..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
قديم 10 Jan 2010, 01:27 PM [ 31 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




الدعوة للجهاد من صلاحيات الإمام

29/05/2009 23:12:00 موقع السكينة

من صلاحيات الإمام إقامة الجهاد وتنظيم الجيوش وتنظيم السرايا يقودها هو بنفسه أو يؤمر عليها من يقودها فالجهاد من صلاحيات الإمام (1) ، ولا يجوز للمسلمين أن يقاتلوا بدون إذن الإمام إلا في حالة واحدة إذا دهمهم عدوٌ يخشون كلبه، فإنهم يدفعونه بالقتال ولا يحتاج إلى إذن الإمام لأن هذا دفع خطر ، أما الغزو وأما القتال فهذا لا بد من إذن الإمام فيه فهو الذي يتولاه وهو الذي يقوده أو ينيب من يقوده وهو الذي ينظمه وهو الذي يجهز الغزاة وهو الذي يعد العدة ، هذا من صلاحيات الإمام والمسلمون تحت إمام تحت قيادة وهم أمة واحدة لا يجوز التفرق بالرأي والاختلاف لا سيما في أمور الجهاد، فإنهم إذا اجتمعوا مع إمامهم وتحت قيادته صار ذلك أقوى لهم وأهيب لعدوهم وأنكى لعدوهم أما إذا تفرقوا واختلفوا وكلٌ يرى نفسه أنه هو صاحب الصلاحية ولا يخضع لإمام فهنا تحل الكارثة بالمسلمين قال الله سبحانه وتعــــالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [الأنفال:45-47]نهانا الله سبحانه وتعالى أن نتفرق بل أمرنا بالاجتماع تحت القيادة وتحت الإمامة حتى تقوى ريحُنا وحتى يبقى جمعنا متكاتف ، أما إذا صار كل واحد له رأي وكل واحد يفتي بفتوى ولا يرجعون إلى قيادة ولا إمامة ، هذا هو التفرق والعياذ بالله وهذا يُفرح العدو، إذا اختلفنا وتفرقنا، الله عز وجل يقول: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويسخط لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال» (2) فلا بد للمسلمين من قيادة وإمامة تنظم الجهاد والغزو في سبيل الله ولابد من الارتباط مع الجماعة وعدم الشذوذ وعدم الاختلاف وعدم التفرق.
فالجهاد من صلاحيات الإمام لأنه ليس بالأمر الهين بل هو أمرٌ مهم يحتاج إلى اجتماع ويحتاج إلى قوة ويحتاج إلى تنظيم ويحتاج إلى إعداد ، فلا بد من إذن الإمام وتنظيم الإمام وقيادة الإمام إما بنفسه وإما بنائبه هذا هو الجهاد في سبيل الله عز وجل، جهاد دفاع وجهاد طلب والغاية منه إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى ونشر هذا الدين، ولهذا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لما كاتب الملوك وبلغ الدعوة شرع بالجهاد وجهز الجيوش وغزى الكفار في بلادهم وغزى غزوة تبوك، غزوة تبوك هذه غزوة للروم ، وذلك بعد أن دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى ثم لما توفي صلى الله عليه وسلم واصل أصحابه الجهاد في سبيل الله ، الجهاد الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم فغزو فارس والروم ونشروا هذا الدين بالدعوة والعلم والجهاد في سبيل الله حـــتى بلغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها.
الشيخ صالح الفوزان


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:31 PM [ 32 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




