آيات للسائلين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر ابن تيمية أن في سورة يوسف أكثر من ألف فائدة ..
لكنه لم يذكر الفوائد ..
وقمت بالبحث في أشرطة الشيخ [ ناصر العمر ]
والدكتور [ طارق السويدان ] .. وفي بعض التفاسير
فوجدت فوائد كثيرة سأطرحها لكم هنا بإذن الله على عدة حلقات .. لكن أُريد مشاركتكم معي .. فأنا سأطرح تفسير الآية وأُبين مصدر التفاسير .. وأُريد منكم مشاركتي باستخراج الفوائد التي ترونها في الآية .

ذكر المفسرون أن سورة يوسف نزلت في وقت كانت الأمة ، وكانت الدعوة تمر بمحنة عظيمة
فنزلت هذه السورة وهي مكية من أجل الإجابة على كثير من الأسئلة والإشكالات التي كانت تواجه المسلمين في تلكـ الأزمة التي مرت بهم في مكة .
" لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ "
لم يقل " آية " بل قال " آيات " .. نكرة
الله أعلم كم عددها .. يصعب إحصاؤها .. وسنرى بعضها
نحن الآن نمر بمحن عظيمة جداً ..
وتعلمون قصة يوسف في السبع السنوات الرخاء ، والسبع السنوات الشداد .. وكيف اُجتيزت المحنة
الأمة عموماً .. وبلادنا خصوصاً .. مقبلة على بلاء ومحنة
الأعداء أعلنوا عن أهدافهم .. لم يعد سراً !!
إذاً هناك أسئلة تواجهنا صباح ، مساء
كلُُ منا عنده إشكالات في هذا الأمر .. تجدون بإذن الله الإجابة على كثير من أسئلتكم في هذه السورة ..
سأذكر لكم نماذج من قصة يوسف ، وستلحظون مقدار ارتباطها بواقعنا الآن .. وبإجابتها على أسئلة كثيرة نمر بها :
إما في واقعنا الشخصي ، أو في بيتك ، مع زوجتك ، ومع أسرتك ، أو في مجتمعك ، أو مع عدوك .
نريد أن نربط واقعنا المعاصر بالقرآن
نريد أن نحل مشاكلنا الخاصة حتى مع ابناءنا ، عائلتنا ، جيراننا .. بالقرآن
ومن النماذج :
ـ ارتباط بين المشكلات القديمة والحاضرة : فمشكلات الأمم السابقة لها أصول ، وجذور موجودة اليوم .
ولذلك ذكر الله قصة يوسف حتى تكون مخرج للأمة من مشكلات كانت تواجهها .
كما أن المشكلات من الظلمة والطواغيت على مر التاريخ متشابهة
ووجد حلها بالقرآن :
" أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ " [ الذاريات : 53 ]
كأنهم تواصوا به .. وهم لم يتواصوا به .
ـ إذا خلا رجل بامرأة قدراً .. إذا واجه الإنسان مشكلة مع أخوانه .. مع ابناءه .. كيف يحل المشكلة ؟
ـ إذا واجهت الأمة مشكلة كالسبع الشداد .. كيف تحلها ؟
وجدت في سورة يوسف أن كل أمرٍ صعب وشديد .. كانت عاقبته إلى خير
كيف استطاع يوسف ويعقوب عليه السلام .. بل الأمة نفسها في مصر أن يخرجوا من هذه المحن ؟
ننظر للمحن التي نحن الآن فيها .. ونسلك فيها نفس المسلك بقواعده وأصوله ، ونخرج منها بإذن الله .
ـ التلازم بين الشدة والفرج : مطرد في هذه السورة .. إطراد عجيب بين الشدة والفرج ، كلما جاءت شدة يعقبها الفرج .
نحن نعاني شدة على المستوى الشخصي ، العام ، على مستوى بلادنا ، وبلاد المسلمين .. كيف نحلها ؟
كل هذا موجود في سورة يوسف .
ـ التفاؤل : سواء ليعقوب عليه السلام ، أو في حياة يوسف ، أو في حياة غيره .. وتأثير هذا التفاؤل على حياة الأمة .
ـ اللاءات الثلاث : لا استعجال ، لا تنازل ، لا يأس .. والداعية إلى الله سبحانه وتعالى ، لا يستعجل ، ولا يتنازل عن منهجه ، ولا ييأس .
ـ حسن الظن بالله جلَّ وعلا .
ـ وقفات تربوية عجيبة .
ـ ضبط اللسان ، وعفته .
ـ وقفات نفسية .
ـ كظم الغيظ وعدم جرح المشاعر .
ـ كيف نتعامل مع من يُخطيء علينا ؟
ـ المنح والمحن .
ـ فن استثمار الفرص الشرعية .
ـ الأخذ بالأسباب .
ـ قواعد وأصول في سياسة الراعي والرعية .
ـ أصول ومنطلقات في إدارة الأزمات .
ـ تحكيم شريعة الله جلَّ وعلا في سورة يوسف .
ـ الرؤيا والأسلوب الشرعي في فهمها .
ـ المكر وعاقبته ، والظلم .
ـ التوبة والاستغفار ، وأثرهما في الحياة .
فهل من مُتابع ؟

الله يجزاك كل خيـــــــــر

وجعله في موازييــــن حسناتك
يعطيك العافيه

الله يعافيك بنت ديرتي ..
وجزاك الله خير على حضورك ..

