آخر 10 مشاركات |
مختارات | ومَنْ طَلَبَ العُلا مِنْ غَيرِ كد أضَاعَ العُمرَ في طَلَبِ المُحَالِ |
مواضيع ننصح بقراءتها |
|
||||||||||||||||||
الصحفي مادي : الاعاقة حتمية والذكي من يتكيف مع أوضاعه
خجلت عندما شاهدته يبتسم متذكرا الصعوبات التي واجهها من اجل بلوغ ما اراده من اهداف ، و حين سمعته يتحدث عن ايجابيات الاشواط التي قطعها في رحلة البحث عن مكانة اجتماعية لشخص"عادي "، لكن عندما راقبته وهو يداعب لوحة الرقن الخاصة بالحاسوب باصابع رجليه اللتين تعودتا على الكتابة والرسم تعويضا لليدين اللتين خلق من دونهما ، ايقنت انه قطع اشواطا كبيرة للظفر بما يحظى به اليوم ، وانني لا ازال في اول اشواطي.. ، انه الصحفي عبد الكريم مادي الذي يعمل في القناة الاذاعية الثانية والذي اصبح نموذجا للارادة والتكيف الذكي مع ظروف الزمن . ولد عبد الكريم مادي مبتور اليدين الا انه لم يسمح لاعاقته ان تضعه على هامش المجتمع ،فقد كان موقنا بضرورة مشاركة الجميع في بناء المجتمع ، بغض النظر عن الخصوصيات ، فنجح في رسم صورة مغايرة عن ما يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة ان يضيفوه من نجاحات وابداع في هذا العالم الذي لم يستطع الى اليوم تحديد الطريقة المثلى لمرافقة وحماية هذه الشريحة من اجل اندماج احسن . التمرد على الاقصاء بعد سنوات من التأخر الدراسي حظي عبد الكريم بفرصة للتمدرس كغيره من الاطفال في حالة كانت شبيهة بالمعجزة بعد ان تمكن من افتكاك توصية خاصة من مدير التربية لولاية تيزي وزو الذي بُهر بمستوى الطفل، ليدمج في السنة السادسة ابتدائي مباشرة ،" وهذا بفضل ما لقنتني اياه اختي الكبرى يقول" - عبد الكريم - "فقد اخذت طوال سنوات بقائي في البيت دروسا في القراءة واللغة والكتابة.."، وواصل القتى دراسته بالرغم من فارق السنين مع اقرانه وصعوبات الكتابة التي اصبح يتقنها بانامل رجليه وتدرج في المؤساسات التربوية الى ان حصل على شهادة الباكالوريا في تخصص اللغات عام 2002 ، والتحق بمعهد الإعلام و الاتصال تبعا لنصائح المتابعين له والاصدقاء الذين راوا فيه الاجتماعية والتفاعلية اللازمتين لدخول هذا المجال . اندماج اجتماعي مميز ويتميز عبد الكريم بصفة التفاعل العفوي البسيط والمرح مع من يحيطون به، وهو ما ساعده على الاندماج السريع والفعال في محيطه الاجتماعي ، فلم يفوت فرصة خروجه الى ما وراء قريته الصغيرة ليطلق افكاره واراءه حول كل ما كان يدور حوله من احداث من خلال جمعية ثقافية علمية اسسها مع عدد من الشباب في مدينته ذراع بن خدة، وهي الجمعية التي التف حولها معظم شباب المنطقة لما قدمته من خدمات وتوجيهات لا سيما فيما يخص اصحاب الاحتياجات الخاصة ..، ولدى التحاقه بالجامعة قام بتشكيل جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة وهي الجمعية التي لاقت صدى كبيرا في اوساط الجامعيين كما ساهمت في انشاء مكتبة خاصة بالمكفوفين في مدينته ، كما كان من ضمن المساهمين في التأسيس للاستراتيجية الوطنية لسياسة الطفولة و التي اشرفت عليها الوزارة المنتدبة للتضامن الوطني المكلفة بالاسرة وقضايا المراة في السنوات الاخيرة ، كما استفاد من عدد من التربصات الدولية التي صقلت معارفه في المجال الحقوقي حيث سافر الى كل من المجر و المغرب ليتلقى تكوينا في مجال حقوق الانسان، كما شارك بمحاضرة تخص ذوي الاحتياجات الخاصة في منتدى شباب الجامعة العربية في مصر، اضافة الى مساهمته في مهرجان الشباب العالمي في تركيا . جاء اهتمام عبد الكريم بهذه المنظمات الحقوقية بعد ان تنامي وعيه بحيوية تربية حقوق الانسان كانسان بالدرجة الاولى لا كهوية اومكانة اجتماعية ، و من اجل ان ينهل ويفيد شرائح اخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة بمفاتيح دفاعية عن حقوقها، "كنت اركز في محاضراتي ومشاركاتي في الجمعيات على تكوين هذه الفئة لتنمي قدرتها للدفاع على حقوقها من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بشكل عادي ،لان الأمر حتمي وليس اختيارنا نحن كمعاقين وبالتالي يجب ان نطرح بدائل في هذا الخصوص" يقول عبد الكريم . كلنا مختلفون وكلنا متساوون ويصر عبد الكريم مادي على ضرورة التوقف عن معالجة مواضيع المعاقين على اساس انهم اشخاص غرباء وفئة خارج العادة من اجل الاستمتاع العقلي أو لفتح نقاشات عامة لا تأتي بالجديد والملموس لهذه الفئة بقدر ما تضرهم ، واوضح ان توفير الفرص بشكل متساو سيكون الطريقة الامثل لمساعدة هاته الفئة التي حرمت من الكثير بسبب اقتصار المساعدات لها على اشكال محددة لا غير، ويعتبر كريم ان الاختلاف قد يكون سببا في التميز إلا أن حصول كل الاشخاص سواء كانوا عاديين او من ذوي الاحتياجات الخاصة على نفس فرص التعليم والتكوين والتوظيف قد يفتح الباب لمسح صورة المسكنة والحاجة التي الصقت بشريحة المعاقين ويعتقد كريم انه اذا ما تمت مواصلة الجهود لتوفير ما يجب مثلا على مستوى الجامعات لفائدة الفئات الخاصة من خلال تهيئة الجامعات وتشغيل المساعدين الاجتماعيين لمرافقة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال مشوارهم الجامعي ، وكذلك تطبيق مبدأ تشغيل المعاق بدل ارسال معونات لعائلته في مناسبات معينة قد يسهم في التخلص من التبعية التي فرضت على الفئة ، ويرى كريم ان الاحتماء بالنصوص القانونية المتاحة في الوقت الراهن افضل من الاختباء وراءالحقرة والتهميش ، " وإن لم يجد هذا القانون الذي يحميه فليتجه الى المجتمع المدني ولينظموا انفسهم ويحولوا مشاكلهم الى قضية وطنية" ، هناك وسائل كثيرة جدا لاسترجاع حقوق هذه الشريحة إذ يجب ان تاخذ زمام نفسها بنفسها "فلا تنتظروا من الحركات النسوية او الرياضية او الطلابية ان تناضل من اجلكم وتاتيكم بالجديد اذا اردنا تحقيق مكاسب فلابد من النضال بأنفسنا".. وسائل الاعلام مسؤولة على تطبيع رؤية جديدة نحو المعاق التحق كريم بالاذاعة عام 2003 بعد ان استضيف في برنامج للقناة الاذاعية الثانية ولفت انتباه مدير القناة، و الذي اعطاه الفرصة ليبرز موهبته في التفاعل المباشر مع المستمعين وكذا كفاءته في معالجة المواضيع والاخبار، وينشط كريم اليوم عددا هاما من البرامج في القناة الثانية ويعكف على اعدادها بنفسه وتقديم الصورة الملائمة لكل موضوع يطرحه، كما يحرص على انهاء التركيب "المونتاج" والرقن بنفسه.. وبرجله ، تجسيدا لقناعته بان "الاعاقة حتمية ومن الذكاء التكيف مع الواقع بما يسهل علينا الحياة" . و ينسق كريم ايضا مع التلفزيون الجزائري من خلال برنامج خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، ويحاول ان يساهم في صناعة توجه وطني جديد على ان هذه الفئة ليست فئة للشفقة ، وعلى وسائل الاعلام ان تعمل على تطبيع اشياء في المجتمع تتعلق بنظرة جديدة ازاء ذوي الاحتياجات الخاصة ،"الاعلام مسؤول بالدرجة الاولى على تطبيع مفاهيم جديدة حول المعاقين ، فانا لا ارى أي جدوى من استصدار عناوين تقول ان معاق يسرق هاتف نقال او مكفوفون يحترفون التسول لان هذا يخلق اعاقة نفسية اخرى لدى هذه الفئة ، وما اقوله لزملائي في الاعلام هو ان" يوجهوا الراي العام الوطني نحو امكانية تحويل هذه الفئة ذات الاحتياجات الخاصة الى فئة تشارك في المجتمع لا أن تكون عبئا عليه". البقاء خارج دائرة القرار سيبقينا مقصيين اشكالية المعاق في الجزائر بالنسبة للصحفي عبد الكريم