|
|||||||||||||||||
سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
عَلَامَاتُ القَلْبِ السَّلِيمِ : قَالَ اللّهُ تَعَالَى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } العَلَامَةُ الأُولَى: أَنْ يَكُونَ سَالِمًا مِنْ مَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُهُ اللّهُ ، فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ سَلَامَتُهُ مِنَ الشِّرْكِ الَجلِيِّ وَالخَفِيِّ ، وَمِنَ الأَهْوَاءِ وَالبِدَعِ ، وَمِنَ الفُسُوقِ وَالمَعَاصِي - كَبَائِرِهَا وَصَغَائِرِهَا - الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ ، كَالرِّيَاءِ ، وَالعُجْبِ ، وَالغِلِّ ، وَالغِشِّ ، وَالحِقْدِ ، وَالحَسَدِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ . عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النَّاسِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : « كُلُّ مَخْمُومِ القَلْبِ ، صَدُوقِ اللِّسَانِ » . قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ القَلْبِ ؟ قَالَ : « هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ ، وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ » . هذا القلبُ أحبُّ القلوبِ إِلَى اللّهِ وأكثَرُهَا " خيراً ، تنبعُ منهُ عيونُ الخيرِ ، وتتفجرُ منهُ ينابيعُ البرِّ ، ومبارُّ اللّهِ ونِعَمُهُ تغشاهُ عَلَى الدَّوَامِ " . العَلَامَةُ الثَّانِيَةُ : أَنْ يَرْتَحِلَ عَنِ الدُّنيَا حَتَّى يَنْزِلَ بِالآخِرَةِ ، وَيَحِلَّ فِيهَا ، حَتَّى يَبْقَى كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِهَا وَأَبْنَائِهَا ، جَاءَ إِلَى هَذِهِ الدَّارِ غَرِيبًا يَأْخُذُ مِنْهَا حَاجَتَهُ ، وَيَعُودُ إِلَى وَطَنِهِ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما : « كُنْ فِي الدُّنيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ القُبُورِ » . وَكُلَّمَا صَحَّ القَلْبُ مِنْ مَرَضِهِ ؛ تَرَحَّلَ إِلَى الآخِرَةِ ، وَقَرُبَ مِنْهَا ، حَتَّى يَصِيرَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَكُلَّمَا مَرِضَ القَلْبُ وَاعْتَلَّ ، آثَرَ الدُّنْيَا وَاسْتَوْطَنَهَا ، حَتَّى يَصِيرَ مِنْ أَهْلِهَا . العَلَامَةُ الثالثةُ : أَنَّهُ لَا يَزَالُ يَضْرِبُ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُنِيبَ إِلَى اللّهِ ، وَيُخْبِتَ إِلَيْهِ ، وَيَتَعَلَّقَ بِهِ تَعَلُّقَ المُحِبِّ المُضْطَرِّ إِلَى مَحْبُوبِهِ ، الَّذِي لَا حَيَاةَ لَهُ ، وَلَا فَلَاحَ ، وَلَا نَعِيمَ ، وَلَا سُرُورَ ؛ إِلَّا بِرِضَاهُ وَقُرْبِهِ وَالأُنْسِ بِهِ ، فَبِهِ يَطْمَئِنُّ ، وَإِلَيْهِ يَسْكُنُ ، وَإِلَيْهِ يَأْوِي ، وَبِهِ يَفْرَحُ ، وَعَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ ، وَبِهِ يَثِقُ ، وَإِيَّاهُ يَرْجُو ، وَلَهُ يَخَافُ . « فَيَا لَهُ مِنْ قَلْبٍ ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ ، وَمِنْ قُرْبِهِ مَا أَحْظَاهُ » . قَالَ اللّهُ تَعَالَى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } . العَلَامَةُ الرابعةُ : أَنَّهُ لَا يَفْتُرُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ، وَلَا يَسْأَمُ مِنْ خِدْمَتِهِ ، وَلَا يَأْنَسُ بِغَيْرِهِ ، إِلَّا بِمَنْ يَدُلُّهُ عَلَيْهِ ، وَيُذَكِّرُهُ بِهِ ، وَيُذَاكِرُهُ بِهَذَا الأَمْرِ . العَلَامَةُ الخامسةُ : أَنَّهُ « إِذَا عُرِضَتْ عَلَيْهِ القَبَائِحُ ؛ نَفَرَ مِنْهَا بِطَبْعِهِ ، وَأَبْغَضَهَا ، وَلَمْ يَلْتَفِتَ إِلَيْهَا » ، حَيَاؤُهُ يَمْنَعُهُ عَنِ القَبَائِحِ ، وَالحَيَاءُ « هُوَ مَادَّةُ حَيَاةِ القَلْبِ ، وَهُوَ أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ ، وَذَهَابُهُ ذَهَابُ الخَيْرِ أَجْمَعِهِ ». عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَع مَا شِئْتَ » . العَلَامَةُ السادسةُ : أَنَّهُ إِذَا فَاتَتْهُ طَاعَةٌ مِنَ الطَّاعَاتِ ، وَجَدَ لِفَوَاتِهَا أَلَمًا أَعْظَمَ مِنْ تَأَلُّمِ الحَرِيصِ بِفَوَاتِ مَالِهِ وَفَقدِهِ . كَمَنْ يَحْزَنُ عَلَى فَوتِ الجَمَاعَةِ ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَو تُقُبِّلَت مِنْهُ صَلَاتُهُ مُنْفَرِدًا ، فَإِنَّهُ قَدْ فَاتَهُ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ضِعْفًا . وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا يُعَانِي البَيْعَ وَالشِّرَاءَ يَفُوتُهُ صَفْقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي بَلَدِهِ - مِنْ غَيْرِ سَفَرٍ وَلَا مَشَقَّةٍ - قِيمَتُهَا سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِينَارًا، لأَكَلَ يَدَيْهِ نَدَمًا وَأَسَفًا . فَكَيْفَ وَكُلُّ ضِعْفٍ مِمَّا تُضَاعَفُ بِهِ صَلَاةُ الجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ ، وَأَلْفِ أَلْفٍ ، وَمَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى ؟! العَلَامَةُ السَّابعةُ : أَنَّهُ يَشْتَاقُ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِ ، كَمَا يَشْتَاقُ الجَائِعُ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ . فَلَوْ عَطَّلَ « الطَّاعَاتِ لَضَاقَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، وَأَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ كَأَنَّهُ الحُوتُ إِذَا فَارَقَ المَاءَ حَتَّى يُعاوِدَهَا ، فَتَسْكُنُ نَفْسُهُ وَتَقَرُّ عَيْنُهُ » . العَلَامَةُ الثَّامِنَةُ : أَنَّهُ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ ذَهَبَ عَنْهُ هَمُّهُ وَغَمُّهُ بِالدُّنْيَا ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ خُرُوجُهُ مِنْهَا ، وَوَجَدَ فِيهَا رَاحَتَهُ وَنَعِيمَهُ ، وَقُرَّةَ عَيْنِهِ وَسُرُورَ قَلْبِهِ . كَمَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " يَا بِلالُ أَقِمِ الصَّلاةَ ، أَرِحْنا بِهَا " . وَلَمْ يَقُلْ : أَرِحْنَا مِنْهَا ، كَمَا يَقُولُ المُبْطِلُونَ الغَافِلونَ . وَقَال صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ " حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ ، وَجُعِلَت قُرَّةُ عَينِي في الصَّلاةِ " . « وَمَنْ كَانَتْ قُرَّةُ عَيْنِهِ فِي شِيءٍ فَإِنَّهُ يَوَدُّ أَلَّا يُفَارِقَهُ وَلَا يَخْرُجَ مِنْهُ ، فَإِنَّ قُرَّةَ عَيْنِ العَبْدِ نَعِيمُهُ وَطِيبُ حَياتِهِ بِهِ » . العَلَامَةُ التَّاسِعَةُ : أَنْ يَكُونَ هَمُّهُ وَاحِدًا ، وَأَنْ يَكُونَ فِي اللّهِ تَعَالَى . فَيصْبِحُ وَيُمْسِي وَلَيْسَ لَهُ هَمٌّ غَيْرُ رِضَا رَبِّهِ ، « قَدْ قَطَعَ هَمُّهُ بِرَبِّهِ عَنْهُ جَمِيعَ الهُمُومِ » . فَهَذَا غَايَةُ سَعَادَةِ العَبْدِ . فَمَا أَطْيَبَ عَيشَهُ ! وَمَا أَنْعَمَ قَلْبَهُ وَأَعْظَمَ سُرُورَهُ وَفَرَحَهُ ! . العَلَامَةُ العَاشِرَةُ : أَنْ يَكُونَ أَشَحَّ بِوَقْتِهِ أَنْ يَذْهَبَ ضَائِعًا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ شُحًّا بِمَالِهِ . فَإِنَّ الفَلَاحَ كُلَّ الفَلَاحِ فِي الشُّحِّ بِالوَقْتِ . فَهُوَ « يَرَى عِزَّةَ وَقْتِهِ وَخَطَرَهُ وَشَرَفَهُ وَأَنَّهُ رَأْسُ مَالِ سَعَادَتِهِ ، فَيَبْخَلُ بِهِ أَنْ يُضَيِّعَهُ فِيمَا لَا يُقَرِّبُهُ إِلَى رَبِّهِ ؛ فَإِنَّ فِي إِضَاعَتِهِ الخُسْرَانَ وَالحَسْرَةَ وَالنَّدَامَةَ ، وَفِي حِفْظِهِ وَعِمَارَتِهِ الرِّبْحَ وَالسَّعَادَةَ ، فَيَشُحُّ بِأَنْفَاسِهِ أَنْ يُضَيِّعَهَا فِيمَا لَا يَنْفَعُهُ يَوْمَ مَعَادِهِ » . العَلَامَةُ الحَادِيَةُ عَشْرَةَ : أَنْ يَكُونَ اهْتِمَامُهُ بِتَصْحِيحِ العَمَلِ أَعْظَمَ مِنْهُ بِالعَمَلِ ، فَيَشْهَدُ سِتَّةَ مَشَاهِدٍ : المَشْهَدُ الأَوَّلُ : الإِخْلَاصُ ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الحَامِلُ وَالدَّاعِي إِلَى الطَّاعَةِ ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى . المَشْهَدُ الثَّانِي : مَشْهَدُ الصِّدقِ وَالنُّصحِ ، وَهُوَ أَنَّ يُفَرِّغَ قَلْبَهُ للّهِ فِي الطَّاعَةِ ، وَيَسْتَفْرِغَ جُهْدَهُ فِي إِقْبَالِهِ فِيهَا عَلَى اللّهِ ، وَجَمْعِ قَلْبِهِ عَلَيْهَا ، وَإِيقَاعِهَا عَلَى أَحْسَنِ الوجُوهِ وَأَكْمَلِهَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا . المَشْهَدُ الثَّالِثُ : مَشْهَدُ المُتَابَعَةِ وَالاقْتِدَاءِ ، بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ . المَشْهَدُ الرَّابِعُ : مَشْهَدُ الإِحْسَانِ ، وَهُوَ مَشْهَدُ المُرَاقَبَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَعْبُدَ اللّهَ كَأَنَّهُ يَرَاهُ . المَشْهَدُ الخَامِسُ : مَشْهَدُ المِنَّةِ ، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ المِنَّةَ للّهِ - سُبْحَانَهُ - فِي أَيِّ طَاعَةٍ يَفْعَلُهَا . قَالَ اللّهُ تَعَالَى : { بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } . المَشْهَد السَّادِسُ : مَشْهَدُ التَّقْصِيرِ ، وَأَنَّ العَبْدَ لَوِ اجْتَهَدَ فِي القِيَامِ بِالأَمْرِ غَايَةَ الاجْتِهَادِ وَبَذَلَ وُسْعَهُ فَهُوَ مُقَصِّرٌ ، وَحَقُّ اللّهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالَّذِي يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقَابَلَ بِهِ مِنْ الطَّاعَةِ وَالعُبُودِيَّةِ وَالخِدْمَةِ فَوْقَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ ، وَأَنَّ عَظَمَتَهُ وَجَلَالَهُ سُبْحَانَهُ يَقْتَضِي مِنَ العُبُودِيَّةِ مَا يَلِيقُ بِهَا . فَهَذِهِ سِتَّةُ مَشَاهِدٍ لَا يَشْهَدُهُا إِلَّا القَلْبُ الحَيُّ السَّلِيمُ . وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ يَخَافُ أَنْ لا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ . عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قَالَتْ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : « لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ، وَهُم يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُم ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ » . فَيَا لَهَا مِنْ مَشَاهِدَ ، مَا أَجَلَّهَا وَأَعْلَاهَا ، وَمَا أَعْظَمَ حَظَّ مَنْ نَالَهَا وَتَبَوَّأَ عُلَاهَا . وَبِالجُمْلَةِ ؛ فَالقَلْبُ السَّلِيمُ : هَمُّهُ كُلُّهُ فِي اللّهِ ، وَحُبُّهُ كُلُّهُ لَهُ ، وَقَصْدُهُ لَهُ ، أَفْكَارُهُ تَحُومُ عَلَى مَرَاضِيهِ وَمَحَابِّهِ . فَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ للّهِ ، وَإِنْ نَطَقَ نَطَقَ للّهِ وَبِاللّهِ ، وَإِنْ تَحَرَّكَ فَبِأَمْرِ اللّهِ ، وَإِنْ سَكَنَ فَسُكُونُهُ اسْتِعَانَةٌ عَلَى مَرْضَاةِ اللّهِ . لَا يَفْرَحُ بِمَوْجُودٍ ، وَلَا يَأْسَى عَلَى مَفْقُودٍ . فَلَا يَسْتَغْنِي