تأملات قرآنية [ 13 / 14 ]

{ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سَمُّوهُم }
الرعد – 33

في معرفة أسماء الإله وصفاته الدليل الجليّ البيّن على حق عبوديته من عدمها
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إن لله تسعة وتسعين اسماً , مائة إلا واحداً , من أحصاها دخل الجنة }
ومعنى أحصاها :
عَدَّها وحَفِظَها ، وتَضَمَّن ذلك الإيمان بها ، والتعظيم لها ، والرغبة فيها ، والعبرة في معانيها
فإحصاؤها يورث الخشية وتقدير الله تعالى حق قدره , فتكون العبادة الحقة
وقد ذم الله تعالى المشركين في قوله :
{ وما قدروا الله حق قدره }
حينما لم يعلموا الله حق المعرفة فلم يقدروه حق التقدير.

في قول الله تعالى:{ أيتها العير إنكم لسارقون } يوسف

وصفهم بالسرقة مع أنهم لم يسرقوا، بل هو الذي أدخله في وعاء أخيه.
ولكن - والله أعلم- أنه يقصد أنهم سرقوه من أبيه من قبل ..
ثم إنه لم يقل " سرقتم الصواع " وإنما قال " نفقد صواع الملك "؛ لأنه كان غير واجد له فكان فاقد له بلا شك .

{ مثل الجنة التي وُعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار }
الرعد – 35


ذكر ابن القيم - رحمه الله - مفاتحاً للخير كثيرة
وكان من تلك المفاتح , مفتاح التوفيق : الرغبة والرهبة
فلما كانت الجنة الهدف المنشود ,
سعى المؤمنون لها في الدنيا بخشية الله ( الرهبة ) , وطمعاً في رضاه ( الرغبة )
وذلكما التقوى , حيث قال تعالى :
{ التي وعد المتقون } , { تلك عقبى الذين اتقوا }
فوفقهم الله لبلوغ الهدف
{ وعقبى الكافرين النار }
رغبوا بالجنة ولكنهم أخلوا بشرط الرهبة فكانت النار عقباهم نسأل الله السلامة.

" تأملات قرآنية "
الجزء الرابع عشر

سورة الحِجِر من ( 1 ) إلى ( 99 ) آخر السورة .

سورة النحل من ( 1 ) إلى ( 128 ) آخر السورة .

سورة الحِجِر - مكية - عدد آياتها 99

سورة النحل سورة مكية و عدد آياتها 128
هذه السورة تسمى سورة النعم، فإن الله ذكر في أولها أصول النعم وقواعدها،
وفي آخرها متمماتها ومكملاتها .
وسميت هذه السورة الكريمة "سورة النحل" لاشتمالها على تلك العبرة البليغة
التي تشير إلى عجيب صنع الخالق، وتدلُّ على الألوهية بهذا الصنع العجيب ،
و محور السورة و هدفها يدور حول نعم الله التي لا تعد و لاتحصى .

( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) الحجر3
قال بعض أهل العلم : ( ذرهم تهديد ) وقوله ( فسوف يعلمون ) تهديد آخر ،
فمتى يهنأ العيش بين تهديدين ؟

ليدبروا آياته / تفسير البغوي .

{ إنما سكرت أبصارنا } الحجر 15
أي: أصابها سكر وغشاوة حتى رأينا ما لم نر،
{ بل نحن قوم مسحورون } أي: ليس هذا بحقيقة، بل هذا سحر،
وقوم وصلت بهم الحال إلى هذا الإنكار، فإنهم لا مطمع فيهم ولا رجاء،

تيسير الكريم الرحمن / ابن سعدي

تدبر قوله تعالى : ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ) الحجر 21
فهو : متضمن لكنز من الكنوز ، وهو أن كل شيء لا يطلب إلا من عنده خزائنه ،
ومفاتيح تلك الخزائن بيده ، وإن طلب من غيره طلب ممن ليس عنده ، ولا يقدر عليه ! .

ليدبروا آياته / الفوائد / ابن القيم .

{ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } الحجر 26
أي: من طين قد يبس بعد ما خمر حتى صار له صلصلة وصوت،
كصوت الفخار، والحمأ المسنون: الطين المتغير لونه وريحه من طول مكثه.

تيسير الكريم الرحمن / ابن سعدي

تأمل قوله تعالى : ( قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين ) الحجر32
ففيه : أن تخلف الإنسان عن العمل الصالح وحده أكبر وأعظم .

ليدبروا آياته / محمد بن عبدالوهاب .

{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر 44
أي: إبليس وجنوده،
{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } كل باب أسفل من الآخر،
{ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ } أي: من أتباع إبليس
{ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } بحسب أعمالهم.
قال الله تعالى: { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } .

تيسير الكريم الرحمن / ابن سعدي