الخلفيات والأصول الجذور العلمية والتاريخية للغلو في الدين والتكفير

29/05/2009 23:10:00 ناصر العقل
مقاس الخط:
ترجع بذور الغلو في الدين إلى رؤوس الثوار على عثمان (رضي الله عنه) وبعض العجم والأعراب الذين لم يتفقهوا في الدين، وبعض العباد الجهلة الأوائل، وأصحاب الأهواء، وأهل النفاق والزندقة، وكان من ضحيتهم بعض الغيورين والمندفعين إلى التدين بعاطفتهم بلا حكمة، من صغار السن (حدثاء الأسنان) كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم الذين يقل فقههم للدين، وتجربتهم في الحياة، ولم تنضج عقولهم، ولم يرجعوا إلى أهل الذكر والراسخين كما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه الأصناف تكونت فرق الخوارج الأولى الذين قاتلهم الصحابة بعد أن حاوروهم وجـادلوهم، وبعــد أن استحلوا الدماء، وتكونت كذلك فرق الشيعة وظهرت بذور التصوف البدعي، منهم ومن بعض العبَّاد والنساك الأوائل في آخر القرن الأول. وأصول الغلو والتكفير باقية، وتنبعث كلما توافرت أسبابها في أي زمان وأي مكان وبيئة، لا سيما مع الأحداث الجسام والفتن، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البريّة، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم.. [1] إلى آخر الحديث في البخاري وغيره.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج؛ لأنهم يستحلون الدماء المعصومة، ويتدينون بذلك، ويهلكون الحرث والنسل، ويسعون في الأرض فساداً، والله لا يحب الفساد. وقد ظهرت مثل هذه الظواهر على مدار التاريخ، وكان منها في العصر الحديث (جماعة التكفير والهجرة) وقريب منها (جماعة التوقف والتبين) التي ظهرت في مصر في آخر القرن الماضي، ثم امتدت أثارها في كثير من بلاد المسلمين والعالم، ولا تزال آثارها النكدة على بعض شباب الأمة، ولا سيما حين تسللت أفكار الغلاة بين صفوف الجهاد الأفغاني السابق، وابتليت بها بعض الجبهات الجهادية الأخرى [2]. ونزعة الغلو والتشدد التي قد تنشأ عنها ظواهر التكفير والعنف قد تصاحب كل نهضة أو دعوة وتشذ عنها، فكما ظهرت في أول الإسلام، وهي ليست من الإسلام في شيء، لكنها نشاز، لا تزال تظهر بين وقت وآخر. كذلك نجد أن بعض مظاهر التشدد الشاذة صاحبت قيام الدعوة الإصلاحية دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وقيام الدولة السعودية لا سيما في مرحلتها الثالثة، ومن المعلوم أن هذه الظواهر ليست على نهج السنة والسلف الصالح، إذاً فهي ليست على نهج الدعوة، ولا على نهج الدولة، بل كانت تسبب لها الكثير من الإحراج؛ لأن الدعوة تقوم على السنة ونهج السلف الصالح وهو منهج الاعتدال والوسطية، وهي بريئة من الغلو والعنف والتكفير، وما يثيره بعض الجاهلين وأهل الأهواء من أن العنف والغلو والتشدد صادر عن منهج الدعوة هو باطل قطعاً. فلا يجوز بحال نسبة شيء من ذلك إلى دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ومنهجها [3] ، لكنها ظواهر تبتلى بها كل أمة.
ولعله من المناسب التذكير بما تعرضت لـه الدعوة ودولتها منذ أن قام بها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من نزعات التشدد التي عولجت بالحكمة والحزم من قبل الملك عبدالعزيز والعلماء وأهل الحل والعقد. وكان من آخر حلقات (الغلو) ظهور تلكم الفئة التي دخلت الحرم عام 1400هـ، ثم تلاها بعض ظواهر التشدد التي أدت أخيراً إلى بـروز ظواهر خطيرة متعددة الوجوه والأغراض والتوجهات، من التكفير واستباحـة الدماء والإفساد في الأرض، والتنكر للعلماء والولاة والمجتمع، والسعي إلى تغيير المنكر والفساد بمنكر وفساد أعظم.
وأسهمت هذه الظواهر -وغيرها- في تجرؤ بعض الناس على ارتكاب الأمور الخطيرة، وتحطيم المسلمات والثوابت في الدين والعقيدة والسنة، والجماعة، والبيعة، والأمن، وانتهاك حقوق العلماء والولاة وأهل الحل والعقد والمواطنين والمقيمين، تحت شعارات الدين، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبراء، والغيرة على الإسلام (وهي أصول حق لكنها قد توظف خطأ)، ونحو ذلك مما يعد من الفساد والإفساد الذي يجب على الجميع الإسراع في علاجه من قبل الدولة والعلماء وأهل الرأي والمشورة، والآباء والمربين والدعاة (فكلهم راع ومسؤول عن رعيته) [4] والله حسبنا، ونعم الوكيل.
* ناصر العقل


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:33 PM [ 33 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




حكم العمليات الانتحارية

21/10/2009 06:25:00 الشيخ / محمد علي فركوس ( الجزائري )


