ولله في( بدوه) شؤون
يقولون إن الأم الحجازية إذا أرادت أن تدعو لابنتها بالسعادة ترفع يديها إلى السماء وتقول: "الله يرزقك حب بدوي".
وقد قلّبت هذا الدعاء على وجوهه فوجدت أن لديه مصداقية، خاصة إذا تعلق الأمر بمدى صفاء البدوي من أمثالي حين يحب وحين يكره أيضا. لا تجد بدوي يقول أحببت قبل أن يحب ولا تجده يصانع من يكره أو يقترب منه في حدود منطقة رمادية. المسائل عند البدوي بيضاء أو سوداء، وأنت رجل بمقدار ما تكون مثل شمس الصحراء: دافئ إذا لجأ إليك بردان وحارق إذا وقع تحت عينك شيء من قلة المروءة.
ثم إن البدوي يرفع من شأن قلبه حتى لو أورده المهالك العاطفية، ففطرته لا تسمح بأقل من التضحية في سبيل المحبوبة. وسبب ذلك أنه لا يقدر على المماحكة ووضع البدائل، ولذلك تجده تاريخياً من أيام قيس بن الملوح إلى محسن الهزاني يدفع حياته ثمنا لاستحالة الوصول إلى مظاعن الحبيبة. وقد يهيم على وجهه جنونا وقلة حيلة لأن أهلها سيجوا بيتها بالسلاح والرقباء.
جربوا مع بدوي أعرفه الثواب والعقاب في الحب ولم ينجحوا في صرفه عن الحبيبة، التي كانت "تشويه" ليل نهار بمواقفها الصاخبة، التي لم تكن تدل على حب من طرفها بقدر ما كانت تتسلى برجل خضع قلبا وقالبا لمشيئتها ومزاجها.
كانت المسألة معه مقلوبة حيث كان أهله لا يرون في الحبيبة ما يؤهلها، أصلا وفصلا، لنسبهم. قال أبوه: أزوجك (ست ستها)،
فقال له: أريد جاريتها. قال أبوه: أشتري لك بيتا فخما في أرقى حي إذا نسيتها وتزوجت ابنة عمك. قال: أعطني خيمة في أوضع حي وزوجني إياها.
قالت أمه: استعذ بالله وخذ إشرب هذا الماء المقروء فيه. قال: نفخة من فمها اللذيذ تعيد إلي صوابي ورشدي وبقية حياتي.
قال له قارئ البخت: أنت مسكون بعمل مدفون في قاع شجرة عوشز. قال: المسكون بالعمل هو أنت وأبوك يانصاب يا بن النصاب.
قال له صديقه: سافر إلى باريس لتتسلى وتنسى ويعود إليك عقلك. قال: رائحة طرف ثوبها تساوي عطور باريس مجتمعة.
عاد أبوه فقال بعد أن اشتد بالولد الوجد والعشق: إن لم تعد إلى رشدك سوف أطردك من البيت وأحرمك من أمك وأخوتك. قال: للبيت أسوار وأنا مجنون.
عاد أصدقاؤه وأخبروه أنهم رأوها خارجة ذات نهار مع فلان.
قال: الإنسان ضعيف، يخطئ ويصيب. وأخيرا عثر أبوه على الحل: إذا تزوجتها فأمك طالق..!!
هنا عاد بدوينا إلى نصف رشده. وقع في مطب حب آخر: أمه وأخوته والبيت الدافئ. جاءني ينتحب ودموعه تسبق كلماته: أنقذوني من حبها.. لن أضحي بوالدتي لحسابها.
قلت: لقد ضحوا قبلك بعروش تخر لها الجبال من أجل عيونهن، لأنهم كانوا مجانين. بمقدورك أن تلحق بقافلة المجانين التاريخية أو تعود إلى عقلك وحضن أمك.
قال: أرسلوني إلى باريس. قلت: سمعا وطاعة. سافر إلى باريس وغاب ثلاثة أسابيع أصابه خلالها الفلس من مكالمات الحبيبة. اتصل بي يعلن إفلاسه.
قلت له: نحن أيضا ننفض أيدينا، لم تترك لنا مخرجاً. عاد إلى بيتهم مريضا. نقلناه إلى المستشفى. تمدد هناك ثلاثة أشهر لا يطعم غير الماء. نحل جسمه وتساقط شعره. اتصلتُ بها: هل تزورينه لتعود إليه روحه؟ قالت: ما رأيك لو زرتك أنت؟
قلت: إرحمي هذا المجنون بحبك. قالت: أنا لا أحبه.. أنا أتسلى بضعفه. أقفلت السماعة
ورددت لنفسي: لله في خلقه و (بدوه) شؤون
الله يرزقني بحب بدوي
السبب في الحب .. ليس القلب ولا العين.. السبب الغباءء...!
صدق الشاعر:)
كثيرون من الناس يعتقدون أن كل سرور زائل ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم , فهم يؤمنون بموت السرور , ويكفرون بموت الحزن
أتريد السعاده حقاً . . !!؟؟
لايبحث عنها بعيداً , إنها فيك , في تفكيرك المبدع في خيالك الجميل , في إرادتك المتفائله , في قلبك المشرق بالخير
منقول من الإيميل
07 Jan 2007, 10:59 AM
ولله في( بدوه) شؤون
المواضيع المتشابهه
تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1795
الإقامة : 
الهواية : 
المشاركات : 5,243
معدل التقييم : 25
