الدين المعاملة ..

مـجـمـوع الأوسـمـة · توقيع : *ملاك*

صوت عالي وضجيج ونداء بصريخ
( مزعج جداً ) ..
كانت تناديني ، رغم أن المسافة بيننا لم تكن طويلة ،
إلا أنها كانت تنادي بصوت عالي وبنداء متتالي ..
هي من فئة البشر المتسلط ، الدكتاتوري ..
تعودت حين تنادي ، الكل يجيب ندائها ويذهب إليها مسرعاً ويعطيها كل الإهتمام ،
خشية لسانها السليط ..

مضيت بهدوء ، لأنني لا أود الحديث معها أو حتى الإلتفات لها ..
أستفزها جداً تصرفي هذا ، وأتت مسرعة أمامي ، توقفت عن الصريخ بصوتها وأكملت بنظراتها ..

بكل هدوء تبسمت وقلت لها :
قال تعالى
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ ..

لسنا بحاجة لقوة لكي نُطيع ..
ولسنا بحاجة لصوت عالي لكي نسمع ..
ولسنا بحاجة لضغط بأي حال لكي نستجيب ..

الأمر أرقى من هذا بكثير ..
وأبلغ للتفهم بالروح والعقل ..
الدين المعاملة .. نحن أمة مسلمة ، ورسولنا قدوتنا عليه افضل الصلاة والسلام ..
مثال للأخلاق الراقية ..
سمات المؤمن تميزه ، فلماذا هذا الأسلوب الغليظ الفظ ..!؟

لن تجبر أحداً على الإنقياد لك بكل حواسه ، حتى وإن احرجته واجبرته أخلاقه على مسايرتك ،
فسيكون قربه مجرد مجاملة ومسايرة مؤقته لك ،
وسيكون مجرد من الروح حينها ، وتعامله معك مجرد أداء مهمه ويتمنى إنتهائها سريعاً ..

هناك ماهو أكثر تأثيراً ووصولاً للروح ..
الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن والتعامل الراقي بكل إحترام وأدب ..
نحن سواء مهما اختلفت طبقاتنا ، وأكرمنا عند الله أتقانا ..

رُبّ همسة وصلت إلى القلب ونادت الروح ، قبل أن تصل للأذن ونسمعها ..

م/ن