السـؤال:
ما حكم التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تعرَّضت لها الجزائر خاصَّةً وسائر بلدان المسلمين عاَّمةً، وما حكمُ تدميرِ مُنشآتِ الكفار وترهيبِهم في بلادهم أو في بلاد المسلمين؟ وهذا بغضِّ النظر عن الجهة التي تقف وراءَ هذه العمليات، فإن كانت الجهة إسلاميةً، فهل هذا العمل يعدُّ من الجهاد في سبيل الله؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا. والرجاء تأصيل المسألة وتفصيلُها بالأدلة كما عوّدتمونا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعلوم أنَّ مِنْ شرط الوسيلة الدعوية أن يكون المقصود منها مشروعًا، فإن كان ممنوعًا فلا يتوسَّل إليه بأيِّ وسيلة؛ لأنَّ النهي عن المقصد نهي عن جميع وسائله المؤدِّية إليه، كما أنَّ من شرطها -أيضًا- أن تكون في ذاتها غير مخالفة لنصوص الشرع أو لقواعده العامَّة، فلا يجوز أن يتوسَّل بها إلى المقاصد والغايات، ومخالفة الشرع في باب الوسائل كمخالفته في باب المقاصد، لقوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63]، فالآية دلَّت على التحذير من مخالفة أمره وهو عامٌّ شاملٌ لباب الوسائل والمقاصد على حدٍّ سواء؛ لأنَّ النكرة المضافة تفيد العموم.
ولا يخفى أنَّ شريعة الإسلام تأمر بالمحافظة على الضروريات الخمس، ودماءُ المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرَّمة لا يجوز الاعتداء عليها بنصِّ قوله تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، وقوله تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]، وقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»(١)، وقولِه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»(٢)، وقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»(٣)، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بالكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لحرْمَةُ المؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ مَالُهُ وَدَمُهُ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا»(٤).
وعليه، فإنَّ اتخاذ وسيلةِ التفجير والتدمير والتخريب والاغتيال والانتحار يهدم هذا الأصلَ المقاصديَّ ويخالف نصوص الشرع الآمرةَ بوجوب المحافظة عليه، ومن هنا يظهر أنَّ «الوَسِيلَة المحُرَّمة حرام»، و«الوَسيلة إلى الحرام حرامٌ»، فمن اعتبر مقاصد الشرع دون مراعاة وسائله، أو بالعكس اعتبر وسائل الشرع دون مقاصده فقد أخذ بجزء الدِّين وأهمل الآخر، وقد قال الله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]، وخالف الهديَ النبويَّ، حيث كان صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يوصي المجاهدين على الأعداء بوصايا أخلاقيةٍ كالوفاء بالعهد، وعدم الغدر، وينهى عن قتل النساء والشيوخ والصبيان، ونحو ذلك. قال أبو حامدٍ الغزالي -رحمه الله- في معرِض الحديث على التوسُّل إلى الحسنة بالسيئة: «فهذا كلُّه جهل، والنية لا تؤثِّر في إخراجه عن كونه ظلمًا وعدوانًا ومعصيةً، بل قصده الخير بالشر -على خلاف مقتضى الشرع- شر آخر، فإن عَرَفَه فهو معاندٌ للشرع، وإن جَهِله فهو عاصٍ بجهله، إذ طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم»(٥)، ويؤكِّده قولُ ابن تيمية -رحمه الله-: «ليس كلُّ سببٍ نال به الإنسان حاجتَه يكون مشروعًا ولا مباحًا، وإنما يكون مشروعًا إذا غلبت مصلحته على مفسدته ممَّا أَذِن فيه الشرع»(٦).
هذا، وتحريم هذه الأساليب التدميرية والأعمال التهديمية والعمليات الانتحارية ليست قاصرةً على حقِّ المسلم بل تتعدَّى إلى الكافر، سواء كان ذِمِّيًّا أو معاهدًا أو مستأمنًا لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: 6]، والأمان إذا ما أعطي لكافرٍ ولو كان محاربًا سواء أعطاه هذا العهد شخصٌ طبيعي من المسلمين، أو شخص معنوي كالدولة أو الهيئات، رسمية أو غير رسمية، فلا يجوز الغدر به، سواء دخل بلاد المسلمين لحاجتهم، أو لحاجة نفسه، لقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ﴾[النحل: 91]، وقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء : 34]، وقوله تعالى: ﴿وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُواْ﴾ [الأنعام: 152]، وقد شهد الكفار للنبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه لا يغدر، بل جعله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من صفات المنافقين في قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»(٧)، وأكّد وجوب احترام العهد بقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا»(٨)، ويدخل في عقد الأمان مع الكافر أي مسلم ولو كان المؤمِّنُ امرأةً، لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأ دِماَؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ -أي: العَهد- أَدْنَاهُمْ»(٩)، ولما أجارت أمُّ هانئ رضي الله عنها رجلاً مشركًا عامَ الفتح أراد عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله، ذهبت إلى النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فأخبرته فقال: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ»(١٠)، ولا شكّ أنَّ وسيلة التفجير والتدمير والانتحار والاغتيال وغيرها فاسدة بهذا الاعتبار، واستخدامها عملاً دعويًّا تأباه شريعة الإسلام بما تجرُّه من مهلكات عظام، ومفاسد وآثام، فمن جملتها:
- هلاك الناس بالاعتداء على حرمة بلاد المسلمين، وترويع الآمنين فيها، وإزهاق أرواح الأبرياء والأنفس المعصومة، وإتلاف لأموالهم وجهودهم، وتضييع ممتلكاتهم.
- كما أنَّ استخدام وسائل العنف والبطش يؤدي إلى ردِّ فعلٍ عنيفٍ مضادٍّ، وبطشٍ يعادله أو أقوى منه، الأمر الذي يسبب نشر الفتن والفوضى في الأُمَّة، وإضعافًا لقوتها وشَقًّا لترابطها وتلاحمها، ويفتح ثغرًا على المسلمين يتسلط منه أعداء الأمة والدِّين. كما تنعكس سلبياته على مجال الدعوة إلى الله تعالى، وتتقهقر بالتضييق على أهلها وروادها بشتَّى أنواع الأساليب.
هذا، وبالمقابل فإنَّ المسلمين الذين لهم دولة ذات سيادة ومَنَعَة فمن حقِّهم الأكيدِ أن يسوسَهم ولاةُ الأمور بالحقِّ والعدل، بأن يحموا لهم دينَهم -الذي هو عصمة أمرهم- بكافة محاسنه وقِيَمه من أي تبديل أو تغيير أو تشويه أو تحريفٍ، وأن يحفظوا ديارَهم وأموالهم من كيد الأعداء والتسلُّط على بلادهم واستغلال خيراتهم، وأن يصونوا أعراضهم المعصومةَ، لأن أعراض المسلمين متكافئة، ذلك لأنّ حِفْظَ هذه الضروريات من مسؤولية ولاة الأمر لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»(١١)، فإنَّ من ثمرات إقامة العدل بالحقِّ تحقيق طمأنينة نفس المؤمن، وسكون قلبه، وإحلال المحبة محلَّ البغض، والرضا محلَّ السَّخَط، وقد أخبر النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن كرامتهم عند ربهم بقوله: «إِنَّ المُقْسِطِينَ -عِنْدَ اللهِ- عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»(١٢)، وبقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ..»(١٣).
وأخيرًا، فإنَّ حاجة الأُمَّة شديدةٌ إلى دعوةٍ علميةٍ صادقةٍ مؤصَّلةٍ على الكتاب والسُّنَّة وَفق فهم سلف الأُمَّة، وحاجتُها اليومَ إليها أكثرُ من أيِّ وقتٍ مَضَى، لذلك يجب الحِرص على تحصيل العلم الشرعي النافعِ، والعناية بمداركه وموارده، مع التحلي بأخلاق الشريعة وآدابها، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، مع الصبر على المعارضين والمغرضين، والناوئين، والشانئين، عملاً بقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
إنَّ القيام بالمهمة الدعوية على بصيرةٍ والتحلي بالصبر عليها لَهُوَ أعظم الجهاد في سبيل الله، فقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنَّ الجهاد بالحُجَّة واللسان مقدَّمٌ على الجهاد بالسيف والسِّنان، حيث قال: «وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأَئمَّة، وهو أفضل الجهادين، لعظم منفعته، وشِدَّة مُؤْنَتِه، وكثرةِ أعدائه»(١٤)، وقال يحي بن يحي شيخِ البخاري: «الذَّبُّ عن السُّنَّةِ أفضل من الجهاد في سبيل الله»(١٥)، وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلاَّم: «المُتَّبِعُ للسُّنَّة كالقابض على الجمر، وهو اليومَ عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله»(١٦).
أصلحَ اللهُ أحوالَ المسلمين، ووقاهم كيدَ أعداء الدِّين، والمسلمُ إذا كان يحب لنفسه الخيرَ، فليحبَّه لإخوانه، ويجتهد في جلبه لهم، وإذا كان يكره لنفسه الشرَّ، فليكرهه لإخوانه، فيصرف شره عنهم، ويجتهد في صرف شرِّ غيره عن إخوانه، مصداقًا لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»(١٧)
.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 20 رمضان 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 20 سبتمبر 2008م


