني مرورك العطر لمتصفحي ورقي نثر عبير ردك الكريم جل شكري وفائق تقديري لشخصك الباهي دمت برعاية الله وحفظه |
|||||||||||||||||||||||||||
12 Sep 2011, 05:38 AM | [ 10 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: حسن الظن راحة للقلب
يعطيك العافية اختي ،،، والله يجزاااك كل خير |
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة الشذى ; 12 Sep 2011 الساعة 06:52 AM
سبب آخر: الله وليس اللة بارك الله فيك
|
|||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|