اعلام قبيلة بني الحارث بن كعب

الملف الشخصي للكاتب · توقيع : فتى الحجارية

الحمدالله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وجعلنا منهم . . آمين . . . وبعد:

فإن هذا الموضوع أيه القارئ الكريم فيه جملة من الأخبار عن أعلام قبيلة بني الحارث بن كعب تلك القبيلة الذي وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام برجال الهند بجمالهم، وقال عنهم أيضاً كيف كنتم تغلبون الناس يابني الحارث؟

وكانت هذه القبيلة العريقة أماً لأبطال انتصرو على أعدائهم، وبلغوا بالأسلام إلى أقاصي الدنيا، وصدت لإعداء الأسلام، بل انبرت لهم فهزمتهم وقالت:
((ان مني أيضاً العلماء الأفاضل، والمحدثون الأماثل، والشعراء الفطاحل، وغير هذا الكثير والكثير))

لذلك تعهدت بإن أحاول فك غطاء وعاء تاريخ القبيلة العظيم، وكشف للناس عن وجهها الصبيح الوضاء!!؟

فأرجو أن أقدم شيئاً وفاءاً بالوعد، وأدعو باقي أبناء القبيلة إلى الكشف عن معطياتها، عسى أن نقدم بعض ما علينا لها، والله المستعان، وعليه التكلان، وهو ولينا واليه المصير.

منهجي في البحث

لقد رسمت خطة البحث لهذا الموضوع، ورأيت أن يكون على النحو التالي:

الــمـقــدمـــة : وفيها مضمون الموضوع

أعلام القبيلة : وينقسم إلى أربع أبواب:
الباب الأول: الصحابة
الباب الثاني: الصفوة المختارة
الباب الثالث: المحدثون
الباب الرابع: الشعراء

الـخــاتـمــة : وفيها خلاصة الموضوع

أعلام قبيلة بني الحارث بن كعب

البـــاب الأول(1)

الصحابــــــــــة

أن من فضل الله عزوجل ومنته لهذه القبيلة الكريمة انه جعلها أماً لكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهم ممن انفرد وفدهم بقبول البشرى، التي عرضها المصطفى الكريم، رغم رفض غيرهم، وقال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فقهاء،، حكماء،، كادوا من فقههم أن يكونوا انبياء) وقال: (بماذا كنتم تغلبون الناس يا بني الحارث). ووصفهم بقوله: (من هؤلاء الذين كأنهم من رجال الهند)

بشير الحارثي
هو الصحابي: بشير بن مديك الحارثي، يكنى أبا عصام
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (مرحباً ما اسمك)؟ فقال: اسمي أكبرا فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم بشيرا

قال ابن الأثير: ((له رؤيه ولأبيه صحبة، وابنه صالح بن بشير))

يروي عنه الزهري، وقال في موضع قبله:
((وفدني قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم باسلامهم فدخلت عليه فقال: (من أين أقبلت) قلت: أنا وافد قومي بنو الحارث بن كعب، إليك بالإسلام فقال: (مرحباً، ما اسمك) قلت: اسمي أكبرا، قال: (أنت بشير . . . )

حصين بن زيد
هو الصحابي الجليل: حصين بن زيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي

قال ابن الأثير:
((يقال له ذو العضة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، عاش طويلاً رأس بني الحارث بن كعب مائة سنة وكان له في حلقة شبه الحوصلة فقيل له ذو العضة))

خالد الحارثي
هو الصحابي الجليل: خالد بن الأحدب الحارثي

قال الحافظ:
((روى عبدالله من طريق ثابت بن عمارة، عن خالد الأحدب -وكانت له صحبة- قال:
((جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كان لي أخوان، أما أحدهما فإني كنت أحبه لله تعالى ولرسوله، وأما الآخر فإني كنت أبغضه لله تعالى ولرسوله . . . وذكر الحديث))

الربيع بن زياد
هو الصحابي الجليل أمير خراسان: الربيع بن زياد بن الربيع الحارثي

قال أبو عمر ابن عبدالبر:
((كان فاضلاً جليلاً، له صحبة))