الله يجزاك كل خير أختي
جواهر
ويبارك في جميع ما تقدمينه هنا من مشاركات هادفة
ونصائح ومواعظ ومشاركات نافعة
والله لا يحرمك أجرها وثوابها

جزاك الله خير
وجعلها في موازين حسناتك

جزيتي الفردوس الأعلى
وجعل ما كتبتي في ميزان حسناتك

بارك الله فيك السلطان ..
وجزاك الجنة على حضورك ..

وياك يا غلا ..
ألف شكر على هالتواصل ..

بارك الله فيك قطرة ندى
الله يجزاك خير على هالحضور .. وعلى دعواتك الطيبة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

مدخل إلى سورة يوسف :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ..أما بعد :

فإن من أجل العلوم وأشرفها علم التفسير ؛ لأنه متعلق بكتاب الله تعالى ، ونحن ندرس التفسير لأمور منها :

أولاً : لأننا مقصرون فيما يتعلق بتفسير كتاب ربنا .

ثانياً : أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً : كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ) لكن كيف نتمسك بالقرآن والسنة ونحن لم نفهمهما بعد ؟

إذاً لابد علينا من فهم القرآن ، وذلك لا يتأتى إلا من خلال التفسير كما في الحديث : ( فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ) والقرآن شأنه عظيم .

والتفسير كما قال العلماء نوعان : تفسير تحليلي ، وتفسير موضوعي .

فالتفسير التحليلي هو أن يأخذ الآية ويذكر ما فيها من إعراب وقراءات ، وما فيها من أوجه وفوائد .
وأما التفسير الموضوعي فهو تفسير العصر .

والتفسير التحليلي قد خُدِمَ خدمةً عظيمة من العلماء ، وأغلب المصنفات الموجودة في المكتبات هي من هذا النوع ، بحيث يبدأ تفسير القرآن من أوله إلى آخره ، وهو تفسير عظيم ولا شك ، بل لا نستطيع أن نفهم التفسير الموضوعي إلا بعد فهم التفسير التحليلي ؛ لأن التفسير الموضوعي مبني على التفسير التحليلي الذي يعتني بفهم الآيات وكلام السلف فيها وتفسيرها بالمأثور .

وميزة التفسير الموضوعي أنه علاج لمشكلاتنا المعاصرة التي نعيشها اليوم .

أما بالنسبة لسورة يوسف فيكفي أن ابن القيم رحمه الله ذكر أن فيها أكثر من ألف فائدة ولكنه لم يذكرها .

سبب اختيار تفسير سورة يوسف من بين سور القرآن :

وهنا يأتي السؤال : لماذا اخترت سورة يوسف ؟
أولاً : سورة من سور القرآن ، فيكفي ذلك سبباً لاختيارها ، لكن لماذا اخترتها الآن ، وفي عصرنا هذا بالذات ؟

والجواب : لقد ذكر المفسرون أنها أنزلت في وقت كانت فيه الأمة والدعوة تمر بمحنة عظيمة ، فنزلت هذه السورة المكية من أجل الإجابة على كثير من الأسئلة والإشكالات التي كانت تواجه المسلمين في تلك الأزمة التي مرت بهم في مكة قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ " فلم يقل الله : ( آية ) بل ( آيات ) ، وهي نكرة تفيد العموم فلا يعلم عددها وإحصاءها إلا الله تعالى ، وسنرى بعضها من خلال هذه السورة .

ومن خلال هذه السورة نعرف قصة يوسف في السبع السنوات الرخاء والسبع السنوات الشداد ، وكيف اجتيزت هذه المحنة ، والأمة مقبلة عموماً وفي بلادنا خصوصاً على بلاء ومحنة ، والأعداء قد أعلنوا عن أهدافهم ولم تعد سراً .

وإذا كان هناك أسئلة تواجهنا صباح مساء ، وكل واحد منا عنده إشكالات ، فإننا سنجد بإذن الله كثيراً من الإجابات عليها من خلال هذه السورة الكريمة .

وسنتناول التفسير الموضوعي من خلال هذه السورة ، ليس بالتتبع لآيات السورة آية آية ، وإنما نقف مع مواضيع شتى من خلال هذه السورة ، وقد أربط ببعض الموضوعات من خارج السورة ، ولكن ستكون سورة يوسف هي الأصل ، وسنبين أهمية هذه السورة، وسأذكر نماذج وفوائد تربوية من خلال هذه السورة، وسنلحظ مقدار ارتباطها بواقعنا اليوم ، وبإجابتها على أسئلة كثيرة نمر بها : إما في واقعنا الشخصي أو في بيوتنا مع زوجاتنا وأسرنا أو مع مجتمعنا أو مع أعدائنا ، وموضوعات شتى عجيبة وعظيمة نلمسها من هذه السورة الكريمة .

في المرة القادمة بإذن الله سنبدأ من الآية الأولى في سورة يوسف ..