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:36 PM [ 34 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




تنقص العلماء وتكفيرهم وأثر ذلك على الأمة

06/07/2009 00:08:00 فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ،يقول السائل :يوجد بعض الشباب يتهمون الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين بأنهم من مرجئة العصر وأنهم من أضل الأمة ،فما نصيحتكم لهؤلاء ؟
الجواب : على كل حال هذا ليس بغريب فالذي لا يوافقهم على هواهم يحكمون عليه بالإرجاء أو بغيره من المذاهب ،حكموا على ابن باز وعلى ابن عثيمين بالإرجاء لأنهما لم يخرجا على ولي الأمر ،ولم يكفرا المسلمين وهم يريدون منهما ذلك ،لكن لما عجزوا عن حصول موافقتهما لهم حكموا عليهما بالإرجاء ،هذا كلام بالهوى ــ والعياذ بالله ــ واتهامهم لهذين الإمامين بما ليس فيهما ، ما عرفنا عنهما إلا الخير والاستقامة والاعتدال ،والحث على لزوم الكتاب والسنة ومنهج الســــلف هذا الذي تعلمناه منهما وعرفــــــــناه منهما - رحمهما الله - ، لكن لما لم يوافقا هؤلاء على نزاعاتهم ونزغاتهم رموهما بالإرجاء، لأن الذي لا يكفر المسلمين مرجئ عندهم
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال : فضيلة الشيخ ، يقول السائل : إني مستنصح وأريد النصيحة ، إني متوجه إلى الالتزام ، وأسكن في الكويت وعندنا بعض الملتزمين درسوا في القصيم في جامعة الإمام ، وعند الشيخ بن عثيمين ـ رحمه الله ـ وبعضهم درس بالمدينة وهم نشيطون بالدروس وإقامة المحاضرات الفقهية والعقائدية ، ولكن البعض حذرني منهم ، وقال لي : أن هؤلاء من عباد السلاطين ، فبماذا تنصحني ؟
الجواب : أنصحك بالاستمرار مع طلبة العلم ، وهؤلاء درسوا في كلية الشريعة ، أو في أصول الدين جامعة الإمام في القصيم ، ودرسوا على المشايخ ، فهؤلاء يُرجى أنهم أحسن من غيرهم ، فعليك بملازمتهم والأخذ عنهم ، ولا تلتفت إلى تخذيل هؤلاء أو التنفير منهم ، هؤلاء يريدون أن ينفروا الناس عن أهل العلم وعن الاستفادة ، فلا تلتفت إليهم ، أستمر في طلب العلم على أهله ، ولا تلتفت إلى المخذلين ، والمرجفين والأعداء والحزبيين الذين ينفرون الناس عن العلماء .
(شرح بلوغ المرام – كتاب القضاء)
السؤال: الذين يتكلمون في علمائنا ويقولون إنهم فقهاء حيض ونفاس ويقولون لاتفرقوا بين شباب الأمة ، بل نريد وحدة الصف ، هل هذا من الكفر بما أنزلـه الله على رسوله؟
الجواب : لا ، هذا ليس من الكفر ، ولكن هذا من الغيبة والوقيعة في أعراض العلماء وهذا حرامٌ بلاشك ، غيبة شديدة التحريم وعليهم أن يتوبوا إلى الله عزوجل ثم إن الكلام في العلماء ماذا يجدي ؟ مايجدي إلا شراً يبغضهم إلى الناس ويقلل الثقة بهم ، وأين يذهب الناس إذا لم يرجعوا إلى العلماء؟ أين يذهبون؟ هذا خطرٌ عظيم.
أولاً: إنه غيبة والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب.
ثانياً: إنه يلزم عليه تقليل الثقة في العلماء وإسقاط منزلتهم عند الناس وهذا أمرٌ لايجوز ، وهذا معناه: أن الناس يرجعون إلى غير العلماء فيحصل الشر ويحصل الفساد وهذا مايريده دعاة الشر.
أما أننا نفرق بين الشباب: فنحن نعوذ بالله من التفريق بين المسلمين ، نحب للشباب أن يجتمعوا ، وأن يتآخوا في الدين ، وأن يكونوا أمة واحدة وندعوهم إلى هذا ونحن نسعى في جمعهم ، ولكن جمعهم على الحق لا جمعهم على مايقولون: نتعاون جميعاً فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .هذا باطل ، بل نجتمع على الحق ونترك ما اختلفنا فيه مما يخالف الحق.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال:هل من الاجتماع الاستخفاف بـ((هيئة كبار العلماء)) ورميهم بالمداهنة والعمالة؟
الجواب: يجب احترام علماء المسلمين، لأنهم ورثة الأنبياء.
والاستخفاف بهم يُعتبر استخفافاً بمقامهم، ووراثتهم للنبي صلى الله عليه وسلم واستخفافاً بالعلم الذي يحملونه . ومن استخف بالعلماء استخف بغيرهم من المسلمين من باب أولى، فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ولمكانتهم في الأمة ، وإذا لم يوثق بالعلماء فبمن يوثق؟ وإذا ضاعت الثقة بالعلماء فإلى من يرجع المسلمون لحل مشاكلهم ولبيان الأحكام الشرعية؟ وحينئذ تضيع الأمة، وتشيع الفوضى. والعالم إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطـأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور.
وما من أحد استخف بالعلماء إلا وقد عرض نفسه للعقوبة، والتاريخ خير شاهد على ذلك قديماً وحديثاً، ولاسيما إذا كان هؤلاء العلماء ممن وُكل إليهم النظر في قضايا المسلمين، كالقضاة وهيئة كبار العلماء.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)

السؤال : إننا في هذه البلاد ــولله الحمد ــ نعيش في هذه الدعوة السلفية المباركة ، ولم يكن عندنا انقسامات ، وجماعات إلى وقت قريب ، والبلاد من شرقها إلى غربها ، ومن جنوبها إلى شمالها لا يختلفون على علمائهم ولا أمرائهم ، ويحبون هذه الدعوة المباركة ، فما سر هذا الاختلاف الذي نراه اليوم بين شبابنا حتى سمعنا من بعض شبابنا بل من بعض دعاتنا من يطعن في دعوتنا وفي علمائنا ، ويهيج على ولاة الأمر فما رأي فضيلتكم ؟ .
الجواب : هذا له أسبابه:
السبب الأول : التعالم والاستغناء عن العلماء لأن كثيراً من هؤلاء الشباب اكتفوا بمطالعة الكتب من غير معرفة لمضموناتها ،فاكتفوا بالمطالعة ،واكتفوا بالجلوس بعضهم مع بعض وتعلم بعضهم من بعض فقط ،وتركوا العلماء وزهدوا فيهم ،وجهلوهم فحرموا من العلم ،أنت إذا احتقرت العالم فإنك تحرم من علمه فكيف بمن يحتقر العلماء كلهم ؟ هذا يحرم من العلم نهائياً ،هذه ناحية
السبب الثاني : بحكم تقارب البلدان ،ووسائل الإعلام التي يبث فيها كل شر ، وكل فتنة ، وكل دعاية أثرت في عقول كثير من الشباب.
السبب الثالث : دعاة السوء الذين يتخللون في مجتمعنا ،ويأتون من هنا وهناك ،يحملون أفكاراً هدامة ،وينشرونها بين شبابنا ،هذه الأسباب الثلاثة في نظري هي التي سببت انعزال هؤلاء وادعاءهم أنهم على علم وأن غيرهم جهال ولا يعرفون شيئا .
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)

