08 Jul 2011, 01:16 AM | [ 1561 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
من التمس رضى جميع الناس التمس ما لا يدرك، ولكن يقصد العاقل رضى من لا يجد من معاشرته بداً، وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها، واستقباح أشياء كان يستحسنها ما لم يكن مأثماً، فإن ذلك من المداراة، وما أكثر من دارى فلم يسلم، فكيف توجد السلامة لمن لا يداري؟ أنشدني محمد بن عبدالله البغدادي:
يا ذا الذي أصبح لا والدٌ له على الأرض ولا والدة قد مات من قبلهما آدم فأي نفس بعده خالدة؟ |
||||||||
09 Jul 2011, 03:28 AM | [ 1562 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
" إننا ملزمون في كل منعطف أو مأزق حضاري أن نراجع أنفسنا لنعرف أسباب انحرافنا و خلاصة أسباب تدهورنا ... و بينما نقوم بدراسة هذا الركن ، نقوم في الوقت نفسه بدراسة خمائر الحضارة - الثابتة و المتغيرة - التي يمكننا أن نعير منها إلى المستقبل ... أي - بإيجاز - لابدَّ من مسحٍ لصفحات تراثنا الثابت و الإقلاع نحو بناء النهضة " . ( الغارة المعاصرة على المسلمين ، منطلقاتها و غاياتها ) عبدالحليم عويس . |
||||||||
10 Jul 2011, 11:13 PM | [ 1563 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
قال : السماء كئيبة وتجهما .. قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما! قال: الصبا ولىّ! فقلت له :ابتسم.. لن يرجع الأسف الصبا المنصرما قال: التي كانت سمائي في الهوى.. صارت لنفسي في الغرام جهنما خانت عهودي بعدما ملكتها.. قلبي فكيف أطيق أن أتبسما قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها.. قضيت عمرك كله متألما قال العدى حولي علت صيحاتهم.. أأسُرُّ والأعداء حولي في الحمى؟ قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمهم.. لو لم تكن منهم أجل وأعظما! قال: الليالي جرعتني علقما.. قلت: ابتسم ولئن جُرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مُرنّما.. طرح الكآبة وترنما أتراك تغنم بالترنم درهما.. أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى.. متلاطم ولذا نحب الأنجما (استمتع بحياتك) د محمد العريفي |
||||||||
|
|||||||||
10 Jul 2011, 11:36 PM | [ 1564 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
كيف نضاعف حياتنا أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ! … إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً ، فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا . فليست الحياة بِعَدِّ السنين ، ولكنها بعدادِ المشاعر ، وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهماً " ! هو في " الواقع " حقيقة " ، أصحّ من كل حقائقهم ! … لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جَرِّدْ أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً … يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! … إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية ! . |
||||||||
|
|||||||||
10 Jul 2011, 11:37 PM | [ 1565 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
بين شجرة الخير وشجرة الشر مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر ، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها ، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية ! … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء ، وتتماسك للعاصفة ، وتظلُّ في نموها الهادئ البطيء ، لا تحفل بما تَرْجُمُها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك ! … |
||||||||
10 Jul 2011, 11:38 PM | [ 1566 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
آثار لمس الجانب الطيب عند الناس لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين … حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون ، أو فقراء الشعور … شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم ، شيء من الود الحقيقي لهم ، شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم … ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم ، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص . إن الشر ليس عميقاً في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحياناً . إنه في تلك القشرة الصلبة ، التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء … فإذا أَمِنُوا تكشّفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية … هذه الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه ، بالثقة في مودته ، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم ، و على أخطائهم ، وعلى حماقاتهم كذلك … وشيء من سعة الصدر في أول الأمر ، كفيل بتحقيق ذلك كله ، أقرب مما يتوقع الكثيرون … لقد جربت ذلك ، جربته بنفسي . فلست أُطلقها مجرد كلمات مجنّحة ، وليدة أحلام وأوهام ! … سيد قطب |
||||||||
10 Jul 2011, 11:39 PM | [ 1567 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
آثار حبنا للآخرين عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير ، نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة . إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين ، لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين ، إذ نزجي إليهم الثناء . إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير ، وسنجد لهم مزايا طيبة ، نثني عليها حين نثني ونحن صادقون ؛ ولن يعدم إنسان ناحية خيّرة أو مزية حسنة ، تؤهله لكلمة طيبة … ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها ، إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب ! … كذلك لن نكون في حاجة لأن نُحَمِّلَ أنفسنا مؤونة التضايق منهم ، ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم ، لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ، ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف ! وبطبيعة الحال لن نُجَشِّم أنفسنا عناء الحقد عليهم ، أو عبء الحذر منهم ، فإنما نحقد على الآخرين ، لأن بذرة الخير لم تنم في نفوسنا نمواً كافياً ، ونتخوف منهم ، لأن عنصر الثقة في الخير ينقصنا ! . كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة ، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا ، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير ! . سيد قطب |
||||||||
10 Jul 2011, 11:40 PM | [ 1568 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
طريق العظمة الحقيقية إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس ، مُشْبَعين بروح السماحة ، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! . إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ، ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم ، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات ، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد : هو العظمة الحقيقية ! . ([1]) افراح الروح لـ سيد قطب |
||||||||
10 Jul 2011, 11:40 PM | [ 1569 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
الاعتراف بمساعدة الآخرين عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين لنا بروح الشكر والفرح ... الشكر لما يقدَّمُ لنا من عون .. والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن ... فيشاركنا الجهد والتبعة ... إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق ! . |
||||||||
10 Jul 2011, 11:41 PM | [ 1570 ] | ||||||||
|
رد: سطور لذيذة من كتاب (2)
الفرح بانتشار الأفكار إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للآخرين ، ونحن بعد أحياء . إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زاداً للآخرين وريّاً ، ليكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضا والسعادة والاطمئنان ! . " التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلاقات التجارية " لبضائعهم ، كي لا يستغلها الآخرون ، ويسلبوهم حقهم من الربح ، أما المفكرون وأصحاب العقائد ، فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ، ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم ، لا إلى أصحابها الأولين ! . إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد ، وإنما هم مجرد " وسطاء " في نقلها وترجمتها ... إنهم يحسُّون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خَلْقِهم ، ولا من صنع أيديهم . وكل فرحهم المقدّس ، إنما هـو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهـذا النبع الأصيل ! … |
||||||||