مادي تكمن في كيفية صنع راي عام وطني يرتكز على ان هذه الفئة قادرة على التكفل بنفسها بشرط ان نوفرلها المحيط او المناخ اللازم وهذا يندرج في سياسة التنشئة الاجتماعية والثقافية للمجتمع" فحكم الناس علي لا يهمني بل ما ابرزه لهؤلاء هو ما يهم "، لابد ان نتسلح بثقافة الاستقلالية وان نتخلى عن ثقافة الشفقة "فعقلية اليبيرالية عقلية جيدة بالنسبة لحالتي ولأمثالي لانها تتعلق بالتكفل بالذات من دون انتظار أي اعانة اواستجداء اشخاص اخرين " يقول كريم "هناك من يستحق التكفل في الوقت الراهن لكن العمل الاكبر يجب ان يكون على المستوى النضالي من اجل الظفر بمكاسب حقوقية للمعاقين "فاذا بقينا خارج دائرة القرار فاننا سنكون مقصيين عن هذه هي المعادلة". ويتساءل كريم عن اسباب عدم التفكير في ادراج مقعد او اكثر من ذلك لذوي الاحياجات الخاصة في المجلس الشعبي الوطني أو لشخصيات تعكف على التكفل بهم ومتابعة التطبيق القانوني لضمان حقوقهم على اساس المساواة ، "لا يجب ان نحصرحياتنا في التفاهات بل في المشروع الحقيقي لحياتنا ولا نريد مواطنة من خلال الشفقة بل من خلال الادماج واظهار النية الحسنة في مرافقة هذه الفئة للتكفل بنفسها فعلى المؤسسات الاقتصادية والحركات الاجتماعية ان تغير من سلوكاتها بدل تمويل قفة رمضان اوتمويل حملات ظرفية بنية الظفر بخصومات ضريبية وان تتجه الى ادماج المعاقين الذين يضمنون فعالية اكبر في الشغل وكذلك التفكير بجدية في رفع الاقصاء المزدوج الذي تعيشه النساء المعاقات لا سيما اللواتي يعشن في المناطق النائية لتحقيق مبدا المساواة من مبدا الكرامة والادماج على اساس الكفاءة والفعالية. شخصيات طبعت وجوهها في ذاكرته وكأي شاب جزائري، يناضل عبد الكريم من اجل الحصول على ظروف احسن للعيش مع اسرته الصغيرة ، فبالرغم من كل شيء وجد نفسه يبحث مع الجميع على فرصة للحصول على سكن وعلى ظروف كريمة للعيش مع اسرته التي ملأت حياته سعادة، "استطيع ان اواصل في مسعاي بعد كل ما حصلت عليه من مكاسب وانا اشد ازري باسرتي وبكل الاشخاص الذين ساعدوني منذ بداياتي الاولى انطلاقا من اختي التي ساعدتني على تعلم اولى الحروف ومدير التربية لولاية تيزي وزو ، ومدير القناة الإذاعية الثانية السابق و مجموعة من الحقوقيين والممارسين من زملائي في الاعلام الذين لم يدخروا الجهود للدفع بي الى الامام لتجارب انسانية شكلت رؤيتي الجديدة حول حقيقة ان تكون معاقا و كيف تتطلب هذه الحقيقة ان تتعامل معها. المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية / زهور اقنيني
|
30 Aug 2012, 03:38 PM | [ 2 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: الصحفي مادي : الاعاقة حتمية والذكي من يتكيف مع أوضاعه
سبحان الله العظيم لم تمنعه إعاقته من القيام بعمله والتميز في أدائه إنها والله الهمّة ولا غيرها ألف شكر لك أخي محمد |
||||||||
|
|||||||||
31 Aug 2012, 02:48 PM | [ 3 ] | ||||||||
مشرفة المنتديات الأدبية والتعليمية
|
رد: الصحفي مادي : الاعاقة حتمية والذكي من يتكيف مع أوضاعه
سبحان الله مشكور محمد ما قصرت |
||||||||
|
|||||||||
05 Sep 2012, 10:49 PM | [ 4 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: الصحفي مادي : الاعاقة حتمية والذكي من يتكيف مع أوضاعه
بالعزيمة والإصرار يستطيع المرء تجاوز كل العقبات بارك الله فيك أخي |
|||||||
|
||||||||
06 Sep 2012, 08:17 AM | [ 5 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: الصحفي مادي : الاعاقة حتمية والذكي من يتكيف مع أوضاعه
السلطان كيان إنسانة شمس الأصيل حياكم الله ومنورين وشكراً لتواجدكم الدائم |
||||||||