السؤال: نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا موقفنا من فرقة الشباب وطلبة العلم ، حول مواضيع تصد هم عن طلب العلم ، وتجعلهم ينالون من بعض العلماء ويتعصبون لآخرين ؛ لأن هذه مسألة هامة ، وقد تفشت وانتشرت بين طلبة العلم ؛ فما توجيهكم في ذلك ؟
الجواب : يوم أن كان أهل هذه البلاد مرتبطين بعلمائهم ؛ شـــباباً وشيباً ،كانت الحالة حسنة ومستقيمة ، وكانت لا تأتي إليهم أفكار من الخارج وكان هذا هو السبب في الوحدة والتآلف ، وكانوا يثقون بعلمائهم وقادتهم وعقلائهم وكانوا جماعة واحدة ، وعلى حالة طيبة ، حتى جاءت الأفكار من الخارج عن سبيل الأشخاص القادمين أو عن سبيل بعض الكتب أو بعض المجلات أو بعض الإذاعات وتلقاها الشباب حينئذ حصلت الفرقة ؛ لأن هؤلاء الشباب الذين شذوا عن المنهج السلفي في الدعوة ، إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافدة من الخارج. أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صلة بعلمائهم ، ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة؛ فهؤلاء ــ والحمد لله ــ على استقامة كسلفهم الصالح فالسبب في هذه الفرقة يرجع إلى الأفكار والمناهج الدعوية ، من أناس مشبوهين ، أو أناس مضللين يريدون زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد من: أمن ، واستقرار ، وتحكيم للشريعة ، وخيرات كثيرة في هذه البلاد ، لا توجد في البلاد الأخرى ، ويريدون أن يفرقوا بيننا ، وأن ينتزعوا شبابنا ، وأن ينزعوا الثقة من علمائنا ، وحينئذٍ يحصل ، والعياذ بالله مالا تحمد عقباه ، فعلينا ، علماء ودعاة وشباباً وعامة بأن لانتقبل الأفكار الوافدة ، ولا المبادئ المشبوهة ،حتى وإن تلبست بلباس الحق والخير – لباس السنة، فنحن لسنا على شك من وضعنا ولله الحمد نحن على منهج سليم ، وعلى عقيدة سليمة ، وعندنا كل خير ولله الحمد ؛ فلماذا نتلقى الأفكار الواردة من الخارج ، ونروجها بيننـا وبين شبابنا ؟ فلا زوال لهذه الفرقة إلا بترك هذه الأفكار الوافدة ، والإقبال على تنمية ما عندنا من الخير والعمل به والدعوة إليه ، نعم ، عندنا نقص ، وبإمكاننا أن نصلح أخطاءنا ، من غير أن نستورد الأفكار المخالفة للكتاب والسنة وفهم السلف من الخارج ، أو من ناسٍ مشبوهين ، أو مضللين . الوقت الآن وقت فتن ، فكلما تأخر الزمان تشتد الفتن. عليكم أن تدركوا هذا ، ولا تصغوا للشبهات ، ولا لأقوال المشبوهين والمضللين ، الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها ، ونكون مثل البلاد الأخرى : في سلب ، ونهب ، وقتل ، وضياع حقوق ، وفساد عقائد ، وعداوات، وحزبيات. وأقول لايقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة: إما منافق معلوم النفاق ، وإما فاسق يبغض العلماء لأنهم يمنعونه من الفسق ، وإما حزبي ضال يبغض العلماء لأنهم لايوافقونه على حزبيته وأفكــاره المنحرفة.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)

السؤال:قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قيادي إحدى الجماعات في الأردن عن هيئة كبار العلماء عندنا في البلاد السعودية ، والشريط فيه الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا ، ويقول: أما مايوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى ، فإنما صدرت بسبب ضغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد ، والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا.
الجواب: الحمدلله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء ، أما قوله: أنهم يفتون بسبب ضغوطات فهو قول باطل ، وعلماء هذه البلاد ولله الحمد – هم من أبعد الناس عن المجاملات ، فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق . وهذه فتاواهم موجودة – ولله الحمد- ومدونة وأشرطتهم موجودة ، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء . أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لايعجز عنه أحد كلٌ يقولُ لكن الشأن في الحقائق.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:38 PM [ 35 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




