|
|||||||||||||||||
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، ويصطفي من شاء بكل حكمة واقتدار، أشهد أن لا إله إلا هو الكبير المتعال، الواحد القهار، العزيز الجبار، وأصلي على النبي المختار، سيد ولد عدنان، والمصطفى من بين الأنام، المبلغ عن ربه دين الإسلام، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:فلقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم -هدي في التعامل مع الريح ومنه: أولاً: أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن سب الريح، فقال عليه الصلاة والسلام:« الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا مِنْ شَرِّهَا» أخرجه أحمد(13/69)، أبو داود(5097)، وابن ماجه(3859) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بإسناد حسن، فقوله - صلى الله عليه وسلم -:« الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ »معنى الرَوْحُ أي: من رحمة الله بعباده. وقال - صلى الله عليه وسلم -:« لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ » أخرجه أحمد(35/75)، والترمذي(2252) عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -، وقال عنه الترمذي حديث حسن صحيح)؛ وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه. فسابُّها - عباد الله - لا يخلو من أحد أمرين:الأول: إنْ سبها على أنها فاعلة بذاتها - أي أنها هي القائمة بالفعل بذاتها بدون تأثير من الله - فهذا شرك أكبر. والثاني: إنْ سبها وهو يعتقد أنها مخلوقة مأمورة، فهذا من المحرمات المنقصة لكمال توحيد العبد. قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - ولا ينبغي لأحد أن يسب الرياح فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجند من أجناده يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء) الأم(12/55). ثانياً: ومن هديه r أنه إذا هاجت الريح سأل الله خيرها واستعاذ من شرها، تقول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – كان النبي - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:« لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ ] فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [» أخرجه مسلم. ثالثاً: كان من هديه r إذا اشتدت الريح أن يقول:اللَّهُمَّ لِقَحَاً لَا عَقَيْمَاً، فعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا اشتدت الريح يقول:«اللَّهُمَّ لِقَحَاً لَا عَقَيْمَاً »أخرجه الحاكم في المستدرك(4/318)، وابن السني في عمل اليوم الليلة(299) بإسناد صحيح،ومعنى:« لِقَحَاً »أي حامل للماء كاللقِحَة من الإبل، والعقيم التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها). فيض القدير(5/101). رابعاً:كان من هديه r إذا هاجت ريح عظيمة أن يكثر من التكبير، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يُجَلِّي الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ» أخرجه أبو يعلى في مسنده(3/450)، وابن السني في عمل اليوم الليلة(284)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/138): رواه أبو يعلى وفيه عنبسة بن عبدالرحمن وهو متروك. وقال الشافعي في مسنده أخبرني من لا أتهم وذكر إسناده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما – قال ما هبت ريح إلا جثا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ركبتيه، وقال:«اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً، وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا»). مسند الشافعي (ص:81)، والطبراني في الدعاء(1/303). تنبيه: إن مما ينبغي الحذر منه هو نسبة هذه الظواهر إلى الطبيعة كما يسميها بعضهمغضب الطبيعة)! وكما يقول بعضهم: إن هذه ظواهر طبيعية لها أسباب معروفة لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم، كما يجرى ذلك على بعض الألسنة، حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها ولا يعتبرون بها. قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟ إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله - عز وجل -، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا؛ إما سببًا شرعياً، وإما سببًا حسيًا، هكذا جرت سنه الله عز وجل). نسأل الله - عز وجل - أن يجعلني وإياكم من الذين إذا وُعِظُوا اتعظوا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. إعداد
الفقير إلى عفو سيده ومولاه د. ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان
|
22 Mar 2014, 01:23 AM | [ 2 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
جزاك الله خير و لا حرمك ربي الأجر . |
|||||||
22 Mar 2014, 01:08 PM | [ 3 ] | ||||||||
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
اللهم صل وسلم عليه بارك الله فيك يا الغالية وجعلها في ميزان حسناتك
|
||||||||
22 Mar 2014, 02:02 PM | [ 4 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
ولنا فيه صلى الله عليه وسلم خير قدوة وخير أسوة حسنة بأبي أنت وأمي يا رسول الله والله يجزاك كل خير يا مشرفتنا ملاك |
||||||||
22 Mar 2014, 03:28 PM | [ 5 ] | ||||||||
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
جزاك الله خير وجعلك الله مباركا اينما كنت وبيض الله وجهك وبارك الله في عمرك لكِ شكري |
||||||||
09 Jan 2015, 09:21 PM | [ 6 ] | |||||||
<img border=
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
وفقك الله ورعاك لما يحب ويرضى وجزاك خير وجعله في ميزان حسناتك |
|||||||
26 Jan 2015, 01:53 AM | [ 7 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح
اسأل الله العظيم أن يرزقكم الفردوس الأعلى من الجنان. وأن يثيبكم البارئ خير الثواب على ردكم الطيب دمتم برضى الرحمن |
||||||||