سلسلة دروس العقيدة 6

س 21/ ما حكم لبس الحلقة والخيط ونحوهما ؟
ج21 /الحلقة : قطعة مستديرة من حديد أو ذهب أو فضة أو نحاس أو نحو ذلك .
والخيط : معروف ، وقد يجعل من الصوف أو الكتان أو نحو ذلك .
وكانت العرب في الجاهلية تعلق هذا لدفع الضر أو جلب النفع أو اتقاء العين
قال الله تعالى (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ
ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر : 38 )
وقال تعالى ((قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً) (الإسراء : 56 ) .
عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً أُرَاهُ
قَالَ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ وَيْحَكَ مَا هَذِهِ قَالَ مِنْ الْوَاهِنَةِ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا
انْبِذْهَا عَنْكَ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا . رواه أحمد
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه
وتلا قوله تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) (يوسف : 106 )
وحكم لبس الحلقة والخيط ونحو ذلك محرم ، فإن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله
فهو مشرك شركاً أكبر ، لأنه اعتقد وجود مدبر مع الله تعالى . وإن اعتقد أن الأمر لله وحده
وأنها مجرد سبب فهو مشرك شركاً أصغر لأنه جعل ماليس سبباً سببا وهو ذريعة للشرك الأكبر .
س22/ ما معنى التبرك ؟
ج 22 /التبرك هو طلب البركة .
س23/ما أنواع التبرك ؟
ج 23/ طلب البركة لايخلو من أمرين :
1-أن يكون التبرك بأمر شرعي معلوم مثل القرآن
قال الله تعالى : (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) (الأنعام : 92 ) .
فمن بركته هدايته للقلوب وشفاؤه للصدور .
2-أن يكون التبرك بأمر غير مشروع ، كالتبرك بالأشجار والأحجار والقبور والقباب ونحو ذلك
فهذا كله من الشرك بالله تعالى .
فعن أبي واقد الليثي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ
لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا
ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا
قَالَ قَوْمُ مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) رواه الترمذي وصححه .
فقد دل الحديث على أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار ونحوها
من التبرك بها والعكوف عندها والذبح لها هو الشرك .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) إشارة إلى أن شيئاً من ذلك
سيقع في أمته صلى الله عليه وسلم ، وقد قال ذلك عليه الصلاة والسلام ناهياً ومحذراً .
س 24/ لماذا شرعت زيارة القبور ؟
ج 24/ شرعت زيارة القبور لأمرين عظيمين هما:
الأول : التزهيد في الدنيا وتذكير الآخرة والموت .
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ
عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ ) رواه ابن ماجه.
الثاني : الإحسان إلى الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم وطلب المغفرة لهم من الله تعالى .
عن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا
إِلَى الْمَقَابِرِ كَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
بِكُمْ لَاحِقُونَ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ . رواه مسلم وغيره .
س25/ ما هي الأعمال المنهي عنها التي تتعلق بالقبور ؟
ج 25/ كان الأمر في صدر الإسلام على منع زيارة القبور ثم جاءت مشروعية زيارة القبور
محددة أهدافها موضحة مقاصدها
فعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَيْتُكُمْ
عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا ) رواه مسلم
وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ
عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ ) رواه ابن ماجه
وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور
ثم أمر بزيارتها وقال صلى الله عليه وسلم : ( إَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ
فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا )
والمراد بالهجر كل أمر محظور شرعاً ، كالشرك بالله بدعاء المقبورين وسؤالهم
من دون الله تعالى والاستغاثة بهم وطلب المدد والغوث منهم .
-فمن الأمور المنهي عنها النَّهْيِ عَنْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ وَالنَّهْيِ عَنْ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ .
فعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ
وَهُوَ يَقُولُ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ
مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ ) رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنه قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) رواه البخاري ومسلم .
-ومن الأمور المنهي عنها أيضاً الذبح والنحر عند القبور : فإن كان تقرباً إلى المقبورين
ليقضوا حاجة الشخص فهو شرك أكبر ، وإن كان لغير ذلك فهو من البدع المحدثة ومن أعظم
ذرائع الشرك بالله
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا عقر في الإسلام)
قال عبدالرزاق كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة ) رواه أبو داود
-ومنها رفع القبور زيادة على التراب الخارج منها وتجصيصها والكتابة
عليها والبناء عليها والقعود عليها:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص
القبر وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه ، وأن يزاد عليه أو يكتب عليه ) رواه مسلم .
-ومنها الصلاة إلى القبور وعندها :
عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ) رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ) رواه أبوداود والترمذي وصححه الحاكم .
ومنها بناء المساجد عليها :
وهو من البدع وتقدم في حديث عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . رواه البخاري ومسلم.
-ومنها اتخاذها عيداً :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ
فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ ) رواه أبوداود وأحمد .
فكون المسلم يكرر الزيارة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم كل يوم من أجل السلام
فكأنه يتخذه عيداً ، فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأمر المسلم
أن يصلي ويسلم عليه وهو في أي مكان كان لأن لله تعالى ملائكة سياحين يبلغون
الرسول صلى الله عليه وسلم السلام .
-ومنها شد الرحال إلى القبور :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) رواه البخاري ومسلم .

جزالك الله الف خير على هذه السلسله الرائعه

طلال الشدادي
جزاك الله كل خير على هذه الدروس المفيدة
والتي يحتاجها كل مسلم ليكون على بينة من أمر دينه
وحتى يعرف الشرك يحذر من الوقوع فيه
اسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك

دمت محب للخير وعليه دال
أبو حسام

الصقر الجريح ، الريان : أشكر لكم قراءة الموضوع ..... حياكم الله

جـــــــــزااااكـ الله كل خير

جزاك الله كل خير اخي طلال

وبارك الله فيك

كل الود

حياكم الله جميعاً ، وبارك الله فيكم

جزاك الله خير اخويه طلال ولك كل التحيات...مشكووووووووووووووووووووووووور

جزاكِ الله كل خير لطرحك

تحياتي ومودتي الك