الشيخ سعد بن ناصر الشثري: لا جهاد بدون ولاية شرعية وإذن الإمام

06/07/2009 00:05:00 موقع السكينة
مقاس الخط:
قال الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري "عضو هيئة كبار العلماء"انه لاجهاد شرعي بدون ولاية شرعية ,وبدون اذن من الإمام , فان من شروط الجهاد استئذان الإمام فلا يصح لاي أفراد من الناس ان يجاهدوا الا بإذن منه , فان النبي صلى الله عليه وسلم قال "الإمام جنة يتقي به ويقاتل من خلفه", وبذلك تستقيم أحوال الناس لو جاهد كل إنسان بمفرده , ما استقاموا وما كان لهم نصرة ولا غلبة , والإمام هو الذي يقدر المصالح ويرى مجريات الأحداث , فمن الإحداث ما يكون سببا لصلاح أحوال الأمة . وأضاف الشيخ سعد بن ناصر الشثري قائلا: أن من شروط الجهاد ان يكون هناك إمامة شرعية يقاتل تحتها من أجل إعلاء كلمة الله , أما اذا كانت الأمور ليس فيها ولاية وليس فيها أحد قد رفع راية الإسلام ودين الإسلام , حينئذ ليس هناك جهاد شرعي . وقال الشيخ الشثري ان ذهاب الإنسان إلى مواطن القتل بدعوى انه جهاد , دون إذن أو أن يسال علماء الشريعة المعتبرين فلا يجوز , لان هناك مواطن تكون مجالا للفتن ولسفك الدماء وليس فيها ولاية شرعية , فلا يصح ان يذهب المسلم إلى هذه المواطن باسم الجهاد, لان الجهاد شعيرة من شعائر الإسلام لها شروط , وإذا لم توجد هذه الشروط فليس القتال فيها من الجهاد الشرعي في شيء, مثل الإنسان اذا جاء ليصلي بدون وضوء وبدون طهارة , وفي وقت غير الوقت المشروع , نقول له هذه الصلاة باطلة , بل ياثم صاحبها الذي فعلها , فكيف يصلي بدون وضوء , وقبل دخول الوقت , , هكذا الأمر بالنسبة لشعائر الإسلام , كل شعيرة لها شروط وضوابط , فادا لم توجد تلك الشروط , كانت تلك الشعيرة قد فعلت على غير وجهها المشروع فتكون وبالا على صاحبها , ومن ذلك شعيرة الجهاد . وأضاف الدكتور الشثري قائلا: أن الجهاد شعيرة من شعائر السلام , ونوع من أنواع العبادات , لكن لها شروط لا يصح للإنسان أن يقدم عليها إلا بالشرط الشرعي ومن هذه الشروط ان المرء يجب ان يلتزم بالمواثيق والعهود التي عقدها إمامه , فإذا عقد الإمام ميثاقا ومعاهدة وجب على كل من تحت ولايته ان يلتزم بتلك المعاهدة , لان النبي صلى الله عليه وسلم لما صالح أهل الحديبية لم يقل الناس هذا صلح للنبي وحده بل كان صلحا للمسلمين جميعا.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:40 PM [ 36 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




حكم التمثيل المسمى (الديني) والأناشيد المسماة بـ (الإسلامية)

