تركى الفيصل الشدادين مع الدولة قلبا وقالبا

(1237)


قال إن المرجفين ومطلقي الشائعات ومروجي الأكاذيب نسوا إنجازات الوطن

تركي الفيصل: يا وطني ترفع رأسي وأقول بفخر: "أنا سعودي"


سبق - متابعة: قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: إن وطني يرفع رأسي، فقواعده ثابتة، شيدت على مبدأ لا إله إلا الله محمد رسول الله، وسواعد أبناء هذا الوطن نقلته من صحراء إلى دولة ذات مؤسسات، جامعاتها تنافس الجامعات العالمية، واجه التطرف ثلاث مرات وانتصر، لكن المرجفين ومطلقي الشائعات ومروجي الأكاذيب نسوا كل ذلك، ورغم ذلك ستظل القافلة تسير والكلاب تنبح.

جاء ذلك في مقال بعنوان "وطني" في صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم بعد عودته من زيارة جامعة جازان.

وقال عن جامعة جازان: "وما شاهدته في ذلك الصرح أثلج صدري وأكد طمأنينتي إلى أننا سائرون على الجادة الصواب، فها هي جامعة فتية لم يمض من عمرها ست سنوات ولقد بدأت تنافس زميلاتها في الجودة وبلغ عدد طلابها إناثاً وذكوراً 55 ألفاً، وقد أبلغني مديرها أنها عقدت اتفاقيات مع جامعات عالمية في شتى العلوم للوصول بمعاييرها لتلك التي تتمتع بها أرقى الجامعات".

ويضيف الأمير تركي الفيصل: "إن هذا الإنجاز لو تم في دولة أخرى لهللت له صحافة العالم وأثنت عليه، وقدمت الجوائز الدولية لمن قاموا عليه من أبنائك وبناتك، وتعدى عدد كليات الجامعة 25، منها كلية الطب التي ستحظى بمستشفى تعليمي يتسع لـ 800 سرير".

ويمضي الأمير تركي الفيصل: "هكذا، يا وطني ترفع رأسي وتجعلني أقول للمرجفين ومطلقي الشائعات ومروجي الأكاذيب عنك: تفضلوا، ارجفوا وأطلقوا شائعاتكم وروجوا أكاذيبكم، فالقافلة تسير والكلاب تنبح".

ثم يتناول سمو الأمير، سلوك هؤلاء المرجفين ومروجي الأكاذيب، قائلاً: "نسي هؤلاء أنك حيث شيد أول بيت للناس للذي ببكة ومهبط الوحي وحيث مسجد رسول الله وحبيبه، فدينك الإسلام وبدون تشدق أو تصنع، فطاعة الله ورسوله تحكمك وهى دستورك وتغنيك عن كل ما يبرق من شعارات وترويجات من صنع البشر، نسي هؤلاء أن عبد العزيز بن عبد الرحمن قاد أبناءك لوضع ملحمة التوحيد، دينياً وجغرافياً، لتستوعب ومن داخل حدودك كافة أطياف المجتمع: من بدوي وحضري، نجدي وحجازي، وعسيري وشمالي، وسني وشيعي، وآسيوي وإفريقي، وشامي ومغربي، وعراقي وفارسي، وتركماني وكردي، وكل واحد منهم يفخر بكلمة: أنا سعودي، نسي هؤلاء أنك انتقلت بأبنائك من همجية الغزوات والتناحر إلى حضارة الأخوة الإسلامية والشخصية الوطنية".

وعن الإنجازات السعودية قال سمو الأمير: "نسي هؤلاء أنك وفي برهة قصيرة من الزمن محوت آفات الجدري والسل والرمد وشلل الأطفال والتيفوئيد التي كانت تفتك ببناتك وأبنائك بالآلاف، وذلك من خلال برنامج صحي نموذجي.. نسي هؤلاء أنك على وشك محو الأمية لكل بناتك وأبنائك بعد أن كانت نسبتها منذ 50 عاماً أكثر من 95 % من السكان.. نسي هؤلاء أن جامعاتك اليوم أصبحت ترتقي سلم الجودة لتنافس مثيلاتها في العالم وأن بناتك وأبناءك تبتعثهم لأقاصي المعمورة في سبيل الاستزادة بالعلوم والمعرفة ليكونوا رسل محبة وحضارة يحملون نور الإسلام إلى الآخرين متحلين بأخلاقه وشيمه".

وعن المخاطر الداخلية والخارجية التي تصدت لها المملكة قال: "نسي هؤلاء أنك تخطيت محنة التطرف والغلو ثلاث مرات، الأولى في السبلة والثانية في الحرم المكي الشريف، والثالثة ما عشناه في السنوات الثماني الماضية.. نسي هؤلاء ما قذفك به عتاة الحملة الناصرية والاشتراكية عندما أحاطوك بدول نعتتك بالرجعية وقصفتك بالطائرات ودست لك الدسائس والمكائد.. نسي هؤلاء أنك وقفت شامخ الرأس عندما قارعت استهتار العدو الصهيوني وفرضت حظرك البترولي على الولايات المتحدة.. نسي هؤلاء وقوفك في وجه صدام حسين، وعندما تخاذل عنك أقرب أصدقائك وتكلم من تكلم بتقطيع أوصالك واغتنامها، نسي هؤلاء أنك مددت يديك لإخوتك في العالم الإسلامي متضامناً معهم.. نسي هؤلاء أنك محوت من قلوب الفئات المتحاربة في لبنان الكراهية لبعض والضغينة وجعلتهم يؤسسون لسلام بينهم، وإن لم تكتمل بعد مسيرتهم السلمية فعلى الأقل لقد اندحرت الحرب الأهلية".

وعن جهود شخصية وجهود خادم الحرمين الشريفين قال سمو الأمير: "نسي هؤلاء أن مليكك المغوار هو من أرسى قواعد الحوار الوطني بين بناتك وأبنائك وهو الذي قدم مبادرته السلمية لتسوية الأمر بين العرب وإسرائيل، تلك المبادرة التي تبناها العالم ورفضتها إسرائيل والتي لا يزال العالم يعول عليها لحل عقدة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.. وهو الذي وضع هيئة البيعة لتضمن الانتقال السلس لخلافة الحكم، وهو الذي أمر في السنوات الخمس الماضية، وعندما توفرت الفوائض المالية في الدخل وبعد صدور ميزانية كل عام، بأن يضاف إلى بنود الميزانية مشاريع إضافية لما فيه صالح المواطن؛ وكان آخرها ما أمر به واعتمده مجلس الوزراء من اعتمادات لمواجهة عوز الفقراء".

وينهي سمو الأمير بقوله: "لو استطردت في ذكره لملأ مجلدات ومجلدات، ولكنني أختصر فأقول: إن كان هناك من أبنائك من أراد لك الفتنة والشغب والزوال وشق عصا الجماعة فاللهم جازهم على نيتهم.

وهناك مؤسساتك الشرعية والأمنية لتعالج ما يرمونك به. وأشهد الله أنك لم تبلغ الكمال وأن هناك مشواراً طويلاً أمامك لتوفر لكافة بناتك وأبنائك كل ما يصبون إليه، ولكنني أشهد الله أنك رسمت الطريق ووضعت اللبنة تلو اللبنة وخطوت الخطوة تلو الخطة على ضوء الشريعة المحمدية ومتفيئاً بظلال دوحة السعود التي هي منك ولك وإليك
ن

حياك الله أخي العزيز
والله يحفظ لنا وطننا وأمننا
من كل سوء ومكروه

الله يحفظ الأمه الأسلاميه من كل الفتن

شكرا لك