آخر 10 مشاركات |
مختارات | قال تعالى: {وضَرَبَ لَنا مَثَلاً ونَسِيَ خَلقَه قَالَ مَنْ يُحيي العِظَامَ وهي رَميمٌ قُلْ يُحييها الذي أَنْشأها أَوَلَ مَرَّة وهوَ بِكُلِ خَلْقٍ عَليم} |
مواضيع ننصح بقراءتها |
|
|||||||||||||||||
الذكر الحسن
لا خلودَ في دارِ الدنيا لأحَد، لكنّ الأعمال الجليلَة والآثار الجميلَة والسنَن الحسَنة تخلِّد ذكرَ صاحبها بين الناس، وتورثه في حياتهِ وبعدَ موتهِ ذكرًا وحمدًا وثناء ودعاءً. كم من العلماء والفضلاء والعظَماء قد غيَّبهم الأجل وطواهم الموت ولازالت مآثرُهم وآثارُهم، وممادِحُهم ومفاخِرُهم، تبعَث في المجالس طيبًا وعَرفًا، يحمل الناس على عمل الخير وفعل الجميل والاقتداء الحسَن. قد مات قوم وما ماتت مكـارمهم *** وعاشَ قوم وهم في الناس أموات وبقاءُ الذّكر الجميل واستمرارُ الثناء الحسَن والصيتِ الطيب والحمدِ الدائم للعبد بعدَ رحيله عن هذه الدار نعمةٌ عظيمة يختصّ الله بها من يشاء مِن عباده ممن بذَلوا الخير والبرّ ونشروا الإحسان ونفعوا الخلق وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارمَ الخصالِ وجميلَ الخلال، يقول جل في علاه: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ﴾ أي: شرف وثناءٌ جميل يُذكَرون به، وقال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ﴾ ، قال ابن عباس رضي الله عنه: "يعني: الثناء الحسن". وأرفعُ الناس قدرًا وأبقاهم ذكرا وأعظمُهم شرفًا وأكثرهم للخَلق نفعًا النبيُّ المعظَّم والرسول المكرَّم نبيُّنا وسيِّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم ، الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ . قال أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى: "وأهلُ السنّة يموتون ويحيَا ذكرُهم، وأهل البدعة يموتون ويموتُ ذِكرهم؛ لأنّ أهلَ السنّة أحيَوا ما جاء به الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، فكان لهم نصيبٌ من قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ وأهلُ البدعة شنَؤوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكان لهم نصيبٌ من قوله تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾". والإمام العادل القويّ الشجاع الذي يحمي الحوزة ويذبّ عن البيضة وينتصر لدينِه وعقيدته ،تراه معظَّمًا في النّفوس، كبيرًا في أعينِ النّاس، جليلاً عند أهلِ الإسلام، مُمَدَّحًا عند العلماء والمؤرخين. والعالم التقيّ المتواضِعُ للناس الذي يسعَى في نفعِهم وتعليمِهم والإحسانِ إليهم يعلُو في الأرض ذكرُه، ويرتفع في النفوس قدرُه، ويبقى بين الخلق أثره؛ لعلمه ودينِه واتّباعه للسنّة وإخلاصِه لله تعالى. والجواد الكريم السخيّ المعطاء الذي يعطِف على الفقراء ويرحَم المحتاجين ويشفِق على المساكين، فإنّ العامّة تضِجُّ بالدعاء له وذِكرِ محاسنه، ويُكتَب له قبولٌ تامّ وجاهٌ عريض. والعافُّ عن المحارِم الكافُّ عَن أعراضِ الناس الذي يبذُل الندى يكُفّ الأذى ويحتمل المشقّة ويرضِي الناسَ في غير معصية بأصالةِ رأي ورجاحَة عقل وسلامة قلب وعِفّةٍ في الفرج واليد واللسان، فذاك السيّد الوجيهُ الذي يقدَّم على الأمثال وتهابُه الرّجال ويَبقَى ذكرُه في الأجيال. إذا شئتَ أن ترثِي فقيدًا من الورى *** وتدعو له بعـد النبِيّ المكرَّم فلا تبكيَنّ إلا علـى فَقـد عـالمٍ *** يبـادِرُ بالتفهـيـم للمتعلِّـم وفَقدِ إمـامٍ عـالِمٍ قـامَ ملكـه *** بأنوار حكم الشرع لا بالتحكّم وفقد شجـاعٍ صـادقٍ في جهاده *** وقد كُسِرت رايتُـه في التقدُّم وفقدِ كـريمٍ لا يَمـلّ من العطا *** ليطفئ بؤسَ الفقر عن كلّ معدم وفَقـد تقـيٍّ زاهـدٍ مـتـورّعٍ *** مطيـعٍ لـربّ العالمين معظِّـم فهم خمسة يُبكـى عليهم وغيرهم *** إلَى حيثُ ألقت رحلَها أمّ قشعَم أوصى رجلٌ بنيه فقال: "يا بنيَّ، عاشروا الناسَ معاشرةً؛ إن غِبتم عنهم حنّوا إليكم، وإن متُّم بكوا عليكم". ويموت أناس فلا يُؤسَى على فراقهم ولا يحزن على فقدهم؛ فلم تكن لهم آثارٌ صالحة ولا أعمالٌ نافعة ولا إحسانٌ إلى الخَلق ولا بَذل ولا شَفَقَة ولا عَطف ولا رحمة ولا خُلُق حسن، يقول الله تعالى في أمثال هؤلاء: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ﴾ ، لا يُرى لهم في الأرض شاكِر، ولا لهم بالخير ذاكر. فالحقود الحَسود والجَموع المنوع والفاحِش البذيء وصاحب الظلم والكِبر والهوى والذي يعامل الناس بالغِلظة والقسوة والشدَّة يقطع الله الذّكر الحسَن عنه، ويبقى له البُغض في الأرض والذم من الخلقِ . كم طامعٍ بالثنـا من غير بذل يـد *** ومشتـهٍ حمده لـكن بمجّـانِ والناس أكيسُ من أن يمدحوا رجلاً *** حتى يـرَوا عنده آثـارَ إحسَانِ الحبّ يسرِي والحمدُ يَبقى والثناء والدعاءُ يدوم لمن عمَّ نفعُه وشمِل عطاؤُه وإحسانه وتواصَل برُّه وخيره، فقدِّموا لأنفسكم من الآثارِ الطيّبة والأعمالِ الصالحة والقُرَب والطاعات والإحسان ما لا ينقطِع بها عَمل ولا تقِف معها أجور، مع تواصل الدعواتِ الصادقة لكم منَ المسلمين على مرّ الأيام والأعوام. اللهم اجعلنا مباركين أينما كنّا، وحيثما كنّا . أسأل الله أن تكون أبوحسام من أولئك .
التعديل الأخير تم بواسطة شمس الأصيل ; 27 Apr 2012 الساعة 04:18 PM
|
25 Apr 2012, 04:25 PM | [ 2 ] | ||||||||
مراقب عام
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
شمس الله أسال ا يوفقكِ على التذكير باامور الدين وجزيتي خيراً |
||||||||
25 Apr 2012, 05:45 PM | [ 3 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
الله يبارك فيك ولايحرمك الاجر ربي يوفقك |
|||||||
25 Apr 2012, 09:10 PM | [ 4 ] | ||||||||
مشرفة المنتديات الأدبية والتعليمية
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
أسأل الله أن لا يحرمك أجر ذلك وفقك الله عزيزتي تحيااااااتي |
||||||||
25 Apr 2012, 09:43 PM | [ 5 ] | ||||||||
عضو جديد
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
أثابكِ الباري على جمال إجتهادك وحسن إنتقاءك للمواضيع الهادفه وجعلها الله لكَي فيها الخير الوفير والتوفيق المديد دمتَي بحفظ الله ورعايته |
||||||||
25 Apr 2012, 09:52 PM | [ 6 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
فكلنا في النهاية مغادرون وعن هذه الحياة راحلون ولن يبق لنا سوى الذكر الحسن بوركت يا شمس الأصيل |
||||||||
25 Apr 2012, 11:57 PM | [ 7 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
جعلنا الله واياكِ من اهل الدارين وبارك الله فيكِ شكرا شمس |
|||||||
26 Apr 2012, 01:31 PM | [ 8 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
آمين وجزاك الله خيرًا وبارك فيك |
|||||||||||||||||||||||||||
26 Apr 2012, 01:32 PM | [ 9 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
ولاحرمك الله الأجر أخيتي وبارك فيك |
|||||||||||||||||||||||||||
26 Apr 2012, 01:33 PM | [ 10 ] | |||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: لِـيَبْـقَ ذِكـْـرُكَ حَسَنٌ ...
وجزاك الله خيرًا أخيتي وبارك فيك |
|||||||||||||||||||||||||||