30/05/2009 02:00:00 الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
السؤال: ما حكم التمثيل المسمى ( الديني )، والأناشيد المسماة بـ ( الإسلامية )، التي يقوم بها بعض الشباب في المراكز الصيفية؟
الجواب: التمثيل لا أراه جائزا ؛ لأنه:
أولا: فيه إلهاء للحاضرين، لأنهم ينظرون إلى حركات الممثل ويضحكون. فالغالب من التمثيل مقصود به التسلية فقط وإلهاء الحاضرين. هذا من ناحية.
والناحية الثانية: أن الأشخاص الذين يُمَثَّلون قد يكونون من عظماء الإسلام، وقد يكونون من الصحابة، وهذا يُعتبر من التنقّص لهم، شعرت أو لم تشعر، فمثلا: طفل أو صبي، أو إنسان على غير المظهر اللائق يمثّل عالما من علماء المسلمين أو صحابيا..هذا لا يجوز ؛ لما فيه من تنقّص الشخصية الإسلامية بمظهر الممثل الفاسق، أو المستهجن. فلو جاء أحد يمثلك بأن يمشي مشيك أو يتكلم مقلدا لك، هل ترض بهذا ؟ أو تعد هذا من التـنـقص لك ؟، وإن كان الممثل يقصد بزعمه الخير، لكن الأشخاص لا يرضون أن أحدا يتنقصهم.
ثالثا: وهو أخطر، أن بعضهم يتـقمص شخصية كافرة، كأبي جهل وفرعون وغيرهم، ويتكلم بكلام الكفر، بزعمه أنه يريد الردّ عليه، أو يريد بيان كيف كانت الجاهلية ؛ فهذا تشبه بهم، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى التشبه بالمشركين والكفار، تشبّه في تقمص الشخصية، وتشبه بكلامهم.
وأيضا من المحاذير: أن هذه الطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي سلفنا الصالح، ولا من هدي المسلمين. هذه التمثيليات ما عُرفت إلا من الخارج - من الكفار- وتسرّبت إلينا باسم الدعوة إلى الإسلام،واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح، وسائل الدعوة - ولله الحمد - توقيفية، غنيّة عن هذه الطريقة. وكانت الدعوة ناجحة في مختلف العصور بدون هذه التمثيليات ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئا ولا أثّرت شيئا، مما يدل على أنها سلبية، وأن ليس فيها فائدة، وإنما فيها مضرّة.
وإن قال قائل: إن الملائكة تتمثل بصور الآدميين. فنقول: إن الملك يأتي في صورة آدمي، لأن الإنسان لا يطيق النظر إلى الملك بصورته، وهذا من مصلحة البشر لأن الملائكة لو جاءوا بصورتهم الحقيقية ما استطاع البشر أن يخاطبوهم ولا أن يكلموهم ولا أن ينظروا إليهم. والملائكة حينما تتمثل بصورة شخص لا تقصد التمثيل الذي يعنيه هؤلاء. الملائكة تتمثل بالبشر من أجل المصلحة، لأن الملائكة لهم صور غير صور البشر. أما عند البشر فكيف تغير الصورة من إنسان إلى إنسان؟ ما الداعي إلى هذا ؟


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 01:42 PM [ 37 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




هل من الاجتماع إثارة وشحن الغل والحقد في قلوب العامة نحو ولاة الأمر؟

30/05/2009 01:59:00 الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

السؤال: هل من الاجتماع إثارة وشحن الغل والحقد في قلوب العامة نحو ولاة الأمر؟
الجواب: شحن الغل والحقد على ولاة الأمور في قلوب العامة هو من عمل المفسدين والنّمامين، الذين يريدون إشاعة الفوضى، وتفكيك المجتمع الإسلامي . وقد حاول المنافقون قديما مثل هذا عندما أرادوا أن يفصلوا المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفكّكوا المجتمع، وقالوا : ( لا تُـنـفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضواá. فمحاولة الفصل بين الراعي والرعية هي من عـمل المنافقين، المفسدين في الأرض، الذين ) إذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحونá والناصح لأئمة المسلمين وعامتهم على العكس من ذلك ؛ فهو يسعى في تحبيب الرعاة إلى الرعية، وتحبيب الرعيّة إلى الرعاة، وجمع الكلمة، وتجنب كل ما يُفضي إلى الخلاف .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 05:07 PM [ 38 ]
مراقب عام

تاريخ التسجيل : Nov 2007
رقم العضوية : 4435
الإقامة : saudi arabia
الهواية : المقناص + الرياضة + الكمبيوتر
مواضيع : 573
الردود : 17982
مجموع المشاركات : 18,555
معدل التقييم : 923خيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to beholdخيال الشدادين is a splendid one to behold

خيال الشدادين غير متصل




أخي سطام

تسلم على النقل المفيد والتوضيح الكبير ولك تقديري الجزيل


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Jan 2010, 07:53 PM [ 39 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




رائع دائماً بكل ما تعنيه الكلمة يا أبو مشعل وبيض الله وجهك على مرورك المميز .

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Jan 2010, 03:37 AM [ 40 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Feb 2009
رقم العضوية : 18230
الإقامة : kuwait
الهواية : أساهر الليل
مواضيع : 331
الردود : 13968
مجموع المشاركات : 14,299
معدل التقييم : 767تــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to beholdتــرف is a splendid one to behold

تــرف غير متصل




حملة حملت هم التوضيح ونبذ الزيف والضلالة لأهل الانحرافات الفكرية

وهذا هو الواجب وهذا هو أصل الخير ومنبعه لهؤلاء القائمين على تلك الحملة

الشاملة وفقهم الله وأثابك خير الثواب أخي سطام على نقلها لنا "


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلمت البارحة علي الشدادي قصائد مختارة 15 20 Sep 2013 12:41 AM
حملة عيدنا من غير زعل إحساس واثق القسم العام 28 09 Sep 2010 07:39 AM
دعوة للحوار بين المعلم والطالب حجازية الهوى النقاشات والمواضيع الهادفة 21 13 Jun 2010 06:34 PM
حملة القرآن غالية الأثمان المنتدى الاسلامي 9 30 Jul 2009 02:23 PM
أي جملة تختار؟؟ ابو الندر القسم العام 2 07 May 2009 04:56 PM
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

07:35 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com