استخلفه أبو موسى سنة سبع عشرة، على قتال مناذرة، فافتتحها عنوة، وقتل وسبى، وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد

ولما صار الأمر إلى معاوية، وعزل عبدالرحمن بن سمرة عن سجستان، ولا ها الربيع، فأظهره الله على الترك، وبقي أميراً على سجستان إلى أن مات المغيرة بن شعبة وكان أميراً على الكوفة

فولي معاوية الكوفة زياداً مع البصرة، جمع لع العراقيين، فعزل زياد الربيه بن زياد الحارثي عن جستان، وولاها عبدالله بن أبي بكرة، وبعده الربيع بن زياد، إلى خراسان فغزا بلخ

وقال زياد: ما قرأت مثل ما كتب الربيع بن زياد الحارثي، ماكتب قط إلا في اختيار منفعة أو دغع مضرة، ولا كان في موكب قط فتقدم عنان دابته دابتي، ولامست ركبته ركبتي

وفات الربيع:
كان عاملاً لمعاوية على خراسان، وكان الحسب بن أبي الحسن كاتبه، فلما بلغ قتل معاوية: حجر بن عدي دها الله عزوجل فقال:
((اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل)) فلم يبرح مجلسه حتى مات. وكان ذاك سنة احدى وخمسين للهجرة

شريح بن هانيء
هو: شريح بن هانيء بن يزيد الحارث بن تهيك بن الحارث بن كعب الحارثي، يكنى أبو المقدام

قال الحافظ:
((أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يهاجر إلا بعده، وفد أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أكبر ولده، فقال: شريح، فقال أنت ابو شريح))

ولشيرح رواية عند مسلم وغيره، عن عائشة، وعلي وبلال وغيرهم رضوان الله عليهم

كان من أصحاب علي رضي الله عنه، وقد بعش الخليفه الرابع في التحكيم أبا موسى، ومعه أربعمائة رجل، عليهم شريح بن هانيء ومعهم عبدالله بن العباس فصلى بهم . . . عدة يعقوب بن سفيان في أمراء علي في وقعة الجمل مع علي كرم الله وجهه

وقال القاسم:
((ما رأيـت أفضل منه))

زياد الحارثي
هو الصحابي: زياد بن النضر أبو الأوبر الحارثي يكنى أبا عائشة

قال الحافظ:
((له ادراك، وروايه عن أبي هريرة، وعن الشعبي وعبدالملك بن عمير وغيرهما))

ذكر الحافظ خبر لزياد قصة في الجاهلي، وخبر آخر في علاج حمى الربع
لا يتسع ذكرهما هنا

شداد القناني
هو الصحابي: شداد بن عبدالله القناني الحارثي

قال ابن سعد:
((كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد من نجران))

الطفيل بن يزيد
هو الصحابي الجليل: الطفيل بن زيد الحارثي

عمر طويلاً في الجاهلية والإسلام، قال الحافظ:
((له وفادة . . . قال عمر رضي الله عنه لجلسائه: هل فيكم أحد وقع له خبر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فقال الطفيل، وكان قد أتت عليه سبعون بعد المائة سنة: نعم يا أمير المؤمنيين وكان المأمون بن معاوية على ما بلغك من كهانته . . . فذكر الحديث، في انذار النبي صلى الله عليه وسلم وقوله:
((ياليتني أني ألحقه، وليتني لا أسبقه))، وقال وكان نصرانياً، قال الطفيل: فأتانا خبر النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن بتهامة، فقلت: يانفس، هذا ذاك الذي أنذر به المأمون، قال:
((ومن أحب الأيام إلى أن وفدت فأسلمت))

عبدالله بن الحرث
هو الصحابي الجليل وسيد أهل نجران: عبدالله بن الحرث بن أنس بن الديان الحارثي

