آيـــات للســـائلـــيـــن [ 16 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

" إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "

" إِذْ قَالُوا " : فيما بينهم : " لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ " بنيامين ، أي شقيقه ، وإلا فكلهم أخوة ، " أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ " أي : جماعة ، فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة ، " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " ، أي : لفي خطأ بيّن ، حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه ، ولا أمر نشاهده .

* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله .

.

.

وقفات تربوية عملية مهمة :

1 ـ منشأ ما حدث الحسد !

والحسد له آثاره العظيمة .. وما جاء الحسد للحاسد بخير أبداً ..

ويكفينا هذه القصة التي بين أيدينا .. هل استفاد أخوة يوسف من هذا الحسد ؟

هم قالوا : " اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ "

السؤال هنا : هل خلا لهم وجه أبيهم ؟

أبداً .. بل تغير عليهم أشد مما كان سابقاً ، وأصبح يعيش في هم وحزن ..

فالحسد يأتي بنقيض ما يزيده الحاسد .

قاعدة ثابتة .. النار تأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكل .. سبحان الله !

لذا احذروا من الحسد ، فأثره على الحاسد أعظم من أثره على المحسود .. وهذا ثابت عقلاً ، وطبعاً ، وشرعاً ، وواقعاً ..

2 ـ وقعوا في خطأ عندما قالوا : " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ "

فكان تخطئة أبيهم هو الخطأ بعينه .. ولذلك فليتنبه من يُخطيء من هو أعلم منه .. من والد ، أو والدة ، أو معلم ، أو شيخ ..

انظروا ماذا فعل أخوة يوسف .. قالوا : " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " أي بحبه ليوسف !

وهم من وقع في الخطأ والضلال .

لذا يجب عدم التعصب لأفراد ، وأن نعرض أقوالهم وأفعالهم على الحق .. وفي الوقت نفسه لا نتعجل بتخطئتهم .. خاصةً من سبقنا علماً ، أو سناً ، أو من له حقُ علينا .. كأب ، أو أم ، أو أخ ..

قاعدة : المقدمات الفاسدة تؤدي إلى نتائج فاسدة .

لما اعتقدوا أن آباهم في ضلال مبين .. ماذا ترتب على ذلك ؟

ترتب عليه ، أن يفعلوا بيوسف ما فعلوا .. حتى يخلو لهم وجه أبيهم .. أي يصلحوا الخطأ الذي وقع فيه أبيهم كما يدّعون .. هذه مقدمة فاسدة .. أدت إلى نتيجة فاسدة ..

قاعدة شرعية عظيمة : " إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "

3 ـ قصة حب يعقوب ليوسف عليه السلام وأخيه ، خاض فيها من خاض .. وهناك من قال إن يعقوب عليه السلام وقع في الخطأ .. وهذا في كتب بعض المفسرين ، والحقيقة أن يعقوب عليه السلام لم يُخطيء أبداً .. وكان حبه ليوسف طبيعي ، له مبرارته الشرعية والعقلية التي لا تُنازع .. ولو أن أحداً منا حصل لأحد أبنائه جزء يسير مما حصل ليوسف لأحبه وفضله على أخوانه ..

ما هي هذه المبررات الشرعية ؟ .. سيكون موضوعنا في المرة القادمة بإذن الله ..

بارك الله فيك أختي المتميزة
جواهر

وأثابك خيراً جزيلاً لنشر هذه الفضائل
وهذه الدرر التوعوية الهادفة

جزااك الله الف خير ياجواهر
والله يعطيك الف عااااااافية

الله يجزاك كل خير ويبارك في جهودك يارب

..................

جزاك الله خير السلطان
أشكر لك حضورك ..

وياك راؤولة عسير
والله يعافيك على الحضور ..

وياك سديم ..
أشكر لك حضورك يا الغلا ..

جزيتي خيرا ً غاليتي

وفقنا الله وإياك لكل خير .

جزاك الله خير ياجواهر

وجعل ممانقلتيه في ميزان حسناتك