إِلَّا بِاللّهِ ، وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَّا إِلَى اللّهِ ، وَلَا يَفْرَحُ إِلَّا بِمُوَافَقَتِهِ لِمَرْضَاةِ اللّهِ ، وَلَا يَحْزَنُ إِلَّا عَلَى مَا فَاتَهُ مِنَ اللّهِ ، وَلَا يَخَافُ إِلَّا أَنْ يَفُوتَهُ رِضَا اللّهِ ، وَسَيْرُهُ دَائِمًا إِلَى اللّهِ ، تَعْتَرِضُهُ كَثْرَةُ جُيُوشِ الشَّهَوَاتِ ، وَتُغِيرُ عَلَى قَلْبِهِ كُلَّ وَقَتٍ ، فَهُوَ هَارِبٌ إِلَى رَبِّهِ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الجُيُوشِ ، يَتَحَمَّلُ مِنْهَا لأَجْلِ اللّهِ مَا لَا تَتَحَمَّلُهُ الجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ . وَحَالُهُ كَمَا قِيلَ : تَزُولُ الجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ وَقَلْبُهُ ... عَلَى العَهْدِ لَا يَلْوِي وَلَا يَتَغَيَّرُ هَذِهِ عَلَامَاتُ القَلْبِ السَّلِيمِ ، فَلَهُ النَّعِيمُ المُقِيمُ ، وَالعَيْشُ السَّلِيمُ ، فِي جِوَارِ الرَّبِّ الكَرِيمِ . فَلنَتَأَمَّلْ قَدْرَ هَذِهِ الصِّفَاتِ ، وَلْنَتَدَبَّرهَا حَقَّ التَّدَبُّرِ ، وَلْنَزِنْ أَنْفُسَنَا بِهَا ، وَلْنَنْظُرْ أَينَ نَحْنُ مِنْهَا ؟! و لا يقنط الإنسان من رحمة الله ، والله تعالى يقول : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . فإذا رأى الله تعالى الصدقَ من العبدِ أعطاه فوقَ ما يؤمل ، وهو سبحانه الكريم . نَسْأَلُ اللّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الحُسنَى وصِفَاتِهِ العُلَى ، أَنْ يَرْزُقَنَا قُلُوبًا سَلِيمَةً ، إِنَّهُ وَليُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ . اللهم صل وسلم وبارك على سيدي رسول الله ، وعل آله وصحبه . والحمد لله رب العالمين . و للحديث بقية ...
|
22 Jan 2011, 07:53 AM | [ 2 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
جزاكـ الله خير أخوي متأمل يثبت لمدة إسبوع أرجو من أحد المراقبين وضعه بالتنبيهات |
||||||||
22 Jan 2011, 01:59 PM | [ 3 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
جزاكـ الله كل خير وبارك الله فيك وفيما كتبت وجعله الله في ميزآن حسناتكـ .. |
|||||||
22 Jan 2011, 02:25 PM | [ 4 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
يا هلا والله بأخونا الغالي متامل وعاش من شافك بعد طوّل غيابك والله يجزاك كل خير ويثيبك على هذه المواضيع الطيبة والله لا يحرمك اجرها |
||||||||
22 Jan 2011, 11:16 PM | [ 5 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
بورك فيكم جميعا . أهلا بك أخي العزيز " السلطان " نغيب لظروف ، ونعود بإذن الله تعالى . ألف شكرا لك . |
||||||||
23 Jan 2011, 12:08 AM | [ 6 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
جزاك الله خير أخوي متأمل وكتب أجرك ونفع بعلمك ووفقك لكل خير . |
|||||||
23 Jan 2011, 12:50 AM | [ 7 ] | ||||||||
شاعر
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
الله يجزاك خير اخي متامل ويجعل ماطرحت في موازين حسناتك دمت بخير |
||||||||
23 Jan 2011, 02:09 AM | [ 8 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
^ ^ بورك في الجهود أخي متأمل ولا حرمك الله أجرها ........................ |
||||||||
23 Jan 2011, 09:45 AM | [ 9 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
جزاك الله خير جعله الله في ميزان حسناتك ....................... |
|||||||
23 Jan 2011, 11:15 AM | [ 10 ] | |||||||
|
رد: سلسلة إصلاح االقلوب " 5 "
الله يعطيك العافية و لا يحرمك الاجر |
|||||||