قال الحافظ:
((قام عبدالحارث بن أنس في أهل نرجان إذ بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلوم وهموا بالردة وكان سيداً فيهم فقال:
يا أهل نرجان من أمركم بالثبات على هذا الدين فقد نصحكم، ومن أمركم أن تزيغوا فقد غشكم، إلى أن قال: وإنما كان نبي الله عارية بين ظهركم، فأتى عليه أجله، وبقي الكتاب الذي جاء به، فأمره أمر ونهيه نهي، إلى يوم القبامة ثم أنشد أبياتاً منها:
نحـن بحمد الله هامـــــة مذحـج
بنو الحرث الخير الذين هم مدر
ونحن على دين النبي نرى الذي
نهانا حرامنا منه والأمر ما أمـر

عبدالله بن ثعلبة
هو الصحابي: عبدالله بن ثعلبة أبو امامة الحارثي. مشهور كنيته (أبو امامة)

قال الحافظ:
((حكى عن البغوي عن أحمد: أن اسمه عبدالله، والمشهور أن اسمه اياس))

عبدالله بن عبدالمدان
هو الصحابي الجليل: عبدالله بن عبدالمدان يزيد بن قطن بن زياد الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي

قال ابن سعد:
((كان عبدالله في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه: عبدالحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنت)؟ قال: أنا عبدالحجر، فقال: (أنت عبدالله)، وأخوة يزيد بن عبدالمدان

عبدالله بن قريط
هو الصحابي الجليل: عبدالله بن قريط الحارثي

قال ابن الأثير:
((ذكره ابن اسحاق فيمن، وفد من بني الحارث بن كعب على النبي صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد فأسلموا وذلك سنة عشر))

عبدالله الحارثي
هو الصحابي الجليل: عبدالله بن هانىء بن يزيد الحارثي

أخو شريح بن هانيء المتقدم ذكره، وفد هو وأخوته مع أبيهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وهم صغاراً، قال ابن الأثير:
((عن المقدام بن شريح بن هانيء أنه لما على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مالك من الولد)؟، فقال: شريح وعبدالله ومسلم، وقال: (فمن أكبرهم)، قال شريح، قال: (أنت أبو شريح)، ذكره البخاري فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم

عمرو الضبابي
هو الصحابي الجليل: عمرو بن عبدالله الضبابي الحارثي

قال الحافظ:
(ذكر العدوي وابن سعد عن الواقدي، أن له وفادة، وفي ترجمة قيس بن الحصين، قال:
((أسلم بنو الحارث: فأوفدهم خالد بن الوليد: ومنهم عمرو بن عبدالله . . لما وفدوا وشهدوا شهادة الحق قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (م الذي تغلبوا به الناس وتقهرونهم)؟ قالوا: لم نقل فنذل ولم نكثر فنتحاشد، ونتخاذل، ونجتمع، ولا نفترق، ولا نبدأ بظلم أحد ونصبر عند الناس، فقال: (صدقت)

عمرو بن عمرو
هو الصحابي الجليل: عمرو بن عمرو الحارثي
لم أجد له غير هذا

عمير النجراني
هو الصحابي: عمير بن الحصين النجراني الحارثي

قال الحافظ:
((انه مات النبي صلى الله عليه وسلم وتسارع الناس، ومنهم أهل نجران إل الردة قام فيهم، فقال:

((أنكم لأن تزدادوا من هذا الأمر أحوج إلى أن تنتقضوه، فإن في الانكار الشك بعد اليقين، ودينكم اليوم دينكم بالأمس، فكونوا عليه، حتى تخرجوا به إلى رض الله تعالى ونوره ثم أنشدهم:
أهــل نجران أمسكوا بهدى الله
وكــونــوا يداً على الــكــفـــــار
لا تصيروا بعد اليقين إلى الشك
وبــعــد الــرضـا إلــى الانـكــار
واسـتـقيـمـوا على الـطريقة فيه
لتـكــونـوا كهــيئـة الأنــصــــار))

قيس بن الحصين
هو الصحابي الجليل: قيس بن الحصين بن ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي

قال ابن سعد:
((وفد قيس بن الحصين مع خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، على بني الحارث وكتب له كتاباً وأجازه باثنتي عشرة أوقيه ونش، وانصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم نجران، فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم))