|
|||||||||||||||||
قل الخوف من الله.
قال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 44
لقد بعد كثيراً من الناس عن الله, وتجرؤ عليه بأنواع المعاصي والذنوب التي ما ارتكبها هؤلاء الناس إلا بسبب ضعف جانب الخوف من الله في قلوبهم وبسبب غفلتهم عن الله ونسيان الدار الآخرة، فالخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وقلّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية. اتقوا الله ربكم، فإن عذابه أليم، وأخذه شديد، إنه سوط الله يقوّم به الشاردين عن بابه، ويردهم به إلى رحابه، كم فك الله به من أسير شهوة ملكت عليه نفسه وأبعدته عن ربه، كم أطلق من سجينِ لذَّاتٍ أطبقت عليه سُرادقها، وكم كسر من قيود مستعبِدٍ لهواه متألِّهٍ له من دون الله، كم أعان على خلق كريم، وكم كف عن خلق ذميم، كم أطفأ من نار حسد وحقد، وكم منع من إساءة وتعدٍّ وظلم، كم أيقظ من غافل عاش طول عمره في الشهوات معرضًا عن الله - تعالى - والدار الآخرة، كم به من زانية عفَّت، وغانية تنسَّكَت. إنه سمة المؤمنين وآية المتقين، وهو طريق الأمن في الآخرة. و لو خشيت الأمة ربها وخافت وعيده لما تخلفت عن الصلوات واتبعت الشهوات، حينما قل خوف الله رأينا ما رأينا من مشاهد الاستخفاف بالأخلاق والقيم , وم أن ضعف خوف الله عند بعض نسائنا تساهلنا بالحجاب، وتعرينا من الحياء بعد أن تعرينا من اللباس! أتخمت البيوت بالمعاصي، ومُلئت العقول بالشبهات، وأُترعت النفوس بالشهوات، تُسمَع المعصية وقلّ من ينكرها، ويشاهد المنكر وكأنه المعروف، يُجالَس صاحب المعصية، ويؤاكَل ويشارَب مرتكب الكبيرة دون حرج في النفس من فعله، أو إنكار في القلب لسلوكه. هذه حالنا يوم أن ضعف خوف الله من قلوبنا، وقلت هيبة الله في نفوسنا. الخائف من الله يبادر بالخيرات قبل الممات، ويغتنم الأيام والساعات، الخائف من الله ذاكر للهِ سبحانه، وخاشع متذلل منكسر بين يديه، وبالجملة؛ فإن الخائف من الله - تعالى - ملتزم تقواه ظاهرًا وباطنًا، مبادرًا إليه بجميع الخيرات التي تبلّغه مأمنه، كما في الحديث: "مَن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة، ألا إن سلعة الله غالية! ألا إن سلعة الله الجنة!". لماذا لا نخاف من الله مثلهم؟! ﴿ إِنّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]، وخافه سيد الورى وخير من وطئ الثرى فقال: "والله إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية!"، وخافه الصالحون من عباده ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنفال: 2]، ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 83]، ﴿ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37]، ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58]. م/ل
|
21 Apr 2013, 09:02 PM | [ 2 ] | |||||||
ممنوع من المشاركة
|
رد: قل الخوف من الله.
جزاك الله عنا كل خير . طبت وطاب منقولك . لاهنت ولا هان غاليك . |
|||||||
21 Apr 2013, 09:10 PM | [ 3 ] | ||||||||
|
رد: قل الخوف من الله.
بارك الله فيك وبورك في جهودك الطيب ووفقك الرحمن لكل خير نسأل الله الهدايه للجميع اللهم املا قلوبنا الخوف والخشية منك اللهم اهدنا وجميع المسلمين اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه |
||||||||
21 Apr 2013, 09:15 PM | [ 4 ] | ||||||||
|
رد: قل الخوف من الله.
بارك الله فيك أخوي
وجعله في ميزان حسناتك |
||||||||
21 Apr 2013, 10:02 PM | [ 5 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: قل الخوف من الله.
وهذا والله ما نجد عليه الكثير من الناس في هذا الزمن الذي كثر فيه الفساد وظهرت فيه الفتن فرحماك يا الله شكراً أبا محمد |
||||||||
23 Apr 2013, 05:04 PM | [ 6 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: قل الخوف من الله.
اللهم ارحمنا برحمتك والطف بأحوالنا جزيت خيـــــرآ اخي الكريــــم ونفع بك دمت بحفظ الله |
|||||||